دَع عَنكَ سلعاً وَسَل عن ساكِن الحرم | |
|
| وَخَلِّ سَلمى وَسَل ما فيه من كَرَمِ |
|
فَهو الَّذي فاقَ في خَلق وَفي خُلُقٍ | |
|
| عَلى الأنامِ وفي حُكمٍ وَفي حكمِ |
|
يَهدي الوُجود وَيَهدي الجود منهُ لِمَن | |
|
| قَد حَلَّ في بابِهِ قُم حُل وَاِغتَنِمِ |
|
جبر القُلوب وَخَيركُم لَهُ خبرٌ | |
|
| في الفَضلِ يروى وَخيرُ العُرب وَالعجمِ |
|
يُعطي الجَزيلَ يُغَطّي بِالجَميل وَما | |
|
| شَحَّت أَياديهِ بَل سَحَّت عَلى الدِيَمِ |
|
مُحمَّدٌ أحمدُ المَحمودُ مَبعَثُهُ | |
|
| بِخَيرِ حَمدٍ بَدا من حامِدٍ بِفَمِ |
|
إِن قالَ فهوَ يَقولُ القَولَ مُتَّصِلاً | |
|
| بِالحَقِّ قُل عَنهُ مَهما قُلتَ من عِظَمِ |
|
عن جودِه القُطرُ لَمّا جادَ في قصرٍ | |
|
| هذا مُدامٌ وَقطرُ الغَيثِ لَم يَدُمِ |
|
بادِر إِلى البَدرِ كَي تَحظى بِدارَته | |
|
| وَاِنزِل بِدارٍ بِها ما شِئتَ مِن كَرمِ |
|
ما مالَ مال لِنَقص حيثُ يُصرف في | |
|
| ذاك المرام وَلا حملٌ أَتاهُ رُمي |
|
سابِق إِلى حَيّ خير الخَلقِ حَيِّ عَلى | |
|
| ذاكَ الفَلاح وَحَيِّ الحيَّ في الحرم |
|
وجوه زُوّارِهِ في الخلقِ ناضِرَة | |
|
| بِالحَقِّ ناظِره نوراً عَلى عَلَمِ |
|
بَحرٌ وَرَحبٌ لَهُ بابٌ يَلوحُ بهِ | |
|
| عَدلٌ فَكَم مَلَأَ الطاغينَ من أَلَمِ |
|
بَدرٌ رَفيع شَفيع في القضاءِ كَما | |
|
| أَغنى العُفاةَ نَدى كَفَّيهِ عن نَدَمِ |
|
فَكَم وَقى وَعَفى عَمَّن جَنى وَجَفا | |
|
| وَكم أَقالَ فَتى قد قامَ في جرمِ |
|
فَاِمدَح وَصرح وَفرح قَلب عاشِقَه | |
|
| وَاِنشُر نِظامَكَ وَاِنثُر منهُ قُل وَقُمِ |
|
فَمن يَجوزُ حِماه أو يَجوزُ بِهِ | |
|
| يَفوزُ قَبل يَفوتُ الفَوت بِالنعمِ |
|
كَفى الهدى سدّ باب الشِرك حيثُ بدا | |
|
| بِصِدق عَزم وَسَنَّ الشَرع لِلأممِ |
|
قُم جُدّ في الخَيرِ وَاِجعَل جُلَّ سيرِكَ في | |
|
| مَزار أَعلى الوَرى في القَدرِ وَالقِيَمِ |
|
بِالغَزوِ في أحدٍ لَم يُبقِ من أَحدٍ | |
|
| كَما تبوح تَبوكُ الشِرك بِالنقمِ |
|
|
| مَعناهُ في الخَيلِ ذاتَ الخَيرِ وَالنِعَمِ |
|
صارَ الَّذي زارَ تُربا لِلرَسولِ حَوى | |
|
| مع مَن حمى ضاءَ فيمَن ضاعَ من قدمِ |
|
بِالفَضلِ صَرّح وَسَرّح لِلفضول تَطِب | |
|
| وَاعمر ضَميرك وَاعبُر صَلِّ ثُمَّ صُمِ |
|
|
| بِهِ يَفوه يَفوحُ المِسكُ في الكَلِمِ |
|
إِن شَطَّ عَنكَ مزاراً في المَسيرِ لَهُ | |
|
| فَاسأَله في الحَزمِ شَدَّ العَزمِ تَغتَنِمِ |
|
من أرمل الشَوق يعدو بِالحَجيجِ لهُ | |
|
| قُم ارمق الشَوق يَبدو من ضَجيجِهِم |
|
وَيَتبَع البرّ حيثُ البِرّ منهُ يرى | |
|
| في الوَقتِ ينبه عن شَوق وَلم يَنَمِ |
|
يا لَيتَ شِعري أَرى بَيت الحَبيب وَهل | |
|
| يَقول سَل تُعطَ ما تَرجوه من كَرَمي |
|
في رُؤيَةِ العَينِ بَذل العَين قل فزد | |
|
| وَاشرَب من العَينِ فَالزرقا لكل ظمي |
|
|
| كَمَن يَسفّ النَوى قوتا مِن العَدَمِ |
|
كَم بدرة أَنفقت من بَدرة لِتَرى | |
|
| بَدراً وَتَشهَد بَدراً غَير مكتتمِ |
|
سامٍ عَلى الخلقِ حامٍ من يَلوذُ بِهِ | |
|
| من عَهدِ سامٍ وَحامٍ ثُمَّ في القَدم |
|
لَئِن جَنى شَخص عَيني زَهر رَوضَتِهِ | |
|
| فَما عَلَيَّ جنى نَوعٌ من الأَلَمِ |
|
من زَمزَمَ اشرَب وَطف وَاِطرَب كبيعَتِهِ | |
|
| قَد زَمزَم السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحرمِ |
|
اعقل مَطِيَّكَ عن غَير المَسيرِ لَهُ | |
|
| وَاِعقل لِقَولي فَلَيسَ الوَرد كَالرَتمِ |
|
وَمَن يَشق الثَرى بِالقَلبِ من لَهَفٍ | |
|
| فَما يَشقّ عَلَيهِ السَعيُ بِالقَدَمِ |
|
كَم سائِرٍ زائِر أكرى السُرى وَغَدا | |
|
| فَعاقَهُ المَوتُ في أَكرى فَلَم يَقُمِ |
|
إن جارَ دَهرك كُن جار النَبِيِّ فَكَم | |
|
| عَن جارِه كَف كَفّ الخَوف وَالنَدَمِ |
|
مدّ الأَكفّ عَلى بابِ الكَريمِ فَفي | |
|
| مدّ الغَنِيِّ الغنى عن صاع كل كَمي |
|
أخفى يَعوق اسمُه قدماً وَحينَ بَدا | |
|
| فَلَن يَعوق الرَدى عَن عابِد الصَنَمِ |
|
عَلا بِفَضلٍ عَلى ظَهر البراق وَمن | |
|
