أمَّلْتُ مِنْ طَيْفِها إِلمامةً فَأَبَى | |
|
| طائيَّةٌ لم يُناسِبْ فِعْلُها النَّسَبا |
|
صادَّتْ فُؤَادي بإحْسانٍ تَضَمَّنَهُ | |
|
| حُسْنٌ وصَدَّتْ فوا عَجَبا ويا عَجَبا |
|
إنْ فاتَ مِنْ رِيقِها ماءُ الحَياةِ لقد | |
|
| لَقِيتُ مِنْ سفري في حبِّها نَصَبا |
|
أخْلَصْتُ وُدِّي فأَصْلَتْني جحيمَ هوىً | |
|
| قلبُ المُنافِقِ لا يلْفي لها حَصَبا |
|
مَا ضَرَّ مَنْ نكِرَتْ وَجْدِي بصُورَتِها | |
|
| لَوْ صيَّرَتْهُ إلى مُعْروفِها سَبَبا |
|
وليلةٍ أَشْرَقَتْ لي في دُجنَّتِها | |
|
| والغَرْبُ قَدْ مَدَّ مِنْ ظلمائه حُجُبا |
|
فَعُذْتُ مِنْ ضلَّتي فيها بِمَبْسِمِها ال | |
|
| هادي وعَوَّذْتُها مِنْ غاسِقٍ وَقَبا |
|
ودِمْنَةٍ زُرْتُ مَغْنى الغانِياتِ بِها | |
|
| شَوْقاً فلم يشفِ من كربي ولا كَرَبا |
|
جاوَرْتُ مُعْجَمَها والعَيْنُ مُعْرِبةٌ | |
|
| عن لوعتي مُذْ فَقَدْتُ الخُرَّد العُرُبا |
|
أَقْضي حُقُوقَ دُماها بالبكاءِ دماً | |
|
| ولو قَضيْتُ لَمَا أَدَّيْتُ ما وجبا |
|
لِلْوُرْقِ فيها أَغانيُّ القِيانِ ولي | |
|
| نَدْبُ يُبيدُ ويُبْدي في الحَشا نَدَبا |
|
أحالَ زِيْنةَ دُنْياها بِعادُهُمُ | |
|
| عنها فَلَمْ تُبْقِ لي لَهْواً ولا لَعباً |
|
لم أَنْسَ أُنسي بها والحالُ حاليةٌ | |
|
| بِقُرْبِهمْ وغُرابُ البَيْنِ ما نَصَبا |
|
ودَهْرُنا غيرُ مَنْزُورٍ الهِباتِ لَنا | |
|
| كأنَّ مِنْ كفِّ مجدِ الدِّينِ ما وَهَبا |
|
مِنْ كَفِّ أَزْهَرَ وَضَّاحِ الجبينِ لَهُ | |
|
| جودٌ إذا غالَبَتْهُ فاقةٌ غَلَبا |
|
بَهْرامُ شاهُ الَّذي ما حلَّ ساحتَه | |
|
| مَنْ يطلبُ الجودَ إلا أَحْمَدَ الطَّلبا |
|
سَما بِمَقْدارِهِ قَدْرُ السَّميِّ لَهُ | |
|
| وشرَّفَ المجدَ لمَّا اختارَهُ لَقَبا |
|
إِذا تردَّدَ غِرٌّ في شجاعتِهِ | |
|
| رَدَّ اسمَهُ فَرأَى بَهْرامَ ما رَهبا |
|
رأَيتُهُ واحداً والمجْدُ قالَ هو الْ | |
|
| وَرى فما كذَّبَتْ عَيني ولا كَذَبا |
|
ما قَدْرُ قيسٍ إِذا ما الخطْبُ ضاق بِهِ | |
|
| سَواهُ ذَرْعاً وما قُسٌّ إِذا خَطَبا |
|
يُمَوِّلُ الدُّرَّ إِذْ يُملي قلائدَهُ | |
|
| وطالما كَبتَ الحُسَّادَ إِذْ كتَبا |
|
كَمْ زارَهُ شاكياً جَوْرَ الزَّمانِ أَخو | |
|
| ذِلِّ فعادَ بتاجِ العزِّ مُعْتَصِبا |
|
وخائنُ المُلْكِ غرَّتْهُ سلامُتُه | |
|
| في سِلْمِهِ فاجْتنى في حَرْبِهِ الحرَبا |
|
لما أَتى رَجَبٌ أَنْشَا فهنّأنا | |
|
| بهِ وعُدْنا فهنَّأنا بهِ رَجَبا |
|
بِمَنْ ينوطُ بنفْلٍ مِنْ رغائِبِهِ | |
|
| فَرْضُ الرَّغائِب يُهديها لِمْن رَغِبا |
|
بِمُنْعِمٍ في شُهورِ اللهِ مُنْتَقِمٍ | |
|
| لِلهِ في اللهِ ما أعطى وما سَلَبا |
|
مُرَّجبٌ لعُفاةٍ صَدْرُهُ لَهُمُ | |
|
| رَحْبٌ وإِنْ ضاقَ نادِيهِ بما رَحُبا |
|
لولا عجائبُ فيهِ مِنْ مكارمِهِ | |
|
| ما قيلَ عِشْ رجباً كيما ترى عَجَبا |
|
فجَمَّعَ اللهُ شملَ الفَضْلِ أَجْمَعَهُ | |
|
| فيهِ وأَيَّدَ في تأَييدِهِ الأَدبا |
|