وَغانِيَةٍ لَمّا رَأَتنِيَ أَعوَلَت | |
|
| وَقالَت عَجيبٌ يا زُهَيرُ عَجيبُ |
|
رَأَت شَعَراتٍ لُحنَ بيضاً بِمَفرِقي | |
|
| وَغُصنِيَ مِن ماءِ الشَبابِ رَطيبِ |
|
لَقَد أَنكَرَت مِنّي مَشيباً عَلى صِباً | |
|
| وَقالَت مَشيبٌ قُلتُ ذاكَ مَشيبُ |
|
وَما شِبتُ إِلّا مِن وَقائِعِ هَجرِها | |
|
| عَلى أَنَّ عَهدي بِالصِبا لَقَريبُ |
|
عَرَفتُ الهَوى مِن قَبلِ أَن يُعرَفَ الهَوى | |
|
| وَما زالَ لي في الغَيبِ مِنهُ نَصيبُ |
|
وَلَم أَرَ قَلباً مِثلَ قَلبي مُعَذَّباً | |
|
| لَهُ كُلَّ يَومٍ لَوعَةٌ وَوَجيبُ |
|
وَكُنتُ قَدِ اِستَهوَنتُ في الحُبِّ نَظرَةً | |
|
| وَقَد صارَ مِنها في الفُؤادِ لَهيبُ |
|
تَرَكتُ عَذولي ما أَرادَ بِقَولِهِ | |
|
| يَسُفُّهُ يُزري يَستَخِفُّ يَعيبُ |
|
فَما رابَهُ إِلّا دَماثَةُ مَنطِقِ | |
|
| وَأَنِّيَ مَزّاحُ اللِسانِ لَعوبُ |
|
أَروحُ وَلي في نَشوَةِ الحُبِّ هِزَّةٌ | |
|
| وَلَستُ أُبالي أَن يُقالَ طَروبُ |
|
مُحِبٌّ خَليعٌ عاشِقٌ مُتَهَتِّكٌ | |
|
| يَلَذُّ لِقَلبي كُلُّ ذا وَيَطيبُ |
|
خَلَعتُ عِذاري بَل لَبِستُ خَلاعَتي | |
|
| وَصَرَّحتُ حَتّى لا يُقالَ مُريبُ |
|
وَفى لِيَ مَن أَهوى وَأَنعَمَ بِالرِضا | |
|
| يَموتُ بِغَيظٍ عاذِلٌ وَرَقيبُ |
|
فَلا عَيشَ إِلّا أَن تُدارَ مُدامَةٌ | |
|
| وَلا أُنسَ إِلّا أَن يَزورَ حَبيبُ |
|
وَإِنّي لِيَدعوني الهَوى فَأُجيبُهُ | |
|
| وَإِنّي لِيَثنيني التُقى فَأُنيبُ |
|
رَجَوتُ كَريماً قَد وَثِقتُ بِصُنعِهِ | |
|
| وَما كانَ مَن يَرجو الكَريمَ يَخيبُ |
|
فَيا مَن يُحِبُّ العَفوَ إِنِّيَ مُذنِبٌ | |
|
| وَلا عَفوَ إِلّا أَن تَكونَ ذُنوبُ |
|