| عَلى البراق إِلى الغاياتِ في العظمِ |
|
مَن عَن يَمين ضَريح حَلَّ فيهِ فَقِف | |
|
| تجِد هُناكَ صَريح الطَيب عن أمَمِ |
|
عَجِّل فَقَد حانَ أَن تُبنى القُبورُ لَنا | |
|
| وَنَحنُ في الحانِ ما تُبنا عن الجرمِ |
|
مَن حَجَّ أَو زارَهُ نالَ المُنى وَمَحى | |
|
| أَوزارَهُ عَنهُ ذاكَ السَعي لِلحَرَمِ |
|
تركي أراكَ الحِمى مع مَن سِواكَ بِهِ | |
|
| حَتّى أراكَ وَما أَرجو سِواكَ فَمِ |
|
إنّي أَرى قَدمي وَلَّت إِذا عَجزَت | |
|
| عَن المَسيرِ وَطَرفي قَد أَراقَ دَمي |
|
وَلائِمي بِمَقال المَكرمات أَسىً | |
|
| فَلَو هَداني طَريقَ المَكرُماتِ حُمي |
|
لَو رُمت مَنعَ دَمي يَوماً لَما بَخلت | |
|
| عَيني لعلمي بما تجزيه من عدمي |
|
أكرم بِروح إِلى المَحبوب ذاهِبَة | |
|
| تَرومُ ذا هِبَة من فَضله العممِ |
|
نَوالُهُ عَمَّ كُلَّ السائِلينَ فَمن | |
|
| نَوى لَهُ السَعي يا بشراه بِالنِعَمِ |
|
بِاللَّهِ مُشتَغل عانٍ بخدمتِهِ | |
|
| وَلَم يَكُن قَط بِاللاهي عنِ الخِدَمِ |
|
أَمِنتُ خَوفَ تَلاقي حَيثُ كنتُ لَهُ | |
|
| جاراً وَحيثُ تَلا في المَدح فيهِ فَمي |
|
فَمن أَدارَ فَماً في مَدحِهِ وَيداً | |
|
| في حُبِّهِ فَهو منهُ وافِر القِسَمِ |
|
وافي الجَزاء مُوافي الوارِدين لهُ | |
|
| بكل ما أَمَّلوهُ فَوقَ قَصدِهِمِ |
|
كَم جادَ ثُمَّ أَجادَ الفَضلَ مِن يَدِه | |
|
| وَمنطِق بِصحاح الدُرِّ مُنتَظِمِ |
|
حَشا حَشا قَلبَه غيبا زَكى مخشا | |
|
| يَكونُ يَوماً عَلى غَيبٍ بِمُتَّهَمِ |
|
بَدرٌ بِوَجه كَسى شَمسَ الضُحى خَجلا | |
|
| زاهٍ عَلى زاهِرٍ من قدِّهِ الحَشِمِ |
|
وَقى وَقالَ ابشِروا فَالنار لَيسَ لَها | |
|
| في أمتّي طمع تيهوا عَلى الأُمَمِ |
|
عَوِّد إِلى بُقعة عَزَّ البَقيعُ بِها | |
|
| وَالقَلبُ عَوِّدهُ بِالتِردادِ وَاِستَلمِ |
|
يُقري وَيُقريكَ ما تَرجوهُ ساكِنها | |
|
| دينا وَدنيا بِلا منٍّ وَلا سَأمِ |
|
في فيهِ طَيِّبَةٌ من طيبهِ ظَهَرَت | |
|
| في طَيبَةٍ قُم فَهذي طَيبَةُ الحرمِ |
|
حِمى حماه مَنيعٌ إِن حللت بِه | |
|
| أَمنت من كُلِّ سوءٍ يا أَخا النَدَمِ |
|
زوى زَوايا المُصَلّى فَضل حجرته | |
|
| مِن أَجلِ ذاكَ الزَوايا عنهُ لَم تَنَمِ |
|
بادِر إِلى يَمِّ جود في يَدَيهِ وَقُم | |
|
| يَمِّم بِنا فَهو بَحرُ الجودِ والكَرَمِ |
|
يَعودُ مِن فَضلِهِ المَرضى فَيَرحمهم | |
|
| كَيما يَعودونَ في برءٍ من الأَلَمَ |
|
لا يُنكر الفَضل منهُ غَيرُ جاحده | |
|
| أَو كافِرٍ كَبَهيم اللَيلِ لِلنِعَمِ |
|
يَغارُ من قَدّه الغُصنُ الرَطيب إِذا | |
|
| وَالشَمسُ وَالبَدرُ من وَجهٍ عَلَيهِ جمي |
|
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتي شُغلي | |
|
| لَهُ عَلَيهِ بِهِ في بابِهِ خِدَمي |
|
كَالبَدرِ بَينَ نُجومٍ مِن صَحابَتِه | |
|
| عَلى سَحابَتِهِ قَد لاحَ في الظُلَمِ |
|
مُحَمّدٌ وَأَبو بَكرٍ وَقُل عُمَرٌ | |
|
| عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ صاحِبُ الهِمَمِ |
|
صِدقٌ وَصدّيق الفاروقُ ثالِثُهُم | |
|
| ثُمَّ الشَهيدُ مَعَ المَنعوتِ بِالكَرَمِ |
|
طَبيبي طَبيبي نَصيبي مَذهَبي حَسبي | |
|
| هُمُ بِهِم فيهم منهُم بِتُربِهم |
|
خَيرُ الكَلامِ كَلامُ الخَيرِ وَهو يُرى | |
|
| في الذِكر أَو سُنَّة أَو في حَديثِهِم |
|
قالوا اِصبِروا ايسِروا جودوا فَلَيسَ لَنا | |
|
| مَيلٌ وَلا مَصرِفٌ عن حَدِّ أَمرِهِم |
|
وَالرَفعُ فيهم وَتَمييزُ الجنابِ لِمن | |
|
| فاقَ الوَرى خَبرا من مُبتَدا القِدَمِ |
|
الفائِض الكَرم ابنُ الفائِض الكرمِ | |
|
| ابنُ الفائِض الكَرم ابن الفائِض الكرم |
|
مُحمد بنُ عَبدِ اللَهِ شيبَةُ جَدّهِ | |
|
| ابنُ عَمرو زَكوا أَصلاً بفرعِهم |
|
هو النَبِيُّ الزَكِيُّ الطاهِرُ الشِيم | |
|
| هو الشَفيعُ الرَفيعُ القَدرِ وَالقِيَمِ |
|
إن قامَ أقعد من ناواهُ عن عَمل | |
|
| أَو قالَ أسكُت من ضاهاهُ في كَلِمِ |
|
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ | |
|
| لِمَن يَضِلُّ عَن الإِرشاد في اللُّقَمِ |
|
