زارَت فأَزرت بالغزالَةِ مَنظَرا | |
|
| وَمَشَت فَأَخجَلَتِ الغُصونَ تَأَطُرّا |
|
وَسَمَت بقَدٍّ قَد تَجانَبَ خَصرَهُ | |
|
| رِدفانِ قارَبَ مِنهُما أَن يُبتَرا |
|
وَسَقَى الصِبا مِنها قِواماً دونهُ | |
|
| غُصنُ النَقا فلِذا بنَهدٍ أثمَرا |
|
وَتَبَسَّمَت عَن لُؤلُؤٍ بِخِلالِهِ | |
|
| ما خِلتُهُ الياقوتَ ذاكَ الأَحمَرا |
|
في جُنحِ لَيلٍ قَد جَلَتهُ بِثَغرِها | |
|
| داجٍ يُحاكي شَعرَها المُتَحَدِّرا |
|
فَحَسِبتُ بَرقاً مِن قِرابِ دُجُنَّةٍ | |
|
| أَنضَتهُ سُحبٌ أَو صَباحاً أَسفَرا |
|
بَرقٌ وَأَينَ البَرقُ مِن ثَغرٍ حَوى | |
|
| بَرَداً وَدُرّاً أَو أَقاحاً نُوَّرا |
|
قَد عَلَّهُ شَنَبٌ هُناكَ رَحيقُهُ | |
|
| ما بَينَ نُعمانِ اللَثاثِ فَأَزهَرا |
|
وَلَقَد تَأَلَّقَ مُرهَفاً فَأَبانَ عَن | |
|
| لَيلٍ عَلى صُبحِ الجَبينِ قَد أَهدَرا |
|
صُبحٌ بِلَيلِ الشَعرِ مَحفوفٌ وَما | |
|
| آنَ لَهُ وَلِصُبحِهِ أَن يَقصُرا |
|
وَدَنَت بِخدٍّ مورَدٍ جَمَعَت بِهِ | |
|
| شَفَقاً وَإِبريزاً وَصُبحاً أَفجَرا |
|
وَجَلَت لِثاماً عَن مُحَيّا خِلتُهُ | |
|
| شَمساً تَبَدَّت مِن سَحابٍ خَمَّرا |
|
وَرَنَت كَما لَحَظَ الغَزالُ فَغادَرَت | |
|
| أَحشاءَنا نَهباً لِطَرفٍ أَحوَرا |
|
حاوٍ لِما تَحوي الجُفونُ وَهُدبُها | |
|
| نَبلاً وَعَضباً مَع سِنانٍ أَسمَرا |
|
تَحكي بِذاكَ عَتادَ مَنصورِ اللِوا | |
|
| بِالقَصرِ إِذ أَفنَت عَساكِرَ قَيصَرا |
|
مَرَّت بِنا في سِربِها فَاِستَوقَفَت | |
|
| وَحَلا لَها ذِكرُ المُؤَيَّدِ إِذ جِرى |
|
حَسناءُ ما وَقَفَت لِغَيرِ مُمَلَّأَ | |
|
| حُسناً وَلا زارَت سِوى مَلِكِ الوَرى |
|
عَلَوِيَّةٌ نَشَأَت بِأَكنافِ الحِمى | |
|
| أَغني الحَطيمَ وَزَمزَماً وَالمَحجَرا |
|
وَرَبَت بِطيبَةَ فَاِستَطابَ حَديثُها | |
|
| كُلٌّ وَقَد بَهَرَ العُقولَ وَحَيَّرا |
|
بَرَزَت فَطابَ بِها النَسيبُ عَقيلَةً | |
|
| وَأَتى التَخَلُّصُ مِن سُعادَ كَما تَرى |
|
مُستَتبِعاً بِحُلىً تَروقُ بِصَدرِها | |
|
| مِن مَدحِ خَيرِ الخَلقِ مِن دونِ اِمتِرا |
|
مَدَحَ النَبِيَّ الأُمِّيَ الرَسول المُجتَبى | |
|
| شَرَفِ الوُجودِ وَخَيرِ مَن وَطِئَ الثَرى |
|
عَينُ الكَمالِ وَدَوحَةُ الفَضلِ الَّذي | |
|
| مِن نورِها كُلُّ الوُجودِ تَنَوَّرا |
|
