سهادٌ حَكَت عيني عُصَارةَ عَندَمِ | |
|
| وكلُّ نُجومِ الليلِ تُسأَلُ عَن دَمي |
|
وما تَرتَوي مِن عَبرَةٍ وكذا العِدَى | |
|
| ولا ذا عجيبٌ في الرئيس المُقَدَّمِ |
|
لأنَّيَ مِمَّن يُحسَدونَ على العُلَى | |
|
| أنَا التَّيمُ والدنيا كأفلَحَ أعلَمِ |
|
فَقُل لِبَني دَهري وكُلِّ مُغَفَّلٍ | |
|
| أغرَّكُمُ حِلمُ الفتى وتَبَسُّمي |
|
مَقَاسُمكُم تَسوَى جناح بَعُوضَةٍ | |
|
| ويبقَى على الدارينِ خَطِّي ومَقسَمي |
|
رخيص سيُغليني المماتُ لمَعشرٍ | |
|
| يَعَضُّونَ من بعدي الأنامِلَ بالفمِ |
|
إذا كنتُ بالعنقاءِ لم يعرفُونني | |
|
| بغيرِ إشاراتِ القريضِ المُنَظِّمِ |
|
تهزُّ لفوفَ العارفينَ إشارتي | |
|
| سروراً وتُعدي الجاهلين بزَمزَم |
|
حصرتُ نجومَ الأفقِ في البحرِ هادياً | |
|
| بها سالكَ البحرِ المحيطِ المُعَظَّمِ |
|
بخير قياساتٍ وجمِّ فوائدٍ | |
|
| فَلَم يَعتَرِض لي غيرُ جَحشِ مُعّمَّمِ |
|
إذا جِيتَهُ من بابِ عِلمٍ مُجَرَّدٍ | |
|
| تَعامَى بتعجيل الصُّراخِ المُتَرجِمِ |
|
فلا أوَّلاً تلقَى ولا آخِراً لَهُ | |
|
| ولا مستفيدٌ عِندَهُ مُتَكَلِّمِي |
|
ولمَّا رأيتُ الناسَ في الوَهمِ أَسرَفوا | |
|
| ولَم يَفرُقُوا بينَ الدَّني وَالمُقَدَّمِ |
|
حَدَتُ لَهُم حَدًَّ فَلَم يَصِلُوا لَهُ | |
|
| وزالَ بهذا الحدِّ كُلُّ التَوَهُّمِ |
|
وَألقُوا سلاحَ الجهلِ لمَّا تحقَّقُوا | |
|
| مقاليَ في عُربٍ وعُجمٍ ودَيلَمِ |
|
بقوليَ إنِّي رابِعٌ لِثَلاثَةِ | |
|
| فَحُقَّ لحُسَّادي تموتُ وتُعتمي |
|
نوادرُ عِلمِ البَحرِ عنِّي تَفَرَّعَت | |
|
| وَخَيرُ صِفَاتِ البَحرِ تَصدُرَ عَن فَمِي |
|
صِفاتي صفاتٌ للهُدَى واشايري | |
|
| بها يَهتَدي الأعمى الذي قلبُهُ عَمِي |
|
قياسي مِنَ الأخشابِ عشرون قطعةٍ | |
|
| وَأربَعُ إدراكاً على الوَصلِ والحَتمِ |
|
إذا ما بَدَت بينَ السحابِ كواكبٌ | |
|
| رميتُهُمُ عَنهُ بصايِب أسهُمِ |
|
مِنَ العِلمِ لَم تُخطيء وكانَ بخيطِهم | |
|
| وأطرافُهُ ما بينَ كَفِّي ومِعصَمِي |
|
ملايكةٌ لا ينطقونَ بكاذبٍ | |
|
| وفاقاً منَ اللهِ الجليلِ المُعَظَّمِ |
|
فَإن تُنكِرُوا عنَّي مقالي لغيبتي | |
|
| فنظميَ يَستغني بهِ كلُّ معدَمِ |
|
إليكُم مِنَ السِّحرِ الحلالِ قصيدةً | |
|
| لِعِلمِ شِهَابِ الحقِّ تَسمَى فَتُعلَمِ |
|
إذا الجَديُ واسى في ثماني أصابعٍ | |
|
| على بوريا والخوريا للمعلِّمِ |
|
فَكُن راصدَ الأشراطِ عندَ غروبِهَا | |
|
| ونَجمُ عَنَاقِ النعشِ في الشرقِ ينتمي |
|
كلاهُم ثمانٍ في القياسِ مَحرَّرٌ | |
|
| على كُلِّ راس نِصفَ ينقصُ فَآعلَمِ |
|
إذا صَعِدا نصفا ترى الجاهَ تسعةً | |
|
| وَإن نَقَصَا نِصفاً على ساجرَ الزَمِ |
|
فَقِسهُم على هذا بشرقٍ ومَغربٍ | |
|
| وأشمِل بهم وأَجنِب وأخِّر وقَدِّمِ |
|
فَوَالِ لكفّيني وتوري وقِسهُمُ | |
|
| بخَمسٍ ونِصفٍ وآدعُ وآبشِر وإعزمَ |
|
إذا فاتَ هذا أوًّلَ الليلِ فآستَخِر | |
|
| وَتَوِّه فهذا عُمدَةُ المُتَقَدِّمِ |
|
إذا كنتَ مَكِّيّاً وإن كنتَ مسقطي | |
|
| وسِنديَّ كُنت الضلعَ والرامحَ آغنَمِ |
|
