يَقُولُ أَحمَدُ الفَقِيرُ المَقَّرِى | |
|
| المَغرَبِى المَالِكِى الأشعَرِى |
|
الحمدُ لٍِلَّهِ الَّذِى تَوحِيدُهُ | |
|
| أجَلُّ مَا اعتَنَى بِهِ عَبِيدُهُ |
|
العَالِمِ الحَىِّ القَدِيمِ البَاقِى | |
|
| القَادِرِ الغَنِىِّ بالإطلاَقِ |
|
مُرشِدُنَا مِن فَضلِهِ وَجُودِهِ | |
|
| بِصُنعِهِ المُعرِبِ عَن وُجُودِهِ |
|
سُبحَانَهُ جَلَّ عَنِ النَّظَائِرُ | |
|
| وَكُلِّ مَا يَخطُرُ فى الضَّمائِرِ |
|
وَأَفضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلامِ | |
|
| لِمَن حَوَى جَوَامِعَ الكَلاَم |
|
وَأفهَمَ الحَقَّ ذَوِى الأَذهَانِ | |
|
| وأَفحَمَ الخُصُومَ باِالبُرهَانِ |
|
وَحَضَّ كُلَّ النَّاسِ أَن يَقُولُوا | |
|
| شَهَادَةً تَزكُوا بِهَا العُقُولُ |
|
فَمَن أجَابَ نَالَ خَيراً جَدَّ لَه | |
|
| وَمَن أبَى أَذَلَهُ وَجَدَّلَه |
|
صَلى عَلَيهِ اللهُ مَا الحَقُّ اعتَلاَ | |
|
| مَع آلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن تَلاَ |
|
وَبَعدُ فَالعُلُومُ ذَاتُ كَثرَه | |
|
| وَبَعضُهَا لَهُ مَزِيدُ الأثرَه |
|
وَنُوِّعَت إلَى اعتِقَادش وَعَمَل | |
|
| وَالأوَّلُ الكلامُ مُستَدنِى الأمَل |
|
وَكلُّ عِلمٍ لِلمَزِيَّةِ اكتَسَب | |
|
| فالفَضلُ مِن مَعلُومِهِ لَهُ انتَسَب |
|
وَعِلمُ أصلِ الدِّينش مَشهُورُ الشرَف | |
|
| وَخَيرُهُ المنثُورُ مَالَهُ طَرف |
|
وَكَيفَ لاَ وَهُوَ المفِيدُ لِلوَرَا | |
|
| عِلماً بِمَن أنشَاهُمُ وَصَوَّرَا |
|
وَحُكمُهُ عَلََى البَرَايَا انحتَمَا | |
|
| وَبِالنَّجَاةِ فَازَ مَن لَهُ انتَمَى |
|
لأَنَّهُ بِنُورِهِ يُنقِذُ مِن | |
|
| ظَلمَةِ تَقلِيدٍ فَنَفعَهُ ضَمِن |
|
وَكَم بِهِ لِعُلَمَاء المِله | |
|
| مِن كُتُبٍ بالقَصدِ مُستَقِله |
|
مَا بَينَ مَنثُورٍ وَنَظمٍ يُهتَصَر | |
|
| جَنَاهُ مِن مُطَوَّل ومُختَصَر |
|
وَإنَّنى مِلتُ إِلَى اتِّبَاعِ | |
|
| لَهُم وَإن كُنتُ قَصِيرَ البَاعِ |
|
فَجِئتُ فِى ذَا المَطلَبِ الوَحِيدِ | |
|
| بِنُبذَةٍ تَنفَعُ فى التَّوحِيد |
|
سَمَّيتُهَا إضَاءَة الدُّجنَه | |
|
| لِكَونهَا اعتِقَادَ أهلَ السُّنَّه |
|
وَذَاكَ لَمَّا أَن حَلَلتُ القَاهِرَه | |
|
| بَعدَ الوُصُولِ لِلبِقَاعِ الطَّاهِرَه |
|
مُنتَبِذاً عَن مَظهَرِ المَغمُورِ | |
|
| مستَرشِداً بالأزهَرِ المعمُورِ |
|
وَكَانَ مِن مَنِّ مُزَكِّى النِّيَّه | |
|
| دَرسِى بِهِ العَقَائِدَ السَّنِيَّه |
|
فَرَامَ مِنى بَعضُ أهلِ الفَنِّ | |
|
| نَظمِى لَهَا بِحُكمِ حُسنِ الظَّنِّ |
|
وَلَستُ لِلَّذِى انتَحَى بِأَهلِ | |
|
| لأَنَّنى ذُو خَطَأٍ وَجَهلِ |
|
فَازدَادَ حَثهُ عَلَىَّ وَنَما | |
|
| وَقالَ لِى اجعَل مِثلَ هذَا مَغنَمَا |
|
فَلَم أجِد بُدًّا مِنَ الإسعافِ | |
|
| مَع كَونِ رَسمَ العِلمِ غَيرُ عَافِى |
|
واللهَ أرجُو أن يَكُونَ ذَاك مِن | |
|
| فِعلٍ جَمِيل مِن رِيَاءٍ قَد أَمِن |
|
وأَن يُثِيبَنِى بِهِ يَومَ الجَزَا | |
|
| وَمَن وَعَا أَو خَطَّ هَذَا الرَّجَزَا |
|
وَيُجزِلَ المَوَاهِبَ السَّنِيَّه | |
|
| وَيُسعِفَ الرَّاجِينَ بِالأُمنِيَّه |
|
فَالغَيثُ مِن إِنعَامِهِ قَد وَكَفَا | |
|
| عَلَى البَرَايَا وَهوَ حَسبِى وَكَفى |
|
مَن رَامَ فَنَّا فَليُقَدِّم أوَّلاَ | |
|
| عِلما بِحَدِّهِ وَمَوضُوعٍ تَلا |
|
وَوَاضِعٍ وَنِسبَةٍ وَمَا استَمَد | |
|
| مِنهُ وَفَضلِهِ وَحُكمٍ يُعتَمَد |
|
واسمٍ وَمَا أفَادَ وَالمسَائِل | |
|
| فَتِلكَ عَشرٌ لِلمُنَى وَسَائِل |
|
وَبَعضُهُم فِيهَا عَلَى البَعضِ اقتَصَر | |
|
| وَمَن يَكُن يَدرِى جَمِيعَهَا انتَصَر |
|
الحُكمُ وَهوَ النَّفىُ وَالإِثبَاتُ ِإلَى ثَلاثٍ قَسَم الاثبات
|
عَقلِىٌّ أو عَادِىٌّ أو شَرعِى | |
|
| وَهَا هُنَا أوَّلُها المَرعِى |
|
وَاعلَم هُدِيتَ أنَّ حُكمَ العَقلِ لاَ | |
|
| يَعدُو ثَلاَثاً حَصرُهَا قَد عُلِّلاَ |
|
إيجَابٌ أو تَجوِيزٌ أو إِحَالَه | |
|
| فَوَاجِبٌ لاَ يَنتَفى بحَالَه |
|
أى كُلُّ أمرٍ نَفيُهُ لاَ يُدرَكُ | |
|
| عَقلاً وَسِرُّ بَدئِهِ لاَ يُترَكُ |
|
لِكَونِهِ يُوصَفُ ذُو المَحَالِ | |
|
| بِهِ وَعَكسُهُ ادعُ بِالمُحَالِ |
|
وَجَائِزٌ مَاصَحَّ بالعَقلِ اكتَفَا | |
|
| فِيهِ لَدَى حُكمَى ثبُوتٍ وانتِفَا |
|
وَمَادَعُوا مِنهُ ضَرُورِيًّا جَلِى | |
|
| وَالنَّظَرِىُّ بَعدَ فِكر يَنجَلِى |
|
فَلتَعرِفِ الوَاجشبَ وَالمُحَالاَ | |
|
| وَجَائِزاً فى حَقِّهِ تَعَالَى |
|
فَعِلمُهَا فَرضٌ عَلَينَا شَرعَا | |
|
| وَمِثلُهَا فى حَقِّ رُسلٍ تُرعى |
|
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ | |
|
| إِعمَالهُ لِلنَّظَرِ المؤَلَّفِ |
|
كى يَستَفِيدَ مِن هُدَى الدَّلِيلِ | |
|
| مَعرِفَةَ المُصَوِّرِ الجَلِيلِ |
|
وَتَطمَئِنُّ نَفسُهُ لَمَّا سَلِم | |
|
| مِن وَرطَةِ الجَهلِ وَلِلحَقِّ عَلِم |
|
فإن يَكُن قَبلَ البُلُوغِ حَصَّلاَ | |
|
| ذَاكَ وَلِلمَطلُوبِ قَد تَوَصَّلاَ |
|
فَليَشتَغِل بَعدَ البُلوغِ بِالأَهَم | |
|
| ثُمَّ الأهمِّ فَاتِحاً لِمَا انبَهَم |
|
وفى المُقَلِّدِ خِلاَفٌ مُستَطَر | |
|
| لأَنَّهُ إِيمَانُهُ عَلَى خَطَر |
|
وَهوَ مُعَرَّضٌ لِشَكٍّ يَطرُقُ | |
|
| وَفِيهِ لِلأشيَاخِ تُنمَى طرُقُ |
|
وَذُو احتِيَاطٍ فى أُمُورِ الدِّينِ | |
|
| مَن فَرَّ مِن شَكٍّ ِإلَى يَقِينِ |
|
وَمَن لَهُ عَقلٌ أبَى عَن شُربِ مَا | |
|
| لَم يَصفُ مُذ ألفَى زُلاَلاً شَبِمَا |
|
فَبَانَ أنَّ النَّظَرَ المُوَصِّلاَ | |
|
| أوَّلُ وَاجِبٍ كمَا قَد أُصِّلاَ |
|
وَقَد عَزَوا ذَا للإِمَامِ الأشعَرِى | |
|
| وَهوَ عَنِ الإِشكالِ وَالصَّعفِ عَرِى |
|
وَقِيلَ بَل قَصدٌ إلَيهِ أَوَّلُ | |
|
| فرضٍ وَفِرقَة علَيهِ عَوَّلُوا |
|
وَغَيرُ وَاحِدٍ نَمَاهُ أيضَا | |
|
| لِلأَشعَرِىِّ المُستَمِدِّ فَيضَا |
|
وَلَيسَ ذا مُخَالِفاً مَا قَبلَه | |
|
| إذ هِىَ قَصدٌ وَسِوَاهَا وَصلَه |
|
