عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > المقري التلمساني > يَقُولُ أَحمَدُ الفَقِيرُ المَقَّرِى

غير مصنف

مشاهدة
7683

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يَقُولُ أَحمَدُ الفَقِيرُ المَقَّرِى

يَقُولُ أَحمَدُ الفَقِيرُ المَقَّرِى
المَغرَبِى المَالِكِى الأشعَرِى
الحمدُ لٍِلَّهِ الَّذِى تَوحِيدُهُ
أجَلُّ مَا اعتَنَى بِهِ عَبِيدُهُ
العَالِمِ الحَىِّ القَدِيمِ البَاقِى
القَادِرِ الغَنِىِّ بالإطلاَقِ
مُرشِدُنَا مِن فَضلِهِ وَجُودِهِ
بِصُنعِهِ المُعرِبِ عَن وُجُودِهِ
سُبحَانَهُ جَلَّ عَنِ النَّظَائِرُ
وَكُلِّ مَا يَخطُرُ فى الضَّمائِرِ
وَأَفضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلامِ
لِمَن حَوَى جَوَامِعَ الكَلاَم
وَأفهَمَ الحَقَّ ذَوِى الأَذهَانِ
وأَفحَمَ الخُصُومَ باِالبُرهَانِ
وَحَضَّ كُلَّ النَّاسِ أَن يَقُولُوا
شَهَادَةً تَزكُوا بِهَا العُقُولُ
فَمَن أجَابَ نَالَ خَيراً جَدَّ لَه
وَمَن أبَى أَذَلَهُ وَجَدَّلَه
صَلى عَلَيهِ اللهُ مَا الحَقُّ اعتَلاَ
مَع آلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن تَلاَ
وَبَعدُ فَالعُلُومُ ذَاتُ كَثرَه
وَبَعضُهَا لَهُ مَزِيدُ الأثرَه
وَنُوِّعَت إلَى اعتِقَادش وَعَمَل
وَالأوَّلُ الكلامُ مُستَدنِى الأمَل
وَكلُّ عِلمٍ لِلمَزِيَّةِ اكتَسَب
فالفَضلُ مِن مَعلُومِهِ لَهُ انتَسَب
وَعِلمُ أصلِ الدِّينش مَشهُورُ الشرَف
وَخَيرُهُ المنثُورُ مَالَهُ طَرف
وَكَيفَ لاَ وَهُوَ المفِيدُ لِلوَرَا
عِلماً بِمَن أنشَاهُمُ وَصَوَّرَا
وَحُكمُهُ عَلََى البَرَايَا انحتَمَا
وَبِالنَّجَاةِ فَازَ مَن لَهُ انتَمَى
لأَنَّهُ بِنُورِهِ يُنقِذُ مِن
ظَلمَةِ تَقلِيدٍ فَنَفعَهُ ضَمِن
وَكَم بِهِ لِعُلَمَاء المِله
مِن كُتُبٍ بالقَصدِ مُستَقِله
مَا بَينَ مَنثُورٍ وَنَظمٍ يُهتَصَر
جَنَاهُ مِن مُطَوَّل ومُختَصَر
وَإنَّنى مِلتُ إِلَى اتِّبَاعِ
لَهُم وَإن كُنتُ قَصِيرَ البَاعِ
فَجِئتُ فِى ذَا المَطلَبِ الوَحِيدِ
بِنُبذَةٍ تَنفَعُ فى التَّوحِيد
سَمَّيتُهَا إضَاءَة الدُّجنَه
لِكَونهَا اعتِقَادَ أهلَ السُّنَّه
وَذَاكَ لَمَّا أَن حَلَلتُ القَاهِرَه
بَعدَ الوُصُولِ لِلبِقَاعِ الطَّاهِرَه
مُنتَبِذاً عَن مَظهَرِ المَغمُورِ
مستَرشِداً بالأزهَرِ المعمُورِ
وَكَانَ مِن مَنِّ مُزَكِّى النِّيَّه
دَرسِى بِهِ العَقَائِدَ السَّنِيَّه
فَرَامَ مِنى بَعضُ أهلِ الفَنِّ
نَظمِى لَهَا بِحُكمِ حُسنِ الظَّنِّ
وَلَستُ لِلَّذِى انتَحَى بِأَهلِ
لأَنَّنى ذُو خَطَأٍ وَجَهلِ
فَازدَادَ حَثهُ عَلَىَّ وَنَما
وَقالَ لِى اجعَل مِثلَ هذَا مَغنَمَا
فَلَم أجِد بُدًّا مِنَ الإسعافِ
مَع كَونِ رَسمَ العِلمِ غَيرُ عَافِى
واللهَ أرجُو أن يَكُونَ ذَاك مِن
فِعلٍ جَمِيل مِن رِيَاءٍ قَد أَمِن
وأَن يُثِيبَنِى بِهِ يَومَ الجَزَا
وَمَن وَعَا أَو خَطَّ هَذَا الرَّجَزَا
وَيُجزِلَ المَوَاهِبَ السَّنِيَّه
وَيُسعِفَ الرَّاجِينَ بِالأُمنِيَّه
فَالغَيثُ مِن إِنعَامِهِ قَد وَكَفَا
عَلَى البَرَايَا وَهوَ حَسبِى وَكَفى
مَن رَامَ فَنَّا فَليُقَدِّم أوَّلاَ
عِلما بِحَدِّهِ وَمَوضُوعٍ تَلا
وَوَاضِعٍ وَنِسبَةٍ وَمَا استَمَد
مِنهُ وَفَضلِهِ وَحُكمٍ يُعتَمَد
واسمٍ وَمَا أفَادَ وَالمسَائِل
فَتِلكَ عَشرٌ لِلمُنَى وَسَائِل
وَبَعضُهُم فِيهَا عَلَى البَعضِ اقتَصَر
وَمَن يَكُن يَدرِى جَمِيعَهَا انتَصَر
الحُكمُ وَهوَ النَّفىُ وَالإِثبَاتُ ِإلَى ثَلاثٍ قَسَم الاثبات
عَقلِىٌّ أو عَادِىٌّ أو شَرعِى
وَهَا هُنَا أوَّلُها المَرعِى
وَاعلَم هُدِيتَ أنَّ حُكمَ العَقلِ لاَ
يَعدُو ثَلاَثاً حَصرُهَا قَد عُلِّلاَ
إيجَابٌ أو تَجوِيزٌ أو إِحَالَه
فَوَاجِبٌ لاَ يَنتَفى بحَالَه
أى كُلُّ أمرٍ نَفيُهُ لاَ يُدرَكُ
عَقلاً وَسِرُّ بَدئِهِ لاَ يُترَكُ
لِكَونِهِ يُوصَفُ ذُو المَحَالِ
بِهِ وَعَكسُهُ ادعُ بِالمُحَالِ
وَجَائِزٌ مَاصَحَّ بالعَقلِ اكتَفَا
فِيهِ لَدَى حُكمَى ثبُوتٍ وانتِفَا
وَمَادَعُوا مِنهُ ضَرُورِيًّا جَلِى
وَالنَّظَرِىُّ بَعدَ فِكر يَنجَلِى
فَلتَعرِفِ الوَاجشبَ وَالمُحَالاَ
وَجَائِزاً فى حَقِّهِ تَعَالَى
فَعِلمُهَا فَرضٌ عَلَينَا شَرعَا
وَمِثلُهَا فى حَقِّ رُسلٍ تُرعى
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ
إِعمَالهُ لِلنَّظَرِ المؤَلَّفِ
كى يَستَفِيدَ مِن هُدَى الدَّلِيلِ
مَعرِفَةَ المُصَوِّرِ الجَلِيلِ
وَتَطمَئِنُّ نَفسُهُ لَمَّا سَلِم
مِن وَرطَةِ الجَهلِ وَلِلحَقِّ عَلِم
فإن يَكُن قَبلَ البُلُوغِ حَصَّلاَ
ذَاكَ وَلِلمَطلُوبِ قَد تَوَصَّلاَ
فَليَشتَغِل بَعدَ البُلوغِ بِالأَهَم
ثُمَّ الأهمِّ فَاتِحاً لِمَا انبَهَم
وفى المُقَلِّدِ خِلاَفٌ مُستَطَر
لأَنَّهُ إِيمَانُهُ عَلَى خَطَر
وَهوَ مُعَرَّضٌ لِشَكٍّ يَطرُقُ
وَفِيهِ لِلأشيَاخِ تُنمَى طرُقُ
وَذُو احتِيَاطٍ فى أُمُورِ الدِّينِ
مَن فَرَّ مِن شَكٍّ ِإلَى يَقِينِ
وَمَن لَهُ عَقلٌ أبَى عَن شُربِ مَا
لَم يَصفُ مُذ ألفَى زُلاَلاً شَبِمَا
فَبَانَ أنَّ النَّظَرَ المُوَصِّلاَ
أوَّلُ وَاجِبٍ كمَا قَد أُصِّلاَ
وَقَد عَزَوا ذَا للإِمَامِ الأشعَرِى
وَهوَ عَنِ الإِشكالِ وَالصَّعفِ عَرِى
وَقِيلَ بَل قَصدٌ إلَيهِ أَوَّلُ
