عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > زين الدين الحميدي > صاح عرّج على قباب قباء

غير مصنف

مشاهدة
911

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صاح عرّج على قباب قباء

صاح عرّج على قباب قباء
وارتقب خلوه عن الرقباء
لا تكن لاهيا بسعدي وسلمي
لا ولا معجبا بجرّ قباء
وتذلل لسادة في فؤادي
لهمو مسكن حصين البناء
وتلطف واروى حديثا قديما
عن غرام نام حشا أحشائي
وتعطف وانشر لهم طيّ وجدي
وهيامي بهم وطول بكائي
قل تركتم صبا صبا في هواكم
وتباريح الهجر في برحائي
قد وهى في الهوى تجلده
والنوم كالصبر عنه قاص ونائي
بين واش وشى بافتراء
وعذول يعزى الى العوّاء
وجنان عن التسلى جبان
ودموع ممزوجة بدماء
وزفير لولا المدامع تهمى
لشواه قد صار حلف عناء
شاقه نشق طيب طيبة مأوى
الفخر والمجد والعلى والهناء
مهبط الوحي منزل العز مثوى
الفضل دار الثنا محل البهاء
تربة تربها على التبر يسمو
وضياها يفوق ضوء ذكاء
بقعة فضلت على العرش والكر
سي فضلا عن سائر البطحاء
موطن حل فيه خير نبيّ
متحل بأشرف الأسماء
أحمد الحامدين محمود فعل
خص بالحوض واللوا والولاء
حسن محسن رؤف رحيم
خاتم الرسل صفوة الأصفياء
أعبد العابدين برّ كريم
منه كانت مكارم الكرماء
رحمة الله للخلائق طرّا
فبه منه رحمة الرحماء
أعذب الخلق منطقا اصدق النا
س مقالا ما فاه بالفحشاء
أعرف العارفين أخوف خلق الله
منه في جهره والخفاء
كل ما في الوجود من أجله أو
جد لا تفتقر الى استثناء
أكمل الكاملين كل كمال
منه فضلا سرى الى الفضلاء
فيه آدم تعلم مالم
يدره غيره من الأسماء
وبه في السفين نجى نوح
ونجى يونس من الغماء
حرُّ نار الخليل قد صار بردا
اذ به كان حالة الألقاء
أي حرّ يقوى بمن كانت السحب
له في الهجير اقوى وفاء
كشف الضر منه عن جسم ايو
ب وأوتي ضعفا من الاذلاء
وبه قد علا لأدريس شأن
والذبيحان أنقذا بالغداء
منه سرّ سرى لعيسى فأحيا
دارسا مذ دعاه بعد البلاء
وكذا أكمها وأبرص أبرا
فشفا ذاك وذاك أوفى شفاء
هو من قبل كل خلق نبي
لا تقف عند حد طين وماء
كان نور الألاء اذ ذاك فاستو
دع ضمنا بمبدا الآباء
فتلقاه من شريف شريف
من لدن آدم ومن حواء
مودع في كرائم من كرام
عن سفاح تنزهوا وخناء
فأتى الفخر منه آمنة اذ
كان منها له أجل وعاء
حملته فلم تجد منه ثقلا
حال حمل كما يرى بالنساء
فهنيئا به لها اذ بخير
الخلق جائت وسيد الأنبياء
وضعته مكان في الوضع رفع
وارتفاع للحق والأهواء
أبرزته شمسا محا غيهب الشر
ك ومنها استضاء كل ضياء
وبميلاده بدت معجزات
فرأى المشركون هول المرائي
أطفاتهم نارهم ليعلم ان قد
جاء من كفرهم به في انطفاء
أي نار ترى وبالنور لاحت
دور بصرى لمن بمكة رائي
وبكسر الايوان قد آن جبر
