يا نَفس مالِكِ عن مَولاكِ نائِمَةٌ | |
|
| سَهواً وَعَن شَهوات اللَهوِ لَم تَنَمِ |
|
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُ عَصى | |
|
| وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ |
|
بادِر أَفِد امدح احمَد جُدّ مدّ أَعِد | |
|
| شَنِّف أَجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ |
|
قُم يا أخيَّ فَقَد فاتَ العُمَيرُ وَلَم | |
|
| يَحظَ العَبيدُ قُبَيل الفَوت بِالنِّعَمِ |
|
لا قَدَّمتني بنو الآدابِ في مَلأٍ | |
|
| وَلا دُعيتُ بِعَبدٍ صادِقِ القَسَمِ |
|
إن لَم أُحَرِّر نَسيجاً في البَديعِ حكى | |
|
| رَقماً عَلى بُردَةِ المَمدوحِ بِالعِظَمِ |
|
أرجو التَخَلُّصَ من ذَنبي بِهِ واري | |
|
| إنّي بِمَدح رَسولِ اللَهِ لَم أُضَمِ |
|
ذو الفضل وَالفَضل في حُكم وَفي حكَمٍ | |
|
| وَهو الوَفي لِشاكي الهَمِّ بِالهِمَمِ |
|
لَولاهُ ما كانَ لا علمٌ وَلا عَمَلٌ | |
|
| وَلا جودٌ وَلا أَمنٌ مِن النِّقَمِ |
|
مُكَرَّمُ الذاتِ وَالأوصافُ في شَرَفٍ | |
|
| مُوَفّقُ القَولِ وَالأفعالُ في حِكَمِ |
|
وَحُبُّهُ حلَّ في سَمعي وَفي بَصَري | |
|
| وَفي فُؤادي وَمِن فرقي إلى قَدَمي |
|
قَد أعجَزَ الخَلقَ أُميّ به عُرِفَت | |
|
| كُلُّ العُلوم وَلَم يلزَم عَلى قَلَمِ |
|
مَشى أديمَ الثَرى صارَ التُرابُ يُرى | |
|
| مُطَهِّراً لِلوَرى من وَطأةِ القَدَمِ |
|
الفَضلُ وَاللُطفُ وَالخَيراتُ قَد جُمِعَت | |
|
| فيهِ مع الحُسنِ وَالإحسانِ وَالحِكَمِ |
|
إن قيلَ كَالبَدرِ قُلتُ الفَرق بَينَهُما | |
|
| البَدرُ يُكسَفُ وَالمُختارُ لَم يُضَمِ |
|
وَقَد تَقَسَّمَ فيه فَضلُ باعِثِهِ | |
|
| بِالعِلمِ وَالحِلمِ وَالتَوفيقِ وَالعِصَمِ |
|
وَالنارُ وَالنورُ هَذا خَلق صورَتِهِ | |
|
| وَتِلكَ هِمَّتُه العلياء في الهِمَمِ |
|
وَالماءُ وَالمالُ كُلٌّ من يَدَيهِ جَرى | |
|
| ذا لِلسَبيلِ وَذا لِلسائِلِ العَدَمِ |
|
عَزَّ المُحِبّان سار وَالقَريبُ لَهُ | |
|
| هذا يَرومُ وَهذا حامِدُ النِعَمِ |
|
ابنُ الصَفا وَمِنى وَهوَ المُنى وَلَهُ | |
|
| فَضلٌ بِغار حِرا بادٍ عَلى عَلَمِ |
|
ميلادُهُ مكّة الغَرّا وَتُربَتُهُ | |
|
| بطيبة فَهو في الحالين في حَرمِ |
|
مِن زَمزَم اِشرَب وَطُف وَاِطرَب بكعبَتِه | |
|
| قَد زَمزَم السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحرمِ |
|
من أينَ لِلنّاسِ بَيتٌ يُستَطافُ بِهِ | |
|
| أَو يُستَجارُ بهِ مِن زلة القدمِ |
|
فَلُذ بحجرٍ عَظيم القَدرِ أَو حَجَرٍ | |
|
| كَالخالِ لائِمَهُ خالٍ من النَدَمِ |
|
يا طائِفاً خائِفاً مُستَشفِعاً فزعاً | |
|
| هذا المقام وَهذا رُكنُ مُستَلمِ |
|
قِف بِالحطيم عَلى بابِ الكَريم وَلُذ | |
|
| بِالمُصطَفى فَالأماني عِندَ مُلتَزِمِ |
|
