وَأَكبر شيء أَفسدته أَكفهم |
تلمْسان عين الغرب علما وإيمانا |
وَكانَت لهم لما أَرادوا فَسادا |
أَراذل منها كالبطارق أَعوانا |
فَمنهم قرين السوء مفتي بلادهم |
تود العباد الترك كانوا وَلا كانا |
فَقل لابن زاغو للضلال أَيمة |
تدبر لحاك اللَه ما قال مَولانا |
وَلا تركنوا وَالركن منك سجيَّة |
كأَنَّك لَم تسمع من اللَه قرآنا |
فإن أَمير الوقت بالأَمر قائِم |
وَأَنتَ جَليس السوء في زي هامانا |
أَتهدم دار العلم في حانك الَّذي |
تَبيت وَتضحى فيه وَيحك سكرانا |
لئن فعلت بالحان مثلك سوقة |
فَقَد هد منك الظلم للناس أَركانا |
لَقَد كنت جبرا بالمَدينة صالحا |
فَصرت بها أَخا القرامط حَمدانا |
قتلت فحول العلم صَبرا وَلَم تزل |
عَلى عهدك المَعلوم في الزيغ هيمانا |
فأيمت بالفَتوى نساء كَريمة |
وأَيمت بالقول المملك ولدانا |
وَشيدت للإسلام ركنا من الأذى |
فَلا ثمر الرحمن من ذاك بنيانا |
فَما اللَه عَن سفك الدماء بغافل |
وَلا يترك الرحمان حاشاه لعبانا |
رأى شَبيبة التَوحيد كَيفَ تخضبت |
بأسمر كالبلسام ظلما وَعدوانا |
وَرأسا بأيدي الجند كَم بات ساجدا |
وَكم ظل في الكبرى يركب برهانا |
وَعبد العَزيز في القيود كأَنَّه |
إلى النحر يرفع الطرف حيرانا |
ومن معه في ربقة الأسر لم يروا |
حَميدا سوى رمضان ثم وَشعبانا |
فَما قامَ شعبان شعبان لَيلة |
وَلا صامَ في الإسلام رَمضان رَمضانا |
عَلى نهب أَموال اليَتامى تَظاهَروا |
وَكانَت لهم أَعلى المَدينة أَذانا |
فجرد مفتي الجور ثم حسامه |
وَصحح من نذل الضلالة بطلانا |
وَقال اقتلوا فالقتل يردع غيرهم |
وَلا رق ذاكَ القَلب منه وَلا لانا |
إِذا كانَ مفتي السوء يَقضي برأيه |
هناك يَكون الزرع في الأَرض خسرانا |
تَعالوا تروا ضَليلا في زي ناسك |
يَطول من ثوب البطالة أَردانا |
وَقد قد ذاك الثوب من كل موضع |
ومر بأبصار الخَلائق عريانا |
إِذا شيم منه الخير فالبرق كاذب |
وإن صال منه الرعد يهلك بلدانا |
أَيا آل دين اللَه ما لي أَراكم |
نياما وكان الطرف من قبل يقظانا |
فَداركم الزَهراء بالنار أَحرقت |
وَبان جَميل الصبر للزيغ إذ بانا |
أَما تَذكرون الأهل وَالزمن الَّذي |
عهدتم فَذاكَ الوصل قَد صارَ هجرانا |
وَهلا سأَلتم عَن يَتامى تفرقت |
أَيادي سبا أنثى وَذكرانا |
فهب أَنَّهم للجور ضلت عقولهم |
فَلا يترك الجيران في العسر جيرانا |
فقل لابن زاغو رأس كل خَطيئة |
فَلا تحسب الفتك بالأَهل سلوانا |
وَلكنك الدجال للناس فتنة |
تأهب لروح اللَه فالحين قَد حانا |
فإن أَضحكتك الجند بالناس ساعة |
فَلا تغترر فاللَه يَكفيك أَزمانا |