إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ألا أيها الابريقُ ما لكَ والصلفْ
|
فما أنتَ بلورٌ ولا أنتَ من صَدَفْ
|
وما أنتَ إلا كالأباريق كلها
|
ترابٌ مَهينٌ قد ترقّى إلى خزَفْ
|
أرى لكَ أنفاً شامخاً غيرَ أنهُ
|
تلفَّعَ أثوابَ الغُبارِ وما أنِفْ
|
ومسَّته أيدي الأدنياءِ فما شكا
|
ومصَّتهُ أفواهُ الطُّغامِ فما وَجفْ
|
وفيكَ اعتزازٌ ليسَ للديكِ مثلهُ
|
ولستَ بذي ريشٍ تضَاغف كالزَغَفْ
|
ولا لَك صوتٌ مثلهُ يصدعُ الدجى
|
وتهِتفُ فيه الذكرياتُ إذا هَتَفْ
|
وأنصتُّ أستوحيهِ شيئاً يقولهُ
|
كما يسكتُ الزُّوارُ في معرِض التُّحَفْ
|
وبعدَ ثوانٍ خِلتُ أني سمعتهُ
|
يُثرثِرُ مثلَ الشيخِ أدركَهُ الخَرَفْ
|
فقالَ: سقيتُ الناسَ، قلتُ له:أجلْ
|
سقيتَهمُ ماءَ السحابِ الذي وَكفْ
|
ودمعَ السواقي والعيونِ الذي جرى
|
وماءَ الينابيعِ الذي قد صفا وَشَفْ
|
فقالَ لِيذْكُرْ فضليَ الماءُ وليُشِدْ
|
بمدحي، ألَم أحمِلهُ؟ قلتَ: لك الشَرَفْ!
|
فقالَ: ألم أحفَظْهُ؟ قلتُ: ظلمتَهُ
|
فلولاهُ لم تُنقَل، ولولاك ما وَقَفْ!
|