حِبِّ الإِلَهِ مُحَمَّدِ الداعي إِلى | |
|
| دارِ السَلامِ مُبَشِّراً ومُحَذِّرا |
|
فَتحِ المُهَيمِنِ أَحمَدَ مَن لَو أَتَت | |
|
| رُسلُ الإِلَهِ بِنَصبَةٍ جا نَيِّرا |
|
وَإِذا القِيامَةُ هالَ هَولُ قِيامِها | |
|
| وَدَهى الجَميعُ هُناكَ خَطبٌ قَد عَرا |
|
لَجَأَت لَهُ وَاِستَشفَعَت بِمَقامِهِ | |
|
| زُمَرُ الوَرى فَكَفى الجَميعُ المَحشَرا |
|
فَهوَ الشَفيعُ العاقِبُ الماحي الَّذي | |
|
| أَملى مَحاسِنَهُ الكِتابُ وَنَشَّرا |
|
وَأَتى بِهِ التَوراةُ وَالإِنجيلُ إِذ | |
|
| سَماهُ أَحمَدَ وَالرَسولَ وَبَشَّرا |
|
أَنّى لِمَدحِيَ أَن يُحيطَ بِسُؤدَدٍ | |
|
| قَد جاءَ في كُتبِ الإِلَهِ مُحَرَّرا |
|
تِلكَ المَفاخِرُ قَد رَسَت أَطوادُها | |
|
| وَسَمَت عَلى السَبعِ الطِباقِ لَها ذُرا |
|
وَتَأَيَّدَت لَمّا دَنا مِن فَوقِها | |
|
| وَقَد اِنتَهى لِلمُنتَهى وَحَلا السُرى |
|
فَهُناكَ حَيّاهُ الجَليلُ وَخَصَّهُ | |
|
| بِتَحِيَّةٍ وَمَكانَةٍ لَن تُقَدَّرا |
|
وَحَباهُ بِالآيِ الَّتي لَم يُعطَها | |
|
| قَبلُ نَبِيّاً أَو رَسولاً أَظهَرا |
|
فَالشَمسُ يَكبُرُ عَن جَلِيٍّ حُسنُها | |
|
| وَبِنورِ أَحمَدَ قُرصُها قَد نُوِّرا |
|
غائي المَدائِحُ أَن تُلِمَّ بِهِ كَما | |
|
| قَد زارَ طَيفُ خَيالِ سَلمى في الكَرى |
|
يا أَكرَمَ الرُسلِ المُجارِ نَزيلُهُم | |
|
| إِنّي نَزَلتُ عَلى حِماكَ لَأَخفَرا |
|
وَحَطَطتُ رَحلي في جَنابِكَ مادِحاً | |
|
| ذاكَ الجَنابَ الأَرفَعَ الضافي الذُرا |
|
وَرَكِبتُ في فَيحِ المَديحِ قَوافِياً | |
|
| وَالحَصرُ يَلجِمُ وَالحَبيرُ تَعَذَّرا |
|
فَعَساكَ تَرحَمُ نازِحاً قَد نابَهُ | |
|
| ذَنبٌ وَأَثقَلَ ظَهرَهُ وَتَكَثَّرا |
|
وَسَرى بِهِ في مَنهَجِ العَيِّ الصِبا | |
|
| فَإِذا بِصُبحِ الشَيبِ ضاءَ وَشَوَّرا |
|
وَجَرى هُناكَ يَجُرُّ ذَيلاً مِثلَهُ | |
|
| نَهرُ المَجَرَّةِ في السَما قَد نَشَّرا |
|
فَأَطارَ عَن رَبعِ الشَبابِ غُرابَهُ | |
|
| فَنَأى وَآذَنَ بِالرَحيلِ وَأَنذَرا |
|
وَالزادُ إِلّا زادُ حُبِّكَ لَم يَكُن | |
|
| وَالنَفسُ لَم تُقلِع بِجِرنِيَ مُجبِرا |
|
يا خَيرَ مَن أَمَّ الجُناةُ جنَابَه | |
|
| فلَقوا بِهِ أَمناً وَعَيشاً أَخضَرا |
|
مَن لي بِها تَمحو الخَطايا زَورَةٌ | |
|
| أَطوي لَها البيدَ القَواءَ مُشَمِّرا |
|