ولي في عَنَاقِ النعشِ خيرُ علامَةٍ | |
|
| وَوَسمٍ تَرَوهُ بالسُّهَاءِ موَسِّمِ |
|
فَإن شيتَ علماً غيرَ هذا لتهتدي | |
|
| بِهِ قِسهُمُ بالليلِ والليل أدهمِ |
|
فَقَيِّد لهذا النطحِ عندَ غروبِهِ | |
|
| ثمانٍ لتحرير القياسِ المحكَّمِ |
|
وَإنتَخ على نَجمِ العناقِ بمشرقٍ | |
|
| مقامَ قياسِ الأصلِ فيه فَتَسلَمِ |
|
وَإن كانَ في نَجمِ العَنَاقِ قيودُكُم | |
|
| أصَابِعُ ذُبَّانينِ غيرَ تَوَهُّمِ |
|
تَرَ النَّطحَ إن جاوَزتَ دابولَ واكِداً | |
|
| على كُلِّ رأسٍ سيرُه لا تَكُن عَمِي |
|
زيادتُهُ والنقصُ نِصفٌ وإصبعٌ | |
|
| ففي الدِّيو عَشرٌ ثُمَّ اصبَعُ فَآفهَمِ |
|
وأمَّا على هَنوَرَ خَمسُ أصَابِعٍ | |
|
| إذا لَم تَقِس هذا فَلستَ معلِّمي |
|
وَإن شيتَ قِستَ النطحَ عندَ طلوعِهِ | |
|
| وصاحبَهُ في الغربِ سِتَّا فَحَكِّمِ |
|
ولا حاجةٌ من ذِكرِ عَكسِ قياسِهِ | |
|
| وتدريجُهُ في نظميَ المتقدِّمِ |
|
كَفَاكَ مقالي في الأمَاكِنِ كلِّهَا | |
|
| إذا كُنتَ من فُرسَانِ بَحرٍ مُعَلِّمِ |
|
فقيسَ بِهِ في الشرقِ والغربِ صادقاً | |
|
| وفي الهندِ والبحرِ المحيطِ وقُلزُمِ |
|
قياسٌ صحيحٌ في الأقاليمِ كُلِّها | |
|
| دليلٌ على كلُ النجومِ فآكرِمِ |
|
فَهَيهَاتَ أن تَلقُوا لمِثلِ قياسنا | |
|
| على نظمِ أبدالِ الشمالِ مُتَمَّمِ |
|
إذا كانتِ الأبدالُ في جاهِ خَمسَةٍ | |
|
| سواءً على الحالينِ فالعِلمُ مَغنَمي |
|
ذكرتُهُمُ جَمعاً بدابولَ ذا وذا | |
|
| فما صرَّحوا بالكيميا مثلَ آدمي |
|
فَمَن كانَ مثلي يُدركُ العلمَ إنَّني | |
|
| أشَرتُ لَهُ في جاهِ خَمس لِيُعلَم |
|
ولا كانَ قصدي في القصيدةِ غيرها | |
|
| فَإنَّ الكلامَ صِفَةُ المُتَكَلِّمِ |
|
فَنَفِّسهُمُ في برِّ عالِ وَقِسهُمُ | |
|
| وفي سَافِلٍ قِس بالقياسِ المحكَّمِ |
|
ألاَ ليتَ شعري هَل تراهُ شيوخُنا | |
|
| فتحمدُهُ أو والدي وابنُ هَيثَمِ |
|
تُسافِرُ من برِّ الهنود إذا آستَوَت | |
|
| وَإن بَطُلَت لا تَتركِ الهندَ تَندَم |
|
هيِ القَفلُ والمفتاحُ للهندِ إسمُهَا | |
|
| ولا خيرَ في شيءٍ بغيرِ تَحكُّمِ |
|
فَقِسهُم وَصَلِّ على النبيِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| إذا لاحَ عَيُّوقٌ ونَسرٌ مُعَظَّمِ |
|
وان لاح من نجم الدجاجة ردفُه | |
|
| وذُبَّانُ بارٍ والذراعُ الشآمي |
|
وغيرُهُمَا التنينُ وهيَ عوايذٌ | |
|
| وَأضلاعُ كَبشِ البُرجِ لا تَكُ أبكَمِ |
|
وما لاحَ بطنُ الحوتِ ثمَّ فؤادُهُ | |
|
| وسابُ نَعشِ ثُمَّ فَرغُ المُقَدَّمِ |
|
وآخِرُ فَرغِ الشامِ لا تَنسَ ذِكرَهُ | |
|
| فذي صَفوَةُ الأبدَالِ فآلزَمِ |
|
فذي بينَ أقطابِ السماءِ وطايرٍ | |
|
| يُسَمَّونَ أبدالاً وأربَاعَ فَآعلَمِ |
|
وغيرُهُمُ كالنطحِ قيد عناقِهِ | |
|
| يُدَاوِمُهُم أبدالَهَمُ كلٌّ ضَيغَمِ |
|
ولا هُوَ أرباعٌ بَل اتِّفَقُوا معاً | |
|
| أَقَامَهُمُ التجريبُ نِعمَ التقوّمِ |
|
فَكُن عارفاً كيفَ المرادُ بفعلِهِم | |
|
| على جَاهِ خَمسِ لا يفوتكَ مَغنمي |
|
وَصَلِّ إذا قِستَ العَنَاقَ وَنَطحَهُ | |
|
| على البَحرِ طولَ الدَّهرِ والليل ادهَمِ |
|