بَينَ الظُبا وَالعَوَالي تُرفَعُ الرُّتَبُ | |
|
| ولا تُرى رَاحةٌ مَالَمْ يَكُنْ تَعَبُ |
|
وَمَن تَسَامَى لأمرٍ عَزَّ مَطلَبُهُ | |
|
| وَلَم يَقُمْ غَازِياً لَم يُدْنِه الحَسَبُ |
|
شَتَّانَ بَينَ ثَقِيلِ الجَنْبِ مُنبطِحٍ | |
|
| وضَامِرٍ في لَظَى الأخْطارِ يَنتَصِبُ |
|
قَد كابَدَ السَّيِّدُ البَاشَا فَمَا قَعَدتْ | |
|
| بِهِ الدَّوَاعِي وَلاَ أزرَى بَهَ النَّصَبُ |
|
وَاسْتَسهَلَ الصَّعبَ في تَحصِيلِ وَاجِبِهِ | |
|
| حَتَّى قَضَى فِي المَعَالي كلَّمَا يَجِبُ |
|
يأبَى المْكَارِمَ إلاَّ خَيْرَ أبْعَدهَا | |
|
| وَيَتَّقِي نَزْرَهَا الدانِي ويَجْتَنِبُ |
|
فأي مَنْزِلَةٍ فَاتَتهُ صَهوَتُهَا | |
|
| أو رُتْبَةٍ لم يَكُنْ فِيهَا لَهُ خَبَبُ |
|
سَلْ طَالِعَ الأُفُقِ عن مَرمى مَوَاطِئِهِ | |
|
| تَدْرِي مَنَازِلَهُ الآفَاقُ وَالشُّهُبُ |
|
هَزَّتهُ هَمَّام لَمَّا طَالَ قَاصِرُها | |
|
| حَتَّى غَدّا ظَاهِرُ الْغَبرَاء يَضطَرِبُ |
|
شَقُّوا العَصَا وَسَاروا مُجمِعِينَ عَلى | |
|
| ما فِيهِ نَقض الهُدى يا بِئسَ ما ارتكبوا |
|
واستَضعَفوا الأمْرَ من أقصى الجَرِيدِ إلى | |
|
| ما دونَ صَبرَةَ لاَ يَنْهَاهُم رَهَبُ |
|
أعْرَوا من الأمن مَن جازَ الطَّريقَ بها | |
|
| فَبَاتَ صِفْراً فَلاَ أهْلٌ ولاَ نَشَبُ |
|
كَم مِنْ بَرِيءٍ أبَاحوا رَحْلَهُ فَغَدا | |
|
| وَهُوَّ من بَعْدِ إتْرَابٍ لَهُ تَرِبُ |
|
مَا راَقَبُوا فِي وَلِي إلَّ خَالِقِهِ | |
|
| وَلاَ اسْتَلانُوا لِمَنْ لِلعِلمِ يَنتَسبُ |
|
وَاَودَعُوا هَمَّهُمْ فِي كُلّ مَاهِيةٍ | |
|
| وَذاكِ مَا دَلَّ عَن مَضمونه اللَّقَبُ |
|
ظَنُّوا الدَّوَارَةَ تَحْميِهم وَحُقَّ لَهَا | |
|
| لَكِنَّ بَعْضَ ظُنونِ المُدَّعِي كَذِبُ |
|
وَغَرَّهُم قَولُ مَن لَم يَدْرِ عَاقِبَةً | |
|
| إنَّ الهِزَبْرَ أبا الأشْبَالِ لاَ يَثِبُ |
|
وَكَذَّبوا مُنذِرِيهمْ حَرَّ صَدْمَتِهِ | |
|
| وَهم على الَقطعِ في تَكذْيِبهم كَذبُوا |
|
فَحَيْثُ لم يُثْنِهِم رَدْعُ الأمِيِرِ وَلا | |
|
| لَوتْ رُؤُوسَهُمُ الأرْسلُ وَالكُتُبُ |
|
طَارَتْ بِهِ الْخَيلُ مِنْ سَيجومَ فَاغِرةً | |
|
| أفوَاهَهَا وَعَلَى أشدَاقِهَا الْحبَبُ |
|
تَمُرُّ مَرّ سَحَابِ الْجَوّ في دَعَةٍ | |
|
| وَالنَّقْعُ مِن فَوقِهَا من خَفْقِها سُحُبُ |
|
أعَدَّهَا الْملَكُ قَبْلَ اليَومِ مُسرَجَةً | |
|
| لِيَومِ مُعْضِلَةٍ تَبْكِي وتَنَتْحِبُ |
|
تُقِلُّ كُلَّ خَمِيصِ البَطنِ مُنجَرِدٍ | |
|
| يَحنُو على الْجُردِ في تأدْيِبِها درب |
|
أوْلى بها الظَّفْرُ وَالصَّفْرَاءُ تَقْدُمُهَا | |
|
| وَالصَّفرُ سِرٌّ بِهِ الأفْرَاحُ تَنْجَذْبُ |
