صَمَتَ المَقَالُ بِذَا المَقَامِ طَويلاَ | |
|
| وتَكَلَّمَتْ لُغةُ الفِعَالِ بَديلا |
|
صَمَتَ المَقالُ وجَاوَبَتْ حَورَانُنا | |
|
| عَهْدَ الأصَائلِ إنْ أُثِرْنَ صَهيلا |
|
صَمَتَ المَقالُ إذ البَنَادِقُ لَعْلعَتْ | |
|
| وَوَرَتْ على سُمْرِ الجِبَاهِ فَتيلا |
|
بِضُحَى جِبَاهِ الثَّائِرينَ تَسمًرتْ | |
|
| شَمْسُ الصَّباحِ فلا تُريدُ أُفُولا |
|
منْ سَاحَةِ العُمَريِّ ثَمَّ بَشَائرٌ | |
|
| هلَّتْ فَرتَّلَها الصَّدى تَرْتيلا |
|
حَوْرَانُ فَيْضُ مَوَاسِمٍ قدْ أمْرَعَتْ | |
|
| قَبْلَ الأوَانِ بَيَادِرًا وحُقُولا |
|
حَورانُ كَمْ سَمَقَتْ تَشُبُّ غِرَاسُهَا | |
|
| فَغَدَتْ تُدانيهَا المَعَارِجُ طُولا |
|
هذِي سَنَابِكُ خَيْلِهَا تَرَكَتْ عَلى | |
|
| دَرْبِ الكَرَامَةِ لِلْكِرَامِ دَليلا |
|
والعَارِيَاتُ على الدُّرُوبِ صُدورُهُمْ | |
|
| سَرَجُوا بِطُهْرِ دِمَائِهمْ قِنْدِيلا |
|
حَيِّ الحَرَائِرَ لِلمَنَايَا زغْرَدَتْ | |
|
| يَأَبَيْنَ في حَرَمِ الشَّهيدِ عَويلا |
|
درعا أهذا المَجْدُ فجَّرَ مُزْنَهُ | |
|
| في راحَتيكِ؟ فكمْ أفاضَ سُيولا |
|
حَمَلَتْ سَنَابِلُنَا أَزاهِرَ صَحْوَةٍ | |
|
| وتفتَّحَتْ غَارًا يُكَلِّلُ جِيلا |
|
جَهْرَاءُ ثَوْرتُنَا كَعَيْنِ الحَقِّ لا | |
|
| رِيَبٌ بِهَا أوْ تَقْبَلُ التَّأْوِيلا |
|
لَوْلَاكِ مَا زَفرَتْ مَلايينُ الوَرَى | |
|
| حِمَماً وأزْكَتْ مِنْ لَظَاكِ غَلِيلا |
|
حَوْرانُ هذِي اللَاذِقِيَّةُ ألْهَبَتْ | |
|
| لُجَجَ البِحَارِ فَصَبْرُها قَدْ عِيلا |
|
صَدَعَتْ بِصَوْتِ الحَقِّ تَلْفِظُ مُرَّهَا | |
|
| سَبَقَتْ إلى دَرْبِ الكِفَاحِ وُصُولا |
|
ودِمَشْقُ قالَتْ وانْبرَتْ دُوما فَمَنْ | |
|
| يا شَامُ أجْلى مِنْ كِرامِكِ قِيلا؟ |
|
ولِريفِ شَامٍ فَزْعَةٌ تَرْنُو لَهَا | |
|
| عَيْنُ العَزيمَةِ دَهْشَةً وذُهُولا |
|
وفَدتْكِ دارَيَّا يكبِّرُ أهْلُها | |
|
| ومُعظِّمِيَّةُ أرْدَفَتْ تَهْليلا |
|
من كفْرِ بَطْنةَ طارَ سَرْبُ حَمَائِمٍ | |
|
| يَرْثي الشَّهيدَ علَى الأنَامِ هَديلا |
|
وعلى ثَرى حِمْصٍ تبَاعدَ شأْوُهُمْ | |
|
| الرَّافِضُونَ إلى الخُنُوعِ سَبِيلا |
|
دَكُّوا حُصُونَ الصَّمْتِ يَهْدرُ موجُهمْ | |
|
| ليَسُوْقَ في مَجْرى الجُمُوعِ فُلُولا |
|
وتنَشَّقتْ بَانْياسُ رَيَّانَ الهَوَا | |
|
| حُرًّا بُعَيْدَ الجُمْعَتينِ عَليلا |
|
تَبْقَى النَّوارِسُ في السَّمَاءِ أبيَّةً | |
|
| والجارِحُ السَّادِيُّ حَطَّ ذَلِيلا |
|
سَاحَاتُ قامِشْلي وعَامُودا زَهَتْ | |
|
| تُهدي لَِيوْمِ المَكْرُمَاتِ فُحُولا |
|
وحماةُ إذْ نفَضَتْ غُبَارَ سُباتِها | |
|
| سَرَجَتْ لأحْلامِ البَهَاءِ خُيولا |
|
نَاعُورَةُ الْحَيِّ الْقَدِيمِ تَنَفَسَتْ | |
|
| صُعُدًا وَأًنْشَدَتِ الْجُمُوعَ صَلِيلَا |
|
ذي سَاحَةُ العَاصِي سَتَشهَدُ أَنَّهُ | |
|
| نبضُ الحياةِ بصدرها ما اغْتيلا |
|
لبَّتْكِ إدْلبُ إذْ سَبَقْتِ فَسَابَقَتْ | |
|
| هِممُ الألى لا يَرْتَضُونَ سُبُولا |
|
هذِي لُيُوثُ الدَّيْرِ تَزْأًرُ نُصْرَةً | |
|
| والضُّبْعُ شَتَّى تَسْتَجِرُّ ذُيُولا |
|
وَحَّدْتَ يا سَفَّاحُ حِينَ قَتَلْتَهُمْ | |
|
| مِزَقًا وغُصْتَ بِذي الدِّماءِ قَتيلا |
|
خَرجَتْ جَحافِلُهم تُغالِبُ نَزْفَهَا | |
|
| لِتصُولَ في سَاحِ العُلا وتَجولا |
|
إني أرى جسدا تضمَّخَ باسمًا | |
|
| والروحُ شقَّتْ للخلودِ سبيلا |
|
أيُخيفُكَ الزَّيتونُ غُصْناً حَالِمًا | |
|
| حتَّى تَنَالَ منَ الوَرى تَنْكيلا؟ |
|
فَزَحَفْتَ لَيْلًا تَسْتَبيحُهُمُ إذاً | |
|
| فَاشْدُدْ حِزامَكَ بُكرةً وأصِيلا |
|
حَورَانُ صُغْتِ لِصَحْوَةٍ دُسْتورَها | |
|
| وكَتبْتِ في سِفْرِ السُّمُوِّ فُصُولا |
|
إنِّي بَكَيْتُكِ .. لا لِحُزْنٍ إنَّما | |
|
| فَخْرًا أجَزْتُ لِمَدْمَعيَّ هُطولا |
|