وَيملُحُ البَحرُ إِن حاكى أَنامِلَه | |
|
| وَيحسنُ النَهرُ في عَذبٍ من الدِيمِ |
|
يا أَيُّها العاشِق المَندوب في شَغَفٍ | |
|
| قُم وَاِقضِ فَرضاً بِذاكَ الحَيِّ وَاِغتَنمِ |
|
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ | |
|
| كَالبَدر يَعلو عَلى الأَكوان في الغَسَمِ |
|
عَزَّت سَراياهُ من يُمن عَلى يَمَنٍ | |
|
| فَاِسكُن تَعِزَّ بِأَرض الخَير وَالنِعَمِ |
|
ما حالُ من سارَ عَن عَدنٍ إلى عَدَنٍ | |
|
| وَصارَ أشهر من نارٍ عَلى عَلَمِ |
|
وَكانَ يَخفي الهَوى من خَوف حاسِدِهِ | |
|
| فَصِرتُ أبديهِ من ضَعفي وَمن سَقمي |
|
دَمي تساقَط من عَيني فَنمَّ عَلى | |
|
| حالي فَوا أَسَفا حَتّى الرَقيب دَمي |
|
حَركتُ يَقظانَ أشواقي وَنائِمها | |
|
| لَما بَكيتُ لضحك الشيب من هرمي |
|
وَما حَماني في الثَغرِ المَنيعِ فَتىً | |
|
| لكن من الثَغر ممَّن زادَ في ألمي |
|
بَدر الدُجى قَمر الألبابِ شَمسُ ضحى | |
|
| بِالظرفِ وَالظرفِ في الضاحي وَفي الشيمِ |
|
يَكادُ يَحرق رَضوي في الهَوى نَفسي | |
|
| من حرِّ نَفسي وَلو لَم أدن من ضَرَمِ |
|
يا لَيل بَشِّر بِأحبابي وَخُذ حدقي | |
|
| إن كُنتَ جِئتَ بِبُشري من دنوِّهمِ |
|
بِاللَهِ يا سائِق الأظعانِ مُجتَهِداً | |
|
| إن جِئتَ سلعاً فَسَل عَن جيرَة العَلَمِ |
|
وَقف قَليلاً عَلى حَيٍّ بِهِ نَزَلوا | |
|
| وَاقري السَلام عَلى عُربٍ بِذي سَلَمِ |
|
فَلَو عَلمت بِما عِندي لِغَيبَتِهِم | |
|
| مَزَجت دَمعاً جَرى من مُقلَةٍ بدَمِ |
|
وَحَقّهم إنَّ عيشي بَعدهم كَدِرٌ | |
|
| وَلم يَطب لي منامٌ لا وَحَقِّهم |
|
ما نِمتُ إلا عَسى أنّي أرى لَهُمُ | |
|
| طيفاً يُشَرِّف ضيفاً من عَبيدِهم |
|
تَسعى العواذِلُ في قصري فَأنشدهم | |
|
| إنَّ المُحبَّ عن العُذّالِ في صَمَمِ |
|
من كانَ يَعلَم أنَّ الشَهد مطلبُهُ | |
|
| فَلا يخافُ للذع النَحل من أَلَمِ |
|
يا من يظنُّ نصوحاً في حواسِده | |
|
| أخطَأتَ أَذنَبت مثلي عَدِّ واستَقِمِ |
|
لَولا العَظيم عَلى اللَهِ العَظيم محى | |
|
| ذَنبي العَظِمَ لَذقتُ الكُلَّ بِاللَمَمِ |
|
لا يجبرونَ عَلى ما لا يُطاق لهُ | |
|
| وَيجبرونَ الكَسير الشاكي الأَلمِ |
|
خُضرُ الحمى حمر بيضٍ سودُ معتركٍ | |
|
| في الزرق بِالسُمر كم جادوا وَصفرهم |
|
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِ عندَهُمُ | |
|
| فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبح في الغَنَمِ |
|
كُلُّ الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم | |
|
| إِلا العذولُ الشَقِيُّ الجالبُ النَدَمِ |
|
فَقُم إِلى حيِّهم سَعياً عَلى القمم | |
|
| وَقُل لَهُم يا مُحاة الذَنب بِالهِمَمِ |
|
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحبكم | |
|
| وَما غَوى وَكَفاكُم أوفَرُ القَسَمِ |
|
بَدرٌ دَنا فَتَدَلّى رِفعَةً وَعُلا | |
|
| كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى النِعَمِ |
|
حَبرٌ هو البَحرُ لكِن ذاكَ مَنظَرُهُ | |
|
| غَمٌّ وَهذا حَقيقاً كاشِف الغمَمِ |
|
في المَدحِ بالِغ فَلم تَلبُغ سِوى قِصرٍ | |
|
| عَن مَدحِ من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كُلِّهِم |
|
وَلِلمَلائِكِ مِن تَبيلغِ حَضرَتِهِ | |
|
| أَزكى السَلامِ الرّضي من بارئ النَسَمِ |
|
لَو رامَ أَن يُغرِقَ الدُنيا وَساكِنَها | |
|
| نَدى يَدَيهِ لا نَجى شاكي العَدَمِ |
|
وَلَو نَهى الشَمسَ أن تُبدو لما طَلعت | |
|
| وَلا اِستَنارَت وَعاشَ الناسُ في الظُلَمِ |
|
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ | |
|
| بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ ومن رَحِمِ |
|
كَم طارَ بِالخَوفِ في الأَقطارِ جاحِدُهُ | |
|
| مِنَ الأَعادي مع الغربان وَالرَخَمِ |
|
وَكانَ يُنكر قَول الوَحش عَن بُعُدٍ | |
|
| فَصارَ يعرفُ فعلَ الطَيرِ مِن أُمَمِ |
|
لَو اهتَدى ما اِعتَدى وَقَد يَشبّ إِذا | |
|
| شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلى نَعَمِ |
|
فَالكَونُ يَشهَدُ ما الأعداء تنكره | |
