عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > العكوك علي بن جَبلة > هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ

غير مصنف

مشاهدة
1572

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ

هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
دَرَسَ الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّما هِيَ رَيطَةٌ جَردُ
مِن طولِ ما يَبكي الغِنامُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
يَغدو فَيَسري نَسجَهُ حَدَبٌ
واهي العرى وَنَثيرُهُ عِقدُ
فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٍ في عانَةٍ خَفَرَت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسِفَ بِمائِها يَعدو
لَهَفى عَلى دَعدٍ وَما خُلِقَت
إِلّا لِطولِ بَلِيَّتي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ بَها
ءَ الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مُنبَلِجٌ
وَالشَعرُ مِثلُ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حَسنَهُ الضِدُّ
وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَحَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ
وَتُريكَ عِرنينا يُزَيِّنُهُ
شَمَمٌ وَخَدّا لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ
فَعمٌ تَلَتهُ مَرافِقٌ دُردُ
وَالمِعصان فَما يُرى لَهُما
مِن فَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ
عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَبِصَدرِها حُقّانِ خِلتُهُما
كافورَتَينِ عَلاهُما نَدُّ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت
بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ
وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
وَلَها هَنٌ رابٍ مجَسَّتُهُ
ضَيقُ المَسالِكِ حُرَّهُ وَقدُ
فَكَأَنَّهُ مِن كَبرِهِ قَدَحٌ
أَكلَ العِيال وَكَبَّهُ العَبدُ
فَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في لَبدٍ
وَإِذا سَلَلتَ يَكادُ يَنسَدُّ
وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما
كَفَلٌ يُجاذِبُ خَصرَها نَهدُ
فَقِيامُها مَثنىً إِذا نَهَضت
مِن ثِقلَةٍ وَقُعودها فَردُ
وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ
عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
وَالتَفَّتا فَتَكامَلَ القَدُّ
ما شَأنَها طولٌ وَلا قِصَرٌ
في خَلقِها فَقَوامُها قَصدُ
إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا وَنَأى بِكُم بُعدُ
إِن تُتهِمى فَتَهامَةٌ وَطُن
أَو تُنجِدي إِنَّ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تُضمِرينَ لَنا
وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ وَلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
تَختَصُّها بِالوُدِّ وُهيَ عَلى
ما لا تُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
إِمّا تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ
وَالنَصلُ يَعلو الهامَ لا الغِمد
هَل يَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
سِلمٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ هادِيءٌ جَلدُ
مُتَجَلبِبُ ثَوبَ العَفافِ وَقَد
غَفَلَ الرَقيبُ وَأَمكُنَ الوِردُ
وَمُجانِبٌ فِعلَ القَبيحِ وَقَد
وَصَلَ الحَبيبُ وَساعَدَ السَعدُ
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
فَأَروحُ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
وَالجَدُّ كِندَةٌ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
فَلَئِن قَفَوتُ جَميلَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
أَجمِل إِذا حاوَلتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
وَطَريدِ لَيلٍ ساقَهُ سَغَبٌ
وَهناً إِلَيَّ وَقادَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقُرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصَرَّمَ المَشتى وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
ثُمَّ اِغتَدى وَرِداوُّهُ نعِمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ
يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
وَمَصيرُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
أَصَريعٌ كَلمٍ أَم صَريعُ ضَنىً
أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ
العكوك علي بن جَبلة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2007/01/11 08:20:26 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com