تَبَسَّمَ النُّورُ عَنْ مَعْسُولِ لَمْيَاءِ | |
|
| لَمَّا رَأى الروضَ يَجْلُووَجهَ حسنَاءِ |
|
وَغَردَ الطَّيْرُ فَوْقَ العودِ من طربٍ | |
|
| إذْ مَالَتِ القُضْبُ تَحكِي رَقْصَ هيفاءِ |
|
وَكَلَّلَ الطَّل أفْوَاهَ الأقَاحِ فَقُلْ | |
|
| يَا حَبَّذَا شَنَبٌ فِي ثغرِ لَمْيَاءِ |
|
وَحَركَ الآسُ آذَاناً ليُسْمِعَهَا | |
|
| لَحْنَ الفَصِيحَيْنِ شُحْرُورٍ وَوَرْقَاءِ |
|
وَأرْضِعَ البَانُ فِي أجياد دَوْحَتِهِ | |
|
| ضَرْعَ النَّمِيرَيْنِ أنْهَار وَأنْدَاءِ |
|
وَأظْهَرَ الوَرْدُ خَدَّا طَالَمَا كَتَبَتْ | |
|
| أيْدِي الكَمَامِ عَلَيْهَا بَابَ إخْفَاءِ |
|
كَأنَّهُ كَأسُ يَاقُوتٍ عَلَى فَنَن | |
|
| مِنَ الزُّمُرُّدِ يَجْلُو تِبْرَ صَهْبَاءِ |
|
ونُبِّهَتْ أعْيُنُ النَّسِيرِينِ من سِنة | |
|
| إذْ نَاحَتِ الْوُرقُ فِي أفنَان إلْغَاءِ |
|
كَأصْحُنٍ من لُجيْنٍ أشْحنَتْ ذَهَباً | |
|
| لِتَصْطَفِينَا بِبَيِضاءٍ وَصَفرَاءِ |
|
وَصَورَتْ شَجَرَاتُ اليَاسَمِينِ لَنَا | |
|
| بُرُوجَ أفْقٍ أقَلَّتْ شُهْبَ إصْغَاءِ |
|
أوْ لُجَّةً بِلُجَيْنِ المَوْجِ تُرْقَمُ أوْ | |
|
| قِبَابَ يَشْمٍ عَلاَهَا دُر حَصْبَاءِ |
|
أوْ مَرْطَ خَزّ بِبِلَّوْرٍ تَرَصعَ أوْ | |
|
| شُبَّاكَ دُرّ عَلَى غضرَاء خضرَاءِ |
|
كَأن مَا اخْضَرَّ مِنْ مُبيَضّ ظَاهِرِهَا | |
|
| تَأثِيرُ عَض بَدَا فِي خَدّ عَذْرَاءِ |
|
وَحَدَّقَ النَّرْجَسُ المبهُوت نَاظره | |
|
| لِيَحْرسَ الوَرْدَ مِنْ ألْحَاظِ عَيْنَاءِ |
|
كَكُوبِ دُرّ تَغَشَّاهُ النُّضَارُ عَلَى | |
|
| قُضْبِ الزبرجد يُبْدِي لحظَ شَهْلاَءِ |
|
وَلِلْقرنْفلِ رَاحَاتٌ مُخَضبَةٌ | |
|
| عَلَى مَعَاصمَ خُضْرٍ فتنةِ الرَّائِي |
|
كَأنْجُمٍ مِنْ عقيقٍ فِي ذرَى فَلَكٍ | |
|
| مِنَ الزجَاجِ أرَتْ أشْطَانَ لألاءِ |
|
وَقَدْ جَرَى النهر في أخْدُودِهِ عَجِلاً | |
|
| كَمَا جَرَى النَّوْمُ فِي أجْفَانِ وَطْفَاءِ |
|
كَأنَّمَا النَّوْرُ مَنْشُوراً بِصَفْحَتِهِ | |
|
| جوَاهر نُظِّمَتْ في جِيد غَيْدَاءِ |
|
يَنْسَابُ كَالفَجْرِ فِي مَجْرَى غَيَاهِبِهِ | |
