عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > ابن الونان > مهلاً على رسلك حادي الأينق

غير مصنف

مشاهدة
15004

إعجاب
16

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مهلاً على رسلك حادي الأينق

مهلاً على رسلك حادي الأينق
ولا تكلّفها بما لم تطق
فطالما كلفتها وسُقتها
سوق فتى من حالها لم يشفق
ولم تزل ترمي بها يد النوى
بكل فج وفلاة سملق
وما ائتلت تذرع كل فدفد
اذرعها وكل قاع قرق
وكل ابطح واجرع وجزع
وصريمة وكل أبرق
مجاهلٌ تحار فيهنّ القطا
لا دمنةٌ لا رسم دار قد بقي
ليسَ بها غيرُ السوافى والحوا
صبِ الحراجيج وكلّ زحلِق
والمرخِ والعفارِ والعضاهِ وال
بشامِ والأثلِ ونَبتِ الخربَقِ
والرّمثِ والخُلَّةِ والسعدانِ
والثغرِ وشَريٍ وسَنا وسَمسَقِ
وعُشَر ونشَمٍ وإسحَل
معَ ثُمامٍ وبهارٍ مونِقِ
والسمعِ واليعقوبِ والقِشَّةِ وال
سيد السبَنتى والقطا وجورَقِ
والليلِ والنهارِ والرئال وال
هيثم مع عكرَمَةٍ وخرنقِ
ولم تزل تقطع جلباب الدجى
بجَلَم اليد وسيف العنُق
فما استراحت من عبور جعفر
ومن صعود بصعيد زلق
ألا وفي خضخاض دمع عينها
خاضت وغابت بسراب مطبق
كأنما رقراقُه بحرٌ طما
والنوق أمواج عليه ترتقي
وكل هودج على أقتابها
مثل سفين ماخر أو زورق
مرّت بها هوج الرياح فهي في
تفرّق حينا وحينا تلتقى
وكم بسوط البغي سقم سوقها
سوق المعنّف الذي لم يتق
حتى غدت خوصا عجافا ضمّرا
اعناقُها تشكو طويل العنَق
مرثومة الأيدي شكت فرط الوجا
لكنها تشكو لغير مشفق
من بعد ما كانت هنَيدَة غدت
اكثر من ذود ودون شنق
وان تماديت على إتعابها
ولم تكن منتَهِيا عن رهَق
فوسف تعروك على اتلافها
نادمة الكسعيّ والفرزدق
وكنت قد عوّضت عن أخفافها
خفّي حنَين ظافرا بالأنَق
لأنت اظلم من ابن ظالم
ان كنت من بعد بها لم ترفق
رفقا بها قد بلغ السيل الزبى
واتسع الخرق على المرتّق
وهب لأيديهن ايداً ولها
متنا متينا ما خلا عن مصدق
فما لظُعن حملت من مرة
بظعن اودى بها في الغسق
اسأت للغيد وللنّوق ولي
اساءةً بتوبة لم تمحق
لو لم يكن بحب حلم احنف
والمنقري قلبيَ ذا تعلق
حملت رأسك على شبا القنا
مروعا به حداة الاينق
ودع يسوق بعضها بعضا فقد
دنا ولوجها بوعر ضيق
ولتتخذني رائدا فإنني
ذو خبرة بمبهمات الطرق
إن غرِثَت علفتُها ولو بما
جمعته من ذهب وورق
أو صديت اوردتها من أدمعي
نهرَ الأبلّة ونهر جلق
رفقا بها شفيعها هوادجٌ
غدت سماء كل بدر مشرق
من كل غيداء عروب بضة
رعبوبة عيطاء ذات رونق
خريدة ممسودة رقراقة
وهنانة بهنانةِ المعتنق
وقُل لربات الهوادج انجلي
ن آمنات فزع وفرق
فإنني اشجع من ربيعة
حامي الظعينة لدى وقت اللقي
فربّما يبدو إذا برزن لي