طَيَّ السِجِلِّ بِيَعمَلاتٍ قَد بَرا | |
|
| هُنَّ السُرى بَريَ الأَهِلَّةِ ضُمَّرا |
|
فَأَزوَرَ قَبراً ضَمَّ أَكرَمَ مُرسَلٍ | |
|
| وَأُمَرِّغَ الخَدَّينِ ثُمَّ مُعَفِّرا |
|
وَأُبَلِّغ المختارَ عَن فَرعٍ لَهُ | |
|
| أَزكى السَلامَ تَضَوُّعاً وَتَعَطُّرا |
|
خَيرِ الخَلائِفِ أحمَدَ المَنصورِ مِن | |
|
| حاطَ الشَريعَةَ وَاِستَمَرَّ مُظَفَّرا |
|
فَحَلا بِمَلكٍ موصَلٍ بِغَنيمَةٍ | |
|
| مِلءَ المَسامِعِ ما أَجَلَّ وَأَخطَرا |
|
عَمري لَقَد مَلَأَ الحِجازَ حَديثُهُ | |
|
| وَأَتى العِرقَ مُكَوِّفاً وَمُبَصِّرا |
|
فَهمٌ كَما ثَقَبَ الشِهابَ مُنَوِّرٌ | |
|
| لِمُؤَيِّدٍ نَحَرَ العُلومَ وَبَحَّرا |
|
ما لِلخَلائِفِ مَعهُ مِن رَفعٍ سِوى | |
|
| عَضَّ الأَنامِلِ لَهفَةً وَتَحسُّرا |
|
فَرعٌ بِحيدَرَةِ الوَصي وَرِثَ العُلا | |
|
| عَنهُ وَأَورَثَ ذاكَ نَجلاً مُكبَرا |
|
بَدرُ التَمامِ مُحَمَّدُ المَأمونُ مَن | |
|
| أَمِنَت بِهِ العَليا وَزادَت مَفخَرا |
|
الشَيخُ شَيخُ الأُمَّةِ المَشروعُ في | |
|
| نَحرِ العُداةِ لَهُ سِنانٌ مُذ سَرى |
|
وَالمُنتَضي بِيَدِ الخِلافَةِ مُرهَفاً | |
|
| عَضباً يَروقُكَ حِدَّةً وَتَحيُّرا |
|
وَزَرُ البَريئَةِ عائِدُ الصِلَةِ الَّذي | |
|
| رَبَطَت بِهِ أَزرَ العَلاءِ وَاِحتَرا |
|
أَينَ الحَيا مِن راحَتَيهِ إِذا حَبا | |
|
| وَالراسِياتُ إِن اِحتَبى وَتَصَدَّرا |
|
فَرعٌ سَقاهُ الأَصلُ مَحضَ وِصالِهِ | |
|
| فَعَلا وَأَورَقَ بِالوَقارِ وَأَثمَرا |
|
وَسَيَقتَفي ذاكَ الكَمالَ مُشاكِلاً | |
|
| وَلَقَد حَكاهُ تَيَقُّظاً وَتَدَبُّرا |
|
دامَت بِهِ عَينُ الإِمامِ قَريرَةً | |
|
| ما دامَ نَجمٌ في السَماءِ مُقَرَّرا |
|
مَغنى الزَمانِ زَفَفتُها لِمَقامِكُم | |
|
| حَسناءَ قَد نَظَمَت مَديحَكَ جَوهَرا |
|
طَرَقَت بِهِ رَوضَ الرَبيعِ فَلَفَّها | |
|
| سِحراً وَحَيّاها النَسيمُ وَأَنشَرا |
|
فَأَتَت بِهِ تَسعى عَلى قَدَمِ الحَيا | |
|
| وَتَجُرُّ ذَيلاً مِن ثَناكَ مُعَطَّرا |
|
تَبغي رِضاكَ فَإِن فيهِ لَها العُلا | |
|
| وَالحليَ وَالمِسكَ الذَكي وَالعَنبَرا |
|
لا زِلتَ بِالروحِ الأَمينِ مُؤَيَّداً | |
|
| وَبِنَجلِكَ الشَيخِ الهُمامِ مُؤَزَّرا |
|
أَو تَفتَحا مَعمورَ الأَرضِ وَتُجرِيا | |
|
| مِن عَدلِكُم في كُلِّ نادٍ كَوثَرا |
|