عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > زين الدين الآثاري > دَع عَنكَ سلعاً وَسَل عن ساكِن الحرم

غير مصنف

مشاهدة
1238

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

دَع عَنكَ سلعاً وَسَل عن ساكِن الحرم

دَع عَنكَ سلعاً وَسَل عن ساكِن الحرم
وَخَلِّ سَلمى وَسَل ما فيه من كَرَمِ
فَهو الَّذي فاقَ في خَلق وَفي خُلُقٍ
عَلى الأنامِ وفي حُكمٍ وَفي حكمِ
يَهدي الوُجود وَيَهدي الجود منهُ لِمَن
قَد حَلَّ في بابِهِ قُم حُل وَاِغتَنِمِ
جبر القُلوب وَخَيركُم لَهُ خبرٌ
في الفَضلِ يروى وَخيرُ العُرب وَالعجمِ
يُعطي الجَزيلَ يُغَطّي بِالجَميل وَما
شَحَّت أَياديهِ بَل سَحَّت عَلى الدِيَمِ
مُحمَّدٌ أحمدُ المَحمودُ مَبعَثُهُ
بِخَيرِ حَمدٍ بَدا من حامِدٍ بِفَمِ
إِن قالَ فهوَ يَقولُ القَولَ مُتَّصِلاً
بِالحَقِّ قُل عَنهُ مَهما قُلتَ من عِظَمِ
عن جودِه القُطرُ لَمّا جادَ في قصرٍ
هذا مُدامٌ وَقطرُ الغَيثِ لَم يَدُمِ
بادِر إِلى البَدرِ كَي تَحظى بِدارَته
وَاِنزِل بِدارٍ بِها ما شِئتَ مِن كَرمِ
ما مالَ مال لِنَقص حيثُ يُصرف في
ذاك المرام وَلا حملٌ أَتاهُ رُمي
سابِق إِلى حَيّ خير الخَلقِ حَيِّ عَلى
ذاكَ الفَلاح وَحَيِّ الحيَّ في الحرم
وجوه زُوّارِهِ في الخلقِ ناضِرَة
بِالحَقِّ ناظِره نوراً عَلى عَلَمِ
بَحرٌ وَرَحبٌ لَهُ بابٌ يَلوحُ بهِ
عَدلٌ فَكَم مَلَأَ الطاغينَ من أَلَمِ
بَدرٌ رَفيع شَفيع في القضاءِ كَما
أَغنى العُفاةَ نَدى كَفَّيهِ عن نَدَمِ
فَكَم وَقى وَعَفى عَمَّن جَنى وَجَفا
وَكم أَقالَ فَتى قد قامَ في جرمِ
فَاِمدَح وَصرح وَفرح قَلب عاشِقَه
وَاِنشُر نِظامَكَ وَاِنثُر منهُ قُل وَقُمِ
فَمن يَجوزُ حِماه أو يَجوزُ بِهِ
يَفوزُ قَبل يَفوتُ الفَوت بِالنعمِ
كَفى الهدى سدّ باب الشِرك حيثُ بدا
بِصِدق عَزم وَسَنَّ الشَرع لِلأممِ
قُم جُدّ في الخَيرِ وَاِجعَل جُلَّ سيرِكَ في
مَزار أَعلى الوَرى في القَدرِ وَالقِيَمِ
بِالغَزوِ في أحدٍ لَم يُبقِ من أَحدٍ
كَما تبوح تَبوكُ الشِرك بِالنقمِ
لا حيفَ في غَزائِره
مَعناهُ في الخَيلِ ذاتَ الخَيرِ وَالنِعَمِ
صارَ الَّذي زارَ تُربا لِلرَسولِ حَوى
مع مَن حمى ضاءَ فيمَن ضاعَ من قدمِ
بِالفَضلِ صَرّح وَسَرّح لِلفضول تَطِب
وَاعمر ضَميرك وَاعبُر صَلِّ ثُمَّ صُمِ
فَمن يَروح يَلوح وَمن
بِهِ يَفوه يَفوحُ المِسكُ في الكَلِمِ
إِن شَطَّ عَنكَ مزاراً في المَسيرِ لَهُ
فَاسأَله في الحَزمِ شَدَّ العَزمِ تَغتَنِمِ
من أرمل الشَوق يعدو بِالحَجيجِ لهُ
قُم ارمق الشَوق يَبدو من ضَجيجِهِم
وَيَتبَع البرّ حيثُ البِرّ منهُ يرى
في الوَقتِ ينبه عن شَوق وَلم يَنَمِ
يا لَيتَ شِعري أَرى بَيت الحَبيب وَهل
يَقول سَل تُعطَ ما تَرجوه من كَرَمي
في رُؤيَةِ العَينِ بَذل العَين قل فزد
وَاشرَب من العَينِ فَالزرقا لكل ظمي
أَصبَحت أَشكو
كَمَن يَسفّ النَوى قوتا مِن العَدَمِ
كَم بدرة أَنفقت من بَدرة لِتَرى
بَدراً وَتَشهَد بَدراً غَير مكتتمِ
سامٍ عَلى الخلقِ حامٍ من يَلوذُ بِهِ
من عَهدِ سامٍ وَحامٍ ثُمَّ في القَدم
لَئِن جَنى شَخص عَيني زَهر رَوضَتِهِ
فَما عَلَيَّ جنى نَوعٌ من الأَلَمِ
من زَمزَمَ اشرَب وَطف وَاِطرَب كبيعَتِهِ
قَد زَمزَم السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحرمِ
اعقل مَطِيَّكَ عن غَير المَسيرِ لَهُ
وَاِعقل لِقَولي فَلَيسَ الوَرد كَالرَتمِ
وَمَن يَشق الثَرى بِالقَلبِ من لَهَفٍ
فَما يَشقّ عَلَيهِ السَعيُ بِالقَدَمِ
كَم سائِرٍ زائِر أكرى السُرى وَغَدا
فَعاقَهُ المَوتُ في أَكرى فَلَم يَقُمِ
إن جارَ دَهرك كُن جار النَبِيِّ فَكَم
عَن جارِه كَف كَفّ الخَوف وَالنَدَمِ