ريمٌ إليه طار بي تشوقي
لبُني وما ادرتك ما لبني بها
عرفت صباً مغرماً ذا قلق
تسبي بثغر اشنب ومرشف
قد ارتوى من قرقف معتّق
وناعم مهَيكل وفاحم
مرجل وحاجب مرقق
وعقب محجّل ومعصم
مسوّر وحاجب مرقّق
ومقلة ترمي بقوس حاجبٍ
لاحظها بسهمها المفوّق
تمنع مس جسمها لثوبها
ثلاثةٌ مثل الاثافي في الرقى
حقّان من عاج وقعب فضة
من ظاهر وباطن كالشفق
وزاد مسك الخال ورد خدها
حسناً وقد عمّ بطيب عبق
وقبّلت أقدامها ذوائب
سودٌ كقلب العاشق المحترق
كم أودعت في مقلتي من سهر
واضرمت في مهجتي من حرق
ولا يزال في رياض حسنها
يسرح فكري ويجول رمقي
ولا تسل عما أبث من جوى
وما تريق من دموع حدفي
يوم اشتكى كل بما في قلبه
لحبّه بطرفه بما لقي
ما عذرُ من يشكو الجوى لمن جفا
وهو لدمع عينه لم يرق
آه على ذكر ليالٍ سلفت
لي معها كالبارق المؤتلق
في معهد كنا به كنخلتَي
حلوان في وصل بلا تفرّق
نلنا به ما نشتهي من لذة
ودعة في ظل عيش دغفق
ازمان كان السعد لي مساعداً
ومقلةُ الرقيب ذات بخق
واليوم قد صار سلام عزة
يقنع من لبنى إذا لم نلتق
واللّه لو حلت ديار قومها
واحتجبت عني بباب مغلق
لزرتها والليل جونٌ حالك
وجفنها لم يكتحل بارق
مع ثلاثة تقي صاحبها
ما لم تكن نون الوقاية تقي
سيف كصمصامة عمرو باتر
لا يتقى بيلب ودرق
وبين جنبي فؤاد ابن ابي
صفرة قاطع قرا ابن الازرق
وفرس كداحس أو لاحق
يوم الرهان شأوه لم يلحق
تقدح نيران الحباحب حوا
فرُه عند خبب وطلق
كالريح في هبوبه والسمع في
وثوبه وكالمها في فشَق
به اجوسُ في خلال دارها
وانثني كالبارق الموتلق
فإن تك الزبا دخلت قصرها
وكقصير سقتها للنفق
ومن حماها ككليب فله
جساس رمح راصد بالطرق
لا بد لي منها وان تحصّنت
بالأبلق الفرد وبالحَوَرنَق
لا بد لي منها وان عثرَت
ذيل الحسام والسنان الازرق
وان ظفرت بالمنى من وصلها
بالغت في صيانة العرض النقي
وان بقيت مثل ما كنت فلا
زلت بغيض مضجعي ونمرقي
أشنّ كل غارة شعوا على
من يحمها في مقنب او فيلق
وفي خميس من خيار يعرب
ذوي رماح وخيول سبّق
من أسرتي بني ملوك فهم
اطوع لي من ساعدي ومرفقي
سل ابن خلدون علينا فلنا
بيَمَنٍ مآثرٌ لم تمحق
وسل سليمان الكلاعي كم لنا
من خبر بخيبر وخندق
ويوم بدر وحُنَين وتبو
كٍ والسويق وبني المصطلق
بهم فخرت ثم زاد مفخري
بأدبي الغض وحسن منطقي
وزان علمي أدبي فلن ترى
من شعره كشعري المنمق
فإن مدحت فمديحي يشتفى
به كمثل العسل المروّق
وان هجوت فهجائي كالشجى
يقف في الحلق ومثل الشرق
فإن يكُ الشعرُ عصى غيري فقد
أطاعني في عيهَق وحَنَق
وإن يكُن سيفاً محلىًّ فقَد
أبلى نجادَهُ عُنُقي
وإن يكن بُرداً فقد صرتُ به
معتَجِزاً دونَ جميع السوَقِ
