عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > عبد الرحمن البهلول > صبراً لحكم قضاءٍ في الأنامِ جَرى

غير مصنف

مشاهدة
810

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صبراً لحكم قضاءٍ في الأنامِ جَرى

صبراً لحكم قضاءٍ في الأنامِ جَرى
به دمُ الخلقِ مِن وشكِ الصِدامِ جَرى
لا يكشِفُ السوءَ إلاّاللهُ فهو على
كُلِّ العبادِ رَقيبٌ جَلَّ مُقتدرا
مولى نواصي جميعِ الخلقِ في يدهِ
إليه كلٌّ غدا بالعَجزِ مُفتَقِرا
ما من سُكونٍ وتحريكٍ يكونُ بنا
إلاّ بأمرِ حكيمٍ أبدَعَ الصُوَرا
لنا جَرَت في دمشقَ الشام كائنةٌ
لرّشبنا قد شَكَونا هَولَها الخَطِرا
طالت علينا بخوفٍ ليسَ نعهدُهُ
مِن قبلُ يوماً فصِرنا نأخذُ الحَذَرا
نهارُنا فيه أسبابٌ معطّلَةٌ
وليُنا في صياحٍ يَصدعُ الحجرا
ما ليلة تَنقَضي إلاّ ونَقطَعُها
هَماً بأفكارِ حُزنٍ تقتضي السهرا
واذكر خوارقَ ظُلمٍ لا يُقاسُ به
ظُلمٌ إِذِ الأمرُ من مُرِّ البلاءِ مَرا
والناسُ أضحوا سُكارى حائرين ولا
يدرون ما يفعلُ الباري بهم قَدَرا
كأنّهم سِربُ أغنامٍ بمجزرةٍ
لمَورِدِ الذّبحِ كُلٌّ بات مُنتَظِرا
منهم من اختارَ مأوىً غير مَسكَنِهِ
والبعضُ سافَرَ والبعضُ اختفى حَذَرا
من خوفِ ذي سطوةٍ فيه الغرورُ لقد
أغراه في الناس ظُلماً فاحشاً بَطِرا
بأخذ مالٍ بلا حَقٍّ وأعظمُه
ختمُ البيوتِ بضيقٍ يوجبُ الضجرا
لقد تعدّى حُدودَ الله لا جرم
أخذُ الجرايم جرمٌ جرمُه كبرا
وقد تجرّى بتحرير المدارسِ عن
عَمدٍ أذى الناس ممن غاب أو حَضَرا
وفي تخفّيهِ قد أدّى النفوسَ إِلى
حبسِ الطبيعةِ حتى قاستِ الفِكرا
تسعيرُه أوجبَ التضييق في بلدٍ
بها غدا وابلُ الخيرات مُنهَمِرا
والجهلُ في أخذِ عُشرِ المالِ مالَ به
عن الهُدى فرمى الشرع الشريفَ ورا
شعائرُ الدينِ في أيّامه انخرمت
جوراً وكم دَرسُ علمٍ خِيفةً هُجِرا
تعطّلت جمعةُ الإِسلام وامتنعوا
من الحضورِ لها إذ خوفُهم كثُرا
حتى المساجد من أهلِ الصلاةِ خَلَت
من الجماعةِ إلاّ بعض ما ندرا
في منعِ مَولدِ خيرِ الكائنات قضى
فوق المناراتِ إعلاناً وما ادّكرا
أشعار في حلَقِ الأذكر تُمنع من
مساجد الله فانظر فعله أشرا
في الجامع الأموي وِرد الجماعةِ من
محاسنِ الشام في إِبطالهِ أمرا
والمنعُ منه إلى تهليلةٍ شرفت
في حضرةٍ للنبي يحيى الحصورِ سرى
قد حَرّم اللهُ قتلَ النفس وهوله
مِن غيرِ حقٍ لدى سفكِ الدما شُهرا
لأجلِ إيهامِ خَلقِ اللهِ مثّل في
ناسٍ بأبشعِ قَتلٍ إذ بهم ظَفَرا
في آلةٍ شبه مِزراقٍ وتُعرف بال
خازوقِ في الجوفِ لن تُبقي ولن تذرا
يُدَقُّ مِن أسفل حتى ينفذ مِن
أعلا ويُرفَع مصلوباً بحيثُ يُرا
يقضي بإبقائه حَولاً وإن أحدٌ
فيه تشفّعَ لم يَقبل له عُذُرا
في سفحِ قاسيون هذا الفعل منه بدا
تجاه دِحيَةَفي صَحبِ النبي اشتهرا
وكم بدت منه أنواعٌ مُعَدَّدةٌ
من القبايح شتّى غير ما ذُكِرا
فليتَه يكتفي في ألفٍ واحدةٍ
بل اجترى وافترى بَغياً وما فترا
يا ويلَ مَن لم يَخَف نقضَ العزايم من
جناب مقتدرٍ كم طاغياً قهرا
لكن إِله الورى جازاه منتقما
منه بأفعاله لمّا به مَكَرا
وحلَّ ما حَلَّ من سوءٍ الدمار به
عقوبةٌ فاغتدى بالذِّل مُحتَقَرا
قد فرَّ منذعرا من خوف مصرعه
من خوف مصرعه قد فرّ منذعرا
هَيهاتَ لا تحسبنَّ الله خالقَنا
بغافلٍ عن ظلومٍ بالورى سخرا
حتى إِذا جاءَ أمرُ الله فاجأه
ما لم يكن في حساب منه قد خطرا
وسوف يقتصُّ منه ذو الجلال بما
جنى على الخلق يوماً يحشر البشرا
سيجمعُ الله ما بينَ الخصومِ غداً
