الحمدُ للّه حَمداً لا نفادَ له |
وإنما الحمدُ حقّاً رأسُ مَن شكرا |
ثم الصلاةُ على الهادي النبيّ ومَن |
سادَت بنسبتِه الأشراف والكُيَرا |
إن الأمينَ رسولُ اللَه مبعثُهُ |
لأربعين مضت فيما رَوَوا عُمرا |
وكان هجرته فيها لطيبتِهِ |
بعدَ الثلاثةِ أعواماً تَلي عَشَرا |
وماتَ في عامِ إحدى بعدَ عشرتِها |
فيا مصيبةَ أهلِ الأرضِ حين سَرى |
وقامَ من بعدهِ الصدّيقُ مجتهداً |
وفي ثلاثةِ عشرَ بعدَه قُبِرا |
وهو الذي جمعَ القرآنَ في صُحُفٍ |
وأولُ الناسِ سمى المصحَفَ الزبرا |
وقامَ من بعدِهِ الفاروقُ ثمت في |
عشرينَ بعدَ ثلاثٍ غيّبوا عُمرا |
وهو الذي اتخذَ الديوانَ وافترضَ |
العطاء قيل وبيتُ المالِ والدُررا |
سَنَّ التراويحَ والتاريخ وافتتحَ الفت |
وحَ جمّاً وزاد الحدّ مَن سكرا |
وهو المسمّى أميرُ المؤمنينَ ولم |
يُدعى بهِ قبلُهُ شخصٌ مِنَ الأمرا |
وقامَ عثمانُ حتى جاء مقتلهُ |
بعدَ الثلاثين في ستٍ وقد حُصِرا |
وهو الذي زادَ في التأذينِ أولُّهُ |
في جُمعة وبه رِزقُ الأذانِ جرى |
وأولُ الناسِ ولّى صحبَ شرطتهِ |
حَمى الحِمى أقطعُ الإقطاعِ إذ كثرا |
وبعدُ قامَ عليٌّ ثم مقتلُهُ |
لأربعينَ فَمَن أرداهُ قد خَسِرا |
ثم ابنُه السِبطُ نِصف العامِ ثم أتى |
بنو أميّةَ يبغون الوغى زُمَرا |
فسلّمَ الأمرَ في إحدى لرغبتهِ |
عن دارِ دنيا بلا ضِيرٍ ولا ضررا |
وكان أولُ ذي مُلكٍ معاوية |
في النصفِ من عام ستين الحمامُ عَرا |
وهو الذي اتخذَ الخِصيانَ من خَدمٍ |
كذا الريد ولم يَسبِقهُ من أُمَرا |
واستحلفَ الناس لما أن يُبايِعَهم |
والعهدَ قبلَ وفاةٍ لابنه ابتكرا |
ثم اليزيدُ ابنه أخبِث به ولداً |
في أربعٍ بعدَها ستون قد قُبِرا |
وابنُ الزبير وفي سبعين مقتلُهُ |
بعد الثلاث وكَم بالبيتِ قد حُصِرا |
وفي ثمانينَ مع ستٍ تليهِ قَضى |
عبدُ المليك وله الأمرُ الذي اشتهَرا |
ضربُ الدنانيرِ في الإسلام معلمةٌ |
وكِسوةُ الكعبةِ الديباجَ مؤتجراً |
وهو الذي منعض الناسَ التراجعَ في |
وجهِ الخيفةِ مهما قالَ أو أمرا |
وأولُ الناسِ هذا الاسمُ سُمّيه |
وأولُ الناسِ في الإسلامِ قد غدرا |
ثم الوليدُ ابنُه في قبلِ ما رجب |
في الست من بعد تسعين انقضى عُمُرا |
وهو الذي منعَ الناسَ النداءَ له |
باسمٍ وكانت تنادي باسمها الأمَرا |
وقامَ بعدُ سليمان الخيراُ وفي |
