أقَصّرُ وَالتَّطوِيلُ فِي الشُّكْرِ وَاجِبُ | |
|
| لِمَنْ فَضلُهُ في كُلّ ما شِئتَ غَالِبُ |
|
وأهْدي اللَّبيسَ النَّاقِصَ القَدرِ للذي | |
|
| عنِ النَّقصِ في كُلّ المَشاهِد غائبُ |
|
إذا لَمْ يَكُنْ فِيمَا مَضى لِيَ وَالِدٌ | |
|
| وَلاَ لِيَ في الآتي مِنَ الدَّهْرِ صَاحبُ |
|
تُنَادي مَزَايَا لبن الحُسَينِ ألا انهَضُوا | |
|
| بِواجِبِ إطرَائي وَأينَ المُجَاوِبُ |
|
كَأنَّ بَنِي الأشعَارِ صَمُّوا عَنْ النِّدى | |
|
| بَلَى فَاتَهُم في ذَاكَ طَبْعٌ مُناسِبُ |
|
فَوَاعَجَباً مِنها وَمِني وَمِنْهُمُ | |
|
| وَفِي كُلّ قَولٍ لِلفُهُومِ مَسَارِبُ |
|
أمَا إنَّهَا عِينٌ حِسَانٌ تَبَرَّجَتْ | |
|
| ولَيسَ لها عَنْ عَينِ مرآهُ حَاجِبُ |
|
كَأنِّي أنَا وَحدي رأيْتُ عُيُونَهَا | |
|
| تَغَامَزنَ لي وَالغَمْزُ للِصَّبِ جَالِبُ |
|
أطَلتْ وأيَّامُ المْكَارِمِ عَنَّستْ | |
|
| علىحِين شاخَ الدَّهرُ فَهي الغَرَائِبُ |
|
فأصْبَحَتِ الأيَّامُ في عُنفُوانِهَا | |
|
| وَقَامَ لَهَا مِن مَقْعَدِ الدَّهرِ طَارِبُ |
|
فَلا خَيرَ إلاَّ وَهوَ كَالعَدلِ لا زِبُ | |
|
| ولاَ شَرَّ إلاَّ وَهوَ كَالظُّلْمِ عَازِبُ |
|
فَهَذِي طَرِيقُ الحَمدِ فِيهِ تَوَضَّحتْ | |
|
| لِمنْ هُوَ فِي شُكرِ المَزِيةِ رَاغِبُ |
|
وإن ألسُنُ الأقوَالِ كَلَّتْ فإنَّمَا | |
|
| على ألْسُنِ الأحوَالِ منه الضَّرَائِبُ |
|
فَأغناهُ فَيضْ الجودِ عن كُلِ مُصقِعٍ | |
|
| وَفي كُلّ صَقْعٍ من أيَادِيهِ جانِبُ |
|
وَإجلالُ أهلُ العِلْمِ طُرّاً لأجلِهِ | |
|
| وإيثَارِهُمْ حَتَّى يَغَارَ الأقَارِبُ |
|
وَدِقَّةُ فَهْمٍ لِلعَويصَةِ رَامَهَا | |
|
| أخُو فِطنَةٍ أو لَجَّ فيهَا المُشَاغِبُ |
|
وَمَعرِفَةُ الفَضْلِ الحَقيقِ لأهلِهِ | |
|
| وإكْرَامُ مَن يدنُو به أو يُجَانِبُ |
|
وإنصَافُهُ من نفسه غَيرَ سَاخِطٍ | |
|
| ولا مُنْكِرٍ إنْ جَاءَ لِلحَقّ طَالِبُ |
|
ونَصْرَهُ مَلْهُوفٍ وإحْسَانُ عِشرَةٍ | |
|
| وَكَظمٌ لِغَيظٍ حين يَجْفو المُغاضِبُ |
|
وَجَبرُ كَسِيرِ القَلبِ بَاتَتْ هُمُومُهُ | |
|
| تُغالِبُهُ عَنْ نَومِهِ وَيُغالِبُ |
|
وَحِفظُ لِذِكرِ الله عن وَصمِ فَترَةٍ | |
|
| وأصْدَقُ مَا في الذّكْرِ ما هُوَ دَائِبُ |
|
وَرَعْيُ جَنَابُ الله في كُلّ حَالَةٍ | |
|
| يُلاحِظُهَا منهُ التَّقِيٌّ المُرَاقِبُ |
|
فيَا أيُهَا المْوَلَى الذي يَقَظَاتُنَا | |
