كان الشتاءُ ملاءات يُسيّجُهَا | |
|
| فيض الثُلوجِ وكانَ البردُ يكتملُ |
|
وكانَ خدك في كَفي يُباعِدُنِي | |
|
| إذْ ذاكَ مرّ بِقُرْبي الموت والأجلُ |
|
حيّثُ مَسَافتنا تَنْأى فَأرْمُقها | |
|
| ريب المنونِ تَلُوحُ الآن تخْتَتِلُ |
|
وسُحنة الموتِ رَفّتْ في جَوانبها | |
|
| غَطّتْ مَداها فأضحى الجسمُ يبتهِلُ |
|
كَادتْ تَقُومُ ومَا قامتْ على وَهَنٍ | |
|
| كادتْ تُكلمني، كَم ْخَانهَا الوَجَلُ |
|
فِي ليلةٍ وَشِتَاء الغيم ينهكنِي | |
|
| مَاتتْ حَنان وأذْوى غُصْنها الخضِلُ |
|
مَاتتْ حنان فَلاَ شيء يُعَوضُنِي | |
|
| عَنْها وإنْ رَحَلَتْ قَلْبي بِها يَصِلُ |
|
ماتتْ حنان فَمتُ بَعْدها كَمََداً | |
|
| حُزْنًا يُغَرِّبُ مَنْفايَ وَيَرتحِلُ |
|
يَا عمر مَنْ رَحَلتْ فِي بِدءِ مَشرِقهَا | |
|
| كالشمْسِ غَابتْ وَسرب الغِيمِ يَنهطِلُ |
|
مَاتَتْ حنان وَأخْلى الورد بهجتهُ | |
|
| والزهر يذوى إِلى الأحزانِ يَمْتَثِلُ |
|
هَذي التي مَلأتْ في البِر ضحكتها | |
|
| في الحي تَلْهُو مَع الأترابِ تَنْتَقِلُ |
|
وَتحْمِلُ الأمل المرْجوفي دَمِهَا | |
|
| والعُمر يحْمِلُها والقلب مُنْجَذِلُ |
|
هذي التي جَعَلتْ كُل الفُصولِ أرى | |
|
| زهو الربيع على أهْدابها يَهِل |
|
حَتى تنآى بِها موتٌ جَحافلهُ | |
|
| حَطّتْ وحَطّ على أكتافِها الأجل |
|
مَن يعذر الموت لاشيء سيردعهُ | |
|
| ماذا تُفيدُ على أعْتابِه الحيلُ |
|
يا طائر الشوق قلبي الآن محترقٌ | |
|
| مِن أيّ حَالٍ يَجِيءُ الصبر يمتثلُ |
|
يا طائرَ الشوقِ كم ناديتُ مُبتهلا | |
|
| علّيِ أراهَا وعيني منها تَكْتَحلُ |
|
يا طائر َالشّوقِ رَفْرِفْ حَول جَنتِها | |
|
| وأتِي بنفحتها، نُوراً وينهملُ |
|
كمْ ذاتجلدتُ حتّى صرتُ منْ وَرَعِي | |
|
| أُدْعَى الصبور، ولكنّ الردى جَلَلُ |
|
إذا غفوتُ حَلِمتُ، فَقْدها ألماً | |
|
| وإذا صَحَوْتُ، رأيتُ إنّني الثكِلُ |
|