عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > يحيى السماوي > صحن من الشبق على مائدة من عفاف

العراق

مشاهدة
639

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صحن من الشبق على مائدة من عفاف

عَرَّيْتُ جِذْعَكِ ..
فارْتديني!
وتَسَتّريْ بيْ ..
واسْتُريني!
نَسَجَ الفُراتُ لنا الدُّجى
ثوبا ً ..
وعِطرَ الياسمين ِ
فتَلحَّفي بأضالعي ..
وبدفءِ نهديكِ
اْلحفِيني
شَفتان ِ ..
أيُّ فم ٍ بواحِدة ٍ يزخُّ:
صدى اللحون ِ؟
لولا رُبا ضِفتيهِ:
هل للنهرِ
من معنىً مُبِين ِ؟
قسَما ً بجاعِلِ مُقلتيكِ
أعَزَّ
عندي من جفوني ..
وأتاكِ ليَ فجرَ اليقين ِ
يُزيلُ بيْ
ليلَ الظنون ِ ..
وبِعاقِدٍ قلبي عليكِ:
قِرانَ بَحر ٍ
بالسَّفين ِ
لا ترفِقي بيْ ..
إنني:
حَطَبا ً أتيتُكِ
فاسْجريني!
هَيّأتُ مائي يا طحينُ
لِصَحْن ِ خُبْزِك ِ
فاعْجِنِيني!
فمتى اخْتلاطُ الماءِ
يُنبئُ بالفسيلة ِ
والجنين ِ؟
كلُّ المرايا كاذباتٌ في الرّؤى
إلآ
عيوني!
وحدي رأيْتُكِ جَنّة ً مُلْكي ..
ووحدُكِ حُورُ عِين ِ!!
ولظىً
أرَقَّ من النميرِ العذب ِ
في كأسِ المنون ِ!
أنا أنتِ .. أنتِ أنا ..
كِلانا:
الدّالُ من ياءٍ و نون ِ!
أنا أنتِ .. أنتِ أنا:
عَدُوّا كلِّ ذي غَين ٍ و شِين ِ
أنا أنتِ .. أنتِ أنا:
كتابُ السرِّ ..
مفضوحُ المتون ِ ..
أنا أنتِ .. أنتِ أنا:
حروفٌ لم تزلْ
في
طور سِين ِ!
**
صُبّي جنوني ..
واشْربيني:
قُبَلا ً مُعتَّقة َ الحَنينِ
فلرُبَّما حازَ الثّوابَ
فمٌ
على عَطشي مُعِيني!
فدعي الوقارَ المُسْتعارَ
إذا
سريرُكِ يحتويني
هلْ تسْتحي الأشجارُ من عُشّ ٍ؟
وحقلٌ من غصونِ؟
أمْ قد سمعتِ
بمُرْسَل ٍ باسمِ العظيم ِ
بدون دِيْن ِ؟
لا تحذريني لو شهَرْتُ عليكِ
من شَبَق ٍ:
جنوني
أسَفي على أمسِ الوقارِ:
غضَضْتُ كوزي عن
هَتون!
وغضَضْتُ أوتارَ الرَّبابة ِ
عن
صُداحِ ٍ يسْتبيني!
مَكَّنْتِني من أكرَمَيْكِ ..
فمكّنيني
من ضَنين ِ!
من كوثرِ الوادي البعيدِ
وزهْرِ رُمّان ٍ
دفين ِ
بعضُ السّخين ِ يصيرُ بَرْدا ً
حينَ:
يُمْزَجُ ب السّخين ِ!
يا أنتِ: يا مائي ..
ويا زادي ..
ويا يائي ..
وسِيني:
معصومة َ الأعذاق ِ ..
والسَّعَفاتِ ..
والرُّطَبِ الثمين ِ:
إيّاكِ أنْ تتهَيَّمي
كتهَيُّمي بكِ ..
فاسْمَعيني!
لي صَبْرُ صَحراءِ السّماوة ِ
في
مُجالدة ِ الطعون ِ
حَبَّبْتِ لي إثمي ..
وطيشي ..
واندحاراتي ..
وهُوني!
ورَسَمْتِني حَبْلا ً جديدا ً
شدَّ قلبي
بالوَتِين ِ:
فإذا السّماوةُ:
كعبتي ..
وفُراتُها:
دُنّيْ ودِيني!
أهِيَ السّماءُ تأرَّضَتْ
أنْ قال فيها الله:
كوني؟
لبَّتْ
فكانتْ ما أرادَ:
ديارَ فردوس ٍ أمِين ِ!
الناسُ فيها كالملائِكِ
في
المودّة ِ والشجون ِ
ورثوا الهُدى
إلآ خسيسٌ واحِدٌ في القوم ِ:
دُوْني!!
**
ستون عاما ً يا ربيبَ النخلِ:
ترضعُ كلّ حين ِ!
فمتى فِطامُكِ
من تباريح ِ السّماوة ِ