|
| بِدَولَتِهِ حِلْمٌ وحَاشَاكَ كَاذِبُ |
|
لَكَ الله مِن قُطْبِ تَدوُرُ بأوجِهِ | |
|
| مَشَارِقٌ أمدَاحِ الوَرَى وَالمْغَارِبُ |
|
لِمَا أنَّكَ استَوجَبَتْهَا بِشَماَئِلٍ | |
|
| يُسَلِمُهَا الرَّاضي وَمَنْ هُو غَاضِبُ |
|
دَفَعْتْ بِهَا في صَدرِ كُل مُمَلَّكٍ | |
|
| يَرى أنَهُ فَوقَ السُّهَا أو يُقَارِبُ |
|
فَمَرَّتْ عَلَى أسمَاعِهِ فِيكَ مِدحَةٌ | |
|
| تَقَبَّضَ مِنْهَا جِيدُهُ والعَرَاقِبُ |
|
فَمَا وَسِعَتْهُ الأرضُ حتى أرَاحَهُ | |
|
| عن الفِكْرِ في اسْتِعْلامِ شأنِكَ نائِبُ |
|
فَوَجَّهَ مُرتَاداً يُخَلِّفُ أهْلَهُ | |
|
| على رَغْبَة فِي رَجعِهِ وَهْوَ رَاهِبُ |
|
فَجَاءَ وَمِنْ قُدَّامِهِ الأمنُ قَائِدٌ | |
|
| وَمِنْ خَلفِهِ حَبْلُ المَخَافَةِ جَاذِبُ |
|
وَعَايَنَ ما بَينَ السّماطَينِ بَرزَخاً | |
|
| تَدِبُّ بِهِ رِجلاهُ والرأسُ راسِبُ |
|
وَقد حَسَدتْ عَيناهُ رِجلَيهِ إذ سَعَتْ | |
|
| بِبَهوٍ تَوَدُ السَّعيَ فِيهِ الثَّواقِبُ |
|
وما شَغَلَتُهُ الدَّارُ تَلْعَبُ بِالنُّهَى | |
|
| عَنِ الفِكْرِ في تَزوِيرِ قَولٍ يُناسِبُ |
|
وَلَمَّا افْتَتَحَتُ القَولَ طَيَّرتُ سِحرَهُ | |
|
| وَضَاقَتْ عَلَيهِ في الخَلاصِ المَذَاهِبُ |
|
وَشَاهَدَ مَا لَمْ يَنْخَرِطْ في حِسَابِهِ | |
|
| وَأسْمَعَ ما لم تَنْتَخِبْهُ الأعارِبُ |
|
وَوَلَى على الأعْقَابِ تَصْغُرُ نَفْسُهُ | |
|
| وَمَخْدُومُهُ والْمُنتَهَى وَالمُصَاحِبُ |
|
وَأنْذَرَ مَولاهُ بِأنَّ وَرَاءَهُ | |
|
| تَمَام جَلالٍ هَذَّبَتْهُ التَجَارِبُ |
|
وإنَّ مُلُوكَ الأرضِ قِسْمانِ بَعْدَهُ | |
|
| فذو الهَزلِ ممقوتٌ وذو الجِدّ تَاعِبُ |
|
فَهَذا حَدِيِثي عنه أسْنَدْتُ بَعْضَهُ | |
|
| وَعِش لِتَرى البَاقِي عَدَتْكَ النَّوائِبُ |
|
وَلَسْتُ بِراضٍ من مَديحِكَ بالذي | |
|
| يُباهِتُني فِيهِ إذاَ غِبْتُ عَاتِبُ |
|
وهل لي اعتذار في انتحالي ناقصاً | |
|
|
عَلى أنَّ من أهدى لِغَيرِكَ مِدحَةً | |
|
| على قَدرِ ما أسدَى له العُذْر ُواجِبُ |
|
كَعِذْرِ نُصَيْبٍ إذْ تَبَجَّحَ لِلذي | |
|
| قَضَاهُ نُصَيبٌ ضَمَّهُ وَهو َرَاكِبُ |
|
فَقَالَ وَلوْ لاقَاكَ يا بَحْرُ لَمْ يَقُلْ | |
|
| وَقَدْ أفْعَمَتْ دُنيَاكَ مِنهُ المَنَاقِبُ |
|
فَعَاجُوا فَأثنَوا بِالذي أنتَ أهْلُهُ | |
|
| وَلَو سَكَتُوا أثْنَتْ عَلَيكَ الحَقائِبُ |
|