أَهلِ الزَمانُ بِوصلِ لَيلى مُسعِدي | |
|
| وَهَل التَقي لَيلاً بِها في مَشهَدِ |
|
وَأَبيتُ فيهِ مُقَبِّلاً في حِجرِها | |
|
| خالاً لدى حَجَرٍ هُنالِكَ أَسوَدِ |
|
وَتَبَرَّجَت تَسبي الوُجودَ بِزينَةٍ | |
|
| وَتًيدُ لُبَّ الناسِكِ المُتعَبِّدِ |
|
مَن إِذا تَجَلَّت في مَشاهِدِ قُدسِها | |
|
| أَجلَت هُمومَ شُهودِ ذاكَ المَعهَدِ |
|
مَن لي بِها وَقَد أَسفَرَت في لَيلَةٍ | |
|
| يُزري دُجاها في العيونِ بِإِثمِدِ |
|
تِلكَ اللُيَيلَةُ ما لَها أُختٌ سِوى | |
|
| أُخرى بِطيبَةَ أُختِها في القُعدُدِ |
|
فَهَل أَركَبَنَّ لَها المَطِيَّ عَشِيَّةً | |
|
| وَأَروحُ مَشمولاً بِبُردِ الأَبرَدِ |
|
وَاللَيلُ يَسحَبُ مُقبِلاً ديباجَهُ | |
|
| وَالشَمسُ تَرفُلُ في حُلىً مِن عَسجَدِ |
|
وَالعيسُ تَخفُقُ للرَواحِ خَفِيَّةً | |
|
| أَخفافَها في الطَي طَيِّ الافَدفَدِ |
|
وَيَسوقُها تَذكارُ مَن سَكَن الحِمى | |
|
| وَثوى بِطيبَةَ أَو بَقيعِ الغَرقَدِ |
|
تِلكَ المَعاهِدُ هَل أُراني نَحوَها | |
|
| أصِلُ السُرى وَالسَيرَ سَيرَ المُسأَدِ |
|
وَهلَ أَغتَدي وَالصُبحُ مِن كَحَلِ الدُجى | |
|
| راءٍ وعَينُ الشَمسِ مُقلَةُ أَرمَدِ |
|
وَاللَيلُ مِن أُفقِ المَشارِقِ قَد طَوى | |
|
| راياتِهِ بَعدَ اِنتِشارِ الأَبنُدِ |
|
وَالنَجمُ مَسلوبُ السَنا وَقَدِ اِنطَفى | |
|
| طَفَأَ الشَرارِ عَلى ثِقابَةِ مَوئِدِ |
|
شِمليلُ تَترُكُ بِالفَضا شَملَ الحَصا | |
|
| بدَداً وَشَملُ الوَصلِ غَيرُ مُبَدَّدِ |
|
يا هَل أَبيدُ بوحدِها البَيدا إِلى | |
|
| أَن أَبلُغَ الأَرضَ المُطَيَّبَةَ النَدي |
|
فَأَحُطَّ عَنها في المَقاعِدِ رَحلَها | |
|
| وَأَزورَ بِالزَوراءِ قَبرَ مُحَمَّدِ |
|
خَيرِ البَرِيَّةِ خاتِمِ الرُسلِ الَّذي | |
|
| فاقَ الأَوادِمَ في النَدى وَالسُؤدَدِ |
|
تِلكَ المَعالي وَالعَوالي كُلُّها | |
|
| مِن دونِها في قُربِها المُتَفَرِّدِ |
|
فاقَت عَلى السَبعِ الطِباقِ وخيَّمَت | |
|
| في حَضرَةِ القُدسِ القَديمِ السَرمَدي |
|
وَاِسأَل بِهِ آيَ الكِتابِ فَقَد حَوَت | |
|
| مِن سُؤدَدِ المُحتارِ ما لَم يُجحَدِ |
|
