قال الفقير إلى مولاه ذى الكرم |
علوان ذو الذنب والعصيان والجرم |
بسم الاله اتى فتحى ومختتمى |
والحمد للّه ربي باريء الجسم |
ثم الصلاة مع التسليم ما صدحت |
ورقاء دأبا على المختار في القدم |
والآل والصحب والأزواج قاطبة |
ومن يلوذ بهم من سائر الخدم |
وبعد اني كئيب القلب ذو حزن |
لما تراكم من ظلم ومن ظلم |
اللّه اكبر من خطب الم بنا |
في قرننا العاشر المشحون بالغمم |
ابغي الي المصطفى المختار شرعته |
كادت تؤول من التبديل للعدم |
طم الفساد وعم الفسق وانحرفت |
اعنة العزم عن منهاج ذي العلم |
وعسعس الشر بالاقبال مصطلما |
وادبر البر في احكام منهزم |
ثغر السداد بكى من ضحك ضد هدى |
سيف العناد غدا طوعا لمنتقم |
شمس التقى افلت بدر الرضا انتقلت |
ربع الرشاد خلت من عارف فهم |
نور العفاف غدا يا صاح مرتحلا |
مذ حل ليل الهوى والزيغ في الخيم |
هبت عواصف ريح الغي في شجر الا |
رشاد فانقصفت مع قوة الرسم |
يالهف قلبي على علم على عمل |
على صلاة على عهد على ذمم |
صلاتنا ضيعت زكاتنا منعت |
وحيل بين وفود البيت والحرم |
قواعد درست مفاسد غرست |
مقاصد غمست في ابحر الظلم |
معالم طمست انوارها فرست |
اعلامها افترست في جوف ملتقم |
جوارح ارسلت في كل فاحشة |
مصالح اهملت والناس كالبهم |
قلوبهم ادبرت نفوسهم كفرت |
احوالهم غيرت عن منهج قوم |
سل المساجد ماذا حل ساحتها |
من المناكر والآثام واللمم |
صارت مواطن ظلم يأخذون |
بها مال اليتيم ومسكين وذى رحم |
ويجلسون بها ما جل همتهم |
الا قبائح الفاظ بخوضهم |
لا يذكرون سوى الدنيا وزينتها |
تبا لهم غفلوا عن ذكر ربهم |
هذا ومن كان ذا علم وذا عمل |
بزعمه صار مغمورا بحزمهم |
محسنا لهم ما كان من قبح |
يرجون رحمة مولاهم يزعمهم |
هيهات رحمة مولانا يخص بها |
من كان متقيا لا تغترر بهم |
حتى لقد شوهدت بعض المساجد في |
هذا الزمان بها القينات في الحرم |
صار الزوني بها أواه وآسفا |
جهراً بأذن ولى الامر والتحكم |
كذا حكى لي من لا استريب به |
وفي حماة جرى هذا فلا تحم |
بالقرب من قلعة كانت قد انهدمت |
في مسجدين فسل ان شئت تفتهم |
كانت حماة حمى للدين وآحزني |
صارت حماة حمى للفسق والجرم |
يا رب دمر لاهل البغى اجمعهم |
واقطع لدابرهم واهدم لركنهم |
ولا تدع والدا منهم ولا ولدا |
فانهم قد عموا جهرا ببغيهم |
اما اليهود ومن ضاهاهم لعنوا |
لربما استمسكوا يوما بدينهم |
مصداق ذا انهم في يوم جمعتهم |
بالدين لم يعبأوا جهلا بعيدهم |
لكن يهود ليوم السبت قد لزموا |
حكام ما قد مضى مع بطل دينهم |
كذا النصارى لهم ضبط لملتهم |
والمسلمون بدين الحق لم تقسم |
نعم يضاهون اهل الزيغ في بدع |
ضلوا بها واضلوا عن سبيلهم |
كليل ميلاد عيسى والخميس فهم |
يوافقون النصارى في طريقهم |
وهكذا قد رأيناهم ببلدتنا |
وفي الحديث اشارات لفعلهم |
متن البخاري به التصريح فابتغه |
وخذ اشاراته من جحر ضبهم |
سل المدارس والجبان مختبرا |
وسل لأعوامها والاشهر الحرم |
غاض الوفاء وفاض الغدر واندرست |
معالم الدين لم تشهد سوى الرسم |
عم البلاء وطم الدآء واعتكفوا |
على مخالفة المولى بلا ندم |
ثم الربا قد ربا والخمر قد شربا |
من غير معترض باذلة القدم |
فهل ترى ثم فيها غير معصية |
ومحدثات كليل حالك قتم |
واصبح الحق في لهو وفي لعب |
وفي التفاخر باللذات والنعم |
اكل الحرام فشا بين الخلائق لم |
ينكره ذو منصب في العلم والحكم |
اما الزنا لا تسل عنه لكثرته |
جهر ايقارفه الزاني مع الجرم |
وربما اتخذ الفساق مصحفهم |
حنث الطلاق وهذا غير مكتتم |
يثلث المرء تطليقا حليلته |
ويفته فاسق بالحل وهو عمى |
هذا الزنا يا عباد اللّه فاعتبروا |
مع استباحته من كل مقتسم |
والفتل للنفس عمدا صار سنتهم |
ولا فدآء ولا قود باخذ دم |
والظلم بحر بلا حد تلاطمه |
من كل فج بأمواج من الظلم |
اعمالنا اوجبت اعمال مارقة |
من ربقة الدين مثل السهم حين رمى |
لا نظرون لمخلوق بمصلحة |
عمىٌ عن الحق خرسٌ كاملوا اليكم |
صم فلا يسمعون الوعظ من احد |
تبالهم ابدا سحقا الى العدم |
يجددون امورا لا اصول لها |
ويهدمون الهدى جهلا بنصرهم |
ولا يقيمون حدا للآله ولا |
بطيب عيش لهم الا بزمرهم |
وينصبون عتاة في مفاسدهم |
في مكسهم وكذا في بيع خمرهم |
بين العشائين قد صارت عوائدهم |
بضربه دائما مع لهو طبلهم |
يؤمنون النصارى واليهود على |
ديوانهم ويدانوهم لقربهم |
لا يعرفون آله العرش خالقهم |
ولا نبيا ولا اصلا لدينهم |
ليست لهم همة الا بطونهم |
ونحوها من خسيس القدر والنعم |
كذا القضاة قضى ربي بسطوته |
عليهم مثل نمروذ وعادهم |
للزور قد قبلوا ثم الرشا اكلوا |
والحق قد بدلوا نكثا لعهدهم |
احكامهم غالبا ليست على نهج |
نعم على عوج عاجت عن القوم |
ذلوا باطماعهم عند الانام فلا |
يهابهم احد من سوء فعلهم |
ينافسون بنيل الحكم ضدهم |
ببذل اموالهم والجاه والخدم |
يذل بعضهم للمشركين كما |
قد شاع عند الورى وآعظم خزيهم |
وينحني للنصارى عند رؤيتهم |
وقد مشى نحو ناديهم على القدم |
لحبه الجيفة النتناء اف له |
هلا تعفف واستغنى عن الامم |
وكل ما قد ذكرنا من مفاسدهم |
كقطرة من بحار القبح في الشيم |
والقصد تحذير من قد مال نحوهم |
فالدين نصح لخلق اللّه كلهم |
عدولهم عدلوا عن السبيل وقد |
عاشوا بمال الورى كالذئب في الغنم |
قراءُ هذا الزمان الصعب همتهم |
جمع الحطام ولا يخشون من حطم |
يمططون بالحان مصنعة |
يحرفون بها واللّه للكلم |
ما حظهم من كتاب اللّه خالقنا |
سوى الترنم بالاصوات والنغم |
ربيعهم اكل مال الظالمين ولو |
قد كان سحتا حراما مثل لعق دم |
غروا باصواتهم والحفظ لقلقة |
ظنوا النجاة وقد اردوا بظنهم |
ما الحفظ حفظك يا مغرور احرفه |
فاحفظ حدوداً ولا تغتر بالرسم |
فالحافظون حدود اللّه قد مدحوا |
وبشروا بنعيم غير منثلم |
والعالمون بهذا العصر قد تبعوا |
اهوأهم فهم اعمى من النعم |
كانوا هداة لمن قد ضل عن سبل |
صاروا اضل عباد اللّه كلهم |
كتاب مولاهم رب السما نبذوا |
من خلف اظهرهم يا سوء مقتحم |
ظنوا بان جدال القوم ينفعهم |
يوم المعاد وهذا فعل متهم |
هيهات هيهات من هذا الغرور فلا |
حول ولا قوة الا بربهم |
هم معشر قد شروا دنيا بأخرة |
تاللّه قد خسروا في عقد بيعهم |
ما الربح الا بتقوى اللّه فابتغه |
بالصدق والعزم والأيقان والهمم |
فالعلم ما اورث القلب الزكي تقى |
وخشية عند اهل اللّه كلهم |
دعوا القشور من الالفاظ واتبعوا |
لب اللباب ايا موتى بجهلهم |
حتى متى تصفون الحق للجهلا |
وتصدفون عن الآيات والحكم |
وشانكم كذباب في تنافسكم |
على الوظائف والاوقاف والرسم |
اما لكم عبرة في بلغم فلقد |
حوى علوما وقد اقصى ككابهم |
لحب دنياه والأخلاد صار الى |
هذا المقام الذي افضى الى التخم |
قوموا انظروا بقلوب سادة سلفوا |
هل قربوا رفعة الا بزهدهم |
فالزهد فرض علي الاعيان قاطبة |
في كل دور من الافعال والكلم |
اما الخواص ففي كل السوى زهدوا |
ليست لهم رغبة الا بربهم |
اذ يصعدون فلا بلووا على احد |
من العوائم العوائم يا طوبى لحزبهم |
وفي زمانك ارباب التصوف قد |
غروا بالاتباع والسجاد والعلم |
وبالعمائم والثيجان ثم بما |
تلقفته نفوس في طريقهم |
يخوض خائضهم في بحر اوهمه |
والحق قد نبذوه خلف ظهرهم |
لا علم عندهم كلا ولا عمل |
لم يتبعوهم سوى في زي قشرهم |
يعزى الى ابن الرفاعي ثم احمدهم |
اعني به البدوي مع عز دينهم |
وقطب جيلان اعني القادري ولم |
يعرف بمسلكهم كلا ولم يرم |
خلف اضاعوا صلاة مع متابعة |
لمشتهى النفس من لبس ومن طعم |
واللّه ما هكذا قد كان من سلف |
ولا حكى عنهم في وصف سيرهم |
يا من يضيع انفاس الزمان سدى |
في غيبة ونميمات وكذبهم |
وفي الفضول وفي الهذيان مع لعب |
ومنكر مثل شطحات ورقصهم |
ان رمت وصفا الى ذاك الطريق فقف |
واسمع لنظمى ولا تعتل بالصمم |
فاعمل لنفسك قبل الموت نافلة |
ولا تسوف تقع في ساحة الندم |
وخل كل خلي واعتزله تفز |
وفر بالدين من دنياك وانهزم |
فالدين ان فات قد جلت مصيبته |
عند القداة ذوي الالباب والحكم |
به السعادة في الدارين صاحبه |
فوق الملوك ذوي التيجان والخدم |
وكيف لا والتقى يا صاح اكرمه |
فهو الكريم ولو عبدا من العجم |
فاظفر بدينك لا تطلب به بدلا |
وفارق الاهل والاوطان لا ترم |
تاللّه ما لم تتب يا مسرفا وتنب |
لا بد من ألم التوبيخ والنقم |
فقم وبادر الي مولاك وابك على |
ما مر من سالف العصيان دمع دم |
وشرط صحة توب ان تفارق ما |
قد اقترفت بتصميم مع الندم |
ورد كل ظلامات بليت بها |
لمستحق لها تنجو من الظلم |
فارق لحسك والجلاس مع نفس |
ان رمت صدقا بها للّه واحترم |
واطلب على مرشد قد طاب عنصره |
وكن له خادما من جملة الخدم |
صف الارادة بالاخلاص ملتزما |
للذكر داباً تهجد في الدجا وصم |
لا سيما رمضان ثم اخره |
فاحي افراده ليلا على القدم |
قليلة القدر فيها ادمجت وكذا |
لنصف شعبان والعيدين فاغتنم |
ونحوهن فكن للخير مستبقا |
وتاسع العشر في عرفات فاستد |
بهم صياماً وشوال فسنته |
كصوم دهر ولا تفرد لسبتهم |
وما يليه كافراد لجمعتنا |
وصوم لاثنين ايضا مع خميسهم |
وعشر ذي حجة صم غير عاشره |
كذا المحرم فضل الصوم فيه نمى |
رجب فشعبان ان تلزم صيامهما |
تنل لرفد جزيل واسع عمم |
ايام بيض لها فضل ومرقية |
فباب ريانها للصائمين حمى |
وصوم يوم وافطار لتابعه |
يفوق صومك دهرا فاعن بالحكم |
وصوم عيد وتشريق له منعوا |
كشطر شعبان الثاني وشكهم |
الا اذا عادة او نحوها وجدت |
فصم لذين وان تفقد فلا تصم |
ورد موارد اوراد على قدم |
التجريد بحرا من التوحيد غص وعم |
واسبح بابحر تسبيح وصل على |
ميت الحوادث وانسبها إلى العدم |
وخير اعمال عبد ما يدوم له |
حتى ولو قل لا تكثر بلا دوم |
واكلف لما قدرت نفس بلا ملل |
فلن يمل اله العرش من كرم |
واحرص على العلم فهو الاصل فابتغه |
لا سيما بأصول الدين فالتزم |
واعرف الهك قبل الكل معترفا |
له بتوحيده واعبد بلا سام |
قد كان ربك قبل الكون اجمعه |
ولم يزل ابدا سبحان ذي القدم |
فلا ترى كائنا الا ومنشاؤه |
فيه وقبل وبعد معه فافتهم |
من غير كيف ولا اين ولا جهة |
ولا حلول ولا شبه لذي عدم |
له صفات تعالت عن مضاددة |
حياته ثم علم قدرة الكلم |
ارادة ثم سمع هكذا بصر |
لذاته نسبت جلت عن الوصم |
هو الذي انشأ الاكوان اجمعها |
بمحض قدرته من حيرة العدم |
ففيهب الكون لولا نور موجده |
لم يستبن منه شيء لا ولم يدم |
سر الوجود هو اللّه المحيط به |
بالعلم والقهر والتدبير من قدم |
وكله كامل من حيث موجده |
وكل ما فيه لولا اللّه لم يقم |
وما ترى فيه من نفع ومن ضرر |
ومن عطاء ومن منع ومن قسم |
ومن جمال ومن قبح ومن شرف |
وخسة ومن الراجات والالم |
ومن سرور ومن هم ومن حزن |
ومن شباب ومن شيب ومن هرم |
ومن عقول واسرار ومن جزع |
وضده ومن اللذات والغمم |
ومن بكاء ومن ضحك ومن فرح |
ومن حياة ومن موت ومن سقم |
ورفعة وانخفاض كل ذاك جرى |
في سابق العلم تقديراً على الامم |
ما ثم كائنة الا وقد شهدت |
بوحدة الرب وانقادت الى العلم |
وكل حادثة في الكون قد سجدت |
وسبحت وبه قامت من القدم |
