إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سَمِيْرَ الشِّعْرِ عَفْوَكَ يَا سَمِيْرُ |
عَصِيَّاتٌ عَلَى سُفُنِي البُحُورُ |
أُحَشِّمُ أَحْرُفِي فَتَفِرُّ مِنِّي |
وَتَهْرُبُ مِنْ خُطَى قَلَمِي السُّطُوْرُ |
تَوَسَّلْتُ القَرِيْحَةَ فَاسْتَهَانَتْ |
بِصَوْتِي وَاسْتَخَفَّ بِيَ السَّعِيْرُ |
وَكُنْتُ إِذَا أَشَرْتُ لَهَا أَتَتْنِي |
كمأمورٍ أَشَارَ لَهُ أَمِيْرُ |
تَسِيْرُ كَمَا أَشَاءُ فَلا طَوِيْلٌ |
يُعَانِدُ إِنْ حَدَوْتُ وَلا قَصِيْرُ |
لَهَا كِبَرٌ فَمَا عَرَفَتْ زِحَافاً |
وَلا خَبْناً إِذَا طَالَ المَسِيْر |
يُنَادِمُ نارَهَا قَلْبِي . . فَحِيْناً |
يُنِيْرُ بِهَا . . وَحِيْناً يَسْتَنِيْرُ |
هُمَا ضِدَّانِ لَكِنْ فِي وِفَاقٍ |
وفَاقَ الجَمْرِ نَادَمَهُ البَخُوْرُ |
سَمِيْرَ الشِّعْرِ عَفْوَكَ يَا سَمِيْرُ |
حُقُوْلُ قَرِيْحَتِي ظَمْيَاءُ بُوْرُ |
فَطُوْلُ تَغَرُّبٍ عَنْ نَبْعِ ضَادٍ |
يَبُلُّ بِهِ حُشَاشَتَهُ الحَسِيْرُ |
أَضَرَّ بِجَرْسِ حُنْجُرَةٍ صَدُوْحٍ |
فَهَلْ لِيَبِيسِ حُنْجُرَةٍ عَذِيْرُ؟ |
سَمِيْرَ الشِّعْرِ لا زَعْماً فُؤَادِي |
وَقَدْ خَضَّبْتَهُ حُبًّا شَكُوْرُ |
نَسَجْتَ مِنَ الرَّفِيْفِ لَهُ وِشَاحاً |
حَوَاشِيْهِ الجَدَاوِلُ وَالزُّهُوْرُ |
أَتَانِي وَالجَفَافُ يُشِلُّ عُشْبِي |
فَضَاحَكَنِي القُرُنْفُلُ وَالغَدِيْرُ |
لَبِسْتُ وَكَانَ مِنْ حَسَكٍ قَمِيْصِي |
فَدَثَّرَنِي الزُّبُرْجُدُ وَالحَرِيْرُ |
وَلَوْلا أَنَّ لِي وَطَناً جريحا ً |
يَدُوْرُ عَلَيْهِ حَوْلَ السُّوْرِ سُوْرُ |
وَأَهْلاً لا يُسَامِرُهُمْ أَمَانٌ |
وَرَوْضَاً لا يَمُرُّ بِهِ العَبِيْرُ |
نَصَبْتُ عَلَى ضِفَافِ اللَّيْلِ تَخْتاً |
بِهِ يَنْسَى رَزَانَتَهُ الوَقُوْرُ |
بَلَى ... لَطَمَتْ حَنَاجِرَهَا الأَغَانِي |
وَشَقَّتْ زيْقَ عِفَّتِهَا الخُدُوْرُ |
وَسَدَّتْ بَابَها خَجَلاً شُمُوْسٌ |
وَفَرَّتْ مِنْ هَوَادِجِهَا بُدُوْرُ |
وَأَغْمَضَتِ الحُقُوْلُ العُشْبَ لَمَّا |
تَعَطَّلَ فِي اليَنَابِيْعِ الخَرِيْرُ |
