إذا ما كانَ وَصْلُكَ في فَنائي | |
|
| فإِني لَسْتُ أَرْغَبُ في البَقَاءِ |
|
وَجَدْتُك إِذْ عُدِمْتُ وجودَ نَفْسي | |
|
| فَهِمْتُ بِذا الفراقِ وَذا اللِّقاءِ |
|
غَدَوْتَ فَكُنْتَ شَمْسي في صَبَاحي | |
|
| وَرُحْتَ فَكُنْتَ بَدْري في مَسَائي |
|
وإِنْ أَغْفَيْتُ كانَ عَلَيْكَ وَقْفي | |
|
| أَو اسْتَيْقَظْتُ كانَ بِكَ ابْتِدائي |
|
وَمَا قَلَّبْتُ طَرْفي قَطُّ إِلاّ | |
|
| رَأَيْتُكَ في تَقَلُّبِهِ إِزَائي |
|
وأَمَّا إِنْ حَجَبْتَ فَلا أَمَامي | |
|
| يُضيءُ لِيَ السَّبِيلَ وَلا وَرائي |
|
وَإِنْ تُسْفِرْ فإِنَّ الأَرْضَ أَرْضِي | |
|
| بِأُنْسِكَ والسَّماءَ إِذَنْ سَمَائي |
|
وَما الأَيًّامُ إِلاَّ مِنْ عَبيدي | |
|
| هُنالِكَ واللَّيالي مِنْ إِمائي |
|
أَحِبَّتَنا بضَعْفي بِانْكسِاري | |
|
| بِفَقْري بانْقِطاعي بالْتِجائي |
|
بِذُّلِّي بَينَ أَيْديكمْ إذا ما | |
|
| خَطَرْتُمْ في رِداءِ الكْبِرِياءِ |
|
صِلُوا وَتَعَطَّفُوا واعْفُوا ومُنُّوا | |
|
| وَفُكَّوا أَسْر قَلْبي مِنْ بَلاءِ |
|
فَكَمْ وَعْدٍ لَكُمْ أَنْجَزْتُمُوهُ | |
|
| بِفَضْلٍ مِنْكُمُ قَبْلَ اقْتِضَاءِ |
|
وعَيْشي في الدُّنُوِّ فإنْ نَأَيْتُمْ | |
|
| نُعِيْتُ وإنْ حَيِيْتُ فَيَا حَيائي |
|
مَتى يَبْخَلْ بِمُهْجَتِهِ مُحِبٌّ | |
|
| سَخَوْتُ بِها وَقَلَّ لَكُم سَخائي |
|
وصِرْتُ لِكُلِّ عَشّاقٍ أميراً | |
|
| إِذا ضَلّوا رَفَعْتُ لَهمْ لِوائي |
|
شَرْبتُ كُؤوسَ حُبٍّ أَنشَأَتْ لِيْ | |
|
| مُعاتَبَةَ الْجَهُولِ عَلى انتِشائي |
|
فَيا سَعْدي إِذا ما دامَ شُكري | |
|
| عَلَيَّ وَإِنْ صَحَوْتُ فَيا شَقائي |
|
فَلا يَطْمَعْ بإِبْلائي عَذولٌ | |
|
| يُعالُجِني فَدائي مِنْ دَوائي |
|
وَقُلْتُ لِصاحِبي لَمّا لَحاني | |
|
| عَلَيْكَ بِما عَناكَ وَلي عَنائي |
|
أصَمَّكَ سُوءُ فَهْمِكَ عَنْ خِطابي | |
|
| وَأَعْماكَ الضَّلالُ عَنِ اهتِدائي |
|
وهُنْتُ فَكنْتَ في عَيْني صَبِيَّاً | |
|
| أُطارِحُهُ بِأَلفاظِ الْهِجاءِ |
|
فَلَوْ أَصبَحْتَ ذا حاءٍ وسينٍ | |
|
| لَمَا عَنَّفْتَ في حاءٍ وَباءِ |
|
وكَمْ غِرٍّ سِواكَ عَصَيْتُ حَتّى | |
|
| تُوَجَّهَ بِالْمَلامِ إلى سَوائي |
|
فَإِنْ لَم يَخْشَ رَأْسُكَ مِنْ صُداعٍ | |
|
| يَهيجُ فَألقِ دَلْوَكَ في الدِّلاءِ |
|
تَعاطى الْحُبَّ أقوامٌ فَدَلّوا | |
|
| عَلى حَقِّ الأَحِبَّةِ في الْوَلاءِ |
|
وقَوْمٌ لَجَّجُوا فيهِ لِيَحْظُوْا | |
|
| بِدْفعِ الْبُؤْسِ أَوْ جَلْبِ الرَّجاءِ |
|
فَكُنْ مِنْ هؤُلاءِ تَعِشْ سَليماً | |
|
| إِذا ما لَم تَكُنْ مِنْ هؤُلاء |
|