فرضٍ وَفِرقَة علَيهِ عَوَّلُوا
وَغَيرُ وَاحِدٍ نَمَاهُ أيضَا
لِلأَشعَرِىِّ المُستَمِدِّ فَيضَا
وَلَيسَ ذا مُخَالِفاً مَا قَبلَه
إذ هِىَ قَصدٌ وَسِوَاهَا وَصلَه
وَجَاءَ فى القُرآنِ وَالأخبَارِ
حَثٌّ عَلَى الفِكرِ والإِعتِبَارِ
وَهُوَ عَلَى وُجُوبِهِ قَد دَلاَّ
مَع كونِهِ بِالقَصدِ مَا استَقَلأ
فَاقرَأ وفي أنفُسكُم مَع أفَلاَ
تَظفر بِرُشدٍ نُورُهُ مَا أفَلاَ
وَاستَحل مَعنَى مَن لِنَفسِهِ عَرَف
تَلحَق بِمَن مِن نَهرٍ عِرفَانٍ غَرَف
وَمَن يُقَدِّم نَفسَهُ عِندَ النَّظَر
مُؤَلِّفاً مِنَ القَضَايَا مَا حَضَر
يُقِس بِشَكلٍ بَيِّنِ الإِنتَاجِ
إذ خَلقَهُ مِن نُطفَةٍ أمشَاجِ
وَبَعدَ أَن لَم يَكُ شَيئاً صَارَا
حَيًّا حَوَى الأسمَاعَ وَالأَبصَارَا
والحِكمَةَ الرَّائِقةَ للعِيَانِ
وَالفَضلَ بِالمَنطِقِ وَالبَيانِ
وَالعَقلَ وَالغَوصَ عَلَى الحقَائِقِ
وَالعِلمَ بِالأَسرَارِ وَالدَّقَائِقِ
وَغيرُهَا مِن أمرِهِ الغَرِيبِ
وَحصرُهُ يُعيى قُوَى الأرِيبِ
وَمُستَحِيلٌ خَلقُهُ لِنَفسِهِ
لِعَجزِهِ عَن غَيرِهَا مِن جِنسِهِ
بَل غَيرُهَا في الخَلق منهَا أسهَلُ
لأنَّهُ تَهَافُتٌ لاَ يُجهَلُ
إذ فِيهِ تَقدِيمٌ وَتأخِيرٌ مَعَا
وَهوَ تَنَافٍ ظَاهِرٌ لِمَن وَعَا
وَلاَ تَصِحُّ نِسبتَةُ التَّأثِيرِ
لِنُطفَةٍ بِالطَّبعِ فِى التَّقدِيرِ
لأَنهُ يُفضِى إلَى شَكلِ الكُرَه
وَمَنعُهُ أَظهَرُ مِن أَن نَذكُرَه
فَإن نَظَرتَ فِى السَّمَواتِ العُلاَ
وَمَالَها مِنَ الشِّيَاتِ وَالحُلاَ
وَسَقفِهَا المَرفوعِ مِن غَيرِ عَمَد
وَالنِّيرَاتش المُشعِرَاتِ بِالأَمَد
وَمَا حَوَتهُ الأَرضُ وَالبِحَارُ
أبصَرتَ مَا فِيهِ النُّهَى تَحَارُ
هذَا وَمَا قَد غَابَ عَنَّا أكثَرُ
مِنَ البَدَائِع الَّتي لاَ تُحصَرُ
فَهَل يَكونُ الصُّنعُ دُونَ فَاعمِلِ
أو وَضعُهُ مِن غَيرِ جَعلِ جَاعِلِ
كَلاَّ لَقَد أفصَحَتش الأَكوَانُ
عَن فِعلِ ربٍّ مَالَهُ أعوَانُ
مَن أذعَنَت لِقَهرِهِ الأَملاكُ
وَانتَظَمَت عن أمرِهِ الأَسلاَكُ
وَأشرَقَت مِن نُورِهِ الأَحلاَكُ
وَسَبَّحَت بِحَمدِهِ الأَفلاَكُ
واعرِف مِنَ الصِّفَاتِ مَا الدَّلِيلُ دَلَ
عَلَى وُجُوبِهَا لَهُ عَزَّ وَجَلّ
وَهىَ الوُجُودُ وَالبَقَاءُ والقِدَم
وَانفِ الحُدُوثَ وَالفنَا والعَدَم
أمَّا الدَّلِيلُ لِوُجُودِ الحَقِّ
سُبحَانَهُ فَهوَ حُدُوثُ الخَلقِ
لأنَّهُ مِنَ المُحَالِ البَاطِلِ
وُجُودُ فِعلٍ مَا بِدُونِ فَاعِلِ
إِذ فِيهِ جَمعُ المُتَنَافِيَينِ
فِى وَاحِدٍ مِن مُتَسَاوِيَينِ
أَى كًَونِهِ مُسَاوِىَ المُقَابِلِ
لَهُ وَرَاجِحاً بِغَيرِ جَاعِلِ
كَالوَقتِ وَالوُجُودِ مَع سِوَاهُ
لأَنهُ لِذَاتِهِ سَاوَاهُ
فَكَيفَ صَارَ رَاجِحاً بلاَ سَبَب
وَهَكَذَا كُلُّ مُساوٍ فِى الرُّتَب
مِن جِهَةٍ مخصُوصَةٍ أَو قَدرِ
خُصَّ وَوَصفٍ أو مَكَانٍ فَادرِ
وَفى دَلِيلٍ القِدَمِ المُقَرَّرِ
وُجُوبُهُ بالمَطلَبِ المُحَرَّرِ
تَقُولنُ إِن رَكَّبتَهُ لَوِ انتَفى
عَنهُ لكانَ حَادِثاً بِلاَ خَفَا
وَهوَ مُؤَدٍّ لاِفتِقَارِهِ إِلَى
مُؤَثِّرٍ لمَا عَرِفتَ أوَّلاَ
وَنَنقُلُ الكَلاَمَ لِلمُؤَّثِّرِ
مُنحَصِراً وَمَاسِوَى المُنحَصِرِ
فَيَلزَمُ الدَّورُ أَوِ التَّسَلسُلُ
وَمَا يُؤَدِّى لَهُمَا لاَ يَحصُلُ
وَهكًَذَا يَلزَمُ فِى نَفى البَقَا
وبهذَا يُجزَمُ
َوَكَونُهُ مُخَلِفاً لِخَلقِهِ
سُبحَانَهُ مِن وَاجِبٍ فى حَقِّهِ
لأَنَّهُ لَو مَاثَلَ العَوَالِم
كانَ حُدُوثُهُ مِنَ اللوَازِم
لأَنَّ مِثلَ الشَّىء دُونَ لَبسٍ
لَهُ مُسَاوٍ فى صِفَاتِ النّفسِ
وَهىَ الَّتى مَوصُوفُهَا لاَ يُعقَلُ
بِدُونِهَا كالنُّطقِ فِيما مَثَّلُوا
وَأوجُهُ التَّماثِلُ المَعدُودَه
مَنفِيَّةٌ فى حَقِّهِ مَردُودَه
كَكَونِهِ جِرماً لَهُ تَحَيُّزُ
أو عَرضاً لَهُ بهِ التَميزُ
أو بِارتِسَامٍ فى خَيَالٍ يُعتَبر
أو بِزَمَانٍ مَكانٍ أو كِبَر
أو ضٍِدِّهِ كَما يَقُولُ الشَّانِى
نَعَم هُو الأعلَى الكَبيرُ الشَّانِ
جَلَّ عَنِ الجِهَاتِ وَالأغرَاضِ
فيماشَا وَالوَصفُ بالإعرَاضِ
فَلَيسَ مِثلُهُ عَلاَ شَىءٌ كَما
بِذَاكَ نَقلٌ وَفقَ عَقلٍ حَكَما
وَوَاجِبٌ قِيامُهُ بالنفسِ جَلّ
أى لاَ مُخَصِّصَ لَهُ وَلاَ مَحَل
لأنهُ ذَاتٌ قَدِيمَةٌ فَلاَ
تُنصِت إلَى مَا قَالَهُ مَن غَفَلاَ
إذلَو إِلَى المُخَصِّصِ احتاجَ وَجَب
حُدُوثُهُ وَردَّ هذَا ما احتَجَب
إِذ قاَمَ جَلَّ رَبُّنَا بِذَِاتِ
لَكانَ مَعدُوماً مِنَ الصِّفَاتِ
وَتِلكَ لاَ تُوصَفُ بالمَعَانِي
وَاللهُ قَد حُقَّقَ بِالبُرهَانِ
وُجُوبَ وَصفِهِ بِهَا فَأنَّى
يكونُ وَصفاً من هَدَانَا مَنَّا
وَيَستَحِيلُ أن يَقُومَ المَعنى
بِمِثلِهِ فَاحتط بِهذَا المَعنَا
وَلاَ تُصِخ لِمَذهَبِ النَّصَارَى
وَمَن إِلَى دَعوَى حُلُولٍ صَارَا
فَذَاكَ كالقَولِ بالإِتِّحَادِ
نِحلَةُ أهلِ الزَّيغِ وَالإِلحادِ
ومُوهِمُ المَحذُورِ مِن كَلاَمِ
قَومٍ مِنَ الصُّوفِيَّةِ الأعلاَمِ
جَرياً عَلَى عُرفِهِمُ المَخصُوصِ
يُرجَعُ بالتَّأوِيلِ لِلمَنصُوصِ
وَمَا يَفُوهُونَ بِهِ فى الشَّطحِ
فَقِيلَ غَيرُ مُقتَضٍ لِلقَدحِ
وَهوَ إِلَى التّأوِيلِ ذُو انتِحَالِ
أَو أنَّهُم قَد غُلِبُوا بِالحَالِ
وَقِيلَ بَل يُنَاطُ حُكمُ الظَّاهِرِ
