أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة | |
|
| لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه |
|
أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا | |
|
| وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه |
|
وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه | |
|
| إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه |
|
كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني | |
|
| حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه |
|
بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي | |
|
| يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه |
|
لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ | |
|
| في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه |
|
لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ | |
|
| العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه |
|
إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ | |
|
| فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه |
|
لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ | |
|
| مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه |
|
لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ | |
|
| يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه |
|
إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ | |
|
| نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه |
|
عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ | |
|
| كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه |
|
فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ | |
|
| يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه |
|
لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا | |
|
| وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه |
|
كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ | |
|
| سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه |
|
يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً | |
|
| في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه |
|
تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما | |
|
| أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه |
|
إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي | |
|
| مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه |
|
يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما | |
|
| ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه |
|
تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ | |
|
| مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه |
|
عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ | |
|
| كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه |
|
أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها | |
|
| فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه |
|
أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ | |
|
| لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه |
|
أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ | |
|
| نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه |
|
فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ | |
|
| لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهِيَه |
|