وانكسار للدين والأعداء
واكبت اوثانهم فأحسوا
بمبادئ الوبال والاوباء
وعيون سيئت بساوة ساوت
حيث غيضت مقعر الغبراء
يالها ليلة لنا اسفرت عن
بدر تمّ محا دجا الظلماء
ليلة شرّفت على كل يوم
اذ حبتنا مشرّف الشرفاء
فأتته حليمة مذ أبته
مرضعات جهلن كنز الغناء
قبلته فاقبل الأمن واليمن
لديها به وكل هناء
ونحت نحو حبها وهي ملأى
بمزيد الأفراح والسراء
لو رأيت الأتان لما به سا
رت لأبصرت اعجب الأشياء
سبقت سبق النجائب في السير
وقد كان بأسها في عفاء
وانطوت تحتها البطاح ولاغر
واذا ماله عدت في انطواء
كيف لا تنطوي لمخترق السبع
السماوات ساعة الأسراء
فسعى السعد مقبلا حيث حلت
واستقرّت بمسعد السعداء
قد كفته مؤنة فكفاها
وجزاها بالجنس خير جزاء
ضاعف الضعف في المجازاة أضعا
فالها وهي شيمة الأسخياء
فغدا عيشها خصيبا ودرت
لبنيها فورا عجاف الشاء
أصبحت وهي بالثرى اشبه النا
س وأمست اثرى الورى بالثراء
فأتتها عيون حلتها تبصر ما
منه قد غدت في ازدراء
عجبوا أن رأوا حليمة صارت
بعد فقر من أكبر الأغنياء
فاستبانوا حقيقة الحال منها
عله ينجلي بكشف الغطاء
فلهم افصحت عن النبأ الحق
وأومت لسيد الرضعاء
مادرى القوم انها كفلت من
وكف كفيه مخجل الأنواء
فتوالت بآل سعد المبرا
ت وحفوا بوافر النعماء
وسما حيهم علىكل حيّ
وتساموا فخرا على الأحياء
والحبيب الخليل في كل آن
وزمان ينموا أتمّ نماء
ولعامين سالما فصلته
بعد أن صار أنجب النجباء
فأتت أمه به وهي من خو
ف التنائي لحبه في عناء
وبدا شوقها اليه وهل يخفى
اشتياق المحب بالإخفاء
ان حب المحب يبرزه الوجد
ولو كان كامنا في الحشاء
فاستعادته كي تعود السعادا
ت لديها بمذهب الضراء
فأعادته اذ عليه اخيفت
من وباء قد حل بالبطحاء
ثم عادت به الى حيها الحيّ
بخير الأموات والأحياء
فأتته من بعد أرع الاملا
ك لما استقرّ بين الرعاء
وبه دونهم غدوا فأريعت
ظئره منه خيفة القرناء
مادرت ما يراد منه ولو تد
ريه لاستبشرت بكل هناء
أضجعوه ولم يرع ثم شقوا
منه للصدر أشرف الأعضاء
وبماء من زمزم غسلوه
بعد القاء مضغة سوداء
وملاه جبريل علما وحلما
وحباه بعفة وحياء
وبيمنى الأمين عاد كما كا
ن سليما ما مس بالبأساء
ان من عادة الملوك اذا ما
أحرزوا محرزاتهم في خباء
ختموه بختمهم ليصونو
ه عن السارقين والسفهاء
ولعمري ما محرز كالذي
أحرز في حرز سيد الشفعاء
فلذا أخص بالختام وذا الخا
تم من دون سائر الأنبياء
اذ هو الكنز والذخيرة والمطل
ب الأعلى وخالص الكيماء
ووقته وقت الهجير سحاب
بعد خمس بأنفع الافياء
ومضى عمه به بعد سبع
وهو يشكو بمقلة رمداء
واتى كي يطبها دار ديرا
ن فناداه قاصد استشفاء
فأبى ان يجئ فاهتزت الجد
ر ومالت به عروش البناء
فسعى مسرعا واخبر عنه
انه المصطفى من الأصفياء
