أَودى الغَرامُ بِصَبٍّ قادَهُ وَصَبا | |
|
| أَولاهُ ثوبَ سَقامٍ قَدُّهُ وَصَبا |
|
وافى بِغاراتِهِ صَبري فَما اِنقَلَبَت | |
|
| حَتّى غَدا سَرحُ نَومي عِندَها سَلَبا |
|
سَل رَسمَ دارِ الأُلى شَطّوا فَهَل شَرِقَت | |
|
| بِالرَيِّ مِن عَندَمِ الدَمعِ الَّذي سُكِبا |
|
خطَّ النَوى أَحرُفاً مِن عيسِهِم فيُرى | |
|
| سَطرُ القِصارِ عَلى طِرسِ العُلى كُتِبا |
|
أَمَّت رِكابُهُمُ البيدَ القَواءَ بِهِم | |
|
| وسُمنَ أرجاءَها التَقريبَ وَالخبَبا |
|
كمائِمٌ مِن خُدورٍ حُمِّلَت زَهَرا | |
|
| وأنجُمٌ جُعِلَت أفلاكُها قِبَبا |
|
بِهِ زَها عَرضُ بَيداءٍ فَتَحسَبُها | |
|
| عَلى غَديرِ سَرابٍ قَد طَفا حَبَبا |
|
فَحَيِّ حَيّاً حَلولاً بِالعَقيقِ وَإِن | |
|
| أَجرَوهُ مِلءَ جُفوني واكِفاً سَرِبا |
|
وَلا تَحِيَّةَ إلّا ما يُعَلِّلُهُ | |
|
| شَيمُ البُروقِ وَرَيّا مِن نَسيمِ صَبا |
|
وَاللَيلُ أسحَمُ جِلباباً وَقَد رَكَدَت | |
|
| نُجومُهُ فَانطَوى صُبحٌ بِهِ طُنُبا |
|
هَصَرتُهُ وَجُفونُ الشُهبِ ساهِرَةٌ | |
|
| وَأَشقَرُ البرقِ في نَقعِ الغَمامِ كَبا |
|
كَم ذا أَبِيِّ اغتِرامٍ لا يُدَلِّلُهُ | |
|
| أَما يَلينُ اِنقِياداً بَعدَ ما صَعُبا |
|
أمِط قَذاةَ التَواني عَن شَرائِعِهِ | |
|
| وَاِشدُد لَهُ بمَضاءِ الهِمَّةِ السَبَبا |
|
أجِل قِداحَ رَشادٍ وَاطَّرِح فُرُطاً | |
|
| مِنَ الهَوى طالَما استَخفَفتَهُ حِقَبا |
|
أَلقِ العَصا في حِمى العِزِّ الَّذي اِنتخَبَت | |
|
| لَهُ الأَصالَةُ في بَحرٍ سَما رُتَبا |
|
حِمى النَبِيِّ المَكينِ العِلمِ طاهِرِه الز | |
|
| زاكي المَناقِبِ لاحَت لِلعُلا شُهُبا |
|
مِن طينَةِ المَجدِ وَالتَشريفُ مُطَّرِدٌ | |
|
| فيها مَعينٌ مِنَ التَقديسِ مُنسَكِبا |
|
نورٌ مِنَ الحَقِّ وَضّاحٌ لِذي رَشَدٍ | |
|
| بادٍ صَباحَ يَقينٍ يَنسَخُ الرِيَبا |
|
أَبان للجاحِدِ الأَغشى فَبانَ لَهُ | |
|
| نَهجُ الحَقائِقِ في لَيلِ السُرى كُثُبا |
|
وَشامَ بارِقُها فَارتادَ مُنعَرَجاً | |
|
| مُفَوَّفاً أرجاً يُهدي شَميمَ كَبا |
|
وَخُصَّ بالقُربِ حَتّى احتَلَّ مَنزِلَةً | |
|
| مِن دونِها اختَرَقَ الأطباقَ وَالحُجُبا |