يا سنيني؟
ليسَتْ بذي زرع ٍ ..
ولكنْ:
طينُها كمذاق ِ تِينِ!
أزِفَ الوداعُ ..
فيا دموع َ رجولتي:
لا تفضحيني!
**
ليْ في الهوى طبعُ المُرابي:
في
مُطالبَةِ المَدين ِ
حان السّدادُ
فهاتِني
ما قدْ تبقّى من ديون ِ ..
أقْرَضْتُ خَصْرَكِ:
قُبلتين ِ ..
ومَصَّ:
تُوْتِ الحُلمَتين ِ ..
وغسَلتُ بالآهاتِ:
شِبْرا ً
فوقَ تِبْر ِ الرُّكْبَتين ِ ..
وجَعَلتُ ليلا ً كامِلا ً:
كفّيَّ
عُشَّ حَمامَتين ِ ..
وشَغَلْتِني عن لثمِ مُنْتَهِدٍ
بِنَسْلِ:
ضَفيرتَيْن ِ ..
رُدِّي الدّيونَ ونفْعَها ..
وإذا رَغِبْتِ:
فأقْرِضِيني ...
سأزيدُ بالرّبْح ِ الوفير ِ ..
فجَرّبي:
أنْ تُؤْجِريني ..
سأكون:
موسى كِ الجديدَ
وخيرَ ناطور ٍ خدين ِ ..
إثمي عَفيفٌ
يا بتولُ ..
وناسِكٌ حتى مجوني!
فلتكْنسي:
ما في شمالي ..
واملئي صُحُفا ً يميني
وتَبَرَّدي بحرائقي ..
وبِبَرْدِ كأسِكِ
دَفِّئيني!
تصبو سماحاتي إليكِ
فتشْتكيكِ ..
وتشْتكيني!
الزّورقُ المهجورُ نامَ ..
ونحنُ:
يقظةُ حارسَيْن ِ
مُتدَثِّران ِ ..
فلا ترى أهدابُ جِيم ٍ
جفنَ سِين ِ!
جَسَدان ِ:
وحَّدَنا سريرُ العشبِ:
تحتَ غصون ِ تِين ِ!
في زورق ٍ حَجَبَتْهُ عن عين ٍ:
خميلة ُ زيزفون ِ
حسْبي قرينُكِ في تُقاكِ ..
وأنتِ:
في نَزَقي قريني!
أين الهروبُ وأنتِ مني:
كالغريبِ
من الحنين ِ؟
جَرَّبْتِ قصرَ المُوسِرينَ ..
فجَرِّبي:
كوخي وطيني!
كمْ سَبَّني نذلٌ بحبِّكِ ..
وابنُ
فاحِشةٍ خؤون ِ!
ومُخَنَّثٌ
لا فرقَ
بين قِفاهُ خِزيا ً والجَبين ِ!!!
لو يُشْتَرى وأبوهُ:
ما بلغا بسوق ٍ
درهَمَين ِ!
مَلَصَتْهُ في الماخورِ حَسْنةُ
فهو خُفٌّ من:
حُنَين ِ
وأعَزَّني:
مَنْ شمسُهُ في الطهرِ:
مثلُ فؤادِ جُون ِ!
إنْ حَدّثوا
فالطيبُ فوحٌ من
رياضِ الجنّتين ِ
همْ قُرَّةُ الروح الطهور ِ ..
وكُحلُ قلبي قبلَ
عَينيِ!
المُجْعِلاتُ:
حُصونُهُ ..
وبنو ابن ِ آمِنة ٍ:
حصوني!
ما ليْ؟
أنا ابنُ الطيّبينَ:
بما يرى نسْلُ اللعين ِ؟
خَلّيكِ منهُ
فنعم مدحا ً سَبُّ مثلِكِ من
مُشين ِ
زعَلَ الهوى لو تزعلين ..
وإنْ زعَلتُ:
فلن تكوني!
غال ٍ عليهِ مْ شِسْعُ نعْلِكِ
يا بتولُ
فلا تُهِيني!
أمّا أحِبّتُنا؟
فأرخَصُهُم:
أعزُّ من البنين ِ ..
الذّائدون:
عن الأصيلِ ..
المُسْتحونَ:
من الهجين ِ ..
والكُحْلُهُنّ:
ندى العَفافِ ..
وكبرياءُ المُقْمِرَين ِ ..
وثيابُهنّ كما السماءُ:
كأنّها
محضُ اللجَين ِ ..
جِنفاصُ زينبَ لا زُبُرجُد ُ هندَ:
فخرُ الكعبتين ِ
الفضلُ فضلُ الزّادِ
لا شكل الملاعِق ِ والصّحون ِ!
فَسَلي الجذورَ مَنِ الأعَزُّ:
التّبْرُ؟
أمْ نبَضاتُ طِين ِ؟
الطيّبون كنوزُنا ..
ما عَوْزُنا ل الفَرْدَتَين ِ؟
لا تُرخِصي نعليكِ تاجا ً:
ل لدُوَيْنةِ ..
والدُوَيْني ..
سأنامُ مقرورَ العِناق ِ..
فدَثّريك ِ ..
ودثّريني ..
قايضْتُ شوكا ً بالحرير ِ
ولمْ أخُنْ:
شرَفَ الأنين ِ
يحيى السماوي