ولثنتين بعد عشر نحا الشا
م أبو طالب بكنز الغناء
وبحيرا رأى الغمامة تحميه
اذا سار من أذى الرمضاء
فدعا عمه ومن معه من
بعد اعداده جزيل القراء
ماسوى المصطفى أراد ولكن
ذاك من حكم حكمة الحكماء
يدرك الابله البليد مناه
بالتأني فكيف بالأذكياء
فتقفى وصف النبوّة فيه
فرآها كالشمس وقت الضحاء
وانثنى راجعا فغادره ثمم
غدير قد سدّ رحب الفضاء
فأتاه وقد شكا من أذاه
عمه مثل سائر الرفقاء
فغدا ذلك الغدير طريقا
يبسا مابه يرى من ماء
جبلت نفسه على خلة الخير
فيا طالما خلا بحراء
ودعوه الأمين اذ بحلى الصد
ق تحلى وشأن أهل الوفاء
لم يزل في مدراج المجد يرقى
من سناء سام لأسمى سناء
والامارات للدلالات تقوى
كل آن به لاهل الذكاء
فأراد الإله ابراز سرّ
كامن كان قبل خلق السماء
فأتاه الأمين جبريل لما
بلغ الأربعين للايحاء
فدعا الناس للهداية والكفر
بأهليه في مزيد النماء
فأبوه وهل يفيد دعاء
بقلوب قد كوّنت من داء
أو يفيد الجلا الحديد انجلاء
اذ علاه مستحكم الأصداء
وأبى الله غير نصرة دين الح
ق فورا وخزى حزب التنائي
من يكن حسبه وناصره الله
أيخشى سفاهة السفهاء
كم أراهم من معجزات وهم في
غمرة من ضلالهم وعماء
مابحق لولا الشقاوة حقت
بهمو حين عاندوا من خفاء
بيد أن النفوس ان غلب الجهل
عليها فمالها من دواء
واذا ما القلوب قد شحنت من
حسد لم تفد سوى الشحناء
عجب دونه أجل عجيب
من جفاة جفوه كل الجفاء
عرفوه وعرّفوه أمينا
ودروه الصدوق في الأنباء
ورموه بساحر وبكذا
ب عنادا باؤا بشر وباء
ثم صدّوه عن رباه ومربا
ه فويل للعصبة الأشقياء
ما لنقص حاشاه في قدره ما
كان منهم له من الايذاء
بل لابراز حكمة سبقت من
حكم الله أحكم الحكماء
هي أعلامنا بأن علاه
لم يكن بالمكان والأقرباء
انما الفخر بالتقى ليس بالما
ل ولا بالجدود والآباء
فاذا كان في مكان مكين
صار صدرا وقبلة الجلساء
فلذا طيبة بأحمد طابت
وعلا قدرها على الأرجاء
فصلاة بها كألف سواها
غير ام القرى محط الرجاء
وبما ثار من ثراء شفاء
من جميع الأسقام والأدواء
بين قبر ومنبر في رباها
روضة من رياض دار الرضاء
وبها اليمن ضعف مكة ثاو
فهي للوافدين خير ثواء
شرفت اذ بها أجل البرايا
حل فهي الذكية الأنحاء
صاح جدّد عزما وجرد ثياب
اللهو مااستطعت عنك والاهواء
وانتشق عرف نشر طيب معانيه
اذا لم تكن لمرآه رائي
واصرف الفكر عن سواها الى
وصف علاه ملازم الاصغاء
جمعت شمل كل وصف جميل
ماله من شمائل وحلاء
حسن الخلق احسن الخلق خلقا
حائز كل سودد وسناء
أبلج ظاهر الوضاءة يخفي
نوره النيرين حال انجلاء
وجهه المستدير أشرب بالجمرة
منه البياض بادى البهاء
حاجباه كنونى الخط زينا
بجبين رحب بهىّ الضياء
فيه عرق يدرّ ان هو لله
يرى ساخطا على الأعداء
