سُبِلت على شمس الهُدَى الأَستارُ | |
|
| واحتَفَّها رأدَ الضُحَى الإِسرارُ |
|
وتبرقعت عينُ الحقيقةِ بِالعَمَى | |
|
| فانكفَّ عن الحاظها النُظَّارُ |
|
من كل غِرٍّ جاهلٍ مُتَعمِّقٍ | |
|
| قلباً فما للكيدِ منهُ سِبارُ |
|
مَعَ كُلِّ قومٍ غارةً متغيراً | |
|
| أبداً كما تتغيَّرُ الأَقمارُ |
|
تَاللَه إِنِّي في انذِهالٍ مُوبِقٍ | |
|
| قد حَيَّرتني هذهِ الأَطوارُ |
|
يدنو ويَبعُدُ عن هُداهُ فدأبُهُ | |
|
| طولَ المَدَى الإِيرادُ والإِصدارُ |
|
لا يستقرُّ كجَفنِ أَرمَدَ مالَهُ | |
|
| أبداً قَرارٌ لا ولا إِقرارُ |
|
ويقولُ إِني ابنُ الكنيسة مؤمن | |
|
| ويُسِيغُ ما لا ساغَهُ الكُفَّار |
|
يحنو على أَعدائِها مُتَعطِّفاً | |
|
| لهمُ كما تتعطَّفُ الأَظارُ |
|
يسعى لتقديمِ العِدَى بعزائِمٍ | |
|
| مُتَطاوِلاتِ البغيِ وَهيَ قِصارُ |
|
مَلَكوُتُهُ الأَسنَى السَناءُ ورَبُّهُ | |
|
| حُبُّ النِساءِ ودِينهُ الدينارُ |
|
مُتَفاخِرٌ بأُصولهِ ومُفاخِرٌ | |
|
| وأُصُولُهُ الصَلصالُ والفَخَّارُ |
|
أَغراهُ من أهل الضَلال تقدُّمٌ | |
|
| هيهاتِ فالإِقدامُ فيهِ عِثارُ |
|
نحوَ الغَوايةِ مُقبِلٌ لا مُدبِرٌ | |
|
| وعن الهداية شأنهُ الإِدبارُ |
|
لم يَنهَهُ زجرُ الكِتابِ وشرعُهُ | |
|
| كلَّا ولا التهويلُ والإِنذارُ |
|
مَن ليسَ تَهدِيهِ الغَزالةُ في الضُحَى | |
|
| أَيُنِيرُهُ جِنح الدُجَى الغَرَّارُ |
|
لا تَعجَبوا من شاعرٍ بخلائقٍ | |
|
| هاجت بهِ من أَجلِها الأَشعارُ |
|
راموا خَفاءَ الحقِّ في ظُلُماتِهِم | |
|
| هل تَختفي في الظُلمةِ الأَنوارُ |
|
ومن الفضيحةِ عِندَ ذي الأَلبابِ إِن | |
|
| جارَى مُطهَّمةَ الجِيادِ حِمارُ |
|
وإذا ادَّعَى قُزلُ النواهقِ غِرَّةً | |
|
| سَبقَ الخيولِ فبينَنا المِضمارُ |
|
ومن البليَّةِ في البريَّةِ أَنفُسٌ | |
|
| يأوي إليها الكِبرُ وَهيَ صِغارُ |
|
حازَ البرانسَ والقلانسَ أَرؤُسٌ | |
|
| أَولَى بِهِنَّ الصارمُ البَتَّارُ |
|
وتتوَجَّت هاماتُ بعضٍ في الوَرَى | |
|
| وبها حَرِيٌّ مِقنَعٌ وإِزارُ |
|
وتزيَّنَت بالخَزّ خَلقٌ والخليقُ | |
|
| بخَلقها الأَخلاقُ والأَطمارُ |
|
وتبرقعت منهم وُجُوهٌ باللِحى | |
|
| وبها جديرٌ بُرقُعٌ وخِمارُ |
|
ثوبُ التُقى خيرُ الملابسِ فانتبه | |
|
| يا مَن عليهِ المُوبِقاتُ شِعارُ |
|
فالمُخزِياتُ حُلِيُّهم أَبَداً وإِن | |
|
| لمعت عليهم فِضَّةٌ ونُضَارُ |
|
بَهرا لكِ فِئَةً رئيسُكِ يافعٌ | |
|
| لا يُستَشارُ ولا اليهِ يُشارُ |
|
يُؤتى اليهِ بالنُذورِ ويأخُذُ ال | |