تسعٍ وتسعين جاءَ الموتُ في صُفُرا |
وبعدَه عُمَر ذاك النجيبُ وفي |
إحدى تلي مائة قد ألحدوا عمرا |
وهو الذي أمرَ الزُهرِيَّ خوفَ ذها |
بِ العلمِ أن يَجمَعَ الأخيار والأثَرا |
ثم اليزيدُ وفي خمسٍ قضى وتلا |
هشامُ في الخمس والعشرين قد سطرا |
ثم الوليدُ وبعد العامِ مقتلهُ |
من بعدِ ما جاءَ بالفُسقِ الذي شُهِرا |
ثم اليزيدُ وفي ذا العام ماتَ وقد |
أقامَ ستّ شهورٍ مثل ما أثرا |
وبعدَهُ قامَ إبراهيمُ ثم مضى |
بالخَلعِ سبعين يوماً قد أقامَ ترى |
وبعدَهُ قامَ مروانُ الحمارُ وفي |
ثنتين بعد ثلاثين الدماءَ جرى |
وقامَ من بعدِهِ السفاحُ ثم قضى |
بعدَ الثلاثين في ست وقد جُدِرا |
وقامَ من بعدِه المنصورُ ثمتَ في |
خمسين بعد ثمان مُحرِماً قُبرا |
وهو الذي خصَّ أعمالا مواليه |
وأهملَ العُربَ حتى أمرُهم دَثَرا |
ثم ابنهُ وهو المهديُّ ماتَ لدى |
تسعٍ وستينَ مسموماً كما ذُكِرا |
ثم ابنهُ وهو الهادي ومَوتَتُهُ |
في عامِ سبعين لمّا همَّ أن غُدرا |
ثم الرشيدُ وفي تسعينَ تاليةً |
ثلاثة ماتَ في الغزوِ الرفيعِ ذرا |
ثم الأمينُ وفي تسعين تاليةً |
ثمانياً جاءَ قتلٌ كما قُدِرا |
وقامَ من بعدِهِ المأمونُ ثمت في |
ثمانِ عشرة كان الموتُ فاعتبر |
وقامَ معتصمٌ من بعدِهِ وقضى |
في عامِ سبعٍ وعشرين الذي أثرا |
وهو الذي أدخَلَ الأتراكَ مُنفرداً |
ديوانَه واقتناهم جالباً وشَرا |
ثم ابنه الواثقُ المالي الوَرى رُعباً |
وفي ثلاثين مع ثنتين قد غَبَرا |
وذو التَوكلِ ما أزكاهُ من خلفٍ |
ومُظهرُ السُنةِ الغراءِ إذ نَصَرا |
في عام سبعٍ يليها أربعون قضى |
قتلا حباهُ ابنهُ المدعُوُّ مُنتصرا |
فلم يُقِم بعدَه إلا اليسيرَ كما |
قد سنَّهُ اللَه فيمَن بعضُهُ غدراً |
والمستعينُ وفي عام اثنتين تلي |
خمسين خَلعٌ وقتل جاءَهُ زمرا |
وهو الذي أحدَثَ الأكمامَ واسعةً |
وفي القلانس عن طولٍ أتى قِصَرا |
وقامَ من بعدِهِ المعتزُّ ثَمَّتَ في |
خمسٍ وخمسين حَقاً قَتلُهُ أثرا |
والمهتدي الصالحُ الميمونُ مقتُلُه |
من بعدِ عامِ وقَفّى قَبلَهُ عمرا |
وقامَ من بعدِه بالأمر معتمدٌ |
في عام تسعٍ وسبعين الحمام عَرا |
وذاك أولُ ذي أمرٍ له حجروا |
وأولُ الناسِ مَوكولا به قهرا |
وقامَ من بعدهِ بالأمرِ معتضدٌ |
وفي ثمانين مَع تسعٍ مضَت قُبِرا |
ثم ابنُه المكتفي باللَه أحمدُ في |
خمسٍ وتسعينَ سُبحانَ الذي قَدَرا |