منه يبدو رشح اذا الحمى
حياه بوحي كاللؤلؤ الألاء
أدعج العين أشكل أوطف لم
يرفى الحسن من يدانيه الاسترخاء
أنفه بالجمال أقنى يرى النا
ظر عرنينه السنا بالسناء
يخجل الدر والعقيق اذا افتر
ربثغر عن منبع الاضواء
ذو ابتسام ومبسم عذب أشنب
يمحو الغناء عند اللقاء
بين ضوء الصباح والفرق فرق
اذ به للأنام كل هداء
عارضاه زينا بأطهر نبت
فاق مسكا في لونه والذكاء
بهما قد تلألأت شعرات
بسناها قد لاح اسنى المرائي
جيده الجيد النقي كمصقو
ل لجين حكاه جيد الظباء
صدره الرحب أيّ بحر يدانيه
ومنه مدّت قوى العلماء
قطرة من علومه عمت الكو
ن فغاضت بها بحار الماء
سار كالخط منه مسربة تمتد
للسرة امتداد استواء
بطنه في الجمال والصدر سيا
ن فعن سجلهة خلا والتواء
أشعر المنكبين ضخم الكراديس
طويل الزندين بحر العطاء
كان شئن الكفين يحكى ذراعيه
قضيب من فضة بيضاء
واسع الراحتين كم راحة را
حت لنا من نداهما وغناء
طابتا ملمسا ولينا كما
بالطول قد طالتا وبالأسداء
ساقه السائق العلى فاق حسنا
وبهاء جمارتىّ شماء
قدماه مسيحتان ومن وطئهما
لان جلمد الصفواء
واذا ما سعى تكفأ كالسيل
اذا انحط سافلا من سماء
ليس بالشاهق الطوال وان ما
شى طوالا كانا بطول سواء
قمر الشمس نوره فإذا لم
ترعين ظلا له في الضحاء
يقظ القلب دائما ما لعينيه
اذا نامتا سوى الاغفاء
دائم الخوف باسم حالة الضحك
كثير الرجا شديد الحياء
واذا مامشى سعى بالهوينا
لالعجب حاشا ولا كبرياء
حاز كل الجمال معنى ومبنى
وحوى أكمل النهى والبهاء
حسنه ألبس الملابس حسنا
فهى منه في نضرة وازدهاء
لبس الابيض النقيّ فأضحى
أصبح اللون مشرق اللألأء
وحكاه في أسود لون بدر
للورى لاح في دجا الظلماء
وغدا أخضر الملابس اذلا
بسه شبه روضة غناء
ما ذكاء عند الشروق اذا لا
ح لراء في حلة حمراء
أو سناها وقد دنت لغروب
مذ بدا في ملاءة صفراء
عرفه فائق غوالي الغوالي
فبه سل مجرب الخبراء
مثل ام العروس حين اتته
تبتغي منه مصلها للنساء
فحباها قارورة ملئت من
رشح زنديه ياله من حباء
فلا عرفها المدينة طيبا
وكساها به ثياب كساء
ليس بالفظ والغليظ ولا السخا
ب والمرتدي ردا الكبرياء
خصف النعل رقع الثوب قمّ
البيت والى الفتاة عند الرحاء
حلب الشاة خلفه اردف الرا
كب قال المزاح غير الفراء
ركب العير عاريا موكفا بالل
يف مامال قط نحو الرياء
وبرحل رث على جمل حج
بريئا في الكل عن ازدراء
بل كسى كل خلة حلة الفخ
ر فحلت بأوج اسمى سماء
ونهى الصحب عن قيام له ان
جائهم قاصدا وعن اطراء
لم يقل لا لسائل بل جواد
منعم في الأقتار والأثراء
حيث ما ينتهي به مجلس حلّ
موفى الحظوظ للجلساء
وبلبيك للدعاء مجيب
من فتى أو فتية أو نساء
يبتدي بالسلام طفلا وكهلا
ورقيقا وكل أهل اهتداء
خلقه الذكر عادل بالقضايا
