حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ | |
|
| وقَضَا المَسيرُ بأن يَذُمَّ مقامَهُ |
|
ونهتهُ هِمَّتُهُ عن العَجز الذي | |
|
| قد كان سَلَّمَ للخمول زِمامَهُ |
|
فالآن لا يرجو النسيمُ إذ سرى | |
|
| سَحَراً يُبَلِّغُ للحبيب سلامَهُ |
|
|
| ربعاً يذكِّرُهُ الهَوَى وهُيَامَهُ |
|
فقد استراحَ من الغرام وأَسرِهِ | |
|
| وأراحَ من تَعنيفِهِ لُوَّامَهُ |
|
حَسبٌ المحبِّ من الهوى وهَوَانِهِ | |
|
| أن يَستَلذَّ سهادَهُ وسقَامَهُ |
|
ويرى بأنَّ الطَّيفَ أعظمُ مِنحَةٍ | |
|
| إن صادف الجفنُ القريحُ منامَهُ |
|
وَهمٌ يُسَمِّيهِ الجهولُ صَبَابةً | |
|
| إن الجهولَ لتابعٌ أوهامَهُ |
|
كم من محبٍ ذلَّ بعد تَعَزُّزٍ | |
|
| جَهلاً فأقعَدَهُ الهوى وأقامه |
|
لستُ الذي يَهتزُّ وجداً كلما | |
|
| هَزَّ الحبيبُ من الدَّلال قوامَهُ |
|
أو يَغتَدى كَلَفاً بلَثم عذاره | |
|
| يَومَ الوداع وقد أماط لثَامَهُ |
|
ما كان أغنى البين عن رمى امرئٍ | |
|
| ما زال يرمى في الفؤاد سهامَهُ |
|
ما ملَّني وطني لطول إقامتي | |
|
| قل لي متى مَلَّ القِرابُ حُسامَهُ |
|
لكنني جَرَّدتُ مني عَزمَةً | |
|
| قطعت من الزمن البخيل لِثامَهُ |
|
ورحَلتُ رِحلَةَ من يُعَلِّلُ بالمُنى | |
|
| قَلباً وينقعُ بالرجاء أُوَامَهُ |
|
وعَلِمت أنَّ الجَدبَ ليس يروعُ مَن | |
|
| أَضحت يمينُ ابنِ الزُّبيرِ غمامَهُ |
|
تتفاخر الكتَّابُ منه بسيدٍ | |
|
| لا يَرتضي عَبدَ الحميد غلامَه |
|
خَطّ كوشي الروض حَيَّاهُ الحَيَّا | |
|
| فأدَارَ بالمعنى عليكَ مُدامَه |
|
فتكاد تَدهش إن رَأيتَ بَنانَهُ | |
|
| وتكاد تَسكرُ إن سَمعت كَلامَهُ |
|
السَّطرُ يَحكى الغُصنَ إذ هو مُثمِرٌ | |
|
| وإذا سَجَعتَ به حَكَّيت حَمَامَهُ |
|
وافاكَ في شَهرِ الصِّيام وما أَتى | |
|
| أو مَلَّ من شُحِّ النفوس صيامَهُ |
|
وأبيك لولا ذاك لم يَرحَل ولم | |
|
| يُظهر لحادثة النَّوى أقدامَهُ |
|
أَيُقيمُ في أوطانه مُتَأَدِّبٌ | |
|
| ما خلفَهُ مالٌ ولا قُدَّامهُ |
|