|
صَاغَتْ مِن الَّليلِ أطرَافاً لِهَيكَلِهَا | |
|
| وَمِن حُلى الشَّمْسِ حَلياً حين تحتَجبُ |
|
تَكَادُ تَنْقَدُّ مِن فِعلِ النَّشاطِ بِها | |
|
| لَولا العِنانُ يُعانِيهَا أوِ اللَّبَبُ |
|
لِلَّهِ فارِسُهَا المِقدَامُ مُستَهِلاً | |
|
| إذا بَنُو الحَرْبِ مِن راوُوقِهَا شَرِبُوا |
|
يَستْنَنبِلُ السَّرجُ مِنْهَا مَسَّ جَانِبِهِ | |
|
| وَيَحْسِدُ اللَّينَ مِن أعْطَافِهِ القُضُبُ |
|
يُدبِرُ قَومُ الْعِدا فِي دَفْعِ صَوْلَتِهِ | |
|
| رأياً وَيَفْجاَهُمُ مِن غَيرِ ما حَسِبُوا |
|
إذا سَقَى الطَّعنَة النَّجلا مُبارِزَهُ | |
|
| تَوَجَّسُ الْعَطبَ مِنهَا جَارُهُ الجُنُبُ |
|
أنَّى يُحَاكِيِهِ شَخصٌ في شَمائِلِهِ | |
|
| وَالسَّعدُ يَخدْمُهُ والخَيلُ والنُّجُبُ |
|
غَشَتْ سِمِنجَةَ مِن بَعدِ الغَدِيرِ وَفي | |
|
| نَفسِ الخُرَيرِيبِ مِن أنفَاسِهَا لَهَبُ |
|
وَبالجُبيَبيِنَةِ استَنَّتْ ولَاَحَ لَهَا | |
|
| شَاشٌ فَهِيَّ إلى مَرآهُ تَنسَرِبُ |
|
وَعِندَمَا انبَسَطَتْ بِالبَاطِنِ انْقبَضَتْ | |
|
| تَنوِي الشَّرَيشرِةَ السَّودَا وتَقْتَرِبُ |
|
فَجَاوَزَتهَا لِبيَضَاءِ الْعُيُونِ وَلَمْ | |
|
| تصدها عن مياه الحاجب الحجب |
|
في الفكة انفك عنها الليد سالمة | |
|
| مَن بَعدِ مَا قَد قضَى من جِلمةَ أرَبُ |
|
منَ الحَفِيَّ لِوِردِ الماجل اندفعتْ | |
|
| تَؤُمُّ قَفصَةَ يَحْدوُهَا لَهَا طَرَبُ |
|
وَفِي العَقيِلةِ بَثَّتْ مِن طَلائِعِهَا | |
|
| من يُحسِنُ الخُبْرَ لِلأخبَارِ يَجتَلِبُ |
|
فَبَشَّرتهَا عَلى شَوقٍ بِأنَّ عَلى | |
|
| ظَهرِ الدَّوَارةِ خَلقاً لِلرَّدَى قَربُوا |
|
وَعَالَجَتْ فِي فُجُوجِ الشَّطحِ صَاعِدَةً | |
|
| إلَى التَّلاقِي عِقَاباً مَالَهَا عُقُبُ |
|
وَصَادَفَتْ بَعْدَ أينٍ صَعبَ َضَاحيةَ | |
|
| سَهْلُ الطَّرائقِ فِيهَا الدَّاهِسُ الحَزِبُ |
|
بَاتَتْ تُسدَي عَلَى رَأسِ العُيُونِ وَمِنْ | |
|
| هُناكِ زَالَ الحَفا واحْتَكَّتِ الرُكُبُ |
|
ولجها الجانب الشرقي سابقها | |
|
| وسدد الجوف منه الثاقب الذرب |
|
ظَلَّت بَتِيتَةُ بِالأجنَادِ شَاحِنَةً | |
|
| فَأُمُّ الاقْصَاب فَالحِرشَانُ فالنَّقَبُ |
|
فَالقَلعَةُ الصَّعبَةُ المَرقَى التي اقتَصَمَتْ | |
|
| فِيهَا القَواضِبُ جَيشاً قَبلُ قَد ذَهَبُوا |
|
هِيَ العَوَاصِمُ إلاَّ أنَّ سَالكَهَا | |
|
| أقَلُّ مَا يَلتَقي مِن عُصمِهَا العَطَبُ |
|
فَدُستَهُم أيُّهَا المَولَى بِحَامِيةٍ | |
|
| تَشوِي الصَّلَّى وَعَلى الأصلابِ تَنصَلبُ |
|
تَرى الفَوَارِسَ كَالعِقبَان إثرَهُمُ | |
|
| علىالشَّنَاخيِبِ والآكَامِ تَعتَقِبُ |
|
وَحَاوَلُوا نَفَقاً يَغشَاهُ هَارِبُهُم | |