|
| وَيَلْتَوِي كَالْتِوَا رقشَاء رقطَاءِ |
|
وَقَامَ للِصْبحِ فِي الآفَاقِ مُنْتَصِرٌ | |
|
| بِآيَةِ النُّورِ يَمْحُو آيَ ظَلْمَاءِ |
|
فَظَلَّ يَنْعَى الدجَى في لَيْلِ مُخْتَطِبٍ | |
|
| بِحُلَّةٍ مِنْ سَوَادِ الرّيشِ دكْنَاءِ |
|
كَرَاهِبٍ فِي أعَالِي الدّير مجتهدٍ | |
|
| بقَرْعٍ نَاقُوسِهِ فِي جُنْحِ دَهْمَاءِ |
|
كَأنَّمَا صَوْتُهُ إذْ نَاحَ صَوْتُ شَجٍ | |
|
| مُتَيَّمٍ لِفَراقِ الأهْلِ بَكَّاءِ |
|
أحْنَتْ لِتَغْرِيدِهِ أهْدَابُ مُقْلَتِهِ | |
|
| فَخِلْتُهُ أذُناً تُصْغِي لأنْبَاءِ |
|
وَالجَو شَمَّرَ أفْرَاسَ الرّيَاحِ فَمَا | |
|
| أجْرَى سَوَابِقَهَا فِي حَلْبَةِ المَاءِ |
|
وَزَاجِرُ الرعْدِ يَحْدُو نُجْبَ سَارِيَةٍ | |
|
| بِسَوْطِ بَرْقٍ إلَى فَيْحَاءَ زَهْرَاءِ |
|
وَالْغُدْرُ جَعَّدَهَا كَف النَّسِيم كمَا | |
|
| تَجَعَّدَتْ عِكَنٌ فِي عطْفِ وَطْفَاءِ |
|
وَنَشْرُ طَيّ الربَى يَرْوِي التَّضَوعَ عَنْ | |
|
| مَوْلاَي عُثْمَان فِي أنْحَاءِ أرْجَاءِ |
|
مَوْلىً غَدَتْ تَحْذِف الأمْوَالَ رَاحَتُه | |
|
| حذفَ الإضَافَةِ تَنْوِيناً بِأسْمَاءِ |
|
رَاعَى النَّظِيرَ وَقَدْ جَازَ السُّهَى بِخُطىً | |
|
| تُقْصِي السِّمَاكَ وَلَمْ تَعْبَأ بِعَوّاءِ |
|
وَطَابَقَ الوَصْف فِيهِ كُلَّ مَنْقَبَةٍ | |
|
| بِبَثّ مَكْرمَةٍ أوْ حَسْمِ بَلْوَاءِ |
|
قُلْ لِلَّذِي قَاسَ بِالأنْوَاءِ نَائِلَهُ | |
|
| أخْطَأتَ إذْ قِسْتَ طُوفَاناً بِأنْوَاءِ |
|
قَدْ تَوَّجَتْهُ مَعَالِيهِ بِتَاجِ هُدىً | |
|
| وَمَنْطَقَتْهُ يَدُ الْعَلْيَا بِجَوْزَاءِ |
|
وَدَبَّجَتْ رَاحَةُ الحُسْنَى لَهُ حُلَلاً | |
|
| أبْهَى وَأبْهَرَ مِنْ تَدْبِيجِ صنعاءِ |
|
يسمو بِكَفّ عَلَى الرَّاجِينَ حَانِيَة | |
|
| جُوداً وَطَرْفٍ على العَلْيَاءِ رَنَّاءِ |
|
بِهِ اسْتَقَرَّتْ هضَابُ المُلْكِ وَاتَّسَعَتْ | |
|
| أفْنَانُهُ فِي رُبَى عزّ وَعَلْيَاءِ |
|
ذُو الجُود وَالبأس فِي يَوْمَيْ نَدىً ورَدىً | |
|
| كَالغيم يَهْمِي بِضَرَّاءٍ وَسَرَّاءِ |
|
سَهْلُ السَّمَاحِ أسِيلٌ فِي حماسته | |
