عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > خلفان بن جميل السيابي > بهجة المجالس

عمان

مشاهدة
4992

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بهجة المجالس

الخطبة
الحمدُ لله ربّي عزَّ جلّ علا
حمداً يبلغُ من رضوانهِ الأملا
حمدا يُقرّبنا زلفى لرحمته
ويمْحُو عنا به الآثامَ والزللا
حمدا يُقربنا زُلفى ويُزلفنا
قرباً لرضوانه سبحانه وعَلَا
حمدا على نِعَمٍ جمٍ سوابغها
جلت عن الحصر والاحصاء اي جللا
اجلها نعمة الاسلام ما عُدلت
بنعمة عند من في قوله عدلا
وبعدها العلم اذ قد جاء يُلهمُه
من خلقه السعدا سبحانهُ وعَلَا
ربي لك الحمد شكرا أستمد به
منك المزيد واستهدي به السبلا
ربي لك الحمد قد البستني نِعماً
لا استطيع لها شكراً وان جَزُلا
للك اعترافي بعجزي عين معذرتي
عن القيام فعفواً واستر الزللا
ثم الصلاة على هادي الهداة الى
سبل النجاة الذي في فضله اكتملا
محمد سيد الكونين من خُتِمت
به الشرائع فاق المرسلين علا
والآل والصحب والأتباع مَن نصروا
دين الاله فنالوا الفوز والاملا
المقدمة
وبعد فالعلم اولى ما سعت همم
جداً وكداً اليه عند من عقلا
لكن أرى في زماني قل طالبه
وعز مطلبه واستفحل الجهلا
إلا عُلالة قوم ابرزوا عللاً
ضئيلة لست ممن يرتضي العللا
ومن تعللهم ان جل مطلبهم
في النظم درساً لأن النظم قد سهلا
وانني كنت ايام الشبيبة قد
نظمته دررا في السلك قد كملا
سلك حوى ُدرر الإديان قد نظمت
نظماً به وعلى الأحكام مشتملا
ومن جواهر آداب الى حكم
الى تواريخ قادات لنا فضلا
لازمه درساً ورد من عذب مشربه
علا لكي ترتوي واشرب به نهلا
وها هنا قد بدالي نظم قافية
في كل ما قد غدا عن ذاك معتزلا
من كل جوهرة عن ذاك شاردة
او كل مرجانة قد فصلت بحلا
أو كل لؤلؤة في البحر كامنة
اودعتها سمطا كي ترتقي لعلا
فان جوهرنا لا شك أفضله
منظومة اذ علا في الصدر ثم غلا
والله اسأله اخلاص ما عملت
جوارحي او نوى قلبي له عملا
لوجهه خالصاً من كل شائبة
خبيثة تفسد الأقوال والعملا
وهاءنا الآن بسم الله اشرع في ال
مقصود مبتغياً جدواه متكلا
فصل في خواص سورة الإخلاص
يا قاريا سورة الاخلاص في عدد
معين مائة من عدها اكتملا
لاشك في ان كثر الفضل قد شهرت
به لقارئها والفضل فيه عَلا
لكن بتعيينِ هذا العد هل وردت
من سنةٍ عن رسول الله قد نُقلا
نعم لقد وردت في ذلكم سُنَنٌ
تروَى عن المصطفى عن سادة فُضلا
قد أخرج ابن عَدي والبيهقي كذا
رووه عن انس للمصطفى وصَلا
من يتلها مائة حُطت خطيئته
خمسين عاماً كذا قالوه متصلا
مَعَ اجتناب الدما والمالِ أجمعِها
والفرج مع مسكرات شربُها حظلا
وجاء من طرق أخرى مخصصة
بالفضل في عددٍ ممن قرا وتلا
فصل في الاوفاق
ما حكم علمٍ الى الاوفاق نسبته
وما يفيد وهل قد جاز أم حظلا
ها ذاك علم الى الاعداد مرجعه
اذا تناسُبُها في شكلها جعلا
سر التناسُب في الأعداد اذا جعلت
شكلا على جهة مخصوصة شُكلا
وحكمة الحل عند الأكثرين لمن
قد أتقن الفن والتركيب اذ عملا
وكان يَعرف معناها بان خلصت
عن لفظ شرك ومحجور وما جهلا
وكان عدة اعلام به اشتهروا
واتقنوا فعلها ممن مضى وخَلا
مثل الغَزَالي والبوني ونحوهما
كالشيخ جاعد مع نجل له نُجلا