وَجَاءَ فى القُرآنِ وَالأخبَارِ | |
|
| حَثٌّ عَلَى الفِكرِ والإِعتِبَارِ |
|
وَهُوَ عَلَى وُجُوبِهِ قَد دَلاَّ | |
|
| مَع كونِهِ بِالقَصدِ مَا استَقَلأ |
|
فَاقرَأ وفي أنفُسكُم مَع أفَلاَ | |
|
| تَظفر بِرُشدٍ نُورُهُ مَا أفَلاَ |
|
وَاستَحل مَعنَى مَن لِنَفسِهِ عَرَف | |
|
| تَلحَق بِمَن مِن نَهرٍ عِرفَانٍ غَرَف |
|
وَمَن يُقَدِّم نَفسَهُ عِندَ النَّظَر | |
|
| مُؤَلِّفاً مِنَ القَضَايَا مَا حَضَر |
|
يُقِس بِشَكلٍ بَيِّنِ الإِنتَاجِ | |
|
| إذ خَلقَهُ مِن نُطفَةٍ أمشَاجِ |
|
وَبَعدَ أَن لَم يَكُ شَيئاً صَارَا | |
|
| حَيًّا حَوَى الأسمَاعَ وَالأَبصَارَا |
|
والحِكمَةَ الرَّائِقةَ للعِيَانِ | |
|
| وَالفَضلَ بِالمَنطِقِ وَالبَيانِ |
|
وَالعَقلَ وَالغَوصَ عَلَى الحقَائِقِ | |
|
| وَالعِلمَ بِالأَسرَارِ وَالدَّقَائِقِ |
|
وَغيرُهَا مِن أمرِهِ الغَرِيبِ | |
|
| وَحصرُهُ يُعيى قُوَى الأرِيبِ |
|
وَمُستَحِيلٌ خَلقُهُ لِنَفسِهِ | |
|
| لِعَجزِهِ عَن غَيرِهَا مِن جِنسِهِ |
|
بَل غَيرُهَا في الخَلق منهَا أسهَلُ | |
|
| لأنَّهُ تَهَافُتٌ لاَ يُجهَلُ |
|
إذ فِيهِ تَقدِيمٌ وَتأخِيرٌ مَعَا | |
|
| وَهوَ تَنَافٍ ظَاهِرٌ لِمَن وَعَا |
|
وَلاَ تَصِحُّ نِسبتَةُ التَّأثِيرِ | |
|
| لِنُطفَةٍ بِالطَّبعِ فِى التَّقدِيرِ |
|
لأَنهُ يُفضِى إلَى شَكلِ الكُرَه | |
|
| وَمَنعُهُ أَظهَرُ مِن أَن نَذكُرَه |
|
فَإن نَظَرتَ فِى السَّمَواتِ العُلاَ | |
|
| وَمَالَها مِنَ الشِّيَاتِ وَالحُلاَ |
|
وَسَقفِهَا المَرفوعِ مِن غَيرِ عَمَد | |
|
| وَالنِّيرَاتش المُشعِرَاتِ بِالأَمَد |
|
وَمَا حَوَتهُ الأَرضُ وَالبِحَارُ | |
|
| أبصَرتَ مَا فِيهِ النُّهَى تَحَارُ |
|
هذَا وَمَا قَد غَابَ عَنَّا أكثَرُ | |
|
| مِنَ البَدَائِع الَّتي لاَ تُحصَرُ |
|
فَهَل يَكونُ الصُّنعُ دُونَ فَاعمِلِ | |
|
| أو وَضعُهُ مِن غَيرِ جَعلِ جَاعِلِ |
|
كَلاَّ لَقَد أفصَحَتش الأَكوَانُ | |
|
| عَن فِعلِ ربٍّ مَالَهُ أعوَانُ |
|
مَن أذعَنَت لِقَهرِهِ الأَملاكُ | |
|
| وَانتَظَمَت عن أمرِهِ الأَسلاَكُ |
|
وَأشرَقَت مِن نُورِهِ الأَحلاَكُ | |
|
| وَسَبَّحَت بِحَمدِهِ الأَفلاَكُ |
|
واعرِف مِنَ الصِّفَاتِ مَا الدَّلِيلُ دَلَ | |
|
| عَلَى وُجُوبِهَا لَهُ عَزَّ وَجَلّ |
|
وَهىَ الوُجُودُ وَالبَقَاءُ والقِدَم | |
|
| وَانفِ الحُدُوثَ وَالفنَا والعَدَم |
|
أمَّا الدَّلِيلُ لِوُجُودِ الحَقِّ | |
|
| سُبحَانَهُ فَهوَ حُدُوثُ الخَلقِ |
|
لأنَّهُ مِنَ المُحَالِ البَاطِلِ | |
|
| وُجُودُ فِعلٍ مَا بِدُونِ فَاعِلِ |
|
إِذ فِيهِ جَمعُ المُتَنَافِيَينِ | |
|
| فِى وَاحِدٍ مِن مُتَسَاوِيَينِ |
|
أَى كًَونِهِ مُسَاوِىَ المُقَابِلِ | |
|
| لَهُ وَرَاجِحاً بِغَيرِ جَاعِلِ |
|
كَالوَقتِ وَالوُجُودِ مَع سِوَاهُ | |
|
| لأَنهُ لِذَاتِهِ سَاوَاهُ |
|
فَكَيفَ صَارَ رَاجِحاً بلاَ سَبَب | |
|
| وَهَكَذَا كُلُّ مُساوٍ فِى الرُّتَب |
|
مِن جِهَةٍ مخصُوصَةٍ أَو قَدرِ | |
|
| خُصَّ وَوَصفٍ أو مَكَانٍ فَادرِ |
|
وَفى دَلِيلٍ القِدَمِ المُقَرَّرِ | |
|
| وُجُوبُهُ بالمَطلَبِ المُحَرَّرِ |
|
تَقُولنُ إِن رَكَّبتَهُ لَوِ انتَفى | |
|
| عَنهُ لكانَ حَادِثاً بِلاَ خَفَا |
|
وَهوَ مُؤَدٍّ لاِفتِقَارِهِ إِلَى | |
|
| مُؤَثِّرٍ لمَا عَرِفتَ أوَّلاَ |
|
وَنَنقُلُ الكَلاَمَ لِلمُؤَّثِّرِ | |
|
| مُنحَصِراً وَمَاسِوَى المُنحَصِرِ |
|
فَيَلزَمُ الدَّورُ أَوِ التَّسَلسُلُ | |
|
| وَمَا يُؤَدِّى لَهُمَا لاَ يَحصُلُ |
|
وَهكًَذَا يَلزَمُ فِى نَفى البَقَا | |
|
|
َوَكَونُهُ مُخَلِفاً لِخَلقِهِ | |
|
| سُبحَانَهُ مِن وَاجِبٍ فى حَقِّهِ |
|
لأَنَّهُ لَو مَاثَلَ العَوَالِم | |
|
| كانَ حُدُوثُهُ مِنَ اللوَازِم |
|
لأَنَّ مِثلَ الشَّىء دُونَ لَبسٍ | |
|
| لَهُ مُسَاوٍ فى صِفَاتِ النّفسِ |
|
وَهىَ الَّتى مَوصُوفُهَا لاَ يُعقَلُ | |
|
| بِدُونِهَا كالنُّطقِ فِيما مَثَّلُوا |
|
وَأوجُهُ التَّماثِلُ المَعدُودَه | |
|
| مَنفِيَّةٌ فى حَقِّهِ مَردُودَه |
|
كَكَونِهِ جِرماً لَهُ تَحَيُّزُ | |
|
| أو عَرضاً لَهُ بهِ التَميزُ |
|
أو بِارتِسَامٍ فى خَيَالٍ يُعتَبر | |
|
| أو بِزَمَانٍ مَكانٍ أو كِبَر |
|
أو ضٍِدِّهِ كَما يَقُولُ الشَّانِى | |
|
| نَعَم هُو الأعلَى الكَبيرُ الشَّانِ |
|
جَلَّ عَنِ الجِهَاتِ وَالأغرَاضِ | |
|
| فيماشَا وَالوَصفُ بالإعرَاضِ |
|
فَلَيسَ مِثلُهُ عَلاَ شَىءٌ كَما | |
|
| بِذَاكَ نَقلٌ وَفقَ عَقلٍ حَكَما |
|
وَوَاجِبٌ قِيامُهُ بالنفسِ جَلّ | |
|
| أى لاَ مُخَصِّصَ لَهُ وَلاَ مَحَل |
|
لأنهُ ذَاتٌ قَدِيمَةٌ فَلاَ | |
|
| تُنصِت إلَى مَا قَالَهُ مَن غَفَلاَ |
|
إذلَو إِلَى المُخَصِّصِ احتاجَ وَجَب | |
|
| حُدُوثُهُ وَردَّ هذَا ما احتَجَب |
|
إِذ قاَمَ جَلَّ رَبُّنَا بِذَِاتِ | |
|
| لَكانَ مَعدُوماً مِنَ الصِّفَاتِ |
|
وَتِلكَ لاَ تُوصَفُ بالمَعَانِي | |
|
| وَاللهُ قَد حُقَّقَ بِالبُرهَانِ |
|
وُجُوبَ وَصفِهِ بِهَا فَأنَّى | |
|
| يكونُ وَصفاً من هَدَانَا مَنَّا |
|
وَيَستَحِيلُ أن يَقُومَ المَعنى | |
|
| بِمِثلِهِ فَاحتط بِهذَا المَعنَا |
|
وَلاَ تُصِخ لِمَذهَبِ النَّصَارَى | |
|
| وَمَن إِلَى دَعوَى حُلُولٍ صَارَا |
|
فَذَاكَ كالقَولِ بالإِتِّحَادِ | |
|
| نِحلَةُ أهلِ الزَّيغِ وَالإِلحادِ |
|
ومُوهِمُ المَحذُورِ مِن كَلاَمِ | |
|
| قَومٍ مِنَ الصُّوفِيَّةِ الأعلاَمِ |
|
جَرياً عَلَى عُرفِهِمُ المَخصُوصِ | |
|
| يُرجَعُ بالتَّأوِيلِ لِلمَنصُوصِ |
|
وَمَا يَفُوهُونَ بِهِ فى الشَّطحِ | |
|
| فَقِيلَ غَيرُ مُقتَضٍ لِلقَدحِ |
|
وَهوَ إِلَى التّأوِيلِ ذُو انتِحَالِ | |
|
| أَو أنَّهُم قَد غُلِبُوا بِالحَالِ |
|
وَقِيلَ بَل يُنَاطُ حُكمُ الظَّاهِرِ | |
|
| بِهِم صِيَانَةً لِشَرعٍ طَاهِرِ |
|
فَلاَ يُقَرُّ ظَاهِرٌ فى المَيلِ | |
|
| عَنهُ وَذَا أمرٌ طَوِيلُ الذبلِ |
|
