سَرَت نَسمَةُ الفردَوسِ مِن أَرضِ مَكَّةِ | |
|
| بريحِ الصَّبَا فآشتاقَتِ السيرَ جَلبَتي |
|
وَيَمّمَهَا نَحوَ السُّهيلِ بِخمسةٍ | |
|
| نهاراً إلى المِسمَارِيَاتِ بعَزمَةِ |
|
وَزَيِّدَهَا زَامينِ في القُطبِ تَستَوِي | |
|
| بِجَوشِ يَسَارٍ عَجزُهَا غَربَ ناقَتي |
|
وَكَانً هُناكَ النَّسرُ في الشَّرقِ تِسعةً | |
|
| مَعَ شاميِ الشامي نِعِمَّ هِدَايَتِي |
|
وَمَوسِمُهَا سَبعُونَ مِن بَعدِ مايَةٍ | |
|
| إلى اليَمَنِ الفَيحَاءِ أرضِ الأحِبَّةِ |
|
وَسَارَت على شَرقِ الحمارَينِ تَهتَدي | |
|
| ثَمَانِيَةَ آزوَامٍ بِيَومٍ ولَيلَةِ |
|
وَصِرنَا على التَّحقيقِ في جاهِ تِسعَةٍ | |
|
| وصَارَت بشامي آلشامِ والنسرِ قَيسَتِي |
|
على ذلكَ الشامِي هُنَاكَ مُحَقَّقٌ | |
|
| ثمانٍ ونصفٌ في الجُدَيِّ بِتِسعَةِ |
|
ولكنَّ ذا القياسَ قد غابَ وقتُهُ | |
|
| يُقَاسُ ولا ينقاسُ إلاّ بشُبهَةِ |
|
فما عِندَنَا إلا قياسُ قصيدتي | |
|
| على شاميِ الشاميِّ والنسرُ مُثبِتِي |
|
ولا تَعتَمِد في نَظمِ غيري ونَثرِهِ | |
|
| خُذِ الصِّدقَ لا تَتبَع طريقَ الغَوَايَةِ |
|
وَزِدهُ يَسيراً في الحمارَينِ مِثلَهَا | |
|
| ثَمانِيَةَ آزوَامٍ تَسيرُ بِصُحبَتِي |
|
إلى جَاهِ ذُبَّانينِ والسيرُ مِثلُهُ | |
|
| مَعَ شاميِ الشاميِّ مَرسَاكَ حَمضَتي |
|
وَبَحرِيَّهَا شَمرٌ وَمَرقَطُ مِثلُهَا | |
|
| هُناكَ الفَصَيليَّاتُ فَآسمَع هدايَتِي |
|
حوالَيهُمُ في البَحرِ ثمَّ جنوبَهُم | |
|
| عروقٌ على الخَبتِ الشهيرِ غزيرةِ |
|
عُروقَ الفَصَيلِيَّاتِ قد سُمِّيَت هُنَا | |
|
| تراهُنَّ في الجَوَّاشِ يا آبنَ الكريمةِ |
|
إذا كُنتَ في البَحرِ الكبيرِ مُسَافِراً | |
|
| إلى الشام قَالِب للمغيبِ بِشَملَةِ |
|
فإن كُنتَ في هذي الطريقِ مدبِّراً | |
|
| لَكَ الأمنُ في وَصفِي الذي في قصيدَتِي |
|
وإن كنت يا رُبَّانُ يوماً مقابلاً | |
|
| لجاهِ ثمانٍ فآفتَهِم لوصيَّتي |
|
وَزِدهُ مِنَ الأزوامِ عشراً ترى بها | |
|
| لِسَيبَانَ أوتَاداً أوِ الجوُّ غَبرَةِ |
|
وإن كانَ ما في الجوِّ سُحبٌ وغبرةٌ | |
|
| ترى قَبلَهُ الحَجوَ بِصَفوٍ وَصحوَةِ |
|
ترى النسرَ فيه والذراعَ مُحَكَّمَاً | |
|
| لِسبعٍ ونصفٍ لَيسَ فيهنَّ مريةِ |
|
على فَرسَانَ النَّسرُ ثمَّ ذراعُهُ | |
|
| ثمانٍ يَشِفُّ الربعَ فوقَ الجزيرةِ |
|
وهُنَّ على رُكبَينِ ثمَّ غُرَابِهِ | |
|
| كما الجاهُ لا نَقصَ ولا مِن زيادَةِ |
|
تَسَاوَى هُنَاك الجاهُ والنسرُ يا فتى | |
|
| قريباً لبرِّ المُلِّ لا تخشَ زَلَّتي |
|
وفي الخَبتِ ذُبَّانانِ في النصفِ ضيِّقٌ | |
|
| هناكَ عروقٌ مُغزراتٌ بضيقَةِ |
|
تُقَابِلُ جربوبَ الأعاجمِ يَمنَةً | |
|