فالشمس والبدر والافلاك اجمعها |
ثم النجوم مع الاشجار والنعم |
والطير والوحش والاكوان قاطبة |
مسبحات لمحي دارس الرمم |
وذاك يدركه من كان يشهده |
بالقلب ان يلق سمعا غير ذي صمم |
وليس يفقهه من كان محتجباً |
بحب دنيا وبالاموال والحشم |
فقم وبادر الى هذا الشهود تفز |
بالقرب ثم تحز للعلم والحكم |
واخلع عذارك في اعتاب حضرتهم |
وامح الوجود ونفسا عندهم بهم |
وابغ البقا بالفنا تبسط بنيل منى |
على بساط الهنا في ظل عزهم |
هناك تبقى وترقى رفعة عظمت |
ان ينق سرك من غي بغيرهم |
وان تلقى علوما من مواهبهم |
اياك من ذلة الافشا لسرهم |
ولا تمل عنهم يوما الى احد |
تمقت لديهم وتلقى بعد طردهم |
واعلم بأن جميع الخلق لو قصدا |
ان ينفعوك بشيء غير مرتسم |
في اللوح او اجمعوا رأياً على ضرر |
لم يقدروا ابدا الا بربهم |
ان الكتاب الذي املاه خالقنا |
كما اقتضت حكمة الاجراء بالقلم |
جفت صحيفته تم انطوت فبذا |
جاء الحديث بايصاء لحبرهم |
فالخلق والخلق ولا رزاق قد قسمت |
قدماً كقسمة آجال على قوم |
فلا يبدل قول اللّه جل علا |
كل الى اجل يجري على القسم |
فليت شعري ما التدبير ينفع من |
اضحى بتدبيره في الكرب والغمم |
نابغ العفاف يقنع واصطبر فعسى |
من بعد عسر يكون اليسر فافتهم |
ولا تكن قانطاً من حسن رحمة من |
اغنى الخلائق عن تدبير امرهم |
هو المدبر للأكوان اجمعها |
ولا شريك له في بعث رزقهم |
ما شاء كان وما لا لا يكون فكن |
الى المشيئة منقاداً على القدم |
وقال قوم بمحو اللّه من صحف |
ما شا ويبعث ما يخار من كلم |
دليلهم آيةٌ مع سنة وردت |
من سورة وحديث الوصل للرحم |
تقدس اللّه في الاحكام عن غرض |
دع المقادير تجري غير مهتم |
اسرار افعاله قد ابهرت امما |
انوارها فمشوا في الثيه والظلم |
ظنوا بأن لهم حقا وقد غلطوا |
وانما حقهم من فضل ربهم |
من شاء يمنعه عدلا بلا سبب |
ومن يشاء يعطه فضلا بلا ذمم |
فلا وجوب على المولى للاصلح بل |
يعامل الخلق بالاحسان والنعم |
فضلا وجوداً واكراماً وموهبة |
لا عن وجوب تعالى اللّه ذو القدم |
ومن يقل بوجوب ضل عن سبل |
قد استنارت لاهل الحق ثم عمى |
اثم من يقهر المولى ويلجئه |
لا والذي فطر الاشيا من العدم |
فالجأ إليه وسل من فضله ابدا |
فركن عز الاهي غير منهدم |
ان يعط يمنع وفي المنع العطاء كذا |
في القبض بسط فلا تيأس من الكرم |
فالعسر يصحبه يسر ويعقبه |
وفي الرخا شدة والعكس في الغمم |
مصداقه في كتاب محكم وعسى |
ان تكرهوا وهو خير معشر الامم |
فاصبر على البلوى فاللاوأ سيعقبها |
خيرٌ عظيم بوعد غير منخرم |
مرّ البلاء له حلو العطاء جزا |
فاصبر على الفقر والالام والسقم |
فالصابرون لهم قرب تراه غدا |
بشرى صلات ورحمات بصبرهم |
والخلق اجمعهم في قبض خالقهم |
وبسطه وهو الباري لكلهم |
افعالهم كلها عن اذنه نشأت |
بمحض قدرته أي باختيارهم |
فالخلق والامر للّه العظيم فلا |
تحجب بالاثار عن اوصافه بهم |
ما ثم الاصفات قد بدت ابدا |
تجلى باسمائها والذات فافتهم |
والجبر اقرب للتحقيق من قدر |
لكن جزاء الورى من جنس فعلهم |
فالمذهب الحق ان الخلق قدرهم |
مولاهم لاكتساب الخير والجرم |
من يتعظ ببق بالتصديق ذاك له |
التبسير ليسر فافقه سرايهم |
ومن يعكس يكن يعكس عليه |
فللعسرى يسير كما يتلى بليلهم |
وفي الحديث اعملوا الفظ البخارى كذا |
فاعمل واخلص ولا تكسل عن الخدم |
فالنفس ما كلفت الا بما قدرت |
عليه من محض فيض الجود والنعم |
وفي الجواز لربى ان يكلفها |
مالا تطيق ولم يوجه للكرم |
فمن يقل لا اطيق التقوى يلزمه |
تكذيب ما جاء في الآيات والحكم |
فلا ثواب عليه للمطيع ولا |
عقاب يلزمه للعاصي بالجرم |
نعم يثيب ذوي الطاعات مالكهم |
بوعده الصدق بالجنات والخدم |
ايضا ويتحفهم جوداً برؤيته |
من غير كيف تعالى بارىء النسم |
فلا يضامون في رأي العيان له |
كالشمس والبدر يبدو غير منقسم |
فناظر الشمس لا يشكك بها ابدا |
وهكذا الاوليا في ذات ربهم |
فسر تشبيهها بالشمس ذا فبه |
خذ يا اخي ولا تجنح الى الجسم |
فينظرون بأبصار منزهة |
عن الفناء لرب واجب القدم |
ومنهم من يرى بالذات اجمعها |
بالوجه والراس والاعضاء والقدم |
بحسب ايقانه بمدد بلذّتها |
سبحان متحف من قد شاء بالقسم |
وقد يعاقب للكفار منتقماً |
وللعصاة وقد يعفو عن اللمم |
وقد يعذب ارباب الكبائر او |
يغفر وينقذهم من موجب النقم |
وقيل يخلق للدارين ملأهما |
لفاضل منهما سبحان ذي الحكم |
لم يعملوا سببا كلا ولا حسنا |
كما حكاه السنوسى حبر غربهم |
في جنة فاستفد والقرطبي حكى |
في النار اذ يضع الجبار للقدم |
نعم ولم يتق في نار الجحيم سوى |
من كان اشرك كالعباد للصنم |
ونحوهم كمجوس كلهم لعنوا |
يخلدون لا شراك بربهم |
طوبى لمن كان في دنياه مبتهجا |
بطاعة اللّه لم يشرك ولم يرم |
فوحد اللّه يا مغرور واتقه |
لا تبغ دنيا سوى الاسلام فاعلم |
قواعد السلم خمس في الحديث اتت |
مروية عن ثقاة من ذوي الهمم |
لفظ الشهادة بالتوحيد اذ قرنت |
لسيد الخلق بالارسال للامم |
اقم صلاة وزك المال صم ابداً |
شهراً توجه لحج البيت والحرم |
ان استطعت وايمان له شرطوا |
فولا وفعلا وتصديقا به اعتصم |
آمن بربك والاملاك قاطبة |
والكتب والانبيا والرسل كلهم |
وبالقضاء وبالتقدير اجمعه |
واليوم الآخر اعني يوم حشرهم |
وكل ما فيه من حوض ومن كتب |
ومن صراط وميزان ونارهم |
وجنة وحساب مع مناقشة |
ومن شفاعة خير الخلق في الامم |
وجاء كل نبي شافع وكذا |
الصالحون من الاملاك والنسم |
وكل ما صح عن رسل وفي خبر |
صدق كموت وتعذيب بقبرهم |
وبالقيامة والاهوال اجمعها |
وبالعلامات والاشراط فافتهم |
اثبت لكل رسول جاء معجزة |
ومن يوال آله العرش يكترم |
وكل معجزة للرسل قد غبرت |
الا نبيك بالقرآن فاستدم |
فضله حقا على كل الانام تفز |
فاللّ فضله يا صاح من قدم |
ستحشر الانبيا والرسل قاطبة |
في زمرة المصطفى المختار ذي العلم |
وكلم ستراهم تحت رايته |
في موكب السعد والتأييد والعصم |
وبعد رسل كذاك الانبياء فقل |
بأفضلية صديق عتيقهم |
اعني ابا بكر فالفاروق واختلفوا |
في التاليين فقد فاقوا لغيرهم |
عثمان يتلو لفاروق ويعقبه |
ابو تراب وباقي عد عشرهم |
وبعدهم طبقات في الفضائل هم |
يهدى بهم كنجوم في دجى الظلم |
لا نقص فيهم ولا شيءٌ يدنسهم |
وحبهم واجب فالزم لحبهم |
واكفف عن الخوض في حرب لهم عرضت |
وعن امور جرت أي باجتهادهم |
فأن قاتلهم في جنة وكذا |
مقتولهم فاز من ينمى لحزبهم |
اياك من بغضهم الرافضي يخب |
فلا تكن رافضي العقد تنخرم |
فحب اجمعهم ديني وقاعدتي |
بها بنيت لعقد شارف الأطم |
وحب آل رسول اللّه معتقدي |
ارجو به رفعة من سافل التخم |
والتابعون باحسان لهم شرف |
فاطلب للاحسان واستهدي بهديهم |
ان تبغ الاحسان فاعبدوا واحداً احداً |
مراقبا ابدا شكرا له ادم |
فأن تكن لا ترى مولاك فهو يرى |
وهو البصير ولو في حندس الظلم |
من غير كيف ولا مثل ولا جهة |
فلا تشبه وللتعطيل لا ترم |
اثبت لذات تعالت كل ما وصفت |
به من القهر والاكرام والعظم |
سبحان من جل عن نوم وعن سنة |
وعن حدوث وعن موت وعن عدم |
وعن حلول وعن جد وعن ولد |
ووالد ثم عن وقر وعن بكم |
وعن عمى وعن التركيب جل علا |
وعن مشابهة للخلق والنسم |
فالاستواء على عرش تنزله |
في آخر الليل بالامداد والنعم |
ونحو ذلك مما صح في خبر |
او جاء في الذكر فالجاء فيه للعضم |
آمن به مختبا من غير معتقد |
لظاهر اللفظ في الانباء والكلم |
او فوض الامر في معنى حقيقته |
للّه تسلم من الاهواء والتهم |
وان تكن راسخا اول لمشتبه |
بما يليق به ان كنت ذا حكم |
واعط كل مقام ما يليق به |
وكن لبيبا كريم الوصف والشيم |
وان دخلت الخلا فاستحي من ملك |
وسمه وتعوذ من ذوي الرجم |
اعدد حجاراً وماء ان اردت تطب |
وادخل بيسراكلا يمناك للكرم |
عكس الخروج كحمام وذي قذر |
كبيت ظلم وسوق مجزر النعم |
ابعد تستر وشرق في الجلوس ولا |
تستقبل القبلة الغراء واحترم |
لا تعطها الظهر في الصحراء ثم اذا |
فرغت فاستغفرن والحمد فالتزم |
ولا تبل في طريق تؤذ سالكه |
كذاك ظل وحول الثقب لا تحم |
وجنب البول في الما ان يكن ركدا |
وتحت مثمرة واكفف عنالكلم |
لا تحمل اسم آلهي والنبي ولا |
تبل لدى الريح اذهبت فتر تشم |
واجلس ليسراك لين بقعة صلبت |
لا تغمض الطرف لا تبصق وتنتخم |
ولا تسوك ولا تعبث بخاتم لا |
تمخط وانت اذا تعتل بالصمم |
لا تقتل القمل والبرغوت حال اذا |
تلقيه لا تستند الا من السقم |
لا ترفع الثوب في مشي لبيت خلا |
من غير ضر فهذا خس في الشيم |
واستبر حتما عذاب القبر مكتسب |
من قطرة البول مع مشى بذي نمم |
لا تمسح النجو باليمنى كذاك ولا |
تمسك بها ذكرا في البول تنخرم |
وان ترم مسح نجو بالحجارة خذ |
وامسح ثلاثا فان انقيته فقم |
اولا فزد عددا تنقى به فاذا |
انقيت شفعا فبالأوتار فاختتم |
وان غسلت بماء فاوردنه على |
محل نجن ليتقي ذاك فاقتهم |
وانضح على الثوب ماء ان فرغت به |
تزول وسوسة الانسان بالتهم |
ثم الوضوء له فرض ونافلة |
والغسل ايضا تعلم ذاك من فهم |
اعرضت عن ذكره للوضح مختصرا |
خوف السآمة من نظمى لشرحهم |
وإن تكن جائعا سم الإله وكل |
مما يليك ولا تأكل بذي شئم |
واغسل يديك قبيل الأكل ثم إذا |
فرغت منه ولفظ الحمد فاختتم |
به وان تتله مع اسم ربك في |
بدء الطعام وحتم مضغ للفم |
فذاك اولى ويرضى اللّه منك به |
بذاك قد صحت الاخبار من قدم |
ولا تعب لطعام قد اتيت به |
واحذر لنفخ ولا تأكل على بشم |
والخبز ان جاء قدم اكله عجلا |
ولا تؤخره كيما تؤت بالادم |
واحذر من السحت لا تأكل لمشتبه |
ولا تكن شرها في الاكل ذنهن |
فمن يكن مسرفا فاللّه يمقته |
نعوذ باللّه من مقت ومن نقم |
واجلس لاكل على اليسرى اذا انبطحت |
مع نصب يمنى او اجلس جلسة الخدم |
لا تتكى لا تطرطش لا تمطق لا |
تضع لراسك في وسط الأناتلم |
وان يكن جامدا كل بالثلاث اذا |
او مائعا فبكف فاحس واغتنم |
المقت يوجبه اكل بواحدة |
من الاصابع فاحذر موجب النقم |
وان دعيت إلى اكل وقد وضعوا |
طعامهم جاز اكل دون اذنهم |
الا اذا انتظر واشخصا تغيب عن |
وليمة فهناك اصبر وراعهم |
ولا تمديدا والقوم قد وضعوا |
ولم يتم لهم وضع لطعمهم |
او تم وضع ولكن كان ذو شرف |
ولم يمد يدا فاصبر لشيخهم |
ولا تكن ضيفنا تمشي بغير دعا |
تأكل حراما ولا تطعم لهرهم |
بدون اذن فلا تحمل إلى ولد |
ولا صديق تقع في زلة القدم |
الا اذا كان قلب طيب فاذا |
فاحمل ولقم وخذ ما شئت من لقم |
ولا تطل لقعود ان يتم غذاذ |
بل انتشر عاملا بالذكر والحكم |
لا تفش عيبا وان هم قصروا بقرا |
واشكر لهم ولمن اولاك بالنعم |
واقرأ لسورة ايلاف وقل شهد |
في آل عمران تسلم من اذى التخم |
برك لذي منزل وادع الاله وقل |
ما جاء في سنن غفروا لذنبهم |
القط فتاتا واكرم لقمة سقطت |
والعق يدا واناء صاح من دسم |
واكرم الخبز لا تمسح به ابدا |
وان تكسره حين الوضع لم تلم |
واغسل يديك بصابون على مهل |
وبعد غسل فلا تلقه بطسهم |
بل اعطه خادما وامسح بمنشفة |
واستعمل اليمن في ترتيب غسلهم |
كذا بشرب كما قد صح في خبر |
الا يمنون فيمن تهد للقوم |