ومواسى المسيء بالأعضاء
كم عليه ذوو الجهالة بالجهل
أساؤا وبالغوا في الاذاء
وهو يأبى الاصفاء وصفحا
عنهمو وهي شيمة الحلماء
لو يشأ هلكهم أجاب الى ذا
ملك الأخشبين بالاكفاء
ان نفس الحليم تزداد بالقد
رة حلما على مديم الجفاء
فخرطه في الفضل ليس يضاهى
وثناه قد فاق كل ثناء
جاء بالملة الحنيفية السم
حة رفقا بالامة الضعفاء
فدعينا به لأقوم دين
وهدينا للسنة البيضاء
وكفينا بشرعه حرجا كا
ن بمن قبل خشية الاعياء
أين قتل المسئ من توبة أو
أين قرض من طهر رجس بماء
هدم الشرك مهد الدين بأس
منه مازال مذهب البأساء
وأتانا بأعظم الكتب قدرا
منه ما زال مذهب البأساء
باء منه أهل الكتب قدرا
وحبانا بأصدق الانباء
قد كسا لبسه المحقين عزا
وكسا المبطلين ثوب عزاء
خص بالرعب من مسيرة شهر
وبنصر مع قلة في اللقاء
فرمى في القلوب في يوم بدر
شبه ما في القليب من القاء
بعض آياته الكتاب وناهيك
بذكر من معجز البلغاء
أعجز الخلق أن يجيئوا بآى
مثل آياته بمحض افتراء
كلما مرّ بالمسامع ألفا
ه ذووه أحلى من الحلواء
صانه الله عن تطرق تبديل
اليه أو لغو او الغاء
كل آن نراه غصنا جديدا
رائقا للمصغين والقرّاء
ان اعجازه لأعجب ماجا
به المصطفى بغير مراء
ليس الامن فيض افضال طه
ما من المعجزات للأنبياء
ملك كسرى به تمزق لما
أن دعاة فلم يجب للدعاء
اشجع الناسف ي الحروب لمن يذ
كر عذراً أحيا من العذراء
كف كف الكفار كفا بكف
فاه فيه مسبح الحصباء
منه روّى ألفا بصاع وغذى
منه ألفا به أتم غذاء
ضرع شاة عجفا أدرّ كما رد
دبه ضوء مقلة عمياء
ورمى رمية به فترامت
منه رعبا جيوش حزب التنائى
وغراس النخيل أثمر في العا
م وأهدى به رطيب الجناء
وبه الجزل صار سيفا صقيلا
لامعا في معامع الهيجاء
وبتمر ملء اليدين كفى الغا
زينب بالخندق الخاص الحشاء
وله الجذع حين فارقه حنّ
بصوت كحنة العشراء
ثم لولاه ضمه لتمادى
في حنين كواله للفناء
وبنزر النضار أعتق سلما
ن فوفى الكثير خير وفاء
وأتته الأشجار تسعى على سا
ق وحياه الصخر كالأحياء
شق طوعا لاجله البدر لما
أن دعاه لذاك بالإيماء
وشكا المحل بالمدينة شاك
فدعا فاستهل غيث السماء
وتمادى سبعا فجاؤه يشكو
ن له منه خوف هدم البناء
فانجلى عن ديار يثرب واحتا
ط بما حولها بعيد الدعاء
وذراع بالسم أنبأه الحق
شفاها كصائح النصحاء
بأعالى الثرى بعدّ الثريا
كأمام يرى الورى من وراء
حفه الله بالصيانة والعصمة من
خلفه بخير وفاء
وحماه عن أن ينال حماه السوء
من قاصديه باستهزاء
فحمى الخمسة الذين تحرّو
الأذى بالوبال والاوباء
لدعاه الجدار أمّن والثلب
اليه أبدى صريح اشتكاء
وله الضب بالرسالة قد أعلن
نطقا كأفصح الشهداء
وبه الظبية استغاثت وحيته
بتسليمها وحسن الثناء
تفله أبرأ العيون وأجرا
