من العقيق ومن تذكاري ذي سلمٍ |
براعة العين في استهلالها بدم |
ومن أهيل النقى تم النقا وبدا |
تناقص الجسم من ضرٍ ومن ضرم |
وواهلٍ والهٍ قلبي ولبي من |
تطريف ما أودعوه في طي نشرهم |
محرف الطبع حيث القلب محترقٌ |
مشوش الفكر من كلمٍ ومن كلم |
ولاحق الدمع من عيني تضارع من |
حيني بأخدود خدي همع مكتتم |
ورمت رفو اصطباري إذ تمزع لا |
يبلى على مستعارٍ من ودادهم |
ولا جناح عليه في تلفته |
صبٌ له طيرانٌ من جناحهم |
والعاذلون بإيجاب الملام غلوا |
وما غلوا قيمةً من سلب ذوقهم |
ما إن لهم من عقولٍ يهتدون بها |
ولا يبالون من إيجاب نفيهم |
وكلما نسجوا حوكاً بوشيهم |
عنى لهم رشحوه باختراعهم |
أريد هجواً بتعريض المديح لهم |
لأنهم يحملون الضيم في التهم |
وإن أصرح أجامل في مواربةٍ |
لأنهم يحملون الضيم في التهم |
ممن بما دون إبهامٍ يشار لهم |
حتى يقل أين جون العرض والشيم |
إن النزاهة يأبى أن أقول لهم |
هجواً فحسبي إعراضي عن الكلم |
تسليم أمري لهم راموا وما نصحوا |
وهبه كان فما التسليم من شيمي |
أعاذلي ضقت من تركيب عذلك لي |
ذرعاً فذر عن ملامي واستفد حكمي |
وعد عن عذل حرٍ تلحقه |
على المدى وتفنن في ضيآ كلمي |
تصحف العدل بالتلفيق من عدمٍ |
وتمنع العذل بالإعنات منع دم |
كفيت شراً فحاذر أن ترى مثلي |
إن العذول جديرٌ بالبلاء قم |
فوق أنل سد هون عد حل أطل |
أقصر أهن إعدل إعذر أمنع أعط لِم |
هازلتني إن مضى جدي وفارقني |
سعدي وقلت استفق من كلفة الهمم |
لقد تهكمت في إبداء نصحك لي |
يا نصح خلٍ يداوي القلب بالكلم |
فمي أبان بسري فالعتاب على |
نفسي وتصدير لومي في حديث فمي |
لا غَيَّبَ الله عُزالي وألهمهم |
تغاير القول كي أشقى بذكرهم |
بالأمس كنت قرير العين من أممٍ |
والآن قابلني حزنٌ لبعدهم |
أبيت أسحب تذييل البكاء على |
ليل الوصال وليل الهجر لم يرم |
تهيأ السقم لما أن مضوا ولقد |
طالوا فراقاً وما طالوا بوصلهم |
طووا أبوا انشروا واستحقروا هتكوا |
بغضي ووصلي وسري ذمتي حرمي |
واستدركوا بعد طول النأي عهدهم |
لكن بنقض عرىً كانت من القدم |
قالوا سيجري وهم يعنون مجترأً |
فقلت أسلوبكم جارٍ على الحكم |
قولي لهم موجبٌ إذ قال أعد لهم |
عدلت قلت على ما بي من السقم |
ولم أقصر بتفريط الحقوق بلى |
قصرت عند رجوعهم يوم سيرهم |
قالوا استقم قلت هل منكم مراجعة |
قالوا اصطبر قلت صبري زاد في ألمي |
أضنى الهوى جسدي يا غائبين ولم |
يستثن إلا دموعاً مزجها بدمي |
لقد تجاهلتموا عني بمعرفةٍ |
قلتم أطالب وصلٍ أم قرى أزم |
برئت من حسبي والعز من أربي |
إن لم يشابه هواهم أحرف القسم |
ضيعت في الحب أيامي وما ظفرت |
روحي بتسهيم تقريبٍ فوا ندمي |
لا خير في الحب فأسمع حكمتي ولك |
التخيير فيما حلا فأتبعه واحتكم |
إن اقتضاب مديح المصطفى أربي |
والمدح أعلى وأولى بازدواجهم |
محمد بن الذبيح بن الخليل أبو ال |
بتول كهف اليتامى أطرادهم |
وأحمد الناس والمحمود شق له |
من وصفه الحمد وصفاً غير منهضم |
يا خاتم الرسل وهو المبتدا وغدا |
خير النبيين في عنوان حشرهم |
ومذهبي أنه لو لم يحز شرفاً |
عليهم ما تخلوا عن كلامهم |