وذاك إن عُلمت في الجائزات ولا
يجوز فيما عدا في الشرع محتظلا
وقول بعضهم اذ قال صنعتها
سحر فذاك على المحجور قد حملا
فصل في الرؤية
ماذا حقيقة رؤيا النائمين وما
ادراكهم من أن العقل قد فُصلا
نعم حقيقتها خلق الاله لما
يشاء في قلب من في نومه ذهلا
او في الحواس التي الإدراك عادتها
فَتُدرك الشيء كاليقظان ممتثلا
والله يخلق ما قد شاء حيث يشا
في عاقل وكذا في غير من عقلا
عن بعضهم قال في الرؤيا لقد قسمت
إلى ثلاثة اقسام اتتك ولا
رؤيا من الله للانسان صالحة
تأتيه بشرى من الرحمن جَل علا
والثاني رؤيا من الشيطان خوَّفه
بها ليُزعجه عن صالح عملا
وثالث بحديث النفس قد وسمت
وَهوَ اهتمامك يقظاناً بما حَصلا
وربما جعل الرؤيا لنا علماً
على حدوث امور وقتُها اقتبلا
والأنبياء كلهم رؤياهم وردت
وحي من الله عن خير الورى نقلا
والمؤمنون انى رؤياهم جُزءٌ
من النبوة فيما صح وأتصَلا
فصل في قبض الارواح
هل كل أرواح هذا الخلق يقبضها
في موتها ملك الموت الذي وكلا
ام خص ذلك بالانسان كيف ترى
عن غيره من ذوات الروح قد جعلا
نعم جميع ذوات الروح يقبضها
للموت عزيل مع اعوانه جملا
يعالجون لها والله يخرجها
وهو يقبض كل قد يلي عمُلا
والكل أمر وتقدير وتقوية
من الاله لامر قد قَضى ازلا
دلت لذلك آيات الكتاب وما
في سنة المصطفى عن قادة فضلا
وفي الحقيقة ان الكل فاعله
هو الاله هو الفعَّال ما فُعلا
وكلما قد بدا من خلقه فهمُ
فيه الوسائط والاسباب فاحتفلا
وجاء في مستقر الروح بعد
فراق الجسم عدة اقوال لنا نقلا
اما النبيون عليون موضعها
ارواحهم قاله بعض من الفضلا
والقول في الشهدا عن اكثر العلما
محل ارواحهم إِذ تبلغ الأجلا
أجواف طيرٍ لهم خضرٍ معلقة
لها قناديل بالعرش العظيم علا
والطير تسرح في الجنات حيث تشا
وترتعي من رياض الخلد خيرَ كلاَ
كذلك الحكم في اطفالنا ذكروا
من لم يكن بلغ التكليفَ او عَملا
والمؤمنون ففي ارواحهم نقلوا
خُلفاً كثيراً واقوالا لهم جُمَلا
كلٌ تعلق بالمروي من جهة
فلا نطيل نظاما بالذي نقلا
وهل خلود جميع المؤمنين غداً
كما هنا صوراً لم تختلف عَمَلا
بالعظم واللحم والجلد الذي كسيت
به ام الحال حالت واستوت بدلا
كذاك في النار اهل الكفر قد خلدوا
ام غير ذلك اوضح اهدنا السبلا
نعم بذا سنن جاءت على طرق
تناقلتها رواة قادة فضلا
تقضي بأن الورى هم يبعثون على
حال يموتون فيها هكذا نقلا
في السن واللون والاخلاق مع صور
كحالهم هاهنا لم تستحل حِوَلا
لكن اذا دخلوا جناتهم خلعوا
هيئآتهم هذه واستبدلوا بدلا
في حسن يوسف في السن المسيح وفي
طولا لآدم ستون انتهت كملا
جرد ومرد شباب ناعمون ولا
منيَّة او مني صحَّ متصلا
يجامعون ولا غسل فيلزمهم
اذ ما هنالك تكليف به عُملا
هل السؤال على الاموات كلهم
ام خص ذلك بالمقبور ليس على
في ذاك خلف عن الاعلام قد نقلوا
ولم اجد صحة عنهم بما نقلا
والاكثرون على انَّ السؤال على
كل المكلَّف لو حوت له أَكلا
فصل في إنذار الحيات
وحية الدار هل قد جاز نقتلها
اذا بدت دون انذار لمن فعلا
لا تقتلوها ابتداءً فالرسول نهى
عن قتلها دون انذار لمن قتلا
بل انذروها ثلاثا ثم ان ظهرت
بعد الثلاث اقتلو فالقتل ما حُظلا
هل الثلاثة أيام لنا عددٌ
أم ذاك تكرار مرات تقال وِلاَ
