غاب بدرُ الدجى فقام مقامه |
وتثنّى فأخجل الغُصنَ قامه |
قَمَرٌ فاتِنٌ أدارَ عذاريه |
لفتكِ اللواحظِ الدعج لامه |
جائِرُ الطرف حائز الظرف ما أعدل |
في دولةِ الجَمَال قوامه |
نافر إن رَنَا إليك بلَحظٍ |
وَثَنَى جيده فَشَادِنُ رَامه |
واذا ماس قدّه وهو يشدّو |
قُلتَ غصنٌ غنّت عليه حمَامه |
ما بَدَا صبح وجهه لليالي الشَّعر |
إلا وقَبّلتَ أقدامه |
زَعَموا شَعره الدّجى ومحَيّا |
هُ هلال فَقال هذِي ظُلامَه |
إنما الليل شَعرة من فُرُوعي |
وهِلالُ السّماء عندِي قُلامَه |
وَدَرَى أنّ ريقَه السّكَّرُ المُس |
كِر خمرٌ فما أباح مُدَامَه |
صَنعَ الحسنُ من لئالي الثّنَايَا |
وعقيقِ المراشِفِ اللعس جامه |
مَلِكٌ عادل هُمام غمام |
شامخُ المجد جَهبذٌ علامة |
ناظِم العدل ناثر الجود ما أحسن |
في الناس نثرَه ونظامَه |
مَاجدٌ لاح في سَمَاء سَنَاء |
قد اقام الفخار فيه خِيَامَه |
سُؤددٌ راسخ وكعبة مجد |
أخجلت في السؤال كعب بن مامة |
أطلع الفخر في مجاريه بدراً |
لم يفارق مدى الليالي تَمَامَه |
خُتِمت سُنة الملوك بمَلك |
جمع العلم والندَى والزعامة |
من يجاري مَدَاه ان هو أجرى |
في ميادين طِرسه أقلامه |
ببنانٍ لكعبة المَجد ركنٌ |
تتمنى الشفاه منا التثامَه |
ألف الطرس واليراعة والصّا |
رِم والجودَ لا كُؤوس المُدَامه |
فإذا ما وشى برود بَيَانٍ |
ستَرت سَعدَه وأرضت عصامَه |
كلّ فن تُلفيهِ في طوعه إن |
سلّ سيف الذّكا وهزّ حسامه |
أي صيدٍ من مُشكلات النهى لم |
يَصِدَن إن رمى اليه سِهامَه |
فاعل بالعويص من مشكل التّسهيل |
ما ليس تفعل الصمصامة |
لو رآه أئمة النحو قالُوا |
أنت أولى بحمل تاج الإمامَة |
أو رآه أمامه سيبويه |
قال أنت الخليفة العلامة |
لك شرح لو لم يكن ملك الشّ |
راح ما سلّمت له أحكامه |
لو رآه الخليل أورده من |
مورد البحث برده وسَلامَه |
أو أتى ورده المبرّدُ قال الآ |
ن برّدتُ من غليلي أُوَامَه |
أو تلاقي عيونه أعينُ الاعمش |
في النحو ما اشتكى آلامه |
واذا شام بحثه ابنُ هِشَام |
شَام توضيحه لمغنيه شامَه |
ولوَ آنَّ الرّضي طالع فيه |
ما ارتضى في الشروح الا كلامه |