|
وَقائِدٌ بِبَراهينٍ يَظَلُّ بِها | |
|
| حَسودُها قَلِقَ الأحشاءِ مُصطَخِبا |
|
لَو لَم يَكُن غَيرَ آياتٍ مُبَيَّنَةٍ | |
|
| أَخرَسنَ مَن حاكَ بُردَ الشِعرِ أو خَطَبا |
|
دَهَت مَعاطِنَ شِركٍ فَانزَوى وَخزى | |
|
| ضَيئلَ شَخصٍ وَقِدماً قَد عَلا وَرَبا |
|
حَتّى إِذا لَم تدَع لِلشِركِ قائِمَةً | |
|
| إلّا وَكَسَّرتَ مِنها النَبعَ والغَرَبا |
|
يا خَيرَ مَن يَرتَجيهِ المُستَجيرُ إذا | |
|
| ما كانَ كُلُّ امرِئٍ رَهناً بِما كَسَبا |
|
صَلّى عَلَيكَ إِلَهُ العَرشِ ما سَجَعَت | |
|
| قُمرِيَّةٌ فَوقَ بانٍ فَاِنثَنى طَرَبا |
|
وَدامَ كافِلُ هَذا الدينِ سِبطُكَ مَن | |
|
| يَسمو بِكُم في ذُرى فَخرٍ إذا اِنتَسَبا |
|
خليفَةً صارَ بَينَ الخافِقَينِ لَهُ | |
|
| صيتُ الثَناءِ عَلى الأَفواهِ قَد عَذُبا |
|
يَنِمُّ مِثلَ شَذا المِسكِ الفَتيقِ إِذا | |
|
| تَداوَلَتهُ رِفاقُ البيدِ مُنتَهَبا |
|
تَشرَّفَت بِكِ أوصافُ العُلى فَكَفى | |
|
| عِزّاً بِها أَنكَ تُدعى بِاسمِها لَقَبا |
|
ما إِن يُباريكَ ذو زَهوٍ مُفاخَرَةً | |
|
| إِلّا تَوَلّى كَليلاً أو فليل شبا |
|
وَلا يَجاريكَ في مِضمارِ مَكرُمَةٍ | |
|
| إِلا تَولّى على الأَعقابِ مُنقلِبا |
|
لما اِنتَصَبتَ عَلى دَستِ الفَخارِ رَأى | |
|
| مِنكَ الوَرى عَلَماً فَرداً قَدِ اِنتَصَبا |
|
حَتّى خَطَبتَ ارتِجالاً فَتحَ مَملَكَةٍ | |
|
| كانَ السَفيرُ مُجَيفِلاً لَها فجَبا |
|
وَما مَضى فَهوَ مِن آيِ ابتَداءَتِه | |
|
| وَضِعفُ أضعافِهِ ما كانَ مُرتَقَبا |
|
يُقارِضُ المُعتفي عَلياك حينَ غَدا | |
|
| يولي الثَناءَ إِذا أَولَيتَهُ نَشَبا |
|
وَمَن يَلُذ بِذِمامٍ مِنكَ كَيفَ إذَن | |
|
| يَنالُهُ صَرفُ دَهرٍ غالَ أَو غَلَبا |
|
تِلكَ السَجايا الَّتي لَم تُبقِ مَكرُمةً | |
|
| إِلّا وَقَد أَحرَزَت في شَأوِها قَصَبا |
|
وَنَجلُكَ الملِكُ المَأمونُ مُنتَهِجٌ | |
|
| آثارَ مَجدِكَ لَم يَعدِل بِها أَرَبا |
|
فَهوَ الَّذي زانَ سِلكَ العِزِّ مُتَّسِقاً | |
|
| وَهوَ الَّذي كانَ للعَلياءِ مُنتَخَبا |
|
لا زالَ مُلكُكَ بِالتَخليدِ مُقتَرِناً | |
|
| يَجُرُّ ذَيلاً عَلى الأَملاكِ مُنسَحِبا |
|