رُعْتَ العِدَا فضَمِنْتَ ثلَّ عُروشِها | |
|
| ولَقيتَها فأَخَذْتَ فلَّ جُيوشِها |
|
للهِ درُّ كَتيبةٍ مَلْمومَةٍ | |
|
| تَبْغيكَ حِينَ حَمَلْتَ في جاليشِها |
|
جنَّبتَها نَغَمَ القِيانِ مُعَوِّضَاً | |
|
| بِتَردُّد الأَصْواتِ مِنْ شاويشِها |
|
نازَلْتَ أَمْلاكَ التَتارِ فأُنْزِلَتْ | |
|
| عن فَحْلِها قَسْراً وعَن إِكديشِها |
|
صمَّتْ عن الإِنذارِ حتى أُوجِرَتْ | |
|
| صُمّاً يُفتّحُ مِسمَعَيْ أُطروشِها |
|
روَّيْتَ أَكبادَ القَنا بِدِمائهمْ | |
|
| لمّا أَطالَ سِواكَ في تَعْطيشِها |
|
فتَّشْنَ غُلفَ قُلوبِهم عن غِلِّها | |
|
| عَمْري لقد بالَغْتَ في تَفْتيشِها |
|
أَقْدَمْتَ مُقْتحِماً على نُشَّبِها | |
|
| تكسو الجيادَ رياشَها مِنْ ريشِها |
|
فَكأنَّها بالنَّبلِ مِنْ نَشَّابِها | |
|
| أَهْدَتْ إِليكَ لآلئاً مِنْ كيشِها |
|
دارتْ رَحَى الحَرْبِ الزَّبونِ عليهمُ | |
|
| فغَدَتْ رُؤوسُهُمُ حُطامَ جَريشِها |
|
فُقتَ المُلوكَ بِبَذلِ ما تَحْويهِ إِذْ | |
|
| خَتَمَتْ خزائنَها على مَنْقوشِها |
|
نَزَلَتْ على ما تَرْتَضِيهِ ولو أَبَتْ | |
|
| أَرْكَبْتَها قَهْراً ظُهُورَ نُعوشِها |
|
وطويتَ عن مصرٍ فسيحَ مراحلٍ | |
|
| ما بَيْنَ بِرْكتِها وبَيْنَ عَريشِها |
|
حتى حفظت على العبادِ بلادَها | |
|
| مِنْ رُومِها الأقصى إِلى أُحْبوشِها |
|
فَرَشَتْ حماةُ لوطءِ نعلِكَ خدَِّها | |
|
| فَوطِئْتَ عينَ الشَّمسِ مِنْ مَفْروشِها |
|
وضربْتَ سِكَّتَها التي أَخلصْتَها | |
|
| عما يشوبُ النَّقْدَ مِنْ مَغْشوشِها |
|
وكذا المعرَّةُ إِذْ مَلَكْتَ قيادَها | |
|
| دَهِشَتْ سُروراً سار في مَدْهوشِها |
|
طَرِبَتْ برَجْعَتِها إِليكَ كأنَّما | |
|
| سَكِرَتْ بخَمْرةِ جأْشِها أَو جَيْشِها |
|
شَمَلَ الرَّعايا مِنْكَ بِرٌ زادَ في | |
|
| إِفْراطِهِ فأَزالَ مِنْ تَشْويشِها |
|
لا زِلْتَ تُنْعِشُ بالنَّوالِ فقيرَها | |
|
| وتَنالُ أَقْصَى الأَجْرِ مِنْ مَنْعوشِها |
|