والجن والإنس والأملاك في رتبٍ |
والرسل تحت لواه يوم جمعهم |
كرر أحاديث مدح السابغ النغم |
السابغ النعم بن السابغ النغم |
هو الكريم على الله وفي الذك |
ر الكريم له الترديد في الكلم |
أتقى الأئمة لا تبديل منه إما |
م المتقين وماحي حندس الظلم |
جزءٌ هو العالم الكلي في شرفٍ |
أسنى الملوك لديه أصغر الخدم |
ومجمل القول فيه أنه جمعت |
فيه المحاسن من فرقٍ إلى القدم |
كم صرح الذكر أن المجد متشحٌ |
به وعن إسمه يكنى من العظم |
علا طباق السموات العلا ودنا |
كقاب قوسين أو أدنى لمستنم |
والروح أخدم والرحمن كلم وال |
أملاك قدم في حسن اتساقهم |
حوى الجمال بمعناه وصورته |
وخاطبته الظبا والبدن بالكلم |
وخصه الله بالتمكين في الملأ ال |
أعلى فأملاكه من جملة الحشم |
ورد في الغاركيد المعتدين بنس |
ج العنكبوت وتوليد بورقهم |
إعانة الله أغنت عن مضاعفة |
من الدروع وعن عال من الأطم |
ومن تواضعه إرداف من سعدوا |
به هدى وهدوا للواضح اللقم |
أطاعه صالحوا الكونين والملأ ال |
أعلى ومن يعصه يجزي وينتقم |
واستخدم الغيث ينهاه ويأمره |
وكم وقاه إذا حر الهجير حمي |
من قبل مولده توشيح بعثته |
مخيراً للورى في سالف القدم |
سهلٌ رقيقٌ رحيمٌ لينٌ رؤفٌ |
تألف اللفظ في معناه بالحكم |
طلق الأكف طويل الباع طود علا |
له اتساع النعالي في ذرى الكرم |
والبسط والقبض من كفيه متضحٌ |
ذا للصديق وذا للفاجر الخصم |
وأمره نافذٌ ماضٍ ومنطقه |
موجةٌ ونداه غير منجرم |
في رأسه غسقٌ في وجهه فلقٌ |
في ثغره نسقٌ تسميط درهم |
شيئان قد أشبها شيئين فيه علا |
وجهه وشعرٌ كمثل البدر في الظلم |
يجول في الوعظ إيغالا يبينه |
كأنه في الهدى نارٌ على علم |
بان الهدى وضح الإشكال محترزاً |
من الردى إذ قضى تشريع دينهم |
صان الشريعة في إبداعه سنناً |
يظهرن أنوارها للناس في الظلم |
والعمر شطره فيهم وقدره |
تشطير مغتنمٍ للحق ملتزم |
لذي البصائر إقبال له سعدٌ |
والطرد والعكس للشانية حيث عمي |
عن كنه معناه كل المطنبون وقد |
أوتي البلاغة والإيجاز في الكلم |
مرصعٌ بنظيم النطق في الحكم |
مرقعٌ بعظيم الخلق والحلم |
مدنٍ أخا كرم مركٍ أخاً ندمٍ |
مطهر القلب حقاً راسخ القدم |
ما السحب تمهل أي زعمت بوارقها |
يوماً بأفضل من يمناه في القسم |
لو لم يكن كفه الوافي سحاب ندىً |
لما استقوا منه تعليلاً لوردهم |
لا يشبه البحر هذا مالحٌ وندى |
كفيه عذبٌ بتفريقٍ لمحتكم |
تشابهت منه أطرافٌ منمقةٌ |
كالبان والميزبادٍ فيه للحكم |
يقسم الجزى في الكفار بعد وغىً |
قتلاً وسبياً وتشريداً للمنهزم |
فالسبي للملك والتقسيم ما جمعوا |
والروح للنار والأجساد للرخم |
بالسيف الأبيض والعسال الأسمر |
والتدبيج الأحمر والكرارة الدهم |
والحق كالصبح كل الخلق شاهده |
والسيف كالصبح في تفريق جمعهم |
فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم |
من اقتباسٍ ذكا في الحرب مضطرم |
روى الصعيد بتفريع الدماء كما |
تبليغ دعوته روته بالديم |
دعا وقد عم جدب الأرض فانتشأت |
في الحال سحبٍ بغيثٍ أي منسجم |
لو شاء إغراقهم في البر مد لهم |
بحري دماءٍ وما بالموج ملتطم |
لم لا تكون معانيه مهذبةٌ |