في ذاك خُلفُ اسانيد لنا نُقِلت
بذا وذاك عن المختار قد نقلا
والاكثرون على الايام قد حملوا
والبعض منهم على المرات قد حملا
هل ذاك حكم على الحيَّات اجمعِها
أم خصَّ بعضاً جوازُ القتل ان قتلا
نعم لذي الطفيتين القتل جاز كذا
في قتل ابترها امر لنا حصلا
فاقتلهما دون انذار فانهما
اعدى عدوٍ لنا قد صحَّ متصلا
قد يُسقِطان لاحمال النساء ومن
رآهما طمَسَا ابصاره عَجِلا
في الدار أو غيرها فاقتلهما عجلا
فالجن لا تتمثّل فيهما مثلا
وما عدا ذين أنذرها اذا خرجت
ثلاثة عدداً باليوم متصلا
ثم اقتلوها اذا بعد الثلاث بدت
فذاك كافر جنٍ جاز إِن قتلا
واكثر العلما الانذار منتدبٌ
وبعضهم فعلى الايجاب قد حملا
وذاك حكم لحيات البيوت اتى
وبعضهم كل عمران به دخلا
كبئر زرع وبستان الثمار وما
كمجلس للورى قد كان محتفِلا
او مسجد او كسوق تلك مُلحَقَة
بالدار منهم قياسا فافهم العللا
وبعضهم خص حيات المدينة بال
إنذار دون سواها للذي نقلا
ولا يسن لنا ترك المنازل والتَ
حويل عنها ولكن نذرها مثلا
ماذا يقال من الإنذار حين بَدَتْ
يقال انْشدُ كُن العهد متصلا
بقوله الذي قد كان آخذهُ
نوح كذاك سليمان عليك على
كف الاذى منكم عنا بمنزلنا
فإن ظهرتم فلا لوم لمن قتلا
فصل في الحوض ووروده
ما الحوض من واردوه من يُذاد وما
كانت اوانيه للوراد قد جُعلا
ان الاحاديث عن خير الورى وردت
في الحوض من طرق شتى عن الفضلا
فعن عليٍ سمعت المصطفى صلَوَات
الله مني عليه غيثها هَطلا
يقول أول وراد لحوضَي اه
لُ البيت من عترتي فليشربوا نَهَلا
مع المحبين لي من أمتي فهم
بالسبق اولى ومن يَسبق ينال عُلا
ومسلم قال عنه أمتي تردن
حوضي على غداً للشَرب منه ولا
وفي حديث كؤوس الحوض من ورق
عدَّ الكواكب فيها الماء قد عَسُلا
احلى من العسل الصافي وابيض من
لون الحليب ولا يظمأ الذي نَهَلا
وطوله قد روينا فيه من عدنٍ
إلى عمان فيا طوبى لمن وصلا
يذاد عنه رجال أحدثو بدعاً
بعد النبي فلا يسقون منه ولا
متى تكون ورود الحوض من زمن
قبل الحساب ترى ام بعده جُعِلا
في ذاك خلف لأهل العلم بينهم
ورجحوا أنه بعد الحساب تَلا
لكن اقول اختلاف القوم يدفعه
عن الورود كما قد صح واتصلا
لو كان بعد لما قال النبي لهم
هلّم اذ عُرِفوا من بعده عَمَلا
وموضع الحوض من حول الجنان لأ
نَّ الماء من كوثر يأتيه متصلا
والكوثر النهر في الجنات نعلمه
مما أتى بصحيح النقل واتصلا
بحوث في أشياء مختلفة
هل ارضنا خُلِقَت قبل السمآء ترى
أم السما قبلها أوضح لنا العللا
نعم لقد خُلق الارض البسيطة من
قبل السما وَبذا التنزيل قد نزلا
كذا البخاري روى أيضاً وصحيحه
عن بحرنا نجل عباس له نقلا
وبعضهم عكس هذا قال قد خلقت
هذي السماء قبيل الارض فاحتفلا
هذا النهار وهذا الليل ايهما
قد كان افضل فيما قد يرى الفُضَلا
في ذاك خلف عن الأعلام بعضهم
يفضل الليل والبعض النهار على
والكل منهم قد احتجوا لما نظروا
في ذلكم حججا او عللوا عللا
بليلة القدر قالوا الليل افضل من
نهاره حيث فيها الفضل قد كملا
العرش عندك والكرسي أيهما
قد كان أفضل قيل العرش قد فَصلا
هل السماء بها ليلٌ يكون كما
يكون في ارضنا اوضح لنا السبُّلا
لا علم عندي ولكن قال بعضهم
الليل في الارض لا في غيرها جعلا
