إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أحبُّها الْممشوقةَ التَّاريخِ .... |
كم أحبُّها..... |
مرصودةَ الجهاتِ والأرْكانْ |
رَزِينَةَ الجمَالِ والأبوابِ .... كم أحبُّها |
مهيبةَ السُّهولِ وَالجِبَالِ والأنهَارِ والبيداءِ والشطآنْ |
أسطورةَ الريحانِ والجوريِّ |
كلَّما شدا نَيْسانْ .. |
تراقَصَتْ شقائقُ النُّعْمانِ في أديمِها |
تبتَّلَتْ بلابِلٌ |
وأزْهرَتْ لقائحُ الرُّمَّانْ |
ما ازَّينَتْ يوماً سِوى ... |
للشَّمس والنجومِ والأقمارْ |
أسوارُها قلادةٌ من ياسَمينْ |
وهِضْبُها توَشَّحَتْ بالغارْ |
في سهلِها تباركَ الزيتونُ ملءَ زيتِهِ |
وأقسمَتْ تلالُها بالتِّينْ |
يؤمُّها في غفلةٍ عن أعْيُنِ الأمطارْ |
صَيْفٌ حميميُّ النَّدى |
مرصَّعٌ بالجوزِ ...... |
والأعنابِ ..... |
والسنابلِ |
اللهُ .. كم أحبُّها .... |
مرصوفةَ الأحقاب والتكوينْ |
مذْ أطلقَتْ للنُّورِ من كهوفِها |
خارطةً للضوءِ .. من أحجارْ |
مذْ أخْرجتْ ماساتِها |
تهدي إلى الأَكْوَانْ |
ممالكًا .. ونورَ أبجديةِ .. |
وعالماً ..خليفةً ... وراهباً |
ونغمةً .. ولوحةً |
وشاعراً |
من صفوة الأخيارْ |
في صبحها ستارةُ الحياة أُشْرِعتْ |
وفي مسائها ... أخالُها |
ستُسدلُ الأستارْ |
أحبها .. مذْ ضمَّ حِضْنهُا المديدُ زحمةَ الحشودِ |
والأعراقَ ... |
والألوانْ |
مذ حطَّت الفتوحُ في ضُلوعِها |
ثم اسْتوتْ |
فانْطلقتْ |
من فجرها للعالمينَ صرخةً |
تضجُّ بالأنوارْ |
أحبها .. لأنني خرجتُ من أرحامِها |
أمّي......وَتَارِيخٍ...... وطينْ |
عشقتَها يا عاشقَ النِّساء .. إذْ نصَّبْتَها مليكة الأنوثةِ |
بالياسَمين صُغْتًها قافيةً ... والأقْحُوَانْ |
نَسَجْتها عطراً |
وصوتَ ماء بحرةٍ |
يفيض بالحنينْ |
وكنتَ غضَّاً حينما اعتنقْتَها .. مقتدياً |
جمالَها للحرفِ والقصيدةِ |
هلَّا نفضْتَ سيدي .. عن مقلتيكَ الموتَ لحظةً |
ترى ما صارَ بالحبيبةِ الوحيدةِ |
ما انْهارَ بالبيتِ القديمِ الوادعِ ... |
ما حلَّ بالجوريِّ .... بالزنابقِ |
كأنني .. وذات فَجْرٍ سيدي .. رأيتها |
بَيْنَ الذِّئَابِ مِزْقَةً |
في نحْرِها سِكِّينْ |
هلّا أصخْتَ السَّمْعَ .. سيدي |
فأرواح المآذنِ اصْطَلَتْ جَلْداً |
وغصَّتْ بالأنينْ |
أحمرُنا يا سيدي .. في هذه الأيام .. |
قد ضلَّ الطريقْ |
فغادر الحنَّاءَ .. من أعراسها |
واجْتَاحَ رَوْضًا أخْضَرًاً |
فاسْوَدَّ بوحُ الياسَمينْ |
أحبُّهَا .. المكلومةَ الموجوعةَ الثَّكْلَى .. |
على قداسة ِالإنسانْ |
أعيذُها محبوبتي .. من شرِّ صمْتِ أَنْفُسٍ |
وشرِّ صوت الموتْ |
أعيذها من همْزهِ .. الشيطانْ |
مِنْ جَوْرِهِ .. السُّلْطَانْ |
مِنْ ذَبْحِهِمْ عَلَى الْجَنَى .. الغِلْمَانْ |
أحبها .. وآهِ كم أحبها |
وآهِ كم أحبها |
وكلُّ حبٍّ دونها .. يا سيدي |
كَمَنْ عليها فانْ |