وافى كَما طَلَعَ الإِصباح تَأييدُ | |
|
| لكِن سُرى لَيلِهِ مَع ذاك مَحمودُ |
|
وَكَيفَ لا وَهوَ في مَسراهُ سارَ عَلى | |
|
| هَديِ لِأحمَدَ لا يَعدوهُ تَسديدُ |
|
مَلكٌ شَفا الدينَ مِن أَدوائِه وَكَفى | |
|
| داءً مِنَ الجَوفِ فيهِ الكُفرُ مَعبودُ |
|
كَذا شَفا الصَدرَ مِن داءِ الجَنوبِ وَلَم | |
|
| يَدَع بِهِ أُسوداً تَعنو لَهُ السودُ |
|
قَومٌ طَعامٌ عَلى الجَهلِ المركَّبِ قَد | |
|
| نَشَوا وَدامَ لَهُم في البَغي تَمريدُ |
|
وَاستَبدَلوا الغَيَّ بِالرُشدِ فَفاتَهُمُ | |
|
| رِبحٌ وَنُجحٌ وَتَوفيقٌ وَتَرشيدُ |
|
ما زالَ مِنهُم عَلى وَجهِ العُلى كَلِفٌ | |
|
| حَتّى اِغتدى وَهوَ بِالمَنصورِ مَحمودُ |
|
وَطالَما عَبَدوا الأَهوا وَزاغَ بِهِم | |
|
| عَنِ اتِّباعِ الهُدى جَهلٌ وَتَقليدُ |
|
فَقامَ بِالجِدِّ لا يَلوي عَلى أَحَدٍ | |
|
| وَكانَ مِنهُ لشَملِ البغيِ تَبديدُ |
|
وَجَدَّ مِنهُ لِتَمهيدِ الهُدى مَلِكٌ | |
|
| أَغَرُّ أَبلَجُ بِالتَأييدِ مَمدودُ |
|
مُسَدَّدَ الرَأيِ مَنصورُ اللِوا أَسَدٌ | |
|
| شاكي السِلاحِ حَليفُ اليُمنِ مَجدودُ |
|
فَرعُ الرِسالَةِ مُحيي الدينِ ناصِرُهُ ال | |
|
| مَنصورُ مَن لَم يَجُز عُلاهُ مَوجودُ |
|
مُمَهِّدٌ بالقَنا وَالبيضِ ما عَجَزَت | |
|
| عَنهُ الأَئِمَّةُ وَالشُمُّ الصَناديدُ |
|
مُفَتَّحٌ مِن بِلادِ السودِ ما بَعُدَت | |
|
| دِيارُهُ وَتَبَدَّت دونَهُ بيدُ |
|
وَلا تَحومُ الغَواني إِثماً هُناكَ وَقَد | |
|
| تَلقى اِبنَ دايَةَ فيها وَهوَ مَجهودُ |
|
أَبعِد بِها مِن قِفارٍ لَيسَ يَسكُنُها | |
|
| إِلّا سَعالي لَها فيهِنَّ تَرديدُ |
|
وَلا يَجوبُ فَلاها الصَعبَ مُرتَحِلٌ | |
|
| ما لَم تَكُن تَحتَهُ وَجناءُ قَيدودُ |
|
تِلكَ القِفارُ الَّتي شَقَّ المُرورُ بِها | |
|
| وَلَم يُفِد مَعَها الرُكبانَ تَزويدُ |
|
رامَ الخَليفَةُ غَزواً وَالمجازَ بِها | |
|
| لِلجَيشِ فَاِجتازَ عَنها وَهوَ مَعمودُ |
|
رَمى بِهِ عَن قِسّي الرَأيِ موتِرَةٌ | |
|
| بِالعَزمِ سوداً بِسَهمِ الحَقِّ قَد صيدوا |
|
فَصادَفَ العَرضَ المقصودَ مِن بَعدُ مِن | |
|
| هُمُ فَلا عَبدَ إِلّا وَهوَ مَعبودُ |
|
سَهمٌ مِنَ العَربِ قضد أَصمى الأَساوِدَ إِذ | |
|
| صَمّوا وَهُم حَيثُ بَحرُ النَيلِ مَورودُ |
|
وَقَد دَعاهُم إِلى الرُشدِ الإِمامُ فَلَم | |
|
| يُصغوا وَهَل تَقبَلُ الرُشدَ الجَلاميدُ |
|
وَحينَ صَمّوا عَنِ الإِنذارِ أَسمَعَهُم | |
|
| صَواعِقاً بِنَداها المَوتُ مَعقودُ |
|
تَراهُ يَنفُثُ مِن أَفواهِها بَرَداً | |
|
| يَنقَضُّ حَيثُ فُؤادُ القَرنِ مَرصودُ |