ويدفعُ المجرمَ الجاني إِلى سَقَرا
ولا تَسَل عن أمورٍ صعبةٍ وقَعَت
يشيبُ من هَولهنَّ الطفل لو بصرا
تجمّعت فرقةٌ من نحو حاكمهم
هم أصلُ إِيقادِ حَربٍ حَرُّه استعرا
همّوا بأن يكبسوا ليلاً فوارسَنا
هم أهل قبلتنا بل هُم أسودُ شرى
جمٌ غفيرٌ لهم أردَت ثمانية
من أهل ميدانِ حَربٍ يالهم نفرا
إِذ للعدوِّ مخاليب الوغا نشبوا
فغادروهم نفوراً كالقطَا ذُعُرا
تفرّقوا هَرَباً أيدي سبا ونبا
سيفُ العزيمة منهم والحجا سكرا
آبوا بخيبةِ آمالٍ بحيثُ رأوا
عقوبةَ البَغي يا تَعساً لمن خسرا
لهم تَلَت من أهالي الغرب شرذمةٌ
حمقى بآلةِ شرٍّ تقدحُ الشّرَرا
صالوا علينا بسيف البغي وانتهكوا
بجورهم حرمات الله في الفُقَرَا
طَغَوا بسفكِ دماءِ المسلمين أسىً
ونَهبِ أموالِهم تبّاً لمن فجرا
راموا أموراً بإفسادٍ فما شعروا
إلاّ وفيهم أسودٌ أحدقوا زُمَرا
صاحوا عليهم وجازوهم بما فَعَلوا
وبالقنا مَحَقُوا مَن عُمرُه قَصُرا
في الحالِ وَلّوا خزايا هاربين لهم
مأوى الدجاج غدا كِنّاً فلا عُمِرا
والبعضُ حاصرَ منهم وسط زاويةٍ
لحضرةِ الشيخِ مسعودٍ بها انحصرا
فلم يكن راضياً عنهم فَطَرَّدَهم
وبافتضاحٍ غَدَت أحوالهم عِبَرا
دارت عليهم من القهَّارِ دائرة
السوءِ المدمّر حَقّاً كُلَّ مَن غَدَرا
تحرَّكت كملاً كلِّ العباد ومِن
أقصى البلادِ أتوا والحقُّ قد جبرا
قاموا على حُكم قلبٍ واحدٍ ولهم
فَرطُ ابتهالٍ لِمَن للعالمين بَرَا
فامتنّ سبحانه وهو الكريم على
أهل الشآم بإسعافٍ له قُدرا
وغارة الله وافَت بالعناية من
جنابِه الحقِّ حقاً ليس فيه مِرا
لا شكّ ذا فَرَجٌ من ذي الإرادة إِذ
على الجبابرةِ الجبّارُ قد قدرا
لِله درُّ رجالِ الشام حيثُ لها
حَموا جميعاً وكلٌّ منهم ابتدرا
لنُصرَة الحقِّ قد قاموا بأسرهم
وربهم باليدِ العُليا لهم نصرا
عساكر الشام في صِدقِ الوفا اتحدوا
من الوِجاقين قوم عِرضهم طُهرا
صانوا الحريمَ مع الأطفال واحتبسوا
على الغريم بربٍ للورى فَطَرا
حيث استقلّوا بميدان الوغى كُمُلا
من كلِّ قِرمٍ يفوق الليث لو زأَرا
فالله بالمددِ العلويِّ يكلؤهم
من كلِّ سوء ويحمي عزَّهم دَهَرا
ولم تزل جلّق الفيحاء عامرة
بكل ذي همّة عليا إذ اختبرا
همُ الكرامُ لهم في كُلّ حادثةٍ
غوث الصريخ وبذلٌ وافرٌ وقِرى
جزاهمُ الله خيراً عن جميع بني
دمشق والأجر عند الله لن يَترا
وكيف لا ودِمشقُ الشام موطنهم
مدينةُ الفضل مولانا لها اعتبرا
بقوله أنا ربّ الشام إِن يدي
عليكِ يا شام أكفي أهلَكِ الضَّررا
والشامُ منشأُ كُلِّ الأنبياء إذا
حقَّقتَ في صِدقِ نصٍّ جاءنا خبرا
أرضٌ مقدّسةٌ بالأمر تحرسُها
أقطابُ عَزمٍ وسادات بها حُضرا
فيها ملائكةُ الرحمن باسطةٌ
للحفظ أجنحة قد كُللَت دُرَرا
وكم حديث أتى في فَضلٍ بلدتنا
دمشق مع أهلها بل كم رووا أثرا
وكم بها من صحابيٍّ تشرّف مع
جناب خير الورى طه الرفيع ذُرا
فاضت صلاةٌ وتسليمٌ عليه معاً
وآله الغُرّ مع أصحابه الكبرا
بجاهه نرتجي من فَضل خالقنا
حسن التمام إِلى خيرٍ بما صَدَرا
واللطف فيما اعترانا من نوائب لا
تُحصى بها كلّ قلبٍ باتَ مُنفَطِرا
لكن دَهتنا بهذا العام حادثةٌ
عمّت ولا فتنة التيمور إذ ظهرا
لولا المهيمن بالألطاف دارَكنا
فيها لكُنّا إذاً هَلكَى بها خطرا
يا فتنةً ما رأى الرائي نظائرها
في بلدةٍ حيث في تاريخها نظرا
عبد الرحمن البهلول
بواسطة: JUST ME
التعديل بواسطة: JUST ME
الإضافة: الأربعاء 2012/09/26 11:03:59 مساءً
التعديل: الأربعاء 2012/09/26 11:06:05 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com