ضَنًى بِفُؤَادِي زَادَ مِنْ فَيْضِ عَبْرَتي | |
|
| وَيَا عَجَباً لَمْ يُطْفِ نِيرَانَ علَّتي |
|
وَلَمَّا تَوَلَّتْ عِيسُهُمْ وَاسْتَقَلَّتِ | |
|
| ضُنِيْتُ لِبُعْدِي عَنْ دِيَارِ أَحِبَّتي |
|
وَطَرْفُ رَجَائِي لاَ يَغَضُّ وَلاَ يُغْضِي
|
رَكَائِبُهُمْ بَيْنَ الْغُوَيْرِ وَلَعْلَعِ | |
|
| تَسِبرُ وَنِيرَانُ الأَسى بَيْنَ أَضْلُعِي |
|
أُسَائِلُ عَنْهُمْ كُلَّ نَادٍ وَمَرْبَعِ | |
|
| ضُحًى رَحَلُوا وَالشَّوْقُ بَاقٍ وَأَدْمُعِي |
|
تَفِيضُ وَجَفْني يَشْتَكِي عَدَمَ الْغَمْضِ
|
تَمَنَّيْتُ لَوْ مَنُّوا عَلَيَّ بِرَجْعَةٍ | |
|
| لعَلَّ جُفُوني أنْ تَلَذَّ بِهَجْعَةٍ |
|
أَيَا أُخْتَ يَعْدٍ سَاعِدِيني بِدَمْعَةٍ | |
|
| ضُلُوعِي انْطَوَتْ مِنِّي عَلىَ حَرِّ لَوْعَةٍ |
|
بِحُبِّ غَزَالٍ قَدْ تَمَادى عَلىَ بُغْضِي
|
بَكَيْتُ دَماً لَمَّ فنى مَاءُ مُقْلَتي | |
|
| وَزَادَ اشْتِيَاقي بَعْدَ فَقْدِ أَحِبَّتي |
|
أيَا عَاذِلي بِاللهِ دَعْني بِحَسْرَتي | |
|
| ضَمِيري بِأنْ أسلو هواه وسلوتي |
|
تَجُوبُ فِجَاجَ الأَرْضِ بِالطُّولِ وَالْعَرْضِ
|
بِقَلْبي رَشِيقٌ يُشْبِهُ الْبَدْرَ قَدْ نَشَا | |
|
| يُحَاكِي قَضِيبَ الْخَيْزَرَانِ إذَ مَشى |
|
سَقَاني الْهَوى صِرْفاً فَزِدْتُ تَعَطُّشَا | |
|
| ضِيَا وَهْيَ فِي الأجْفَانِ قَدْ قَدَّتِ الَحَشا |
|
فَبَعْضِي بِهِ يَشْكُو إلى بَعْضِهَا بَعْضِ
|
وإذَا مَا حَدَا الْحَادِي وَسَارَتْ أحِبَّتي | |
|
| يُعَاوِدُني شَوْقي إلَيْهِمْ وَزَفْرَتي |
|
وَمُذْ رَحَلُوا لَمْ يَهْنَ لي طِيْبُ رَقْدَتي | |
|
| ضَجِيعِي غَرَامٌ لاَ يَزَالُ وَحَسْرَتي |
|
تُجَدِّدُ لي وَجْداً وَعُمْرِي بِهَا يَمْضي
|
وَحُرْمَةٍ ذَاكَ الْوَصْلِ مَا خُنْتُ عَهْدَهُمْ | |
|
| وَمُذْ هَجَرُوني مَا تَنَاسَيْتُ وُدَّهُمْ |
|
وَقَدْ خَلَّفُولي الْجِسْمَ وَالْقَلْبَ عِنْدَهُمْ | |
|
| ضُرِبْتُ بِسَيْفِ الْهَجْرِ فَازْدَدْتُ بَعْدَهُمْ |
|
نَدَامَةَ مَنْ أَدْمَى يَدَيْهِ مِنَ الْعَضَّ
|
كَلِفْتُ بِمَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ قَاتِلي | |
|
| بِأسْهُمِ لَحْظٍ قَدْ أَصَابَتْ مَقَاتِلي |
|
فَيَا أَسَفَى مَا فُزْتُ مِنْهُ بِطَائِلِ | |
|
| ضَجِرْتُ بِمَا قَدْ نَالَني مِنْ عَوَاذِلي |
|
فَبُدِّلَ فَوْدِي مِنْ سَوَادٍ لِمُبْيَضِّ
|
أَحِبَّةُ قَلْبي مَا وَفَوْا لي بِعَهْدِهِمْ | |
|
| وَمَا رَحِمُوا فِي الْحُبِّ ذِلَّةَ عَبْدِهِمْ |
|
لَقَدْ ذَابَ جِسْمِي مِنْ نُحُولي بِصَدِّهِمْ | |
|
| ضِرَامُ لَهِبٍ فِي الْفُؤَادِ لِبُعْدِهِمْ |
|
وَقَدْ ضَاقَ بي بِالصَّبِّ مُتَّسعُ الأَرْضِ
|
وَبي أغْيَدٌ رُوِحي لَهُ قَدْ وَهَبْتُهَا | |
|
| تَعَوَّضْتُ عَنْهَا فُرْقَةً مَا حَسِبْتُهَا |
|
وَمَا زِلْتُ أنْهَى النَّفْسَ حَتى زَجَرْتُهَا | |
|
| ضَمَمْتُ يَدِي عَنْ حُبِّهِ وَمَدَدْتُهَا |
|