|
مَدافِعُ أَبطَلَت لِلسودِ حِكمَتَها | |
|
| فَلَم يُفِد مَعَها نَفثٌ وَتَعقيدُ |
|
وَما اِستَقاموا إِلى أَن جُرِّدَت لَهُمُ | |
|
| بيضٌ وَأُشرِعَتِ السُمرُ الأَماليدُ |
|
وَجاسَت أَيضاً عَلى رَغمِ أُنوفِهِمُ | |
|
| خِلالَ ما سَكَّنوهُ ضُمَّرٌ قودُ |
|
قَد رَكِبَتها كُماةٌ إِن لَقيتَهُمُ | |
|
| في الحَربِ تَلقاكَ أَبطالٌ مَناجيدُ |
|
مِمَّن يَرى المَوتَ في الهَيجاءِ مَكرُمَةٌ | |
|
| وَإِنَّ قاني نَجيعِ الحَربِ قِنديدُ |
|
وَيَبذُلَن في رِضى المَنصورِ مُهجَتَهُ | |
|
| وَإِن تَناهى إِلَيها الفَضلُ وَالجودُ |
|
كَجُؤذُرٍ نَشأَةِ المَنصورِ مُبتَكِرِ ال | |
|
| فَتحِ الَّذي كانَ فيهِ قَبلُ تَعبيدُ |
|
وَصارِمِ المَلكِ مَحمودِ الَّذي شَرَحَ ال | |
|
| فَتحَ وَزيدَ بِهِ مِن بَعدُ تَوطيدُ |
|
مَن مَهَّدَ القُطرَ وَاِرتاعَت لسَطوَتِه الس | |
|
| سودُ وغادَرَ سُكيا وَهوَ مَطهودُ |
|
وَأَنفُ عِزَّتِهِ بالبيض مُجتَذَعٌ | |
|
| وَسودُهُ بَعدُ في الدُنيا عَباديدُ |
|
رامَ النَجاةَ وَهَيهاتَ وَقَد أُخِذَت | |
|
| عَلَيهِ في البَرِّ وَالبَحرِ المَراصيدُ |
|
وَالأَمرُ لِلَهِ لا يَنجو مُحارِبُهُ | |
|
| وَلَو يَكونُ لَهُ لِلشُهبِ تَصعيدُ |
|
لِغَيرِهِ مِن فَتوحِ الأَرضِ فَاِنتَهِضنَ لَها | |
|
| فَإِنَّكَ بِالتَأييدِ مَوعودُ |
|
وَذا أَوانُ التَهاني بِالفُتوحِ وَقَد | |
|
| جِئتُ بِها غَرِداً إِذ راقَ تَغريدُ |
|
وَمَن يَحِد أَو يَرُم للأَمرِ غَيركُمُ | |
|
| فَذاك قَد فاتَهُ رُشدٌ وَتَرشيدُ |
|
وَاِضرِب بِسَيفِك مَن ناواك إِنَّ لَكُم | |
|
| عَلى العُداة بِحَولِ اللَهِ تَأييدُ |
|
مَن كُلَّ مَن خالَفَ الأَمرَ العَلِيَّ هَوى | |
|
| وَلَم يُفِد فيهِ إِبعادٌ وَتَهديدُ |
|
مُكَتَّبٌ مِنهُمُ للحَربِ لَو نَفَعوا | |
|
| ما لا يُحيطُ بِهِ وَصفٌ وَتَعديدُ |
|
أَما دَرَوا أَنَّ هَذا الأَمرَ لَيسَ لَهُ | |
|
| إِلّا قُريشٌ وَفيها السِرُّ مَقصودُ |
|
وَأَنَّ سِرَّ الجَميعِ اليَومَ جَمَّعُهُ | |
|
| مَلكٌ لَهُ في مَراقي المَجدِ تَفريدُ |
|
خَيرُ مُلوكِ الوَرى المَنصورُ مَن صَدَقَت | |
|
| عَن جَدِّهِ المُصطفى فيه الأَسانيدُ |
|
فَهوَ الَّذي جَدَّدَ الدينَ وَشَيَّدَهُ | |
|
| فَجاءَ طِبقَ الحَديثِ مِنهُ تَجديدُ |
|
يا اِبنَ النَبِيِّ هَنيئاً إِنَّ سَعدَكَ قَد | |
|
| أَغنى وَصارَ لَهُ في الأَرضِ تَمهيدُ |
|
لا زالَ أَمرُكَ بِالتَأييدِ مُقتَرِناً | |
|
| ما تاهَت أَو جَرَّرَت أَذيالَها الغيدُ |
|
وَدُمتَ تَجني ثِمارَ الفَتحِ يانِعَةً | |
|
| مِن أَرضِ كُلِّ عَدُوٍّ وَهوَ مَصفودُ |
|