|
| من فَضلِ خَيرِ الوَرى وَالحَقُّ غيرُ هَمِ |
|
فَالضَبُّ سَلَّمَ وَالثعبانُ كَلَّمَهُ | |
|
| وَكَلَّمَتهُ ذراعُ السُمِّ في الدَسمِ |
|
وَشاعَ في الصَحبِ تَسبيحُ الطَعامِ لَهُ | |
|
| مَع الحَصى وَاِنشِقاق البَدر في الظُلمِ |
|
عَلَيهِ سَلَّمتِ الأحجار ثُمَّ دَعا | |
|
| الأشجار جاءَت لهُ تَسعى بِلا قَدَمِ |
|
وَأمنت حائِط العباس حينَ دَعا | |
|
| وَاِسكُفَّةُ البابِ تَأميناً بِغَير فَمِ |
|
وَأمُّ معبد دَرَّت شاتُها لبناً | |
|
| إِذ مَسَّها وَغدت من أَطيبِ الغنمِ |
|
وَشُرِّف الغار لما صارَ مُحتَوِياً | |
|
| لِلجارِ فَهو بِهِ كَاللَيثِ في الأجَمِ |
|
حامَ الحمام لَهُ وَالعَنكَبوت علا | |
|
| عَلى الحَبيب وَكانَت قَبل لم تَحُمِ |
|
وَرَدَّ عَينَ قَتادة الَّتي عميت | |
|
| كَأَنَّهُ لَم يَكُن مِن قَبل ذاكَ عَمي |
|
إِن سارَ في الرَملِ لا يُلقى لَهُ أَثَرٌ | |
|
| عَلى الثَرى وَيَغوصُ الصَخر بِالقَدَمِ |
|
لاذَ البَعيرُ بهِ وَالذِئبُ صَدَّقَه | |
|
| كَم مُعجِزات لَهُ عَنها بَكِلُّ فَمي |
|
فَمي وَيعجز لَم يبلغ لأَيسَرِها | |
|
| وَلا طروسي وَلا حِبري وَلا قَلَمي |
|
إِذا بَدا بِصُنوفِ البرّ من يده | |
|
| تَقولُ هذا السَخا أَم عارِضُ الدِيَمِ |
|
سَهل شَديد عَلى سلم وَفي حَرَبٍ | |
|
| من مثله وَحوى التَكميل في الشِيَمِ |
|
أَما رَأَيتَ النَدى قَد فاضَ مِنهُ أَما | |
|
| سَمعتَ عَنهُ الهُدى في الفِعل وَالكَلِمِ |
|
حَياؤُهُ وَجهُهُ جَدواهُ منطقه | |
|
| كَالبكر وَالبَدر مَع بحر وَدُرِّ فَمِ |
|
الفَضل وَاللُطف وَالخَيرات قَد جُمِعت | |
|
| فيهِ مع الحسن وَالإِحسان وَالنِّعَمِ |
|
في الحاجِبين وَعَينيهِ وَفي فَمِهِ | |
|
| كَالنونِ وَالعَينِ ثُمَّ الميمِ في نَعَمِ |
|
وَقَد تَقَسَّم فيهِ الفَضل أجمعه | |
|
| بِالعِلمِ وَالجودِ وَالمقدار وَالعِصَمِ |
|
وَالماء وَالمال كُلٌّ من يَدَيهِ جَرى | |
|
| هذا لظامٍ وَهذا رِفدُ مُستَلِمِ |
|
وَالنارُ وَالنورُ هَذا خلق صورَتِهِ | |
|
| وَتِلكَ هِمَّتُهُ العَلياءُ في الهِمَمِ |
|
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلّمت كَرَما | |
|
| عَلَيهِ في الفَضلِ مثل الجدي فَاِحتَكِم |
|
وَلَيسَ طائِفَةٌ بِالقُربِ طائِفَة | |
|
| عَلى حماه كَمن لَم تَدنُ لِلجرمِ |
|
نَزِّه لحاظِك في عَلياء حضرَتِهِ | |
|
| وَعَن سِواها فَفيها سَيد الأُمَمِ |
|
كَم سائِرٍ لِحَبيب الحَقِّ مُغتَنِم | |
|
| كَم زائِرٍ بِطَبيبِ الخلقِ مُلتَزِمِ |
|
في ذاتِهِ وَالأَيادي وَالنَدى نِعَمٌ | |
|
| تَلوحُ في نِعَمٍ لِلخَلقِ من نِعَمِ |
|
وَهابُ مرحمةٍ كَسّابُ تهنيةٍ | |
|
| قَد فاقَ في كَرَم لِلعُربِ وَالعجمِ |
|
مُعط أخا عَدَمِ مُرضٍ أَخا نَدَمِ | |
|
| مُدنٍ أَخا ضَرَمٍ مُدعٍ أخا طُعُمِ |
|
إمامُ ذي أَدَبٍ هُمامُ ذي أَربٍ | |
|
| غمامُ ذي طَلبٍ في حالِ مُبتَسمِ |
|
يهدي بِدَعوَتِه يهدي بِسُؤددهِ | |
|
| نَكفي بِأَنعُمِه في الحُكم وَالحِكَمِ |
|
جَبرٌ لِمُنكَسرٍ ذُخرٌ لِمُفتَقرٍ | |
|
| بِالفَضلِ في عَدَمٍ وَالفَصل في كَلمِ |
|
كَم قَد حَوى شَرفاً كَم قَد هدى فرقا | |
|
| كَم قَد وَفى كرماً كَم قَد عَلا وَكمِ |
|
أَرجو التَخلُص من خوفي بهِ وَأَرى | |
|
| إنّي بمَدح رَسول اللَهِ لَم أُضَمِ |
|
فَتى قُرَيشٍ إمامُ الرُسلِ قاطِبَة | |
|
| أَزكى النَبِيّينَ خيرُ الخَلقِ كُلِّهِم |
|
من لَفظِهِ واعِظ الإِيمان ينشدنا | |
|
| تبارك اللَهُ منشي الدُرَّ في الكَلِمِ |
|
وَكُلهم من رَسولِ اللَهِ ملتمسٌ | |
|
| غَرفاً من البَحر أو رَشفاً من الدِيمِ |
|
يَدعُونَ لِلخَيرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ | |
|
| وَيَأمُرونَ الوَرى عَدلاً بِعُرفِهِم |
|
في حُكم ذي رَشَدٍ في عَدل ذي قَدَرٍ | |
|
| في فَضل ذي شَرَفٍ في جودِ ذي كَرَمِ |
|
مُستَعطف عاطِفٌ مُستَحسنٌ حَسَنٌ | |
|
| مُستَفتِح فاتِحٌ مُستَحكِم الحكمِ |
|
وَفعله فاقَ أفعال الوَرى كَرماً | |
|
| وَقَوله راجِح عَن وَزن قَولِهم |
|
من كفّه وَمُحَيّاهُ وَمن فمه | |
|
| بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زاكِيَ القِيَمِ |
|
محمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أرسَلَه | |
|
| بِالحَقِّ في هيكَل الإِنسانِ للأُمَمِ |
|
وَاللَيثُ وَالغَيثُ في حَربٍ وَفي كَرَمٍ | |
|
| مِنَ الوَرى دونَه وَاِسأَل عن الهِممِ |
|
وَمُذ سَرى في الثَرى صارَ التُرابُ بهِ | |
|
| مطهراً لِلوَرى من وَطأة القَدَمِ |
|
واشتَقَّ من اِسم مَولاه اسمُهُ كرماً | |
|
| فَقل محمدُ من محمود في العِظَمِ |
|
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إن فاتَ واحدُها | |
|
| يَبقى به أحدُ الأَعدادِ لِلفَهِم |
|
لا خَيرَ يَشمل من وافى لِحَضرَتِهِ | |
|
| إِن لَم يَكُن مُخلِصاً في الحُبِّ وَالخِدَمِ |
|
فازَ القَريب بهِ فَوزاً وَنالَ هُدى | |
|
| وَطابَ بِالقُربِ من آثار مُحتَرمِ |
|
في رُؤيَة وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي | |
|
| ذات وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ |
|
بادِر أَفِد امدَح احمِد جِدَّ مُدَّ أَعِد | |
|
| شَنِّف أجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ |
|
يا عاجِزاً عَن فُنونِ الخَيرِ سَوف غداً | |
|
| تَقولُ بَعدَ فَواتِ العُمرِ وا نَدَمي |
|
يا وَيلَتا لَيتَني لَم اتّخِذ كَسلا | |
|
| يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أقمِ |
|
دَع عَنكَ قَول النَصارى وَاليَهود وَما | |
|
| يَقولُهُ الرافِضِيُّ الطرفُ وَهو عَمِ |
|
فَلِلنَصارى اِعتِناءٌ في مَذاهِبِهم | |
|
| بِزورِهم وَاِغتِناءٌ في مَسيحِهِم |
|
وَلِليَهود اِفتِتانٌ حَرَّفوا كَذبوا | |
|
| وَغَيَّروا وَاِفتنانٌ في عُزَيرِهِم |
|
وَلِلمُشيحينَ في الأَصحابِ خُلفُ هدىً | |
|
| وَبَدَّلوا حُبَّهم فيهِم بِبُغضِهِم |
|
إِن هُم بِغَفلَتِهِم إِلا كَغَفلَتِهم | |
|
| بَل هُم أَضلُّ من الأنعام وَالغَنَمِ |
|
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُم لِضارِبِهم | |
|
| أَشقّ مِمّا يَراهُ عائِبٌ بهِم |
|
كَم عاذِلٍ منهُم لامَ المَشوقَ وَكم | |
|
| قالَ اختَصِر قُلتُ سَمعي عَنكَ في صَممِ |
|
تَبّاً لِباغِضِهِم يا وَيلَ جاحِدِهِم | |
|
| لأنَّهم مَعدِنُ الإنصافِ وَالكَرَمِ |
|
افنوا أَعادِيَهُم أَبقوا أيادِيَهُم | |
|
| من حلَّ نادِيَهُم قَد حَلَّ في حَرمِ |
|
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ | |
|
| كانا سَواءً وَكَم اغنوا بِجودِهِم |
|
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَنَّ المُحِبَّ لَهُم | |
|
| يَلقى الهَنا وَالغِنى وَالفَوزُ بِالنِعَمِ |
|
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِها كَرَماً | |
|
| في حُبِّهِم مَن يَروم الوَصلَ لَم يَنَمِ |
|
قالَ العَذولُ ثَنيتَ العَزم قُلتُ نَعم | |
|
| ثَنيتُ عَزمي عَن مَيلي لِغَيرِهِم |
|
وَحَيثُ زُرتُ حِماهُم ذَلَّ قُلتُ لَهُ | |
|
| ذُق إِنَّك اليَومَ ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ |
|
حكَمتَ بِالعَدلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فَيا | |
|
| أَحمى الوَرى أَنتَ عِندي من أخصّهم |
|
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعل العَفوِ مُحتَكِماً | |
|
| في العَطفِ حُزتَ مقامَ القَلبِ من سُدُمِ |
|
لأَنتَ وَاللائِمُ التَعبانُ في نَظَري | |
|
| كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللخمِ |
|
لا تَلحني فَدما عينَيَّ جارِيَةٌ | |
|
| قَد رَخَّمت دَمعَ عبد الحُبِّ بِالعَنَمِ |
|
يَحكي الهَواءُ مَقال العذل في أُذني | |
|
| فَأَكفف حَماني الهَوى عن ذلِكَ النَغَم |
|
يُحيي اللياليَ من يهوى فقالَ أنا | |
|
| أُحيي الأَسى وأميتُ القلبَ بالسّدمِ |
|
عَسى بهيم الدجى أَضناكَ قُلتُ لَه | |
|
| أَشكو البَهيمَ الَّذي يَسعى لِغَيرِهِم |
|
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعمهم | |
|
| وَالمح فَفي التَوبَة استِظهار فَضلِهِم |
|
أَصحابُ خير الوَرى إِن تَرجُ غَيرَهُمُ | |
|
| عن خيرِهِم فَقَد اِستَسمنتَ ذا وَرَمِ |
