قف بِدار الحَبيب نَبكي الطلولا |
قَد ركضنا بالأَمس فيها خيولا |
هذه الدار ما بها من أَنيس |
جرت الرامِسات فيها ذيولا |
أَينَ تلك القباب منها اللَواتي |
عهدت للنفوس فيها ظلا ظَليلا |
أَينَ أَربابها لَدى الزمن الغض |
ومن كان بالشؤون كَفيلا |
صبحتها الصروف ثكلى كأن لم |
تغن بالأمس وَالعَزيز ذليلا |
قم وَليد الكرام كاسيك نجم |
ليلة السعد فاسقنا السَلسَبيلا |
در كؤوس المدام ما دمت حيا |
إن بعد المَمات نوما طَويلا |
هات إن الصباح باح بسر |
صل بليل من النَهار مقيلا |
صانك اللَه فاِنتهز فرصة العمر |
من الدهر واِصطَبح مَشمولا |
علل الجسم لا انفطام لصب |
عود اللَيل قلبه التَعليلا |
لا يَزال الكَريم إن جن لَيل |
يَبتَغي من رضابها التَقبيلا |
لَو رأيت اصطباحها يوم وصل |
وَالقَوارير تنعش المثمولا |
وَمزاج النفوس مسك إِذا ما |
قبل الخل في السياط خَليلا |
يا لَها مِن صهيبة ألفت بين |
قلوب الكِرام جيلا فَجيلا |
قل لأهل الغَرام إنا سنلقي |
للقلوب الرقاق قولا ثَقيلا |
من يَشأ يقطف الأزاهير |
فالروضة أَضحى غَضيضها مطلولا |
إن لي آية وَفي القوم ريب |
تَرَكوني بجهلهم مجهولا |
ما لأهل الزَمان صموا عَن القول |
فهلا تأملوا المثقولا |
أبأهل الزَمان في السمع وقر |
أَم غَدا الطرف بالرَدى مكحولا |
لا أَرى الناس فيه إِلّا كالأَنعام |
وَلكنهم أَضل سَبيلا |
سلم الأمر للمهيمن قَلبي |
واتخذ للهموم صبرا جَميلا |
واعتزل ما استطعت من كل إنس |
واجعل اللَه إن ظلمت كَفيلا |
واعتصم بالنَبي إن كادَت الأَرض |
من المكر وَالسما أن تَزولا |
كَم أَضل الإله قوما وَلا يظلم |
في الحكم من أَضل فَتيلا |
فمن الغي وَالهَوى كل زيغ |
ومن الجحد تعرف المخبولا |
إن للمرجفين إن زخرفوا القول |
من الإفك في الكلام فضولا |
كل ما قاله الإنسان بليل |
كان عنه الفَتى غَدا مَسؤولا |
يوم تبلى النفوس وَاللَه يَقضي |
وَتَكون السما كَثيبا مهيلا |
وَتخر الجبال للأرض هدا |
إِذ تَرى الأمر يَقتَضي التَبديلا |
أَولا يَعلَمون أَنَّ الَّذي يعلم |
سر القلوب كان وَكيلا |
حسبك اللَه إن طَغى القوم قَلبي |
عَن فَساد العدو أَقوى دَليلا |
قل لمن يدعي الكَمال بنقص |
وَيَرى ما ادعاه فعلا جَميلا |
أَو لَم تعلم أَن أَصلك من ماء |
مهين فكنت خصما عذولا |
فاِستَقم أَيُّها المصلي بقول |
اللَه فَما به تَقول أَقوم قيلا |
إن مكر الإِلَه أَكبر شيء |
يتقي بأسه الفَتى تَنكيلا |
رب إني ظلمت نَفسي وَنَفسي |
ظلمتني فصيرتني ذَليلا |
ها أَنا قد سمعت قولك في التَن |
زيلِ لا تقنطوا أرجي القبولا |
قولك الحق لست تخلف وعدا |
ولك الملك لا تزال مقيلا |
قلت في الذكر رحمَتي وَسعت |
كل عبادي فكان ظني جَميلا |
ومن الحلم منك وَاللطف بالإن |
سانِ منه له بعثت رسولا |
فاِستَقامَت من الوَرى أَصفياء |
إِذ تجلى وَأَنتَ كنت المنيلا |
فبحق الرَسول رب وحق |
اسمك يا ذا الجلال فاشف الغَليلا |
أَمن الروع لا تزال كَريما |
وَأَنا الغمر لا أزال بَخيلا |
قَد علمت الخَفي في الصدر مني |
وَمن الكل تعلم التَفصيلا |
فَأَنا العاجِز المسيء جهلت |
الفضل وَالفضل لَم يكن مَجهولا |
إن أَخذت المسيء فالأخذ عدل |
منك الكَريم يهدي السَبيلا |
رب بالمصطفى عذتك والآل أقل |
عثرتي وكن لي دَليلا |
أَحمد المجتَبي وَسيلتنا العظمى |
من إليك الَّذي اتخذت خَليلا |
وَعليه الصلاة في كل يوم |
ألف ألف تبلغ المأمولا |
وَسلام من السَلام زَكي |
طيب النشر بكرة وَأَصيلا |