ولا تنخم ولا تبصق بحضرة من |
يستعمل الاكل بل عامله بالشحم |
وان تجشيت فاستر قبحه بثنا |
وانس جليسك في اكل وفي كلم |
لا سيما ان تكن راسا بمجلسهم |
فعظ وذكر وانكر كل محترم |
وان تثابت فاكظم ما استطعت وضع |
احدى يديك اخا العرفان فوق فم |
وفي العطاس فغب الصوت مستترا |
ولا تكن كحمار منكر النغم |
ثم التثاوب ممقوت ومناوه |
جاء الحديث من الشيطان للبشم |
عكس العطاس فلا تشك بذاك تخب |
نعوذ بالله من ريب ومن تهم |
وخالق الناس بالاحسان من خلق |
للحر والعبد والمسكين والخدم |
والطفل داعب كما قد صح في خبر |
من مج ماء وقصة ذي نغيرهم |
وان دعاك دعاة للطعام اجب |
لسباق او معاً قدم لذي الرحم |
للسبق حق وحق القرب اكد من |
سبق فقدم به حفظا لعهدهم |
واقرب القربى اولى من اباعدهم |
وهكذا الحكم ايضا جوارهم |
وكل هذا اذا ما في الدعا اختصموا |
فأن يسامحك ذو حق فلا تلم |
ولا تجب فاسقا ايضا وذا نكر |
كصورة ذات روح في جدارهم |
او كان زمراً او الطنبور عندهم |
ان لم يزل بحضو منك فافتهم |
او كان جمع من النسوان ترمق من |
في صحن دار من الضيفان ذي الشيم |
او كان طعمتهم قصد الريا صنعت |
او كان صانعها عونا لذي الظلم |
او كان مجمعهم قد ضم معتدياً |
فأحذره لا سيما من شرب خمرهم |
او من تنسك غير اللّه مبتغيا |
كمن تصوف للدنيا وللخدم |
او نحو ذلك فاحذر من اجابتهم |
فانهم سم دين غير متهم |
وكل احوالهم سم كعقرب في |
كلامهم ولقاهم مع سلامهم |
ان حل ذكرهم في القلب يفسده |
فاهجر لاوطانهم وانبذ لعهدهم |
وفر منهم إلى سعف الجبال تفز |
او موقع القطر واختر قنية الغنم |
اجسامهم ان ترى تعجبك صورتها |
اسرارها مثل خشب من كلامهم |
فلا تجب داعياً يدعو لمعشرهم |
ولا فتاة بلا جرم من الحرم |
الا اذا فثنة لم تخشها فأجب مع |
الحجاب وزوج او ذوي رحم |
وقف على الباب واستأذن على أدب |
بعد السلام وثلث غير مهتجم |
ان قيل فادخل اجبهم واليمين فجز |
بها اليهم او أرجع دع لبيتهم |
فذاك ازكى وان هم يسالونك من |
فقل فلان وللتعظيم لا ترم |
الا اذا كنت مشهوراً بذاك فقل |
انا الفقيه وشمس الدين ذو الحكم |
ولا تجب سايلا من انت ذا بانا |
وكن ادوباً بفعل منك مع كلم |
وان دخلت لبيت قد خلا فأذا |
سلم كما في صلاة جاء فافتهم |
او كان فيه اناس طاب دينهم |
بالسلم سلم على الازواج والخدم |
ولا تسلم علي الكفار اجمعهم |
نعم اجبهم بلفظ غير ذي تمم |
فقل عليك وزد واواً بأوله |
او اسقط الواو او فاصمت لخزبهم |
ولا تسلم على الفساق قاطبة |
كأهل مكس وشراب لخمرهم |
ومن اضاع صلاة اوزنا وكذا |
شهود زور فدعهم مع قضاتهم |
ان لم تخف فتنة منهم ولا ضررا |
او شئت سلم عليهم خوف شرهم |
ولا تسلم على الانثى الفتية ذر |
ان لم تكن حرمة او كان فاغتنم |
ولا تسلم على الانثى لفتنتها |
فأن امنت افتتانا صاح فاغتنم |
نعم وسلم على جمع الاناث كما |
جآ في الحديث عن المختار للامم |
افش السلام وصافح للذكور اذا |
كان المصافح غير المرد من نسم |
وغير شخص يرى بالشرك متصفا |
وغير من قد بلاه اللّه بالجزم |
بل فر منه وعذ باللّه من مرض |
به ابتلى وامتثل للامر وانهزم |
واسبق الى البشر والاكرام ملتزما |
لقبلة اليد من ذي الزهد والحكم |
ونحو ذا لا لجبار ونحو غنى |
الا لخوف فكشر صاح وابتسم |
وان تعانق لمن قد جاء من سفر |
او الجهاد وحج البيت والحرم |
فذا مباح كتقبيل الصغير كذا |
تقبيل ميت بكاس الموت مستنم |
لا تحقرن بسلام صبية وجدوا |
فذا من الكبر فاحذره ومن شمم |
وان تكن راكبا سلم على الجلسا |
او المشاة وذى صغر على هرم |
وان تكن ماشيا افش السلام على |
من خلته قاعدا فاحفظ الذي الرسم |
والجمع ذو قلة يفشوا السلام على |
من كان ذا كثرة في العد فافتهم |
كرر سلامك جهرا بالثلاث على |
من لم يجبك واومىء نحو ذي الصمم |
وفتحه سنة اما الجواب فقل |
بفرضه لاعلى الاعيان كلهم |
بل يكفى في رده شخص لغير صبا |
عكس الجنازة فافهم سر فرقهم |
فالقصد من رده حبر القلوب وفي |
صلاة ميت دعاء فاستفد حكمى |
دعا المميز قد ترجى اجابته |
دون الملطخ بالعصيان والجرم |
والأولى في عصبة رد الجميع له |
وان ترد جبر قلب بالقيام قم |
لا للقضاة واهل الجور والكبرا |
نعم لمسكينهم مع اهل زهدهم |
كذا لعالمهم ان كان متقيا |
الف قلوب ذوي الاموال والكرم |
ومن تخف شره قم خوف فتنته |
للّه محتسبا واجنح إلى السلم |
وان دخلت بيوت الناس مكترما |
سلم عليهم ولا تهتك استرهم |
ولا تمد لطرف في مجالسهم |
ولا تمل نحو دنياهم وبزهم |
اياك تجلس على فرش الحرير ولا |
جلد النمور ولا من فوق فرشهم |
اعنى التكارم لا ان يأذنوا فاذا |
فاقبل كرامتهم ان شئت واكترم |
ولا تؤم لذي السلطان كن وجلا |
ولا تناج لثان دون ثلثهم |
من غير اذن ولا تحدق إلى حجر |
يأتى اليك القرى منها فتتهم |
ولا تكن جالسا في حلقة كملت |
أي وسطها تك ملعونا فخلهم |
واجلس كما مر حال الاكل ثم اذا |
فرغت لا حرج اذ ذاك ان ترم |
وصف التربع فافعل واحتبى ابدا |
ان شئت مستتر العورات لم تلم |
او افترش وتورك اقع لا بصلا |
تنا اجتنبه وجانب وصف كلبهم |
والافتراش لذي ذكر وصاحبه |
اعنى الثورك اولى عند ذي الفهم |
وقس على الذكر ترتيل القرآن كذا |
جلوس قوم لعلم عند شيخهم |
هذا اذا لم يطل وقت الجلوس فان |
يطل فسامح لذي الاعذار والسقم |
وان تكن صأيما عن غير مفترض |
وشق صومك كل جبرا لقلبهم |
وان اكلت لذي نتن كفومهم |
نيئافلا توذ قوما عند جمعهم |
وبيت ربك لا تدخل اليه اذا |
حتى ولو خاليا حفظا لحدهم |
وخير صبغك خل جاء في خبر |
بانه نعم ادم منه فأتدم |
واللحم اطيبه لحم الذراع فكل |
منه من عجوة سبعا على الدوم |
فالسم والسحر تلغى ان تصبح يا |
هذا بهن وقد خصوه بالحرم |
أي تمر طيبة طابت روح مساكنها |
في مسلم جا صريحا غير مكتتم |
واكل حلو تعاهده ومن عسل |
فاشرب فذاك الشفا للبطن من الم |
حمر الزبيب فخذ عشرين واحدة |
وحبة فوقها من ذاك فاقتضم |
والملح قدمه واختم ما اكلت به |
ففيه منفعة يا صاحب الفهم |
ومل الى لبن من شاء او معز |
او غير ذلك كالمحلوب من نعم |
وسل مزيدا وبارك صاح في لبن |
وغير ذلك خيرا منه سل بدم |
دباؤها كان محبوبا لسيدنا |
محمد المجتبى للعرب والعجم |
عليك بالحبة السوداء تكفي اذا |
من كل داء سوى موت ومن سقم |
والتبن يقطع باسورا عليك به |
فالرب قدمه في معرض القسم |
بطيخهم فضله قد جاء في اثر |
والقرطبي حكاه حبر غربهم |
دباغ معدتهم رملنهم فكلن |
منه فتلقيحه من دار عدنهم |
وكل اخي من الاعناب مختلطا |
فقد روي في حديث غير متهم |
وفي السفرجل نفع للطحال روي |
وفسروه بثقل ثم غشيهم |
واصله ظلمة في القلب تطمسه |
كالغيم يغشى لبدر في سمائهم |
فان تجد ثقلا في القلب او ظلما |
كل السفرجل يجلو الغشي بالظلم |
كما روى ابن اثير في نهايته |
وللحوامل اطعمه لنسلهم |
ان رمت وصف جمال في اجنتهم |
كما روي عن نبي كان في امم |
شكا له قومه قبحا بما يلدوا |
اوحي اليه بهذا الامر فافتهم |
وان اتاك طعام فيه فاكهة |
قدمها ان نضجت من قبل لحمهم |
وانظر الى قوله في متن واقعة |
مقدما ذكرها من قبل طيرنم |
لا تخلط العجم بالمأكول من ثمر |
تحت الخوان اطرحنه غير محتشم |
اما القران فصح النهي في خبر |
عنه بتمر لقوم دون اذنهم |
وهذه نبذة جاءتك في ادب |
تركت جملتها خوفا من السام |
وان شربت فسم اللّه ممتثلا |
مصا ثلثة انفاس بحمدهم |
وان يكن لبن قد رمت تشربه |
فالغب افضل من مص لشربهم |
وانظر اذا في اناء قد شربت به |
ازل قذاه ولا تنفخ ولا تقسم |
ولا تنفس لدى شرب وكن وجلا |
من اختناس السقا خوفا من السقم |
وان تشب لبناً بالماء او عسلا |
فذا مباح وحول الخمر لا تحم |
كذا النبيذ حرام مع حشيشتهم |
وجوز طيب لتخدير لعقلهم |
وكل ما اسكر الانسان ممتنع |
كذا المخدر قالوا بفقههم |
فالتبغ والمذر والبوزا وسائر ما |
ضاهاه في السكر ملحوق بخمرهم |
وان ترم لمنام قم بلا كسل |
الى الطهارة واسبغها بماءهم |
وسم مولاك وانفض للفراش وقل |
اسلمت وجهى لربى بارىء النسم |
كما رواه البخاري في مسانده |
سبح وكبر وحمد اللّه فالتزم |
عشرا وعشرا وعشرا ثم واحدة |
من بعد ثنتين في التعداد فافتهم |
لكل فرد من الاذكار واتل اذا |
لاية عظمت في الذكر والحكم |
وسورة الملك لا تهمل تلاوتها |
تنجيك في القبر من بؤس ومن نقم |
واقرأ لسورة اخلاص وما يلها |
فاقرأه بالنفث مع مسح الى القدم |
من قمة الراس واقرأ ختم بقرتنا |
فيكفياك من المحذور والضيم |
وقيل بل يكفيان التالي من سهر |
ومن تهجده في حندس الظلم |
والزم تلاوة ما جاءت به سنن |
والذكر ايضا لذى عزم على الحلم |
واوصى قبل منام بالكتابة او |
باللفظ ان حيل بين الطرس والقلم |
وضع لشق يمين بالفراش وضع |
يمناك يا صاح تحت الخد اذ تنم |
وضع شمالك فوق الخداذ بسطت |
واستغفر اللّه من ذنب ومن جرم |
واذ كرر قادك تحت الارض منفردا |
رهين قبر بربع دارس الرمم |
واختم كلامك بالاذكار تلق هدى |
واستقبل القبلة الغراء في الحرم |
اوك السقاء وخمر كل انية |
اكفف فراشك من ولد ومن نعم |
اطفيء سراجا ونارا من قويسقة |
واغلق الباب ارغاما لمرتجم |
ولا تنم جنبا حتى توضأ من |
ماء طهور بامر غير منجثم |
لا تضجع ابدا يا صاح منبطحا |
للوجه تمقت لدى مولاك فاختشم |
ان رمت فكرا فنم مستلقيا فبه |
يتم فكرك في الاملاك والنجم |
او رمت طبا فنم يا صاح مضطجعا |
لجانب ايسر تهضم لطعمهم |
ولا تنم ابدا قبل العشاء تخب |
ونومة الصبح فاحذرها ولا تنم |
اذ نومة الصبح تنفي الرزق في خبر |
نعوذ باللّه من حرمان رزقهم |
ولا تنم فوق سطح لا حصار له |
ولا تنم خاليا في البيت فافثهم |
ولا تنم حاقنا للبول تلق اذى |
كلا ولا حاقدا يوما على خصم |
ولا تنم صاح في شمس وبعضك في |
ظل من الشمس اذ هجر الهجير حمي |
ولا تنم بعد عصروا اخش من خبل |
ونم قبيل زوال الشمس عن امم |
بقصد قيلولة ان رمت نافلة |
في جوف ليل بهيم ان تكن تقم |
ولا تنم عين اذا مكتوبة فرضت |
ان ضاق وقت اداها ادها ونم |
ولا تنم بين ايقاظ فتؤذيهم |
وان يناموا فقم عنهم وخلهم |
ولا تسلم على من كان منتبها |
بين النيام برفع الصوت تؤذهم |
ان رمت يقظة ذي نوم لنازلة |
ايقظه بالرفق لا تصرخ به يهم |
وان يكن عالماً فاتركه منبسطا |
بالنوم اذ روحه تسرى بسرهم |
نعم اذا جد امر واضطررت قصح |
بذكر مولاك تنبيها من الحكم |
فقد جرى مثل ذا من حبنا عمر |
فكبر اللّه ايقاظا لفصحبهم |
مجهرا برفيع الصوت محترما |
لسيد الخلق فاستمسك بجبلهم |
وذا صحيح وفي متن البخاري اتى |
مطولا فاستفد واعرف لقدرهم |
وقل لدى يقظة ما صح في خبر |
حمدا لك اللّه اذ احييثني وقم |
الى العبادة والطاعات منتشطا |
والبس ثيابك بعد النفض للهدم |
ابدأ بيمناك حال اللبس ممتثلا |
والنزع بالعكس في نعل وذي كمم |
سم الاله تعالى واحمدنه اذا |
لبست شيئا وسله سابغ النعم |
وانو التحدث بالانعام مبتهجاً |
بما حبته اياديه من القسم |
ايضا وسترا لعورات امرت بها |
فكشفها موجب للعن والغمم |
قصر ثيابك لا تعجب بلبسك لا |
تجرها خيلا واحذر من النقم |
في صحيح القشيري الارض قد خسفت |