مدّ الأَكفّ عَلى بابِ الكَريمِ فَفي
مدّ الغَنِيِّ الغنى عن صاع كل كَمي
أخفى يَعوق اسمُه قدماً وَحينَ بَدا
فَلَن يَعوق الرَدى عَن عابِد الصَنَمِ
عَلا بِفَضلٍ عَلى ظَهر البراق وَمن
عَلى البراق إِلى الغاياتِ في العظمِ
مَن عَن يَمين ضَريح حَلَّ فيهِ فَقِف
تجِد هُناكَ صَريح الطَيب عن أمَمِ
عَجِّل فَقَد حانَ أَن تُبنى القُبورُ لَنا
وَنَحنُ في الحانِ ما تُبنا عن الجرمِ
مَن حَجَّ أَو زارَهُ نالَ المُنى وَمَحى
أَوزارَهُ عَنهُ ذاكَ السَعي لِلحَرَمِ
تركي أراكَ الحِمى مع مَن سِواكَ بِهِ
حَتّى أراكَ وَما أَرجو سِواكَ فَمِ
إنّي أَرى قَدمي وَلَّت إِذا عَجزَت
عَن المَسيرِ وَطَرفي قَد أَراقَ دَمي
وَلائِمي بِمَقال المَكرمات أَسىً
فَلَو هَداني طَريقَ المَكرُماتِ حُمي
لَو رُمت مَنعَ دَمي يَوماً لَما بَخلت
عَيني لعلمي بما تجزيه من عدمي
أكرم بِروح إِلى المَحبوب ذاهِبَة
تَرومُ ذا هِبَة من فَضله العممِ
نَوالُهُ عَمَّ كُلَّ السائِلينَ فَمن
نَوى لَهُ السَعي يا بشراه بِالنِعَمِ
بِاللَّهِ مُشتَغل عانٍ بخدمتِهِ
وَلَم يَكُن قَط بِاللاهي عنِ الخِدَمِ
أَمِنتُ خَوفَ تَلاقي حَيثُ كنتُ لَهُ
جاراً وَحيثُ تَلا في المَدح فيهِ فَمي
فَمن أَدارَ فَماً في مَدحِهِ وَيداً
في حُبِّهِ فَهو منهُ وافِر القِسَمِ
وافي الجَزاء مُوافي الوارِدين لهُ
بكل ما أَمَّلوهُ فَوقَ قَصدِهِمِ
كَم جادَ ثُمَّ أَجادَ الفَضلَ مِن يَدِه
وَمنطِق بِصحاح الدُرِّ مُنتَظِمِ
حَشا حَشا قَلبَه غيبا زَكى مخشا
يَكونُ يَوماً عَلى غَيبٍ بِمُتَّهَمِ
بَدرٌ بِوَجه كَسى شَمسَ الضُحى خَجلا
زاهٍ عَلى زاهِرٍ من قدِّهِ الحَشِمِ
وَقى وَقالَ ابشِروا فَالنار لَيسَ لَها
في أمتّي طمع تيهوا عَلى الأُمَمِ
عَوِّد إِلى بُقعة عَزَّ البَقيعُ بِها
وَالقَلبُ عَوِّدهُ بِالتِردادِ وَاِستَلمِ
يُقري وَيُقريكَ ما تَرجوهُ ساكِنها
دينا وَدنيا بِلا منٍّ وَلا سَأمِ
في فيهِ طَيِّبَةٌ من طيبهِ ظَهَرَت
في طَيبَةٍ قُم فَهذي طَيبَةُ الحرمِ
حِمى حماه مَنيعٌ إِن حللت بِه
أَمنت من كُلِّ سوءٍ يا أَخا النَدَمِ
زوى زَوايا المُصَلّى فَضل حجرته
مِن أَجلِ ذاكَ الزَوايا عنهُ لَم تَنَمِ
بادِر إِلى يَمِّ جود في يَدَيهِ وَقُم
يَمِّم بِنا فَهو بَحرُ الجودِ والكَرَمِ
يَعودُ مِن فَضلِهِ المَرضى فَيَرحمهم
كَيما يَعودونَ في برءٍ من الأَلَمَ
لا يُنكر الفَضل منهُ غَيرُ جاحده
أَو كافِرٍ كَبَهيم اللَيلِ لِلنِعَمِ
يَغارُ من قَدّه الغُصنُ الرَطيب إِذا
وَالشَمسُ وَالبَدرُ من وَجهٍ عَلَيهِ جمي
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتي شُغلي
لَهُ عَلَيهِ بِهِ في بابِهِ خِدَمي
كَالبَدرِ بَينَ نُجومٍ مِن صَحابَتِه
عَلى سَحابَتِهِ قَد لاحَ في الظُلَمِ
مُحَمّدٌ وَأَبو بَكرٍ وَقُل عُمَرٌ
عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ صاحِبُ الهِمَمِ
صِدقٌ وَصدّيق الفاروقُ ثالِثُهُم
ثُمَّ الشَهيدُ مَعَ المَنعوتِ بِالكَرَمِ
طَبيبي طَبيبي نَصيبي مَذهَبي حَسبي
هُمُ بِهِم فيهم منهُم بِتُربِهم
خَيرُ الكَلامِ كَلامُ الخَيرِ وَهو يُرى
في الذِكر أَو سُنَّة أَو في حَديثِهِم
قالوا اِصبِروا ايسِروا جودوا فَلَيسَ لَنا
مَيلٌ وَلا مَصرِفٌ عن حَدِّ أَمرِهِم
وَالرَفعُ فيهم وَتَمييزُ الجنابِ لِمن
فاقَ الوَرى خَبرا من مُبتَدا القِدَمِ
الفائِض الكَرم ابنُ الفائِض الكرمِ
ابنُ الفائِض الكَرم ابن الفائِض الكرم
مُحمد بنُ عَبدِ اللَهِ شيبَةُ جَدّهِ
ابنُ عَمرو زَكوا أَصلاً بفرعِهم
هو النَبِيُّ الزَكِيُّ الطاهِرُ الشِيم
هو الشَفيعُ الرَفيعُ القَدرِ وَالقِيَمِ
إن قامَ أقعد من ناواهُ عن عَمل
أَو قالَ أسكُت من ضاهاهُ في كَلِمِ
