يَا سَعْدُ بِاسمِكَ فَألُ مَنْ يَستَنْطِقُ | |
|
| حَيَّا دِيارَكَ صَيِّبٌ يَتَدَفَّقُ |
|
حَدِّثْ عَنِ الرّيمِ المُقِيمِ بِرَامَةٍ | |
|
| هَلْ غَرَّبُوا بِخِيامِهِ أمْ شَرَّقُوا |
|
عَهْدي بهم نَزَلوا العذيْبَ وَقَصْدُهم | |
|
| وَادِي العَقِيقِ وَبَعْدَ ذَاكَ الأبْرَقُ |
|
تِلكَ المَنَازِلُ لَمْ أهِمْ بِرُسُومِهَا | |
|
| إلاَّ لأسْمَعَ قَولَهَا لَو تَنطِقُ |
|
وَالدَّارُ يَذكُرُهَا اللِّسَانُ مُعَرِّضاً | |
|
| وَالقَلْب بِالسُّكَّانِ مِنْهَا أعْلَقُ |
|
وَالنَّفْسُ تَخْضَعُ لِلمَلِيحِ وَإنَّمَا | |
|
| يَرْمِي بهَا أقْصَى المَرَامِ الرَّونَقُ |
|
وَلِعَارِضٍ أبعَدْتُ عِلمِي جَانِباً | |
|
| حَتَّى عَشِقْتُ وَلُمْتُ مَنْ لاَ يَعْشَقُ |
|
وَذَهَلْتُ عَنْ قَولِ العَوَاذِلِ مَالَهُ | |
|
| خَلَعَ العِذَارَ لِبارِقٍ يَتَألَّقُ |
|
نَظَرُوا كَمَا نَظَرَ الخَلِيُّ مَخَايلاً | |
|
| لَكِنَّهُمْ لَمَّا رَأوْهَا رَنَّقُوا |
|
تَفْتَرُّ عَنْ كَالبَرقِ أبصَرَ ضَوْءَهُ | |
|
| مَنْ بَاتَ مِنْ سُخْطٍ لَهُ يَتَشَوَّقُ |
|
وَيَلُوحُ تَحْتَ الجِيدِ مِنْ أطوَاقِهَا | |
|
| فَجْرٌ إذَا كَذَبَ السَّمَاءُ يَصْدُقُ |
|
وتَمِيسُ كَالغُصْنِ الرَّطِيبِ يَنَالُهُ | |
|
| مِنْ جانبِ البَطْحَاءِ سَيْلٌ مُغْدِقُ |
|
تِلْكَ التي سَارَتْ وَقَلبِي إثرَهَا | |
|
| كَالبَازِ فِي إثرِ الشَّرِيدِ يُحَلِّقُ |
|
لَمْ أنْسَ إذْ قَالَتْ وَقَدْ وَدَّعْتُهَا | |
|
| بَانَ الخَلِيطُ فَقُلْ بِمَنْ نَتَوَثَّقُ |
|
قُلْنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ مَلاذُنَا | |
|
| قَالَتْ ظَفِرْتَ إذا وَعَزَّ الأبلَقُ |
|
ذَاكَ الذِي يَنْسَى الغَرِيبُ بِقُرْبِهِ | |
|
| أوطَانَهُ وَيجُودُ مِنْهُ المملِقُ |
|
مَلْكٌ لأيَّامِ الشَّبابِ مَحَاسِنٌ | |
|
| وَإذا تُعَدُّ فَلَهوَ مِنْهَا الرَّيِّقُ |
|
غَلِطَ الزَّمَانُ بِهِ لِغَيرِ أوَانِهِ | |
|
| وَلَرُبَّ شَيءٍ دُونَ وَقتٍ يُخْلَقُ |
|
حَمَلَتْ بِهِ الأيَّامُ فِي تَعْنيِسِهَا | |
|
| وَاستَرْضَعَتْهُ وَهيَ عُجْفاً شَملَقُ |
|
وَبِهِ استَعَادَتْ مَا مَضَى من عُمرِهَا | |
|
| وَشَبَابِهَا وَكَذا العَوَائِدُ تُخرَقُ |
|
إذْ قامَ بِالعِبء الثَّقِيلِ لِثَأرِهِ | |
|
| وَالحَزمُ بِالشَّهْمِ السُؤَيَّدِ أوفَقُ |
|
وَسَعَى لِرَدّ المُلْكِ وَهْوَ مُصَمِّمٌ | |
|
| كَالسَّهْمِ من خَلْفِ الرَّمِيةِ يَمْرُقُ |
|
مِنْ بَعْدِ ما قَذَفَتْ به أيدِي النَّوَى | |
|
| فِي كُلّ تَرُوعُ ناجعةٍ وَتُغلِقُ |
|
كَالبَدرِ إذْ حَازَ الكَمَالَ وَسَيْرُهُ | |
|
| تَدرِي المَغَارِبُ كَوْنَهُ وَالمَشرِقُ |
