رَوَتْ هَبَراً رِيحُ الصَّبَا إذْ سَرَتْ بِهِ | |
|
| لِصَبِّ هَوى نَجْدٍ يَطِيرُ بِلُبِّهِ |
|
يقُولُ وَنِيرَانُ الأَسى حَشْوُ قَلْبِهِ | |
|
| رَعى اللهُ مَنْ هَامَ الْفُؤَادُ بِحُبِّهِ |
|
وَإنْ خَانَ عَهْدِي وَاسْتَمَرَّ عَلىَ غَدْرِي
|
لَئِنْ كَانَ مَنْ أَهْوَاهُ فِي الْحُبِّ يَرْتَضِي | |
|
| بِقَتْلي فإنِّي قَدْ رَضِيتُ بِمَا رَضِي |
|
فَلاَ تَجْزَعِ يَا نَفْسُ قَدْ كَانَ مَا مَضِى | |
|
| رَجَائِي بِأَنْ أَحْظى بِهِ قَبْلَ يَنْقَضِي |
|
زَمَانِي وَيَفْنى الْعُمْرُ بِالصَّدِّ وَالْهَجْرِ
|
أُقَضِّي زَمَاني حَسْرَةً وَكَآبَةً | |
|
| وَأَكْتُمُ وَجْدِي وَالْغَرامَ مَهَابَةً |
|
وَدَمْعِي مِنَ الأَشواقِ يَحْكِي سَحَابَةً | |
|
| رضِيتُ بِقَتْلي فِي هَوَاهُ صَبَابةً |
|
وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْضَ فِي الْحُبِّ مِنْ عُذْرِ
|
كَتَمْتُ الْهَوى خَوْفاً وَصَوْناَ لِسِرِّهِ | |
|
| وَكَلَّفْتُ قَلْبي أَنْ يَقُومَ بِصَبْرِهِ |
|
فَزَادَ بِعَاداً وَاسْتَطَالَ بِغَدْرِهِ | |
|
| رَثى إلى عَذُولي مِنْ نُحُولي بِهَجْرِهِ |
|
وَقَدْ سَرَّ حُسَّادِي وَقَدْ خَانَني صَبْري
|
مُحِبٌّ بَكَتْ عُوَّادُهُ مِنْ أَنِبنِهِ | |
|
| وَرَقَّ لَهُ حُسَّادُهُ مِنْ حَنِينِهِ |
|
بِحُبِّ حبيبٍ قَدْ زَهَا فِي فُنُونِهِ | |
|
| رَشَا كُلَّمَا عَايَنْتُ نُورَ جَبِينِهِ |
|
عُنِيتُ بِهِ عَنْ طَلْعَةِ الشَّمْسِ وَالْبَدْرِ
|
سَهْرْتُ وَغَيْرِي فِي دُجى اللَّيْلِ نَائِمُ | |
|
| مُهَنَّى وَقَلْبي بِالصَّبَابَةِ هَائِمُ |
|
جَفَاني حَبِيبي وَهْوَ بِالْحَالِ عَالِمُ | |
|
| رَبَا فِي رُبَا قَلْبي وَمَرْعَاهُ دَائِمُ |
|
مُقِيمٌ بِأَحْشَائِي إلَى آخِرِ الدَّهْرِ
|
سَريعُ الْجَفَا وَالْوَصْلُ مِنْهُ عَلى مَهَلْ | |
|
| بِهِ طِيبُ نَوْمِي عَنْ جُفُوني قَدِ انْعَزَلْ |
|
حَبِيبٌ يَبِيتُ الْقَلْبُ مِنْهُ عَلى وَجَلْ | |
|
| رَعَيْتُ لَهُ الْعَهْدَ الْقَدِيمَ وَلَمْ أَزَلْ |
|
عَلَى ودّه مَا دمت أو ينقضي وهدي
|
حَلِيفُ سِقَامِ لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ | |
|
| فِراقُ حَبِيبٍ لَمْ يَرِقَّ لِمَا بِهِ |
|
بَكَتْهُ أَعَادِيهِ لِعُظْمِ مُصَابِهِ | |
|
| رَغِبْتُ بِأَنِّي قَدْ وَقَفْتُ بِبَابِهِ |
|
ذَلِيلاً عَسَى بِالذُّلِّ يَجْبُرُ لي كَسْري
|
تُرى غُمَّةَ الْهِجْرَانِ بِالْوَصْلِ تَنْجَلي | |
|
| وَيَبْرَا بِهِ قَلْبُ الْمُحِبِّ الْمُعَلَّلِ |
|
رَشِيقٌ رَمى سَهْماً فَلَمْ يُخْطِ مَقْتَلي | |
|
| رَفَعْتُ إلَيْهِ قِصَّتي كَيْ يَرِقَّ لي |
|
وَيَرْحَمَ حَالي أو يَجُودَ عَلى فَقْرِي
|
فُنتِنْتُ بِفَتَّانٍ سَبَاني بِسِحْرِهِ | |
|
| سَقى الصَّبْرَ صِرْفاً لي بِكاسَاتِ خَمْرِهِ |
|
يَمِيلُ كَنَشْوَانٍ يَتِيهُ بِسُكْرِهِ | |
|
| رَمَاني بِسَهْمِ الْبُعْدِ مِنْ قَوْسِ هَجْرِهِ |
|
وَصَيَّرني أَرْعَى النُّجُومَ إلَى الْفَجْرِ
|