إلىَ نَحْوِ مَنْ حُبيِّ لَهُ غَايَةُ الْفَرْضِ
|
نَبيًّ تُرَى الأنْوَارُ مِنْ حَوْلِ تُرْبِهِ | |
|
| مَوَاهِبُهُ مِثْلُ السَّحَابِ وَسَكْبِهِ |
|
أمِنَّا بِهِ مِنْ جَوْرِ دَهْرٍ وَخَطْبِهِ | |
|
| صَفَا ظِلُّهُ حَتى بَلَغْنَا بِحٌبِّهِ |
|
مَفَازَ غَدٍ فِي مَوْقِفِ الْحَشْرِ وَالْعَرْضِ
|
قِفُوا نَسْئَلُوا الْمَوْلَى الْكَرِيمَ بِعَفْوِهِ | |
|
| يَجُودُ عَلى ذَنْبِ الْمُسِيءِ بِمَحْوِهِ |
|
لِنَخْرُجَ مِنْ غَيْمِ الضَّلاَلِ لِصَحْوِهِ | |
|
| ضَرَبْنَا بُطُونَ الْيَعْمُلاَتِ لِنَحْوِهِ |
|
وَلَوْلاَهُ لَمْ تَذْكُرْ سَبِيلاً إلَى النَّهْضِ
|
لآِيَاتِهِ الرَّايَاتُ بِالْخَيْرِ تُعْقَدُ | |
|
| وَعَنْ فَضْلِهِ كُلُّ الأَحَادِيثِ تُسْنَدُ |
|
وَلاَ خَوْفَ يُخْشى وَالشَّفِيعُ مُحَمَّدُ | |
|
| ضَحُوكٌ وَنَارُ الْحَرْبِ تُذْكى وَتُخْمَدُ |
|
صَبُورٌ وَخَيْلُ الْغَيِّ تَنْهَضُ بِالرَّكْضِ
|
هَنِيئاً لأقْوَامِ سَبَا هُمْ بِنَظْرَةٍ | |
|
| وَزَوَّرَهُمْ مِنْ بَعْدِ حَجِّ وَعُمْرَةٍ |
|
أَقُولُ وَقَدْ هَمَّ الْحَجِيجُ بِسَفْرَةٍ | |
|
| ضَعُوا كُلَّ ذَنْبِ إنْ وَصَلْتُمْ لِحُجْرَة |
|
حَوَتْ خَيْرَ خَلْقِ اللهِ بِالشَّرَفِ الْمَحْضِ
|
لَهُ رُتْبَةٌ تَسْمُو لِرِفْعَةِ قَدْرِهِ | |
|
| وَأَخْلاَقُهُ تُنْبِيكَ عَنْ شَرْحِ صَدْرِهِ |
|
نَبيٌّ يَرَى الْمَخْفِيَّ مِنْ غَيْبِ سِرِّهِ | |
|
| ضَمِينٌ لِمَنْ وَافى زِيَارَةَ قَبْرِهِ |
|
وَأوْفى عُهُوداً لاَ تُغَيَّرُ بِالنَّقْضِ
|
مِنَ اللهِ مَحْروسُ الْجَنَابِ بِعِصْمَةٍ | |
|
| وَأَفْضَلُ مَرْسُولٍ إلَى خَيْرِ أُمَّة |
|
لَقَدْ خَصَّهُ الْمَولَى بِإتْمَامِ نِعْمَةٍ | |
|
| ضَحَا نُورُ إشْرَاقٍ جَلاَ كُلَّ ظُلْمَةٍ |
|
وَلاَ قَدْحَ فِي قَوْلٍ وَلاَ ثَلْمَ فِي عِرْضِ
|
هُوَ الْبَدْرُ يَزْهُو فِي بُرُوجِ سُعُودِهِ | |
|
| وَإنْ قُلْتَ شَمْسٌ فَهْيَ دُونَ صُعُودِهِ |
|
رَحِيبٌ فَنَاهُ مَا خَلاَ مِنْ وُفُودِهِ | |
|
| ضِعَافَ مَسَاكِينٍ حَبَاهُمْ بِجُودِهِ |
|
لَطِيفٌ بِهِمْ فِي حَاَلةِ الْبَسْطِ وَالْقَبْضِ
|
لَهُ مُعْجِزَاتٌ بَعْضُهَا لَمْ تُعَدَّدِ | |
|
| وَمِنْ جُمْلَةِ الآيَاتِ شَاهُ آمِّ مَعْبَدِ |
|
أقْولُ وَقَوْلي فِيهِ نُصْحٌ لِمُهْتَدِي | |
|
| ضَلاَلٌ لِمَنْ لاَ يَهْتَدِي بِمُحَمَّدِ |
|
وَذُلٌ وَخِزْيٌ إنْ يَعِشَ وَإنْ يَقْضِي
|
صَبَاحُ مُحَيَّاهُ بَدَا تَحْتَ حُجْبِهِ | |
|
| وَكَمْ قَدْ هُدِينَا مِنْ ضَلاَلٍ بِصَحْبِهِ |
|
وَأَنْقَذَنَا مِنْ كُلِّ غَيِّ بِنُصْحِهِ | |
|
| ضَعُفْتُ فَمَا اسْطَعْتُ الْقِيَامَ بِمَدْحِهِ |
|
وَلكِنَّنِي أرْجُو أُعَانَ عَلىَ الْبَعْضِ
|
تَجَلى لَهُ الْمَولى فَفَازَ بِأُنْسِهِ | |
|
| وَقَدْ أشرَقَتْ بِالسَّعْدِ أنْوَارُ شَمْسِهِ |
|
فَتَاهَ دَلاَلاً فِي حَظِيرَةٍ قُدْسِهِ | |
|
| ضَمِينٌ كَفِيلٌ لِلْعِبَادِ بنَفْسِهِ |
|
يُبَشِّرُهُمْ أنَّ الإلهَ لَهُمْ مُرْضِي
|