بِسَقْطِ اللَّوى صَبٌّ حَلِيفُ مَحَبَّةٍ | |
|
| مُقِيمٌ ومَنْ يَهْوَاهُ فِي أرْضِ غُرْبَةٍ |
|
أقُولُ لِمَنْ لَمْ يَحْفَطُوا حَقَّ صُحْبَةٍ | |
|
| بَعِيدٌ عَنِ الْمُشْتَاقِ عَوْدُ أَحِبَّةٍ |
|
تَنَاءَوْا فَكانَ الصَّبْرُ غَيْرَ قَرِيبِ
|
مُقِيمُ مَدَى دَهْرِي عَلى حِفْظِ وُدِّهِمْ | |
|
| وَأَبْسُطُ كَفِّي رَاجِياً نَيْلَ رِفْدِهْم |
|
مَتَى يَأْمَنُ الْمُشْتَاقُ مِنْ جَوْرِ صَدَّهِمْ | |
|
| بِقَلْبي غَرَامٌ لاَ يَزَالُ لِبُعْدِهِمْ |
|
وَقَدَ زَادَ حُزْني بَعْدَهُمْ وَنَحِيبي
|
خَلِيلَيَّ إنْ وَافَيْتُما ذلِكَ الحِمى | |
|
| فَعُوجَا عَلى وَادِي الْعَقِيقِ وَسَلِّما |
|
وَقُولاَ لَهُمْ عَنَّي لَقَدْ شَفَّنِي الظَّمَا | |
|
| بَكَيْتُ مِنَ الأَشْوَاقِ وَالْهَجْرِ عِنْدَما |
|
جَعَلْتُ جَفَاكُمْ وَالصُّدُودُ نَصِيبي
|
خَبَأْتُكُم ذُخْرِي لآخِرِ مُدَّتي | |
|
| عَسَى أَن تَكُونُوا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي |
|
نَسِيتُمْ عُهُودِي ثُمَّ خُنْتُمْ مَوَدَّتي | |
|
| بَقَائِي عَجيبٌ يَعْدَكُمْ يَا أحِبَّتي |
|
وَلَيْسَ فَنَائِي فِيكُمُ بِعَجيبِ
|
عُيُون الْوَرى تَبْرا بِطبِّ طَبيبِهَا | |
|
| كَما بُرءُ عَيْني نَظْرَةٌ مِنْ حَبِيبهَا |
|
وَلي مُهْجَةٌ ذَابَتْ بِحَرِّ لَهِيبِهَا | |
|
| بِأَيَّامِنَا بَيْنَ الخيام وطيبها |
|
قفوا ساعة فِي رَامَةٍ وَكَثِيبِ
|
أحِبَّتُنَا جَدُّوا الرَّحِيلَ وَحَمَّلُوا | |
|
| مَطَايَاهُم يَوْمَ النَّوى وَتَرَحَّلُوا |
|
أُنَادِيهمُ وَالجِسْمُ مِنِّي مُعَلَّلُ | |
|
| بِوَقْفَتِنَا يَوْمَ الْوَدَاعِ تَمَهَّلُوا |
|
لِيُشْفى مُحِبٌ مِنْ وَدَاعِ حَبيبِ
|
بَكَيْتُ فَلَمْ تُطْفِ الْمَدَامِعُ عَبْرَتي | |
|
| وَلَمْ يَصْفُ عَيْشِي بَعْدَكُمْ يَا أحِبَّتي |
|
أَلَمْ تَرْحَمُوا حُزْني وَشَوقي وَوَحْدَتي | |
|
| بَلَلْتُ رِدَائي مِنْ مَدَامِعِ مُقْلَتي |
|
وَلَمْ يُطْفِ دَمْعِي زَفْرَتي وَلَهِيبي
|
سَأَلتُكَ بِالرَّحْمنِ يَا حَادِيَ السُّرَى | |
|
| أَعِدْ لأَحبَابِي حَدِيثي وَمَا جَرَى |
|
أُرَاعِي نُجُومَ اللَّيْلِ فيكُمْ مُفَكِّراً | |
|
| بروق الحمى لاحت لِعَيْني وَقَدْ سَرَى |
|
نَسِيمُ الصَّبَا مِنْ نَحْوهِم بِهُبُوبِ
|
لأَجْلِهِمُ فِي الْحُبِّ رُوحِي وَهَبْتُهَا | |
|
| وَللهِ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ قَدْ سَهِرْتُهَا |
|
وَنِيرَانُهُمْ لَيْلاً بِعَيْني نَظَرْتُهَا | |
|
| بَدَتْ عِنْدَمَا جَنَّ الظَّلاَمُ رَأَيْتُهَا |
|
لُمُوعَ سُيُوفٍ جُرِّدَتْ لِحُرُوبِ
|
مَتَى أَنْظُرُ الحُجَّاجَ يَوْماً عَلى مِنى | |
|
| لَعَلَّ لَيَالي الْخَيْف تَجْمَعُ بَيْنَنَا |
|
وَيَهْدَا فُؤَادُ المُسْتَهَامِ مِنَ العَنَا | |
|
| بَرَاني الأسى حَتى خَفِيتُ مِنَ الضَّنى |
|
وَقَدْ مَلَّ سُقْمِي عَائِدي وَطَبِيبي
|
تَرَحَّلَ جيرَانُ الْعَقِيقِ وَخَلَّفُوا | |
|