| وَحَذرَكَ مِن برِّ الأعاجمِ يَسرَتي |
|
إذا صَارَ هذا النسرُ عندَ طلوعِهِ | |
|
| مَعَ شاميِ الشامي ثمانٍ بضَيقَةِ |
|
وإن كانَ في أولِ النهارِ قياسُهُ | |
|
| تَعَرَّفهُ قَبلَ الليلِ قَبلَ المُصيبةِ |
|
ظَفِرتَ بسَيبَانَ فيا نِعمَ منتخاً | |
|
| على صَدرِهِ في الشرقِ بَل فِيهِ مَيلَةِ |
|
هنيتَ نفاذَ الأمرِ يا آبنَ مُقَدَّم | |
|
| وَأَمَّنتَ مِن أوساخِ بَحرِ المِشقَّةِ |
|
فَبِاعِدَ سَيبَانَ وَإقصِد أباعلاً | |
|
| عَلَى العَقرَبِ المشهورِ في ألفِ نِعمَةِ |
|
مَسَافَتُهُم زامانِ والريحُ طَيِّبٌ | |
|
| كَذَا ستَّةٌ للزُّقرِ كُن مُتَلَفِّتِ |
|
إلى الجَبَلِ المعروفِ وآحذَرهُ يَسرَةً | |
|
| خصوصاً إذا ما كانَ ليلٌ بظُلمِةِ |
|
فلا حاجَة لي في القياسِ ورَفعِهِ | |
|
| بَلَ السيرِ والمجرى وللوصفِ حاجتي |
|
فَإن كُنتَ مُجتاحاً بأُكمٍ ورا أُكمِ | |
|
| إلى البرِّ محتاجاً وأرضِ الحُدَيدَةِ |
|
فقدِّم لها التَكيَاتِ أوَّلَ فَجوَةٍ | |
|
| على قَدَرِ الحَايَاتِ يا ابنَ الكريمةِ |
|
فإن كُنتَ في أرض الحصيبِ ومَوشِجٍ | |
|
| لِمَأرُبَةٍ أَو في الزَّهَاوي وبَقعَةِ |
|
فأَقبِل وَلَو بالليلِ إطرَح فأرضها | |
|
| يليقُ بها الطرحُ إلى الصبحِ فَآثبُتِ |
|
فأُدخُلَ بالتقريبِ للجُزرِ لا تَكُن | |
|
| أخَا غَفَلاتٍ ما قَبِلتَ الرَّبانَة |
|
حَذَارَيكَ هذا البَطنَ عندَ شمالِهِ | |
|
| شعابٌ وأوساخٌ فَلِلثَّورِ طَحلَةِ |
|
وإيَّاكَ طحلته إن كُنتَ طالباً | |
|
| مِنَ الزُّقرِ في مَطلع سَهَيلٍ بِغَفلَةِ |
|
وأزوامُ جُزرِ الزُّقرِ للبابِ ستَّةٌ | |
|
| إذا كَمُلَت عنها الربابينً كَوَّتِ |
|
لَهَا دَخلَة عندَ النهارِ سليمةٌ | |
|
| ودَخلَتُهَا في الليلِ فيها كريهتي |
|
ودخلتُهَا بالليلِ لم تَقضِ حاجَةً | |
|
| وَرُبَّ سُهُولِ في نهارٍ وحاجَةِ |
|
فَإقضِ سريعاَ ما أردتَ مُبَادِراً | |
|
| إلى ثَغرِكَ المحروسنِ نِعمَ محلَّتي |
|
وإجر على الشِّعرى بليلٍ فَإن يَكُن | |
|
| نهارٌ فَنَحوَ الطايرِ آجرِ لِعَارَتي |
|
إذا كُنتَ في بعضِ الجلابِ ومركبٍ | |
|
| خفيفٍ ولم تَخشَ على الراسِ طحلةِ |
|
وَرُدَّ على نجمِ الثُّرَيَّا وشَرقِهَا | |
|
| لشَمسَانَ وَآدخُل نَحوَ بَندَر عَارَةِ |
|
فَيَا نِعمَ تِلكَ الدارُ أُربُطَ حَولَهَا | |
|
| بأمنِ فَيَا نِعِمَّها وَمَسَرَّتي |
|
على نَشرِ أعلامٍ ونَقطٍ وزينةٍ | |
|
| وحَمدٍ وشُكرٍ لللإلهِ بفرحتي |
|
وَصَلِّ على الهادي النبيِّ محمَّدٍ | |
|
| نبيِّ الهدى المبعوثِ في خيرِ أُمَّةِ |
|
عليه سلامُ اللهِ إن جيتَ نازلاً | |
|
| منَ الفُلكِ أو في البرِّ عُدهُ تحيَّتي |
|
نبيٌّ سما فَوقَ البُرَاقِ لربِّهِ | |
|
| نبيُّ الهدى المدفونُ في أرضِ طيبَةِ |
|