وَلَيسَ يُقتَدَى بِهِم فِى ذلِك | |
|
| لِكَونِهِ مِن أصعَبِ المَسَالِك |
|
وَالحزمُ أن يَسِيرَ مَن لَم يَعلَم | |
|
| مَع رُفتَةٍ مَأمُونَةٍ لِيَسلَم |
|
وَيَسلُكَ المَحجَّة البَيضَا | |
|
| فَنُورُهَا لِلمُهتَدِى استَضَا |
|
وَفى بُنَيَّاتِ الطرِيقِ يَخشَى | |
|
| سَارٍ ضَلاَلاً أو هَلاَ كايَغشَى |
|
أمَّنَنَا اللهُ مِنَ الآفَاتِ | |
|
| فِى الدِّينِ وَالدُّنيَا ِإلَى الو |
|
وَوَاجِبٌ وِحدَةُ ذِى الجَلاَلِ | |
|
| فِى الذّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالافعالِ |
|
لأنّهُ لَوِ انتَفَت عَنهُ عُدِم | |
|
| صُنعٌ مِنَ التّمَانُعِ الّذِى عُلِم |
|
وَنَفُى تَأثِيرٍ عَنِ الأَسبَابِ | |
|
| يُعلَمُ مِن بُرهَانِ هذَا البَابِ |
|
كالمَاءِ المرِّىِّ وَكالسَّكَينِ | |
|
| وَالنَّارِ فى القَطع وَفى التَّسخِينِ |
|
وَقُدرَةِ العَبدِ وَغَيرِ ذَلِكِ | |
|
| فَالكُلُّ خَلقٌ لِلقَدِيرِ المالِكِ |
|
وَمالَهُ فى صُنعِهِ مِن مِثلِ | |
|
| وَلَيسَ لِلعَبدِ اختِرَاعُ فِعلِ |
|
نَعم لَهُ كَسبٌ بِهِ يُكلَّفُ | |
|
| شَرعاً وَلاَ تَأثِيرَ مِنهُ يُؤلَفُ |
|
وَالتَحذَرِ النَّسجَ عَلَى مِنوَالِ | |
|
| مَا خَالَفَ المَذكُورَ مِن أقوَالِ |
|
وَاللهُ عَن أفعَالِه لاَ يُسأَلُ | |
|
| وَالقدَرِىُّ لَم يَقُل مَا يعقَلُ |
|
وَجَوَّز البَعضُ دَلِيلَ السَّمعِ | |
|
| فى وِحدَةٍ وَقِيلَ ذَا ذو مَنعِ |
|
فَتِلكَ مِن صِفَاتِهِ القُدسِيَّه | |
|
| سِتٌّ وأُولاَهَا هِىَ النفسِيَّه |
|
أعنِى الوُجُودَ وَالبَوَاقِى الخَمسُ | |
|
| سَلبِيَّةٌ ومَا بِذَاك لَبسُ |
|
لِسَلبِهَا عَنِ الإِلهِ مَالاَ | |
|
| يَلِيقُ وَاقتِضَائِهَا كمَالاَ |
|
وَكلُّ وَصفٍ وَاجِبٌ لِلذَّامرها | |
|
| دَامَت بِلاَ زَيدٍ لِنفسٍ وانتَمَى |
|
وَمَن يَرَى الوُجُودَ عَينَ الذَّات | |
|
| كَالشَّيخِ لَم يَعدُدهُ فى الصِّفَاتِ |
|
وَقَد أَشَرنَا لِلمُحَالِ وَهوَ ما | |
|
| نَافى التَى وُجُوبُهَا تَقَدَّمَا |
|
وَالعِلمُ وَالحَياةُ وَالقُدرَةُ مَع | |
|
| إِرادَة لله بهَا العقلُ قَطَع |
|
لأَنَّهَا لَوِ انتَفَت مَا وُجِد | |
|
| شَىءٌ مِنَ الصُّنعِ الذِى لَهَا شَهِد |
|
وَبَعضُ مَن يُنمَى لَهُ الإيقَانُ | |
|
| قَالَ دَلِيلُ عِلمِهِ الإِتقَانُ |
|
لأَنَّ هذَا العَالَمَ الذِى ظَهَر | |
|
| إِحكامُهُ كُلَّ العُقولِ قَد بَهَر |
|
سُبحَانَ مَن أودَعَهُ إِذ أبدَعَه | |
|
| مِن حِكَمٍ جَلِيلَهِ ما أودعه |
|
وَقد مَضَى ذِكرٌ لِبَعضِ مَا اشتَمَل | |
|
| عَلَيهِ إِجمَالاً بِمَا النَّظمُ احتَمَل |
|
وَالسّضمعُ وَالإِبصَارُ وَالكلاَمُ | |
|
| جَا بِهَا النَّقلُ وَلا مَلاَمُ |
|
إذ كلُّ ما لَم يَتوَقف شَرعُ | |
|
| عَلَيهِ فَالدَّليلُ فِيهِ السَّمعُ |
|
وَعَكسُهُ مُمتَنِعٌ لِلدَّورِ | |
|
| فَاقطِف بِأيدِ الفَهمِ أبهَى النَّورِ |
|
وَقِيلَ لَو لَم يَتَّصِف بِهَا لَزِم | |
|
| وَصفٌ باَضدَادٍ بِنَقضِهَا جُزِم |
|
وَفِيهِ بَحثٌ بَرقُهُ قَد أومَضَا | |
|
| بِعَكسِ وَحدَانِيَّةٍ كَمَا مَضَى |
|
وَأثبَتَ الإِدرَاكَ قَومٌ واكتَفَى | |
|
| بِالعِلمِ نَافِيهِ وَبَعضٌ وَقفَا |
|
وَاعلَم بِأنَّ هذِهِ المَعَانِي | |
|
| لَهَا وُجُودٌ خَارِجَ الأذهَانِ |
|
وَلاَ يُقَالُ إِنَّها عَينٌ وَلا | |
|
| غَيرٌ لِذَاتٍ فَاعرِفِ المُعَوَّلاَ |
|
وانسُب لِكُلِّهَا سِوَىالحَيَاةِ | |
|
| تَعَلَّقاً وَشَرحُهُ سَيَاتِى |
|
فَكُلُّ مُمكِنٍ تَعَلًّقَت بِهِ | |
|
| إرَادَةٌ وَقُدرَةٌ فَانتَبِهِ |
|
فَإن يَكُن عِلمٌ بِنَفيهِ جَرَى | |
|
| فَفىتَعَلُّقٍ بِهِ خُلفٌ سَرَى |
|
مِثَالُهُ الإِيمَانُ مِن أبِى لَهَب | |
|
| وَالبَعضُ لِلتّضوفِيقِ فِى ذَاكَ ذَهَب |
|
أى مَن يَرَى تَعَلُّقاً بِهِ أعتَبَر | |
|
| إِمكَانَهُ الأصلِىَّ مَع قَطعِ النَّظرُ |
|
عَن غَيرِهِ وَمَا نَفَاهُ رَاعَى | |
|
| تَعَلَّقَ العِلمِ بِهِ امتِنَاعاً |
|
وَالسَّمعُ وَالإِبصَارُ وَالمَوجُودِ قَد | |
|
| تَعَلّقَا لاَ غَيرُ عِندَ مَن نَقد |
|
وَلَيسَ يُستَغنَى بِعِلمٍ عَنهُمَا | |
|
| للإفتِرَاقِ شَاهِداً بَينَهُمَا |
|
وَرَدَّهُ بَعضُ ذَوِى التّحقِيقِ | |
|
| وَالنَّظمُ عَن تَقرِيرِهِ ذُو ضِيقِ |
|
وَحُكمُ الادرَاكِ لَدَى مَن قَالَ بِه | |
|
| حُكمُهُمَا فَلتُفرِ غَن فى قَالَبِه |
|
وَالعِلمُ وَالكَلاَمُ قَد تَعَلّقَا | |
|
| بِوَاجِبٍ وَمُستَحِيلٍ مُطلَقَا |
|
وَجَائِزٍ فَاستَوعَبَا الأقسَامَا | |
|
| وَالرَّبُّ فى الجَمِيعِ لاَ يُسَامَى |
|
وَالسَّبعُ لاَزَمَت صِفَاتٍ تُسمَى | |
|
| بِالمَعنَوِيَّةِ إلَيهَا تُنمَى |
|
كَونُ الإِلهِ عَالِماً قَدِيرَا | |
|
| حَيًّا مُرِيداً سَامِعاً بَصِيرَا |
|
وَذَا كلاَمٍ وَالمَقَالُ حَالِى | |
|
| بِعَدِّهَا عَلَى ثُبُوتِ الحَالِ |
|
وَاسِطَةٌ بَينَ الوُجُودِ وَالعَدَم | |
|
| وَنَهجهَا تَشكُو الوَجَى فِيهِ القَدَم |
|
وَمَن نَفَى الحَالَ فَقَد رآهَا | |
|
| عِبَارَةً عَن تِلكَ لاَ سِوَاهَا |
|
وَمُثبِتُ الإِدرَاكِ يُجرِهِ عَلَى | |
|
| أحكَام هذِه السَّبعِ مِثلَ مَا خَلاَ |
|
واختَلَفَ الأشيَاخُ فى التَّعَلُّقِ | |
|
| فَقِيلَ نَفسِىٌّ لَدَى التَّحَقُّقِ |
|
أى طَلَبُ الصِّفَات زَائِدٌ عَلَى | |
|
| قِيَامِهَا بِذَاتِ مَوصُوفٍ عَلاَ |
|
كَالكَشفِ بِالعِلمِ وَكالدِّلاَلَه | |
|
| مِنَ الكلاَمِ وَصفِ ذِى الجَلاَلَه |
|
لَكِنَّ ذَا القَولَ لِوَصفِ الحَالِ | |
|
| بِالحَالِ أفضَى وَهوَ ذُو إشكالِ |
|
فى قَول مَن لِلمَعنَوِيَّةِ التَزَم | |
|
| وَبالتَّعَلَّقِ لَهَا أيضاً جَزَم |
|
وَقِيلَ نِسبَةٌ وَلِلفَخرِ انتَمَى | |
|
| ذَا القَولُ وَالسَّعدُ ارتَضَاهُ وَاعتَمَى |
|
وَمُسنِدُ الأَحكامِ لِلصِّفَاتِ | |
|
| فَقَط إِلَى المَجَازِ ذو التِفَاتِ |
|
وَالحقُّ أن تُنسَبَ لِلذَّاتِ الَّتِى | |
|
| قَد وُصِفَت بِذِى الصِّفَاتِ جَلَّتِ |
|
هذَا الّذِى نَصّض عَلَيهِ المُتَرَح | |
|