بِهِم صِيَانَةً لِشَرعٍ طَاهِرِ
فَلاَ يُقَرُّ ظَاهِرٌ فى المَيلِ
عَنهُ وَذَا أمرٌ طَوِيلُ الذبلِ
وَلَيسَ يُقتَدَى بِهِم فِى ذلِك
لِكَونِهِ مِن أصعَبِ المَسَالِك
وَالحزمُ أن يَسِيرَ مَن لَم يَعلَم
مَع رُفتَةٍ مَأمُونَةٍ لِيَسلَم
وَيَسلُكَ المَحجَّة البَيضَا
فَنُورُهَا لِلمُهتَدِى استَضَا
وَفى بُنَيَّاتِ الطرِيقِ يَخشَى
سَارٍ ضَلاَلاً أو هَلاَ كايَغشَى
أمَّنَنَا اللهُ مِنَ الآفَاتِ
فِى الدِّينِ وَالدُّنيَا ِإلَى الو
وَوَاجِبٌ وِحدَةُ ذِى الجَلاَلِ
فِى الذّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالافعالِ
لأنّهُ لَوِ انتَفَت عَنهُ عُدِم
صُنعٌ مِنَ التّمَانُعِ الّذِى عُلِم
وَنَفُى تَأثِيرٍ عَنِ الأَسبَابِ
يُعلَمُ مِن بُرهَانِ هذَا البَابِ
كالمَاءِ المرِّىِّ وَكالسَّكَينِ
وَالنَّارِ فى القَطع وَفى التَّسخِينِ
وَقُدرَةِ العَبدِ وَغَيرِ ذَلِكِ
فَالكُلُّ خَلقٌ لِلقَدِيرِ المالِكِ
وَمالَهُ فى صُنعِهِ مِن مِثلِ
وَلَيسَ لِلعَبدِ اختِرَاعُ فِعلِ
نَعم لَهُ كَسبٌ بِهِ يُكلَّفُ
شَرعاً وَلاَ تَأثِيرَ مِنهُ يُؤلَفُ
وَالتَحذَرِ النَّسجَ عَلَى مِنوَالِ
مَا خَالَفَ المَذكُورَ مِن أقوَالِ
وَاللهُ عَن أفعَالِه لاَ يُسأَلُ
وَالقدَرِىُّ لَم يَقُل مَا يعقَلُ
وَجَوَّز البَعضُ دَلِيلَ السَّمعِ
فى وِحدَةٍ وَقِيلَ ذَا ذو مَنعِ
فَتِلكَ مِن صِفَاتِهِ القُدسِيَّه
سِتٌّ وأُولاَهَا هِىَ النفسِيَّه
أعنِى الوُجُودَ وَالبَوَاقِى الخَمسُ
سَلبِيَّةٌ ومَا بِذَاك لَبسُ
لِسَلبِهَا عَنِ الإِلهِ مَالاَ
يَلِيقُ وَاقتِضَائِهَا كمَالاَ
وَكلُّ وَصفٍ وَاجِبٌ لِلذَّامرها
دَامَت بِلاَ زَيدٍ لِنفسٍ وانتَمَى
وَمَن يَرَى الوُجُودَ عَينَ الذَّات
كَالشَّيخِ لَم يَعدُدهُ فى الصِّفَاتِ
وَقَد أَشَرنَا لِلمُحَالِ وَهوَ ما
نَافى التَى وُجُوبُهَا تَقَدَّمَا
وَالعِلمُ وَالحَياةُ وَالقُدرَةُ مَع
إِرادَة لله بهَا العقلُ قَطَع
لأَنَّهَا لَوِ انتَفَت مَا وُجِد
شَىءٌ مِنَ الصُّنعِ الذِى لَهَا شَهِد
وَبَعضُ مَن يُنمَى لَهُ الإيقَانُ
قَالَ دَلِيلُ عِلمِهِ الإِتقَانُ
لأَنَّ هذَا العَالَمَ الذِى ظَهَر
إِحكامُهُ كُلَّ العُقولِ قَد بَهَر
سُبحَانَ مَن أودَعَهُ إِذ أبدَعَه
مِن حِكَمٍ جَلِيلَهِ ما أودعه
وَقد مَضَى ذِكرٌ لِبَعضِ مَا اشتَمَل
عَلَيهِ إِجمَالاً بِمَا النَّظمُ احتَمَل
وَالسّضمعُ وَالإِبصَارُ وَالكلاَمُ
جَا بِهَا النَّقلُ وَلا مَلاَمُ
إذ كلُّ ما لَم يَتوَقف شَرعُ
عَلَيهِ فَالدَّليلُ فِيهِ السَّمعُ
وَعَكسُهُ مُمتَنِعٌ لِلدَّورِ
فَاقطِف بِأيدِ الفَهمِ أبهَى النَّورِ
وَقِيلَ لَو لَم يَتَّصِف بِهَا لَزِم
وَصفٌ باَضدَادٍ بِنَقضِهَا جُزِم
وَفِيهِ بَحثٌ بَرقُهُ قَد أومَضَا
بِعَكسِ وَحدَانِيَّةٍ كَمَا مَضَى
وَأثبَتَ الإِدرَاكَ قَومٌ واكتَفَى
بِالعِلمِ نَافِيهِ وَبَعضٌ وَقفَا
وَاعلَم بِأنَّ هذِهِ المَعَانِي
لَهَا وُجُودٌ خَارِجَ الأذهَانِ
وَلاَ يُقَالُ إِنَّها عَينٌ وَلا
غَيرٌ لِذَاتٍ فَاعرِفِ المُعَوَّلاَ
وانسُب لِكُلِّهَا سِوَىالحَيَاةِ
تَعَلَّقاً وَشَرحُهُ سَيَاتِى
فَكُلُّ مُمكِنٍ تَعَلًّقَت بِهِ
إرَادَةٌ وَقُدرَةٌ فَانتَبِهِ
فَإن يَكُن عِلمٌ بِنَفيهِ جَرَى
فَفىتَعَلُّقٍ بِهِ خُلفٌ سَرَى
مِثَالُهُ الإِيمَانُ مِن أبِى لَهَب
وَالبَعضُ لِلتّضوفِيقِ فِى ذَاكَ ذَهَب
أى مَن يَرَى تَعَلُّقاً بِهِ أعتَبَر
إِمكَانَهُ الأصلِىَّ مَع قَطعِ النَّظرُ
عَن غَيرِهِ وَمَا نَفَاهُ رَاعَى
تَعَلَّقَ العِلمِ بِهِ امتِنَاعاً
وَالسَّمعُ وَالإِبصَارُ وَالمَوجُودِ قَد
تَعَلّقَا لاَ غَيرُ عِندَ مَن نَقد
وَلَيسَ يُستَغنَى بِعِلمٍ عَنهُمَا
للإفتِرَاقِ شَاهِداً بَينَهُمَا
وَرَدَّهُ بَعضُ ذَوِى التّحقِيقِ
وَالنَّظمُ عَن تَقرِيرِهِ ذُو ضِيقِ
وَحُكمُ الادرَاكِ لَدَى مَن قَالَ بِه
حُكمُهُمَا فَلتُفرِ غَن فى قَالَبِه
وَالعِلمُ وَالكَلاَمُ قَد تَعَلّقَا
بِوَاجِبٍ وَمُستَحِيلٍ مُطلَقَا
وَجَائِزٍ فَاستَوعَبَا الأقسَامَا
وَالرَّبُّ فى الجَمِيعِ لاَ يُسَامَى
وَالسَّبعُ لاَزَمَت صِفَاتٍ تُسمَى
بِالمَعنَوِيَّةِ إلَيهَا تُنمَى
كَونُ الإِلهِ عَالِماً قَدِيرَا
حَيًّا مُرِيداً سَامِعاً بَصِيرَا
وَذَا كلاَمٍ وَالمَقَالُ حَالِى
بِعَدِّهَا عَلَى ثُبُوتِ الحَالِ
وَاسِطَةٌ بَينَ الوُجُودِ وَالعَدَم
وَنَهجهَا تَشكُو الوَجَى فِيهِ القَدَم
وَمَن نَفَى الحَالَ فَقَد رآهَا
عِبَارَةً عَن تِلكَ لاَ سِوَاهَا
وَمُثبِتُ الإِدرَاكِ يُجرِهِ عَلَى
أحكَام هذِه السَّبعِ مِثلَ مَا خَلاَ
واختَلَفَ الأشيَاخُ فى التَّعَلُّقِ
فَقِيلَ نَفسِىٌّ لَدَى التَّحَقُّقِ
أى طَلَبُ الصِّفَات زَائِدٌ عَلَى
قِيَامِهَا بِذَاتِ مَوصُوفٍ عَلاَ
كَالكَشفِ بِالعِلمِ وَكالدِّلاَلَه
مِنَ الكلاَمِ وَصفِ ذِى الجَلاَلَه
لَكِنَّ ذَا القَولَ لِوَصفِ الحَالِ
بِالحَالِ أفضَى وَهوَ ذُو إشكالِ
فى قَول مَن لِلمَعنَوِيَّةِ التَزَم
وَبالتَّعَلَّقِ لَهَا أيضاً جَزَم
وَقِيلَ نِسبَةٌ وَلِلفَخرِ انتَمَى
ذَا القَولُ وَالسَّعدُ ارتَضَاهُ وَاعتَمَى
وَمُسنِدُ الأَحكامِ لِلصِّفَاتِ
فَقَط إِلَى المَجَازِ ذو التِفَاتِ
وَالحقُّ أن تُنسَبَ لِلذَّاتِ الَّتِى
قَد وُصِفَت بِذِى الصِّفَاتِ جَلَّتِ