في عام عشرينَ في شوال بعد مِئتي |
ثلاثَةٍ مقتلُ المدعوِّ مُقتَدرا |
وقامَ من بعدِه الجَبّارُ مخلعُهُ |
في إثنتين وعشرينَ وقد سمرا |
وقامَ من بعدِه الراضي وماتَ لدى |
تسعٍ وعشرين وأنست عِندَهُ أجرا |
والمتقي ومضى بالخَلعِ منسملاً |
من بعدِ أربعة الأعوامِ في صفرا |
وقامَ بالأمرِ مستكفيهُم وَقَفا |
من بعدِ عامٍ لأمرِ المتقي أثرا |
ثم المطيعُ وفي ستين يتبعُها |
ثلاثةٌ في أخيرِ العامِ قَد عبرا |
ثم ابنهُ الطائعُ المقهورُ مخلعُهُ |
عام الثمانين مع إحدى كما أَثَرا |
ثم الإمامُ أبو العباسِ قادرُهم |
في اثنين من بعدِ عشرين مَضَت قبرا |
ثم ابنُه قائمٌ باللَهِ ماتَ لدى |
سبعٍ وستينَ من شعبانَ قد سُطرا |
والمقتدي ماتَ في سبعٍ بأولها |
بعدَ الثمانين جدَّ المُلكَ واقتدرا |
وقامَ من بعدِه مُستَظهرٌ وقضى |
في سادسِ القرنِ ثنتين تلي عشرا |
وقامَ من بعدِه مسترشدٌ ولدى |
وسعٍ وعشرينَ فيه القَتلُ حَلَّ عُرا |
ثم ابنُهُ الراشدُ المقهورُ مخلَعُهُ |
من بعدِ عامٍ فلا عَينٌ ولا أَثَرا |
والمقتفي ماتَ من بعدِ التمكنِ في |
خمسٍ وخمسين وانقادَت له النُصَرا |
وقامَ من بعدهِ مستنجدٌ وقضى |
من بعدِ ستينَ في ستٍ وقد شعرا |
والمستضيء بأمرِ اللَه ماتَ لدى |
خمسٍ وسبعينَ بالإحسانِ قد بَهَرا |
وقامَ من بعدِه بالأمرِ ناصرُهم |
ومات ثنتين مع عشرين إذ كَبِرا |
وقامَ من بعدهِ بالأمرِ ظاهرُهم |
تسعاً شهوراً فأقلل مدةً قِصَرا |
وقامَ من بعدهِ مستنصرٌ وقضى |
لأربعين وَكم يَرثيهِ من شَعَرا |
وقام من بعدِهِ مستعصمٌ ولدى |
ست وَخمسين كان الفتنة الكبرا |
جاءَ التتارُ فأردوهُ وبلدتهُ |
فيلعنُ اللَه والمخلوقَةُ التَتَرا |
مَرَّت ثلاثُ سنين بعدَهُ ويلي |
نصف ودهرُ الورى من قائم شَغَر |
وقامَ من بعدِ ذا مستنصرٌ وثَوى |
في آخرِ العامِ قتلاً منهم وَسَرى |
أقامَ ستّ شهور ثم راحَ لدى |
مُهَلِّ ستين لم يبلغ بها وَطَرا |
وَقامَ من بعدهِ في مِصرَ حاكِمُهم |
على وهىً لا كمَن من قبلِهِ غَبَرا |
وماتَ في عام إحدى بعدَ سبعٍ مئي |
وقام من بعدُ مستكفيهُم وجرى |
في أربعين قضى إذ قامَ واثقُهم |
ففي اثنتين مضى خَلعاً من الأمرا |
وقامَ حاكمهُم من بعدِه وقضى |
عامَ الثلاث مع الخمسين مُعتَبرا |
وقامَ من بعدِهِ بالأمرِ معتضدٌ |
وفي الثلاثةِ والستينَ قد غبرا |