|
نَاهِيكَ مِنْ أسَدِ إذَا حَمِيَ الوَغَى | |
|
| وَبِهِ يُلاَذُ إذَا يُرَاعُ الفَيْلَقُ |
|
تَلْقَاهُ لِلخَطْبِ الجَلِيلِ مُبادِراً | |
|
| وَإلَى النِّزَالِ بِكُلّ فَجً يَسْبُقُ |
|
فَأفَاضَ منْ بَحْرِ الخَمِيسِ مَنَاهِلاً | |
|
| غَصَّتْ بهَا طُرُقُ الرُّبَى وَالخَيْفَقُ |
|
يَنْحَطُ مِنْ بَطنِ الجَزَائِرِ فَيْضُهُ | |
|
| وَيَسِيحُ لِلخَضْرَاءِ وَهوَ المُغرِقُ |
|
أمْوَاجُهُ الخَيْلُ العِتاقُ وَإنَّهَا | |
|
| يَملاَ الفَضَاءَ صَهِيلُهَا وَالهَندَقُ |
|
تُذرِي سَنَابِكُهَا عَلَى أعطَافِهَا | |
|
| مِثلَ السَّحِيقِِ يَجِفُّ مِنْهُ المُهْرَقُ |
|
وكَأنَّهَا العِقبَانُ تَحْمِلُ فَوقَهَا | |
|
| أسْدَ الشَّرَى وَبِكُلّ طَرْفٍ تُمْشَقُ |
|
لَمْ يُعْيِهَا التأوِيبُ فِي إدلاَجِهَا | |
|
| كَلاَّ وَلاَ قَطْعُ الفَيَانِي مُخلِقُ |
|
حَتَّى أنَاخَ عَلَى طَرِيقِ مُغِيرَةٍ | |
|
| قُلْنَا حَدِيثُ الفألِ عَنهَا أصدَقُ |
|
مَا رَدَّ كَفُّ الكَافِ صَدَمَتَهُ وَلاَ | |
|
| مَنَعَ الرَّدَى مَتريسُهَا وَالخَندَقُ |
|
وَدَعَتْهُ تُونِسُ بَعْدَ فَجْرِ خَمِيسِهَا | |
|
| وَالهَامُ فِي كُلّ الجِهَاتِ تُفلَّقُ |
|
فَتَعَانَقَا إذْ ذَاكَ منْ فَرطِ الهَوَى | |
|
| وَكَذا المَشُوقُ إذا رآهُ الشَّيِّقُ |
|
وَكَذَلِكَ الأخطَارُ يُدرِكُهَاالذي | |
|
| يَلِجُ المَضِيقَ وَفِي العَزِيمَةِ يَصْدِقُ |
|
فَخرٌ بِهِ حَازَتْهُ تُونِسُ وَحدَهَا | |
|
| لَمْ تَلْقَهُ دَارُ السَّلاَمِ وَجِلِّقُ |
|
يَا أيُّهَا المَلِكُ الذي نَظَرَ السَّنَا | |
|
| فِي وَجْهِهِ الأسنَى فَقَالَ مُوفَّقُ |
|
مَا لِي أحَاوِلُ شَرْبَةً مِنْ عَفوِكُمْ | |
|
| فَأُذَادُ وَهوَ عَلَى الوَرَى يَتَدَفَّقُ |
|
إنْ كَانَ لِي الذَّنْبُ العَظِيمُ فَحُلْمِكُم | |
|
| يَبْلَى بِهِ ذَاكَ العَظِيمُ وَيَمْحُق |
|
قَالَتْ قتيلةُ للرسُول وربَّمَا | |
|
| منّ الفتى وهو المُغيظ المُحنِق |
|
هَذِي حَرَائِرُ خَاطِري وَجَّهْتُهَا | |
|
| خَدَماً لعِزِ مَقَامِكُمْ لاَ تُعتَقُ |
|
جَاءَتْكُمُ تَمشِي عَلَى اْستِحيَائِهَا | |
|
| وَلَكُمْ بِكُلّ عِبارَةٍ تَتَمَلَّقُ |
|
وَمَدَائِحِي كَالدُّرّ مَوضِعُ حُسنِهِ | |
|
| عِنْدَ المَلِيحَةِ رَأسُهَا وَالمُخْنَقُ |
|
يَبلِى الزَّمَانُ وَخَلْقُهَا مُتَجَدّدٌ | |
|
| يَروِي الغَبِيُّ حَدِيثَهَا وَالأشْدَق |
|
فانظُرْ لَهَا نَظَرَ الشَّقِيقِ وَأولِهَا | |
|
| خُلُقَ الكَرِيمِ فَإنَّ مِثلَكَ يَشْفَقُ |
|
وَاسْلَمْ بِحَالَةِ غِبطَةٍ حَتَّى تَرَى | |
|
| وَلَدَ البُتُولِ وَأنْتَ حَيٌّ تُرزَقُ |
|