|
| لَو كَانَ يَمنَعُهُم مِن بَطشِكَ الهَرَبُ |
|
فَحَلَّ فِيهِم سُليمَانُ وأيُّ فَتىً | |
|
| حُلُولَ نَارِ الغَضَا شَبّثْ وَهُم حَطَبُ |
|
نَجمُ الخِلافَةِ صَافي العِرضِ شِيَمتُه | |
|
| إذا جَلا أو بَدا في الحَضرَةِ الأدَبِ |
|
وفي الرُّصَيفي قَد خاضَتْ فَوَارِسُهُ | |
|
| بَحراً تَمُوجُ بِهِ الأصلاَبُ والحُصُبُ |
|
وَحَازَ حَوزَتُهُم ذاتَ اليَمينِ وَقَد | |
|
| نَضَا سُيُوفاً بِهَا كُلُّ الدِّمَا كَلَبُ |
|
وَبَاتَ يَكبِسُهُم في الثَّالِجاتِ وفي | |
|
| أنحَاءِ زَمرةَ حَيثُ القَلبُ ينشعِبُ |
|
وَعَايَنُوا مِنهُ صُبحا فوق لَيلِ دُجى | |
|
| وَالدُّهمُ لِلنَّصرِ مِفتَاحٌ إذا رُكِبُوا |
|
وَتِلكَ عَادَتُهُ إذَا تَوَجَّهَ في | |
|
| أمرٍ تَسَنَّى لَهُ مِن يُمنِهِ الطَّلَبُ |
|
وَأيقنُوا عِندمَا أبدَى بِرايَتِهِ | |
|
| إنَّ التَّخَلُّصَ مِن أظفارِهِ عَجَبُ |
|
فَلاطَفوهُ بِأنْ يُحيي سَليبَهُمُ | |
|
| إنْ كَانَ يُرضِيهِ فِي مَطلُوبِهِ السَّلَبُ |
|
وَقاَسَمُوهُ عَلَى وَجهِ الرّضَى قِسمَاً | |
|
| يَدْرِي المُوفَّقُ فِيها مَنْ له الغَلَبُ |
|
فَكَانَتِ الخَيلُ وَالآبَالُ حِصَّتَهُ | |
|
| وَكَانَ فيمَا حَوَوْهُ السَّرْجُ والقَتَبُ |
|
فَأصبَحَ الحِبرُ والأقلاَمُ تَرقُمُهَا | |
|
| وَالوَسْمُ يُعْجِمُ منها كُلَّ ما كَسَبوا |
|
أعرَيْتَهمْ من ثِيابِ البَغيِ ما سَتَروا | |
|
| حِينَ استَظَلُّوا بِبَيتٍ مَا لَهُ طُنُبُ |
|
وَأحْمَدوُكَ على ما قَد وَهَبْتَ لَهمْ | |
|
| وَكَانَ إحْيَاؤهُمْ أعَزَّ مَا وُهِبُوا |
|
وأجفَلَتْ زُمَرُ الأعْرَابِ قَاطِبَةً | |
|
| تَهوِي أمَامَكَ تَحتَ اللَّيلِ تَنسَحِبُ |
|
وَمَزقّتْهَا يَدُ الإرهَابِ فافتَرَقَتْ | |
|
| لايَلحَقُ الَّرأسَ من أحيَائِهَا الذنَبُ |
|
فَلْيحذَرَنْ بَعدَها أهلُ الجِبالِ وَمَن | |
|
| أبدَى التَّجَنِّي ومن في رأسهِ شَغَبُ |
|
وإن جَلَوا الجِهادَ الأمنُ منبسِطٌ | |
|
| أو يُدْبِروا فَبِسَاطُ العَفوِ منقَلِبُ |
|
والرَّمحٌ مُرتَجِزٌ والطَّرفُ مُنْحَفِزٌ | |
|
| وَالسَّيفُ منتَصِبٌ وَالبَطْلُ منْتَدِبُ |
|
همُ رأوْا كَيْفَ دسْتَ الغَورَ منْتَقِماً | |
|
| وَكَيفَ تَنْصَبُ مِن أنيَابِكَ النُّوبُ |
|
عِنايَةٌ حزتَهَا دُونَ المْلوكِ وَقَد | |
|
| أثْنَوا عَلَيْكَ وَمَا يَدرُونَ مَا السَّبَبُ |
|
وَذاكَ صَادِقُ رؤيْاكَ التي سَلَفَتْ | |
|
| فَإنَّ مَولاكَ لاَ يُكدِي إذا يَهَبُ |
|
لاَزِلتَ حَيَّاً لِهَذا الملكِ تَنصُرُهُ | |
|
| لِلهِ تَفعَلُ مَا يُرضِي وَتَجْتنِبُ |
|
ولابِرحْتُم بِهَذا المُلكِ أنديِةً | |
|
| تَحلو بِمدْحِكُم الأشعَارُ وَالخُطَبُ |
|