عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > محمد بن إبراهيم الكندي > ( العبيرية ) في وصف الجنة

غير مصنف

مشاهدة
4433

إعجاب
20

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

( العبيرية ) في وصف الجنة

لك الحمد جزلي بالذي أنا قائل
شهيد على نفسي وأنت مجيرها
وتسوي لها القسم الجزيل من الرضا
فأنت لها من كل سوء خفيرها
وتؤتي لها في دار قدسك معقلا
فعندك حق للنفوس أجورها
فإني لم أطلب سواك مسامرا
وأنت لها من كل حب سميرها
ولم أجتلب إلا إليك محببا
إلى خلقك الدار الأجل خفيرها
ألا فاسمعوا وصف الجنان ونعتها
منازل للأبرار فيها سرورها
أذابوا لها أكبادهم وقلوبهم
معلقة فيها وفيها مصيرها
قلوب جلاها الخوف والشوق والرجا
فأشرق في سبع السموات نورها
رجال شروا لله عقد ضميرهم
ولم يختلبهم للحياة غرورها
رجوه فأعطوه الصفاوة والرضا
ولم يخف من نفس عليه ضميرها
فقال هلموا يا أحباي أنتم
من القلب عندي قلبها وصدورها
لكم دار عليين عندي مواهب
عقائل في الفردوس جم غفيرها
لكم ما اشتهت فيها النفوس وكل ما
تلذ به عين وقر قريرها
هنيئا لكم يا صفوة الله مقعد
يحف به من رحمة الله سورها
تزورهم من ذي الجلال ملائك
إلى قبة من سندس وحريرها
مقاول مرد لا يبوس نعيمهم
فأوجههم يزهو على الشمس نورها
مسورة أيديهم وخلاخل
لهم زجل في مشيهم يستحيرها
قلائدهم من لؤلؤ وزبرجد
مفصلة بالمسك منها شذورها
وتحسب في أقراطهم ووجوههم
شموسا تلألأ قارنتها بدورها
ومشكوكة بالدر منهم شعورهم
معللة بالمسك منها ثغورها
ويطربهم في مشيهم بنعالهم
إذا خطروا تسبيحها وصريرها
يشق لهم رمانها عن كواعب
يرد وميض البرق منها حسورها
معقربة الأصداغ منها جفونها
تردد فيها غنجها وفتورها
تقوم على رأس الولي بخدم
ثمانون ألفا كالأهلة نورها
يعاطونها كأسا من الخمر أنزعت
مزاجا من التسنيم فيها يسورها
على وطئ فوق الحرير نضائد
من الزعفران حشوها وظهورها
وسبعين طاقا من حرير وسندس
واستبرق تبدو عليها سحورها
مكللة منظومة بلآلئ
بنادقها من عسجد وحجورها
على رأسه تاج من التبر أرسلت
ذوائبه تجري عليه ثغورها
ونوق من المرجان والدر حليها
حقائبها ربط الحرير وكورها
وخيل من الياقوت بالدر ألجمت
ومن ذهب أسراجها وكفورها
تطير به في ساعة من حياتكم
ألف عام قطعها ومسيرها
إلى روضة من جنة الخلد لم تزل
ينمي عليها نشرها وعبيرها
تحيط بها كثبان مسك وعنبر
و تزهو به أشجارها ونهورها
منابرها من لؤلؤ وزبرجد
بنور تلألأ والحرير ستورها
أسرتها من لؤلؤ وقبابها
علائق در والرحيق نميرها
ألا حبذا جنات عدن منازلا
ملاعبها بين القصور ودورها
قصور سمت من قدرة الله في الهوا
علائق فيها فرشها ونهورها
فأبوابها من عنبر وحجالها
من الزعفران الغض منه سطورها
وفي باب عليين قصر زمرد
له غرف حمراء خضر ظهورها
أسرته من عسجد وزبرجد
مكللة بالدر منها وتيرها
قواعده مثل السراب لوامع