هذَا الّذِى نَصّض عَلَيهِ المُتَرَح
وَغَيرُهُ والصَّدرُ مِن ذَاكَ انشَرَح
وَقَولهُم سُبحَانَ مَن تَوَاضَعَا
كُلٌّ لِعِزِّهِ أبَى مَن نَازَعَا
وَمَا يُنافِى مَا مَضَى العَقلُ حَكَم
بِأنَّهُ مِنَ المُحَالِ كالبُكم
أم مَاءُ يَرجِعُ كالثُّبُوتِ
لِلحَرفِ وَالصَّوتِ وَكالسُّكوتِ
نَعَم وَلاَ لَحنٌ وَلاَ إعرَابُ
أو كُلٌّ أو بَعضٌ أَوِ اضطِرَابُ
إِذ كُلَّهَا إلَى الحُدوثِ انتَسَبَا
كَكَونِ عِلمِهِ عَلاَ مُكتَسَبَا
وَهوَ مُحالٌ وَكَذَا الجَهلُ وَمَا
ضَاهَاهُ وَالوَصفُ بِمَوتٍ أو عَمَى
أو صَمَمٍ وَقَد سَمَا مَن خَلَقَا
عَن عَجزِهِ عَن مُمكِنٍ مَا مُطلَقَا
كَذلِكَ الإِيجَادُ مَع كَرَاهَتِه
لِفِعلِه أعنِى انتِفَا إرَادَتهِ
أو كَونُهُ طَبِيعَةً أو عِلَّه
لِلخَلقِ أَو إيجَادُهُ مَع غَفلَه
وَأمرُهُ يُغَايِرُ الإِرَادَه
إذ عَمَّ أمرٌ طَاعَةٍ عِبَادَه
وَلَم يرِد وُقُوعَهَا مِن كُلِّهِم
بِلاَ ارتِيَابٍ بَل وَلاَ مِن جُلِّهم
فصَحَّ أَن يَامُرَ بِالشَّىءِ وَلاَ
يُرِيدُهُ مَن بِالهُدَى تَطَوَّلاَ
وَمِثلُهُ الرِّضَى فَلَيسَ يَرضَى
كفرَانَ أصحَابِ القُلُوبِ المَرضَى
أى لاَ يُكَلِّفُ النُّفُوسَ مَا نَهَى
عَنهُ وَلاَ يُحِبُّ غَيَّا شَانَهَا
وكلُّ مَا أَرَادَ فَهوَ الكائِنُ
وَإِن نَهَى عَنهُ وَأخطَا المَائِنُ
وَلَيسَ عَمَّا شَاءَهُ مَحِيدُ
لأَنَّهُ يَفعَلُ مَا يُرِيدُ
تَجرِى عَلَى اختِيَارِهِ الأَقدَارُ
فى الخَلق وَالإِيرَادِ وَالإِصدَارُ
وَالعَالَمُ اسمٌ مَا سِوَى الدَّيّانِ
مِن نَوعَىِ الأَعرَاضِ وَالأعيَانِ
فَالعَينُ مَا بِنفَسِهِ يَقُومُ
وَمَا عَدَاهُ العَرَضُ المَرقُومُ
وَلَم يُحَقَّق غَيرُ ذَينِ قَسمُ
وَكُلُّ مَا ألِّفَ فَهوَ الجِسمُ
وما انتَهَى لَحِدِّ مَنعِ القَسمِ
فالجَوهَرُ الفَردُ الشهيرُ الوَسمِ
وَهوَ عَلَى مَذهبِنَا المَحمُودِ
يُوصَفُ بالحدُوثِ والوُجُودِ
هذَا وَفى القَولِ بِهِ إِزَاحَه
لِظُلمَةِ الغَاوِينَ وَاستِرَاحَه
وفى حُدُوثش مَا عَدَا اللهِ الغَرض
إذ كُلُّ عَينٍ لَيسَ تَخلُو عَن عَرَض
مِثلُ الرَّوائح أوِ الأكوَانِ
فَلاَ تَكُن عَن شَرحِهَا بالواتى
والنَقتَصِر هُنَا عَلَى الأكوَانِ
فَإنَّهَا لِلقَصدِ كالعِنوَانِ
وَهىَ اجتِماعٌ أَو سُكونٌ أومَا
نَافَى فَكلٌّ لِلحُدُوثِ أومَا
لأنَّهَا مُحَقَّقٌ فِيهَا العَدَم
عِندَ طُرُوٍّ ضِدِّهَا فَلاَ قِدَم
وكلُّ مَا كانَ بِعقَلٍ قِدَمَه
كانَ مُحَالاً دُونَ رَيبٍ عَدَمُه
وَكُلُّ مَالاَزَمَ حَادِثاً وَجَب
لَهُ مِن الحدُوثِ مآلَهُ انتَسَب
وَعُدَّ الإِجتِمَاعُ فى نَوعِ العَرَض
كَذَاكَ الإِفتِرَاقُ بَعضُ اعتَرَض
وَقَال بَل هُمَا أمرَانِ نِسبِيَّانِ
لَم يَصِلاَ الوُجُودَ فى التِّبيَانِ
فَبَانَ مِمَّا قَد مَضَى بِالسَّردِ
حُدُوثُ مَاسِوَى الإِلهِ الفَردِ
وَلاَ يمُّ المُبتَغَى لِلطَّالِبِ
إِلاَّ بِعِلمِ السَّبعَةِ المَطَالِبِ
إثبَاتُ أعرَاضٍ وَكَونُ العَينِ
تَلاَزُمُ الأعرَاضِ دُونَ مَينِ
وَالمَنعُ لِلكُمُونِ والظُّهُورِ
وَالإنتِقَالُ المُدَّعَى بِالزُّورِ
أو أنَّهَا قَائِمَةٌ بِنَفسِهَا
أَو كَونَهَا قَدِيمَةٌ فِى جِنسهَا
أَى قَولُهُم لَيسَ لَهَا مِن أوَّل
فَالأَربَعَ اردُد وَاعضُدِ المُعَوَّل
وَانفِ التَغَيُّرَ عَنِ القَدِيمِ
وسِر بِنَهجِ السُّنَّةِ القَوِيمِ
وَاحذَر هُنا أقوَالِ أَهلِ الفَلسَفَه
فَإِنَّهَا مَحضُ الضَّلاَلِ وَالسَّفَه
جَرُّوا بِهَا مِن غَيِّهِم ذُيُولَهَا
مِن قِدَمِ النَّفسِ أوِ الهَيُولاَ
وَغَيرِهَا مِنَ المَقَالاَتِ الَّتِى
أقدَامُ مَن فِيهَا تَلاَهُم زَلَّتِ
فَلا قَدِيمَ غَيرُ ذِى الجَلاَلِ
نَنسأَلُهُ الأَمنَ مِنَ الضَّلاَلِ
وَجَائٍِزٌ فِى حَقِّهِ تَعَالَى
أن يَخلُقَ الأنَامَ والأفعَالا
كذَلِكَ التكلِيفُ لِلعِبَادِ
وَهَديهُم لِنَهجِ رُشدٍ بَادِى
وَلَيسَ أمرٌ وَاجِبا عَلَيهِ
مِنهَا بَلِ اختِيَارُهُ إلَيهِ
وَلاَصَلاَحٌ وَاجِبٌ أوَ أصلَح
هَذَا الَّذِى دَانَ بِهِ مَن أفلَحُ
فَكُلُّ مَا أرَادُهُ الصَّوَابُ
سَوَاءٌ العِقَابُ وَالثَّوَابُ
فَذَاكَ بِالعَدلِ وَذَا بِالفَضلِ
مِن فَاعِلٍ مَا يَشَاءُ دُونَ عَضلِ
وَمَا لِعَقلٍ وَحدَهُ تَوَصُّلُ
إِلَى قَبِيحٍ أو إِلَى مَا يَجمُلُ
بَل ما بِفِعلِهِ اُمِرنَا فَالحَسَن
وضِدُّهُ انقَادَ لِقُبحٍ بِالرَّسَن
فَلو عَلَيهِ وَجَبَ الصَّلاَحُ
سُبحَانَهُ عَمَّ الوَرَى الفَلاَحُ
وَكَانَ خَلقُهُمُ لِدَارِ المَأوَى
أَصلَحُ مِن تَعرِيضِهِم للأوَى
وَلِلتَّكَالِيفِ بِهَذِى الدَّارِ
وَمَا يُقَاسُونَ مِنَ الأَكدَارِ
إن قِيلَ زَادَهُم بِذَاكَ أجراً
لَهُ عَلَى قَدرِ العَنَاءِ أجرَى
قُلنَا الإلهُ قَادِرٌ أن يُوصِّلَه
إلَيهِم دُونَ أُمُورٍ مُعضِلَه
وأيضاً الَّذِى عَلَى الكفر هَلَك
تَكلِيفُهُ بِهِ إلَى خُسرٍ سَلَك
بل خَلقُهُ إن عَاشَ خِدنَ البُوسِ
إذ هُوَ فِى الدَّارَينِ ذو العُبُوسِ
فَأينَما مِنَ الصَّلاحِ يُدَّعى
لَهُ وَذَا أنفَ اعتِزَالٍ جَدّعَا
وَقِصَّةُ الشَّيخِ مَعَ الجَبَّائِى
تَرُدُّ قَولَ الإفكِ وَالإبَاءِ
وَمَا اعتَرَى الأطفَالَ مِن آلاَمِ
يَقضِى لأهلِ السُّنَّةِ الأعلاَمِ
وَالحَقًّ لاَ يَخفَى عَلَى ذِى عَينِ
وَاللهَ نَرجُو عِصمَةً مِن مَينِ
وَرُؤيَةُ الإِلهِ بِالأَبصَارِ