هاومنه الاجاج أعذب ماء
أعجزت معجزات خير البرايا
من نحا نحوها للاستقصاء
قسما بالذى حباه وحيا
ه بحلم وسودد وحياء
لو بحار الوجود صارت مدادا
وأمدّت بالمدّ للانتهاء
وجميع النبات أقلام نسخ
والاراضي طرس وجرم السماء
والبرايا جازوا على عدد النمل
وحازوا بلاغة الشعراء
وأعيد الماضي اليهم وزيدوا
ضعف أضعافهم من الانشاء
وتصدوا لحصر بعض صفات
المصطفى خير واطىء الغبراء
ثم ضاقت طروسهم عند ذا الحصر
وآلت آلاتهم للفناء
ما أفادوا الاكما أودع اليمّ
خياطا ألقى به من ماء
كيف يدرى الضعاف من تعظيم
وصف الله أعظم العظماء
فبه لذ بذلة تلق ما لذ
ذ وقل مع تذلل واستحاء
يا ملاذ الورى اذا هجم الكر
ب فحارت منه قوى الأقوياء
وغياث الانام ان دهم الخطب
فحارت مدارك العقلاء
ومغيث اللهفا اذ الوجل ازدا
دفساخت قوائم الاصفياء
وفصيح المقال ان عظم الامر
فصاخت فصاحة الفصحاء
وخطيب الثناء اذا القول قدها
ل فساخت بلاغة الخطباء
ومجلى الغما اذا الأزمة اشتد
دت فضاقت مسالك الحنفاء
ومفيد الوفود ان عمّ غم
خير خيران حان فصل القضاء
بكتاب عليك أنزله الله
به جاء عنك أذكى ثناء
وبمسراك بالبراق بليل
لمصلى الاقصى من البطحاء
وبمعراجك الذي فيه قدّمت
أمام الاملاك والأنبياء
وبقرب قرّبت ثم الى أن
كنت أدنى من قاب قرب اصطفاء
وبترجيعك الصلاة لخمس
بعد خمسين مع بقاء الجزاء
وبصدّيقك الصدوق الذي حا
ز بسبق التصديق فضل ابتداء
الرقيق الرفيق بالغار والوا
قيك فيه من حية رقطاء
المواسيك بالذي ملكت يمناه
صدر الأئمة الخلفاء
الامام الذي حمى بيضة الدين
باحياء السنة البيضاء
قام بالرفق في الخليقة من بعدك
رفق الآباء بالأبناء
وبفاروقك المفرّق بالبأ
س جموع الاضلال والاغواء
السديد الشديد بالمسخط الله
الرحيم الشفوق بالاتقياء
عمر فاتح الفتوح الذي مهد
طرق الهدى بحسن ولاء
سالب الفرس ملكهم وكذا الرو
م ومبدى الصلاة بعد الخفاء
الامير الذي برحمته ما
ر عفاة الأرامل الضعفاء
فرقا فرّ من مهابته الشيطان
عن فجه فرار فراء
وبتاليهما ابن عفان من جهز
لله الجيش في اللأواء
الموفى عن يوم بدر وقد خلف
بالأذن أوفر الانصباء
مصفى الحرب سلمه المتلقى
حسن تسليمه القضا بالرضاء
جامع الذكر في المصاحف ذى النو
رين شيخ الاحسان كهف الحياء
فاسح المسجد المؤسس بالتقوى
وملقىالاملاك باستحياء
وباب العلوم صنوك مردى
في الردى كل مبطل بالرداء
أسد الله في الحرنوب مجلى
أزمات الكروب والغماء
جعل الباب المعجز القوم نقلا
ترسه يوم خبيبر بنجاء
لم يمله عن التقى زخرف اللهو
ولا مال قط للاهواء
بت زهدا طلاق دنياه ما غرّ
بأمّ الغرور بالاغراء
الحسيب النسيب أوّل لاق
من ثنيات نسبة الاقرباء
الوزير المشير بالصوب في الحر
ب الذى قد علا على الجوزاء
