إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مقابلة خاصة مع ابن نوح |
****************** |
جاء طوفانُ نوحْ!
|
المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً |
تفرُّ العصافيرُ |
والماءُ يعلو. |
على دَرَجاتِ البيوتِ |
الحوانيتِ |
مَبْنى البريدِ |
البنوكِ |
التماثيلِ أجدادِنا الخالدين |
المعابدِ |
أجْوِلةِ القَمْح |
مستشفياتِ الولادةِ |
بوابةِ السِّجنِ |
دارِ الولايةِ |
أروقةِ الثّكناتِ الحَصينهْ. |
العصافيرُ تجلو.. |
رويداً.. |
رويدا.. |
ويطفو الإوز على الماء |
يطفو الأثاثُ.. |
ولُعبةُ طفل.. |
وشَهقةُ أمٍ حَزينه |
الصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ! |
جاءَ طوفانُ نوحْ. |
هاهمُ الحكماءُ يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ |
المغنونَ سائس خيل الأمير المرابونَ قاضى القضاةِ |
.. ومملوكُهُ! |
حاملُ السيفُ راقصةُ المعبدِ |
ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ |
جباةُ الضرائبِ مستوردو شَحناتِ السّلاحِ |
عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ! |
جاءَ طوفان نوحْ. |
ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ. |
بينما كُنتُ.. |
كانَ شبابُ المدينةْ |
يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ |
ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين. |
ويستبقونَ الزمنْ |
يبتنونَ سُدود الحجارةِ |
عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره |
علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ! |
.. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ قبل حُلولِ |
السَّكينهْ: |
انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ! |
قلتُ: |
طوبى لمن طعِموا خُبزه.. |
في الزمانِ الحسنْ |
وأداروا له الظَّهرَ |
يوم المِحَن! |
ولنا المجدُ نحنُ الذينَ وقَفْنا |
وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا! |
نتحدى الدَّمارَ.. |
ونأوي الى جبلٍِ لا يموت |
يسمونَه الشَّعب! |
نأبي الفرارَ.. |
ونأبي النُزوحْ! |
كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ |
كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ |
يرقدُ الآن فوقَ بقايا المدينه |
وردةً من عَطنْ |
هادئاً.. |
بعد أن قالَ لا للسفينهْ |
.. وأحب الوطن! |
********** |
****** |
**** |