تَجُوزُ عِندَ أهلِ الإستِبصَارِ
دُونَ تَقَابُلٍ أوِ اتِّصَالِ
بَل بِالَّذِى يَلِيقُ بِالجلاَلِ
وَأهلُ الإِعتِزَالِ وَالضَّلاَلِ
قَضَوا بِأنّهَا مِنَ المُحَالِ
إذ فَسَّرُوا الرُّؤيَةَ بِالشُّعَاعِ
وَذَاكَ فِى ذَا البَابِ ذُو امتِنَاعِ
وَإنَّمَا الرُّؤيَةُ مَعنًى خُلِقَا
فِى الشَّىءِ بِالمَرئِىُ قَد تَعَلّقَا
وَكَونُ مُوسَى سَأَلَ الجَلِيلاَ
فِى أمرِهَا غَدَا لَنَا دَلِيلاَ
إذ مِثلُهُ لاَ يَجهَلُ المُحَالاَ
فِى حَقِّ مَن كَلّمَهُ تَعَالَى
وَقَد رَأى خَيرُ الوَرى الدَّيَّانَا
لَيلَةَ إسرَاءِ بِهِ عِيَانَا
فِى المَذهَبِ المُصحِّحِ المَشهُورِ
وَهُوَ الَّذِى يُنمَى إِلى الجُمهُورِ
وَالمؤمِنُونَ خَصَّهُم فِى الآخِرَه
بِهَا مُنِيلُهُم مَزَايَا فَاخِرَه
كَمَا أتَى عَن صَاحِبِ السِّيَادَه
فَالجَنَّةُ الحُسنَى وَذِى الزِّيَادَه
وَكَم أَحَاديثٍ بِهَا صَريحَه
مَروِيَّةً مِن طُرُقٍ صَحِيحَه
كَقَولِهِ كَمَا تَرَونَ القَمَرَا
وَقَبلَ هَذَا سَتَرَونَ الخَبَرَا
وَوَجهُ ذَا التَّشبِيهِ دِّونَ مِريَه
نَفىُ تَزَاحُم لِحَالِ الرُّؤيَه
لاَ أنّهُ مِن كُلِّ وَجهٍ أشبَهَه
جَلَّ الإِله أن يَكُونَ فِى جِهَه
وَبَعثَةُ الرُّسل إلَينَا جَائِزَه
فِى حَقِّهش وَكُلُّ خَيرٍ حَائِزهَ
كَى يُبلِغُونَا أمرَهُ وَنَهيَه
فَمَن أجابَهُم غَداذَا نُهيَه
وَمَن أبَى فَسَاقِطٌ فِى هُوَّه
وَمَا بِكَسبٍ تُدركُ النُّبُوَّه
وَلاَ بِحيلَةٍ وَلاَ ارتِيَاضِ
لَكِن بِفَضلِ ذِى النَّدَى الفَيَّاضِ
يَخُصُّ مَن أرَادَ بِالعِنَايَه
وَبِالرِّسَالَةِ أوِ الوِلاَيَه
وَهوَ أىِ الرَّسُولُ إنسَانٌ دَكَر
أوحَى لَهُ مَن لَم تُكَيِّفهُ الفِكَرُ
وَقَالَ بَلِّغ مَن بُعِثتَ فِيهِم
حُكماً دُعُوا إلَيهِ يَقتفِيهِم
وَإن يَكُ الوَحىُ بِحُكمٍ قُصِرَا
عَلَيهِ فَالنَّبِىُّ فِيمَا اشتَهَرا
وَصِدقُ رُسلٍ وَاجِبٌ فِى كُلِّ مَا
قَالُوافَكُن لِصِدقِهِم مُسَلِّماً
والكَذِبَ أعدُدهُ مِنَ المُحَالِ
فِى جَانِبِ الرُّسلِ بِكُلِّ حَلِ
لأَنَّهُ يُقضى لوَصفِ البَارِى
سُبحَانَهُ بِالخلقِ فِى الأخبَارِ بِالخُلف
مِن أجلِ تَصدِيقٍ لَهُم بِالمُعجزَه
مُنجِدَةٍ لَمَا ادَّعَوهُ مُنجِزَه
وَهىَ كَقَولش اللهِ هَذَا العَبدُ
يَصدُقُ فِيمَا مِنهُ عَنَّا يَبدُو
وَكُلًُّ مَن صَدَّقَ كَاذِبانُمَيَ
لِلكَذِبِ الذِى بِهِ ذَاكَ رُمِى
وَهوَ أىِ الكَذِبُ مُستَحِيلُ
فِى حَقِّ وَصفُهُ جَلِيل
لأنَّهُ يُخبِرُ وَفقَ عِلمِهِ
وَذَاكَ صِدقٌ ثَابِتٌ فِى حُكمِهِ
وَوَاجِبٌ أمَانَةٌ أى عِصمَه
لِلرُّسلِ جَلَّ قَدرُهُم عَن وَصمَهُ
وَيستَحِيلُ منهُمُ ارتِكَابُ ذى
نَهىٍ وَقَولَ ذى الضَّلاَلَةِ انبُذِ
وَلَو فَرَضنَا مِنهُمُ إيقَاعَه
لانقَلَبُ المُنهِىُّ عَينَ الطَّاعَه
لأمرِ رَبّنَا بِالاِقتَدَا بِهِم
فشى غَيرِ مَقصُورٍ عَلَى جَنَابِهِم
وَاللهُ لاَ يَأمُرُ بِالفَحشَا فَلاَ
يأتُونَ غَيرَ طَاعَةٍ كَمَا ابخلاَ
وَأوَّلاً بِلاَئِقٍ مُشتَبهَا
كَمَا أتَى فِى يُوسُفٍ هَمَّ بِها
وَكَونِ وَالِدِ الوَرَى قَد أكَلاَ
وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا أشكِلاَ
وَقُل إِذَا استَدلَلتَ لِلتبلِيغِ
لَو كَتَمُوا لَكَانَ ذَا تَسوِيغِ
فَيَكتُمُ المَرءُ العُلُومَ النَّافِعَه
عَن طَالِبٍ لَهَا وَيَغدُو مَانِعَه
كَيفَ وَقَد بَاءَ ذَوُو الكِتمَانِ
لِلرُّشدِ بِاللَّعنَةِ فِى القُرآنِ
وَالمُصطَفَى المُعجِزُ كُلَّ الفُصَحَا
أدَّى الرِّسَالَةض وَكُلاًّ نَصَحَا
وَاقتَضَتِ الآيَاتُ فِى الكِتَابِ
تَبلِيغَهُ وَالنَّفَى لِلعِتَابِ
فاللهُ يَجزِيهِ أجَلَّ ما بِهِ
جضازَى نَبِياًّ ذَا مَقَام نَابِهِ
وَغَيرُ قَادِحٍ مِنَ الأعرَاضِ
فِى حَقِّهِم يَجُوزُ كَالأمرَاضِ
للأجر وَالتَّشرِيعِ وَالتَّخَلِّى
عَن زَهرَةِ الدُّنيَا وَلِلتَّسَلِّى
إذ خِيرَةُ العِبَادِ عَنهَا أعرَضُوا
وَرَبَّهُم قَرضاً جَمِيلاً أقرَضُوا
وَاللهُ لَم يُرِد لأنبِيَائِهِ
بِهَا جَزَاءاً أَو لأولِيَائِهِ
فَيَحصُلُ الزُّهدُ مِنَ الأَنَامِ
فِى عَيشِهَا الذّاهِبِ كالمَنَامِ
وَكُلُّ مَن أَمِدَّ بِالتَّوفِيقِ
مِمَّن رَأَى بِأَعيُنِ التَّحقِيقِ
يَعلَمُ قَطعاً أنَّهَا خَسِيسَه
وَيَحذَرُ التَّموِيهَ وَالدَّسِيسَه
وَلَم يَفُز مِنهَا سِوَى مِنَ ادَّخَرُ
أعمَالَ طَاعَاتٍ بِهَا قَد افتَخَر
وَهىَ خَرَابٌ مَا بِهَا إقَامَه
وَاللهَ نَرجُو حُسنَ الإِستِقَامَه
وَعِدَّةُ الرُّسلِ الكِرَامِ الكُمَّلِ
فِى اسمِ مُحَمَّدٍ بَدَت فِى الجُمَّلِ
مِيمٌ وَحَلا ثُمَّ مِيمٌ كُرِّرَت
وَبَعدَهَا دَالٌ كَمَا قَد قرِّرَت
وَكُلُهم مِن رَبِّه مُؤَيَّدُ
بِمُعجِزَاتٍ لاَ تَنَالُهَا اليَدُ
قَد قَارَنَت دَعوَاهُمُ الرِّسَالَه
مَعَ التّحَدِّى لَفظاً أو بِالحَالَه
وَمُعجِزَاتُ المُصطَفَى الكَثِيرَه
دَلت عَلَى رُتبَتِهِ الأثِيرَه
لأن مُعجِزَاتِ غَيرِهِ انقَضَت
بِعَصرِهِم كمَا مَشِيئَةق قَضَت
وَبَعضُ مُعجِزَاتِ طَهَ بَاقِى
لأنَّهُ الحَائِزُ لِلسِّبَاقِ
فَكَم وَكَم آى بِهَا تَحَدَّى
إحصَاؤُهَا بِالعَدِّ فَاتَ حَدَّا
وَحَسبُكَ القُرآنُ ذُو الآياتِ
وَحِفظهُ لآخِرِ الغَايَاتِ
فَهوَ لِوَعدِ الحقِّ دُو إِنجَازِ
وَفِيهِ أنوَاعٌ مِنَ الإعجَازِ
كَنَظمِهِ البَدِيعِ فِى أُسلُوبِهِ