|
| أَعشارَ وَهوَ الماكسُ العَشَّارُ |
|
فهمُ النِعاجُ وما بِهنَّ نَواتجٌ | |
|
| خيراً ولكن بالفَسادِ عِشارُ |
|
تُرَبٌ مكلَّسةٌ تُرَى من خارجٍ | |
|
| بِيضاً وداخلَها صَدىً وبَوارُ |
|
وعيونُ ارضٍ غِضنَ من يَنبوعِها | |
|
| لا ماءَ فيها للرَوَى فيُخارُ |
|
وغيومُ أُفقٍ لا يَزالُ يَكُدُّها | |
|
| عَصفُ الرياحِ وما بها أَمطارُ |
|
أَلمفسدونَ العائثونَ المُلتَوُو | |
|
| نَ الآبقونَ العُصبةُ الفُجَّارُ |
|
الكافرونَ الجاحدونَ الغادرو | |
|
| نَ الكاتمون الحقَّ وَهوَ جهارُ |
|
الجاعلون النورَ فيهم ظُلمةً | |
|
| ومُصيِّرونَ الحُلوَ فيهِ مرارُ |
|
الماسكونَ الحقَّ ظُلماً في دُجَى | |
|
|
أَمسَوا وعِندَهم الفضيلةُ فَضلةٌ | |
|
| والصِدقُ كِذبٌ واليمينُ يَسارُ |
|
قد أَيَّدوا دِينَ المَجُوسِ بجعلِ تلكَ | |
|
| النارِ نورَ الحقِّ وَهيَ أُوارُ |
|
فهمُ المَوابِذةُ الذين الهُهم | |
|
| نارٌ ذُبالٌ دونَها وعَفارُ |
|
عُميُ البصيرةِ ما لهم بَصَرٌ وهل | |
|
| بعدَ البصائر تنفعُ الأَبصارُ |
|
خِيلوا كحملانٍ أَتَتكَ وديعةً | |
|
| مرأى وهم في خُبرهم أَسوارُ |
|
|
| متغطرسٌ متكِّبرٌ غَدَّارُ |
|
لا بدعَ ان ضلُّوا لِأَنَّ إِمامَهم | |
|
| بالكُفر سِيمُنُ ذلكَ السَحَّارُ |
|
سارينَ في إِثرِ الضَلالِ لأَنَّهم | |
|
| بالوَرقِ تُؤخَذُ منهمُ الأَسرارُ |
|
أَسَروا البنينَ بظُلمهم فابتاعهم | |
|
| نَخَّاسُهم منهم وهم أَحرارُ |
|
واستعبدوهم حقَّ شرِّ رِعايةٍ | |
|
| عاثُوا بها وعلى الرعيَّةِ جاروا |
|
هذي الثِمارُ فما تُرَى أَغصانُها | |
|
| والغُصن تُظهِرُ نوعَهُ الأَثمارُ |
|
لَهُم نفوسٌ مُخصِباتٌ بالأَذَى | |
|
| لكن من فعلِ الجميلِ قِفارُ |
|
فَهُمُ قَتادٌ ما جُني إِلَّا جُنِي | |
|
| منهُ الجِنايةُ ثُمَّتَ الأَوزارُ |
|
سِيماؤُهم ظُلمُ القريبِ وشأنهم | |
|
| فرطُ الأَذَى والشؤم والإِضرارُ |
|
كَمَنوا لصِدِّيقِ الإِلهِ وأُنشِبَت | |
|
| منهم بهِ الأَنيابُ والأَظفارُ |
|
لا بُدَّ ما يَقَعونَ في الفَخّ الذي | |
|
| نَصَبوهُ لو نحوَ الفراقدِ طاروا |
|
وسيُوهَقونَ بشرّ مَقنِصةٍ ولو | |
|
| فوقَ السِماكِ عَلَت لهم أَوكارُ |
|
ويُجاوِرونَ الرَمسَ لو أَن في عُلَى ال | |
|
| جَوزاءِ قد رُفِعَت لهم أَوجارُ |
|
ويَبِينُ كلٌّ صاغراً ذي الدار لو | |
|
| بُنِيَت لهُ فوقَ المَجَرَّةِ دارُ |
|
إِن طائِعاً أو كارهاً يُردى ولو | |
|
| أَن صانَهُ العَيُّوق والجَبَّارُ |
|
فالدهرُ مَيدانُ الحيوةِ ولم تَزَل | |
|
| في شَوطِهِ تَتَسابَقُ الأَعمارُ |