لراحة الناس من كَلٍ يصيبهم
وما لأهل السَما كَل بهم نزَلا
قد استدل بآيات الكتاب على
مقاله وعساه الحق قد قبلا
ومن قرأ كتب الطب التي وضعوا
فيها الدواء وقالوا يبرئ العللا
فاستوصفوه ألوا الأمراض ظنهم
بانه يعرف الداء الذي حصلا
فقال داووا بهذا استعملوه كذا
من غير تشخيصه الداء الذي نزلا
فهل يجوز وما حكم الذي دفعوا
له من الاجر حل ذاك ام حظلا
من لم يكن ماهراً في الطب يتقنه
كُلاًّ وجزءً وتركيبا لما عَمِلا
مشخصاً علل الجسم التي عرضت
ويعرف الاصل والاسباب والعللا
فلا يجوز له استعمال ادوية
من تالف ٍ بدواه حيثما فعلا
وان يصفه لهم قولاً فقطُّ ولم
يكن بفعل يدٍ قد باشَرَ العملا
فلا ضمان عليه إياك يلزمه
إثم كبير بما قدر ضر وافتعلا
والأجر في مثل هذا لا يحل به
اذ كان اجرا على ما فعله حُظلا
ما الحكم في كتب فيها العزائم هل
تقرا ويكتب ما فيها لما نزلا
من المعائق والأمراض في بشر
وفي الدواب وهل بأس لمن فعلا
نعم يجوز إِذا ما كنت تعرف ما
فيهلا حلالا وفي القرآن قد نزلا
او سنة المصطفى او اسم خالقنا
وما عداه فدع ما حاله جُهلا
بحث في السعد والنحس
ما النحس والسعد في الاوقات هل وردت
فيه أدلة شرع توضح العللا
فعلا وتركا وجوبا او جوازهما
وما يقال لمن عن ذاك قد سألا
ما كان ذا زَمَنَ التشريع معتبرا
ولا عن الصحب والاتباع قد نقلا
وما رأيت له اصلا فأذكره
بل كان ينكر ذاك السادة الفضلا
حتى لقد قال بعض ذاك مُقْتَبَس
من اليهود فدع ما كان مُفْتغلا
وقال بعضهم من جاء يسأل عن
هذا اجبه سكوتاً حينما سألا
اما الذي جاء في القرآن يخبرنا
عن ريح عاد بيوم النحس قد نزلا
فذلكم واقع في أَرْبَعَاء اتت
من آخر الشهر تعذيباً لهم حصلا
وهُوَ يومُ كذا جاء الحديث به
بانه النحس عن خير الورى نقلا
في غير ذلك لم ينقل لنا خبر
في السعد والنحس ندريه ولا وصلا
والخلف هل نحسُ ذاك الوم دام إلى
زماننا ثم هل نحس لكل ملا
وصحح البعض ان النحس فرتفع
وانه خص عادا اذ بهم نزلا
بحث هل كل ميت يرى ملك الموت
هل كل محتضر بالموت ينظره
اي ينظر الملك الآتي ليحتملا
من كل ذي نَسَم جنٍ ومن بشر
وسائر الخلق ارشد سائلا سألا
قد سيل عن ذاك بعض قال ظاهر ما
يروي يراه جميع الخلق اذ نزلا
بحث في الحفظة
وحافظوا المرء كتاب الصحائفُ هل
للمسلمين خصوصا حفظُهم جعلا
دون الذين غدوا في كفرهم قعدوا
ام كان ذلك كلَّ الخلق قد شَملا
نعم على الكل حفظ الحافظين كذا
هم يكتبون على كل الورى عملا
نصَّت على ذاك آي الانفطار كذا
من يتلها عَلِمَ التحقيق حين تلا
وما على غير من قد كلفوا ابدا
من كَاتب لكن الحفُظ قد شملا
والعبد ان مات اين الحافظزن إذا
مصيرهم بعد موت العبد اذ رحَلا
ان مات يأمرهم بالانتقال الى
قبر الذي دفنوه في الثرى نزلا
هناك هم يعبدون الله ربهم
حمدا وشكرا وتسبيحاً ولا مللا
ويكتبون ثواب الكل قد أمروا
لذلك المؤمن الثاوي ببطن بلى
اتت بذاك روايات تناقلهَا
جمع عن المصطفى ان صح ما نقلا
هل الملائك كلَّ النطق تكتبه
او ما عليه الجزا ان قال او عملا
نعم هم يكتبون الكل ما عملوا
وما به نطقوا لو أن مَنْ عُلِلا
وبالخميس وبالاثنين تعرضه
فَيثُبتُ الخير والشر الذي عملا
ويلقى سائره ما لا ثواب له
