حَيَّت رُسومَكَ جِدَّةٌ مِن دارِ | |
|
| وَسَرَت عَلَيكَ مِنَ الغَمامِ سَوارِ |
|
فَصُبابَتي بِمُحَصَّبٍ مِن خَبئِها | |
|
| نَثَرَت جِمارَ الدَمعِ مِن أَشفارِ |
|
رَسمٌ يُساوِرُهُ البِلى فَكَأَنَّهُ | |
|
| فيهِ وَشيكُ المَحوِ في الأَسطارِ |
|
تَرَكَ المتيَّمَ لا يُفيقُ وَما اِحتَسى | |
|
| إلّا مُثارَ الشَوقِ غَيرَ مُدارِ |
|
فَيخالُ نفحَ التُربِ مِسكاً أَذفَراً | |
|
| وَيَخالُ عِطفَ النُؤي شَطرَ سِوارِ |
|
وَمُنازِعي كَأسَ السُهادِ زَواهرٌ | |
|
| أمَّ الذَميلُ بِها بَعيدَ مَغارِ |
|
أَو بارِقٌ طَيَّ الغَياهِبِ مِثلَ ما | |
|
| خَطَّت عَلى سَبَجٍ سُطورُ نُضارِ |
|
قَدَحَتهُ أيدي الغَيمِ في فَحَمِ الدُجى | |
|
| فَكَأَنَّما هُوَ مِن أُوارِيَ وارِ |
|
وَرَعَيتُها حتّى إذا صَدَحَت عَلى | |
|
| أَيكِ الدُجُنَّةِ للصَباحِ قُماري |
|
وَلَقَد قَدَحتُ زِنادَ شَوقٍ يَهتَدي | |
|
| بِلَهيبِهِ طَيفُ الخَيالِ الساري |
|
لَكِنَّهُم مَنَعوا الخَيالَ مَعَ الكَرى | |
|
| وَكَفى بِصَدٍّ بَعدَ شَحطِ مَزارِ |
|
إن بانَ أُنسي كانَ أُنسِيَ لَوعَتي | |
|
| أو بانَ جاري كانَ دَمعي جاري |
|
أو أنتَشِق أرَجَ الحَياةِ فَذاكَ ما | |
|
| يُهديهِ نَفحُ بَشامَةٍ وَعَرارِ |
|
فاجعَل شِعارَكَ عَزمَةً مِن هِمَّةٍ | |
|
| أَمضى وَأقضى مِن شَباة غِرارِ |
|
وَاحمِ الذَميلَ على المَطِيِّ سِوى إذا | |
|
| أمَّت بِوَخدٍ مَطلِعَ الأَنوارِ |
|
وَالثَم هُنالِك تُربَةَ العِزِّ الَّتي | |
|
| أَزرى حَصاها رِفعَةً بِدَرارِ |
|
الأَمجَدُ الشَرِف الَّذي قَد جادَهُ | |
|
| مِن نَفحِ روحِ اللَهِ صَوبُ قِطارِ |
|
حَرَمُ الهدايَةِ وَالرِسالَةِ خَيرُ ما | |
|
| يُلقي النَزيلُ بِهِ عَصى التَسيارِ |
|
وَطَنُ النَبِيُّ الطاهِرِ المُختارِ مَن | |
|
| أَعلى ذَوائِبَ يَعرُبٍ وَنِزارِ |
|
هادٍ إِلى السَنَنِ القَويمِ وَآخِذٍ | |
|
| حِجزَ الخَلائِقِ عَن شَفيرِ النارِ |
|
وَمُؤَيَّدٍ بِالمُعجِزاتِ المُحكَما | |
|
| تِ الساطِعاتِ الواضِحاتِ مَنارِ |
|
وَتَباشَرَ الهُدى المُنيفُ بِهِ كَما | |
|
| يَتَباشَرُ الأَمحالُ بِالأَمطارِ |
|
وَتَزَيَّنَت بِشِعارِه الدُنيا كَما | |
|
| تَتَزَيَّنُ الأَغصانُ بِالأَزهارِ |
|
وَانجابَ غَيمُ الشَكِّ عَن وَجهِ الهُدى | |
|
| وَأَنارَ بَدرُ الحَقِّ بَعدَ سِرارِ |
|
يا خَيرَ مَن يَجري الرَجاءُ لِبابِه | |
|
| حَذَرَ البَوارِ وَموبِقَ الأَوزارِ |
|
فَصِفاتُكَ الغُرُّ الَّتي لا تَنقَضي | |
|
| أَو تَنقَضي بِالعَدِّ قَطرُ بِحارِ |
|
أَخرَسنَ كُلَّ أخي بَيانٍ مُسهِبٍ | |
|
| وَجَلَبنَ عَيَّ المِصقَعِ المِكثارِ |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما نَمَّ الصَبا | |
|
| بِشَذى رِياضِ الزَهرِ في الأَسحارِ |
|
وَأَدامَ وارِثَ دَستِ هَديِكَ سِبطَكَ الز | |
|
| زاكي الأَرومَةِ في أَصيلِ فَخارِ |
|
سَبّاقُ شَأوِ المَجدِ أَدنى خَطوُهُ | |
|
| أَمَدَ المُباري أَو طُموحَ مُجارِ |
|
فَإِذا السَوابِقُ عارَضَت مِضمارَهُ | |
|
| رَجَعَت وَلَم تَعلَق لَهُ بِغُبارِ |
|
أَقلامُهُ إن خطَّت تَوقيعَ العُلى | |
|
| يَومَ الوَغى قَصَدَ القَنا الخَطّارِ |
|
وَلَهُ نَدى كَفٍّ يُساجِلُهُ الحَيا | |
|
| فَيَغُضُّ جامِحَهُ يَدُ الإِقصارِ |
|
ما أَقسَمَ العافي بِها إِلّا اِنثَنى | |
|
| وَيَمينُهُ مَقرونَةٌ بِيَسارِ |
|
فَهُوَ الَّذي سَلَبَ المُلوكَ نُفوسَها | |
|
| وَلَبوسَها وَمُمهِّدُ الأَقطارِ |
|
ما عاصِمٌ مِن دونِهِ لُجَجٌ وَلا | |
|
| يَحمي شَقِيّاً مِنهُ بيدُ قِفارِ |
|
وَمَتى يُجَهِّز للعُداةِ رِسالَةً | |
|
| كانَت لَهُم بِالجَحفَلِ الجَرّارِ |
|
قَدّاحُ زَندِ المكرُماتِ وَمُعتَلي | |
|
| أَوجَ الفَخارِ وَمُدرِكُ الأَوتارِ |
|
وَجَميلُ ذِكرِك صارَ أسرى مِن صَبا | |
|
| في حَيثُ لا يَبدو دَليلُ نَهارِ |
|
وَكَفى بِلَثمِ التُربِ مِن آثارِهِ | |
|
| شَرَفَ الرِقابِ وَرِفعَةَ المِقدارِ |
|
لا زالَ وَهوَ مُؤيَّدٌ وَمُسَدَّدٌ | |
|
| حامي الذِمارَ مُظَفَّرُ الأَنصارِ |
|