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ
لِمَن يَضِلُّ عَن الإِرشاد في اللُّقَمِ
وَيملُحُ البَحرُ إِن حاكى أَنامِلَه
وَيحسنُ النَهرُ في عَذبٍ من الدِيمِ
يا أَيُّها العاشِق المَندوب في شَغَفٍ
قُم وَاِقضِ فَرضاً بِذاكَ الحَيِّ وَاِغتَنمِ
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ
كَالبَدر يَعلو عَلى الأَكوان في الغَسَمِ
عَزَّت سَراياهُ من يُمن عَلى يَمَنٍ
فَاِسكُن تَعِزَّ بِأَرض الخَير وَالنِعَمِ
ما حالُ من سارَ عَن عَدنٍ إلى عَدَنٍ
وَصارَ أشهر من نارٍ عَلى عَلَمِ
وَكانَ يَخفي الهَوى من خَوف حاسِدِهِ
فَصِرتُ أبديهِ من ضَعفي وَمن سَقمي
دَمي تساقَط من عَيني فَنمَّ عَلى
حالي فَوا أَسَفا حَتّى الرَقيب دَمي
حَركتُ يَقظانَ أشواقي وَنائِمها
لَما بَكيتُ لضحك الشيب من هرمي
وَما حَماني في الثَغرِ المَنيعِ فَتىً
لكن من الثَغر ممَّن زادَ في ألمي
بَدر الدُجى قَمر الألبابِ شَمسُ ضحى
بِالظرفِ وَالظرفِ في الضاحي وَفي الشيمِ
يَكادُ يَحرق رَضوي في الهَوى نَفسي
من حرِّ نَفسي وَلو لَم أدن من ضَرَمِ
يا لَيل بَشِّر بِأحبابي وَخُذ حدقي
إن كُنتَ جِئتَ بِبُشري من دنوِّهمِ
بِاللَهِ يا سائِق الأظعانِ مُجتَهِداً
إن جِئتَ سلعاً فَسَل عَن جيرَة العَلَمِ
وَقف قَليلاً عَلى حَيٍّ بِهِ نَزَلوا
وَاقري السَلام عَلى عُربٍ بِذي سَلَمِ
فَلَو عَلمت بِما عِندي لِغَيبَتِهِم
مَزَجت دَمعاً جَرى من مُقلَةٍ بدَمِ
وَحَقّهم إنَّ عيشي بَعدهم كَدِرٌ
وَلم يَطب لي منامٌ لا وَحَقِّهم
ما نِمتُ إلا عَسى أنّي أرى لَهُمُ
طيفاً يُشَرِّف ضيفاً من عَبيدِهم
تَسعى العواذِلُ في قصري فَأنشدهم
إنَّ المُحبَّ عن العُذّالِ في صَمَمِ
من كانَ يَعلَم أنَّ الشَهد مطلبُهُ
فَلا يخافُ للذع النَحل من أَلَمِ
يا من يظنُّ نصوحاً في حواسِده
أخطَأتَ أَذنَبت مثلي عَدِّ واستَقِمِ
لَولا العَظيم عَلى اللَهِ العَظيم محى
ذَنبي العَظِمَ لَذقتُ الكُلَّ بِاللَمَمِ
لا يجبرونَ عَلى ما لا يُطاق لهُ
وَيجبرونَ الكَسير الشاكي الأَلمِ
خُضرُ الحمى حمر بيضٍ سودُ معتركٍ
في الزرق بِالسُمر كم جادوا وَصفرهم
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِ عندَهُمُ
فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبح في الغَنَمِ
كُلُّ الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم
إِلا العذولُ الشَقِيُّ الجالبُ النَدَمِ
فَقُم إِلى حيِّهم سَعياً عَلى القمم
وَقُل لَهُم يا مُحاة الذَنب بِالهِمَمِ
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحبكم
وَما غَوى وَكَفاكُم أوفَرُ القَسَمِ
بَدرٌ دَنا فَتَدَلّى رِفعَةً وَعُلا
كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى النِعَمِ
حَبرٌ هو البَحرُ لكِن ذاكَ مَنظَرُهُ
غَمٌّ وَهذا حَقيقاً كاشِف الغمَمِ
في المَدحِ بالِغ فَلم تَلبُغ سِوى قِصرٍ
عَن مَدحِ من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كُلِّهِم
وَلِلمَلائِكِ مِن تَبيلغِ حَضرَتِهِ
أَزكى السَلامِ الرّضي من بارئ النَسَمِ
لَو رامَ أَن يُغرِقَ الدُنيا وَساكِنَها
نَدى يَدَيهِ لا نَجى شاكي العَدَمِ
وَلَو نَهى الشَمسَ أن تُبدو لما طَلعت
وَلا اِستَنارَت وَعاشَ الناسُ في الظُلَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ
بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ ومن رَحِمِ
كَم طارَ بِالخَوفِ في الأَقطارِ جاحِدُهُ
مِنَ الأَعادي مع الغربان وَالرَخَمِ
وَكانَ يُنكر قَول الوَحش عَن بُعُدٍ
فَصارَ يعرفُ فعلَ الطَيرِ مِن أُمَمِ
لَو اهتَدى ما اِعتَدى وَقَد يَشبّ إِذا
شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلى نَعَمِ
فَالكَونُ يَشهَدُ ما الأعداء تنكره
من فَضلِ خَيرِ الوَرى وَالحَقُّ غيرُ هَمِ
فَالضَبُّ سَلَّمَ وَالثعبانُ كَلَّمَهُ
وَكَلَّمَتهُ ذراعُ السُمِّ في الدَسمِ
وَشاعَ في الصَحبِ تَسبيحُ الطَعامِ لَهُ
مَع الحَصى وَاِنشِقاق البَدر في الظُلمِ
عَلَيهِ سَلَّمتِ الأحجار ثُمَّ دَعا
الأشجار جاءَت لهُ تَسعى بِلا قَدَمِ
وَأمنت حائِط العباس حينَ دَعا
وَاِسكُفَّةُ البابِ تَأميناً بِغَير فَمِ
وَأمُّ معبد دَرَّت شاتُها لبناً
إِذ مَسَّها وَغدت من أَطيبِ الغنمِ
وَشُرِّف الغار لما صارَ مُحتَوِياً
لِلجارِ فَهو بِهِ كَاللَيثِ في الأجَمِ
حامَ الحمام لَهُ وَالعَنكَبوت علا
عَلى الحَبيب وَكانَت قَبل لم تَحُمِ
وَرَدَّ عَينَ قَتادة الَّتي عميت
كَأَنَّهُ لَم يَكُن مِن قَبل ذاكَ عَمي
إِن سارَ في الرَملِ لا يُلقى لَهُ أَثَرٌ
عَلى الثَرى وَيَغوصُ الصَخر بِالقَدَمِ
لاذَ البَعيرُ بهِ وَالذِئبُ صَدَّقَه
كَم مُعجِزات لَهُ عَنها بَكِلُّ فَمي
فَمي وَيعجز لَم يبلغ لأَيسَرِها
وَلا طروسي وَلا حِبري وَلا قَلَمي
إِذا بَدا بِصُنوفِ البرّ من يده
تَقولُ هذا السَخا أَم عارِضُ الدِيَمِ
سَهل شَديد عَلى سلم وَفي حَرَبٍ
من مثله وَحوى التَكميل في الشِيَمِ
أَما رَأَيتَ النَدى قَد فاضَ مِنهُ أَما
سَمعتَ عَنهُ الهُدى في الفِعل وَالكَلِمِ
حَياؤُهُ وَجهُهُ جَدواهُ منطقه
كَالبكر وَالبَدر مَع بحر وَدُرِّ فَمِ
الفَضل وَاللُطف وَالخَيرات قَد جُمِعت
فيهِ مع الحسن وَالإِحسان وَالنِّعَمِ
في الحاجِبين وَعَينيهِ وَفي فَمِهِ
كَالنونِ وَالعَينِ ثُمَّ الميمِ في نَعَمِ
وَقَد تَقَسَّم فيهِ الفَضل أجمعه
بِالعِلمِ وَالجودِ وَالمقدار وَالعِصَمِ
وَالماء وَالمال كُلٌّ من يَدَيهِ جَرى
هذا لظامٍ وَهذا رِفدُ مُستَلِمِ
وَالنارُ وَالنورُ هَذا خلق صورَتِهِ
وَتِلكَ هِمَّتُهُ العَلياءُ في الهِمَمِ
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلّمت كَرَما
عَلَيهِ في الفَضلِ مثل الجدي فَاِحتَكِم
وَلَيسَ طائِفَةٌ بِالقُربِ طائِفَة
عَلى حماه كَمن لَم تَدنُ لِلجرمِ
نَزِّه لحاظِك في عَلياء حضرَتِهِ
وَعَن سِواها فَفيها سَيد الأُمَمِ
كَم سائِرٍ لِحَبيب الحَقِّ مُغتَنِم
كَم زائِرٍ بِطَبيبِ الخلقِ مُلتَزِمِ
في ذاتِهِ وَالأَيادي وَالنَدى نِعَمٌ
تَلوحُ في نِعَمٍ لِلخَلقِ من نِعَمِ
وَهابُ مرحمةٍ كَسّابُ تهنيةٍ
قَد فاقَ في كَرَم لِلعُربِ وَالعجمِ
مُعط أخا عَدَمِ مُرضٍ أَخا نَدَمِ
مُدنٍ أَخا ضَرَمٍ مُدعٍ أخا طُعُمِ
إمامُ ذي أَدَبٍ هُمامُ ذي أَربٍ
غمامُ ذي طَلبٍ في حالِ مُبتَسمِ
يهدي بِدَعوَتِه يهدي بِسُؤددهِ
نَكفي بِأَنعُمِه في الحُكم وَالحِكَمِ
جَبرٌ لِمُنكَسرٍ ذُخرٌ لِمُفتَقرٍ
بِالفَضلِ في عَدَمٍ وَالفَصل في كَلمِ
كَم قَد حَوى شَرفاً كَم قَد هدى فرقا
كَم قَد وَفى كرماً كَم قَد عَلا وَكمِ
أَرجو التَخلُص من خوفي بهِ وَأَرى
إنّي بمَدح رَسول اللَهِ لَم أُضَمِ
فَتى قُرَيشٍ إمامُ الرُسلِ قاطِبَة
أَزكى النَبِيّينَ خيرُ الخَلقِ كُلِّهِم
من لَفظِهِ واعِظ الإِيمان ينشدنا
تبارك اللَهُ منشي الدُرَّ في الكَلِمِ
وَكُلهم من رَسولِ اللَهِ ملتمسٌ
غَرفاً من البَحر أو رَشفاً من الدِيمِ
يَدعُونَ لِلخَيرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ
وَيَأمُرونَ الوَرى عَدلاً بِعُرفِهِم
في حُكم ذي رَشَدٍ في عَدل ذي قَدَرٍ
في فَضل ذي شَرَفٍ في جودِ ذي كَرَمِ
مُستَعطف عاطِفٌ مُستَحسنٌ حَسَنٌ
مُستَفتِح فاتِحٌ مُستَحكِم الحكمِ
وَفعله فاقَ أفعال الوَرى كَرماً
وَقَوله راجِح عَن وَزن قَولِهم
من كفّه وَمُحَيّاهُ وَمن فمه
بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زاكِيَ القِيَمِ
محمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أرسَلَه
بِالحَقِّ في هيكَل الإِنسانِ للأُمَمِ
وَاللَيثُ وَالغَيثُ في حَربٍ وَفي كَرَمٍ
مِنَ الوَرى دونَه وَاِسأَل عن الهِممِ
وَمُذ سَرى في الثَرى صارَ التُرابُ بهِ
مطهراً لِلوَرى من وَطأة القَدَمِ
واشتَقَّ من اِسم مَولاه اسمُهُ كرماً
فَقل محمدُ من محمود في العِظَمِ
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إن فاتَ واحدُها
يَبقى به أحدُ الأَعدادِ لِلفَهِم
لا خَيرَ يَشمل من وافى لِحَضرَتِهِ
إِن لَم يَكُن مُخلِصاً في الحُبِّ وَالخِدَمِ
فازَ القَريب بهِ فَوزاً وَنالَ هُدى
وَطابَ بِالقُربِ من آثار مُحتَرمِ
في رُؤيَة وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي
ذات وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ
بادِر أَفِد امدَح احمِد جِدَّ مُدَّ أَعِد
شَنِّف أجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ
يا عاجِزاً عَن فُنونِ الخَيرِ سَوف غداً
تَقولُ بَعدَ فَواتِ العُمرِ وا نَدَمي
يا وَيلَتا لَيتَني لَم اتّخِذ كَسلا
يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أقمِ
دَع عَنكَ قَول النَصارى وَاليَهود وَما
يَقولُهُ الرافِضِيُّ الطرفُ وَهو عَمِ
فَلِلنَصارى اِعتِناءٌ في مَذاهِبِهم
بِزورِهم وَاِغتِناءٌ في مَسيحِهِم
وَلِليَهود اِفتِتانٌ حَرَّفوا كَذبوا
وَغَيَّروا وَاِفتنانٌ في عُزَيرِهِم
وَلِلمُشيحينَ في الأَصحابِ خُلفُ هدىً
وَبَدَّلوا حُبَّهم فيهِم بِبُغضِهِم
إِن هُم بِغَفلَتِهِم إِلا كَغَفلَتِهم
بَل هُم أَضلُّ من الأنعام وَالغَنَمِ
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُم لِضارِبِهم
أَشقّ مِمّا يَراهُ عائِبٌ بهِم
كَم عاذِلٍ منهُم لامَ المَشوقَ وَكم
قالَ اختَصِر قُلتُ سَمعي عَنكَ في صَممِ
تَبّاً لِباغِضِهِم يا وَيلَ جاحِدِهِم
لأنَّهم مَعدِنُ الإنصافِ وَالكَرَمِ
افنوا أَعادِيَهُم أَبقوا أيادِيَهُم
من حلَّ نادِيَهُم قَد حَلَّ في حَرمِ
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ
كانا سَواءً وَكَم اغنوا بِجودِهِم
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَنَّ المُحِبَّ لَهُم
يَلقى الهَنا وَالغِنى وَالفَوزُ بِالنِعَمِ
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِها كَرَماً
في حُبِّهِم مَن يَروم الوَصلَ لَم يَنَمِ
قالَ العَذولُ ثَنيتَ العَزم قُلتُ نَعم
ثَنيتُ عَزمي عَن مَيلي لِغَيرِهِم
وَحَيثُ زُرتُ حِماهُم ذَلَّ قُلتُ لَهُ
ذُق إِنَّك اليَومَ ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ
حكَمتَ بِالعَدلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فَيا
أَحمى الوَرى أَنتَ عِندي من أخصّهم
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعل العَفوِ مُحتَكِماً
في العَطفِ حُزتَ مقامَ القَلبِ من سُدُمِ
لأَنتَ وَاللائِمُ التَعبانُ في نَظَري
كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللخمِ
لا تَلحني فَدما عينَيَّ جارِيَةٌ
قَد رَخَّمت دَمعَ عبد الحُبِّ بِالعَنَمِ
يَحكي الهَواءُ مَقال العذل في أُذني
فَأَكفف حَماني الهَوى عن ذلِكَ النَغَم
يُحيي اللياليَ من يهوى فقالَ أنا
أُحيي الأَسى وأميتُ القلبَ بالسّدمِ
عَسى بهيم الدجى أَضناكَ قُلتُ لَه
أَشكو البَهيمَ الَّذي يَسعى لِغَيرِهِم
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعمهم
وَالمح فَفي التَوبَة استِظهار فَضلِهِم
أَصحابُ خير الوَرى إِن تَرجُ غَيرَهُمُ
عن خيرِهِم فَقَد اِستَسمنتَ ذا وَرَمِ
أَحبابُهُ وَالأَعادي قَطّ ما أَتلفا