وكفاه حديث من كنت مولا
ه فخارا ناهيكب ذا من ثناء
وبساقى العدا كؤوس الردى
أوّل من سل سيفه للقاء
الزبير الذى بسيماه جاءت
يوم بدر أملاك للهيجاء
وبذى الجود طلحة الخير واقيك
أذى المعتدين والأعداء
ثابت العزم والصناديد فرّوا
في الوغى والصبور في الضراء
يده في ولاك شلت فأعطى
وهو حىّ مراتب الشهداء
وبمن لقب الامين ومن كا
ن له باليمين خير اصطفاء
المكهنى أبا عبيدة حاوى
شرف الهجرتين أعلى علاء
عامر بن الجراح من جميع الله
له الحسنيين في السعداء
وبعبد الرحمن ممتلىء الجو
ف من الخوف خشية الابطاء
رزق البسطة السنية في الدنيا
فلم تستمله للسراء
ابن عوف المصيب في الرأى اذ قدّم
عثمان ثالث الخلفاء
وبمن شاهد المشاهد والمعب
كسرى كسرا وطول بلاء
خالد المجتبى المسدّد سعد
ألموفى الطعان في الظلماء
دعوة منك صادفته فما أخطأ
سهم رماه للاشقياء
وبذى الهجرة القديمة والفضل
سعيد المعدود في الاصفياء
خاتم العشرة المبشر كلّ
منك يوم الجزاء بالنعماء
الموالوك زعزعا ورخاء
المواسوك في غلا ورخاء
الموفوك حق عهدك في البيعة
موفوك منك عهد ولاء
هم نجوم بأيهم أبدا أن
نقتدى نهتدي بخير اهتداء
وهم الأوّلون بالجدّ للمجد
هم السابقون للعلياء
وبخير الاعمام حمزة ذي البطش
مذل الطغاة والعظماء
دامغ غيرة عليك أبا جهل
فلم يرع جانب الاقرباء
بهداه عزّ الهدى وتعزت
فرق خالفوا بذلّ عزاء
ضارب والصفوف صفت بسيفين
محلى بسيد الشهداء
وبتاليه في القرابة والفضل
أخيه العباس رب السقاء
من له اذ دعوت أمّنت الجد
ران والباب اثر ذاك الدعاء
واستمرّت به الخلافة حقا
فى بنيه الأئمة النجباء
وبسبطيك مجمع الفخر والمجد
أجل الفروع والابناء
الصفيين طالما لهما منك
حنوّا وطأت خير وطاء
رقيا منك مرتقى حط عن قد
رعلاه في الفضل كل علاء
لهف قلبى عليهما حيث صارا
عرضة للاراذل الغوغاء
فيهما خان عهد ودّك قوم
بالغوا في العقوق والبغضاء
ألمن سم السيد الحسنب المحسن
حظ مذ سمه من وفاء
أم لقوم بسبى آلك مع قتلهمو
ذمّة وأدنى اهتداء
أم لمن صدّهم عن الماء قسم
حيث تروى منه كبود الظماء
أدرى المخبث الخبيث يزيد
أي رأس صارت به كاللقاء
أم دري ذا الغبى أي ثنايا
كان اذ ذاك قارعا بالعصاء
طالما أتحفت بلثمك لطفا
وحنانا ورحمة الرحماء
أتراهم جازوك عما به جئت
بما قابلوك من ايذاء
أم همو عن وداد آلك كافو
ك بشنّ الاغارة الشعواء
منعوهم ماء الفرات ولولا
ك بهم ماسقوا فرات الماء
يا لها ثلمة بها عيرتنا
كالنصارى اليهود أهل القساء
ان يوما بكربلاء دهانا
بمصاب بدا بكّر بلاء
ان دمعى عليهمو لهتون
وقليل فيهم كثير البكاء
وبزوج الكرّار أمّهما من
لقبت بالبتول والزهراء
وبمن منك حزن من قسم الفخر
أجل السهام والانصباء
هنّ أزواجك اللواتي لناصر
