إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
اذا نحن مُتنا وحاسبنا اللهُ: |
قال: ألم أعطكم موطنا؟ |
أما كنت رقرقتُ فيه المياه مرايا؟ |
وحليته بالكواكب؟ زينتُهُ بالصبايا؟ |
وعرشت فيه العناقيد، بعثرت فيه الثمر؟ |
ولونت حتى الحجر؟ |
اما كنتُ انهضت فيه الذُرى والجبال؟ |
فرشت الظلال؟ |
وغلفتُ وديانهُ بالشجر؟ |
أما كنتُ فجرتُ فيه الينابيع، كللتُهُ سوسنا؟ |
سكبتُ التآلق والاخضرار على المنحنى؟ |
جعلتُ الثرى عابقاً ليناً؟ |
أما كنت ضوأت بالأنجم المُنحدر؟ |
وفي ظلماتِ لياليكموا، أما قد زرعتُ القمر؟ |
فماذا صنعتم به؟ بالروابي؟ بذاك الجنى؟ |
بما فيه من سكرٍ وسنا؟ |
سيسألنا اللهُ يوماً، فماذا نقولُ؟ |
نعم! قد مُنحنا الذُرى والسواقي ومجد التلول |
وهُدب النجوم، وشعر الحقول |
ولكننا لم نصُنها |
ولم ندفع الريح والموت عنها |
فباتت كزنبقةٍ في هدير السيول |
نعم! ودفعنا بأقمارها للأفول |
وقامر جُهالنا بالضحى |
بالربى |
بالسهول |
بسوسنةٍ اسمها القدسُ، نامت على ساقية |
الى جانب الرابية |
وتُمطر فيها السماءُ خُشُوعاً، تُصلي الفصول |
ويركعُ سُنبلها، تتهجدُ فيها الحقول |
وعبر مساجدها العنبرية أسرى الرسول |
فماذا صنعنا بوردتنا الناصعة؟ |
الهيَ تعلم أنت، ونعلمُ، ماذا صنعنا |
بوردتنا، قد نزعنا |
وُريقاتها ودلقنا شذاها الخجول |
وهبنا صباها لأذرع غول |
لأشداق عقربةٍ جائعة |
فكيف اليها الوصول؟ |
ونخشى غداّ ان يجيء الضبابُ |
وليلُ الضباب يطول |
ويفصل ما بين أقدامنا والوصول |
وقد تتمطى عصور الضباب بنا، وتزول |
كواكبُنا ثم تأتي السيول |
وتجرف شتلاتنا، وتطول |
ظلالُ الكآبةْ تغرقُ في غمرات الذُهُول |
وتأتي الرياح وتمسحُ جنتنا الضائعة |
وتخبو امانيَنا، وأمتداداتها الشاسعة |
ويطوي الذبول سنابلنا |
رب عفوك، ماذا نقول |
وفي عتباتك كيف تُرى سيكون المثول؟ |
فأنت منحت الجناح الطليق، ونحن اخترعنا القيود |
وهبت لنا القُدس، ونحنُ |
دفعنا بها لليهود.. |