بلابس حلة بالفخر والشمم |
وصح في خبر اعراض خالقنا |
عمن يجر لثوب او ازارهم |
فارفع ازارا لنصف الساق مقتديا |
فما تزده على الكعبين يضطرم |
كم القميص الى رسغ فقسه كذا |
قد كان كم قميص المصطفى العلم |
فالزم لسنته من غير ماسرف |
فالمسرفون لهم مقت بفعلهم |
وانفض لخف وسروال ونحوهما |
لا تنتعل قائماً واجلس لخلفهم |
لا تمش في فردة في الرجل قد لبست |
فانزع او البس معا يا صاح في القدم |
وبرد حبرة قد جاءت فضيلته |
صحيحة وكذا اثواب بيضهم |
خير الثياب بياض خذه في كفن |
لميت آل للديدان والعدم |
وان ترم لبس مصبوغ فلا حرج |
في الحمر والخضر والمسكي وغيرهم |
كذا ويندب لبس الصوف متضعا |
والشعر من معز اذ ذاك او غنم |
اياك من شهرة في اللبس من خشن |
قد كان لبسك او من انفس القيم |
فلبس شهرتهم يفضي بصاحبه |
للذل والبعد والتنكيس في التخم |
ثم التعمم مسنون وعذبتها |
لغير فخر بها من اكرم الشيم |
اسدل لها في صلاة عكس بيت خلا |
فكفها قاصد التعظيم والحرم |
ولا تجاذف ولا تسرف وكن وجلا |
كالاغبياء من الحكام والغشم |
ويل لقاض ولا تسرف وكن وجلا |
تكبير عمته البيضا لدى الامم |
كأنها قبة صماء قد وضعت |
على دماغ خلا من معدن الحكم |
يجر اذياله في محفل الامرا |
بالزور ثم المرا والظلم والظلم |
ولا يراعي جناب اللّه خالقه |
وبل له ضل عن سبل الهدى وعمى |
فلا يغرك هذا واجتنبه تفز |
ومل الى صحبة الاخيار والتزم |
لبس القلانس والاقباع متضعا |
من غير عمتها ماذا بمنخرم |
الا بظاهر حكم في شهادتهم |
وحكمه واضح في نص فقههم |
اهل التصوف قد خصوا بمذهبهم |
على التواضع اصلاحا لقلبهم |
ملاحظين لاخبار به وردت |
صحيحة فهى اس في طريقهم |
فلم يبالوا بما يزري نفوسهم |
اذ كان ينفع قلبا خص بالقسم |
يجردون رؤساً عن عمائمها |
ويلبسون لما قد خس في القيم |
وهم على الحق فيما يفعلون فلا |
تعب عليهم بترك التاج والعمم |
جاء الحديث فلا تنكر على احد |
ونجل عبد سلام عز دينهم |
قد كان يحضر للاجناد موكبهم |
بقبع لباد هذا فعل حبرهم |
فقد عزى نقل ذا عن سيد العلما |
سبكيهم في طباق تاج دينهم |
لبس البذاذة من ايمان فاعله |
وترك ثوب جمال جاء في حكم |
وقلبك الفرو لا قدح بلابسه |
فأعمش كان قلابا لفروهم |
شيخ البخاري سليمان بلا ريب |
أي نجل مهران راوي جامع الكلم |
وقد حكى مثل ذا عن سادة سلفوا |
ابو يزيد حكى ذا عنه من قدم |
فاقلب لفروك قمعا للنفوس ولا |
تقف مع الوهم تدخل حندس الظلم |
رقع ازارك والسروال مبتغيا |
وجه المهيمن ذي الاحسان والكرم |
اما الحرير فلا تلبس لغير اذى |
من فجأة الحرب او قمل وبردهم |
نعم يباح اذا ما كان ممتزجا |
بنحو صوف وكتان وقطنهم |
كذا المطرف والمحبوك مشترطاً |
بقدر عادتهم اذ ذاك فاقتهم |
ولا يباح خليط زاد منه على |
ما فيه من وزن كتان وصوفهم |
فان يساوه ابح لبسا للابسه |
والنقص من باب اولى لاح كالعلم |
كما يباح لنسوان وصبيتهم |
فرشا ولبسا وتدثيراً بلحفهم |
كذا استناد اليه كل ذاك سوا |
وستر جدر حرام موجب النقم |
على خلاف جرى في غير كعبتنا |
بين الاكابر من اشياخ فقههم |
وجلد كلب وخنزير وميتتهم |
فامنع للابسها في الحل والحرم |
الا اذا مادعا ضر اليه كما |
بفجاة الحرب او حر وبردهم |
وهكذا حكم سنجاب ففروته |
ان لم يمت باخناق منه لم يقم |
والدبغ في مذهب الاستاذ شافعنا |
يطهر الجلد دون الشعر والعظم |
واختار جمع من الاصحاب طهرته |
بالدبغ وهو قوي غير منهدم |
وفيه توسعة للخلق قاطبة |
في فرو ما مات من ذيب ومن غنم |
بشرط ان يغسل المدبوغ فانتبهن |
بالما الطهور لينقي الرجس من ادم |
وشاع عن معشر للعلم قد فقهوا |
لان سنجابهم من بعد دبغهم |
لا يغسل الجلد منه بالطهور وذا |
قد صح ذاك فلا يفتى بلبسهم |
وفي الصلاة حرام اللبس يبطلها |
وخارج حكمه ضاهى لميتهم |
هذا الذي حرروه فاستفده وخذ |
بالحزم من ورع يا صاحب الهمم |
وان اردت نكاحا قد شغفت به |
فاخطب لبكر وذات الدبن فاغتنم |
وانكح ولودا وفي هذا الزمان فلا |
واحذر من الولد للاتراح والغمم |
يأتى زمان يربى الكلب فيه ودا |
خير من النسل فاهم واضح الكلم |
وارغب لمن قد زكت اصلا وعنصرها |
قد طاب في الاصل والاخلاق والشيم |
واحذر نكاح ذوات المال مع شرف |
وابغ اللتي رضيت بالفقر والعدم |
واعقد نكاحاك بعد الخطب ان نظرت |
عيناك للوجه والكفين واحتكم |
واختر شهوداً من الاخيار تحضره |
وعصبة من ذوي العرفان والهمم |
او لم لعرس واملاك بما قدرت |
يداك فابذل ولو شاة من الغنم |
وعند الاملاك فانثران تشا تمراً |
او نحوه والنقط يا طيب الشيم |
وان عجزت فقدم ما وجدت ولا |
تكلف النفس شيئا لم تطق تلم |
برك لعرس بلام او بلفظ على |
لا بالرفا وبنين لاتفه بهم |
وخذ بناصية عند الدخول وقل |
يا رب بارك لنا يا مسبغ النعم |
وصل عند زفاف ركعتين ومر |
عرسا بها فاذا تهدى بهديهم |
وان اردت وقاعا سم مبتديا |
واساله تجنيبك الشيطان بالنسم |
قبل وعانق تطيب في مواقعة |
ولا تقع كوقوع البهم والنعم |
واحذر مواقعة يا صاح قد ذكرت |
في اول الشهر أي ليلا بكرههم |
ووسطه وكذا قالوا بأخره |
فأن ابليس يحضر عند وطيئهم |
واصبر على العرس ان انزلت مستبقا |
فأنه من خصال العرف فاتهم |
واعرف الهك فيها صاح معترفا |
بالعجز عن شكر ما اولاك من نعم |
ولا تجامع لذي حيض وذي نفسا |
الا اذا اغتسلت بعد انقطاع دم |
وان ترم عود وطىء او تنام فقم |
الى الوضوء وعد عمد الى الحلم |
ان اولدت لك انثى لا تغم بها |
عند البشارة تشبه عابد الصنم |
او ان تضع ذكرا لا تفرحن به |
فأنه فتنة في الدين فاعتصم |
حنك لطفلك واحمله إلى ثقة |
في الخير قد صار بين الناس كالعلم |
وعق عنه بشاة يوم سابعه |
اذن بيمناه واليسرى بها اقم |
وان يكن ذكرا شاتين عق له |
واطبخ طعامهما بالحلو للحرم |
وللمساكين والجيران اهد لهم |
وان دعوت اليها القوم لم تلم |
وابعث إلى داية بالفخذ محتسبا |
وفصل العظم لا تكسره ينهشم |
وحكم شاة لعق حكم اضحية |
في السن والعيب لا في الوقت فافتهم |
وابغ الختان لسبع ان اردت وخذ |
شعرا وزنه بورق او ذهيبهم |
ووزن ذلك انفق صاح متحسبا |
واعط المساكين منه مع ذوي رحم |
واختر لمولودك اسما طيبا عطرا |
يحبه اللّه في الالقاب والشيم |
عبد وحمد فعبد اللّه افضل ما |
سمى به المرء فالزم ذاك في العلم |
وقال سيدنا المختار في خبر |
سموا باسمى فان تختر به اتسم |
ولا تسم بذي قبح كشعلة لا |
وافلح ويسار نهي ذاك نمى |
واختر له مرضعا دانت لخالقها |
طعامها من حرام المال صاح حمى |
فأن ترعرع هذا الطفل خذه الى |
مؤدب دين يهدبه للحكم |
واضر به ان حاد عن طرق اهدى ادبا |
مر بالصلاة لسبع بعد عشرهم |
ان لم يصل فضربا هذبنه به |
ايضا وفي مضجع فرق اذا يتم |
وازجره عن غيبة حتما وعن كذب |
وصنع عن نظر عمدا الى الحرم |
الا الى محرم واندب الى ورع |
وكل خلق جميل فاخر قوم |
اذا فعلت كذا فالله ذو كرم |
لا يظلم العبد شيئا جل ذو القدم |
ابشر بأجر عظيم لا نفاد له |
بجنة الخلد في ملك وفي خدم |
والزم لما صح من طرق الهدى ابداً |
في حق اهلك والولدان كلهم |
لا تظلم الزوج في استخدامها فتكن |
غدا على الجسر تمشى في دجى الظلم |
فاكنس لبيتك واطبخ للطعام تسد |
والعجن والغسل فافعله فلم تلم |
كان النبي رسول العالمين اذا |
يحل بيتا بمهن الاهل والخدم |
وكن صبورا لما تلقاه من ضرر |
وعاشر الاهل بالمعروف والكرم |
واللين والرفق والاحسان ما قدرت |
نفس ولاتك لعانا وذا شتم |
ولا تسب لعيش اذ تضيق يد |
ولا لدهر ومولود ولا خدم |
وان تخف لنشوز عظ لها فإذا |
حققته من قبيح الفعل والكلم |
فاهجر لمضجعها واضرب فلا حرج |
فأن اطاعت فلا تحقد وتضطرم |
وان اصرت على فعل الشقاق فخذ |
من اهلها حكما واعمد الى الحكم |
من اهلك ان صلح يراد بكم |
فالله قد ولي التوفيق من قدم |
انفق عليها بعرف واكسها ابدا |
بالعرف واختر لها دارا بحيهم |
او غيره فلك التخيبر في سكن |
وان دعت حاجة الا خدام فاختدم |
واحذر من الجمع بين الضرتين تنل |
هما وغما وكربا زايد الظلم |
واقسم كما قرر النظار في كثب |
واحذر من الحيف والاشطاط في القسم |
ولا تعاطى يمينا بالطلاق تخب |
ولا بغير وخص الله بالقسم |
وان رأيت شقاقا دائما وعيا |
واخترت تطليقها اذ ذاك لم تلم |
وحد ولا تبغ تثليثا فتندم لا |
تفعل لذلك في وقت انسجام دم |
ولا بطهر وقد واقعت فيه لها |
وعند حمل وخلع سوغ ذاك نمي |
واجبر لقلب بتمنيع وترك اذى |
وستر عورة ذي التطليق من حرم |
وان يكن ولد احسن اليه تفق |
وان تكن حاضنا لنفق بلا ندم |
وبعد سبع فأن تحوي النتاج فلا |
تمنع من الزور للقربى وذي رحم |
وبعد موت عروس صل صواحبها |
وهكذا كل ذي قربى من النسم |
ثم التختم مسنون بفضتنا |
في خنصر اليمنى او يسراك فاختتم |
وبالعقيق تختم جاء في اثر |
وبالحديد مباح مثل صفرهم |
اياك من سرف في وزنه فإذا |
رمت السلامة للمثقال فالتزم |
وان نقصت يكن خيرا ففي خبر |
الامر بالنقص عن مثقال وزنهم |
وخاتم ذهب او سنه فإذا |
حرم على ذكر والحلي للحرم |
جاءت اباحثه الا اذا سرف |
قد ارتكبن فحرم ذاك واحترم |
اما الاواني كمقراض ومكحلة |
خلال سن ومشط ظرف طيبهم |
وحق غالية حرم لها ابدا |
على الفريقين واحذر حر نارهم |
سيان من ذهب او عين فضتنا |
كانت فحرم وحرم الغير لا ترم |
ولو نفيسا كياقوت زبر جدهم |
مع الكراهة كاستعمال صفرهم |
في الاكل والشرب للاضرار دعه فقد |
نصوا على كرهه في متن فقههم |
وفي المضبب للتزيين مع كبر |
حرم وللغير جوز واستفد حكمي |
وما يموه قد جاءت اباحته |
اذا اضمحل بعرض فوق جمرهم |
وما يعلق فوق الراس للنفسا |
من الاواني كمصفاة وقوسهم |
ونحو ذلك فامنع منه من علق |
نفسا بتعليقه رغما لحزبهم |
وكل ذا محدث في الدين مبتدع |
فالزم لسنة خير الخلق والتزم |
اواه من بدع قد عم غيهبها |
للخاص والعام والسلطان والحكم |
حتى عقايد هذا العصر قد فسدت |
الا القليل كشامات على بهم |
بغض الصحابة في ذا الوقت منتشر |
وغير ذلك من فسق وسفك دم |
يا رب ثبت ووفق كل عصبتنا |
وكن لنا ملجأ من زلة القدم |
وان اردت خروجاً للصلاة فكن |
من بعد لبس ثياب البيض والعمم |
عند الخروج ببسم اللّه مبتديا |
ايضا توكل على مولاك واعتصم |
واخرج بيسراك من بيت ثويت به |
عكس الدخول ولا تركب بلا سقم |
بل فامش وانهض اليها بالسكون ولا |
تهمل للاذكار اصلا لا ولا ترم |
تشبيك ما في يد من اصبع وضعت |
واقصد زيارة رب البيت والحرم |
ومل الى مسجد بالقرب منك اذا |
ما صانه اهله بالذكر والحكم |
وان اهانوه لا تقرب ودعه اذا |
كانت شعاير دين فيه لم تقم |
كالخوض في غيبة فيه وفي كذب |
والاشتغال بذكر البيع والسلم |
كذا البصاق والاستنجا بساحته |
او رفع صوت بغير العلم فافتهم |
او الضيوف تراهم ينزلون به |
للاكل والشرب والتقذير بالقمم |
والنوم فيه لغير الله فامض وقم |
عنهم واعرض ودع تكثير حزبهم |
فأنهم مقتاء الله في خبر |
قد جاء لعنهم في اقوم الكلم |
فالنوم والاكل قد جاءت اباحته |
بمسجد المصطفى مع لعب حبشهم |
ورقصهم بحراب فيه مجتهراً |
وغير ذاك كأنشاد لشعرهم |
ففعلهم ذاك قد صحت مقاصدهم |