هَيهاتَ لَيسَ البزاةُ الشهبُ كالرَخَمِ
من كانَ مُختَرِعاً جنس البَديعِ لَهُم
فَذا مُحِبٌّ رَعى مَعنى جَميلِهِم
إِذا رَماني زَماني في مَخاوِفِه
أَيقَنتُ أَن أَماني في مَديحِهِم
ما أَفخَرُ الدُرّ في أَبهى العقود عَلى
أَزهى الغَواني بأَغلى منهُ في القِيمِ
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالجَدوى وَفي شَرَفٍ
وَفي القَرابَةِ كلٌّ ثابتُ الرَحمِ
لَهُم مَنازِل قِف وَاِنشد بِها لَكِ يا
مَنازِلَ الامنِ مِن تَعريضِ مِثلهم
نعم المَقام بِوادٍ طابَ من نِعَمٍ
نعَم بِهِم وَبِما يُعطونَ مِن نعَمِ
عَلى الحَقيقَةِ لَيسَ القَولُ يَمدَحهُم
وَإِنَّما القَولُ مَمدوح بِذِكرِهِم
ما أَحسَن المَوتُ في حَيٍّ بِهِ نَزَلوا
ما أَقبَح المَوتُ عِندي قَبل وَصلِهِم
القَلبُ مُشتَغِلٌ وَالرَأسُ مُشتَعِلٌ
شيباً وَعيباً وَلم أظفَر بِرَبعِهم
أَطاعَني دَمع عَيني وَالمَنام عَصى
وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ
من جَدَّ في السَير شَدَّ السَير مُحتَزِماً
عَلى مَطِيٌّ دَعَتها العُربُ لِلعَجَمِ
بادِر قُبَيلَ تصاريف العُمير إِلى
تِلكَ العُريب وَاضرِب عَن كُليبهِم
فَاجهَر بِحُبِّكَ وَانهَر في العَذول بِهِم
وَاسهَر عَلَيهِ وَلا تَغفَل وَلا تَنمِ
إن رامَ يَثني ضُلوع الحُبّ مِنكَ فَقُل
دَع عَنكَ ذا كَيف حالُ اللَحم في الوَضَمِ
إِن قالَ أهلَكتُ نُصحي في هَواك فَما
سَمَحتَ قُل ما نَصَحت ارجِع عَنِ التُهَمِ
وَدَع لسانَيه مَع وَجهَيه في عَذَلي
فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِ وَالجَلَمِ
طالَت لَهُ قِصَّةٌ فينا مُعَقَّدَة
قُل كَالقَناة وَلكِن عِندَ مُنهَزِمِ
يَوم اللقا قُل لَهُ احصُد ما زَرَعت وَذُق
ما قَد كَنَزت فَهَذا موجب النِقَمِ
يا قَلب ماذا التَمادي في الضَلالِ وَيا
نَفس ارجِعي فَالتَواني جالِبُ الأضَمِ
رَجَعتُ عَن كُلِّ مَدح كُنتُ أنظمه
سِوى مَديح مَليح الذاتِ وَالشِيَمِ
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً
إلا مَدائِحُهُ جَلَّت بِكل فَمِ
فَمَدحه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى
مَدح الإله لَهُ في نون وَالقَلمِ
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ
أَثنى عَلَيهِ من الإِعزازِ بِالعظَمِ
بَحر الحَبا محسنٌ رحب الحِمى حَسَنٌ
حاوي المَحاسِنَ حامي الحل وَالحرمِ
في الفَضلِ مُكتَمِل في العَدل مُشتَمِل
في البَذلِ مُحتَمل لِلخَلقِ كُلِّهِم
غَمامُ كَفَّيهِ كَم عَمَّت وَكَم غَمَرَت
مِن غَيرِ سوءٍ عَلى من باتَ في غُمَمِ
محمدٌّ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
عَشرَةٌ فَخرهم من عِشرَةِ الكَرَمِ
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكر عَتيقهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَاِثني عَلى عُمر الثاني لعدّهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّا عَلَيِّهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَطَلحَة خامِسٌ إيفاء نِصفهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَسادِس القَومِ عَدا في زَبيرِهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَسابِع القَوم عَدّاً عندَ سَعدِهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَثامِنُ القَومِ عدا في سَعيدِهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَتاسِعُ القَومِ عَدّا في اِبنِ عَوفهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ
فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى بِخَتمِهِم
بَدرٌ سِوى أنهُ بَحرٌ لِطالِبه
لَيثٌ سِوى أنَّهُ غيثٌ لمُغتَنِمِ