وإن يكُن تاجا فقد زاد سناً
جوهَرهُ مذ حلّ فوق مفرقي
وإن يكُن حديقةً فطالما
نزّهتُ فيها خاطري وحدقي
وإن يكن بحراً غصتُ على
جوهرِه وكنتُ نعم المنتقي
وهل أنا إلّا ابنُ ونّان الذي
قرّبَهُ كم من أميرٍ مرتقي
أحقُّ من حُلّى بالأستاذِ وال
شيخ الفقيهِ العالم المحقّق
وبالمحَدِّثِ الشهير والأدي
ب والمجيد والبليغ المفلق
وأعلم الناس بدون مريَةٍ
سيّانِ من بمغرِب ومشرقِ
بالشعرِ والتاريخ والأمثال وال
أنساب سل تُصَدِّق
فبشّرن ذاك الحسود انه
يظفر في بحر الهجا بالغرق
وقل له إذا اشتكى من دنس
أنت الذي سلكت نهج الزلق
وفقت في الجأة خاصي أسد
فمت بغيظك وبالريق اشرق
وما الذي دعاك يا خب إلى
ذا الأفعوان ذي اللسان الفرق
نطقت بالزور اما كنت تعي
أن البلا موكّلٌ بالمنطق
ولم تخف من شاعر مهما انتضى
سيف الهجا فرى حبال العنق
فلتق نفسك بكفّك ولا
تسم فصيح النطق بالتمشدق
فذاك خيرٌ لك واستمع إلى
نصح الحكيم الماهر المدقّق
فكن مهذّب الطباع حافظا
لحكم وادب مفترق
وعاشر الناس بخلق حسن
تحمد عليه زمن التفرق
ولا تصاحب من يرى لنفسه
فضلا بلا فضل وغير المتقي
وكل من ليس له عليك من
فضل فلا تطمعه بالتملق
وفوّقن سهم النميري لمن
لطرق العلياء لم يوفق
وافعل بمن ترتاب منه مثل فع
ل الملتمس اللبيب الحذق
ألقى الصحيفة بنهر حيرة
وقال يا ابن هند ارعد وابرق
ولا تعد بوعد عرقوب أخا
وفه وفا سموأل بالأبلق
شح باذرع امرىء القيس وقد
ترك نجله غسيل العلق
ومثل جار لأبي دؤاد لا
تطمع به ان لم تكن بالاحمق
واحمد جليسا لا تخاف شره
وكابن شور لن ترى من مطرق
ونم كنوم الفهد او عبود عن
عيب الورى والظن لا تحقق
ولتك ابصر من الهدهد والزر
قا بعيب نفسك المحقق
وكن كمثل واسطي غفلة
عن شم ضارع وعتب سقق
واعد على رجلي سليك هاربا
من قرب كل خنبق وسهوق
وكن نديم الفرقدين تنج من
منقّص ومن طرو الرنق
وكن كعرقب وضب مع من
عليك قلبه امتلا بالحنق
ثمّت لا تعجل وكن ابطأ من
غراب نوح او كفند الموسقى
مضى لنار طالباً وبعد عام
جابها يسبّ فرط القلق
وخذ بتارك وكن كمن اتى
بالجيش خلف شجر ذي ورق
وانتهز الفرصة مثل بيهس
وبالمدى لحم العداة شرق
وكابن قيس بهم كن مولما
وليمة شهيرة كالفلق
يوم ملاكه بأمّ فروة
عرقب كل ذات اربع لقي
ولا تدع وان قدرت حيلة
فهي اجل عسكر مدهدق
إن كان في سفك دم العدا الشفا
سفك دم البريء غير أليَق
ولا تحارب ساقط القدر فكم
من شاهةٍ قد غلبت ببيدق
وكم حبارى امها صقر فلم
يظفر بغير حتفه بالذرق
وكم عيون لأسود دميت
بالعض من بعوضها الملتصق
والخلد قد مزق أقوام سبا
وهد سدا محكم التأنق
ولا تنقّص أحداً فكلنا
من رجل وأصلنا من علق
لا تلزم المرء عيوب أصله