| وَغَيرُهُ والصَّدرُ مِن ذَاكَ انشَرَح |
|
وَقَولهُم سُبحَانَ مَن تَوَاضَعَا | |
|
| كُلٌّ لِعِزِّهِ أبَى مَن نَازَعَا |
|
وَمَا يُنافِى مَا مَضَى العَقلُ حَكَم | |
|
| بِأنَّهُ مِنَ المُحَالِ كالبُكم |
|
أم مَاءُ يَرجِعُ كالثُّبُوتِ | |
|
| لِلحَرفِ وَالصَّوتِ وَكالسُّكوتِ |
|
نَعَم وَلاَ لَحنٌ وَلاَ إعرَابُ | |
|
| أو كُلٌّ أو بَعضٌ أَوِ اضطِرَابُ |
|
إِذ كُلَّهَا إلَى الحُدوثِ انتَسَبَا | |
|
| كَكَونِ عِلمِهِ عَلاَ مُكتَسَبَا |
|
وَهوَ مُحالٌ وَكَذَا الجَهلُ وَمَا | |
|
| ضَاهَاهُ وَالوَصفُ بِمَوتٍ أو عَمَى |
|
أو صَمَمٍ وَقَد سَمَا مَن خَلَقَا | |
|
| عَن عَجزِهِ عَن مُمكِنٍ مَا مُطلَقَا |
|
كَذلِكَ الإِيجَادُ مَع كَرَاهَتِه | |
|
| لِفِعلِه أعنِى انتِفَا إرَادَتهِ |
|
أو كَونُهُ طَبِيعَةً أو عِلَّه | |
|
| لِلخَلقِ أَو إيجَادُهُ مَع غَفلَه |
|
وَأمرُهُ يُغَايِرُ الإِرَادَه | |
|
| إذ عَمَّ أمرٌ طَاعَةٍ عِبَادَه |
|
وَلَم يرِد وُقُوعَهَا مِن كُلِّهِم | |
|
| بِلاَ ارتِيَابٍ بَل وَلاَ مِن جُلِّهم |
|
فصَحَّ أَن يَامُرَ بِالشَّىءِ وَلاَ | |
|
| يُرِيدُهُ مَن بِالهُدَى تَطَوَّلاَ |
|
وَمِثلُهُ الرِّضَى فَلَيسَ يَرضَى | |
|
| كفرَانَ أصحَابِ القُلُوبِ المَرضَى |
|
أى لاَ يُكَلِّفُ النُّفُوسَ مَا نَهَى | |
|
| عَنهُ وَلاَ يُحِبُّ غَيَّا شَانَهَا |
|
وكلُّ مَا أَرَادَ فَهوَ الكائِنُ | |
|
| وَإِن نَهَى عَنهُ وَأخطَا المَائِنُ |
|
وَلَيسَ عَمَّا شَاءَهُ مَحِيدُ | |
|
| لأَنَّهُ يَفعَلُ مَا يُرِيدُ |
|
تَجرِى عَلَى اختِيَارِهِ الأَقدَارُ | |
|
| فى الخَلق وَالإِيرَادِ وَالإِصدَارُ |
|
وَالعَالَمُ اسمٌ مَا سِوَى الدَّيّانِ | |
|
| مِن نَوعَىِ الأَعرَاضِ وَالأعيَانِ |
|
فَالعَينُ مَا بِنفَسِهِ يَقُومُ | |
|
| وَمَا عَدَاهُ العَرَضُ المَرقُومُ |
|
وَلَم يُحَقَّق غَيرُ ذَينِ قَسمُ | |
|
| وَكُلُّ مَا ألِّفَ فَهوَ الجِسمُ |
|
وما انتَهَى لَحِدِّ مَنعِ القَسمِ | |
|
| فالجَوهَرُ الفَردُ الشهيرُ الوَسمِ |
|
وَهوَ عَلَى مَذهبِنَا المَحمُودِ | |
|
| يُوصَفُ بالحدُوثِ والوُجُودِ |
|
هذَا وَفى القَولِ بِهِ إِزَاحَه | |
|
| لِظُلمَةِ الغَاوِينَ وَاستِرَاحَه |
|
وفى حُدُوثش مَا عَدَا اللهِ الغَرض | |
|
| إذ كُلُّ عَينٍ لَيسَ تَخلُو عَن عَرَض |
|
مِثلُ الرَّوائح أوِ الأكوَانِ | |
|
| فَلاَ تَكُن عَن شَرحِهَا بالواتى |
|
والنَقتَصِر هُنَا عَلَى الأكوَانِ | |
|
| فَإنَّهَا لِلقَصدِ كالعِنوَانِ |
|
وَهىَ اجتِماعٌ أَو سُكونٌ أومَا | |
|
| نَافَى فَكلٌّ لِلحُدُوثِ أومَا |
|
لأنَّهَا مُحَقَّقٌ فِيهَا العَدَم | |
|
| عِندَ طُرُوٍّ ضِدِّهَا فَلاَ قِدَم |
|
وكلُّ مَا كانَ بِعقَلٍ قِدَمَه | |
|
| كانَ مُحَالاً دُونَ رَيبٍ عَدَمُه |
|
وَكُلُّ مَالاَزَمَ حَادِثاً وَجَب | |
|
| لَهُ مِن الحدُوثِ مآلَهُ انتَسَب |
|
وَعُدَّ الإِجتِمَاعُ فى نَوعِ العَرَض | |
|
| كَذَاكَ الإِفتِرَاقُ بَعضُ اعتَرَض |
|
وَقَال بَل هُمَا أمرَانِ نِسبِيَّانِ | |
|
| لَم يَصِلاَ الوُجُودَ فى التِّبيَانِ |
|
فَبَانَ مِمَّا قَد مَضَى بِالسَّردِ | |
|
| حُدُوثُ مَاسِوَى الإِلهِ الفَردِ |
|
وَلاَ يمُّ المُبتَغَى لِلطَّالِبِ | |
|
| إِلاَّ بِعِلمِ السَّبعَةِ المَطَالِبِ |
|
إثبَاتُ أعرَاضٍ وَكَونُ العَينِ | |
|
| تَلاَزُمُ الأعرَاضِ دُونَ مَينِ |
|
وَالمَنعُ لِلكُمُونِ والظُّهُورِ | |
|
| وَالإنتِقَالُ المُدَّعَى بِالزُّورِ |
|
أو أنَّهَا قَائِمَةٌ بِنَفسِهَا | |
|
| أَو كَونَهَا قَدِيمَةٌ فِى جِنسهَا |
|
أَى قَولُهُم لَيسَ لَهَا مِن أوَّل | |
|
| فَالأَربَعَ اردُد وَاعضُدِ المُعَوَّل |
|
وَانفِ التَغَيُّرَ عَنِ القَدِيمِ | |
|
| وسِر بِنَهجِ السُّنَّةِ القَوِيمِ |
|
وَاحذَر هُنا أقوَالِ أَهلِ الفَلسَفَه | |
|
| فَإِنَّهَا مَحضُ الضَّلاَلِ وَالسَّفَه |
|
جَرُّوا بِهَا مِن غَيِّهِم ذُيُولَهَا | |
|
| مِن قِدَمِ النَّفسِ أوِ الهَيُولاَ |
|
وَغَيرِهَا مِنَ المَقَالاَتِ الَّتِى | |
|
| أقدَامُ مَن فِيهَا تَلاَهُم زَلَّتِ |
|
فَلا قَدِيمَ غَيرُ ذِى الجَلاَلِ | |
|
| نَنسأَلُهُ الأَمنَ مِنَ الضَّلاَلِ |
|
وَجَائٍِزٌ فِى حَقِّهِ تَعَالَى | |
|
| أن يَخلُقَ الأنَامَ والأفعَالا |
|
كذَلِكَ التكلِيفُ لِلعِبَادِ | |
|
| وَهَديهُم لِنَهجِ رُشدٍ بَادِى |
|
وَلَيسَ أمرٌ وَاجِبا عَلَيهِ | |
|
| مِنهَا بَلِ اختِيَارُهُ إلَيهِ |
|
وَلاَصَلاَحٌ وَاجِبٌ أوَ أصلَح | |
|
| هَذَا الَّذِى دَانَ بِهِ مَن أفلَحُ |
|
فَكُلُّ مَا أرَادُهُ الصَّوَابُ | |
|
| سَوَاءٌ العِقَابُ وَالثَّوَابُ |
|
فَذَاكَ بِالعَدلِ وَذَا بِالفَضلِ | |
|
| مِن فَاعِلٍ مَا يَشَاءُ دُونَ عَضلِ |
|
وَمَا لِعَقلٍ وَحدَهُ تَوَصُّلُ | |
|
| إِلَى قَبِيحٍ أو إِلَى مَا يَجمُلُ |
|
بَل ما بِفِعلِهِ اُمِرنَا فَالحَسَن | |
|
| وضِدُّهُ انقَادَ لِقُبحٍ بِالرَّسَن |
|
فَلو عَلَيهِ وَجَبَ الصَّلاَحُ | |
|
| سُبحَانَهُ عَمَّ الوَرَى الفَلاَحُ |
|
وَكَانَ خَلقُهُمُ لِدَارِ المَأوَى | |
|
| أَصلَحُ مِن تَعرِيضِهِم للأوَى |
|
وَلِلتَّكَالِيفِ بِهَذِى الدَّارِ | |
|
| وَمَا يُقَاسُونَ مِنَ الأَكدَارِ |
|
إن قِيلَ زَادَهُم بِذَاكَ أجراً | |
|
| لَهُ عَلَى قَدرِ العَنَاءِ أجرَى |
|
قُلنَا الإلهُ قَادِرٌ أن يُوصِّلَه | |
|
| إلَيهِم دُونَ أُمُورٍ مُعضِلَه |
|
وأيضاً الَّذِى عَلَى الكفر هَلَك | |
|
| تَكلِيفُهُ بِهِ إلَى خُسرٍ سَلَك |
|
بل خَلقُهُ إن عَاشَ خِدنَ البُوسِ | |
|
| إذ هُوَ فِى الدَّارَينِ ذو العُبُوسِ |
|
فَأينَما مِنَ الصَّلاحِ يُدَّعى | |
|
| لَهُ وَذَا أنفَ اعتِزَالٍ جَدّعَا |
|
وَقِصَّةُ الشَّيخِ مَعَ الجَبَّائِى | |
|
| تَرُدُّ قَولَ الإفكِ وَالإبَاءِ |
|
وَمَا اعتَرَى الأطفَالَ مِن آلاَمِ | |
|
| يَقضِى لأهلِ السُّنَّةِ الأعلاَمِ |
|
وَالحَقًّ لاَ يَخفَى عَلَى ذِى عَينِ | |
|
| وَاللهَ نَرجُو عِصمَةً مِن مَينِ |