|
كادت مَخازِيهم تُمِيتُهُمُ وإِن | |
|
| يَحيَوا فما يَنجابُ عنهم عارُ |
|
لو عاشتِ الشمسُ المُنِيرةُ بينهم | |
|
| لعرا سَناها ظُلمةٌ وسَرارُ |
|
ولَوِ الثُرَيَّا جاوَرَتهم ساعةً | |
|
| لَغَشِي محاسنَها لذاك شَنارُ |
|
تَباً لهم ما صُنعُهم يوماً بهِ | |
|
| تَجري إِزاءَ العرشِ تلك النارُ |
|
يوماً يوافي ربُّهم مُتَسنِّماً | |
|
| سُحُبَ السماءِ وحولَهُ الأَنصارُ |
|
بدرٌ لهُ الأَبكار والأَطهارُ ها | |
|
| لاتٌ كذا الأبرارُ والأخيارُ |
|
وأَمامَهم وَوَراءَهم من كل | |
|
| طُغمات الملائك حَجفَلٌ جَرَّارُ |
|
يوماً يَحُولُ البدرُ فيهِ إلى دمٍ | |
|
| والشمسُ تُظلِمُ والنَهارُ يَهارُ |
|
ويَكِفُّ عن دوَرانِهِ الفَلَكُ المُدا | |
|
| رُ ويستقرُّ الكوكبُ السَيَّارُ |
|
يوماً يُنادي اللَُه نحوَ عُداتِهِ | |
|
| عِنّي ابعُدوا يا أيُّها الأَشرارُ |
|
حيثُ البُكا والندبُ والحَسَراتُ وال | |
|
| حَشَراتُ والأَقذاءُ والأَقذارُ |
|
ولِجُوا حِمَى قايينَ رأسِ المُبدِعينَ | |
|
| وبِكرِ مَن بِنفاقِهِ قد ساروا |
|
فوتي وبالأماس والزُمَر التي | |
|
|
أَلا فادخُلوها آئسينَ لِأَنَّكم | |
|
| سيماكمُ الإِصرارُ والإِضرارُ |
|
وعَمُوا ظلاماً وانعَمُوا فيها اضطِلا | |
|
| ماً مستمراً ليسَ فيهِ غيارُ |
|
واستوطِنوها يا لَها ابديَّةً | |
|
| لم يَفنَ فيها مدمعٌ مِدرارُ |
|
فلَقد عَقَقتم نائِبي الهامَ الذي | |
|
| تعنوا إلى طاعاتهِ الأَقطارُ |
|
وكذاكَ انكرتم خليفتَهُ لِأَن | |
|
| قد عاد نُكراً ذلكَ الإِنكارُ |
|
رأسُ الكنيسةِ والرئيسُ الأَرأَسُ ال | |
|
| أَسُّ الصَفا والمُصطَفَى المختارُ |
|
خيرُ الأَيمَّةِ والإِمامُ العامُ وال | |
|
| حِبرُ الذي من دونهِ الأَحبارُ |
|
حاوي المفاتيح التي مرموزُها | |
|
| حُكمٌ طليقٌ ما عليهِ حِصارُ |
|
قامت خِلافتُهُ بروميَةَ التي | |
|
| دانت لها من أجلها الأَعصارُ |
|
كَمَلَت شهادتُهُ بها فتكاملت | |
|
| فيها بمَشهَدهِ لها الأَخطارُ |
|
صُن يا رسولَ اللَهِ شعباً حافظاً | |
|
| طاعاتهِ لكَ أَيُّها المِغيارُ |
|
وارجِع سِهامَ عُداتِهِ لقلوبهم | |
|
| حتى يَعُدنَ وما لَهُنَّ حيارُ |
|
فلقد أَثاروا بالمَكامنِ نحوهُ | |
|
| حرباً لها في الخافقَينِ شِرارُ |
|
فلكَ السلامُ على المَدَى ما نَسَّمَت | |
|
| ريحُ الصَبا وتغنَّت الأَطيارُ |
|
وعلى كنيستك المُجاهدةِ الوثيقِ | |
|
| حِفاظُها ما كرَّت الأَعصارُ |
|
وعلى البتول البكرِ مريمَ فخرِنا | |
|
| ما قابلَت دَرَّ الحيا الأَزهارُ |
|