فيه بتعظيم بيت الله والحرم |
فأنهم خير قرن صح في خبر |
عند البخاري وهذا شر قرنهم |
اين الحفالة بل حفلي حفالتها |
من اللباب ذوي الالباب والهمم |
فلا تقس معشرا خانوا امانتهم |
على الشموس ولا الاقمار والنجم |
لو ان واحدنا ينفق على احد |
من الذهيب كأحد مع مديدهم |
او بصف مد لهم قد انفقوه فلم |
يبلغ مقامهم في الجود والكرم |
صح الحديث عن المختار صاح بذا |
فاعرف لقدرك من هذا وقدرهم |
والفتوى ان مباحا كان في حرم |
بمسجد المصطفى قدما كاكلهم |
والنوم فيه ولعب بالحراب به |
فالان يمنع منه فاستفد حكمى |
وذاك من عارض أي سوء مقترف |
يطول تفصيله في شرح حالهم |
فأنهم يتعدون الحدود ولا |
يراقبون الها عالما بهم |
يبول نائمهم في صحن مسجدهم |
ويقتل القمل والبرغوث في الحرم |
هذا ويلقى قشورا منهما جهلا |
بقدر بيت الذي ابداه من عدم |
فلا يعظم توقيرا شعائره |
بترك ما ساء من خلق ومن شيم |
وفي ضيافاتهم قد احدثوا بدعا |
يضيق صدرا بها من كان ذا قوم |
فانظر بقلبك في متن الحديث ترى |
زوج الرسول وما قالته في الحرم |
من منعهن بما احدثن من بدع |
من المساجد قولا غير متهم |
فكل وقت له فتوى تليق به |
وكل شخص كذا فاتبع لحبرهم |
اعني به نجل عباس رضي ابدا |
عليهما كيف افتى سافكا لدم |
بتوبة ولثان جاء يساء له |
بضد ذلك فافهم سر رمزهم |
صرنا بوقت عجيب صار عالمهم |
يفتى مع الجهل بالاسرار كالنعم |
يقيس بهرجهم والزيف اجمعه |
على النفيس وهذا قاصر الهمم |
فكونه مفتياً شرط لساعتنا |
افتى فافتن اقواماً بجهلهم |
فان ترى مسجدا قد صين من دنس |
ومن مناكر افعال له التزم |
عظم شعائره واعرف لحرمته |
وانو العكوف به والصمت فاستدم |
الا عن الذكر والتعليم فه ابدا |
بذاك جهرا وسل عن جوهر الحكم |
ولا تسل عن متاع ضل فيه ولا |
تذكر لدنيا بعقد البيع والسلم |
ولا بغير وادب من تراه يسل |
عن ضالة ذهبت فازجره وانتقم |
بدعوة وردت في سنة رويت |
كمن يبيعان قل حقا ولا تهم |
ولا تداهن كبير القوم تاجرهم |
ولا الرئيس وذا الاعوان والخدم |
ادخل بيمناك واخرج باليسار وعذ |
باللّه سم وسل مولاك من قسم |
بفتح ابواب رحمات وغفر خطا |
بعد الصلاة مع التسليم فاغتنم |
ادلك لنعل على باب وخذه ولا |
تخط اعناق قوم فيه تؤذهم |
ومن تخطى رقاب الناس جاء غدا |
جسرا على النار ملقى في طريقهم |
نعم يباح التخطي للامام ومن |
يرى اتساعا بصف داخل امم |
بشرط ان لا يخطى فوق ثالثة |
من الصفوف ولا يفرق لجمعهم |
ولا تقم احدا من بقعة ابدا |
للسبق حق نعم وارفع لفرشهم |
من البساط وسجاد ونحوهما |
فلا يباح جلوس دون اذنهم |
وان يقم احد منهم ومقصده |
اذا قضى حاجة يأوي الى الحرام |
فلا تكن جالسا يا صاح موضعه |
وهكذا حكم مفتيهم وشيخهم |
وصف في اول من بقعة يمنت |
ولا تقدم بصدر لا ولا قدم |
ان لم تجد فرجة في الصف صل اذاً |
فرداً وللشخص فاجذب بعد محترم |
قدم رجالا بصف ثم صبيتهم |
ثم الخناثى وبعد الكل للحرم |
وخير صف ذكور جاء أولها |
عكس النساء وضد الخير لا ترم |
وان اممت لقوم كن مقدمهم |
اما النساء فمن امت بوسطهم |
وان يكن ذكرا اوقفه عن يمن |
ان اخر جاء فليحرم عن الشام |
وبعد ذاك فاخر ذين خلف تصب |
او ان تشا فتقدم انت لم تلم |
ولا تؤم لقوم يكرهونك حد |
ولا تطول ولاحظ صاحب الهرم |
ومن له حاجة والطفل من ضعف |
ولا تؤم لغير اللّه ذي الكرم |
نظف ثيابك من نجس ومن دنس |
حسا ومعنى وتقوى اللّه فاغتنم |
واول الوقت لا تهمل فضيلته |
الا لعذر وابرد حال حرهم |
بشرط ما قاله الاقوام في كتب |
قد حرروها فراجعها بفقههم |
وان تكن راكعاً او في التشهد قف |
لداخل جاء للطاعات والخدم |
بشرط تسوية بين الانام كذا |
ترك الاطالة فيه خشية السآم |
وان طرا حدث او قد عرفت فلا |
تمكث وخلف فتى يتمم لفرضهم |
ان لم يخلف فلا اثم نعم فهم |
يقدموا عارفا بالفقه والحكم |
ولا تواصل اذانا بالاقامة بل |
فامكث اذا لم يضق وقت لجمعهم |
ولا تقدم لذي فسق وذي بدع |
ومن يخل بشرط او بركنهم |
حتى ولو حنفيا كان مرتكبا |
لضد معتقد المأموم فافتهم |
واسمع قراءة نال امكم واذا |
قضى القراءة امن معه والتزم |
له اتباعا اذا احكمت عقدك في |
روم اقتداء به يا طيب الشيم |
وان يكن راكعا فاركع كذاك اذا |
قد كان منتصبا سمع اذا وقم |
واحمد الهك بعد الانتصاب كما |
قد جاء في مسند الاخبار والكلم |
وان يكن ساجدا فاسجد بلا سبق |
ولا تبادر تكن في صورة البهم |
ولا تسابقه بالاحرام عن عجل |
لم تنعقد واحذر البطلان فافتهم |
واحذر تخلف بركن ثم اخر من |
اركان فعل بلا عذر مع التمم |
اعني يتم له الركنان دونك او |
بالعذر فامكث لتتميم فخذ حكمي |
مثال عذر كبطوء في القراة او |
نسيان فاتحة أي بعد ركعهم |
فامكث لتقرأها اذ ذاك لا حرج |
الي ثلاثة اركان بطولهم |
ان يسه فاسجد له او تسه انت فلا |
لحمله عنك سهو الفعل والكلم |
وان قضيت صلاة فالتزم ادباً |
سبح وحمد وكبر واودع واستلم |
اما الدعا فله قد افردوا كتباً |
في الفضل والحال والاوقات والقسم |
وفضله طافح فاجأر به ابداً |
في القبض والبسط والافراح والغمم |
واسأل بجامعه الماثور في خبر |
واحمد وصل على المختار من قدم |
وابسط يديك توجه قبلة وسلن |
مولاك فضلاً عظيما واكف الديم |
ونكس الرأس طورا وارمقن الى |
نحو السماء يطرف منك منسجم |
لا تهمل الطهر في الاحوال اجمعها |
ان استطعت ففيه اليمن فاستدم |
في وقت غيث وعند الفطر مع سفر |
وجوف ليل واسحار وان تقم |
بين الاذانين بين الخطبتين ففه |
بالاضطرار وعند الضرب للقمم |
أي في الجهاد وايام الحجيج وفي |
رمضان والليلة الغراء بالكرم |
وليلة القدر مع يوسف الوقوف كذا |
عند اصطراخ ديوك القوم في الخيم |
وبعد طهر لدى تغميض ميتهم |
ودبر مكتوبة مع اشهر حرم |
وفي المحرم يوم العشر فابتغه |
وفي البقاع كبيت اللّه والحرم |
وعند زمزم حال الشرب منتهلا |
وعند قبر رسول اللّه ذي الكرم |
ومسجد القدس مع قبر الخليل وقس |
كل المشاهد للخيرات فانتسم |
وعند ختم كلام اللّه خالقنا |
بين اسمى الله في الانعام فاغتنم |
وعند رؤيا هلال لاح في افق |
فاسال آلهك واقرأ أي ملكهم |
اعني تبارك واسأل في السجود تجب |
ويوم عيد وحال الضر والسقم |
وليلة الفطر والاضحى ومنتصف |
من شهر شعبان لا تهمله في الظلم |
وليلة هل فيها شهر بارئنا |
رجب الاصم تضرع صاح لا تنم |
وعند نوم ولبس والقيام الى |
صلاة ليل وكرب ثم دينهم |
وغير ذلك فالزم للدعاء بما |
قد جاء في كتب الاثار والتزم |
اعزم سؤالا ولا تشك بموعده |
ولا تسل لحرام ان تسل تلم |
ولا لمنزلة للانبيا قسمت |
ولا بموت على كفر لذي السلم |
ولا على النفس والاهلين قاطبة |
بالسوء قل هكذا في المال والخدم |
ولا تمن لموت ان بليت نعم |
ان خفت من فتنة في الدين لم تلم |
من غير جزم وبالتفويض سل فاذا |
كان الدعا هكذا تمشي على قدم |
ولا تبالغ برفع الصوت في طلب |
ولا تمل نحو تسجيع ولا نغم |
والسجع ان لم تكلف فيه موتثر |
وكل حلالا تجب اولا فتحترم |
اكل الحلال وتقوى اللّه قطب هدى |
في كل حال فخذه عن ذوي الهمم |
ولا تكن بجبان عند مسألة |
اعظم سؤالك فالمسؤل ذو عظم |
ان لم تجب في سؤال لا تدعه ولا |
تياس فترك دعاء اللّه ذي الكرم |
ولا توهم بذنب كان ذا كبر |
فقد اجيب عدو اللّه من قدم |
واحذر من الظلم لا تأمن عواقبه |
فدعوة العبد مظلوما من النقم |
تسري الى ربه لا شيء يحجبها |
كذا ووالد مولود من النسم |
مسافر وولي مستجاب دعا |
فاحذر اذى واتعظ من فعل سعدهم |
واطلب دعاء من الابرار اجمعهم |
ومن فتى رام حج البيت والحرم |
واسأل الهك للاخوان نيل رضى |
في ظهر غيب تجب بالمثل فاغتنم |
ابدأ بنفسك والآباء قاطبة |
ثم القريب وبالجيران كلهم |
عمم بدعوتك الاسلام تلق هدى |
ذكورهم واناثا ميت حيهم |
لا تنس من مات ياذا من جميل دعا |
فالميت مثل غريق وسط ملتطم |
فأن تصل دعوة من أهل او احد |
من الاجانب كانت اكبر النعم |
واختم بحمد وتسليم وصل على |
محمد المجتبى للعرب والعجم |
وامسح بكفيك وجهاً لا القنوت فدع |
وظهر كف لرفع الضر والغمم |
والاسم الاعظم ان تبغ الدعاء به |
اللّه فاسأل به مع حرف ميمهم |
واسأل باسمائه الحسنى تصبه بها |
قد صين جوهره فيها فلا تهم |
وقيل يا حي يا قيوم فاغتنمن |
وجأر بذين من الاتمام للنعم |
وقيل فيه هو التهليل فادع به |
ذو النون فاه به في بطن حوتهم |
كرره بعد صلاة في الدجا سحرا |
كقه بجملهم فافهم لحسبهم |
مائتا وخمسا وعشرين اخيّ اذا |
تكفى من الكرب اذ يغشى كليلهم |
في آخر الليل ضبط في الحساب فقد |
يا صاح جربها الاخيار فاحتزم |
ان مسك الضر فاجأر بالدعاء كما |
دعا به المبتلى ايوب ذو السقم |
لدفع ظلم وضيم بعد سجدتهم |
وفي الصحيح دعاء الكرب كالعلم |
وكل حادثة قد جاء فيها دعا |
فاسأل بذاك خبيرا في حديثهم |
تركت تفصيلها خوف السآم بها |
ولم اجد صادقا في بغية الحكم |
لذاك اكتم من علمى جواهره |
خوف الضياع لحق اللّه والحرم |
فكثمك العلم عمن يستحق له |
ظلم وبذل لغير مثل ذاك نمي |
يا حسرتا مات علم الدين يا اسفا |
وصار من يدعيه منتن الشيم |
قد مال جهرا الى الدنيا وزينتها |
وحب جاه كذئبٍ ضاريء بكم |
قد اخرسته عن الحق المنير فلم |
يامر بعرف ولم يزجر ولم يرم |
بعلمه وجه مولاه العظيم ولم |
يسمع زواجر قران من الصمم |
وصار طالب علم الدين همته |
ولاية الحكم والمنبوذ للحطم |
يهوى الرياسة لا يبغي بها بدلا |
عند الملوك بقرب من ديارهم |
يمشي اليهم على دنياه مكتلبا |
مصدقا لهم في زور كذبهم |
مداهنا في حقوق اللّه اجمعها |
لم يكترث بتعديهم لحدهم |
يكفيه ي خزيه حشر غدا معهم |
لحبه لهم في قعر نارهم |
اين العلوم وما اثمرن من تحف |
من المحاسن والانوار في الظلم |
العلم نور مبين يستضاء به |
والنور يكسف بالظلماء والقتم |
العلم ماء طهور مطلق ابدا |
مطهر القلب من حدث ورجسهم |
لكنه حل في ارض منجسة |
فغيرته فاضحى واكس القيم |
العلم ثوب جمال فاق منظره |
ولبسه زينةٌ للناس كلهم |
نعم قلوب الورى اضحت له جسدا |
فغيرت وصفه هتكا لسترهم |
العلم يحي قلوبا زال رونقها |
لكنه صار ميتا دارس الرمم |
العلم يرفع في الدارين صاحبه |
لكنّ حاملهُ افضى الى النخم |
بميله لخسيس القدر يجمعه |
من الحطام الذي يفنى ولم يدم |
فاكتم علومك الا عن اخي ثقة |
قد جاء يطلبها للّه فاغتنم |
تعليمه سيما ان طاب عنصره |
ولا تفدها لجبار وذي شمم |
ولا لمن رام حظا عاجلا كفتى |
رام القضاء وتدريسا لصيتهم |
ان الذي مال للدنيا وزينتها |
بحرفة العلم كلبٌ والغٌ بدم |
وقاطعٌ عن طريق اللّه منقطعٌ |
عن باب مولاه محروم من القسم |
فاحذر تعلمه شيئا فتشركه |
في الاثم والبغي والعدوان والظلم |
واجلس وقورا على طهر وكن وجلا |
من الرياء ومن عجب وكبرهم |
وابدأ بتعليم ما قد كان مفترضا |
من الاصول ومن فقه بدينهم |
وعلم امراض قلب مع معالجة |
فذاك حتم على من كان ذا حكم |
وعلم نحو وتصريف ونحوهما |
ان قام شخص به اجزأ عن الامم |
فابدأ بما هومهمّ بل اهمّ ولا |
تضع زماناً بغير تفض للندم |
استغفر اللّه ربى دائما ابدا |
ان لم يسامح اقل ياذلة القدم |