ولا هقاب فيمحى ضائعاً همَلا
وذاك معنى كلام الله خالقنا
يمحو ويثبت ما قد شاءه أزلا
ذكر الفتى ربه في القلب مبتهلا
من أين تعلمه كتابُه مثلا
يقال ذلك يبدوا وريحه لهم
فيعرفوه بريح الذكر مرتَسلا
بم الكتابة لا نق ولا وَرَق
وأين مقعد كتاب به نزلا
قد لطف الله اجسام الاولى كتبوا
في غاية اللطف والتدقيق جل علا
حتى على ناجذَيّ العبدِ قد قعدوا
مدادهم ريقه يغنيهم بللا
لسانه قلم هم يكتبون به
كذلك في خبرٍ للديلمي نقلا
فصل في الرقي والتمائم
هل الكتابة للاسما كذلك من
يَرْقى بها او دعا الرحمن مبتهلا
ترى الجواز أو التحريم فيه أتى
أو الكراهة فصل نلت كل عُلى
ارى الجواز لمن قد كان يَعرفها
بانها حللت او لا فقد حظلا
اذ علة المنع في استعمال ذلك من
خوف الوقوع بها في الشرك فاحتفلا
هذا لأن رسول الله قال لهم
رقاكم أعرضوها كي أرى العللا
فصل في تعاقب الازواج على امرأة
من في النَسا تأخذ الازواج في عدد
لمن تكون لدى الاخرى بها اهلا
كانت لآخر أزواج لها نكحوا
كذاك جل اولى التحقيق قد نقلا
وجاء فيه روايات تفيد بأن
كانت لأحسنَهم خلقا لك ملا
وقال بعض بأن الجمع محتمل
بين الأدلة فاحمله كما حملا
ان طلقوها جميعا ثم ما نَكَحَت
من بعدهم خيرت من بينهم رجلا
وان تمت او يمت عنها بعصمته
ولم تزوج الى ان تبلغ الأجلا
كانت لآخر ازواج لها اجتمعوا
اذ حبل عصمته بالموت قد فصلا
فصل هل يدخل الجنة أحد بلحيته
ماذا ترى في الورى من بعدما حشروا
هل يدخلن جنان الخلد من دخلا
بلحية أم هم مرد جميعهم
بين وقاك اله العرش كل بلا
نعم روينا كليم الله يدخلها
موسى بلحيته ان صح ما نقلا
وقيل هارون تبديلا لما نُتِفت
باخذ موسى بها يعطى لها بدلا
وقيل آدم قد كلن ليس به
بل أللحى لبنيه بعده جُعلا
هل في الجنان ترى للساكنين بها
تعارف وزيارات لكل ملا
نعم اذا دخلوها اشتاق بعضهم
بعضاً اذا ذكروا الاخوان والنزلا
فيأذن الله ان تمشي اسرتهم
بهم فتمشي بسير مسر عجلا
يسير هذا وهذا نحو صاحبه
فيلتقون بأفراح ولا كسلا
هل يعرفون الذي قد كان بنهم
بهذه الدار من احوالها مثلا
نعم بذاك روايات لنا نقلت
هم يعرفون الذي قد كان وانفعلا
وقيل حين التقوا يبكون بعضهم
للبعض وهو بكى شوق بهم نزلا
وغير هذا أتى من حالهم وردت
كتب مطولة فيه لمن سألا
فصل ما الافضل من التعبدي ومعقول المعنى
هل التعبد بالاحكام افضل مِن
معقول معنى لدى من يعرف العللا
في ذاك خلف عن الاعلام فضل ذا
بعض وبعض لذاك الفضل قال علا
والكل ابدى على تفضيله حججاً
لبسطها نظمنا ما كان محتملا
لكن اقول بان الفضل معتبر
حسب التعلق بالشيء الذي فضلا
فصل في ما معنى الغالي في القرآن والجافي عنه
قد جاء في الذم عن خير الورى خبر
لكل من قرأ القرآن فيه غلا
كذاك فيمن جَفَا عنه فكيف ترى
ارشد هُديتَ رزقت العلم والعملا
فما الجفا عن هذا الغلوُّ به
بين لنا بصريح القول نعت علا
تجاوز الشيء عما قد يراد به
فمن تجاوز حد الشيء فيه غلا
اراد بالغالي فيه من تجاوز ما
فيه حدود او احكاما بنا نَزلاَ
بالترك رأسا كذا بالزيد فيه كذا
بالنقص منه وبالمحدود ما عَملا
ولم يحافظ على اخلاقه وعلى
آدابه مع كمالات بها كملا
والجافي عنه الذي لا يخضعنَّ لما
فيه ولم يتدبره بما اشتملا