رَأَتْ وَطَناً يُسَاقُ إِلَى جَدِيْدٍ |
مِنَ البَلْوَى تُحِيْقُ بِهِ الشُّرُوْرُ |
وَدِجْلَةَ غَادَةَ الأَنْهَارِ تُسْبَى |
يعِيْثُ بِهَا الطغاةُ وَلا مُجِيْرُ |
فَلَوْ أَنَّ النَّخِيْلَ الشَّعْبَ حُرٌّ |
طَلِيْقُ السَّعْفِ لَمْ يَسْجُنْهُ جُوْرُ |
لَمَا وَلَغَتْ بِدِجْلَتِهِ ذِئَابٌ |
وَلا رَاعَتْ عُيُوْنَ مَهَا جُسُوْرُ |
أَذَلَّهُمَا بِسَوْطِ القَهْرِ طَاغٍ |
خَلائِقُهُ الحَمَاقَةُ وَالغُرُوْرُ |
وَجَلاَّدُوْنَ لَمْ يَنْبِضْ بِعِرْقٍ |
لَهُمْ مَا طَالَتِ البَلْوَى شُعُوْرُ |
أَشَاوِسُ فِي الوَعِيْدِ وَيَوْمَ غَزْوٍ |
فَجِرْذَانٌ تَضِيْقُ بِهِمْ جُحُوْرُ |
تَنَمَّرَتِ الخِرَافُ عَلَى حَبِيْسٍ |
غَدَاةَ تَخَرَّفَتْ فِيْهِ النُّمُوْرُ |
وَمَا جَنَحَ الشِّرَاعُ بِنَا وَلَكِنْ |
رَبَابِنَةُ السَّفِيْنَةِ لا العَشِيْرُ |
وَلا كَانَ الطَّرِيْقُ ضَرِيْرَ شَمْسٍ |
وَلَكِنَّ الدَّلِيْلَ هُوَ الضَّرِيْرُ |
رَأَى تِبْراً فَأَغْمَضَ عَيْنَ عَقْلٍ |
وَكُرْسِيًّا فَزَاغَ بِهِ الضَّمِيْرُ |
عَلَى رِيْشٍ يَسِيْرُ وَكَانَ يَوْماً |
يَعِزُّ عَلَيْهِ فِي الكُوْخِ الحَصِيْرُ |
كَفَرْتُ بِنِعْمَةِ التَّحْرِيْرِ يَأْتِي |
بِهَا وَحْشٌ وَمُرْتَزِقٌ أَجِيْرُ |
إِذَا أُسِرَ الذِّمَارُ فَكُلُّ أُنْثَى |
بِهِ أَمَةٌ وَكُلُّ فَتَىً أَسَيْرُ |
أَدُجِّنَتِ الكَرَامَةُ؟ أَيُّ عِزٍّ |
لأَرْضِ النَّخْلِ يَحْكُمُهَا سَفِيْرُ؟ |
مَشَيْنَاهَا وَمَا كُتِبَتْ عَلَيْنَا |
بَرِيْءٌ مِنْ تَخَاذُلِنَا القَدِيْرُ |
وَلِي عُذْرِي إِذَا يَبِسَتْ حُرُوْفِي |
عَلَى شَفَتِي وَجَفَّ صَدَىً أَثِيْرُ |
تَقَرَّحَتِ الرَّبَابَةُ ... وَالمَرَايَا |
مُقَرَّحَةٌ ... وَخُبْزِي وَالنَّمِيْرُ |
أَيُغْوِي سَعْفُهُ المَحْرُوْقُ طَيْراً |
نَخِيْلٌ؟ وَالعَصَافِيْرَ القُبُوْرُ؟ |
هَرَبْتُ إِلَيْهِ مِنِّي بَعْدَ عَشْرٍ |
وعشر ٍ يستحثُّ بيَ الحُبُوْرُ |
رَأَيْتُ النَّخْلَ مِثْلَ بَنِيْهِ يَبْكِي |
فَيَمْسَحُ دَمْعَ سَعْفَتِهِ الهَجِيْرُ |