فالمسك أصله دم في العنق
والخمر مهما طهرت فبينها
وبين اصلها بحكم فرّق
ولا تؤيس طامعا في رتبة
لمثلها نظيرُه لم يلحق
فالزّردُ يوم الغار لم يثبت له
فضلٌ وكان الفضل للخدَرنَق
وقوس حاجب برهنها لدى
كسرى اطمأنّ قلبه بما لقي
لا تغش دار الظلم واعلم أنها
أخرب من جوف حمار خلق
ولا تبع عرضك بيعة أبي
غُبشان بيع الغبن والتبلصق
باع السدانة قصيّا آخذاً
عوضها نحيا من أم زنبق
ولا تكن كأشعب فربما
تلحق يوما وافد المحرق
ولا تكن كواو عمرو زائداً
في القوم او كمثل نون ملحق
لا ترجون صفواً بغير كدر
فذا لعمر اللّه لم يتفق
لا تكتم الحقّ وقله معلنا
فهو جمال صوتك الصّهصلق
وصح به شبه شبيب وأبي
عروة والعباس عند الزعق
لا تأمن الدهر فإن خطبه
أرشق نبلا من رماة الحدق
لا تنسَ ما أوصى به البكري أخا
فهو سدادٌ فبهِ السوء اتّقِ
ولا تنس من دنياك حظاً والى
كالطلقاني والخصيب انطلق
واعضل كهمّام بنات فكرة
ضنا بها عن غير فحل معرق
كي لا تقول بلسان حالها
مقال هند ألق من لم يلق
وسل مهور كندة ان تهدها
لذي ندى كالبحر في تدفق
لا تهج من لم يعط واهج من اتى
إلى السراب بالدلاء يستقي
وعد لما عودت من بذل اللها
فالعود احمد لكل مملق
ولا تعد لحرب من منّ ولو
منّ فما غلّ يداً كمطلق
والعود يختار على من كان كال
مختار أو من كان ذا تزندق
والصمت حصن للفتى من الردى
وقلّ من شرّ لسانه وقي
وان وجدت للكلام موضعاً
فكن عراراً فيه أو كالأشدق
لا تبخلن بردّ ما استعرته
كضابيء فالبخل شر موبق
شح برد كلب صيد وهجا
أربابه ظلما فلم يصدّق
ومات في سجن ابن عفّان كما
قضى الاله ميتة المُحزرَق
ونجله من أجله أجلُه
من سطوة الحجاج لم يكن وقي
واستر عن الحساد كل نعمة
كم فاضل بكأس مكرهم سقي
فصاعد على مديح وردة
أصبح منحطّاً بقول سهوق
وافخر كفخر خالد بالعير والن
فير لا بحلّة من سرق
واتخذ الصبر دلاصا سابغا
وبمجنّ عمر لا تتّق
وان حملت راية الامر فكن
كجعفر أو دع ولا تستبق
قد قطعت يداه يوم موتةٍ
ولم يدعها لكمي سحوق
لكنه احتضنها لحبها
فيا له من سيد موفق
وكن إذا استنجت مثل من غزا
ارض العدا بكل طرف أبلق
وسم عدوّ الدين بالخسف وكن
مثل أبي يوسف ذي التخبّق
ردّ كتاب من دعاه للوغى
منهم ممزّقاً لفرط الحنق
وقال إني لا أجيب بسوى
جيش عرمرم وخيل دلق
وضرب الفسطاط في الحين وقد
أحاط جيشه بهم كالشوذق
وكان ما قد ابصروا من بأسه
أبلغ من جوابه المشبرق
يا صاح واشغل فسحة العمر بما
يعني وزر غبّا رسوم العيهق
وابك على ذنب وقلب قد قسا
كالصخر من هواه لم يستفق
بمقلة كمقلة الخنساء إذ
بكت على صخر بلا ترفق
أو كبكا فارعة على الوليد
وبكاء خندف وخرنِق
أو كن متمّماً بكا متمّم
على الذنوب وارج عفو معتق