راس اليتيم اتى فضل لمَاِسحه
كما علمت عن المختار قد نقلا
حقيقة المسح تعني أم كنايته
عن التلطف والاحسان اذ فعلا
اراد بالمسح في هذا حقيقته
تنبيك اوصافه اذ بينت عملا
راس اليتيم الى المقدام تمسحه
وذو أب فإلى خلف كذا نقلا
بحث هل خلق الملائكة دفعة واحدة او شيئا فشيئا
ملائك الله هل في دفعة خلقوا
او يخلقون وِلاءً مثلنا مثلا
ظواهر السنة الغرا تدل على
خلق الملائك لا في دفعة جعلا
بل دائماً مستمراً خلقهم ابداً
قبل الجميع حديث فيه قد نقلا
وليس في خلق ربي قيل اكثر من
عدادهم فهم فاقوا لكل ملا
لأنهم وِكلوا بالكائنات معاً
حفظاً مراقبة يحصونهم عملا
ما روح ذرةَ او من حبةٍ نبتت
إِلا لها ملك في حفظها وكلا
ما قطرة نزلت إِلا وقد حفظت
بأين تنزل مَنْ منْ رزقها أكلا
ما أخرجت شجرٌ من جوفها ثمرٌ
إِلا بحفظ وتعيين لما عُملا
إِن ابن أدم لا تأتيه لقمته
في فيه إِلا وفيه عدة عملا
ثلاثة من مئين من ملائكة
من بعد ستين كل عامل كملا
فانظر أخيّ إِلى حفظ الاله لنا
إِلى عنايته بالخلق واحتفلا
معقبات له من بين اليدين ومِن
خَلفٍ لتحفظه من حادث نزلا
بحث في المفاضلة
ألسمعُ والبصرُ الرائي فأيهما
تراه أفضل قل لي نلت كل علا
ما عنه تسأل قد جآء الخلاف به
للسادة العلما والقادة الفضلا
هم فريقان في التفضيل فاختلفوا
والاكثرون بأن السمع قد فضلا
فكان أفضل عند الجل من بصر
والنفع أعظم فيه عند من عقلا
لأن خالقنا بالعقل قارنه
والعقل اشرف موجود لد العقلا
بالسمع والعقل اهل النار قد بسطوا
عذراً فلو كان ذان عذرهم قبلا
وغير ذلك مما يستدلُّ به
لأفضليَّةٌ هذا السمع قد نقلا
والانبياء فيهم عميٌ ولا صمم
فيهم لنعت كمال فيهم كملا
هذا على قول بعض ليس مُتفقاً
على العمى فيهم إِن صح أو قبلا
والآخرون كذا أيضا لهم حجج
لذكرها النظم ما أن كان محتملا
فصل في اول الواجبات على المكلف
ما الواجبات التي فرض تعلمها
على المكلف لا عذر لمن عقلا
هاك الجواب على هذا فأصْغِ له
واعمل به تنل المطلوب والاملا
كل الذي بلغ التكليف يلزمه
بفرض عين ولا عذر لمن سألا
تعلمُ الاعتقادات التي وردت
في الذكر والسنة الغرا كما نزلا
فالاعتقاد على الاعمال نعلمه
مقدم ان أس لها جُعِلا
فليعلمن صفاتِ الله وَاجَبهَا
والمستحيلَ عليه حين من عقلا
وليعتقدْ مع ذا تنزيه خَالقهِ
عن كل نقص له سبحانه وعلا
وما مع الآي والاخبار ظاهره
قد يقتضي الجسم والتشبيه والحللا
كالاستواءِ على العرش العظيم وما
كالوجهِ أو كيدٍ أو شبه ذا نزلا
فنزه الله عن كل النقائص واع
لم أنه جل في أوصافه كملا
والحكم في تلكم الآيات للعلما
في مذهبين اتى عنهم لنا نقلا
فمذهب السلف الماضيين ان سكتوا
وفوضوا علمها لله عز علا
مع اعتقادهم تنزيهَ خالِقهمْ
عن كل ما من سمات النقص قد جعلا
وعن حلول وتجسم وعن شَبَه ٍ
بالحادثات جميعاً كُلهَا جُمَلا
ومذهب الخلَفِ الآتِينَ بعدهم
تأولوا ظاهراً منها بما قُبلا
ويحملون لها فيما يليق به
سبحانه من جلال وصفه كَملا
كالوجه بالذات والعين الرعاية وال
حفظ الوثيقُ الذي لا يقبل الخللا
والاستواء على العرش العظيم هو اس
تيلاؤه قهره للخلق حيث علا
والأيدي قدرته او نعمة شملت
كل الخليقة بالارزاق قد كفلا