|
| كَالْعُودِ يَجْمَعُ بَيْنَ النَّارِ وَالمَاءِ |
|
فِي كَفِّهِ قَلَمٌ فَصْلُ الخِطَابِ غَدَا | |
|
| مُبَرَّأ مِنْ خَنَا غَيّ وَفَحْشَاءِ |
|
يُلْقِي عَلَى الطِّرْسِ أشْيَاءً مُغَيَّبَةً | |
|
| كَأنَّهُ قَدْ تَلَقَّاهَا بِإيحَاءِ |
|
يَمُص رِيقَةَ ثغر النّونِ من ظمإٍ | |
|
| كَأنَّمَا هُوَ مَوْسُومٌ بحلواءِ |
|
إنْ جَادَ أغْنَى بجُود غَيْرِ مُمْتَنِعٍ | |
|
| أوْ قَالَ أبْدَى مَقَالاً غَيْرَ خَطَّاءِ |
|
طَابَتْ بِفَحْوَاهُ أفْوَاهُ الروَاةِ فَمَا | |
|
| عَرْفُ القرنْفل أوْ عَرْفُ الخُزَاماءِ |
|
مُرَفَّعٌ عَنْ شَبِيهٍ فِي خَلاَئِقِهِ | |
|
| إذْ عَنْهُ قَدْ عَقِمَتْ أرْحَامُ حَوَّاءِ |
|
إذَا انتضَى سَيْفَهُ وَالنقعُ مُرْتَكمٌ | |
|
| فَالصبحُ يطلع فِي ديجُورِ لَيْلاَءِ |
|
وَإنْ دَجَى لَيْلُ خَطْبِ الحَادِثَاتِ وَلَمْ | |
|
| تَبْدُ بِآفَاقِهِ أضْوَاءُ لالآءِ |
|
أضَاءَهُ بِشهَابٍ من عزيمته | |
|
| وَوَاضِحٍ مِنْ سَديِدِ الرأي وَضَّاءِ |
|
مُظَفَّرٌ بِحسَامٍ فِي الوَغَى دَلِقٍ | |
|
| مُؤَيَّدٌ بِيَدٍ فِي السلم بيضَاءِ |
|
يَرَى صليلَ الظُّبَى وَالخَيْلُ صَاهِلَةٌ | |
|
| أشهَى وَأطيب من عُودٍ ومن نَاءِ |
|
ثَبْتُ الجَنَانِ إذَا هَبَّتْ رِيَاحُ وَغىً | |
|
| يُذْرِي الكُمَاةَ بأِهْوَالٍ وَأهْوَاءِ |
|
كَأنَّ أسْيَافَهُ فِي النقع إذْ لَمَعَتْ | |
|
| أشِعَّةُ البَرْقِ فِي أكْنَافِ وَطْفَاءِ |
|
إنِ انْتَضَتْهَا أكُف الضَّارِبِين بِهَا | |
|
| تظنهَا خُلَجاً سَابَتْ بِبَطْحَاءِ |
|
قَوَاضِبٌ خَطَبَتْ بِالنَّصْرِ ألْسُنُهَا | |
|
| عَلَى منَابر أعْنَاقٍ وَأعْضَاءِ |
|
بِيضٌ بِأيْدِي وُلاَةِ الصّدقِ قد حَصَدَتْ | |
|
| زَرْعَ الغوَايةِ مِنْ هَامَات أعدَاءِ |
|
طَلْقُ الجَبِين ندي الكفّ تحسبه | |
|
| كَالزهْرِ فِي الأفْقِ أوْ كالزَّهْرِ في المَاءِ |
|
فَلَيْسَ يَنْفك مِنْ جُودٍ وَمِنْ أمَلٍ | |
|
| مُكَرَّراً بَيْنَ إصبَاحٍ وَإمْسَاءِ |
|
من معشرٍ أوْقَدَ الرحمنُ نُورَهُمُ | |
|
| فَكَيْفَ يَطْمَعُ شَانِيهِمْ بِإطْفَاءِ |
|