مضت جواهر انفاس الزمان سدى |
واحسرتى وابكايء آه وآندمى |
وكن وقوراً لدى التقرير متقياً |
لحظ نفسك من فعل ومن كلم |
بشر ويسر ورغب عند موعظة |
حذر وذكر وانذر واعف وانتقم |
اقبل وادبر ولا تفجر على احد |
ولا تكافي خسيس القدر والقيم |
اياك واللعن واحفظ كل جارحة |
من الحرام بحل كنت او حرم |
اعرض عن اللغو مر بالعوف محتسباً |
ولا تداهن لذى قربى وذي رحم |
كلا ولا نفسك احذر من مداهنة |
فالنفس امارة بالسوء فاعتصم |
ولا تجادل لطلاب الجدال ولا |
تمار اهل المرا بل مرّ وانهزم |
ولا تعلم لغير اللّه فاخش ولا |
تمن لا توذ لا تفخر على النسم |
ولا تكلف لقوم قد صحبتهم |
بخدمة لا ولا تطمع بمالهم |
ولا تكن طالبا للصيت منتشراً |
ولا تقطب وبش الوجه وابتسم |
الا اذا منكراً قد خلت من احد |
فاغضب وقطب لحق اللّه ثم قم |
كان النبي رسول الله سيدنا |
اذا رأى منكرا يغضب وينتقم |
وانظر الى قوله في سورة نزلت |
اعني بها النور لا تاخذكم افنهم |
ولا تخلط تحد عن شرعة وضحت |
فاسلك سبيل الهدى الزهراء كالنجم |
ولا تفد لغريب العلم منكره |
وخذ يقول على صاحب العلم |
واطرح سؤالا على قوم لتخبرهم |
لا للأذى بامتحان منك تأتثم |
وان سئلت ففوض للآله وقل |
اللّه اعلم والمختار للامم |
ان لم تكن عالما او ان علمت اجب |
ان لم يكن موجب للصمت عن كلم |
ولا تبادر الى رد الجواب بلا |
تأمل منك تخطى منهج السلم |
وان يكن ثم من قد فاق مرتبة |
فاردد اليه سؤال القوم واحتشم |
وان كتبت على فتوى علمت بها |
فابدأ بحمد وميز قطة القلم |
واسأل من اللّه توفيق الصواب لها |
وصل من بعد حمد اللّه واختتم |
تحت السؤال بيسرى رقعة رسمت |
فارسم جوابك بالايضاح للتهم |
ولا تكن اخذا اجرا عليه تخب |
من اجر اخراك فاحذر ذلة القدم |
ولا تطول جوابا فوق حاجتهم |
نعم وفصل لامر فيه منبهم |
وفي الطلاق تثبت لا تكن عجلا |
والاحتياط به فاعمل بحنثهم |
هذا زمانٌ عجيبٌ صار فاسقهم |
يفشى الطلاق بحنث غير مكتتم |
وربما فسح الفساق من فقها |
زماننا بحديث الدور في القسم |
يعلقون بتلقين من السفها |
طلاق قوم بدور فعل متهم |
يقول سرجتها يعنى بذاك لما |
يعزى الى ابن سريح في طلاقهم |
والحق ان طريق الدور منقطعٌ |
ومن يعلق به يحنث فلا تهم |
جرى على ذا اماما الفقه في كتب |
الرافعى والنواوي صاحب الهمم |
والقول قولهما في كل نازلة |
الا قليلا فحرر حكم فقههم |
واهرع إلى اللّه واضرع للاله تفز |
ولا تكاسل عن الطاعات والخدم |
ولا تصاحب لاهل الشر واجفهم |
واصحب لاهل الهدى وانهض لحبهم |
زرهم تأدب بهم وادخل لحضرتهم |
وكن عبيدا لهم في كل شأنهم |
اقم على ساحة الاعتاب ملتثما |
لترب اقدامهم تظفر بقربهم |
فترب اقدام اهل اللّه ذرتها |
تبري القروح وتشفى من ضنا السقم |
واحذر من التكر فالانكار يهلك من |
به تخلق بل سلم لحالهم |
بشرط صدق امارات توكدها |
والشرع راع تجده خير معتصم |
ان المجاذيب انواع منوعة |
ونفعهم قاصر في سر سيرهم |
ولا يخيب محب فيهم بدنا |
ولا بأخرة فالزم لحبهم |
والسالكون وان لم يجذبوا فهم |
يعمّ نفعهم باللحظ والكلم |
والطرق شتى واسناها واشرفها |
طريقة المصطفى البيضا بلا تهم |
فأنها قد حوت كل المعاني فسل |
مولاك توفيقها واسلك بها ودم |
وانظر مقام جنيد في العلوم وقس |
عليه حالة حلاج حسينهم |
ان الجنيد له قد دانت الفقها |
من غير نكر فخذ اسرار فرقهم |
فاحفظ سياجات شرع يا اخى تسد |
ولا تمخرق تقع في مكر نكرهم |
هذا ابن فارض ثم الحاتمي ومن |
مشى على الحد اضحوا بحر خوضهم |
فاحذر من الخوض تغرق في مآثمهم |
وامر حالهم كله لربهم |
وانظر إلى اية من بعد فاتحة |
في الجزء الاول من آيات ذكرهم |
يا رب سدد وايد دائما ابداً |
وافتح بنصر قريب غير منصرم |
سافر عن الاهل والاوطان قاطبة |
واطلب لعلم به تمتاز عن نعم |
واقصد به وجه مولاك الكريم تفز |
ولا تسل فاسقا كالقاضى والحكم |
لا تأخذ العلم الا عن حليف تقى |
فاكف بساحته الغرباء والتزم |
واطلب لعلم فروض قد امرت بها |
من اصل دين وغسل مع وضوئهم |
وكالصلاة وصوم والزكاة وما |
ضاهاه في الحكم من بيع ومن سلم |
وعلم قلب واخلاق معاملة |
واجلس لدى الشيخ مثل العبد والخدم |
وغض طرفا ولا تضحك بلا سبب |
احضر لقلبك وافهم صافى الحكم |
وان يناديك قل لبيك او بنعم |
اجب نداه وان يأمرك فاستلم |
حكمه في النفس تظفر لا تكن حرجا |
فيما قضاه به اتبع رمز سرهم |
شاوره في كل ما تبغيه من غرض |
واسمع له واطع واصبر على الالم |
من زجرة النفس او تهذيبه فبه |
يشرق ضياء سناء السر من ظلم |
وان تجد حاجة عنت له فإذا |
بادر اليها ببذل المال والقدم |
ان رمت تخدم فاخدم سادة علموا |
بشرط الاخلاص لا قصد المدحهم |
ولا رياء ولا فخر ولا لدنا |
ونحو ذلك والاعتاب فالتزم |
دابا لقوم لهم علم لهم ادب |
واقنع بما فتح المولى من القسم |
ابو هريرة حفاظ الحديث رضى |
بملىء بطن من العرفان والحكم |
تجرع المر في نيل العلوم فها |
قد ساد بالعلم بين العرب والعجم |
في يوم جمعة اذ يروى الحديث له |
بعد الاذان مع الرضوان فافتهم |
وانظر بقلبك في هذا المقام له |
في كل قطر مدى الايام والامم |
فلازم العلم لا تهجر مجالسه |
فانها روض جنات بلا تهم |
ومجلس واحد قد فاق منزلة |
شهود الف من الاموات والنسم |
وعود الف مريض صح في خبر |
والف فرد من الركعات فاغتنم |
ومن مشنى في طريق طالبا لهدى |
له طريق الى جنات عدتهم |
ولا تكن سائلا من غير مشورة |
ولا بحال انحراف الشيخ من غمم |
في القبض والبسطو والاحزان مفرطة |
وشغل فكر بامر حادث عمم |
ولا بجوع ولا عري ولا ظماء |
ولا بحقن ولا حقب ونحوهم |
ولا تسله بخوف غالب واذا |
اجبت او لم تجب اياك تتهم |
ولا تلح على رد الجواب ولا |
تجل بارض ظنون السوء والتهم |
وان تر الخير فانشر ذكره فإذا |
ما خلت ضدا فلا تهتك لسترهم |
اول بما قدرت نفس عليه وان |
قد كان لا يقبل التأويل فاتهم |
اعنى لنفسك وارجع بالملام لها |
وبعد ذلك فاستغفر لذنبهم |
وهكذا الحكم في باب الاخوة خذ |
من غير فرق بحبل الله واعتصم |
وكل امرك لا تكتمه عن ثقة |
اخذت عنه بصدق العزم والهمم |
واصحب لاصل وفرع مع ذوي رحم |
بالبر والجود والاحسان والكرم |
وترك كل اذى واعرف لقدرهم |
ووالهم ان اطاعوا او عصوا فلم |
وامر بعرف لهم مثل الصلاة وقل |
حقا اذا خلت بطلا في سبيلهم |
فأن اطاعوك فاشكر او عصوك فلا |
تطع وصاحبهما بالعرف من شيم |
فإن اصروا على العصيان والجرم |
فخل ودا لهم واقطع لوصلهم |
لا تدع اصلا بما سمى به فإذا |
تكن مسيئا ظلوما قاطع الرحم |
بل بالابوة سمه والامومة قل |
او بالسيادة واعرف حق فضلهم |
واشكر لهم بدعاء في الكتاب اتى |
وان يمت واحد صل اهل ودهم |
نظف ثيابا وابدانا لهم شعشت |
امط اذا هم كبرغوث وقملهم |
انفق على والد يحتاج او ولد |
وهكذا فاسكهم دفعاً لبردهم |
لا تدن زوجا وتقصى الام تقطعها |
ولا صديقا وتقصى الاصل فافتهم |
اصبر على قولهم واغفر لذلتهم |
ودع اذا هم من الافعال والكلم |
رد السلام وعد من كان ذا مرض |
شيع جنازتهم وانصر لمصطلم |
شمت لعاطفهم من بعد حمدلة |
ان لم يحمد فدعه مثل ذي زكم |
اجب لداع ولو قد كان من بعد |
ان لم يكن منكراً برر لذي القسم |
لا تحقرن من المعروف حتى ولو |
تلقى اخاك بثغر منك مبتسم |
احسن الى الجار لا تحقر مودته |
بما تهاديه حتى فرسن الغنم |
لا تجلسن بطريق قط الا اذا |
غضضت طرفا عن الاحداق بالحرم |
مع امر عرف ونهى عن مضاددة |
وكف نفس عن ألا بذاء والتهم |
كذا ورد سلام صح في خبر |
اسناده صح عن شيخي زمانهم |
خصال فطرتهم عشر وقد ذكرت |
في مسلم صاح منها نتف ابطهم |
قصّ الشوارب قلم الظفر رابعها |
غسل البراجم خمس باستياكهم |
ثم الختان مع استحداد عانتهم |
اعفا اللحاء مع استنشاق مائهم |
وعاشر فانتفاض الماء فسره |
بعض الرواة بالاستنجاء فافتهم |
والاكتحال ثلاثاً جاء في ادب |
بأثمد فاكتحل باليمنى ان تنم |
والادهان لشعر جاء في خبر |
فافعله ان شئت غبا لاعلى الدوم |
وسرح الشعر لا تهمله مؤتسيا |
بالمصطفى خير خلق اللّه كلهم |
وانظر لوجهك في المرآة مفتكرا |
واسأل الهم حسن الخلق والشيم |
ونظف الثوب بالصابون من دنس |
على النظافة مبنى الدين ذى القوم |
نعم اذا صح قصد المرء في شعث |
في الثوب والشعر والابدان واللمم |
فلا يلام اذا في حالة ابدا |
وكيف وهو ولي اللّه ذي الكرم |
لو كان ذا مقسما يوما على جبل |
لبر يا صاح عند اللّه في القسم |
فرب اشعث ذي طمرين مندفع |
عند الورى وتراه قطب غوثهم |
منهم او يس كما قد صح في خبر |
فسل لفاروقهم عن قدر قدرهم |
وكم وكم حوت الاطمار من بطل |
وقطب غوث وذي سر وذي همم |
يا مالك الملك يا رحمن يا املى |
امطر علينا بهم من واسع النعم |
غيثاً مغيثاً هنيا دائماً ابداً |
مجللاً طبقا من واكف الديم |
سحا مريا مريعا دام وابله |
يحيى موات اراضى السر بالحكم |
وافتح لنا بهم ما كان منغلقا |
من الكشوفات ياذا الجود والكرم |
واختم بخير وصل من كان منقطعاً |
بجذبة عن قريب منك بالعصم |
حاشا لمجدك يا مولاي تؤيسني |
من فيض فضلك يا ذا الفضل والعظم |
وهل اضام وقد اصبحت في كنف |
وعصمة منك ربى انت معتصمى |
انت المغيث وانت المستغاث به |
انت المجيب دعا المضطر في الظلم |
انت كنت اسرفت بحر الجود ملتطم |
فيه اغوص من الزلات والجرم |
او كنت بارزت ربى بالقبيح فمن |
ارجو سواه يقلنى زلة القدم |
يا رب انت الرجا في كل نائبة |
يا واسع الغفر يا قيوم لم تنم |
يا رب فتحا قريبا سرمدا ابدا |
بغير حد ولا عد ولا ثلم |
يا رب لطفا وتأييدا ومغفرة |
تمحو بها ظلم الزلات واللمم |
يا رب انى غريب الدار منقطع |
عن رفقة من ذوي الابقان والهمم |
يا رب اني فقير مملق بئسٌ |
فاننى يا آله الخلق من عدم |
وانني عن وجودي بالشهود ودم |
وزد وضاعف برحمات على رمم |
وارزقني صحة فقر منك يا سندي |
اليك دأباً بها اغسنى عن الامم |
وامنح وصالا بلا فصل وغير جفا |
على ارائك فرش القرب والنعم |
ولذذ الطرف والاعضاء اجمعها |
بحسن طلعة وجه فاق بالقدم |
وبالبقاء فلا يفنى اذا فنيت |
ذات الخلائق جل اللّه ذو الكرم |
خير الملابس تقوى اللّه فاشترها |
واستر بجلبا بها الوافي من النقم |
ما لاح في صورة الاخلاق تنج غدا |
واملأ وعاءك من زاد التقى ودم |
وافتض ابكار افكار على سرر |
موضونة ومن التسنيم فاستنم |
وارفع بقلبك احداثاً وقعن على |
سر بماء يقين حقه اغتنم |
واجعل صلاتك بالنجوى لمن فتقت |
اسرار قدرته الاكوان من ظلم |
وصم بسر عن الاغيار اجمعها |
وافطر على تمر عين العين وائتدم |
واشرب على كثرة ماء الصفاء وقل |
ذهب الضنا وشفي سرى من السقم |
وزك مال فضول الغير محتسباً |
يخلف عليك بعين الفضل والكرم |
ونزه السر في سير على نجب |
تجري براكبها في منهج قوم |
واقرأ سطوراً على الاكوان قد رقمت |
حرف الكشوفات فيها غير منعجم |
وادخل ميادين عرفان حدائقها |
من حسن نضرتها تجلو دجى الظلم |
وقف على عرفات وازدلف لمنى |
وابغ الهنا والعنا فانسبه للعدم |
وادخل رياض الصفا وانزل بمروتها |
واذبح لهدى الهوى في شاطى الحرم |
وانبذ لجمر الجفا عند الجمار وطف |