ن بك الامهات خير النساء
مسنى من ذنوبى الضرّ فاكشف
يا مآبى ما بى من الضراء
حملتني نفسى من الوزر ما
تعجز عن حمل بعضه أعضائى
ان دعتنى الى الأثام رأتنى
للخطا مقبلا سريع الخطاء
أو للهو تريدنى وجدتنى
لوحاها مبادرا بوحائى
وإذا سمتها الخير تولت
وتلوّت كالحية الرقشاء
قد ثوت في حجا الملاهى وأوهت
فى هواها بأسى وبدّت حجائى
ان تجدنى غلبت جانب خوفى
غلبتنى وغلبت لى رجائى
أو أردت المتاب فاه لسانى
بالذى لم تجد له بوفاء
ليت شعرى أين المفرّ وأنى
لي مفرّ من ساكن أحشائى
أورثتني هلكا وهل كان الا
هى لا غيرها من الهلكاء
ما احتيالى اذا أتانى كآبى
بمساو كعدّة الحصباء
فعلتها مآثم فعلتها
لمصابى جوانح الخصماء
وأحاطت بى الخصوم أمامى
ويمينى ويسرتى وورائى
ووردت بما أقلته أعضا
ئى فكانت من أفصح الشهداء
ما اعتذارى وأىّ عذر لعاص
قد أتته نصائح النصحاء
فعصاها وضلّ بعد على علم
بأحكام ما جنى باجتراء
لي قلب من المعاصى كصخر
فرثائى لديه كالخنساء
أنا أشكوه وهو منى يشكو
فكلانا يبدى مزيد اشتكاء
فأغثنا منا وأصلح لهنا الشأ
ن فأنت الشفاء من كل داء
ضقت ذرعا وكدت أيئس لولا
ك رجائى لشدّتي ورخائى
فإلى ركنك الحريز ملاذى
والى حصنك الحصين التجائى
يا رفيع الجناب نفحة قرب
تقلب القلب عن شقا لشفاء
رب عين عميا بتفلك في الحين
لها ردّ منه خير ضياء
وأجاج ملح به صار فى الحا
ل فراتا عذبا مروّى الظماء
وضروع درّت بمسك في الوقت
مع المحل من عجاف الشاء
فعسى نفحة بها يقلب الدا
ء دوائ تزيل عنى عنائى
يا طبيب القلوب بى أنت أدرى
من فؤادى بعلتى ودوائى
لك أهديت مدحة لست فيها
بمراء ولا مريد مراء
فاجبر الكسر وارفع الاصر عنى
أنت كنزى ومطلبي وغنائى
وأجزنى شفاعة وأجرنى
حيث تنبو شفاعة الشفعاء
ورد المادحون موردك العذ
ب ففازوا منه بأروى ارتواء
وغدوا للقرى لديك خماصا
وبطانا راحوا بوفر قراء
فبحر أدلوا دلاهم به أد
ليت لدوى مزاحما للدلاء
وزحمت الوفود أطمع أن يضرب
لي معهمو بسهم عطاء
بك عبدالرحمن نجل الحميدى
صار يرجو النجاة يوم الجزاء
فاذا ما الممات حل أعذنى
من عدوّ يريدنى للشقاء
وبلحدى اذا وضعت فسدّد
بجوابى نطفى ووسع فضائى
وأغثنى اذا المطا بالخطا أثقل
فازورّ عن خطاى مطائى
وعسى فى الشفا أرى لى حظا
من متاب يكون منه شفائى
واكس مدحى ثوب القبول وهب لى
وأصولى لحظا كذا أبنائى
ولصحبى والمنشدين مديحى
ولمصغ لهم للقرّاء
وصلاة تتلى عليك ويتلو
ها سلام من ربنا بالولاء
وعلى الآل والصحابة ما اشتا
ق مشوق لطيبة وقباء
زين الدين الحميدي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2012/10/31 09:11:06 مساءً
التعديل: الأربعاء 2012/10/31 09:13:20 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com