هُمُ هُمُ القَوْمُ شَدَّ اللَّهُ وطأتَهم | |
|
| عَلَى العدَاةِ بِبَتَّارٍ وَسَمْرَاءِ |
|
بِأوَّلِ الأمْرِ مِنْهُمْ أوْ بِآخِرِهِمْ | |
|
| بَرَاهُمُ اللَّهُ أنوَاراً لظَلْمَاءِ |
|
قَوْمٌ إلَى عمر الفَاروق نِسْبَتهم | |
|
| لذاك عزّوا بِألقَاب واسمَاءِ |
|
شَرَوْا بِأروَاحهم فِي اللَّهِ جَنَّتَهُ | |
|
| فَاسْتَوْجَبُوا ربحَ اخلاص بِإغْلاَءِ |
|
لاَ يَرْتَجُونَ سِوَى نَصْرِ الإله وَلاَ | |
|
| يَخْشَوْنَ إنْ أزْمَعُوا تَهْوِيلَ شَنَّاءِ |
|
كَأنَّهُمْ وَعُيُونُ اللَّه تَكْلَؤُهُم | |
|
| أقْمَارُ دَاجِيَةٍ أوْ صِيدُ هَيْجاءِ |
|
يَؤُمُّهُمْ فِي صَلاَةِ النَّصْرِ أعْلَمُهُمْ | |
|
| بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ فِي خَتْمٍ وَإبْدَاءِ |
|
هِزَبْرُ حَرْبٍ يَصُونُ المُلْكَ مُرْهَفُهُ | |
|
| وَرُبَّ كنْزٍ غَداً يُحْمَى برَقْشَاءِ |
|
يَا مَالِكا أيَّدَتْ تَصْوِير منطقه | |
|
| عِنْدَ القِيَاسِ بَرَاهِينُ الأدِلاَّءِ |
|
رَفَعْتُ جملةَ نَظْمٍ فيك ما انْخَفَضَتْ | |
|
| بِحّرْفِ مِيمٍ وَلاَ دَالٍ ولا حَاءِ |
|
فَلْتُهْنَ بِالعيد عيدِ الفطرِ إذْ طَلَعَتْ | |
|
| نُجُومُ إسْعَادِهِ فِي أفْقِ بشرَاءِ |
|
هلاَل شَوَّالِهِ حَيَّاكَ مُبْتَسِماً | |
|
| كَاللاَّمِ للِدَّالِ أوْ كَالنُّونِ لِلرَّاءِ |
|
فَاهْنَأ بِهِ وَبِأضْعَافٍ تَعِيشُ بهَا | |
|
| فِي طِيبِ عَيْشٍ وَاجلاَلٍ ونعمَاءِ |
|
وَهَاكَ عَذْرَاءَ نَظْمٍ قدْ زَفَفْتُ بِهَا | |
|
| لِخَيْر بَعْلٍ يُرَى مِنْ خير أكْفاءِ |
|
جَلَّتْ عَنِ الوَصْفِ إذْ جَلَّتْ صِنَاعتُها | |
|
| عَنْ قُبْحِ خَرْمٍ وَإقْوَاءِ وَإيطَاءِ |
|
إنْ لَمْ تَكُنْ صنعةُ الأعشى فصانِعُهَا | |
|
| يَرْوِى عَن ابن هلال شمس لألاءِ |
|
يُنْسِيكَ ثَغْرُ أقَاحِيهَا إذَا ابتسمت | |
|
| كَمْ مقلةٍ للِشَّقِيقِ الغَضّ رَمْدَاءِ |
|
لا زِلْتَ كَالنجمِ فِي سَعْدٍ وَفي شرف | |
|
| تُنْشِي الجميلَ وَتُنْسِي حاتم الطائي |
|
ما رَقْرَقَ القَطْر فِي الأغْصَان أدْمُعَهُ | |
|
| وَمَا رَنَا الزَّهْرُ عَنْ أجْفَانِ وَطْفَاءِ |
|