|
وَرُؤيَةُ الإِلهِ بِالأَبصَارِ | |
|
| تَجُوزُ عِندَ أهلِ الإستِبصَارِ |
|
دُونَ تَقَابُلٍ أوِ اتِّصَالِ | |
|
| بَل بِالَّذِى يَلِيقُ بِالجلاَلِ |
|
وَأهلُ الإِعتِزَالِ وَالضَّلاَلِ | |
|
| قَضَوا بِأنّهَا مِنَ المُحَالِ |
|
إذ فَسَّرُوا الرُّؤيَةَ بِالشُّعَاعِ | |
|
| وَذَاكَ فِى ذَا البَابِ ذُو امتِنَاعِ |
|
وَإنَّمَا الرُّؤيَةُ مَعنًى خُلِقَا | |
|
| فِى الشَّىءِ بِالمَرئِىُ قَد تَعَلّقَا |
|
وَكَونُ مُوسَى سَأَلَ الجَلِيلاَ | |
|
| فِى أمرِهَا غَدَا لَنَا دَلِيلاَ |
|
إذ مِثلُهُ لاَ يَجهَلُ المُحَالاَ | |
|
| فِى حَقِّ مَن كَلّمَهُ تَعَالَى |
|
وَقَد رَأى خَيرُ الوَرى الدَّيَّانَا | |
|
| لَيلَةَ إسرَاءِ بِهِ عِيَانَا |
|
فِى المَذهَبِ المُصحِّحِ المَشهُورِ | |
|
| وَهُوَ الَّذِى يُنمَى إِلى الجُمهُورِ |
|
وَالمؤمِنُونَ خَصَّهُم فِى الآخِرَه | |
|
| بِهَا مُنِيلُهُم مَزَايَا فَاخِرَه |
|
كَمَا أتَى عَن صَاحِبِ السِّيَادَه | |
|
| فَالجَنَّةُ الحُسنَى وَذِى الزِّيَادَه |
|
وَكَم أَحَاديثٍ بِهَا صَريحَه | |
|
| مَروِيَّةً مِن طُرُقٍ صَحِيحَه |
|
كَقَولِهِ كَمَا تَرَونَ القَمَرَا | |
|
| وَقَبلَ هَذَا سَتَرَونَ الخَبَرَا |
|
وَوَجهُ ذَا التَّشبِيهِ دِّونَ مِريَه | |
|
| نَفىُ تَزَاحُم لِحَالِ الرُّؤيَه |
|
لاَ أنّهُ مِن كُلِّ وَجهٍ أشبَهَه | |
|
| جَلَّ الإِله أن يَكُونَ فِى جِهَه |
|
وَبَعثَةُ الرُّسل إلَينَا جَائِزَه | |
|
| فِى حَقِّهش وَكُلُّ خَيرٍ حَائِزهَ |
|
كَى يُبلِغُونَا أمرَهُ وَنَهيَه | |
|
| فَمَن أجابَهُم غَداذَا نُهيَه |
|
وَمَن أبَى فَسَاقِطٌ فِى هُوَّه | |
|
| وَمَا بِكَسبٍ تُدركُ النُّبُوَّه |
|
وَلاَ بِحيلَةٍ وَلاَ ارتِيَاضِ | |
|
| لَكِن بِفَضلِ ذِى النَّدَى الفَيَّاضِ |
|
يَخُصُّ مَن أرَادَ بِالعِنَايَه | |
|
| وَبِالرِّسَالَةِ أوِ الوِلاَيَه |
|
وَهوَ أىِ الرَّسُولُ إنسَانٌ دَكَر | |
|
| أوحَى لَهُ مَن لَم تُكَيِّفهُ الفِكَرُ |
|
وَقَالَ بَلِّغ مَن بُعِثتَ فِيهِم | |
|
| حُكماً دُعُوا إلَيهِ يَقتفِيهِم |
|
وَإن يَكُ الوَحىُ بِحُكمٍ قُصِرَا | |
|
| عَلَيهِ فَالنَّبِىُّ فِيمَا اشتَهَرا |
|
وَصِدقُ رُسلٍ وَاجِبٌ فِى كُلِّ مَا | |
|
| قَالُوافَكُن لِصِدقِهِم مُسَلِّماً |
|
والكَذِبَ أعدُدهُ مِنَ المُحَالِ | |
|
| فِى جَانِبِ الرُّسلِ بِكُلِّ حَلِ |
|
لأَنَّهُ يُقضى لوَصفِ البَارِى | |
|
| سُبحَانَهُ بِالخلقِ فِى الأخبَارِ بِالخُلف |
|
مِن أجلِ تَصدِيقٍ لَهُم بِالمُعجزَه | |
|
| مُنجِدَةٍ لَمَا ادَّعَوهُ مُنجِزَه |
|
وَهىَ كَقَولش اللهِ هَذَا العَبدُ | |
|
| يَصدُقُ فِيمَا مِنهُ عَنَّا يَبدُو |
|
وَكُلًُّ مَن صَدَّقَ كَاذِبانُمَيَ | |
|
| لِلكَذِبِ الذِى بِهِ ذَاكَ رُمِى |
|
وَهوَ أىِ الكَذِبُ مُستَحِيلُ | |
|
|
لأنَّهُ يُخبِرُ وَفقَ عِلمِهِ | |
|
| وَذَاكَ صِدقٌ ثَابِتٌ فِى حُكمِهِ |
|
وَوَاجِبٌ أمَانَةٌ أى عِصمَه | |
|
| لِلرُّسلِ جَلَّ قَدرُهُم عَن وَصمَهُ |
|
وَيستَحِيلُ منهُمُ ارتِكَابُ ذى | |
|
| نَهىٍ وَقَولَ ذى الضَّلاَلَةِ انبُذِ |
|
وَلَو فَرَضنَا مِنهُمُ إيقَاعَه | |
|
| لانقَلَبُ المُنهِىُّ عَينَ الطَّاعَه |
|
لأمرِ رَبّنَا بِالاِقتَدَا بِهِم | |
|
| فشى غَيرِ مَقصُورٍ عَلَى جَنَابِهِم |
|
وَاللهُ لاَ يَأمُرُ بِالفَحشَا فَلاَ | |
|
| يأتُونَ غَيرَ طَاعَةٍ كَمَا ابخلاَ |
|
وَأوَّلاً بِلاَئِقٍ مُشتَبهَا | |
|
| كَمَا أتَى فِى يُوسُفٍ هَمَّ بِها |
|
وَكَونِ وَالِدِ الوَرَى قَد أكَلاَ | |
|
| وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا أشكِلاَ |
|
وَقُل إِذَا استَدلَلتَ لِلتبلِيغِ | |
|
| لَو كَتَمُوا لَكَانَ ذَا تَسوِيغِ |
|
فَيَكتُمُ المَرءُ العُلُومَ النَّافِعَه | |
|
| عَن طَالِبٍ لَهَا وَيَغدُو مَانِعَه |
|
كَيفَ وَقَد بَاءَ ذَوُو الكِتمَانِ | |
|
| لِلرُّشدِ بِاللَّعنَةِ فِى القُرآنِ |
|
وَالمُصطَفَى المُعجِزُ كُلَّ الفُصَحَا | |
|
| أدَّى الرِّسَالَةض وَكُلاًّ نَصَحَا |
|
وَاقتَضَتِ الآيَاتُ فِى الكِتَابِ | |
|
| تَبلِيغَهُ وَالنَّفَى لِلعِتَابِ |
|
فاللهُ يَجزِيهِ أجَلَّ ما بِهِ | |
|
| جضازَى نَبِياًّ ذَا مَقَام نَابِهِ |
|
وَغَيرُ قَادِحٍ مِنَ الأعرَاضِ | |
|
| فِى حَقِّهِم يَجُوزُ كَالأمرَاضِ |
|
للأجر وَالتَّشرِيعِ وَالتَّخَلِّى | |
|
| عَن زَهرَةِ الدُّنيَا وَلِلتَّسَلِّى |
|
إذ خِيرَةُ العِبَادِ عَنهَا أعرَضُوا | |
|
| وَرَبَّهُم قَرضاً جَمِيلاً أقرَضُوا |
|
وَاللهُ لَم يُرِد لأنبِيَائِهِ | |
|
| بِهَا جَزَاءاً أَو لأولِيَائِهِ |
|
فَيَحصُلُ الزُّهدُ مِنَ الأَنَامِ | |
|
| فِى عَيشِهَا الذّاهِبِ كالمَنَامِ |
|
وَكُلُّ مَن أَمِدَّ بِالتَّوفِيقِ | |
|
| مِمَّن رَأَى بِأَعيُنِ التَّحقِيقِ |
|
يَعلَمُ قَطعاً أنَّهَا خَسِيسَه | |
|
| وَيَحذَرُ التَّموِيهَ وَالدَّسِيسَه |
|
وَلَم يَفُز مِنهَا سِوَى مِنَ ادَّخَرُ | |
|
| أعمَالَ طَاعَاتٍ بِهَا قَد افتَخَر |
|
وَهىَ خَرَابٌ مَا بِهَا إقَامَه | |
|
| وَاللهَ نَرجُو حُسنَ الإِستِقَامَه |
|
وَعِدَّةُ الرُّسلِ الكِرَامِ الكُمَّلِ | |
|
| فِى اسمِ مُحَمَّدٍ بَدَت فِى الجُمَّلِ |
|
مِيمٌ وَحَلا ثُمَّ مِيمٌ كُرِّرَت | |
|
| وَبَعدَهَا دَالٌ كَمَا قَد قرِّرَت |
|
وَكُلُهم مِن رَبِّه مُؤَيَّدُ | |
|
| بِمُعجِزَاتٍ لاَ تَنَالُهَا اليَدُ |
|
قَد قَارَنَت دَعوَاهُمُ الرِّسَالَه | |
|
| مَعَ التّحَدِّى لَفظاً أو بِالحَالَه |
|
وَمُعجِزَاتُ المُصطَفَى الكَثِيرَه | |
|
| دَلت عَلَى رُتبَتِهِ الأثِيرَه |
|
لأن مُعجِزَاتِ غَيرِهِ انقَضَت | |
|
| بِعَصرِهِم كمَا مَشِيئَةق قَضَت |
|
وَبَعضُ مُعجِزَاتِ طَهَ بَاقِى | |
|
| لأنَّهُ الحَائِزُ لِلسِّبَاقِ |
|
فَكَم وَكَم آى بِهَا تَحَدَّى | |
|
| إحصَاؤُهَا بِالعَدِّ فَاتَ حَدَّا |
|
وَحَسبُكَ القُرآنُ ذُو الآياتِ | |
|
| وَحِفظهُ لآخِرِ الغَايَاتِ |