وهكذا كلما قد جاء يُوهمُ ما
قد يستحيل عليه ظاهراً حُمِلا
وكلما فعله فرض تعلمه
فرض فبالعلم يُقضَى كلُّما عُملا
مثل الصلاة واركان لها جعلت
مع الشروط التي تفضي بها كمَلا
من الطهارات ثوباً بقعة بدنا
او مبطلات لها ما فعله بطلا
وكالصيام واحكام الزكاة وما
كالحج من مستطيع للادا السبلا
وكل فرض على الانسان يلزمه
بعينه واجب تعليمه مثلا
كذا فروض الكفايات التي سقطت
بفعل بعض علينا علم ما نزلا
لان فيها هلاك الكل ان تركت
ولم يكن احد منا لها فعلا
نحو الصلاة على الأموات ان دفنوا
وكالقضاء وكالفتوى لمن جهلا
وقسمة الارث بين الوارثين وما
ضاهاه من كل فرض لازمٍ جُمَلا
وهكذا كلما شاء الدخول به
فعلا وتركا على الاطلاق فاحتفلا
فانه واجب ان يعلمنَّ به
حكم الاله وما قد حل او حظلا
ولا يجوز له الاقدام فيه بلا
علم ولو وافق الحق الذي نزلا
اذ ذاك قول على الله العظيم بلا
حق وعنه نهانا فافهم العللا
واطلب هديت فنون العلم مجتهداً
فلا نجاة بدون العلم للجهلا
فصل ما يقدمه في المسجد والبت دخولا وخروجا إلى اخره
وداخل الدار قل لي ما يقدم من
رجليه ثم كذا ان يخرجن مثلا
إن يدخلنَّ يقدم لليمين وان
يخرج يقدم شمالا هكذا نقلا
في مسجد ذاك اما في الكنيف فقل
بعكس ذلك في الحالين قد فعلا
يقدمن شمالا في الكنيف لدى
دخوله ويمينا حينما انفصلا
اذ كل وصف الى الاكرام مرجعه
فلليمين تولى ذلك العملا
وما به قذر أو يقتضي ضَعَةً
فبالشمال يباشره اذا فعلا
اما الديار فقدم ان دخلت بها
يمناك ثم كذا ان تخرجن مثلا
هذا الذي كنت قبل اليوم اعلمه
تقلا عت الأثر المأُثور للفضلا
وقد رأيت لبعض قال دارهم
كمسجد في كلا الحالين فاحتفلا
أي في الدخول يميناً والخروج به
يسراه قَدَّم فيه عكس مَن دخلا
قد قال ذاك قياساً منه فيه على
خلع السراويل والأثواب اذ فَضلا
فان لبس ثياب المرء أجمعها
ولبس خف ونعل ممن انتعلا
ونحو ذلك يَبْدأ باليمين وان
يخلعه يبدؤ باليسرى كذا نقلا
قد كان صلى عليه الله يعجبه
فعل التيمن في الأشيا لمن فعلا
بحث في مناهي تتعلق بالنساء
هل صح نهي اتى عن ان تعُلَّم ها
تِيكَ النسا الخطَّ ان يكتبنه عَملا
نعم روى الحاكم الاسناد فيه وقد
أصحه البيهقي اذ كان قد قُبلا
يرويه عن عائش زوج النبي بأ
نَّ المصطفى قاله حسب الذي نقلا
قد قال لا تنزلوا النسوان في غرف
اي للسكون بها واستنزلوا نزلا
ولا يعلمن قد قال الكتابة بل
لسورة النور ثم لتعمل الغَزلا
والترمذي لابن مسعود روى خبراً
كذاك متفق معناه قد قبلا
وعلة النهي خوف الافتتان بها
وجر ما يفسد الاخلاق والعملا
اذ الكتابة في النسوان يوصلها
الى مفاسد اغراض لها حصلا
ويسهلن وصول الفاسقين الى
خبيث اغراضهم منها فعِ العللا
كذلك النهي عن اسكانها غرفا
خوف البروز الى من يسلك السبلا
لله اسرار هذا الشرع ترشدنا
الى المعالي وتنفي الخبث والرذلا
والمصطفى لم يقل شيئا لأمته
الا بوحيٍ من الرحمن قد نزلا
الترمذي لابن مسعود رواه إلى
خير البرية اسناداً لنا وصلا
يقول قد مر لقمان بجارية
في مكتب تكتب الخط الذي حصلا
فقال سيف حسام يصقلون به
يا ليت شعري لمن ذا السيف قد صقلا
وأعلم بأن المناهي الواردات عنا
وشبهَهَا فعلى التنزيه قد حملا
بلا وجوب اتى فيها فنعلمه