بِغار ثَورٍ ثَوى مَع صاحِبٍ فَحَوى | |
|
| بِهِ الرَفيقُ شَريفَ الفَخرِ وَالعِظَمِ |
|
قَد لاحَ كَالشَمسِ ما الأعداء تنكِرُه | |
|
| من فَضل خير الوَرى وَالحَقُّ غير عَمي |
|
حامَ الحَمامُ لهُ وَالعَنكَبوتُ عَلى | |
|
| ياسين دالٍ وَكانَت قبلُ لم تَحُمِ |
|
وَجاءَ في الحجرِ حجرِ الذكر شاهِدُهُ | |
|
| فَالأنسُ وَالجِنُّ تحتَ الرَفع بِالقَسمِ |
|
كَالغَيثِ وَاللَيثِ في حرب وَفي كرم | |
|
| وَالبَدرُ وَالشَمسُ في صُبحٍ وَفي غَشَمِ |
|
إن زُرتَهُ من عَلى الصَفراء ذا ظَمَأٍ | |
|
| صَدَرت عنها إلى الزَرقاءِ غَير ظَمي |
|
كَنزٌ يَلوحُ الغنى من بابهِ كَرَماً | |
|
| قَبلَ الدُخولِ إلى ما شِئتَ من كَرمِ |
|
هُنِّيتَ يا قَلب لم لا عِشتَ في حَرمٍ | |
|
| بِمُخجِلِ القَمَرَين الطاهِرِ الشِّيَمِ |
|
في اللَوحِ آياتُهُ مَحفوظَةٌ كَرَماً | |
|
| وَمَدحُهُ قد أَتى في نون وَالقَلَمِ |
|
يُروى النَدى عن سُيولِ الحيِّ عن ديمٍ | |
|
| يُروى عَن البَحرِ عن كَفَّيه في الكَرَمِ |
|
مِن مُبتَدا الخَلق مَرفوعٌ وَكَم خَبَرٍ | |
|
| أَتى بِتَمييزِهِ عن غير مُنجَزِمِ |
|
صُبحُ الجبين وَلَيلُ الشعرِ في نَسَقٍ | |
|
| كَالبَدرِ في غَسقٍ من ذاتِ مُحتَرمِ |
|
يا مَن هُوَ البَحرُ لِلرّاجي مَكارِمُهُ | |
|
| وَالبَحرُ رَحبٌ وَمَورودٌ لكُلِّ ظمي |
|
أَنتَ المُرادُ فَما سُعدى وَجيرَتُها | |
|
| وَما سُعادُ وَما عُربٌ بذي سَلَمِ |
|
يا مَن دنى فَتَدَلّى رِفعَةً وَعُلا | |
|
| كَقابَ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى النِّعَمِ |
|
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلَع وقف أَدباً | |
|
| سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنَعلِ وَالقَدَمِ |
|
كل النَبِيّينَ أعلامٌ وَفاقَهُمُ | |
|
| بِالخمس وَالنَفس وَالإسراءِ وَالكَرَمِ |
|
مَعناهُ كَالشَمسِ بَينَ الخلقِ في شَرَفٍ | |
|
| وَالذّاتِ في كَاللَيثِ في الأجمِ |
|
ما لِلوقيعِ سِوى أَهل البَقيعِ عَسى | |
|
| أَن تُنجِدوا راجِياً من صاحِبِ الحرمِ |
|
أَنتم وَسيلَة مَلهوف إِلى كَرَمٍ | |
|
| يَبدو من الغامِرَينِ البَحرِ وَالدِّيَمِ |
|
تَسقي الغَمامَةُ قَطراً وَهو يُخجِلُها | |
|
| إِذا سقى النَقد لِلمُحتاجِ في العَدَمِ |
|
لاذَت بهِ الأنبِيا وَالرُسلُ قاطِبَة | |
|
| وَمن شَكى وَبَكى من مقلَة بدمِ |
|
حَوى مُحَيّاهُ حُسناً لا نَظيرَ لَهُ | |
|
| فَجَوهَرُ الحُسنِ فيهِ غَيرُ مُنقَسِمِ |
|
فاقَ النَبِيّينَ في خَلقٍ وَفي خُلُقٍ | |
|
| وَلَم يُدانوهُ في عِلمٍ وَلا كَرَمِ |
|
في أُمَّةٍ قَد خَلَت من قبلِها أُمَمٌ | |
|
| وَهكَذا لابتِداءِ الخَلقِ في القِدَمِ |
|
كُلّ بِالاسم يُنادى وَالحَبيبُ لَهُ | |
|
| يُقالُ يا أَيُّها بِالرفع وَالعِظَمِ |
|
كَالبَدرِ بَينَ نُجومٍ من صحابَتِهِ | |