فَالقَدرُ أَعظَمُ وَالمَقامُ أَجَلُّ مِن | |
|
| أَن يُهتَدى لِثَنائِهِ بِتَعَدُّدِ |
|
فهُوَ النَبِيُّ المُستَجارُ بِظِلِّهِ | |
|
| في الحَشرِ مِن هَولٍ هُنلِكَ مُرعِدِ |
|
هَولٍ يَهيلُ الرُسلَ لَكِن يَنجَلي | |
|
| بِشَفاعَةِ المُختارِ أَفضَلِ مُنجِدِ |
|
غَيثِ العَوالِمِ رَحمَةِ اللَهِ الَّتي | |
|
| شَمَلَت مَواهِبُها وَلَمّا تَنفَدِ |
|
فَحَمى بِآيتِهِ وَحَدِّ حُسامِهِ | |
|
| شُبَهَ المُعارِضِ أَو وَردَ المُلحِدِ |
|
فَاِسأَل بِهِ بَدرَ الَّذي اِبتَدَرَ العِدى | |
|
| فيهِ الرَدى مِن بَأسِهِ المُتَأسِّدِ |
|
وَاِسأَل بِهِ أُحُداً وَهَل أَغنى بِهِ | |
|
| أَحَدٌ خَفاهُ بِخَطبِهِ المُتَمَرِّدِ |
|
أَحنَت عَلى كِسرى وَقَيصَرَ بَعدَ أَن | |
|
| ثُلَّت عُروشُهُما كَأَن لَم تُعهَدِ |
|
أَبدَت لَها مِن غَيضِ ماءِ بُحَيرَةٍ | |
|
| وَخُمودِ نارٍ قَبلَها لَم تُخمَدِ |
|
صُبحٌ قَد أَصبَحَ بِالمُهَيمِنِ غُرَّةً | |
|
| لِلدَهرِ فَاِقدُر قَدرَ ذَلِكَ وَأَحمَدِ |
|
وَاِشكُر لِمَلكٍ أَصبَحَ مُشهِراً | |
|
| ذاكَ الصَباحَ مُعَظَّماً لِلمَولِدِ |
|
حَلّى النَبِيَّ بِهِ وَلَم يَترُك لَهُ | |
|
| حَقّاً وَلَم لا وَهوَ فَرعُ المَحتِدِ |
|
خَيرُ الخَلائِفِ أَحمَدُ بنُ مُحمَّدِ ال | |
|
| مَهدي الإِمامُ اِبنُ الإِمامِ مُحَمَّدِ |
|
القائِمُ الهادي الَّذي أَبدى الهُدى | |
|
| بِالغَربِ شَمساً بَعدَ جِدٍّ مُجهَدِ |
|
حِزبُ الإِمامِ الطَودُ مَنصورِ اللِوى | |
|
| السَيِّدُ اِبنُ السَيِّدِ اِبنِ السَيِّدِ |
|
وَقَضَت لَهُم أَسيافُهُم وَصِعادُهُم | |
|
| أَن يَصعَدوا فَوقَ السَماءِ الأَبعَدِ |
|
تَلقى بِهِم أُسداً ظِماءً مالَها | |
|
| يَومَ اللِقا إِلّا الدِما مِن مَورِدِ |
|
وَتُركيَ مِنهُم في النَوالِ أَكُفُّهُم | |
|
| فَيضَ البِحارِ أَوِ الحَيا المُتَبَدِّدِ |
|
هُم وَطَّدوا المَجدَ المُؤثَّلَ فَاِرتَقى | |
|
| بِعِمادِهِ المَنصورُ فَوقَ الفَرقَدِ |
|
بِخَليفَةٍ أَعيى الملوكَ عَلاؤُهُ | |
|
| إِذا لَم تَجِد لِمننالِهِ مِن مِصعَدِ |
|
أَنّى لَها بِمُؤَيَّدٍ قَد مَدَّهُ | |
|
| رَبُّ السَماءِ بِأَسعُدٍ وَتَأَيُّدِ |