|
أَحبابُهُ وَالأَعادي قَطّ ما أَتلفا | |
|
| هَيهاتَ لَيسَ البزاةُ الشهبُ كالرَخَمِ |
|
من كانَ مُختَرِعاً جنس البَديعِ لَهُم | |
|
| فَذا مُحِبٌّ رَعى مَعنى جَميلِهِم |
|
إِذا رَماني زَماني في مَخاوِفِه | |
|
| أَيقَنتُ أَن أَماني في مَديحِهِم |
|
ما أَفخَرُ الدُرّ في أَبهى العقود عَلى | |
|
| أَزهى الغَواني بأَغلى منهُ في القِيمِ |
|
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالجَدوى وَفي شَرَفٍ | |
|
| وَفي القَرابَةِ كلٌّ ثابتُ الرَحمِ |
|
لَهُم مَنازِل قِف وَاِنشد بِها لَكِ يا | |
|
| مَنازِلَ الامنِ مِن تَعريضِ مِثلهم |
|
نعم المَقام بِوادٍ طابَ من نِعَمٍ | |
|
| نعَم بِهِم وَبِما يُعطونَ مِن نعَمِ |
|
عَلى الحَقيقَةِ لَيسَ القَولُ يَمدَحهُم | |
|
| وَإِنَّما القَولُ مَمدوح بِذِكرِهِم |
|
ما أَحسَن المَوتُ في حَيٍّ بِهِ نَزَلوا | |
|
| ما أَقبَح المَوتُ عِندي قَبل وَصلِهِم |
|
القَلبُ مُشتَغِلٌ وَالرَأسُ مُشتَعِلٌ | |
|
| شيباً وَعيباً وَلم أظفَر بِرَبعِهم |
|
أَطاعَني دَمع عَيني وَالمَنام عَصى | |
|
| وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ |
|
من جَدَّ في السَير شَدَّ السَير مُحتَزِماً | |
|
| عَلى مَطِيٌّ دَعَتها العُربُ لِلعَجَمِ |
|
بادِر قُبَيلَ تصاريف العُمير إِلى | |
|
| تِلكَ العُريب وَاضرِب عَن كُليبهِم |
|
فَاجهَر بِحُبِّكَ وَانهَر في العَذول بِهِم | |
|
| وَاسهَر عَلَيهِ وَلا تَغفَل وَلا تَنمِ |
|
إن رامَ يَثني ضُلوع الحُبّ مِنكَ فَقُل | |
|
| دَع عَنكَ ذا كَيف حالُ اللَحم في الوَضَمِ |
|
إِن قالَ أهلَكتُ نُصحي في هَواك فَما | |
|
| سَمَحتَ قُل ما نَصَحت ارجِع عَنِ التُهَمِ |
|
وَدَع لسانَيه مَع وَجهَيه في عَذَلي | |
|
| فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِ وَالجَلَمِ |
|
طالَت لَهُ قِصَّةٌ فينا مُعَقَّدَة | |
|
| قُل كَالقَناة وَلكِن عِندَ مُنهَزِمِ |
|
يَوم اللقا قُل لَهُ احصُد ما زَرَعت وَذُق | |
|
| ما قَد كَنَزت فَهَذا موجب النِقَمِ |
|
يا قَلب ماذا التَمادي في الضَلالِ وَيا | |
|
| نَفس ارجِعي فَالتَواني جالِبُ الأضَمِ |
|
رَجَعتُ عَن كُلِّ مَدح كُنتُ أنظمه | |
|
| سِوى مَديح مَليح الذاتِ وَالشِيَمِ |
|
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً | |
|
| إلا مَدائِحُهُ جَلَّت بِكل فَمِ |
|
فَمَدحه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى | |
|
| مَدح الإله لَهُ في نون وَالقَلمِ |
|
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ | |
|
| أَثنى عَلَيهِ من الإِعزازِ بِالعظَمِ |
|
بَحر الحَبا محسنٌ رحب الحِمى حَسَنٌ | |
|
| حاوي المَحاسِنَ حامي الحل وَالحرمِ |
|
في الفَضلِ مُكتَمِل في العَدل مُشتَمِل | |
|
| في البَذلِ مُحتَمل لِلخَلقِ كُلِّهِم |
|
غَمامُ كَفَّيهِ كَم عَمَّت وَكَم غَمَرَت | |
|
| مِن غَيرِ سوءٍ عَلى من باتَ في غُمَمِ |
|
محمدٌّ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| عَشرَةٌ فَخرهم من عِشرَةِ الكَرَمِ |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكر عَتيقهم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَاِثني عَلى عُمر الثاني لعدّهِم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّا عَلَيِّهِم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَطَلحَة خامِسٌ إيفاء نِصفهم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَسادِس القَومِ عَدا في زَبيرِهم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَسابِع القَوم عَدّاً عندَ سَعدِهِم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَثامِنُ القَومِ عدا في سَعيدِهم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَتاسِعُ القَومِ عَدّا في اِبنِ عَوفهم |
|
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ | |
|
| فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى بِخَتمِهِم |
|
بَدرٌ سِوى أنهُ بَحرٌ لِطالِبه | |
|
| لَيثٌ سِوى أنَّهُ غيثٌ لمُغتَنِمِ |