|
| عَلى سحابَتِهِ قَد لاحَ في الظُلَمِ |
|
مُحَمَّدٌ وَأبو بَكر وَقُل عُمَرٌ | |
|
| عُثمان ثُمَّ عَليٌّ صاحِبُ الهِمَمِ |
|
صِدقٌ وَصديق الفاروقُ ثالِثُهُم | |
|
| ثُمَّ الشَهيدُ مَعَ المَنعوت بِالكَرَمِ |
|
إِذا رَماني زَماني في مَخاوِفِه | |
|
| أَيقَنت أَن أماني في مَديحِهِم |
|
بِالقَولِ وَالفِعلِ جادوا من فَضائِلِهِم | |
|
| لِلسائِلينَ فَاِغنَوا من يَدٍ وَفَمِ |
|
ما أفخَر الدُرَّ مَع تَفريع نِسبَتهم | |
|
| يَوماً بِأَنفَسَ من تَنويعِ ذِكرِهِم |
|
ما أَقبَحَ العَيش يَمضي دونَ زَورَتهم | |
|
| ما أحسنَ العَيش عِندي تحتَ ظِلِّهِم |
|
خُضرُ الحِمى حُمر بيضٍ سودُ معتركٍ | |
|
| في الزرق بِالسُمرِ كَم جادوا وَصُفرِهم |
|
السَيفُ وَالضَيفُ وَالتَوفيق يَعرِفُهُم | |
|
| وَجارُهُم حازَ رُكناً غَير مُنهَدِمِ |
|
عَزّوا فَلا حَرجٌ عَلى المُحِبِّ سِوى | |
|
| إنفاقِه المال في المَسعى لحيِّهم |
|
أَمَّلتُ لِلعَينِ رُؤياهُم وَقد نَظَرَت | |
|
| ما أَرتَجيهِ وَلكن كانَ في الحُلُمِ |
|
كُل الوَرى شارَكوني في مَحَبَّتِهم | |
|
| إلا الشَقِيُّ المُعادي فَضلَ خيرهم |
|
لَهُم مَنازِلُ قِف وَاِنشِد بِها لك يا | |
|
| مَنازِلُ الامن مِن تَعريض مُنثَلمِ |
|
فَالمَح بِعَينِكَ وَاِسمَح في محبَّتِهِم | |
|
| إن ملتَ لِلائم اِستَسمنتَ ذا وَرمِ |
|
وَلائِمٍ غَرَّ قَولٌ منهُ قُلتُ لَهُ | |
|
| مَن لامَ مِثلي مَعدودٌ مِنَ النعمِ |
|
لا تَلحني فَيما عَينَيَّ جارِيَةٌ | |
|
| قَد رَخَّمَت دَمعَ عَبدِ الحُبِّ بِالعَنمِ |
|
عَبد العَزيزِ غَدا في الحَشر ذلّتهُ | |
|
| إن كانَ ماتَ عَلى تَنقيصِ فَضلهم |
|
هُم سادَتي وَرَجائي إِن أَموت عَلى | |
|
| ما عِشتُ فيه مِن الدُنيا بِحُبِّهم |
|
تَوَسُّلي لإلهي سنَّةٌ فبِهِ | |
|
| تَوَصّلي لأَماني من أذى الأَلَمِ |
|
يا خاتمَ الرُسلِ يا مَن جودُهُ عَلَمٌ | |
|
| بِهِ الهُدى وَالنَدى لِلعُربِ وَالعَجمِ |
|
اشفَع لِعَبدٍ أَتى بِالمَدحِ فيكَ وَجُد | |
|
| في حالِ مُحتَسِبٍ بِاللَهِ مُعتَصِمِ |
|
أَجادَ من غير دعوى فيكَ مِدحته | |
|
| وَبِاِسمِ شَهرِكَ مَشهورٌ مَعَ الخَدَمِ |
|
كتمتُ في النَفسِ حاجاتي وَفيكَ غنىً | |
|
| لِسائِرِ الخَلقِ من طفلٍ إلى هَرَمِ |
|
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآن مادِحَهُ | |
|
| وَهو الحَبيبُ فَبَسطَ العُذرِ من كلمي |
|
هذا بَديعُ البَديعِ قَد سَما عَدَداً | |
|
| في عامِ يَومٍ ضحى من مفرد الحُرمِ |
|
قَد اجتَهَدتُ عَلى ضُعفي وَلي أَمَلٌ | |
|
| بِعِتقِ شيبَتي الغَبراء في اللِمَمِ |
|
ما قَصَّر الفِكرُ في نظم البَديعِ بَلى | |
|
| قَصَّرتُ عَن مَدحِ خير الخَلقِ كُلّهم |
|
عَلَيهِ أَزكى صَلاةٍ دائِماً أَبداً | |
|
| وَالآلِ وَالصَحبِ في بَدءٍ وَمُختَتَمِ |
|