ريعَت لِمَنشورٍ عَلى مَفرِقِهِ | |
|
| ذَمَّ لَها عَهدَ الصِباحين اِنتَسَب |
|
أَهدامُ شَيبٍ جُدُدٌ في رَأسِهِ | |
|
| مَكروهَةُ الجِدَّةِ أَنضاءُ العُقُب |
|
أَشرَقنَ في أَسوَدَ أَزرينَ بِهِ | |
|
| كانَ دُجاهُ لِهَوى البيضِ سَبَب |
|
وَاعتَقنَ أَيّامَ الغَواني وَالصِبا | |
|
| عَن مَيِّتِ مَطلَبُهُ حُبُّ الأَدَب |
|
لَم يَزدَجِر مُرعَوِياً حينَ اِرعَوى | |
|
| لكِن يَدٌ لَم تَتَّصِل بِمُطَّلَب |
|
لَم أَرَ كَالشَيبِ وَقاراً يُجتَوى | |
|
| وَكَالشَبابِ الغَضِّ ظِلّاً يُستَلَب |
|
فَنازِلٌ لَم يُبتَهَج بِقُربِهِ | |
|
| وَذاهِبٌ أَبقى جَوىً حينَ ذَهَب |
|
كانَ الشَبابُ لِمَّةً أُزهى بِها | |
|
| وَصاحِباً حُرّاً عَزيزاً المُصطَحَب |
|
إِذ أَنا أَجرى سادِراً في غَيِّهِ | |
|
| لا أُعتِبُ الدَهرَ إِذا الدَهرُ عَتِب |
|
أُبعِدُ شَأوَ اللَهوِ في إِجرائِهِ | |
|
| وَأَصِدُ الخَودَ وَراءَ المُحتَجَب |
|
وَأَذعَرُ الرَبرَبَ عَن أَطفالِهِ | |
|
| بِأَعوَجِيٍّ دُلَفي المُنتَسَب |
|
تَحسَبُهُ مِن مَرَحِ العِزِّ بِهِ | |
|
| مُستَنفِراً بِرَوعَةٍ وَمُلتَهَب |
|
وَهُوَ عَلى إِرهافِهِ وَطَيِّهِ | |
|
| يَقصُرُ عَنهُ المُحزَمانِ وَاللُبَب |
|
تَقولُ فيهَ جَنَبٌ إِذا اِنتَحى | |
|
| وَهُوَ كَمَتنِ القِدحِ ما فيهِ جَنَب |
|
يَخطو عَلى عوجٍ تَناهَبنَ الثَرى | |
|
| لَم يَتَواكَل عَن شَظىً وَلا عصَب |
|
تَحسَبُها ثابِتَةً إِذا خَطَت | |
|
| كَأَنَّها واطِئَةٌ عَلى الرُكَب |
|
شَتا وَقاظَ بُرهَتَيهِ عِندَنا | |
|
| لَم يُؤتَ مِن بَرٍّ بِهِ وَلا حَدَب |
|
يُصانُ عَصرَي حَرِّهِ وَقَرِّهِ | |
|
| وَتَقصُرُ الخورُ عَلَيهِ بِالحَلَب |
|
حَتّى إِذا تَمَّت لَهُ أَعضاؤُهُ | |
|
| لَم تَنحَبِس واحِدَةٌ عَلى عَتَب |
|
رُمنا بِهِ الصَيدَ فَرادَينا بِهِ | |
|
| أَوابِدَ الوَحشِ فَأَجدى وَاِكتَسَب |
|
مُحتَدِمَ الجَري يُبارى ظِلَّهُ | |
|
| وَيُعرِقُ الأَحقَبَ في سَوطِ الخبب |
|
إِذا تَظَنَّينا بِهِ صدّقنا | |
|
| وَإِن تَظَنّي نَوتَهُ العيرُ كَذَب |
|
لا يَبلُغُ الجَهدَ بِهِ راكِبُهُ | |
|
| وَيَبلُغُ الريحَ بِهِ حَيثُ طَلَب |
|
ثُمَّ اِنقَضى ذاكَ كَأَن لَم يُعنِهِ | |
|
| وَكُلُّ بُقيا فَإِلى يَومٍ عَطَب |
|
وَخَلفَ الدَهرُ عَلى أَبنائِهِ | |
|
| بِالقَدحِ فيهِم وَاِرتِجاعِ ما وَهَب |
|
فَحَمِّلِ الدَهرَ اِبنَ عيسى قاسِماً | |
|
| يَنهَض بِهِ أَبلَجَ فَرّاجَ الكُرَب |
|
كَرَونَقِ السَيفِ اِنبِلاجاً بِالنّدى | |
|
| وَكَغِرارَيهِ عَلى أَهلِ الرِيَب |
|
ما وَسِنَت عَينٌ رَأَت طَلعَتَهُ | |
|
| فَاِستَيقَظَت بِنَوبَةٍ مِنَ النُوَب |
|
لَولا اِبنُ عيسى القَرمُ كُنّا هُمَلاً | |
|
| لَم يُؤتَثَل مَجدٌ وَلَ يُرعَ حَسَب |
|
وَلَم يُقَم في يَوم بَأسٍ وَنَدىً | |
|
| وَلا تَلاقى سَبَبٌ إِلى سَبَب |
|
تَكادُ تبدي الأَرضُ ما تُضمِرُهُ | |
|
| إِذا تَداعَت خَيلُهُ هَلّا وَهَب |
|
وَيَستَهِلُّ أَمَلاً وَخيفَةً | |
|
| جانِبُها إِذا اِستَهَلَّ أَو قَطَب |
|
وَهوَ وَإِن كانَ اِبنَ فَرعى وائِل | |
|
| فَبِمَساعيهِ تَرَقّى في الحَسَب |
|
وَبِعُلاهُ وَعُلا آبائِهِ | |
|
| تُحوى غَداةَ السَبقِ أَخطارُ القَصَب |
|
يا زَهرَةَ الدُنيا وَيا بابَ النَدى | |
|
| وَيا مُجيرَ الرُعبِ مِن يَومِ الرَهَب |
|
لَولاكَ ما كانَ سَدىً وَلا نَدىً | |
|
| وَلا قُرَيشٌ عُرِفَت وَلا العَرَب |
|
خُذها إِلَيكَ مِن مَلىءٍ بِالثَنا | |
|
| لكِنَّهُ غَيرُ مَليءٍ بِالنَشَب |
|
وأَثوِ في الأَرضِ أَو اِستَفزِز بِها | |
|
| أَنتَ عَلَيها الرَأسُ وَالناسُ الذَنَب |
|