|
يَروي النَدى عَن سُيولِ الحي عَن ديم | |
|
| فاضَت عَن البَحرِ عن كَفَّيهِ في الكَرَمِ |
|
فَاِشكُرهُ وَاذكُرهُ في سِرٍّ وَفي عَلَنِ | |
|
| وَاحمَدهُ وَاِمدَحه في نَثرٍ وَمُنتَظمِ |
|
أسنى مُلوك الوَرى في بابِ حَضرَتِهِ | |
|
| يَغض طَرفاً وَيَحكي أَصغَر الخدمِ |
|
مَلابِسَ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمن | |
|
| عَرى مِن الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحَرَمِ |
|
في الفَضلِ يُتبَع فَضلَ العِلمِ فَضل يَد | |
|
| لِلطالِبينَ فَيَغنى من يَد وَفمِ |
|
لَو لَم يَكُن جوده بَحراً لما شَمِلت | |
|
| يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ |
|
إِن قامَ أَو قالَ في خَطبٍ وَفي خطَبٍ | |
|
| حَمى الحِمى وَرَمى في اللُسنِ بِالبكمِ |
|
ثَبت الجنان وَقَد فاقَت مَحاسِنهُ | |
|
| عَلى الجِنانِ الَّتي تَعلو عَلى إِرمِ |
|
سَل الكَتائِب عَن أَحوالِ سيرَتِهِ | |
|
| تَلقَ العَجائِبَ وَاكشِف نَصَّ كُتبِهِم |
|
كُل الحُروف لِخَير الخَلقِ ناطِقَة | |
|
| فَضلاً وَما خَط يَوماً قَط بِالقَلَمِ |
|
زينٌ تَقِيٌّ نَقِيٌّ بَيِّنٌ شَفِقٌ | |
|
| يُجيزُ يغني بثَّ في شِيَمِ |
|
عَدُوُّهُ مهملٌ عارٍ وَصارَ لَهُ | |
|
| عارٌ وَلاحَ لَهُ حالٌ مَعَ العَدَمِ |
|
دَواء دائي وُرودي دارَه وَإِذا | |
|
| وَردتُ زُرت وُروداً ذَلَّ ذا وَرَمِ |
|
ذو الفَضلِ وَالفَضل في حُكم وَفي حِكَمٍ | |
|
| كَم هَمَّ وَهو وَفِيُّ الفِعل بِالهِمَمِ |
|
مُكَرَّمٌ جارُهُ دُنيا وَآخِرَةً | |
|
| مُنَزَّهٌ لَفظُهُ عَن لا وَلَن وَلمِ |
|
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُ بَدا | |
|
| حَتّى غَدا كَنز عِلمٍ لِلهُدى عَلَمِ |
|
ميلادُهُ مَكَّةُ الحسنا وَتُربَتُهُ | |
|
| بِطيبَةٍ فَهوَ في الحالَينِ في حَرَمِ |
|
وَعِندَهُ العُمران امدحهما كَرماً | |
|
| هَذا وَذا القَمران أعجَب لِنورِهِم |
|
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ | |
|
| فَردٌ هُوَ البر وَهو البَحر للأُممِ |
|
سُبحانَ خالِقَه سُبحان مُنشِئه | |
|
| حازَ المَحاسِنَ في عُرب وَفي عجمِ |
|
خَيرُ البَرِيَّة مَعناهُ وصورَتُهُ | |
|
| شَيئانِ سيّانِ في فَخرٍ وَفي عِظَمِ |
|
مُحَمَّدٌ في نَعيم شامِلِ النِعَمِ | |
|
| مُؤَيَّدةٌ من كَريمٍ كامِلِ الكَرَمِ |
|
يا أَكرَم الرُسل يا خَير الأَنامِ وَيا | |
|
| مَن خصَّ بِالسَعدِ من مَولاهُ في القِدَمِ |
|
أنتَ المُرادُ فَما سُعدى وَجيرتَها | |
|
| وَما سُعاد وَما عُربٌ بِذي سَلَمِ |
|
وَما حَوى أَحدٌ مدحاً وَفاقَ بهِ | |
|
| إِلا وَمدحك أَزكى مِنهُ في القِيَمِ |
|
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلَع وَقِف أَدبا | |
|
| سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنِعل وَالقَدمِ |
|
مُرادنا لِبِساط النورِ تكرمةٌ | |
|
| بِتُربِ نَعليكَ يا اِبنَ البَيتِ وَالحرمِ |
|
مُوسى وَعيسى وَكُل الرُسل أَجمعهم | |
|
| في دينِ خيرِ البَرايا نسخُ دينهم |
|
فَدينُهُ الجِنسُ لِلأَديانِ أَجمَعها | |
|
| وَالكُل أَنواعُه في سائِر الأُممِ |
|
كُلّ بالاِسم يُنادى وَالحَبيب لَهُ | |
|
| يُقال بِالرَفعِ وَالعِظَمِ |
|
وَالأَنبياء جَميعاً مَع جَلالَتِهِم | |
|
| يَقومُ فيهِم مَقام البُرءِ في السَقَمِ |
|
مكرَّم الذاتِ في يومي ندىً وَردىً | |
|
| بِحَوزِهِ الجابِرين النصر وَالكَرمِ |
|
ما أَطيَب العَيش في آثارِ حضرَتِهِ | |
|
| لِطالب الغامِرَينِ البحرِ وَالدِيَمِ |
|
لَهُم أَياد وَلكن فَضل خاتِمِهم | |
|
| قَد فاقَهُم وَهو عنوانٌ لِختمهِم |
|
يا مَن يُؤَمِّلُ أَن يَحظى بِوارِثِهِم | |
|
| فَضلاً وَفَضلاً فَيمِّم ناصر الأُمَمِ |
|
هَذا سَمِيُّ رَسولِ اللَهِ مالِكُنا | |
|
| بعهدة الخادِمَين السيفِ وَالقَلَمِ |
|
تَمكينُهُ في مَعالي المُلك متفق | |
|
| بِطاعَة الفئتَين العربِ وَالعَجمِ |
|
أَسنى المُلوكِ إِمامُ الكُلِّ أَحمدُهُم | |
|
| الناصِرُ ابنُ المَليكِ الأَشرفِ العَلَمِ |
|
في العلمِ وَالحُكم قَد فاقا وَالابنُ زَكا | |