وَعَجزِ مَن بَارَاهُ عَن مَطلوبِهِ
والجَمعُ لِلعُلُومِ والأسرَارِ
وَكَونهُ يَحلو مَعَ التَّكرَارِ
وَفِى الجَزَالَةِ بِوَجهٍ اعلاَ
والرَّوعُ فِى القُلُوبِ حِينَ يُتلَى
وَمَا احتَوَى عَلَيهِ مِن أنبَاء
غَيبٍ بِتَصرِيحٍ وَبِالإيمَاء
فَفيهِ مِن هذَا أُمورٌ تَكثُرُ
وَالبَعضُ بِالفَيضِ عَليهَا يَعثُر
وَمِنهُ مَا ابنُ بُرّجَانَ أظهَر
فِى أخذِ بَيتِ المقدِسِ المُطَهَّر
مِن قَولِهِ بِضعَ سِنِينَ قَبلَ أن
يَكُونُ ثُمَّ كَانَ طِبقاً فِى الزَّمَن
وَبَعضُهُم فِى وَجهِ أعجَازٍ نَحَى
لِرَدِّ بَعضٍ وَسِوَاهُ رَجَّحَا
وَاختَلقُوا هَل كَانَ فِى طَوقِ البَشَر
مِن قَبلُ لِكِن صُرِفُوا كَمَا انتَشَر
أوَ لَم يَكن فِى طَوقِهِم مَا صُحِّحَا
وَالبَحثُ فِى ذَاك يَطولُ شَرحَا
وَأخبَرَ اللهُ بِعَجزِ الإِنسِ
وَالجِنَّ عَن إتيانِهِم بِالجِنسِ
مِن مِثلِهِ وطُولِبُوا بِسُورَه
فَمَا استَطَاعُوا مِثلَهَا ضُرُورَه
وَمَن بِجِلبُابِ الحَيَا أزَاحَا
مُعَارِضاً لهُ حَوَى افتِضَاحَا
كَمِثلِ مَا جَاءَ بِهِ مُسَيلِمَه
مِن تُرَّهَاتٍ بِاختِلاَلٍ مُعلَمَهُ
رَكِيكَةٍ فِى لَفظِهَا وَالمَعنَى
كَقَولِهِ وَالطَّاحِنَاتِ طَحنَا
وَغَيرُهُ مِمَّا انتَحَاهُ الأَبلَه
وَهوَ بِنَوعِ الهَذَيَانش أشبَه
وهَل يُقاسُ ذَا بِإِنَّ اللهَ
يأمُرُ بِالعَدلش وَمَا تَلاَهَا
وَأينَمضا هَذَى بِهِ فِى الضِّفدعِ
مِن قَولِ رَبَّنَا تَعَالَى فَاصدَعِ
أجارَنَا اللهُ مِن الخُذلاَنِ
وَالغَىِّ فِى الإسرَارِ وَالإِعلاَنِ
وَكُلُّ مَا جَاء مِنَ الأخبَارِ
عَن أحمَدَ المَخصُوصِ بالإِكبَارِ
فَذَاكَ حَقٌّ كَائِنٌ لاَ يُمتَرَى
فِيهِ وَمَا كَانَ حَدِيثاً يُفتَرَى
مِثلُ السُّؤَالِ وَعَذابِ القَبرِ
وَالبَعثِ للأَبدَانِ يَومَ الحَشرِ
بِعَينِهَا لاَ مِثلِهَا إجمَاعاً
وَالاختِلاَفُ بَعدُ هَذَا شَاعَا
هَل ذَاكَ عَن تَفرِيقِ تِلكَ الأجزَا
أَو عَدمٍ مَحض إلَيهَا يُعزَى
لَكِنَّ هَذَا باعتِبَارِ مَاوَرَد
وَالكُلُّ فِى الجَوَازِ بِالعَقلِ اطرَد
واستَتنِ مِن ذَا الخُلفِ عَجبَ الذنَبِ
وَمَاأتَت بِهِ النُّصُوصُ كالنَّبِى
وَاختَلَفُوا فِى عَودِوَقتٍ وَعَرَض
وَبَعضُهم إعَادةَ الوَقتِ اعتَرض
بِقَولِهِ جَلَّ جُلوداً غَيرَهَأ
فَاركب مَطَايا البَحثِ وَاعرِف سَيرَهَا
فَلَيسَ إلاّ الغَير بِالأزمانِ
لِلمَنع مِن غَيرِيَّةِ الأَبدَانِ
فَبَان أنَّ الوَقتَ لاَ يُعَادُ
مِن ذَلِكَ الحصرُ الذٍِى يُفَاد
وهَكَذَ الحِسابُ وَالمِيزَانُ
من مَأ به قَد وَجَبَ الإِيمَانُ
وتُوزن الصَّحُفُ بِلاَ إشكَالِ
وَقِيلَ بَل أمثِلَة الأعمَالِ
الأخذُ للكُتبِ بِهِ النَّصُّ أتَى
وَالخُلفُ فِى العَاصِى لَديهِم ثَبَتَا
هَل بِيَمينٍ أو شِمَالٍ يُعطى
كِتابَهُ وَمَن يَقِف مَا أَخطَا
إذ لَم يَرِد نَصٌّ صَرِيحٌ يُعمَلُ
عَلَيهِ وَالوَارِدُ فِيهِ مُجمَلُ
وَكالَصِّرَاطِ ذِى الكَلاَلِيبِ ومِن
انقِذَ مِنهُ فَهوَ بِالفَوزِ قَمٍن
جِسرٌ عَلَى مَتنِ جَهَنَّمَ الَّتِى
يَهوِى بِها مَن رِجلُهُ قَد زَلَّتِ
وَمَا يُقَالُ إِنَّهُ أدَق
مِن شَعرٍ صَدِّقه فَهوَ حَقَّ
وَفِى صَحِيحِ مُسلمٍ مَا أرشَدَا
إلَيهِ وَالضَّرِيرُ فِيهِ أنشَدَا
وَالرَّبُّ لاَ يُعجِزُهُ إمشَاؤُهُم
عَلَيهِ إذ لَم يُعِيهِ إنشَاؤُهُم
تَبَّا لِقَوم ألحدُوا فِى أمرِهِ
مَا قَدَرُوا الإلهَ حَقَّ قَدرِهِ
وَلِلقِرافِى هُنَا كَلاَمُ
نِيطَ بِهِ مِن أجلِهِ مَلاَمُ
وَالنَّاسُ فِى ذَاكَ ذَوُو حوَالِ
نَاجٍ سَرِيعاً أو مَعَ الأهوَالِ
وَمِنهُمُ المُوَبقُ وَالمُخَردَلُ
وَمَن بِهِ عَنِ الجِنانِ يُعدَلُ
لِلنَّارِ وَهىَ مَسكنُ الكُفَّارِ
وَمَن أبَى عَن طَاعَةِ الغَفَّارِ
وَمَا بِنوعٍ وَاحِدٍ يَختَصُّ
مِنهُم وَفِى الأَنوَاعِ جَاءَ النَّصُّ
وَوَاجِبٌ أن يَنفَذُ الوَعِيدُ فِى
بَعضِ العُصاةِ دُونَ مَا تَوَقفِ
لَكِنَّ ذَا العِصيَانِ لاَ يُخَلفَّدُ
فِيهَا وَذُو الكُفرِ بِهَا مُؤَبَّدُ
وكالشّفَاعَةِ لأَزكى مُرسَلِ
فَأضرَع إِلَى المَنَّانش فِيهَا وَاسأَلِ
وَقَد أتَت أنوَاعُهَا مَنصُوصَه
وَالبَعضُ كَالكُبرَى به مصُوصَه
لأنّهَأ أظهَرَتِ ارتفَاعَه
إذ وَجَّهَ الكُلُّ لَهُ الشفَاعَه
وَالأَنبِيَاءَ تَقُولُ نَفسِى نَفسِى
سِوَاهُ فَالفَضلُ لَه كَالشمسِ
فَيُنقِدَ الجَمِيعَ مِن غُمُومٍ
قَدِ اعتَرَتهُمُ وَمِن هُمُومِ
وهىَ وُعُودُ رَبِّهِ يُوفِّيهَا
لَهُ فَنَسأَلُ الدُّخُولَ فِيهَا
وَحَوضُهُ مِمّا بِهِ النَّصُّ وَرَد
وَفِيهِ خُلفٌ هَل بِهِ الهَادِى انفَرَد
وَهوَ الأصَحُّ أو لِكُلِّ مُرسَلِ
حَوضٌ مِنَ العَذبِ الرَّحِيقِ السَّلسَلِ
وَكَونُهُ بَعدَ الصِّرَاطِ مُختَلِف
فِيهِ وَبَعضٌ بِالتَّعَدُّدِ اعتَرَف
وَذَودُ ذِى التَّغِييرِ قَد بَدأ
وَمَن يَذُقهُ لَيسَ يَظمَأُ أبَداً
وَاللهُ لاَ يَحرِمَنَا مِن شُربِ
مِنهُ بِجَاهِ المُصطَفَى ذِى القُربِ
والجَنَّةَ الَّتِى أعَدَّ اللهُ
حَقٌّ لِمَن إنعَامُهُ أولاَهُ
وَالمُؤمِنُونَ بِالأمَانِى أُسعِدُوا
فِيهَا وَفِى أَوجِ التَّهَانِى أُصعِدُوا
وَكيفَ لاَ وَقَد تَنَاءَى كُلُّ سُو
عَنهُم وَنَالُوا مَا اشتَهَتهُ الأنفُسُ
وَأُتحِفَوا مِنَ العَطَايَا وَالبُشَر
مَا لَم يَكُن يَخطُرُ فِى قَلبِ بَشَر
وَمِن رِضَى الرَّحمَنِ مَا قَرَّت بِهِ
