عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > محمد وفا > توهُم ذات الفرق أقصى كما أدنى

غير مصنف

مشاهدة
1142

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

توهُم ذات الفرق أقصى كما أدنى

توهُم ذات الفرق أقصى كما أدنى
فلا غرضا أقصى ولا مقصدا أسنى
يرامز أهل الكشف ستراً لذاته
ويوهمهم أنا بذا الستر قد دِنَّا
ويشغل بالأحوال طوراً نفوسهم
وطوراً من الأقوال يسكنهم سجنا
وحققهم بالحق وحدة ذاته
ورتب فيها الفرق بالفرد والمثنى
وأحسبهم أن الذي كان واحداً
تعدد في الأوهام في الحس والمعنى
وخيلهم أن السوى عين ذاته
وأن السوى ستر مِجَنّ لمن جُنَّا
وظننهم أن الحروف إذا بدت
بعلم الذي يخفى فأسماؤه الحسنى
وأخفى ذوات الوهم عن كل ناظر
وأبدى خيالاً ثم أثبته عينا
وغيب شيئاً ثم أثبت ذاته
وقيده كيفا وأعجزه وهنا
وفصل في التنزيل آيات خلقه
وأثبت خوف المحق في أُمه معنى
إذا ما تجلى في إحاطة ذاته
ترى أعيناً كمها وألسنة لُكنا
وإن لاح في حجب الصفات فحسنه
ينادي على العشاق من يعشق الحسنا
تراه محبا خاضعاً لحبيبه
فطوراً ترى قيسا وطورا ترى لبنى
تدللَه وهو المحبوب واجب
تذلله وهو الحبيب الذي أضنى
يُصد فيصلى منه نار وعيده
ويوعده فضلاً فينحزه عدنا
إذا ما تجلى في فنون جماله
فللحن ما يُجلى وللطف ما يُجنى
ينادمه ظبيا يغازله هوى
يشاهده بدراً يعانقه غصنا
فكل الذي يبدو له منه وجهه
وكل الذي يخفى به عنه ما أعنى
عوائده في الفرق عبد له كما
يحاول جمع الجمع بعد الفنا فنا
تولاه حفظاً في رعاية وقته
من المقت إذ يخشى صوارمه اللدنا
يراقب في الأوراد هجمة طارق
يمر مرور الطيف في المقلة الوسنا
فيصبح ندمانا على العقد خائفاً
من الفوت مسلوباً به قارعاً سنا
كتوم به الأنفاس يحسب نفسه
تفارقه لولا يشير إذا أنّا
يغيب إذا أدنى ويحضر إن دنا
ويفهم إن أعنى ويطرب إن غنى
ويشرب بعد الذوق من كاس كيسه
ويُدنى له من فرط ما ظمأ دِنّا
فيسكره منه بخمرة وجده
ويصحيه منه بالوجود فلا أهنى
يذكره عند التفكر ما جرى
فيورثه شوقاً ويعقبه حزنا
ويقبضه خوفاً ويبسطه رجا
ويؤنسه من بعد هيبته منّا
مقاماته في الحال حكم بقائها
فأرضاه بعد الفقر بالصبر فاستغنى
فأورده عن صادر الفضل فيضه
تلوح بروقاً من طلائع ذي المعنى
وحققه علم اليقين بحقه
وأشهده عين اليقين فما استثنى
وكان له التلوين من بداية
فصار له التمكين في الانتها حصنا
وحرره الإخلاص من رق شركه
فما التزم الأكوان في حجه ركنا
وفوض في التسليم بعد يقينه
فآثر ما يبقى على كل ما يفنى
سخى ببذل النفس عن كرم بها
مطاهمة من كل سابقة متنا
له الصعق بعد الذل والخلع قبله
فآمن بعد التوب عن كل ما أكنى
وقربه المعراج من قاب قربه
تدلى بقرب القرب في البعد أو أدنى
فلا مضمر إلا وفي الهو ضميره
فنحن إذا أنتم وأنتم إذا إنا
تلون في التمكين والعكس بعده
ليفنى الذي أبقى ويبقى الذي أفنى
بعصمة غوث بل وفرد مخصص
وجمعهما قطب ضمين لما ظنا
يكاشف غيب الذات بالذات عارف
عليم بعلم لا يحيط به معنى
محيط ممد في الدوائر باطن
من الغرض الأقصى إلى الغرض الادنى
روت عنه أنباء العلوم رسائلاً
فأروت مَحَالَ الجهل من حكم مزنا
لطائف عرفان رقائق خبرة
دقائق تحقيق ذخائر لا تفنى
وظائف تخصيص مقامات قربة
فنون اتحاد كشفها سهل الحزنا
وفي قوة الوهم المحيط جميعه
فكلٌ ترى بالكشف في قيده رَهنا
فكيف انعدام الوهم وهو جودنا
وكيف وجودٌ وهو أس لما يبنى
يفرقنا عنا ويجمعنا بنا
ويكذبنا صدقاً ويصدقنا مينا
حروف متى ما عربت عنه أعجمت
فكم أعرَبت كشفا وكم أعربت لحنا
وكم حيرت هاد وكم حيدت هدى
وكم بخست خصما وكم أخسرت وزنا
وكم أوجلت صبا وكم أنحلت ضنى
وكم أهرقت دمعا وكم أرقت جفنا
وكم خيلت مغرى بها كنه وصفها
فأصبحمختالاً بها ساحباً ردنا
بحار علوم في عماقة لجها
بعاصفة الأهواء كم أهلكت سفنا
محمد وفا
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/09/11 01:43:10 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2012/09/11 01:48:55 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com