يَروي النَدى عَن سُيولِ الحي عَن ديم
فاضَت عَن البَحرِ عن كَفَّيهِ في الكَرَمِ
فَاِشكُرهُ وَاذكُرهُ في سِرٍّ وَفي عَلَنِ
وَاحمَدهُ وَاِمدَحه في نَثرٍ وَمُنتَظمِ
أسنى مُلوك الوَرى في بابِ حَضرَتِهِ
يَغض طَرفاً وَيَحكي أَصغَر الخدمِ
مَلابِسَ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمن
عَرى مِن الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحَرَمِ
في الفَضلِ يُتبَع فَضلَ العِلمِ فَضل يَد
لِلطالِبينَ فَيَغنى من يَد وَفمِ
لَو لَم يَكُن جوده بَحراً لما شَمِلت
يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ
إِن قامَ أَو قالَ في خَطبٍ وَفي خطَبٍ
حَمى الحِمى وَرَمى في اللُسنِ بِالبكمِ
ثَبت الجنان وَقَد فاقَت مَحاسِنهُ
عَلى الجِنانِ الَّتي تَعلو عَلى إِرمِ
سَل الكَتائِب عَن أَحوالِ سيرَتِهِ
تَلقَ العَجائِبَ وَاكشِف نَصَّ كُتبِهِم
كُل الحُروف لِخَير الخَلقِ ناطِقَة
فَضلاً وَما خَط يَوماً قَط بِالقَلَمِ
زينٌ تَقِيٌّ نَقِيٌّ بَيِّنٌ شَفِقٌ
يُجيزُ يغني بثَّ في شِيَمِ
عَدُوُّهُ مهملٌ عارٍ وَصارَ لَهُ
عارٌ وَلاحَ لَهُ حالٌ مَعَ العَدَمِ
دَواء دائي وُرودي دارَه وَإِذا
وَردتُ زُرت وُروداً ذَلَّ ذا وَرَمِ
ذو الفَضلِ وَالفَضل في حُكم وَفي حِكَمٍ
كَم هَمَّ وَهو وَفِيُّ الفِعل بِالهِمَمِ
مُكَرَّمٌ جارُهُ دُنيا وَآخِرَةً
مُنَزَّهٌ لَفظُهُ عَن لا وَلَن وَلمِ
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُ بَدا
حَتّى غَدا كَنز عِلمٍ لِلهُدى عَلَمِ
ميلادُهُ مَكَّةُ الحسنا وَتُربَتُهُ
بِطيبَةٍ فَهوَ في الحالَينِ في حَرَمِ
وَعِندَهُ العُمران امدحهما كَرماً
هَذا وَذا القَمران أعجَب لِنورِهِم
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ
فَردٌ هُوَ البر وَهو البَحر للأُممِ
سُبحانَ خالِقَه سُبحان مُنشِئه
حازَ المَحاسِنَ في عُرب وَفي عجمِ
خَيرُ البَرِيَّة مَعناهُ وصورَتُهُ
شَيئانِ سيّانِ في فَخرٍ وَفي عِظَمِ
مُحَمَّدٌ في نَعيم شامِلِ النِعَمِ
مُؤَيَّدةٌ من كَريمٍ كامِلِ الكَرَمِ
يا أَكرَم الرُسل يا خَير الأَنامِ وَيا
مَن خصَّ بِالسَعدِ من مَولاهُ في القِدَمِ
أنتَ المُرادُ فَما سُعدى وَجيرتَها
وَما سُعاد وَما عُربٌ بِذي سَلَمِ
وَما حَوى أَحدٌ مدحاً وَفاقَ بهِ
إِلا وَمدحك أَزكى مِنهُ في القِيَمِ
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلَع وَقِف أَدبا
سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنِعل وَالقَدمِ
مُرادنا لِبِساط النورِ تكرمةٌ
بِتُربِ نَعليكَ يا اِبنَ البَيتِ وَالحرمِ
مُوسى وَعيسى وَكُل الرُسل أَجمعهم
في دينِ خيرِ البَرايا نسخُ دينهم
فَدينُهُ الجِنسُ لِلأَديانِ أَجمَعها
وَالكُل أَنواعُه في سائِر الأُممِ
كُلّ بالاِسم يُنادى وَالحَبيب لَهُ
يُقال بِالرَفعِ وَالعِظَمِ
وَالأَنبياء جَميعاً مَع جَلالَتِهِم
يَقومُ فيهِم مَقام البُرءِ في السَقَمِ
مكرَّم الذاتِ في يومي ندىً وَردىً
بِحَوزِهِ الجابِرين النصر وَالكَرمِ
ما أَطيَب العَيش في آثارِ حضرَتِهِ
لِطالب الغامِرَينِ البحرِ وَالدِيَمِ
لَهُم أَياد وَلكن فَضل خاتِمِهم
قَد فاقَهُم وَهو عنوانٌ لِختمهِم
يا مَن يُؤَمِّلُ أَن يَحظى بِوارِثِهِم
فَضلاً وَفَضلاً فَيمِّم ناصر الأُمَمِ
هَذا سَمِيُّ رَسولِ اللَهِ مالِكُنا
بعهدة الخادِمَين السيفِ وَالقَلَمِ
تَمكينُهُ في مَعالي المُلك متفق
بِطاعَة الفئتَين العربِ وَالعَجمِ
أَسنى المُلوكِ إِمامُ الكُلِّ أَحمدُهُم
الناصِرُ ابنُ المَليكِ الأَشرفِ العَلَمِ
في العلمِ وَالحُكم قَد فاقا وَالابنُ زَكا
فَهماً وَكُلّ سما في الفَضلِ وَالنِعَمِ