وكن خميص البطن من زاد الربا
وخمرة التقوى اصطبح واغتبق
وحصّل العلمَ وزنه بالتقى
وسائر الأوقات فيه استغرق
وليك قلبك له أفرغَ من
حجّام ساباط ومن لم يعشق
ولا تكن من قوم موسى واصطبر
لكدّه وللملال طلّق
وخُصَّ علمَ الفقهِ بالدرسِ وكن
كالليثِ أو كاشهَبٍ والعتقى
وفي الحديث النبوى إن لّم تكن
مثل البُخاريّ فكُن كالبَيهَقي
فالعلم في الدنيا وفي الأخرى له
فضلٌ فبشر حزبه شرا وقي
واعن بقول الشعر فالشعر كما
لٌ للفتى إن به لم يرتزق
والشعر للمجد نجاد سيفه
وللعلا كالعقد فوق العنق
فقله غير مكثر منه ولا
تعبأ بقول جاهل أو أحمق
وإن تكُن منهُ عديمَ فكرَةٍ
فاعنَ بجمعِ شملهِ المفتَرِقَ
ما عابه الا عييٌ مفحم
لعرفه الذكي لم يستنشق
كم حاجة يسرها وكم قضى
بفك عان واسير موثق
وكم أديب عاد كالنطف غنيً
وكان افقر من المذلّق
وكم حديث جاءنا بفضله
عن سيد عن الهوى لم ينطق
وقد تمثل به وكان من
أصحابه يسمعه في الحلق
وقد بنى المنبر لابن ثابت
فكان للانشاد فيه يرتقي
وقال لابن أهتم في مدحه
وذمّه للزبرقان الأسمق
مقالةً ختمها بقوله
إن من الشعر لحكمة تقي
وعند ما سمع من قتيلة
رثي قتيلها الذي لم يعتق
ردّ لها سلبه وقد بكى
شفقةً بدمعه المنطلق
وقد حبا كعباً غداة مدحه
ببردة ومائة من أينق
وبشّر الجعديّ وابن ثابت
بجنة جزاء شعر عنسق
كم خامل سما به إلى العلا
بيت مديح من بليغ ذلق
مثل بني الأنف ومثل هرم
وكالذي يعرف بالمحلّق
وكم وكم حط الهجا من ماجد
ذي رتبة قعسا وقدر سمق
مثل الربيع وبني العجلان مع
بني نمير جمرات الحرق
لو لم يكن للشعر عند من مضى
قدرٌ على الكعبة لم يعلّق
لو لم يكن فيه بيان آية
ما فسّرت مسائل ابن الأزرق
ما هوَ إلا كالكتابةِ وما
فضلُهُما إلّا كشمس الأفُق
وإنّما نُزِّه عنهما النبي
ليُدرَك الإعجازُ بالتحقق
فهِم به فإنّهُ لاشكّ عن
وان الحجا والفضل والتحَذلُقِ
وهو إكسيرُ وتَدبيرٌ لمَن
رامَ اصطيادَ ورقٍ بوَرَقِ
من غير تقطير وتصعيد وتك
ليس وترطيب وقتلِ زئبقِ
وكن لَّهُ راوية كالأصمعي
والجهلُ أولى بالذي لم يصدق
ولك فيمَن كان مثل الأمو
يِّ أسوةٌ بها اقتدى كلُّ تقي
هذا هو المجدُ الأصيل فاتَّبع
سبيله على الجميع ترتَقي
وان أردت أن تكون شاعراً
فحلاً فكن مثل أبي الشمقمق
ما خلتُ في العصر له من مثل
غير أبي في مغرب ومشرق
لذاك كنّاه به سيدنا
السلطان عزّ الدين تاج المفرق
محمّدٌ سبط الرسول خيرُ من
ساد بحُسنِ خلقهِ الخُلُقِ
أعنى أمير المؤمنين ابنَ أمي
ر المؤمنين ابن الأمير المتّقى
خيرُ ملوكِ الغربِ من أسرتِه
وغيرهم على العموم المطلَق
ودوحَةُ المجد التي أغصانها
بها الأراملُ ذوو تعلّق
له محَيّىً ضاء في أوج الدجا
