أَشاقَتك أَطلالُ الدِيار الطَواسمُ | |
|
| فَقَلبك حَيرانٌ وَدَمعك ساجِمُ |
|
وَقَفتَ عَلَيها بَعد بُعد أَنيسها | |
|
| وَصَبرُك قَد وَلّى وَوَجدك لازمُ |
|
بَعيداً عَنِ الأَوطان تَسلى فَإِنَّها | |
|
| تُهيّج أَشواقَ المُحبّ المعالمُ |
|
تَحنّ إِلى سَلمى وَمَن سَكَن الحمى | |
|
| وَأَين مِنَ المُشتاق تِلكَ النَواعمُ |
|
إِلَيكَ فَإِنّي لَستُ مِمَّن تَشوقه | |
|
| مَعاهِدُ سَلمى أَو سَبَته المباسمُ |
|
إِذا هامَت العُشاق يَوماً بِكاعبٍ | |
|
| فَقَد باتَ في الأَدلاج في البيد هائمُ |
|
لأَلقى مَليكَ الأَرض وَاِبنَ مَليكها | |
|
| أَبا مالك لَيثُ الحُروب الضَراغمُ |
|
مُذِلّ الأَعادي في سَماء عَجاجَةٍ | |
|
| بِها البيض بَرقٌ وَالدِماء غَمائمُ |
|
رَواعدُها صَوتُ الكماة وَشُهبها | |
|
| دَراريك هندٍ تَشتهيها الصَوارمُ |
|
بِها أَرضُ حَربٍ لا تَرى الأَرض مثلَها | |
|
| لَها الدَمُ غَيثٌ وَالصُخور جَماجمُ |
|
إِذا طافَ شَيطانٌ مِنَ الأسدِ حَولَها | |
|
| فَكفّ أَبي الأَملاك بِالسَهم راجمُ |
|
تَحيد رِماحُ الخطّ عَنهُ كَأَنَّها | |
|
| عَلى الجسم مِنهُ وَالجِيادِ طَلاسمُ |
|
وَما ذاكَ مِن قَصد الكماةِ لرميها | |
|
| وَلَكنّهُ بِالطَعن وَالضَرب عالمُ |
|
أَبو مالكٍ لَيث الحُروب وَغَيثها | |
|
| وَبَدر إِذا ما الحَرب بِالنَقع فاحمُ |
|
أَلا أَيُّها الجَيش الَّذي رامَ حَربَهُم | |
|
| تَيقّظ إِلى البَلوى فَإِنَّك نائمُ |
|
أَتَطمَع أَن تَلقى مُلوكاً ثَلاثةً | |
|
| لِبَعضهمُ تَعنو المُلوك القَماقمُ |
|
أَلَست تَرى أُسدَ العَرين تبيدها | |
|
| وَأَجسامُها قَد فارَقتها الجَماجمُ |
|
سَحائب أَطيارٍ تَرنّمُ فَوقَها | |
|
| كَما سَجعت فَوقَ الغُصون الحَمائمُ |
|
إِذا الخَيل جالَت في الحُروب حَسبتهم | |
|
| قَضاءً مِن الرَحمنَ ما مِنهُ عاصمُ |
|
فَهَذا عَلى اليُمنى يُبِيد حماتها | |
|
| وَذاكَ عَلى اليُسرى فَأَين المُقاوِمُ |
|
وَوالدهم في جاحم الحَرب بَينَهُم | |
|
| يُبيد كماة الجَيش وَالسَعد قائمُ |
|
تَرى جُثَث الأَبطال تَسقط بَينَهُم | |
|
| سُقوط مَبانٍ فارَقتها الدَعائمُ |
|
وَقَد خَضَب البيض النَجيعُ كَأَنَّهُ | |
|
| رَقاشٌ وَأَطراف السُيوف مَعاصمُ |
|
أَبا مالك لا زِلتَ للملك مالِكاً | |
|
| لَكَ السَعد بيتٌ وَالسُيوف تَمائمُ |
|
أَتاكُم بِهِ يَغمورُ يَقدم جَمعَه | |
|
| وَلَم يَدرِ أَنّ الحَين في الجَيش قادمُ |
|
فَمُزّقَ ذاكَ الجَيشُ كُلّ مُمزّقٍ | |
|
| كَما مَزّقت مَيتاً بِقَبرٍ قَشاعمُ |
|
تديرُ كُؤوسَ المَوت فيهِ عَلَيهم | |
|
| أُسودٌ بِأَطراف السُيوف تلاطمُ |
|
وَما كلّ مَن قاد الجُيوش إِلى العِدا | |
|
| يَعود إِلى الأَوطان وَالجَيش غانمُ |
|
إِذا لَم يَكُن سَعدُ السُعود يَقوده | |
|
| فَماذا الَّذي تغني الجُيوش الصَوارمُ |
|
فَمَن كانَ يَبغي الملك وَالمَجد وَالعُلا | |
|
| تساوى لَدَيهِ شَهدُها وَالعَلاقمُ |
|
إِذا شَيّدوا شَيئاً مِن الرَأي بَينَهُم | |
|
| فَرَأيُكُم لِلرَأي وَالجَيشِ هادمُ |
|
كَأَنّ كماةَ الجَيش فعلٌ مُضارعٌ | |
|
| وَبَترُك لِلأَعناق مِنها جَوازمُ |
|
وَتَجمَعُها بِالسَيف جَمعاً مكسّراً | |
|
| وَجَمعكَ ما بَين الكَتائب سالمُ |
|
هَنيئاً لَكُم نَصرٌ مُبينٌ عَلى العِدا | |
|
| وَطولُ سُعود شَأنها مُتَداومُ |
|
أَمير تلمسانٍ أَبدَت جُيوشه | |
|
| وَما هُوَ مَظلومٌ وَلا أَنتَ ظالمُ |
|
فَديتك يا يَغمور هَل لَكَ زاجرٌ | |
|
| أَيقظانُ حِسّ أَنتَ أَم أَنتَ نائمُ |
|
أَفي كُلّ عامٍ تَترك اِبنَك لِلقَنى | |
|
| وَتُسبى لَكَ الغِيدُ الحِسانُ الكَرائمُ |
|
أَتيتَ لِأَخذ الثَأر وَيحك مِنهُم | |
|
| وَقُلت عَسى الأَيّامُ يَوماً تُسالمُ |
|
فَخَلّفت أَيضاً لِلصَوارم فَارِساً | |
|
| وَليدك لَم تشفق عَلَيهِ الضَراغمُ |
|
فَها أَنتَ كَالعَير الَّذي مَرّ يَبتَغي | |
|
| بِحرمانه قِرناً فَمَرّ يزاحمُ |
|
وَلَو أَنَّهُ قَد مَرّ يَطلب ما قَضى | |
|
| لعادَ وَلَم تُبصر عَلَيهِ خَياشمُ |
|