رَمى بِلِحَاظٍ مِنْهُ تُصْمِي الجَآذِرَا | |
|
| عَلى مُهْجَتي مَا زَالَ بِالْهَجْرِ آمرَا |
|
وَلَمَّا رَأيْتُ الْغَيَّ للِرُّشْدِ زَاجِرَا | |
|
| رَجَعْتُ بِعَزْمِي عَنْ هَوَاهُ مُبَادِرَا |
|
لِمَدْحِ نَبيِّ مَدْحُهُ جَاءَ فِي الذِّكْرِ
|
لَهُ أُمَّةٌ يَوْمَ الْحِسَابِ رُجُوعُهُمْ | |
|
| إلَيْهِ لِيَحْظى بِالجِنَانِ جَمِيعُهُمْ |
|
لَهُمُ أَمَلُ فِي حُبِّهِ لاَ يُضِيعُهُمْ | |
|
| رَؤُفٌ رَحِيمٌ بِالْعُصَاةِ شَفِيعُهُمْ |
|
وَقَدْ غَرِقُوا فِي أَبْحُرِ الذَّنْبِ والوزر
|
هُوَ الْجَوْهَرُ الشَّفَّافُ يَدْرِيه مَنْ نَقَدْ | |
|
| وَلَوْلاَهُ فِي سِلْكِ النُّبُوَّةِ مَا انْعَقَدْ |
|
تَعَوَّذَ بِالموْلى مِنَ النَّفْثِ فِي الْعُقَدْ | |
|
| رقَى مَوْضِعاً لَمْ يَرْقَهُ أَحَدٌ وَقَدْ |
|
تَعَاظَمَ قَدْراً بِالرِّيَاسَةِ وَالنَّصْرِ
|
بِهِ الدِّينُ أضْحى فِي عُلاً بِرِعَتِهِ | |
|
| وَقَدَّ بِسَيْفِ النَّصْرِ هَامَ عِدَاتِهِ |
|
يَفُوقُ الْوَرى فِي شَخْصِهِ وَصِفَاتِهِ | |
|
| رَكَائِبُهُ مَنْصُورَةٌ بِحُمَاتِهِ |
|
يَصُولُ عَلىَ الأَعْدَاءِ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْرِ
|
لأعْدَائِهِ كَأْسَ الْمَنُونِ يُجَرِّعُ | |
|
| وَأبْطَالَهُمْ بِالْحَقِّ قَهْراً يُصَرِّعُ |
|
وَصُولٌ أَمِينُ لِلأُصُولِ مُفَرِّعُ | |
|
| رَسُولٌ إلى كُلِّ الأَنَامِ مُشَرِّعُ |
|
جَلاَ ظُلْمَةَ الأَشْكَالِ بِالنَّهْي وَالأَمْرِ
|
بِهِ قَدْ أَمِنَّا كُلَّ خَوْفٍ وَذِلَّةٍ | |
|
| شَرِيفٌ عَفِيفٌ لاَ يُشَانُ بِزَلَّةٍ |
|
مَوَارِدُهُ تُشْفى بِهَا كُلُّ عِلَّةٍ | |
|
| رُفِعْنَا بِهِ قَدْراً عَلى كُلِّ مِلَّةٍ |
|
لَهُ عُصْبَةٌ شُمُّ الأُنُوفِ بِلاَ نُكْرِ
|
تَرَاهُمْ جَمِيعاً جَاوَزُوا الْبِيدَ وَالْفَلاَ | |
|
| لِمَنْ قَدْرُهُ فَوْقَ السَّمواتِ قَدْ عَلاَ |
|
وَكُلٌّ لَهُ قَلْبٌ مِنْ الشَّوْقِ مَا سَلاَ | |
|
| رِجَالُ بِهِ حَازُوا الْمَفَاخِرَ وَالْعُلاَ |
|
وَنَالُوا رِضَا الرَّحمنِ بالْحَمْدِ وَالْشُّكْرِ
|
حَبِيبٌ عَلَى مَوْلاَهُ وَابْنُ خَلِيلِهِ | |
|
| لَهُ أُمَّةٌ نَالُوا الْهُدى بِدَلِيلِهِ |
|
هُمُ الْقَوْمُ لَمَّا اسْتَشْفَعُوا بِرَسُوِلِهِ | |
|
| رَضَا اللهِ رامُوا سَعْيُهُمْ فِي سَبيلِهِ |
|
بِأنْفُسِهِمْ وَالْمَالِ فِي السِّرِّ وَالجَهْرْ
|
مَنَازِلُ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْهُمْ دَوَارِسُ | |
|
| وَلَيْسَ بِهَا بَعْدَ الأَنِيسِ مُؤَانِسُ |
|
لَقَدْ فَتَكَتْ فِيهِمْ لُيُوثٌ عَوَابِسُ | |
|
| رُعَاةٌ يُرَاعُونَ الذِّمَامَ فَوَارِسُ |
|
حُمَاةٌ لِدِينِ اللهِ بِالْبِيضِ وَالسُّمْرِ
|
لَقَدْ ظَفِرُوا مِنْهُمْ بِنَيْلِ مُرَادِهِمْ | |
|
| وَقَدْ مُكِّنُوا مِنْ مَاِلِهمْ وَبِلاَدِهِمْ |
|
هَنِيئاً لَهُمْ قَدْ أَخْلَصُوا فِي جِهَادِهِمْ | |
|
| رَجَاءِ بِهِمْ أَنْ يُرْزَقُوا فِي مَعَادِهِمْ |
|
جِوَارَ نَبيَّ خَصَّهُ اللهُ بِالذِّكْرِ
|