يدق على الأبصار منها بصيرها
له مجلس في عرض خمس فراسخ
سماواته يغشى العيون منيرها
على سطحه من رحمة الله قبة
لها حبك من لؤلؤ يستديرها
ميادينها فيها الضباء رواتع
تصاد بلا عقر هناك نظيرها
ومن ذهب قد أنشأت وتكاملت
حدائقها والزعفران غميرها
معرشة أشجارها قد ترفعت
على غير أعماد هناك خمورها
وسفن من الياقوت في بحر سلسل
يحف عليها نخلها وقصورها
وحيتانها أذكى من المسك ريحها
من الشهد أحلى واللجين قشورها
وطير كمثل البخت خضر متونها
ومن ذهب أذنابها وصدورها
ترجع في تلك الغصون ترنما
يصدع قلب المستهام صفيرها
تميل على تلك الموائد وقعا
اذا ما اشتهى مشويها وقديدها
تقل يا ولي الله كل من أطايبي
فمرعاي منها غضها ونضيرها
وفي روضة الرضوان طابت مراتعي
وحسبي منها زهرها وغديرها
بجنة عدن كالسموات عرضها
وفردوس منها تاجها وسريرها
تحف بها تلك الجنان كأنها
كواكب قد حفت ببدر ينيرها
جنادلها من لؤلؤ وزبرجد
ومسك وكافور هناك مشورها
من الزعفران الرطب والمسك أنشئت
على قدر من رحمة الله حورها
خرائد يطفين الشموس لوامع
عقائل أبكار حوتها خدورها
إذا ابتسمت حوراء في صحن قصرها
تضاحكها أشجارها وطيورها
ولو أسفرت عن وجهها ولثامها
أضاء جنان الخلد منها سفورها
ولو تفلت قي لجة البحر تفلة
لطيبت البحر الأجاج ثغورها
ولو أرسلت دون السماء ذؤابة
لطيب بين الخافقين عطورها
ولو لمست في ظلمة القبر ميتا
لعاش ولم يردد عليه حفيرها
ولو برزت في ليلة مدلهمة
لأشرق منها في الحنادس نورها
ولو نهضت للمشي تحمل ذيلها
وصائف أمثال الشموس نحورها
ويحملن عطرا ليس كالعطر عنده
منابر ريحان لها وكفورها
سلالة كافور تضوع نشرها
وتاه عليها دلها وخفوفها
على نحرها فوق البياض بصفرة
كتائب عقيان تلوح سطورها
تقول أنا للقائم الليل راكعا
وللصائم الحامي عليه هجيرها
أنا للذي أرضى الاله بطاعة
ولم يختدعه للغرور غرورها
وفي جنة الفردوس حوراء كاعب
يحار لها طرف الفتى ويحيرها
لها زجل عشرون ألف ذؤابة
تسيل على أرض العبير ظفيرها
إذ ما مشت في تربة المسك مشية
تبدل منها حليها وحريرها
بعشرة ألآف والفين مشية
لها في تراب الزعفران خطورها
وأربع ألآف وصائف حولها
بأقبية الديباج قب قصورها
ألا تلك دار مهرها ترك هذه
وأبكار غيد والنفوس مهورها
وعذراء بكر لا يطيق عناقها
من الناس إلا جلدها وصبورها
فإن كنت ذا عزم فعد عن الهوى
وباشر بها حتى يلين وعورها
فما النفس إلا كالرضيع لأمه
فإن فطمت ذلت وذل نفورها
فوطن بها سبل الرشاد برأفة
فما لك نفس غيرها تستخيرها
وصل على خير الأنام محمد
نبي الهدى مهديها وسفيرها
فطوبى لمن في جنة الخلد داره
وصلى عليه ربها وغفورها
محمد بن إبراهيم الكندي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2012/12/11 01:34:30 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2012/12/11 01:46:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com