عُيُونهُم مَع أمنِهِم مِن سَلبِهِ
وَزَادَهُم مِن بَعدِ هَذا كُلِّهِ
رُؤيَتَهم من عَمَّهُم بِفَضلِهِ
فَنَسألُ الكَريمِ أن يَجعَلَنَا
مِنهُم وَأن يُيَسِّرَ النَّفَع لَنا
وَواجِبٌ إيمَانُنَا بِالقَدَرِ
خَيرٍ وَضِدِّهِ كَمَا فِى الخَبَرِ
وَذُو السَّعَادَةِ السَّعيدُ فِى الأَزَل
وَعَكسُهُ الشَّقِىُّ حَيثُمَا نَزَل
وَكُلُهم مُيَسَّرٌ لِمَالَهُ فَراجٍ
أمرُهُ وَمُؤتَلِق
وَالكُلُّ لاَ يَخرُجُ عَن حُكمِ القَضَا
وَليسَ مَا أظلَمَ مِثلَ مَا أضَا
وَمَا إلى الأعمالِ ظَاهِراً رَجَع
فَذَاكَ إسلاَمٌ بِهِ العَبدُ انتَفَع
وَمَرجِعُ الإِيمَانِ للإذعانِ
بِالقَلبِ والتَّصدِيقِ بِالجنَانِ
وَنطقُ ذِى القُدرةِ شَرطٌ فِيهِ
عَلَى اختِلاَفِ كُتبُهُم تَحوِيهِ
وَالخُلفُ فِى النُّقصَانِ وَالزِّيَادَه
مُقَرَّرٌ عِندَ ذَوِى الإِفَادَه
وَقِيلَ للأعمَالِ يَرجِعَأنِ
فَينتَفى الخِلاَفُ فِى المَعَانِى
واللَّوحُ وَالقَلُم وَالكُرسِىُّ
وَالعَرشُ ذُو الجَسَامَةِ القُدَسِى
وَالكاتِبُونَوَاجِبٌ إيمَانُنَا
بِكُلِّهِم فَرضٌ بِهِم إيقانُنَا
وَإن لِلعَبدِ كِرَاماً حَفظَه
لِكُلِّ مَا أخفَاهُ أَو مَا لَفَظَه
وَيَجعَلُ اللهُ لَهُم عَلاَمَه
عَلَى الضَّمِيرِ فَاسأَلِ السَّلاَمَه
وَقيلَ لاَ يُكتَبُ مَافىِ القَلبِ
وَالكُلُّ لاَ يَفُوتُ عِلمَ الرَّبِّ
وَلَيسَ يَحتَاجُ إِلَى الإِستِظهَارِ
بِهِم تَعَالَى عَالِمُ الأسرَارِ
وَمَالَهُ سُبحَانَهُ مِنَ اسمَا
قَدِيمَةٌ لَهَا المَقَامُ الأسمَى
وَهىَ لَنَا تُدرَى بالإِستِقرَاء
مِن طُرُقِ التَّوقِيف لاَ الآرَاء
وَيطلقُ الشّىءُ عَلَى المَوجُودِ
لاَ غَيرِهِ فِى المَذهَبِ المَحمُودِ
وَمَالِكٌ وَأَهلُ الإِجتِهَادِ
كُلٌّ إلى نهجِ الصَّوَابِ هَادِى
كَالشَّافِعِى وَأبِى حَنِيفَه
وَاحمدٍ ذِى الرُّتبةِ المُنِيفَه
وَكُلُّهُم عَلَى هُدًى مِن رَبِّهِم
وَفِرقَةَ الجُنَيددِن بِحُبِّهِم
فَإنَّهُم طَرِيقُهُم مَرضِيَه
قَوِيمَةٌ لأهلِهَا المَرِيَّةَ
وَجَاحِدُ المَعلُومِ بالضَّرُورَه
جَاءَ بِكُفرٍ وَانتَحَا غُرُورَه
وَقَتلُهُ لِلكُفرِ لاَ لِلحَدِّ
وَذَلِكَ الجَزَاء للمُرتَدِّ
كَذَا مَنِ استَحَلَّ نَحوَ الخَمرِ
مِن مَا امتِنَاعُهُ شَهِيرُ الأَمرِ
وَالنَّصُّ إِن أوهَمَ غَيرَ اللائِقِ
بِاللهِ كَالتشبِيهِ لِلخَلاَئِقِ
فَاصرِفهُ عَن ظَاهِرِهِ إجمَاعاً
وَاقطَع عَنِ المُمتَنِعِ الاَطمَاعَا
وَمَالَهُ مِن ذَاك تَأويلٌ فَقَط
تَعَيَّنَ الحَملُ عَلَيهِ وانضَبَط
كَمِثلِ وَهوَ مَعكم فَأَوِّلِ
بِالعلمِ وَالرَّعىِ وَلاَ تُطَوِّلِ
إذ لاَ تَصِحُّ هَاهُنا المُصَاحَبَه
بِالذَاتِ فَاعرِف أوجُهَ المُنَاسَبه
وَمَا لَهُ مَحامِلُ الرَّأىِ اختَلَف
فِيه وَبِالتَّفوِيضِ قَد قَالَ السَّلَف
مِن بَعدِ تَنزِيهٍ وَهَذَا أسلَمُ
وَاللهُ بِالمُرَادِ مِنهَا أَعلَمُ
لِذَاكَ قَالَ مَالِكٌ إذ سُئِلاَ
فِى الاستِوَاءِ الكَيفُ مِنهُ جُهِلاَ
وَصَارَ لِلتّأوِيلِ قَومٌ عَيَّنُوا
مِمَّا يَلِيقُ رَاجِحاً وَبَيَّنُوا
إذ فَسَّرُوا الوَجه بِذَاتٍ وَاليَدَا
بِقُدرَةٍ وَذَا الإِمَامُ أيَّدَا
وَقَولُهُ سُبحَانَهُ مَن فِى السَّمَا
مَعنَاهُ بِالأمرِ وَسُلطَانٍ سَمَا
وَقِس عَلَى هَذا جَمِيعَ مَا اشتَبَه
فِى الذِّكرِ وَالحَدِيثِ وَادرِ المَرتَبَه
وَالذَّنبُ مُقسُومٌ ِإلَى الكَبِيرَه
كَالقَذَفِ وَالقَتلِ وَللِصَّغِيرَه
وَهىَ بِالإجتِنَابِ لِلكَبَائِر
مَغفُورَةٌ مِن عَالِمِ السَّرَائِر
فَفَىِ الكتَابِ قَالَ إن تَجتَنِبُوا
وَالعَفوَ مِنهُ يَرتَجِيهِ المُذنِبُ
وَاللهُ لاَ يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِه
وَيَغفِرُ الدُّونَا إِذَا شَا فَانتَبِه
وجَاءَنَا عَن مَانِحِ العَطَايَا
تَكفِيرُ حَجِّ البَيتِ لِلخَطَايَا
كَذِلِكَ العُمرَة وَالقِيَامُ
وَالطَّهرُ وَالصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ
وَغَيرُهَا وَهوَ عَلَى الخُصُوص
يُحمَلُ لِلتوفِيقِ لِلنُصُوصِ
وَذُو كَبِيرَةٍ عَلَيهِ التَّوبَه
فَرضٌ بِقَورٍ وَاجتِنَابِ الحوبَه
وَفِي قُبُولِهَا لِغَيرِ الكَافِرِ
قَطعاً وَظَنَّا وَجهُ خُلفٍ سِافِرِ
وَالكَافِرُونَ القَولُ فِيهِم مَا اختَلَف
لِقُولِهِ يُغَفَر لَهُم مَا قَد سَلَف
والنَّفسُ وَالعَقلُ كَذَا المَالُ وَجب
صَونٌ لَهَا والعِرضُ أيضاً والنَّسَب
وَالرِّزقُ مَا بِهِ انتِفَاعٌ مُطلَا
هَذَا الّذِى قَد قَالَهُ مَن حَقَّقَا
وَالنَّصبُ للإِمَامِ بِالشُروطِ
فَرضٌ بِشَرعٍ بِالهُدَى مَنُوطِ
وَالسَّمعُ مُفرُوضٌ عَلَى الأعيَانِ
لأَمرِه فِيمَا سَوَى العِصيَانِ
إذ جَاء لاَ طَاعَةَ للِمَخلُوقِ فِى
ذَاك وفِيمَا عَنهُ لاَ يَخلُو قِفِ
وَلاَ يَجُوزُ عَزلُهُ أن طَرَا
عَلَيهِ فِسقٌ أو بَغي وَاجتَرَا
وَلاَ الخُروجُ عَنهُ إِلاّ إن كفَر
وَحَافِرُ البَغِى هَوَى فِيمَا حَفَر
والأنبِيَا أَفضَلًُ فَالمَلاَئِكَه
يَتلُونَ فِى فَضلٍ عَلَوا أرَائِكَه
وقيل بالعكس وبعض فصلا
في ذاك تفصيلا له قد أصلا
وانعقد الاجماع أن المقتفى
أفضل خلق الله والخلف انتفى
وما انتحى الكشاف في التكوير
خلاف اجماعذوى التنويرِ
فَاحذَر لِغَيرِ مَنعِهِ سَمَاعَه
وَاتَّبِعِ السُّنةَ وَالجَمَاعه
وَفُضِّلَ المَخصُوصُ بالإِدنَاء