وَزادَهُ بسطَةً مَولاهُ فاقَ بِها
في العِلمِ وَالجِسمِ وَالاحكامِ وَالحكمِ
الصَفحُ وَالفَتحُ منهُ لِلجناة فَلم
تَرى الوَرى مثل هذا الحُلم في الحُلُمِ
قَوِّم بِأَلفِ مَليكٍ عَدل قامَته
وَاِحسِب سِواه بِربع الشَخص أَو فَنَمِ
يَنهي عَن المُنكر الفاني وَيَأمُرُنا
بِمَدح مَن هُوَ خيرُ خَلقِ اللَهِ كُلِّهم
بِأحمد الرُسلِ أضحى أحمدُ الخلفا
في عَصرِ نصر وَقَصر غير مُنهَدِم
يا رَبَّنا اجعَلهُ في خَيرٍ وَعافِيَة
وَانصُرهُ نَصراً عَزيزاً غيرَ مُنصَرِم
هَذا بَديعُ البَديعِ المح محاسِنهُ
وَفي مَديح الشَفيع اذكره تَغتَنِم
أَبياتُهُ الغُرّ لِلراجين حافِظةٌ
جَمعاً ثَلاثُ مئينٍ عِندَ عَدِّهِم
في لَيلَة النِصفِ من شَعبان قَد نجزت
في عام سَبعٍ وَأثمَن من مَئينهم
تَكونُ لِلبردة الحَسناءِ حاشِيَةً
تكُف عَنها الأَذى مِن كَفِّ مجتَرِمِ
يَرومُ يَستُرُ عَينَ الشَمسِ مِن حَسَدٍ
بِكَفِّهِ وَهو اعمى بَيِّنُ الصَمَمِ
فَاللَهُ يَرضى عَن الأَصحابِ كلّهم
رغما لأَنف الأَبيِّ المظهر الشَمَمِ
ذو المَين لَيسَ لَهُ قَولٌ وَلا عَمل
وَلَو حَوى السَبق في نَثرٍ وَمُنتَظم
عِندَ العَزيزِ غَداً في الحَشر ذِلَّتُهُ
لانَّهُ باءَ في الدُنيا بِرَفضِهِم
فَاللَهُ يَكفي البِلا دنيا وَآخِرَةً
في الدينِ وَالنَفسِ وَالأَهلين وَالنعمِ
يا رَبِّ عَبدٌ عَلى الأبوابِ مدَّ يَداً
بذلّة وَانكِسارٍ وَهو ذو أَلَمِ
أَرجو رِضاكَ بِدُنيائي وَآخِرَتي
مَعَ الشَفاعَة لي من فَضل مُحترمِ
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى
في حالِ مُحتَسِبٍ بِاللَهِ مُعتَصم
كَتَمتُ في النَفس حاجاتي وَفيهِ غِنى
بِعِلمِه عَن بَياني عِندها بِفَمي
أَضمَرتُ حالي وَآمالي مُحَقَّقَةٌ
بأَنَّ ما لي سِوى المَبعوث لِلأُمَمِ
لَعَلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَع لي
في مَوقِف بِجَميع الخَلقِ مُزدَحِم
كُلٌّ يُراقِب كُلاً لا مَفَرَّ وَهُم
ما بَينَ مُضطَربٍ فيهِ وَمُضطَرمِ
لَيتَ المُفرط لَم يُخلق فَما حَصلت
يَداهُ قَطُّ عَلى شَيءٍ سِوى النَدَمِ
يا سَيِّدي يا رَسول اللَهِ ما ظَمَئي
وَقد وَقَفت بِشاطي البَحر من أمَمِ
فَاِنظُر لِعَبدٍ شَكَت أَعضاؤُه أَلَماً
لَمّا أَتاها نَذيرُ الشَيبِ وَالهَرمِ
أتاكَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ من صَدَفٍ
مَدحاً يُقدمه من أَطيب الكَلمِ
فإِن قبلتُ فَيا فَوزي وَيا شَرَفي
وَإِن رُدِدتُ بِها يا زَلَّةَ القَدَمِ
حاشاك حاشاك يا خيرَ البَرِيَّةِ من
رَدّي وإِن كُنت ذا ذَنبٍ وَذا جُرمِ
فَجازِني بِأَماني فَهو جائِزَتي
يا سَيِّداً يَألف الإيفاء بِالذِّممِ
ذَكَرتَني زِدتَني يا سَيِّدي شَرَفاً
وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ في الحُلُمِ
ليَ البِشارَةُ يا سَعدي وَيا فَرَحي
وَيا هَنائي وَيا فَوزي وَيا نعمي
نَعم أَنا المُسرف الجاني وَلي أَملٌ
بِعتقِ شيبَتي الغَبراء في اللِمَمِ
لأَنَّني خادِمُ الآثارِ مُرتَجِياً
بِخِدمَتي رحمة المَخدومِ لِلخَدَمِ
أَبرّ أجمل من يَبدو بطلعَتِهِ
أَغرُّ أَكملُ من يعدو عَلى قَدَمِ
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِ مادِحُهُ
فَلَيتَ شعري وَما شعري وَما حِكَمي
كُلّ المَدائِحِ وَالمُدّاح في قِصَرٍ
وَلَو أَطالوا لمالو نحو عَجزِهم
يَفنى المَديحُ وَيَبقى البَدرُ في شرفٍ
عَلى مَدى الدَهر في عزٍّ وَفي عِظَمِ
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماً أَبداً
عَلَيهِ في مُبتدا مَدحي وَمختَتمي
زين الدين الآثاري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/08/07 01:22:57 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com