|
| فَهماً وَكُلّ سما في الفَضلِ وَالنِعَمِ |
|
وَزادَهُ بسطَةً مَولاهُ فاقَ بِها | |
|
| في العِلمِ وَالجِسمِ وَالاحكامِ وَالحكمِ |
|
الصَفحُ وَالفَتحُ منهُ لِلجناة فَلم | |
|
| تَرى الوَرى مثل هذا الحُلم في الحُلُمِ |
|
قَوِّم بِأَلفِ مَليكٍ عَدل قامَته | |
|
| وَاِحسِب سِواه بِربع الشَخص أَو فَنَمِ |
|
يَنهي عَن المُنكر الفاني وَيَأمُرُنا | |
|
| بِمَدح مَن هُوَ خيرُ خَلقِ اللَهِ كُلِّهم |
|
بِأحمد الرُسلِ أضحى أحمدُ الخلفا | |
|
| في عَصرِ نصر وَقَصر غير مُنهَدِم |
|
يا رَبَّنا اجعَلهُ في خَيرٍ وَعافِيَة | |
|
| وَانصُرهُ نَصراً عَزيزاً غيرَ مُنصَرِم |
|
هَذا بَديعُ البَديعِ المح محاسِنهُ | |
|
| وَفي مَديح الشَفيع اذكره تَغتَنِم |
|
أَبياتُهُ الغُرّ لِلراجين حافِظةٌ | |
|
| جَمعاً ثَلاثُ مئينٍ عِندَ عَدِّهِم |
|
في لَيلَة النِصفِ من شَعبان قَد نجزت | |
|
| في عام سَبعٍ وَأثمَن من مَئينهم |
|
تَكونُ لِلبردة الحَسناءِ حاشِيَةً | |
|
| تكُف عَنها الأَذى مِن كَفِّ مجتَرِمِ |
|
يَرومُ يَستُرُ عَينَ الشَمسِ مِن حَسَدٍ | |
|
| بِكَفِّهِ وَهو اعمى بَيِّنُ الصَمَمِ |
|
فَاللَهُ يَرضى عَن الأَصحابِ كلّهم | |
|
| رغما لأَنف الأَبيِّ المظهر الشَمَمِ |
|
ذو المَين لَيسَ لَهُ قَولٌ وَلا عَمل | |
|
| وَلَو حَوى السَبق في نَثرٍ وَمُنتَظم |
|
عِندَ العَزيزِ غَداً في الحَشر ذِلَّتُهُ | |
|
| لانَّهُ باءَ في الدُنيا بِرَفضِهِم |
|
فَاللَهُ يَكفي البِلا دنيا وَآخِرَةً | |
|
| في الدينِ وَالنَفسِ وَالأَهلين وَالنعمِ |
|
يا رَبِّ عَبدٌ عَلى الأبوابِ مدَّ يَداً | |
|
| بذلّة وَانكِسارٍ وَهو ذو أَلَمِ |
|
أَرجو رِضاكَ بِدُنيائي وَآخِرَتي | |
|
| مَعَ الشَفاعَة لي من فَضل مُحترمِ |
|
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى | |
|
| في حالِ مُحتَسِبٍ بِاللَهِ مُعتَصم |
|
كَتَمتُ في النَفس حاجاتي وَفيهِ غِنى | |
|
| بِعِلمِه عَن بَياني عِندها بِفَمي |
|
أَضمَرتُ حالي وَآمالي مُحَقَّقَةٌ | |
|
| بأَنَّ ما لي سِوى المَبعوث لِلأُمَمِ |
|
لَعَلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَع لي | |
|
| في مَوقِف بِجَميع الخَلقِ مُزدَحِم |
|
كُلٌّ يُراقِب كُلاً لا مَفَرَّ وَهُم | |
|
| ما بَينَ مُضطَربٍ فيهِ وَمُضطَرمِ |
|
لَيتَ المُفرط لَم يُخلق فَما حَصلت | |
|
| يَداهُ قَطُّ عَلى شَيءٍ سِوى النَدَمِ |
|
يا سَيِّدي يا رَسول اللَهِ ما ظَمَئي | |
|
| وَقد وَقَفت بِشاطي البَحر من أمَمِ |
|
فَاِنظُر لِعَبدٍ شَكَت أَعضاؤُه أَلَماً | |
|
| لَمّا أَتاها نَذيرُ الشَيبِ وَالهَرمِ |
|
أتاكَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ من صَدَفٍ | |
|
| مَدحاً يُقدمه من أَطيب الكَلمِ |
|
فإِن قبلتُ فَيا فَوزي وَيا شَرَفي | |
|
| وَإِن رُدِدتُ بِها يا زَلَّةَ القَدَمِ |
|
حاشاك حاشاك يا خيرَ البَرِيَّةِ من | |
|
| رَدّي وإِن كُنت ذا ذَنبٍ وَذا جُرمِ |
|
فَجازِني بِأَماني فَهو جائِزَتي | |
|
| يا سَيِّداً يَألف الإيفاء بِالذِّممِ |
|
ذَكَرتَني زِدتَني يا سَيِّدي شَرَفاً | |
|
| وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ في الحُلُمِ |
|
ليَ البِشارَةُ يا سَعدي وَيا فَرَحي | |
|
| وَيا هَنائي وَيا فَوزي وَيا نعمي |
|
نَعم أَنا المُسرف الجاني وَلي أَملٌ | |
|
| بِعتقِ شيبَتي الغَبراء في اللِمَمِ |
|
لأَنَّني خادِمُ الآثارِ مُرتَجِياً | |
|
| بِخِدمَتي رحمة المَخدومِ لِلخَدَمِ |
|
أَبرّ أجمل من يَبدو بطلعَتِهِ | |
|
| أَغرُّ أَكملُ من يعدو عَلى قَدَمِ |
|
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِ مادِحُهُ | |
|
| فَلَيتَ شعري وَما شعري وَما حِكَمي |
|
كُلّ المَدائِحِ وَالمُدّاح في قِصَرٍ | |
|
| وَلَو أَطالوا لمالو نحو عَجزِهم |
|
يَفنى المَديحُ وَيَبقى البَدرُ في شرفٍ | |
|
| عَلى مَدى الدَهر في عزٍّ وَفي عِظَمِ |
|
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماً أَبداً | |
|
| عَلَيهِ في مُبتدا مَدحي وَمختَتمي |
|