(1) طور سينِ : تناص خفي مع قوله تعالى : " وشجرةٍ تخرج من طور سيناء " .. والمراد : أبجدية محبة جديدة قيد التكوين .. (2) الهتون : من المطر فوق الثقيل .. ومن النعمى خيرها . (3) الضنين : الإمساك والبخل ـ والغالب عن طهر ونجابة كقول الله تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " .. وفي الحديث الشريف : " إن لله ضنائن " (4) الهُون : بضم الهاء عكس العز كقوله تعالى " فأخذتهم صاعقة العذاب الهون " ... وبفتح الهاء : اليسر والسهل من الأمور . (5) الحبل : العهد والذمة والأمانة ويأتي بمعنى الدين أيضا كما في قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ... " والوتين : عرق في القلب يموت المخلوق بانقطاعه . (6) تأرّضتْ : أصبحت أرضا بعد أن كانت سماء أو شيئا آخر . (7) الدّوني : هو الكامل نقصا .. وتعني باللهجة العراقية الجنوبية : الشخص الذي لا يُدانى في عهره ونذالته وانحرافه ويخجل الناس من ذكر اسمه فيكتفى بوصفه " الدوني " . (8) تؤجريني : إشارة إلى قوله تعالى : " قالت إحداهما يا أبتِ إستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " (9) ملص : المرأة الملص : هي التي تسقط جنينها قبل تمامه تخلصا من عار كونه نغلا أو لأنها تجهل من يكون أبوه ( والعراقيون يطلقون لقب الملص على أشهر عاهر في تاريخ بغداد ... وثمة لقب آخر لملص جديد أظنه سيشيع شيوع لقب حسنة في غد قريب حين يصدر كتابي الوثائقي عن ملص أخرى ) (10) . جون : هو مولى الإمام الحسين عليه السلام الذي أبى إلآ أن يستشهد مع أهل بيت النبوة في ملحمة الطف بكربلاء . (11) المجعلة : الكلبة تتشمم دبر الكلب كي ..... !! وبنو آمنة : بنو أم نبي الحق والهدى آمنة بنت وهب عليها السلام . (12) تُهيني : المفعول به هو النعل لكونه أكرم وأطهر من أن يُهان بضرب وجه " الدّوني " .. (13) الهجين : من معانيه : المجهول الأصل والنسب والمشكوك بشرفه لاشتهاره بانحراف مبين . (14) جنفاص زينب : الجنفاص هو الرخيص والخشن من الثياب الذي كانت السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام ترتديه .. موجودة بردة منه في متحف تركي وتُعدّ كنزا من أثرى كنوز الدنيا يحج المؤمنون للتبرك برؤيته ـ وهو القماش الرخيص !!... وهند : هي الملعونة آكلة كبد الحمزة عليه السلام والتي كانت ترتدي من الحرير أثمنه فانتهى إلى مزبلة مثلما انتهت هي إلى اللعنة المؤبدة . (15) الفردتين : تعني باللهجة العراقية الجنوبية الحذاء البالي الذي لم يعد يصلح لغير المزبلة . (16) الدوينة والدويني : تصغير للمصغّر أساسا / كناية عن منتهى الإحتقار !!!! السماوة في 4/12/2012
بواسطة: صباح الحكيم
التعديل بواسطة: صباح الحكيم
الإضافة: الثلاثاء 2012/12/04 05:48:49 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com