والله أدبه في المهد واليتم |
وكم له معجزاتٌ لم يشن كشفٌ |
شموسها لا كتشبيهٍ بسحرهم |
كالشمس في الصحو لا توهيم يوهنها |
والنجم في عرفه الزاكي لمنتسم |
ولا يروم امرؤ فيها مناقضةً |
ما لم يزل أو يزل أجبال ذي سلم |
فرائد الحسن فيه عقد ناظمةٍ |
حلت كما حل من وافاه في حرم |
طرزت شعري بأوصافٍ به اتسقت |
يا حسن منتظمٍ في حسن منتظم |
جزيت منتظمي وفيه ملتزمي |
أهديت من كلمي للغيث مغتنم |
رجوت من حسن ما أبديت من كلمي |
حسن المجاز إلى تصريع عدهم |
وفي تناسب نظمي ما يقدمني |
على الفحولة في ميدان سبقهم |
يا أكرم الرسل يا من في إشارته |
حوز المنى وسرور الواجم الوصم |
ومن غدا في الورى توشيع ملته |
يزهو على الزاهرين الروض والنجم |
تعطفاً لمحبٍ فيك ليس له |
تعطفٌ عنك معدودٌ من الخدم |
يا صاحب العلم الهادي لقاصده |
حسن البيان أجرني في حمى العلم |
فمطلبي أنت أوفى بالنجاح له |
وأنت أدرى منه يا مسبغ النعم |
من كان فيما غدا تجريد مقصده |
له رأى منه حبلاً غير منفصم |
ومن يلذ بحماه وهو ملجؤنا |
فلا اعتراض بما يخشاه من نقم |
عليه منا صلاة ما لها عددٌ |
تفصيل مجملها يربو على الديم |
وآله الغر باستتباع عترته |
الباذلي النفس بذل الزاد في الأزم |
عدد صفاتهم العلياء من حسب |
والعلم والجود والإيفاء للذمم |
سادوا الورى طاولوا الأعلام مصطرماً |
علواً وكم أهملوا الأعداء كلهم |
وروض ودم وأرح ردد ودد وزر |
وأزر ووال دوا داءٍ وزد ورم |
من جاءهم مرتج من عزهم شرفاً |
يولونه كرماً يزهو بوصلهم |
لهم مناقب تروى في مفاخرهم |
ولا معاند يلغى في وزانهم |
ألفت نظمي وأوزاني بمدحهم |
مؤملاً سعةً من وافر الكرم |
إذا تزاوج ذنبي والهوام فما |
تجلى مدحت علاهم فانجلت غممي |
آثارهم عصمي وحبهم لزمي |
في مدحهم كلمي سجعي ومنتظمي |
وصحبه خير صحبٍ من حووا شرفاً |
بغاية العلم والتكميل في الحلم |
وكم لهم من أيادٍ مع خصاصتهم |
قد تممت مكرمات الخلق للأمم |
لها إخاءٌ ورُحمى غير منكرةٍ |
والذكر أنزل في تعريض سبقهم |
تكفيك خاتمة الفتح التي جمعت |
بدائع الفضل في تنكيت مدحهم |
من اعتدى شاكلوه الاعتداء ومن |
يدن يحل من التأمين في حرم |
كالنجم من يقتدي يهدى به فلذا |
حكمت عقدي على حسن اتباعهم |
أكد بذم أعاديهم مديحك إذ |
لا عيب فيهم سوى تفريق جندهم |
فامدح لمؤتلفٍ فيهم ومختلفٍ |
جمعاً وزد في علا أوصاف شيخهم |
والمح فضائله واذكر مناقبه |
من ذا يماثله في الغار والحرم |
واسى النبي بإنفاقٍ ومنتصرٍ |
ولا يساويه في التصديق من أرم |
وفي ائتلاف المعاني والوزان تلا |
رتب الهدى عمر الفاروق ذو الشيم |
ثم الشهيد قتيل الدار لا عجزاً |
عن دفعهم باحتراسٍ أو قتالهم |
حلماً وصفحاً وإيثاراً لما شهدت |
تفسير رؤياه في أيام حصرهم |
والصهر من شارك الصديق في قدم |
في سبق الإسلام لا في الفضل من قدم |
ومن سمي جده وصفٌ لساعده |
فإنه هاشمٌ حسب اتفاقهم |
أولئك القوم كل القوم ما انبسطت |
نفسي وشنف سمعي غير ذكرهم |
يا رب سهل سريعاً باللحوق بهم |
فضلاً وأدمج محباً في لوائهم |
واكتب من العمر في الدنيا لنا حسناً |
حتى أرى عند موتي حسن مختتمي |