عَلَى البرَايَا دُونَ مَا استِثنَاءِ
وَأَفضَلُ الامَّةِ ذَاتِ القَدرِ
أصحَابُ مَن أُعطِىَ شرحَ الصَّدرِ
إذ جَاءَ فِى القُرانِ مَا يَقضى لَهُم
بِالسَّبقِ فِى آىٍ حَوَت تَفضِيلَهُم
وَكَم أَحَاديثٍ عَليهِم تُثنِى
كقَولِهِ خَيرُ القُرُونِ قَرنِى
وَقَولُ طَهَ المُصطَفَى لَو أنفَقَا
فَجَلَّ مَن زَكَّاهُمُ وَوَفَّقَا
ثُمَّ يَلِيهِم تَابِعٌ بَادِى السَّنَا
فَتَابِعٌ لِتَابِعٍ قَد أحسَنَا
وَالخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أربَعَه
خَيرُ الصَّحَابَةِ الأُولَى كَانُوا مَعَه
وَرَتِّبَنَّ الفَضلَ فِيمَا بَينَهُم
عَلَى خِلاَفَةٍ وَقَدِّم عَينَهُمُ
وَهوَ أَبُو بَكرٍ وَفَارُوقٌ يَلِى
وَبَعدهُ عُثمَانُ وَاختِم بِعَلِى
زَوجِ البَتُول بَضعَةِ الرَّسُولِ
مَن نَالَ بِالسِّبطَينِ أقصَى السؤُلِ
وَبَعدَ هؤلاَءِ بَاقِى العَشرِ
طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ذَاكِىِ النّشرِ
وَعَامِرٌ وَسَعدٌ السَّامِى الحُلاَ
مَعَ ابنِ عَوفٍ وَسَعِيدٍ ذِى العُلاَ
فَأهلُ بَدرٍ ثُمَّ أهلُ اُحُدِ
فَبَيعةُ الرِّضوَانِ مِن بَعدُ اعدُدِ
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ صُرِّحَا
بِفَضلِهِم وَالخَلفُ فِيهِم شُرِحَا
وَبَعضُ مَن بِالعِلمِ قَد تَحَلَّى
يَقُولُ مَن لِلقبلَتَينِ صَلَّى
وَالصَّحبُ كُلُّهُم عُدُولٌ خِيَرَه
فَمَن يُرِد وَجهَ اهتِدَائِهِم يَرَه
لأَنَّ مَن أحَاطَ بِالخَبِىِّ
عِلماً حَبَاهُم صُحبَةَ النَّبِىِّ
فَهُم نُجُومٌ فِى السُّرَى مَنِ اقتَدَى
بِهِم إِلَى مَعَالِمِ الحقِّ اهتَدَى
فَلاَ تَخُضِّ فِيمَا مِنَ الأمرِ اختَلَط
بَينَهُمُ فَاحذَر إِذَا خُضتَ الغَلَط
وَالتَمِسَنَّ أحسَنَ المَخَارِجِ
لَهُم فَالإِجتِهَادُ ذُو مَعَارِجِ
وَلاَ تُصِخ لِمَن أبَى الكَرَامَه
لِلأولِيَاءِ وَاجتَنِب مَرَامَه
وَنَزِّهِ القُرآنِ أَن تَقُولاَ
بِخَلقِهِ وَاستَوضِحِ المَعقُولاَ
لأنَّهُ وَصفُ الإِلهِ جَلاَّ
وَمُعجِزُ النَّظمِ عَلَيهِ دَلاَّ
فَذَلِكَ المَتلوُّ وَالمَدلُولُ
عَلَيهِ مَا عَن قِدَمٍ يَحُولُ
وَالحَرفُ وَالصَّوتُ كَذَا التِّلاَوَه
مُحدَثَةٌ وَغَيرُ ذَا غَبَاوَه
وَاحذَر أقَاوِيلَ ذَوِى الأَهوَاءِ
فَإنَّهَا مِن أدوَا الادوَاء
واسلُك سَبِيلَ السُّنَّةِ الغَرَّاء
فَنُورُهَا بَادٍ لِعَينِ الرَّائِى
وَالشَّرُّ مَقرُونٌ بالإبتِدَاعِ
وَالخَيرُ مَضمُونٌ بالإتِّبَاعِ
وَاعمَل بِمَا تُحبى بِهِ الاجُورا
وَحَاذِرِ الفَحشَاءَ والفُجُورَا
وَالعُجبَ والغِيبَةَ وَالرِّيَاء
وَاطِّرِحَن فَخراً وَكِبرِيَاءَ
وأمُر بِمَعرُوفٍ وَغَيِّر مُنكَرَا
وَانصَح وَنَبَّه ذَا اغتِرَارٍ مِنَ كرى
وَابدَأ بِنَفسِكَ أنههَا عَن غَيّشها
وَاجعَل مِنَ التَّقوَى جَمِيلَ زِيِّهَا
وَاقطَع ذَوِى المَيلِ وَاوصِل مَن عَدَل
وَلاَ تَمِل إِلَى المِرَاء وَالجَدَل
وَفِى كِتَابِ اللهِ أسنَى مُكتَفى
بِهِ وَمَا سَنَّ النبِىُّ المُقتَفى
وَمَا عَلَيهِ أَجمَعَ الأَعلاَمُ
مِمَّن تَزَكت مِنهُمُ الأَحلاَمُ
فَأَكرَمُ العِبَادِ عِندَ اللهِ
مَن لَم يَكُن فِي عَيشِه بِلاَهِى
وَفى اتِّبَاعِ السَّلَفِ الهُدَاةِ
وَسِيلَةٌ للأمنِ وَالنّجَاةِ
وَلنَجعَلِ الخِتَامَ بِالشَّهَادَة
تَفَاؤُلاً بِرُتبَةِ السَّعَادَه
لأَنَّ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ قَد
تَضَمّنَت جُملَتُهَا مَا يُعتَقَد
فِى حَقِّ رَبِّنَا وَفِى الرُّسلِ
النّاهِجينَ لِلوَرَى أهدَى السُّبُلِ
من وَاجِبٍ وَجَائِزٍ وَما امتنع
وَمَن يَكُن يَعرِفُ مَعنَاهَا ارتَفَع
كمَا تَوَلّى بَسطَهُ السَّنُوسِى
مُغتَرِفاً مِن فَيضِهِ القُدُّوسِى
وَقَد أخَذتُ كُتبَهُ دِرَايَه
عَمّن تلَقى فِى العُلُومِ الرّايه
عَمٍِّى سَعِيدٍ الإِمامِ لمَقرَّىِ
عَنِ ابنِ جَلاَّلٍ عَنِ الحِبرِ السّرِى
سَعِيدٍ الشَّهِيرِ بِالكَفِيفِ
عَنِ السَّنُوسِىِّ الرَّضِّى العَفِيفِ
مُؤِلِّفِ العَقَائِدِ الشَّهِيرَه
وَفَضلهُ كالشَّمسِ فِى الظَّهِيرَه
وَهُوَ الَّذِى يَقُولُ مَا مَعنَاهُ
فِى سِرِّ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ
لَعَلَّهَا للإختِصَارِ مَعَ مَا
تَضَمَّنَتهُ خَصَّهَا ذُو النُّعمَى
بِكَونِهَا تَرجَمَةَ الإِيمَانِ
فَالهَج بِذِكرِهَا مَعَ الإِدمَانِ
وَهَا هُنَا نَظمُ العَقِيدةِ انتَهَى
مُبَلِّغاً لَمن وَعَاهُ مَا اشتَهى
وَفَاءُ عَدّهَا بِنِصفِ ألف
وَالرَّمزُ بِالجُمَّلِ فِيهِ أَلِف
وَكانَ إتمامِى لَهُ فِى القَاهِرَه
وفِيهِ تَارِيخُ حُلاَهُ الظَّاهِرَه
وَأَرتَجِى مِن مَانِحِ العَطَايَا
سُبحَانَهُ الغُفرَانَ لِلخَطَايَا
وَالفَوزَ بِالنَّجَاةِ والأَمَانِ
وَنَيلَ مَا أَنوِى مِنَ الأَمَانِى
بِجَاهِ نبرَاسِ الهُدَى الوَهَّاجِ
أحمدَ مَن أَرشَدَ لِلمِنهَاجِ
كَهفِ البَرَايَا الهاشِمِىِّ العَرَبِى
مُنِيلُهُم مَا أَمَّلُوا مِن أرَبِ
عليه مع الٍ وَصحبٍ قد علوا
قدرا وَاتباعٍ بإِحسانٍ تلوا
أَزكَى تَحِيَّاتٍ وَأَسمَى وَأتَم
يَزكُو بِهَا مُبتَداً وَمُختَتَم
المقري التلمساني
بواسطة: JUST ME
التعديل بواسطة: JUST ME
الإضافة: الاثنين 2012/10/15 10:55:02 مساءً
التعديل: الاثنين 2012/10/15 11:01:03 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com