أَمَغْنَى اللِّوى مَهْما نَسِيتُ فما أَنْسَى | |
|
| زَماناً بِه غَازْلتُ غِزلانَكَ اللُّعْسَا |
|
ولا مَنْزلاً أَسماءُ تَجْلو سَماءَهُ | |
|
| فتُمْسي بهِ بَدْراً ويُضْحي بِها شَمْساً |
|
إذا ما تَهادَتْ واهْتَدَيْنا بنورِها | |
|
| فمِنْ حَدَقٍ تُحْذَى ومِنْ حَدَقٍ تُكسَى |
|
غَزالةُ إِنْسٍ غادَرَتْ قَبلَ غَدْرِها | |
|
| نَهاري بِها عيداً ولَيْلي بها عُرْسَاً |
|
مُشَدّدةٌ في صَدِّها وإِيابِها | |
|
| تُذكّرُ قلبي صِيدَ آبائها الحُمْسَا |
|
ولو أَنكرتْ أَنسابَها عَبْشَميَّةٌ | |
|
| عَرَفْتُ الأُنوفَ الشُّمَّ والأَوجُهَ المُلْسَا |
|
أَأَسماءُ هل عَيْشي بذي الأَثْلِ عائدٌ | |
|
| يُبَدَّلُ مَغْناهُ مِنَ الوَحْشَةِ الأُنْسَا |
|
وهل طيبُ وَصْلٍ كُنْتُ أَجْنيهِ وادِعاً | |
|
| يُراجِعُني يَوماً فأَخلِسُهُ خَلْسا |
|
كلِفْتِ بإِجهادي فكلَّفتِ مُهْجتي | |
|
| نَوَىً عَجِزْتَ عنها فكلَّفْتِها العَمْسا |
|
وعَقَّبْتِ نَزْرَ الوَصْلِ جَمَّ قَطيعةٍ | |
|
| فأَوْرَدْنَني نَهْلاً وأَظْمأَنَني خِمْسا |
|
وضاعفْتِ هَجْري عنْدَ ضَعْفِ تَجلُّدي | |
|
| فَصَبْريَ ما أَوْهَىوقَلْبُكَ ما أَقْسَى |
|
ولما وقَفْنا في ديارِكِ وقْفَةً | |
|
| خَرِسْتُ لَها أَنْطَقْتِ أَطلالَكِ الخُرْسَا |
|
وناهَبْتُ أَحداثَ الزَّمانِ مَطالبي | |
|
| بأَيدي قِلاصٍ تَنْهبُ الوَعَرَ والوَعْسَا |
|
فأنزلتُ مِنْ أَبناءِ شاذٍ مآربي | |
|
| بأوفرهم عِرْضاً وأوْقدِهم نَفْسَا |
|
وأَنجبِهمْ نجلاً وأَكرمِهم أَبَاً | |
|
| وأَلْيَنِهمْ حِلْماً وأَنْزَقِهمْ بأَسَاً |
|
مليكٌ أَفاضَ اللهُ عِدَّ نَوالِهِ | |
|
| ليُذْهِبَ عنهمْ أَهلَ بيتِ النَّدى الرِّجْسَا |
|
يُرى في النَّدى كَعْباً وفي الحِلْمِ أَحْنَفَاً | |
|
| وفي رَأْيهِ وفي لَفْظِهِ قُسَّا |
|
ويَسْمعُ لَفْظيْ عارضٍ ومُحرِّضٍ | |
|
| فيَنْسَخُ ذا نَسْخاً ويَدْرُسُ ذا دَرْسَا |
|
ويأَسَى لو أنَّ الشُّكْرَ مما يَفوتُهُ | |
|
| وأَمَّا على فَوْتِ الثَّراءِ فلا يَأْسَى |
|
سَفائنُ قَصْدي في بحارِ نوالِهِ | |
|
| لها أَملي مَجْرى وأَمْوالُهُ مُرسَى |
|
عَقلْنا فهل نَرْضى رئيساً سوى فتىً | |
|
| تَرَى التَّاجَ لا يَرْضَى سِوى رَأْسِهِ رَأْسَا |
|
مَدائحُهُ تَسْري وَيثبتُ مُلْكُهُ | |
|
| فبِالبَذْلِ ما أَسْرَى وبِالعَدْلِ ما أَرْسَى |
|
يفَرِّعُ للفَتْكِ الجُفونَ إِذا غزا | |
|
| ويَمْلأُ بالنَّحرِ الجفانَ إِذا أمسى |
|
بجودِ سَحابٍ يُخصِبُ الوَهْدَ والرُّبا | |
|
| وجِدِّ عِقابٍ يُرْهِبُ الجِنَّ والإِنْسَا |
|
فتىً طال عَجْمُ الدَّهرِ صُلْبَ قناتِهِ | |
|
| فلمْ يُبقِ للأَيّامِ ناباً ولا ضرسَا |
|
فتىً قَسَمَ العِزُّ العُلا مِنْ بَنانِهِ | |
|
| لقَبْضِ الأذى خَمْساً وبذلِ النَّدى خمْسَا |
|
لَكَ اللهُ مجدَ الدينِ مِنْ مالكٍ غَدَتْ | |
|
| شواردُ أَمْثالي على مَدْحهِ حُبْسا |
|
مَنَحْتُكَها لَمْ آلُ جَهْداً ولم تَكُنْ | |
|
| لتَبْذُلَ لي في سُوقِها ثَمَناً بَخْسَا |
|
وكيفَ ادِّخاري عنكَ لَفْظاً وَهَبْتَهُ | |
|
| أَليس ادِّخارُ الملْكِ عن رَبِّهِ أَلْسَا |
|
ونَوَّرْتَ أَفْكاري بغُرِّ قصائدٍ | |
|
| كُتبْنَ فغَار المِسْكُ إِذْ لم يَكُنْ نِقْسَا |
|
ولولا تَناهي خَطِّها في ضِيائِهِ | |
|
| على الطِّرْس ما ميِّزْتُ مِنْ سَطْرِها الطِّرسَا |
|
هَنَأْتُكَ شَهْراً سوفَ تَجْني ثِمارَ ما | |
|
| غَرَسْتَ بهِ أَكْرِمْ بغَرْسِ العُلا غَرْسَا |
|
لقد زِدْتَ شهرَ اللهِ في نُورِهِ سَنَاً | |
|
| فزادَكَ شهرُ اللهِ مِنْ قُدْسِهِ قُدْسَا |
|