|
رَأيٌ إِذا ما عَنهُ جَهَّزَ رايةً | |
|
| أَغناهُ عَن جُندٍ عَلَيهِ مُجَنَّدِ |
|
لَكِنَّهُ مُستَصحَبٌ بِسَعادَةٍ | |
|
| تَقضي بِتَمليكِ الأَبِيِّ الأَبعَدِ |
|
وَعَزيمَةٍ أَبقَت طَغامَ السودِ في | |
|
| آيِ اِنقِيادِ لِأَمرِهِ المُستَرشِدِ |
|
وَغَدَوا بِها ما بَينَ نَفسِ مُرَوَّعٍ | |
|
| وَمُجدَّلٍ وَمُشَرَّدٍ وَمُقَيَّدِ |
|
هِيَ عَزمَةٌ قَد أَنقَتِ الأَمرَ العَلِي | |
|
| يَ من الأَذى وَسَوادِ مُلكِ الأَعبُدِ |
|
شامَت بَوارقُها القَتامَ وَأَرعَدَت | |
|
| هِنداً مَعَ السِندِ البَعيدِ بِأَرعُدِ |
|
وَقُبيلَهُم تَرَكَت عَساكِرَ قَيصَرٍ | |
|
| بِالقَصرِ هَلكى كَالرَمادِ الأَرمَدِ |
|
بمخازِنٍ تَلقى الرُؤوسُ بِهِ الظَبيَ | |
|
| فَتَخِرُّ ساجِدَةً لِهَيبَةِ أَحمَدِ |
|
ثَبتُ المَواقِفِ قَد رَسا للحِلمِ مِن | |
|
| عَلياهُ طَودٌ أَيُ طَودٍ أَطوَدِ |
|
وَيُريكَ بَحراً في المَعارِفِ زاخِراً | |
|
| عَمّا تَشا فَاِساَل تَفُز بِالمَقصَدِ |
|
يَقِظٌ يُواري الغَيبُ عَنهُ حَقائِقاً | |
|
| فَيَرى بِعَينِ الأَلمَعِيِّ المُتَوَقِّدِ |
|
ظَفِرَت يَدُ الإِسلامِ مِنهُ بصارِمٍ | |
|
| حَسَنِ الرُوا ماضي الغِرارِ مُهَنَّدِ |
|
أَخَليفَةَ اللَهِ عَلى المَحافِلِ رُتبَةٌ | |
|
| للمَلكِ كالبَدرِ المنيرِ الأَصعَدِ |
|
وَسَناكَ قَد بَهَرَ العَقولَ وَسَرَّها | |
|
| مَرآكَ في هَذا المَقامِ الأَسعَدِ |
|
مَلَكَت مَحَبَّتُكَ القُلوبَ وَقادَها | |
|
| إِحسانُكُم يا اِبنَ النَبِيِّ بِمِقوَدِ |
|
وغرستَهُ فيها فَأَثمَرَ بالثَنا | |
|
| وَجَنَيتَهُ حُلوَ المَذاقِ بِمِذوَدِ |
|
وَبِهِ أَتَيتُ مُغرِّداً كالطَيرِ إِذ | |
|
| قامَت أَياديكُم لَنا كَالأَملُدِ |
|
يَهنيكَ بالعيدِ الَّذي عادَت لَكُم | |
|
| فيهِ المَسَرَّةُ بِالثَوابِ المُخلَدِ |
|
وَبِكُم يُهنّى العيدُ لَو يَدري فَقَد | |
|
| صُغتُم لأُهبَتِهِ حُلىً لَم تُعهَدِ |
|
لا زِلتَ زينَةَ كُلِّ عيدٍ وَالعِدى | |
|
| حَصَدٌ لسَيفِكَ ذي الفَقارِ الأَربَدِ |
|
وَبَقيتَ مَنصوراً بِرَبِّكَ غالِباً | |
|
| يا خَيرَ مَنصورٍ بِهِ وَمُؤَيَّدِ |
|