سناهُ مثلَ القمرِ المتّسق
وراحَةٌ تغارُ من سيولها
سيولُ ودق وركامٍ مطبق
فاقَ الرشيد وابنَه بحلمِه
وعلمه ورأيه الموفّق
وساد كعباً وابن سعدى وابن جُد
عانَ وحاتِماً ببَذلِ الورِق
ولم يدع معنىً لمعن في الندى
ولم يكُن كمثلِه في الخلقِ
مذ كان طفلاً والسماحُ دأبهُ
وغيرَ مأخذ الثنا لم يعشِق
نشَأ في حجرِ الخلافَةِ وقد
شبَّ فتى بغيرها لم يعلَق
فبايَعَتهُ الناسُ طراً دفعَةً
لم يكُ فيها أحدٌ بالأسبَق
وأعطيت قوسُ العُلا من قد بَرى
أعوادَها رعايَةٌ للأليق
فصارَ فىءُ العدل في زمانهِ
منتشراً مثل انتشارِ الشرَق
وشادَ رُكن الدين بالسيف وقد
حازَ بتقواهُ رضي الموَفّقِ
وقد رقى في ملكه معارجاً
لم يكُ غيرهُ إليها يرتقى
وردّ أرواح المكارم إلى
أجسادها بعد ذهاب الرمق
والسعد قد ألقى عصى تسياره
بقصر وخصه بمَعشَقِ
يا ملكاً ألويةُ النصر على
نظيره في غربنا لم تخفق
طاب القريض فيكم وازدان لي
وجاش صدري بالفريد المونق
لولاك كنت للمديح تاركاً
لعدم الباعث والمشوق
ترك الغزال ظلّه وواصل
للراء وابن تولب للملق
وكنت في تركي له كابن أبي
ربيعة الناذر عتق الهنبق
ومُذ بك الرحمن منّ لم يزَل
فكري في بحر الثنا ذا غرَقِ
لازلتَ بدرا في بروج الشعر تن
سخُ بنورك ظلام الغسَقِ
ولا برحتَ بالأماني ظافراً
ومدركا لما تشا من أنقِ
بسورةِ الفتحِ وطهَ والضحى
وآية الكرسي وآي الفلَقِ
إليكَها أرجوزة حُسّانةً
لمثلها ذو أدبٍ لم يسبقِ
كأنّها أسلاكُ درّ ويوا
قيتُ تضي كالبارقِ المُؤتلقِ
أعزُّ من بيضِ الأنوقِ ومن ال
عنقا ومن فحلٍ عقوق أبلقِ
ما روضةٌ فينانَةٌ غنّاءُ قد
جادَت لها السحبُ بماءٍ غَدَقِ
فابتسَمَت أغصانُها عن أبيض
وأحمر وأصفر وأزرَق
يوماً بأبهى للعيون منظرا
منها ولا كلفظِها المرَونَقِ
ما لجريرِ وجميل مثلُها
في غزَلٍ وفي نسيبٍ مونقِ
فلو رآها الأصمعيّ خطّها
كي يستفيد بسواد الحدَقِ
أو فتح الفتح عليها طرفَهُ
سام قلائده بالتَمَزُّقِ
أو وَصَلت للموصلي فيما مضى
عند الغِنا بغَيرها لم ينطِقِ
أو ابن بسّامٍ رآها لتدا
رك الذخيرة بها عن ملَق
ولا أديبٌ في قرى اندلس
جرت بها أقلامهُ في مهرق
من كان يرجو من سواي مثلها
رجا من القربة رشح العرق
حصّنتُها بسورة الضحى إذا
هوى من المنتحل المشترق
فالحمد للّه الذي جعلها
إثمدَ عين منصفٍ موفّق
والحمد للّه الذي جعلها
قَذى بعين الحاسد الحفَلّق
ثم الصلاة والسلام ما تغ
نّت أمّ مهدِيٍّ بروضٍ مورق
على النبي وآله وصحبه
وتابعيهم من مضى ومن بقي
ابن الونان
بواسطة: JUST ME
التعديل بواسطة: JUST ME
الإضافة: الأربعاء 2012/09/26 09:22:39 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com