|
فَهوَ لِوَعدِ الحقِّ دُو إِنجَازِ | |
|
| وَفِيهِ أنوَاعٌ مِنَ الإعجَازِ |
|
كَنَظمِهِ البَدِيعِ فِى أُسلُوبِهِ | |
|
| وَعَجزِ مَن بَارَاهُ عَن مَطلوبِهِ |
|
والجَمعُ لِلعُلُومِ والأسرَارِ | |
|
| وَكَونهُ يَحلو مَعَ التَّكرَارِ |
|
وَفِى الجَزَالَةِ بِوَجهٍ اعلاَ | |
|
| والرَّوعُ فِى القُلُوبِ حِينَ يُتلَى |
|
وَمَا احتَوَى عَلَيهِ مِن أنبَاء | |
|
| غَيبٍ بِتَصرِيحٍ وَبِالإيمَاء |
|
فَفيهِ مِن هذَا أُمورٌ تَكثُرُ | |
|
| وَالبَعضُ بِالفَيضِ عَليهَا يَعثُر |
|
وَمِنهُ مَا ابنُ بُرّجَانَ أظهَر | |
|
| فِى أخذِ بَيتِ المقدِسِ المُطَهَّر |
|
مِن قَولِهِ بِضعَ سِنِينَ قَبلَ أن | |
|
| يَكُونُ ثُمَّ كَانَ طِبقاً فِى الزَّمَن |
|
وَبَعضُهُم فِى وَجهِ أعجَازٍ نَحَى | |
|
| لِرَدِّ بَعضٍ وَسِوَاهُ رَجَّحَا |
|
وَاختَلقُوا هَل كَانَ فِى طَوقِ البَشَر | |
|
| مِن قَبلُ لِكِن صُرِفُوا كَمَا انتَشَر |
|
أوَ لَم يَكن فِى طَوقِهِم مَا صُحِّحَا | |
|
| وَالبَحثُ فِى ذَاك يَطولُ شَرحَا |
|
وَأخبَرَ اللهُ بِعَجزِ الإِنسِ | |
|
| وَالجِنَّ عَن إتيانِهِم بِالجِنسِ |
|
مِن مِثلِهِ وطُولِبُوا بِسُورَه | |
|
| فَمَا استَطَاعُوا مِثلَهَا ضُرُورَه |
|
وَمَن بِجِلبُابِ الحَيَا أزَاحَا | |
|
| مُعَارِضاً لهُ حَوَى افتِضَاحَا |
|
كَمِثلِ مَا جَاءَ بِهِ مُسَيلِمَه | |
|
| مِن تُرَّهَاتٍ بِاختِلاَلٍ مُعلَمَهُ |
|
رَكِيكَةٍ فِى لَفظِهَا وَالمَعنَى | |
|
| كَقَولِهِ وَالطَّاحِنَاتِ طَحنَا |
|
وَغَيرُهُ مِمَّا انتَحَاهُ الأَبلَه | |
|
| وَهوَ بِنَوعِ الهَذَيَانش أشبَه |
|
وهَل يُقاسُ ذَا بِإِنَّ اللهَ | |
|
| يأمُرُ بِالعَدلش وَمَا تَلاَهَا |
|
وَأينَمضا هَذَى بِهِ فِى الضِّفدعِ | |
|
| مِن قَولِ رَبَّنَا تَعَالَى فَاصدَعِ |
|
أجارَنَا اللهُ مِن الخُذلاَنِ | |
|
| وَالغَىِّ فِى الإسرَارِ وَالإِعلاَنِ |
|
وَكُلُّ مَا جَاء مِنَ الأخبَارِ | |
|
| عَن أحمَدَ المَخصُوصِ بالإِكبَارِ |
|
فَذَاكَ حَقٌّ كَائِنٌ لاَ يُمتَرَى | |
|
| فِيهِ وَمَا كَانَ حَدِيثاً يُفتَرَى |
|
مِثلُ السُّؤَالِ وَعَذابِ القَبرِ | |
|
| وَالبَعثِ للأَبدَانِ يَومَ الحَشرِ |
|
بِعَينِهَا لاَ مِثلِهَا إجمَاعاً | |
|
| وَالاختِلاَفُ بَعدُ هَذَا شَاعَا |
|
هَل ذَاكَ عَن تَفرِيقِ تِلكَ الأجزَا | |
|
| أَو عَدمٍ مَحض إلَيهَا يُعزَى |
|
لَكِنَّ هَذَا باعتِبَارِ مَاوَرَد | |
|
| وَالكُلُّ فِى الجَوَازِ بِالعَقلِ اطرَد |
|
واستَتنِ مِن ذَا الخُلفِ عَجبَ الذنَبِ | |
|
| وَمَاأتَت بِهِ النُّصُوصُ كالنَّبِى |
|
وَاختَلَفُوا فِى عَودِوَقتٍ وَعَرَض | |
|
| وَبَعضُهم إعَادةَ الوَقتِ اعتَرض |
|
بِقَولِهِ جَلَّ جُلوداً غَيرَهَأ | |
|
| فَاركب مَطَايا البَحثِ وَاعرِف سَيرَهَا |
|
فَلَيسَ إلاّ الغَير بِالأزمانِ | |
|
| لِلمَنع مِن غَيرِيَّةِ الأَبدَانِ |
|
فَبَان أنَّ الوَقتَ لاَ يُعَادُ | |
|
| مِن ذَلِكَ الحصرُ الذٍِى يُفَاد |
|
وهَكَذَ الحِسابُ وَالمِيزَانُ | |
|
| من مَأ به قَد وَجَبَ الإِيمَانُ |
|
وتُوزن الصَّحُفُ بِلاَ إشكَالِ | |
|
| وَقِيلَ بَل أمثِلَة الأعمَالِ |
|
الأخذُ للكُتبِ بِهِ النَّصُّ أتَى | |
|
| وَالخُلفُ فِى العَاصِى لَديهِم ثَبَتَا |
|
هَل بِيَمينٍ أو شِمَالٍ يُعطى | |
|
| كِتابَهُ وَمَن يَقِف مَا أَخطَا |
|
إذ لَم يَرِد نَصٌّ صَرِيحٌ يُعمَلُ | |
|
| عَلَيهِ وَالوَارِدُ فِيهِ مُجمَلُ |
|
وَكالَصِّرَاطِ ذِى الكَلاَلِيبِ ومِن | |
|
| انقِذَ مِنهُ فَهوَ بِالفَوزِ قَمٍن |
|
جِسرٌ عَلَى مَتنِ جَهَنَّمَ الَّتِى | |
|
| يَهوِى بِها مَن رِجلُهُ قَد زَلَّتِ |
|
وَمَا يُقَالُ إِنَّهُ أدَق | |
|
| مِن شَعرٍ صَدِّقه فَهوَ حَقَّ |
|
وَفِى صَحِيحِ مُسلمٍ مَا أرشَدَا | |
|
| إلَيهِ وَالضَّرِيرُ فِيهِ أنشَدَا |
|
وَالرَّبُّ لاَ يُعجِزُهُ إمشَاؤُهُم | |
|
| عَلَيهِ إذ لَم يُعِيهِ إنشَاؤُهُم |
|
تَبَّا لِقَوم ألحدُوا فِى أمرِهِ | |
|
| مَا قَدَرُوا الإلهَ حَقَّ قَدرِهِ |
|
وَلِلقِرافِى هُنَا كَلاَمُ | |
|
| نِيطَ بِهِ مِن أجلِهِ مَلاَمُ |
|
وَالنَّاسُ فِى ذَاكَ ذَوُو حوَالِ | |
|
| نَاجٍ سَرِيعاً أو مَعَ الأهوَالِ |
|
وَمِنهُمُ المُوَبقُ وَالمُخَردَلُ | |
|
| وَمَن بِهِ عَنِ الجِنانِ يُعدَلُ |
|
لِلنَّارِ وَهىَ مَسكنُ الكُفَّارِ | |
|
| وَمَن أبَى عَن طَاعَةِ الغَفَّارِ |
|
وَمَا بِنوعٍ وَاحِدٍ يَختَصُّ | |
|
| مِنهُم وَفِى الأَنوَاعِ جَاءَ النَّصُّ |
|
وَوَاجِبٌ أن يَنفَذُ الوَعِيدُ فِى | |
|
| بَعضِ العُصاةِ دُونَ مَا تَوَقفِ |
|
لَكِنَّ ذَا العِصيَانِ لاَ يُخَلفَّدُ | |
|
| فِيهَا وَذُو الكُفرِ بِهَا مُؤَبَّدُ |
|
وكالشّفَاعَةِ لأَزكى مُرسَلِ | |
|
| فَأضرَع إِلَى المَنَّانش فِيهَا وَاسأَلِ |
|
وَقَد أتَت أنوَاعُهَا مَنصُوصَه | |
|
| وَالبَعضُ كَالكُبرَى به مصُوصَه |
|
لأنّهَأ أظهَرَتِ ارتفَاعَه | |
|
| إذ وَجَّهَ الكُلُّ لَهُ الشفَاعَه |
|
وَالأَنبِيَاءَ تَقُولُ نَفسِى نَفسِى | |
|
| سِوَاهُ فَالفَضلُ لَه كَالشمسِ |
|
فَيُنقِدَ الجَمِيعَ مِن غُمُومٍ | |
|
| قَدِ اعتَرَتهُمُ وَمِن هُمُومِ |
|
وهىَ وُعُودُ رَبِّهِ يُوفِّيهَا | |
|
| لَهُ فَنَسأَلُ الدُّخُولَ فِيهَا |
|
وَحَوضُهُ مِمّا بِهِ النَّصُّ وَرَد | |
|
| وَفِيهِ خُلفٌ هَل بِهِ الهَادِى انفَرَد |
|
وَهوَ الأصَحُّ أو لِكُلِّ مُرسَلِ | |
|
| حَوضٌ مِنَ العَذبِ الرَّحِيقِ السَّلسَلِ |
|
وَكَونُهُ بَعدَ الصِّرَاطِ مُختَلِف | |
|
| فِيهِ وَبَعضٌ بِالتَّعَدُّدِ اعتَرَف |
|
وَذَودُ ذِى التَّغِييرِ قَد بَدأ | |
|
| وَمَن يَذُقهُ لَيسَ يَظمَأُ أبَداً |
|
وَاللهُ لاَ يَحرِمَنَا مِن شُربِ | |
|
| مِنهُ بِجَاهِ المُصطَفَى ذِى القُربِ |
|
والجَنَّةَ الَّتِى أعَدَّ اللهُ | |
|
| حَقٌّ لِمَن إنعَامُهُ أولاَهُ |
|
وَالمُؤمِنُونَ بِالأمَانِى أُسعِدُوا | |
|
| فِيهَا وَفِى أَوجِ التَّهَانِى أُصعِدُوا |
|