وذو التوكلِ يَتلوهُ أقامَ إلى |
بعدِ الثمانينَ في خمسٍ وقد حصرا |
وبايعوا واثقاً باللَه ثَمَّتَ في |
عامِ الثمانِ قضى وسَمِّهِ عمرا |
وبايعوا بعدَهُ بالَله معتَصِماً |
لعامِ إحدى وتسعين أزيل ورا |
وذو التوكلِ رَدوهُ أقامَ إلى |
ذا القرنِ عامِ ثمانٍ منه قد قُبِرا |
في عهدِهِ زيدَ من بعدِ الأذانِ على |
خيرِ النبيين تسليمٌ كما أمَرا |
وأحدَثَ السمةَ الخضراءَ للشُرَفا |
يا حُسنَها من سِمات بورِكَت خضرا |
أولادهُ منهم خمسٌ مبجلةٌ |
جاءوا الخلافةَ إذ كانت لهم قَدَرا |
فالمستعينُ وآلَ الأمرُ أن خلعوا |
في شَهرِ شعبانَ في خمسٍ تلي عَشَرا |
وقامَ من بعدهِ بالأمرِ معتضدٌ |
لأربعينَ تليها الخمسةُ احتضرا |
وقامَ بالأمرِ مستكفيهُم وقضى |
في عامِ الأربعِ والخمسين مُصطَبرا |
وقامَ قائِمُهُم من بعدُ ثَمتَ في |
تسعٍ وخمسينَ بعدَ الخلعِ قد حصرا |
وقام من بعدهِ مستنجدٌ دَهَرا |
خليفةُ العصرِ رقّاه الإلهُ ذُرى |
وليسَ يعرفُ من الأعصارِ قبلهُم |
خمس وَلوا إخوة بل أربع أمرا |
ولا شقيقان إلا غيرَ خامسهُم |
كذا الرشيدُ مع الهادي كما ذُكِرا |
كذا سليمانُ من بعدِ الوليدِ كذا |
نجلا الوليدِ يزيد والذي أُثِرا |
وما تكرَّرَ في بغدادَ من لَقَبٍ |
ولا تلا ابنَ أخٍ عَمٌّ خلا نَفَرا |
اثنانُ فالمقتفي عن راشدٍ وكذا |
مستَنصر بعدَ مقتولِ التتار عَرا |
أولئك القومُ أربابُ الخلافةِ خذ |
سبعينَ من غير نَقصٍ عدَّها حُصِرا |
مِنَ الصحابةِ سبعٌ كالنجومِ ومن |
بني أميَّةَ اثنانِ تلي عشرا |
ولم أعدَّ أبا عبد المليك فذا |
باغٍ كما قالَهُ من أرَّخَ السِيَرا |
وعدَّةٌ من بني العباسِ شامخةٌ |
إحدى وخمسون لا قَلَّت لهم نُصُرا |
تبقى الخلافة فيهم كي يسلِّمَها ال |
مهدي منهم إلى عيسى كما أثَرا |
وبعدَ نظميَ هذا النظمَ في مددٍ |
قَضى خليفتُنا المذكورُ مصطبرا |
في عام الأربعِ في شهرِ المحرّمِ من |
بعدِ الثمانينَ يومَ السبتِ قد قُبِرا |
وبويعَ ابنُ أخيه بعدَهُ ودُعي |
بذي التوكلِ كالجدِّ الذي شَهَرا |
ولم يُسَمَّ إمامٌ في الأولى سبقوا |
عبدَ العزيز سواه فاسمهُ ابتكرا |
فاللَهِ يبقيهِ ذا عزٍ ويحفظهُ |
ويجعلُ المُلكَ في أعقابهِ زُمَرا |
وماتَ عام ثلاثٍ بعدَ تسع مِئي |
سَلخَ المحرمِ عن عهدٍ لِمَن سَطرا |
لنجلِهِ البرِ يعقوبِ الشريف وقَد |
لُقِّبَ مُستَمسِكاً باللَهِ في صفرا |