عَجباً لمبتاعين عمراً أَقصرا | |
|
| بِدوام عمر لا يَزال معمرا |
|
قوم شروا سخط الإِله بشهوة | |
|
| الدود آجلها وَعاجلها الدرا |
|
ظلموا العباد لكي يَنالوا رفعة | |
|
| وَيأكلون وَيَلبَسون الأَفخرا |
|
أَو يَركَبون الخيل أَو تجبى لهم | |
|
| خرج العَشائر أَو يحلون الذرى |
|
قَد أَلحقتهم بالثريا رفعة | |
|
| لَيسَ المعاد كَما تَرون إِلى الثرى |
|
وَلَكم بكسرى بعد قيصر عبرة | |
|
| من مثل كِسرى منكم أَو قيصرا |
|
وَبِتُبَّع من ذا يَكون كَتُبَّع | |
|
| وَبشمّرٍ من ذا يَكون كشمرا |
|
وَبجملة تغنيك عَن تفصيلها | |
|
| فَبمثلها للمرء أَن يتفكرا |
|
كَم بَينَ آدم وَالنَبي محمد | |
|
| وَوراءه مِمَّن أَبى وَتكبرا |
|
|
| وأَذاقهم بالقهر موتاً أَحمرا |
|
وَإِلى جَحيم عجلت أَرواحهم | |
|
| فَكأَنَّما كانوا به وهماً جَرى |
|
فاِستيقظوا بقلوبكم عَن نومكم | |
|
| فالعين ساهرة وَفي القلب الكرى |
|
نعمتم الأَجساد في طيب الغذا | |
|
| فالدود ترقب حيّكم أَن يقبرا |
|
لَو تعلم الأَثوار ما يعنى بها | |
|
| ما استمرأت علف الخَريف لتجزرا |
|
وَلعافت الماء النَمير وَفارقَت | |
|
| أنس الأَنيس وَجاورت أسد الشرى |
|
|
| لا يبلغن إِليه إِلا من سرى |
|
في جنة باعوا لها أَموالهم | |
|
| وَنفوسهم وَشروا فنعم المشترى |
|
عصموا البطون عَلى المَجاعة وَالطوى | |
|
| فكأَنَّهم كانوا الخيول الضمّرا |
|
سبقوا إِلى الرحمن لما سابقوا | |
|
| وَتأخر الضخم البطين وَقهقَرا |
|
ما البغل وَالبرذون وَالعير الدوى | |
|
| بالطرف يلحق إِن تقرب أَو جرى |
|
وَأَرى الغراب عَلى الفَرائس وَالحدا | |
|
| لا المضرحي وَلا العقاب الأحدرا |
|
وَأَرى الكلاب مَع الذئاب تنوشها | |
|
| أَما السبنتي وَالهزبر فَلا أَرى |
|
يا بايع التَقوى بقيمة أَكلة | |
|
| وَعَصى الإِله لَقَد ركبت الأَخطرا |
|
بالفلس وَالقيراط تصبح خالِداً | |
|
| في نار من كنز الكنوز وَقنطرا |
|
زقومها وَحَميمها وَسمومها | |
|
|
أَكل السَمين وَأَنتَ تعطى غثه | |
|
| لَبِسَ النَفيس وَأَنتَ تكسي الأَغبرا |
|
|
| تَتلاعنان عَلى الإِحالة وَالمرا |
|
وَإِذا أَحلَت عليه قال لأَنَّني | |
|
| كنتُ الأَمير وَكنت أَنتَ المؤمرا |
|
فخرجت لا دنيا وَلا أُخرى معا | |
|
|
يَوم الندا يا أَين من ظلم الورى | |
|
| وَالتابِعون ومن أَمرّ ومن يَرى |
|
يلقون في التابوت كي يَرمي بهم | |
|
| في النار سيدنا بذلك أَخبرا |
|
يا مستحلاًّ للمحارِم قاتِلاً | |
|
| أَو ظالِماً أَو جاحِداً أَو منكرا |
|
العدل خصمك في غدٍ فاحذر غَدا | |
|
| ما دامَ يمهلك الندا أَن تحذرا |
|
هَذا أَخوك أَلَيسَ ربكما معاً | |
|
| أَحَداً أَلَيسَ نبيكم خير الوَرى |
|
فأَخذت مال أَخيك واِستضعفته | |
|
| ماذا تَقول إِذا هما لك أَحضرا |
|
وَبأي وجه في غَدٍ تَلقاهما | |
|
| وَقَد اِستَغاث أَخوك منك وأَكثرا |
|
الذَنب يغفر إِن سلمت مظالماً | |
|
| إِنَّ المَظالِم ذنبها لن يغفرا |
|