وَكيفَ لاَ وَقَد تَنَاءَى كُلُّ سُو | |
|
| عَنهُم وَنَالُوا مَا اشتَهَتهُ الأنفُسُ |
|
وَأُتحِفَوا مِنَ العَطَايَا وَالبُشَر | |
|
| مَا لَم يَكُن يَخطُرُ فِى قَلبِ بَشَر |
|
وَمِن رِضَى الرَّحمَنِ مَا قَرَّت بِهِ | |
|
| عُيُونهُم مَع أمنِهِم مِن سَلبِهِ |
|
وَزَادَهُم مِن بَعدِ هَذا كُلِّهِ | |
|
| رُؤيَتَهم من عَمَّهُم بِفَضلِهِ |
|
فَنَسألُ الكَريمِ أن يَجعَلَنَا | |
|
| مِنهُم وَأن يُيَسِّرَ النَّفَع لَنا |
|
وَواجِبٌ إيمَانُنَا بِالقَدَرِ | |
|
| خَيرٍ وَضِدِّهِ كَمَا فِى الخَبَرِ |
|
وَذُو السَّعَادَةِ السَّعيدُ فِى الأَزَل | |
|
| وَعَكسُهُ الشَّقِىُّ حَيثُمَا نَزَل |
|
وَكُلُهم مُيَسَّرٌ لِمَالَهُ فَراجٍ | |
|
|
وَالكُلُّ لاَ يَخرُجُ عَن حُكمِ القَضَا | |
|
| وَليسَ مَا أظلَمَ مِثلَ مَا أضَا |
|
وَمَا إلى الأعمالِ ظَاهِراً رَجَع | |
|
| فَذَاكَ إسلاَمٌ بِهِ العَبدُ انتَفَع |
|
وَمَرجِعُ الإِيمَانِ للإذعانِ | |
|
| بِالقَلبِ والتَّصدِيقِ بِالجنَانِ |
|
وَنطقُ ذِى القُدرةِ شَرطٌ فِيهِ | |
|
| عَلَى اختِلاَفِ كُتبُهُم تَحوِيهِ |
|
وَالخُلفُ فِى النُّقصَانِ وَالزِّيَادَه | |
|
| مُقَرَّرٌ عِندَ ذَوِى الإِفَادَه |
|
وَقِيلَ للأعمَالِ يَرجِعَأنِ | |
|
| فَينتَفى الخِلاَفُ فِى المَعَانِى |
|
واللَّوحُ وَالقَلُم وَالكُرسِىُّ | |
|
| وَالعَرشُ ذُو الجَسَامَةِ القُدَسِى |
|
وَالكاتِبُونَوَاجِبٌ إيمَانُنَا | |
|
| بِكُلِّهِم فَرضٌ بِهِم إيقانُنَا |
|
وَإن لِلعَبدِ كِرَاماً حَفظَه | |
|
| لِكُلِّ مَا أخفَاهُ أَو مَا لَفَظَه |
|
وَيَجعَلُ اللهُ لَهُم عَلاَمَه | |
|
| عَلَى الضَّمِيرِ فَاسأَلِ السَّلاَمَه |
|
وَقيلَ لاَ يُكتَبُ مَافىِ القَلبِ | |
|
| وَالكُلُّ لاَ يَفُوتُ عِلمَ الرَّبِّ |
|
وَلَيسَ يَحتَاجُ إِلَى الإِستِظهَارِ | |
|
| بِهِم تَعَالَى عَالِمُ الأسرَارِ |
|
وَمَالَهُ سُبحَانَهُ مِنَ اسمَا | |
|
| قَدِيمَةٌ لَهَا المَقَامُ الأسمَى |
|
وَهىَ لَنَا تُدرَى بالإِستِقرَاء | |
|
| مِن طُرُقِ التَّوقِيف لاَ الآرَاء |
|
وَيطلقُ الشّىءُ عَلَى المَوجُودِ | |
|
| لاَ غَيرِهِ فِى المَذهَبِ المَحمُودِ |
|
وَمَالِكٌ وَأَهلُ الإِجتِهَادِ | |
|
| كُلٌّ إلى نهجِ الصَّوَابِ هَادِى |
|
كَالشَّافِعِى وَأبِى حَنِيفَه | |
|
| وَاحمدٍ ذِى الرُّتبةِ المُنِيفَه |
|
وَكُلُّهُم عَلَى هُدًى مِن رَبِّهِم | |
|
| وَفِرقَةَ الجُنَيددِن بِحُبِّهِم |
|
فَإنَّهُم طَرِيقُهُم مَرضِيَه | |
|
| قَوِيمَةٌ لأهلِهَا المَرِيَّةَ |
|
وَجَاحِدُ المَعلُومِ بالضَّرُورَه | |
|
| جَاءَ بِكُفرٍ وَانتَحَا غُرُورَه |
|
وَقَتلُهُ لِلكُفرِ لاَ لِلحَدِّ | |
|
| وَذَلِكَ الجَزَاء للمُرتَدِّ |
|
كَذَا مَنِ استَحَلَّ نَحوَ الخَمرِ | |
|
| مِن مَا امتِنَاعُهُ شَهِيرُ الأَمرِ |
|
وَالنَّصُّ إِن أوهَمَ غَيرَ اللائِقِ | |
|
| بِاللهِ كَالتشبِيهِ لِلخَلاَئِقِ |
|
فَاصرِفهُ عَن ظَاهِرِهِ إجمَاعاً | |
|
| وَاقطَع عَنِ المُمتَنِعِ الاَطمَاعَا |
|
وَمَالَهُ مِن ذَاك تَأويلٌ فَقَط | |
|
| تَعَيَّنَ الحَملُ عَلَيهِ وانضَبَط |
|
كَمِثلِ وَهوَ مَعكم فَأَوِّلِ | |
|
| بِالعلمِ وَالرَّعىِ وَلاَ تُطَوِّلِ |
|
إذ لاَ تَصِحُّ هَاهُنا المُصَاحَبَه | |
|
| بِالذَاتِ فَاعرِف أوجُهَ المُنَاسَبه |
|
وَمَا لَهُ مَحامِلُ الرَّأىِ اختَلَف | |
|
| فِيه وَبِالتَّفوِيضِ قَد قَالَ السَّلَف |
|
مِن بَعدِ تَنزِيهٍ وَهَذَا أسلَمُ | |
|
| وَاللهُ بِالمُرَادِ مِنهَا أَعلَمُ |
|
لِذَاكَ قَالَ مَالِكٌ إذ سُئِلاَ | |
|
| فِى الاستِوَاءِ الكَيفُ مِنهُ جُهِلاَ |
|
وَصَارَ لِلتّأوِيلِ قَومٌ عَيَّنُوا | |
|
| مِمَّا يَلِيقُ رَاجِحاً وَبَيَّنُوا |
|
إذ فَسَّرُوا الوَجه بِذَاتٍ وَاليَدَا | |
|
| بِقُدرَةٍ وَذَا الإِمَامُ أيَّدَا |
|
وَقَولُهُ سُبحَانَهُ مَن فِى السَّمَا | |
|
| مَعنَاهُ بِالأمرِ وَسُلطَانٍ سَمَا |
|
وَقِس عَلَى هَذا جَمِيعَ مَا اشتَبَه | |
|
| فِى الذِّكرِ وَالحَدِيثِ وَادرِ المَرتَبَه |
|
وَالذَّنبُ مُقسُومٌ ِإلَى الكَبِيرَه | |
|
| كَالقَذَفِ وَالقَتلِ وَللِصَّغِيرَه |
|
وَهىَ بِالإجتِنَابِ لِلكَبَائِر | |
|
| مَغفُورَةٌ مِن عَالِمِ السَّرَائِر |
|
فَفَىِ الكتَابِ قَالَ إن تَجتَنِبُوا | |
|
| وَالعَفوَ مِنهُ يَرتَجِيهِ المُذنِبُ |
|
وَاللهُ لاَ يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِه | |
|
| وَيَغفِرُ الدُّونَا إِذَا شَا فَانتَبِه |
|
وجَاءَنَا عَن مَانِحِ العَطَايَا | |
|
| تَكفِيرُ حَجِّ البَيتِ لِلخَطَايَا |
|
كَذِلِكَ العُمرَة وَالقِيَامُ | |
|
| وَالطَّهرُ وَالصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ |
|
وَغَيرُهَا وَهوَ عَلَى الخُصُوص | |
|
| يُحمَلُ لِلتوفِيقِ لِلنُصُوصِ |
|
وَذُو كَبِيرَةٍ عَلَيهِ التَّوبَه | |
|
| فَرضٌ بِقَورٍ وَاجتِنَابِ الحوبَه |
|
وَفِي قُبُولِهَا لِغَيرِ الكَافِرِ | |
|
| قَطعاً وَظَنَّا وَجهُ خُلفٍ سِافِرِ |
|
وَالكَافِرُونَ القَولُ فِيهِم مَا اختَلَف | |
|
| لِقُولِهِ يُغَفَر لَهُم مَا قَد سَلَف |
|
والنَّفسُ وَالعَقلُ كَذَا المَالُ وَجب | |
|
| صَونٌ لَهَا والعِرضُ أيضاً والنَّسَب |
|
وَالرِّزقُ مَا بِهِ انتِفَاعٌ مُطلَا | |
|
| هَذَا الّذِى قَد قَالَهُ مَن حَقَّقَا |
|
وَالنَّصبُ للإِمَامِ بِالشُروطِ | |
|
| فَرضٌ بِشَرعٍ بِالهُدَى مَنُوطِ |
|
وَالسَّمعُ مُفرُوضٌ عَلَى الأعيَانِ | |
|
| لأَمرِه فِيمَا سَوَى العِصيَانِ |
|
إذ جَاء لاَ طَاعَةَ للِمَخلُوقِ فِى | |
|
| ذَاك وفِيمَا عَنهُ لاَ يَخلُو قِفِ |
|
وَلاَ يَجُوزُ عَزلُهُ أن طَرَا | |
|
| عَلَيهِ فِسقٌ أو بَغي وَاجتَرَا |
|
وَلاَ الخُروجُ عَنهُ إِلاّ إن كفَر | |
|
| وَحَافِرُ البَغِى هَوَى فِيمَا حَفَر |
|
والأنبِيَا أَفضَلًُ فَالمَلاَئِكَه | |
|
| يَتلُونَ فِى فَضلٍ عَلَوا أرَائِكَه |
|
|
|
وانعقد الاجماع أن المقتفى | |
|
| أفضل خلق الله والخلف انتفى |