| مَدَامِعَ عَيْني فَوْقَ خَدِّيَ تَذْرِفُ |
|
أُنَادِيهمُ يا رَاحِلِينَ تَوَقَّفُوا | |
|
| بِحِفْظِ ذِمَامٍ لِلنَّبيِّ تَعَطَّفُوا |
|
فَذَاكَ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ لِخُطُوبي
|
تَبَدَّى بِوَجْهٍ يُخْجِلُ الْبَدْرَ لاَمِعِ | |
|
| سَمَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ أَسْنَى المَطَالِعِ |
|
وَلَيْسَ لَهُ قي حُكْمِهِ مِنْ مُنَازِعِ | |
|
| بَشِيرٌ نَذِيرٌ كُلَّ عَاصٍ وَطَائِع |
|
وَمُنْقِذُهُمْ مِنْ زَلَّةٍ وَذُنُوبِ
|
إمَامُ لِرُسْلِ اللهِ يَدْعُو إلَى الْهُدى | |
|
| سَلِيلُ خَلِيلِ اللهِ ذُو الْجُودِ والنَّدى |
|
كَفِيلٌ بإنْقَاذِ الْعُصَاةِ مِنَ الرَّدى | |
|
| بِهِ انْبَرَمَ الْعَهْدُ الحَنِيفِيُّ فَاغْتَدى |
|
كَعقْدٍ عَلى جِيدِ الزَّمَانِ رَطِيبِ
|
بِهِ كَلَّمَ اللهُ الْكَلِيمَ عَلى طُوَى | |
|
| فَاغْرَقَ فِرْعَوَنَ اللَّعِينَ لمَا غَوى |
|
وَأَوْرَثَهُ مِنْ مُلْكِهِ كُلَّ مَا احْتَوى | |
|
| بَدَا وَخُيُولُ الْغَيِّ تَرْكُضُ وَالْهَوى |
|
لَهَا سَائقٌ وَالرُّشْدُ غَيْرُ مُجِيبِ
|
تَوَسُّلُنَا بِاَلْهاشِمِيِّ حَبِيبِنَا | |
|
| بِهِ يَغْفِرُ المَوْلى جَمِيعَ ذُنُوبِنَا |
|
وَيَصْفَحُ عَنْ زَلاَّتِنَا وَعُيُوبِنَا | |
|
| بِشِرْعَتِهِ نَجْلي الصَّدَا عَنْ قُلُوبِنَا |
|
وَمَنْ مَالَ عَنْهَا فَهْوَ غَيْرُ مُصِيبِ
|
سَرى زَائِراً لَمَّا نَأَى عَنْ سَرِيرِه | |
|
| وَنَالَ المُنى مُسْتَبْشِراً لِمَسِيرِهِ |
|
وَلَمْ يَكُ هذَا حَائِلاً فِي ضَمِيرِهِ | |
|
| بِدَايَتُهُ كانَتْ نِهَايَةَ غَيْرهِ |
|
وَمَا كُلُّ مَحْبُوبٍ كَمِثْلِ حَبيبِ
|
وَلَمَّا حَبَاهُ رَبُّهُ بِالْمَوَاهِبِ | |
|
| رَأَى لَيْلَةَ الإْسرَا أَتَمَّ العَجَائِبِ |
|
وَحَفَّتْ بِهِ الأَمْلاَكُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ | |
|
| بِنُورِ هُدَاهُ يَهْتَدِي كُلُّ طَالِبِ |
|
وَيَهْدَا فُؤَادِي مِنْ جَوًى وَنَحِيبِ
|
تَرَقّى إِلَى السَّبْعِ الطِّبَاقِ وَقَدْ دَنَا | |
|
| فَنِلْنَا بِهِ أَجْراً وَحُزْنَا بِهِ دُنَا |
|
لَهُ الْعَلَمُ الْمَنْشُورُ بالْحَمْدِ وَالثَّنَا | |
|
| بَلَغْتُ بِهِ سُؤْلاً وَنِلْتُ بِهِ مُنى |
|
وَمَا أنَا فِي حُبِّي لَهُ بِمُرِيبِ
|
لَهُ طَلْعَةٌ مِنْ نُورِهَا الشَّمْسُ تَطْلُعُ | |
|
| رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فِي العُصَاةِ مُشَفَّعُ |
|
لِعلْيَاهُ لأرْبَابُ الْمَنَاصِبِ خُضَّعُ | |
|
| بَرَاهِنُهُ أجْلى مِنَ الشَّمْسِ فَاسْمَعُوا |
|
مَقَالَ صَدُوقٍ أَجْلى مِنَ الشَّمْسِ فَاسْمَعُوا
|
مَقَالَ صَدُوقٍ غَيْرِ كَذُوبِ
|
حَمى دِينَنَا بالْمَشْرِقِّ الْمُهَنَّدِ | |
|
| نَبيٌّ بِهِ مِنْ ظُلْمَةِ الشِّرْكِ نَهْتَدِي |
|
هَنِيئاً لِمَنْ قَدْ زَارَ تُرْبَةَ أحْمَدِ | |
|
| بِمَدْحِي لَهُ أَرْجو الشَّفَاعَةَ فِي غَدِ |
|
فَكُنْ سَامِعِي يَا ذَا الْعُلى وَمُجيبي
|