بكعبة القرب اشواطا على القدم |
واحلق وقصر عن الاكوان اجمعها |
لا ترجع الطرف فيها ينقلب فقم |
واشرب لزمزمها الصافي بكاس وفا |
قبل لاسودها والركن فالتزم |
واعمد للاذيال واستمسك بعروتها |
فأن حبل هواها غير منفصم |
طوبى لحجاجها فازوا ببغيتهم |
نودوا فلبوا وحلوا باطن الحرم |
كم ذا التلاهي ابالاهي بغفلته |
لم لا تجيب الندا هل انت في صمم |
حتى متى ايها السكران ويك الا |
فقم ونح في الدجا واجنح الى السلم |
وصالح اللّه واسال صفحه فعسى |
يجود سبحانه بالعفو والكرم |
ولا تمل ولا تكسل فربك لا |
يمل حل علا فانهض له وقم |
من يتعب الآن في دنياه ببدله |
مولاه بالروح والريحان والنعم |
فاتعب قليلا تعش في راحة ابدا |
دهرا طويلا ببسط غير منصرم |
غدا اذا دخل الاحباب جنتهم |
قيل ادخلوا بسلام يا ذوى الهمم |
طبتم كلوا واشربوا هذا بصبركم |
في دار خلد بلا موت ولا سقم |
ولا بصاق ولا بول ولا قذر |
ولا خروج ولا شيب ولا هرم |
لمثل ذلك فليعمل ذوو عمل |
فارغب الى اللّه في التوفيق للخدم |
ولا تزل دائما في كسب طاعته |
تفز عظيما بحظ وافر عمم |
ونزه الطرف والاعضاء من دنس |
ومن حرام وقم للّه واحترم |
واحفظ لسانك من لغو الكلام به |
يكفيك من موجبات الكرب والغمم |
وهل يكب الورى في النار صاح سوى |
حصائد النطق بالالفاظ والكلم |
كل العيوب اذا ما صنتها سترت |
وعدها لا تسل عنه بلفظ كم |
فأنه جل ان يحصى وساتره |
حفظ اللسان ملاك الامر فالتزم |
ولا تلفظ بغير الحق ممتثلا |
والسمع والبطن فاحفظ ذين من تهم |
والفرج فاحفظه الا عن معففة |
قد استحبت من الازواج والخدم |
وجاهد النفس والشيطان انهما |
لا ينصحانك يا مغرور قافتهم |
ولا تكن مصغياً اذ ينصحان وخف |
من غدر تمويه قول الخصم والحكم |
واجلس على باب قلب حارسا ابدا |
وكن مع النفس كالراعي مع الغنم |
فأنها قطب شر قد حوت فتنا |
من الدسايس تحكى داجى الظلم |
رواغة ابدا لا تستقيم بلى |
تكب صاحبها مردى الى العدم |
فرعون قارون هامان ورابعهم |
نمرود جالوت عاد مع ثمودهم |
وبخت نصرهم كسرى وقيصرهم |
فالنفس من كيدها اردت لكلهم |
والسامريّ وقابيل لقد لعبت |
قدما بذين بكفر ثم قتلهم |
وكل نار سعير دون نفختها |
وكل شر فمنها جاء من قدم |
وكل غيهب ظلم قد بدا فإذا |
امعنت فكرا تجده غير منكتم |
من مكرها جاء فاحذر مكرها ابدا |
حتى لقد نازعت للّه ذي القدم |
ولم تقر بتوحيد فعدبها |
الآف اربعة بالجوع من طعم |
وجوعت كل ذا المقدار فانقمعت |
بالجوع فالزمه في تربيضها ودم |
وارع الخواطر واعرف حكمها بفتى |
قد خاض اودية العرفان والحكم |
وكلها اربع في راي قدوتنا |
رباني نفساني شيطاني ذو رجم |
والرابع الملكي فاحفظ لجماتها |
بالحال لا تبقال التأس في الرسم |
واصلها واحد فافهم بلا ريب |
حقا وشرعا تأمل ذاك وافتهم |
اما الوقائع والحالات قد حجبت |
قوما فغروا بها أي في طريقهم |
ولا تظن بأني صاح انكرها |
حاشا وكلا فلا تشكك ولا تهم |
نعم اقول هو المقصود ليس سوى |
ومن يقف مع سواه منه ينجرم |
يا رب ايد وسدد كل معشرنا |
ولا تكن قاطعا للوصل والرحم |
فاطلب وجد تجد واثبت بلا ملل |
تنبت اصولك في فيحاء حبهم |
اخلص تخلص من الاغيار فر الى |
مولاك بالقلب تعط القرب ان ترم |
ولا تسمع ولا تفخر على احد |
ولا تكبر على شخص من النسم |
الا على كافر او ظالم اشر |
لا تتضع لهما واحذر من الشمم |
لا تحقرن احدا في باطن ابدا |
ولا تظن به سوأ فتتهم |
نعم اذا جاهر الفساق خالقهم |
بالمنكرات فلا اثم على تهم |
لانهم خلعوا ثوب الحيا واتوا |
فعل الخنا جهرة من غير محتشم |
اياك والبخل والحرص الشديد على |
غير التقى لا تكن يا صاح كالرخم |
يهوى على جيفة الدنيا بمخلبه |
فكن كباز وحول الدون لا تحم |
ماذا التكالب والاعمار قد ذهبت |
في غير طاعة ربى آه وآندمى |
فدع لدنياك واحذر فتك زهرتها |
كم هد صارمها بالغدر من قمم |
غرتهم برهة حتى وثقن بها |
وحار بتهم ولم تجنح الى السلم |
اين الملوك التي دانت لهيبتها |
اسد الرجال الضوارى في رباالاكم |
تاللّه قد غيبوا تحت الثرى وثووا |
في سجن قبر مضيق بعد عزهم |
واصبحوا مطعما للدود يأكلهم |
وشملهم بعد جمع غير ملتئم |
وصار كل فتى في اللحد مرتهنا |
بما جناه من الطاعات والجرم |
تبا لدار بها الاوصاب قاطنة |
والخلق قاطبة فيها الى العدم |
فلا ترى ابدا في ظل ساحتها |
الا هموما وانواعاً من الغمم |
لم تصف للانبيا والاولياء ولا |
صفت لاهل عتابات ولا همم |
ان اضحكت مرة ابكت بلا عدد |
وان صفت برهة اردت على الدوم |
دار بها ترفع الفساق مرتبة |
ويخفض المرء مع تقواه والكرم |
دار بها حكم الملعون ملبسها |
يصول فيها بأنواع من الظلم |
يضل للخلق عن سبل الهدى ابدا |
يدعوهم بغرور القول للنقم |
ولا يفارقهم في وقت اكلهم |
ايضا ويحضرهم في حال شربهم |
وفي معاشهم يأتى وبشهدهم |
وفي الحياة وايضا عند موتهم |
يوحى اليهم غرورا من وساوسه |
يزجيهم قعر لجي بملتقم |
يا رب باعده عنا واخزه ابدا |
وكن لنا ملجاء يا خير معتصم |
كيف الخلاص من الشيطان حاسدنا |
ما ذاك الا بتاييد من العصم |
فالمخلصون عباد اللّه ليس له |
عليهم سلطةٌ في لا ولا نعم |
والا غوياء جميعا في ولايته |
يضلهم ويمنيهم بغيهم |
وكم اضل عدو اللّه من جيل |
كثيرة قد مضت في سالف الامم |
قص الاله علينا من مكايده |
في محكم الذكر والآيات والحكم |
تسعاً وتسعين من خير يفتحها |
لاجل باب من الاشرار والظلم |
يردي الفتى فيه مخذولا ومنتكسا |
عوذا برب الورى من شر مرتجم |
هو العدو فلا ترجى مورنه |
دوما فعاده لا تجنح الى السلم |
واحذر من ابوابه فالعجب اعظمها |
والكبر ثم الريا والميل للحرم |
ففى النسا فتين كالليل في سحب |
وكيدهن عظيم منه فانهزم |
والشح من اعظم الابواب مع شبع |
وحب دنيا واهواء من الامم |
والحقد مع غضب فاحذر ومن حسد |
ومن فضول من الافعال والكلم |
والبطن والفرج والسلطان والامرا |
والاغنياء واهل الحمق والجرم |
وخوف فقروهم الرزق مع امل |
رضى عن النفس مع صيت وجاههم |
فاحذر مداخله ثم التجىء ابدا |
منه الى اللّه ذي السلطان واعتصم |
يحسن الكافر الملعون اقبح ما |
يكون للجاهل المغرور من شيم |
من ثم فاق ذوو العرفان وارتفعوا |
قدرا على عابد بالجهل كالبهم |
فواحد عالم باللّه افضل من |
تعداد الف من العباد لا تهم |
فالعالم الواحد المذكور مقصدنا |
به الموافق في الطاعات والخدم |
ليس المراد به ذا القال لقلقة |
فأنه ساقطٌ عن ذروة السنم |
فاطلب لعلم شريف نافع فبه |
ترفع وزينه بالتقوى فقم وهم |
يا من يديم جدال القوم مفتخرا |
مزخرفاً زاعما للعلم والحكم |
اما علمت بأن العالمين لهم |
اشد نوع عذاب بائس قتم |
ان كان عالمهم لا يخشى خالقه |
ويلٌ له ابدا بل الف ويلهم |
بجاء بالعالم المغرور نار لظى |
يلقى بها كحمار دارس الرمم |
هذا وقد دلقت اقتابه فغدا |
بالخزى مشتهرا باسوء مقتحم |
واذ ينادى فلان كنت تأمرنا |
ايضا وتزجرنا عن سيىء الجرم |
الى هنا صرت ماذا قد قعلت يقل |
قد كنت الزمكم ما ليس ملتزمى |
لم افعل الخير لما ان امرت به |
وكنت افعل ما انهى بلا ندم |
يا رب سلم ادم سترا لنا ابدا |
لا تخزنا يوم كشف الساق والقدم |
يا من يفاخر في الانساب مع حسب |
لا تفتخر بجدود من ذوي الشيم |
الا اذا كنت موصوفا بسيرتهم |
في كل خير وجبر واكف الديم |
هذا الخليل ابوه كافرا شر |
ونوح كان ابنه من افجر النسم |
كذاك لوط مع المذكور زوجهما |
للنار ادخلتا مع عابد الصنم |
هل اغنيا عنهما شيئا وهل نفعا |
هيهات هيهات لا تغتر بالحلم |
وهكذا ازر لما طغى وبغى |
جفا الخليل له والقوم لم يرم |
وقال انى براء من عبادتكم |
ومنكم كلكم والله معتصمى |
فمل الى نسب التقوى تكن علما |
حرا حسيبا نسيبا عند ذي القدم |
يا من ينافس في جمع الحطام غدا |
يبور متجرك المنبوذ للحطم |
ما دمت تؤثر ما يفنى فكن وجلا |
من مدخل الخسر في بيع وفي سلم |
اسنى التجارات ايمان مجاهدةٌ |
بالمال والنفس اذ تنجي من النقم |
وتوجب الغفر للزلات ان وجدت |
وتدخل العبد للجنات والخيم |
وتسكن المرء ابياتا مشيدة |
في جنة الخلد أي جنات عدنهم |
مع الرضا وهو قطب اعظم به |
دام النعيم لهم لولاه لم يدم |
يا من تردى بثوب الكبر والشمم |
وغير بالملك والاعوان والحشم |
لا تغترر بسراب رام ذو ظماءٍ |
بقيعة فإذا الفاه ينعدم |
الملك هلكٌ وعنه انت منعزل |
اذا اتتك كؤس الموت لم يدم |
اين الملوك وابناء الملوك ومن |
غروا بما شيدوا من محكم الاطم |
فرعون هامان كسرى ثم قيصرهم |
وبخت نصرهم في هدم قدسهم |
وغيرهم من ملوك الارض قاطبة |
من سندهم ثم هند ثم حبشهم |
الترك مع تتر بادوا باجمعهم |
والعجم مع عرب ماتوا بأسرهم |
وسل سليمان مع بلقيس عن نباء |
كذاك اسكندراً فاسأل عن الرسم |
وكم وكم ملك الكفار من بلد |
والمسلمون لقد فازوا بقهرهم |
فسل معالم اثار الذين مضوا |
من عصبة الملك عن لذات ذي حلم |
لو كنت سلطان مصر والعراق اذا |
مع الحجاز وقطر الحبش والعجم |
وابصرت عينك الرهط الذين مضوا |
من شدة الباس والاجناد والخدم |
مع الغنى بكنوز الارض من ذهب |
وفضة ويواقيت وبزهم |
مع الحرير مع الخيل العراب كذا |
مع المواشي مع الآلات والنعم |
مع الزروع مع الانهار اذ فجرت |
رأيت نفسك منبوذا بجندهم |
فتب الى اللّه من ظلم ومن بدع |
ومن حجابك والاهمال للامم |
ان لم تكن ناصحا للخلق تلق غدا |
خزيا عظيما وتصلى نار حرهم |
اين النصيحة يا مغرور منك لمن |
في يوم حشر يرى خصما لذى الحكم |
من الضعيف ومسكين ومظتلم |
ومن غريب ومجتاز بسبلهم |
ومن يتيم وذي بوس وعائلة |
ومن صغير ومن شيخ ومن هرم |
اين الفرار من الجبار كن وجلا |
فليس يغفل مولانا ولم ينم |
غدا ينادى على من كان مفتخرا |
بالملك بالهلك والتدمير والعدم |
فالجأ الى اللّه دابا في الخلاص ومر |
بالعرف والعدل وازجرهم عن الجرم |
وسس رعاياك بالشرع العزيز تفز |
وخذ لكل ضعيف من قويهم |
ولا تقرب لاهل الفسق قاطبة |
من عالم او امير او فقيههم |
او الخطيب او الوعاظ انهم |
اعداء دينك واحذر من قضائهم |
فضلا عن السفها بل اسفه السفها |
من الولاة ومفتيهم وشيخهم |
هيهات هيهات ما هذا يكون نعم |
ان جاء مهديهم يرجى فلا تلم |
كذا اذا نزل الروح المسيح يكن |
اما زمانك لا يخلو من الظلم |
فسوء اعمالنا افضت الى امرا |
ما يعرفون لحل اللّه والحرم |
لما ظلمنا ظلمنا في الجزاء وما |
هذا بظلم وحق اللّه في النقم |
يا رب الهم ولاة الامر رشدهم |
وتب علينا وعرم كل منهدم |
واكرع لخمر رحيق الحب مرتشفا |
كأسا رويا تملي غير منثلم |
وان سكرت فشكر السكر صونك |
للسر المصون عن الافشاء بالكلم |
من اعلن السر كان القتل سيمته |
فيما مضى هدرا من غير اخذ دم |
لا تفش سرا ولا تخبز به احداً |
حتى ولو كان رويا النوم في الحلم |
وانظر وصية يعقوب ليوسف لا |
تقصص لرؤياك فافهم سر رمزهم |
والعقل نور عظيم نافع ابدا |
به تميز انسان عن النعم |
ومصدر الدين عقل قامع لهوى |
فو الاساس فأن تتركه ينهدم |
اعني بذاك بناء الدين فابتغه |
واكرم الناس اتقاهم لربهم |
واصبر على الفقر والبلوى وكن وجلا |