|
وما انتحى الكشاف في التكوير | |
|
|
فَاحذَر لِغَيرِ مَنعِهِ سَمَاعَه | |
|
| وَاتَّبِعِ السُّنةَ وَالجَمَاعه |
|
وَفُضِّلَ المَخصُوصُ بالإِدنَاء | |
|
| عَلَى البرَايَا دُونَ مَا استِثنَاءِ |
|
وَأَفضَلُ الامَّةِ ذَاتِ القَدرِ | |
|
| أصحَابُ مَن أُعطِىَ شرحَ الصَّدرِ |
|
إذ جَاءَ فِى القُرانِ مَا يَقضى لَهُم | |
|
| بِالسَّبقِ فِى آىٍ حَوَت تَفضِيلَهُم |
|
وَكَم أَحَاديثٍ عَليهِم تُثنِى | |
|
| كقَولِهِ خَيرُ القُرُونِ قَرنِى |
|
وَقَولُ طَهَ المُصطَفَى لَو أنفَقَا | |
|
| فَجَلَّ مَن زَكَّاهُمُ وَوَفَّقَا |
|
ثُمَّ يَلِيهِم تَابِعٌ بَادِى السَّنَا | |
|
| فَتَابِعٌ لِتَابِعٍ قَد أحسَنَا |
|
وَالخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أربَعَه | |
|
| خَيرُ الصَّحَابَةِ الأُولَى كَانُوا مَعَه |
|
وَرَتِّبَنَّ الفَضلَ فِيمَا بَينَهُم | |
|
| عَلَى خِلاَفَةٍ وَقَدِّم عَينَهُمُ |
|
وَهوَ أَبُو بَكرٍ وَفَارُوقٌ يَلِى | |
|
| وَبَعدهُ عُثمَانُ وَاختِم بِعَلِى |
|
زَوجِ البَتُول بَضعَةِ الرَّسُولِ | |
|
| مَن نَالَ بِالسِّبطَينِ أقصَى السؤُلِ |
|
وَبَعدَ هؤلاَءِ بَاقِى العَشرِ | |
|
| طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ذَاكِىِ النّشرِ |
|
وَعَامِرٌ وَسَعدٌ السَّامِى الحُلاَ | |
|
| مَعَ ابنِ عَوفٍ وَسَعِيدٍ ذِى العُلاَ |
|
فَأهلُ بَدرٍ ثُمَّ أهلُ اُحُدِ | |
|
| فَبَيعةُ الرِّضوَانِ مِن بَعدُ اعدُدِ |
|
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ صُرِّحَا | |
|
| بِفَضلِهِم وَالخَلفُ فِيهِم شُرِحَا |
|
وَبَعضُ مَن بِالعِلمِ قَد تَحَلَّى | |
|
| يَقُولُ مَن لِلقبلَتَينِ صَلَّى |
|
وَالصَّحبُ كُلُّهُم عُدُولٌ خِيَرَه | |
|
| فَمَن يُرِد وَجهَ اهتِدَائِهِم يَرَه |
|
لأَنَّ مَن أحَاطَ بِالخَبِىِّ | |
|
| عِلماً حَبَاهُم صُحبَةَ النَّبِىِّ |
|
فَهُم نُجُومٌ فِى السُّرَى مَنِ اقتَدَى | |
|
| بِهِم إِلَى مَعَالِمِ الحقِّ اهتَدَى |
|
فَلاَ تَخُضِّ فِيمَا مِنَ الأمرِ اختَلَط | |
|
| بَينَهُمُ فَاحذَر إِذَا خُضتَ الغَلَط |
|
وَالتَمِسَنَّ أحسَنَ المَخَارِجِ | |
|
| لَهُم فَالإِجتِهَادُ ذُو مَعَارِجِ |
|
وَلاَ تُصِخ لِمَن أبَى الكَرَامَه | |
|
| لِلأولِيَاءِ وَاجتَنِب مَرَامَه |
|
وَنَزِّهِ القُرآنِ أَن تَقُولاَ | |
|
| بِخَلقِهِ وَاستَوضِحِ المَعقُولاَ |
|
لأنَّهُ وَصفُ الإِلهِ جَلاَّ | |
|
| وَمُعجِزُ النَّظمِ عَلَيهِ دَلاَّ |
|
فَذَلِكَ المَتلوُّ وَالمَدلُولُ | |
|
| عَلَيهِ مَا عَن قِدَمٍ يَحُولُ |
|
وَالحَرفُ وَالصَّوتُ كَذَا التِّلاَوَه | |
|
| مُحدَثَةٌ وَغَيرُ ذَا غَبَاوَه |
|
وَاحذَر أقَاوِيلَ ذَوِى الأَهوَاءِ | |
|
| فَإنَّهَا مِن أدوَا الادوَاء |
|
واسلُك سَبِيلَ السُّنَّةِ الغَرَّاء | |
|
| فَنُورُهَا بَادٍ لِعَينِ الرَّائِى |
|
وَالشَّرُّ مَقرُونٌ بالإبتِدَاعِ | |
|
| وَالخَيرُ مَضمُونٌ بالإتِّبَاعِ |
|
وَاعمَل بِمَا تُحبى بِهِ الاجُورا | |
|
| وَحَاذِرِ الفَحشَاءَ والفُجُورَا |
|
وَالعُجبَ والغِيبَةَ وَالرِّيَاء | |
|
| وَاطِّرِحَن فَخراً وَكِبرِيَاءَ |
|
وأمُر بِمَعرُوفٍ وَغَيِّر مُنكَرَا | |
|
| وَانصَح وَنَبَّه ذَا اغتِرَارٍ مِنَ كرى |
|
وَابدَأ بِنَفسِكَ أنههَا عَن غَيّشها | |
|
| وَاجعَل مِنَ التَّقوَى جَمِيلَ زِيِّهَا |
|
وَاقطَع ذَوِى المَيلِ وَاوصِل مَن عَدَل | |
|
| وَلاَ تَمِل إِلَى المِرَاء وَالجَدَل |
|
وَفِى كِتَابِ اللهِ أسنَى مُكتَفى | |
|
| بِهِ وَمَا سَنَّ النبِىُّ المُقتَفى |
|
وَمَا عَلَيهِ أَجمَعَ الأَعلاَمُ | |
|
| مِمَّن تَزَكت مِنهُمُ الأَحلاَمُ |
|
فَأَكرَمُ العِبَادِ عِندَ اللهِ | |
|
| مَن لَم يَكُن فِي عَيشِه بِلاَهِى |
|
وَفى اتِّبَاعِ السَّلَفِ الهُدَاةِ | |
|
| وَسِيلَةٌ للأمنِ وَالنّجَاةِ |
|
وَلنَجعَلِ الخِتَامَ بِالشَّهَادَة | |
|
| تَفَاؤُلاً بِرُتبَةِ السَّعَادَه |
|
لأَنَّ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ قَد | |
|
| تَضَمّنَت جُملَتُهَا مَا يُعتَقَد |
|
فِى حَقِّ رَبِّنَا وَفِى الرُّسلِ | |
|
| النّاهِجينَ لِلوَرَى أهدَى السُّبُلِ |
|
من وَاجِبٍ وَجَائِزٍ وَما امتنع | |
|
| وَمَن يَكُن يَعرِفُ مَعنَاهَا ارتَفَع |
|
كمَا تَوَلّى بَسطَهُ السَّنُوسِى | |
|
| مُغتَرِفاً مِن فَيضِهِ القُدُّوسِى |
|
وَقَد أخَذتُ كُتبَهُ دِرَايَه | |
|
| عَمّن تلَقى فِى العُلُومِ الرّايه |
|
عَمٍِّى سَعِيدٍ الإِمامِ لمَقرَّىِ | |
|
| عَنِ ابنِ جَلاَّلٍ عَنِ الحِبرِ السّرِى |
|
سَعِيدٍ الشَّهِيرِ بِالكَفِيفِ | |
|
| عَنِ السَّنُوسِىِّ الرَّضِّى العَفِيفِ |
|
مُؤِلِّفِ العَقَائِدِ الشَّهِيرَه | |
|
| وَفَضلهُ كالشَّمسِ فِى الظَّهِيرَه |
|
وَهُوَ الَّذِى يَقُولُ مَا مَعنَاهُ | |
|
| فِى سِرِّ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ |
|
لَعَلَّهَا للإختِصَارِ مَعَ مَا | |
|
| تَضَمَّنَتهُ خَصَّهَا ذُو النُّعمَى |
|
بِكَونِهَا تَرجَمَةَ الإِيمَانِ | |
|
| فَالهَج بِذِكرِهَا مَعَ الإِدمَانِ |
|
وَهَا هُنَا نَظمُ العَقِيدةِ انتَهَى | |
|
| مُبَلِّغاً لَمن وَعَاهُ مَا اشتَهى |
|
وَفَاءُ عَدّهَا بِنِصفِ ألف | |
|
| وَالرَّمزُ بِالجُمَّلِ فِيهِ أَلِف |
|
وَكانَ إتمامِى لَهُ فِى القَاهِرَه | |
|
| وفِيهِ تَارِيخُ حُلاَهُ الظَّاهِرَه |
|
وَأَرتَجِى مِن مَانِحِ العَطَايَا | |
|
| سُبحَانَهُ الغُفرَانَ لِلخَطَايَا |
|
وَالفَوزَ بِالنَّجَاةِ والأَمَانِ | |
|
| وَنَيلَ مَا أَنوِى مِنَ الأَمَانِى |
|
بِجَاهِ نبرَاسِ الهُدَى الوَهَّاجِ | |
|
| أحمدَ مَن أَرشَدَ لِلمِنهَاجِ |
|
كَهفِ البَرَايَا الهاشِمِىِّ العَرَبِى | |
|
| مُنِيلُهُم مَا أَمَّلُوا مِن أرَبِ |
|
عليه مع الٍ وَصحبٍ قد علوا | |
|
| قدرا وَاتباعٍ بإِحسانٍ تلوا |
|
أَزكَى تَحِيَّاتٍ وَأَسمَى وَأتَم | |
|
| يَزكُو بِهَا مُبتَداً وَمُختَتَم |
|