من سطوة الملك الجبار ذي النقم |
حقيقة الخوف حال في الفؤاد ثوت |
تصد صاحبها عن سوء مقتحم |
لا بالبكاء وارسال الدموع فقط |
مع التشاغل بالعصيان والجرم |
وبالرجا بلغ الراجون ما بلغوا |
لا بالاماني فقف فيه على القدم |
وشرطه فعل بر في الكتاب اني |
لا بالغرور بتعويل على الكرم |
والصبر اصل عظيم في الطريق فكن |
منافسا فيه بالاقراع واستهم |
حقيقة الصبر ضبط النفس عند لقا |
جند الهوى بثبات القلب والهمم |
وشكر مولاك ترك الكفر في نعم |
اولاك لا تعصه فيها فتحترم |
وفي مقام له حد وضابطه |
برد آلائه المهداة بالقسم |
اليه حسب ولا غيرا تشاهده |
فاعرفه جدا وحقق حد شكرهم |
والفقر كنز ولا يلقاه مفتخر |
ولا غليظ ولا جاف وذو شمم |
ما الفقر فقرك في دنياك من عرض |
هذا خسيس تعوذ منه واتسم |
بسيمة وسمت في سورة رسمت |
من بعد فاتحة القرآن والحكم |
وسورة الحشر قد ضمت محاسنهم |
بهجر اوطانهم والمال والنعم |
الفقر لا تعتمد الى على احد |
فرد غنى مجيد واسع الكرم |
اذا افتقرت اليه نلت أي غنى |
وصرت اغنى عباد اللّه كلهم |
ليش الغنى يا اخا العرفان عن عرض |
نعم غنى النفس بالموصوف بالقدم |
بذاك قد اخبر المختار سيدنا |
بقوله الصادق المصدوق فافتهم |
ولا الشديد الذي بالصرع متصف |
بل الشديد ملوك النفس والهمم |
فكن شديدا اذا ما كنت في غضب |
فالحلم من افضل الاخلاق والشيم |
احسن كما احسن المولى اليك تسد |
ولا تكن مفسدا تمقت ولا ترم |
والشح يهلك فاحذره فقد هلكت |
به قرون مضت في سالف الامم |
كالعجب بالنفس ايضا واتباع هوى |
بهذه صحت الاخبار من قدم |
ثم الرضا بقضاء اللّه قطب هدى |
طوبى لطالبه فانهض له وقم |
ما شاء ربك بالتقدير يوجده |
ما لم يشاء لم يكن سبحان ذي الحكم |
فلا تدبر مع المولى تنازعه |
في ملكه فدع التدبير تغتنم |
الخير يا صاح فيما اختاره ابدا |
فلا تنازع قضاء قط واستلم |
ومن يفوض الى مولاه يعصمه |
من كل سوء وضر أي معتصم |
كفى بذي العرش رحمانا ومتكلا |
وهاديا ونصيراً فارض واستقم |
وكن صبورا شكورا كيسا فطنا |
موحداً ابدا وحده واعتصم |
تهدى صراطا قويما ما به عوج |
عليه جاز ذوو الايقان والهمم |
ولا تكن بهلوع لا ولا جزع |
عند المقادير تندم ايما ندم |
واعشق لتنشق عرفا طاب منشره |
طوبى لمنتشق منه ومنتسم |
ما مر يوما بقلب مدنفٍ وله |
الا وعوفى من الاوصاب والسقم |
ولا تنسمه يا صاح ذو جدث |
الا وقام بأذن اللّه في الامم |
ولا الم بعبذ مقعد زمن |
الا غدا هائما يسعى على القدم |
به الحبيب ارتقى السبع الطباق الى |
كقاب قوسين ليلا من حمى الحرم |
بل كان ادنى دنوا لا بقابله |
كيف دنو حبيب مفرد علم |
كذا الخليل بهذا الروح راح إلى |
مولاه معتذراً من علة السقم |
لما زاي الشمس والافلاك مال إلى |
من بالبقاء تجلى قبل في القدم |
ووجه الوجه للمولى الذي فطر |
السبع الطباق مع الارضين من عدم |
وفاز موسى كليم اللّه حين دعي |
من جانب الطور والوادي بمضطرم |
كذاك عيسى بمهد قد هدى وبما |
من نشرها حاز احيا دارس الرمم |
والرسل والانبيا من نشرها ثملوا |
والاولياء بها هاموا فطب وهم |
هذا السري ومعروفٌ وقطبهم |
ابو يزيد وسهل مع جنيدهم |
كاذا ابن ادهم لما انعشته سرى |
عن الديار بترك الملك والحشم |
وشب شبليهم من عرفها ثملاً |
ثم الحسين تردى حر نارهم |
رويم نوريهم ذو النون خيرهم |
ومن نحا نحوهم في سر سيرهم |
كابن الرفاعى وزين الدين سيدهم |
عنيت كيلانهم أي قطب غوثهم |
فسل معللهم عن روح راحتهم |
من بسط راحتهم في حال شربهم |
فصل في الاشارة الى الحث الشديد |
في السير إلى الطريق السديد |
بادر اليها وسارع بالتقى ابدا |
فالفوز و الحوز بالتقوى فلا بهم |
ولا تخف لائما اذ ذاك معترضاً |
قل للذي لام في المحبوب لا تلم |
دعنى ولومك لا الوي الى احد |
عسى لعلى ارى في حزب دينهم |
حزب على قدم الاخلاص قد وقفوا |
سكرى حيارى بوجد غير منكتم |
طوبى لهم سادة سادوا بما وجدوا |
نعم وشادوا بحزم حصن دينهم |
وآوحشتي هذه الاطلال تندبهم |
تبكى عليهم بدمع هامل بدم |
كانوا ضياء ونورا يهتدى بهم |
كما الورى تهتدي ليلا بنجمهم |
اصبحت خلفا بخلف بعدهم خلفوا |
قد غيروا الدين والدنيا ببغيهم |
صوفيهم ما صفا واللّه من كدر |
ولو تجلبب جلبابا من النعم |
اين الصفا ايها المغرور مع بدع |
قد ارتكبت كغيم في دجى الظلم |
ضللت عن سبل الارشاد فانته يا |
من غر بالرقص والتصفيق والنغم |
ظننت ان طريق الحب هينة |
اقصر رويدك عن دعواك واتهم |
واسلك طريقة خير الخلق سيدنا |
محمد المصطفى الداعى الى السلم |
اعلم وعلم تفقه واستفد حكما |
احكم قواعد دين اللّه واحتكم |
يا رب وفق وثبت واعف عن ذللى |
حقق رجاي واتمم سابغ النعم |
واحفظ من الزيغ والاهوا ضمائرنا |
طهر ظواهرنا يا باريء النسم |
مالي سوى فاقتي والفقر مدخر |
لديك يا واسع الاحسان والكرم |
يا رب كن يوم حشري اخذا بيدي |
بيض لوجهي واعصمني من النقم |
يا رب قد سودت نفسي صحائفها |
فامنحني عفوا يجليها من الظلم |
يا رب اني من الاحسان مفتقر |
اليك فامنن بحسن الخلق والشيم |
يا رب ان تك نفسي قد طغت وبغت |
فالظن فيك جميل غير منفتم |
يا رب مالي شفيع ارتجيه سوى |
اوصاف لطف بها سميت من قدم |
يا رب فاشفع لنا فينا بحسن رضا |
وارفع لخافض احوال من التخم |
يا رب وافتح بوصل لا يمازجه |
فصل ورفد عميم غير منفصم |
يا رب ان لم تساعد في ملاحظة |
بعين حفظ فقد افضيت للعدم |
يا رب هل مالك يرجى سواك وهل |
يخاف غيرك جل اللّه ذو العظم |
ببابك اليوم قد انزلت راحلتي |
ارجو قراك من الغفران للجرم |
وهل يضام نزيل الاكرمين وهل |
يخيب من لاذ مضطرا بحيهم |
يا فارج الهم يا رباه يا سندي |
فرج همومي ونفس سائر الغمم |
يا كاشف الضر من نرجو لفاقتنا |
سواك فاشف وعاف السر من سقم |
يا عالما بخفي الكون اجمعه |
الطف بنا ثمّ جد بالحفظ والعصم |
يا واحداً ماله ضد ينازعه |
يا من يدبر امر الخلق كلهم |
يا فرد يا وتر يا قيوم يا صمد |
ياذا الجلال الهي انت معتصمي |
يا رب واستر عيوبا لا تعد وعد |
وامنن بعفو ومحص كل مجترمي |
يا رب واغفر ذنوبا وثفت جلدي |
عن المسير بارض العلم والحكم |
ولا تكلني الى نفسي ولا احد |
سواك يا فاطر الاكون من عدم |
واحينى وامتنى رب ملتزما |
تقواك واحرس وصن نفسي من التهم |
وعافني واعف عني دائما ابدا |
لا تخزني يوم بعث الخلق والامم |
واعطني فوق ما ارجو وآمله |
ووالديّ مع الاحباب من نسم |
بجاه اشرف خلق اللّه قاطبة |
السيد الكامل الفتاح ذي الختم |
فاق الانام فلا حدّ لرفعته |
المجتبى رحمة للعرب والعجم |
الزاهد العابد المقدام في حرب |
حوى الشجاعة من ابطالها وحمي |
كم صام كم قام كم قد قد من بطل |
بصارم مرهف يعدو على القمم |
وكم تردى بما ارداه ممتنع |
من الليوث قولى غير مقتحم |
اعظم به بطلا اكرم به نزلا |
فأنزل بساحته الغراء والنزم |
وكم اغاث لملهوف وذي شجن |
وكم اعز لمسكين وذي يتم |
وكم سقى من معين سال من يده |
فأصبح الجيش مغنيا عن الديم |
وكم شفى لفوأد مسه سغب |
من نذر قوت يسير بعد جوعهم |
فسل ابا طلحة عن ذاك مختبرا |
في بعث اقراص خبز من شعيرهم |
وسل لجابرهم عن حال برمته |
وصاعه من شعير حال حفرهم |
وغير ذلك مما لا الضباط له |
ورد عينا بنور ساطع لعمى |
فسل قتادتهم عن عينه سترى |
امرا عجيبا بسر غير مكتتم |
والجذع جن له والذيب دان له |
والضب جاء له واللحم ذو السهم |
ابدى له النصح والاحجار قد صحدت |
صم الحصى سبحت جهراً بلا كتم |
وللغزال فدى والذبح منه وقى |
في قصة الجمل المشهور في الرسم |
ماذا اقول وغيري في مدائحه |
يكفيه مدح آله العرش من قدم |
وانظر لتوراة موسى والزبور كذا |
انجيل عيسى بفرقان وغيرهم |
تجد لاوصافه الحسنى بها رسمت |
كالشمس اذ طلعت جهرا على الامم |
اتختفي الشمس يا من رام يكتمها |
في يوم صحو وجو الافق لم يغم |
رامو لان يطفئوا نور الاله فلم |
يتم الا له رغما لانفهم |
سبحان من خصه بالمعجزات فلا |
تكاد تحصر بالاطراس والقلم |
وكل ذي رتبة منه لهم حصلت |
والانبيا منه قد مدوا بأسرهم |
فهو الامام لهم في كل معرفة |
وكل منقبة فاعرفه وافتهم |
وكل نور ومعروف وفائدة |
ونغمة وكرامات لكلهم |
وكل نجم وافلاك وشمس ضحى |
والبر والبحر والعلوي وسفلهم |
كالعرش واللوح والكرسي وجنتهم |
والرعد والبرق والانوار في الظلم |
فأصلها من رسول اللّه مكتسب |
بغير شك ولا ريب ولا تهم |
لولاه لم يوجد الرحمن كائنة |
كما روي في حديث عن ذوي الكرم |
وقدره جل عن ادراك عارفنا |
فضلا عن الاغبيا من اهل جهلهم |
كل اللسان ومل العقل وانحرفت |
اعنة العزم عجزا من ذوي الهمم |
وكل ممتدح بالعجز معترف |
فلا يحيط به وصفا على الدوم |
اقطر بحر ام الارمال اجمعها |
ام الايادي وما للّه من نعم |
في طوق عبد له عقل ومعرفة |
تمييز تعدادها لا لا ولا نعم |
وكلها نقطة من بعض احرفه |
وقطرة من بحار العلم والحكم |
صلى عليه آله العرش خالقنا |
ما لاح نجم وبدر غير منقسم |
كذا السلام تلاها دائما ابدا |
ومثل ذلك سحا واكف الديم |
يعم آلا وصحبا ثم تابعهم |
وهكذا ابدا للنسل والحرم |
يا رب واغفر لنا ما كان من ذلل |
واختم بخير وسدد واهد للقوم |
وعم بالصفح والاحسان عترتنا |
وكل اصل وفرع ثم ذا الرحم |
ثم المشايخ والاخوان اجمعهم |
وكل من دان بالتوحيد من امم |
بجاه من كان بالمعراج منفردا |
وخص بالحوض والقرآن والعلم |
يوم الخميس تقضى نظم جوهره |
بين الصلاتين من ظهر وعصرهم |
بسلخ شوال ثالث عشر يعقبها |
تسع الميئن بها كملت منتظمى |
وزدته بعدها اشيا منوعة |
في ضمنها ادمجت من بعد نسخهم |
رمزتها بنقيطات مثلثة |
بالحبر الاحمر في اطراف طرسهم |
يا رب حمدا على التوفيق يا املى |
شكرا جزيلا بلا حد على النعم |
وقد تبدى بعون الله مجتليا |
وحاويا لفنون العلم والحكم |
فاشدد يديك به ان كنت تخطبه |
فانه قد تحلى حلية اليتم |
وكن له كافلا تظفر بنيل هدى |
واسأل لناظمه عفوا عن اللمم |
واستر لعيب بدا بالستر محتسبا |
بذيل اصلاحه يا صاح بالقلم |
يكن لك الفضل والاحسان ان رسمت |
يداك ذاك ولا تفضحه بالنمم |
فقد تجاوز مولانا الكريم لنا |
عن الخطا وعن النسيان فافتهم |
ومن يكن حاكما ان يخط مجتهدا |
يكن له الاجر مع عفو عن الجرم |
يا مالك الملك يا رباه يا املى |
انفع بنظمى هذا كل مغتنم |
واجعله نورا منيرا في سريرته |
يجلو بحسن سناه غيهب الظلم |
واجعله ماء طهورا رافعا ابدا |
لحكم احداثهم مع وصف رجسهم |
واجعله ترياق قلب سم من خطاء |
ورقية لعليل من جوى السقم |
واجله حصنا حصينا من مضاددة |
وكافيا من جميع الكرب والغمم |
وحارسا من حريق النار يمنعه |
وحافظا من غريق وسط ملتطم |
وشافعا لي وللاحباب اجمعهم |
ونافعا يا الهي يوم مزدحم |
وصل دأبا وسلم دائما ابدا |
على شفيع الورى من حر نارهم |
وآله وجيمع الصحب قاطبة |
ما دام ملكك عد الخلق كلهم |
وضعف ذلك اضعافا مضاعفة |
على الدوام بلا حد لحصرهم |
ومثل ما مر مضروبا بجملته |
على ممر مدى الانفاس والنسم |
وزد وضاعف على ذياك اجمعه |
مع القبول آلهى فاستجب كلمى |
ولا تخيب جميل الظن ولا |
تقطع عوائدك الحسنى من النعم |