اذ الأئمة لم تنكر وقد فعلا
فصل في التوكل
ترك التوكل هل عَدوهُ عندهم
كبيرة احبطت للتارك العملا
ان التوكل فاعلم يطلقن على
اشياء مختلفات الحكف فاحتفلا
وهاك مني بياناً تستفيد به
معارفا جَمَّةً ان كنت مؤتهلا
قد اطلقوه على حسن الرضا بقضا
ء الله والقدر المحتوم اذ نزلا
وهذا فرض على كل المكلف لا
عذر لتاركه لو كان قد جهلا
عليه يرضى بما مولاه فاعله
فيه وفي كل مخلوقاته جُمَلا
ترك التوكل من هذا القبيل ارى
كبيرةً وهو كفر عند من عقلا
لانه ساخط فعل الاله ويا
قبحا لمن كان هذا حاله جُعِلا
اما تعاطيك للاسباب مُتَكِلا
فيها على الله لا بأسٌ به مثلا
وكل ما اذن الشرع الشريف به
فجائز ودع المحجور معتَزَلا
وقد أتى في تعاريف التوكل عن
اهل التصوف اقوال تشير إِلى
مقصودهم من كمالات النفوس ومن
تطهيرها عن مساوئ فِعلِ ما رذلا
عن بشرٍ الحافي قد قال التوكل قط
عُ المرء حبل الرجا عن نَفَع كل ملا
وقيلَ أن يرى فيك انزعاج إل
أسباب مع شدة الفقر الذي نزلا
او طرح جسمك في ارض الخضوع وقد
تعلق القلب بالرب الكريم علا
او ترك تدبير هذي النفس منخَلعاً
عن القُوى وعن الحول الذي انتحلا
او رد عيشك للوقت الذي حضرت
آناؤه لم تجاوز بعده املا
بل تسقطن كل موصول بهم غدٍ
فلا يكون غدٌ في هَمِكَ اتصلا
وان تكون مع الرحمن مرتسلا
لكل ما شاء فعلا فيك قد فعلا
أو أن ترى الله لا شيئا ترى معه
غشاك بحر جلال نوره اشتعلا
وقيل خلعك للارباب أجمعها
مع قطعك الكلَّ من اسبابك اتصلا
وقيل ان يستوي الاكثار عندك وال
إقلال لا تترجح واحدا فضلا
وغير ذلك مما ليس محتملا
لبسطه نظمنا لو أنه سِهلا
فصل في الأمل
ما القول في الأمل الممدود هل هو من
كبائر الذنب معدودا لدى العقلا
اذ في اسامة قد قال الرسول له
أراك ذا أمل قد طال واتصلا
هذا الحديث صحيح في اسامة اذ
شرى لمدة شهر أنسأ الأجلا
وليس ذلك عصياناً يعد ولا
من الحرام وحاشا ذلك الرجلا
وانما قال ما قال الرسول له
منبهاً واعظاً كي لا يُرى غفلا
اذا اريدَ من الآمال غفلتُنا
عن ذكرها ذم لذَّات الورى مثلا
مع التبسط في الدنيا ولذتها
من الحلال فلا إِثم به حصلا
لكن ذلك مكروه وتركك
ندب فذلك ينسي الموت والأجلا
وان اريد به تسويف توبته
مع ارتكاب المعاصي يبسط الأملا
فان هذا هو المجور نعلمه
كبيرة تحبط الأقوال والعملا
بحث ما القول في الأطفال غدا وما حكمهم
ما القول عندك في الاطفال يوم غدٍ
افي الجنان هم حسب الذي نقلا
ام غير ذاك وهل حكم الاناث هنا
مثل الذكور سواء حيثما نَزَلا
اطفالنا معشرُ الاسلام كلهم
في جنة الخلد مع آبائهم نزُلا
على الأصح لما في ذاك قد وردت
من الأدلة كادت تقطع العللا
لا فرق بين اناث او ذكروهم
هم سواء فيا طوبى لمن دخلا
اما أولو الكفر اطفالهم نقلوا
خلفا وصَححَ أنْ في الجنةِ الفضلا
ولا دليل لمن في النار قال هم
اذ لا ذنوب لهم اصلا ولا زللا
والله ارأف مِن ان يجعلن بشرا
معذّبا بذنوب الغير جل علا
ان كان قد رفع التعذيب دون دعا
للعاقلين بان يبعث لهم رسلا
فاللطف اولى بهذا ثم هم ولدوا
ايضاً على فطرة الدين الذي نزلا
ولا دليل كذا مع من يقول هم
قروا على جبل الاعراف فاحتفلا
فصل في كرامات الاولياء
ماذا ترى في الكرامات التي نسبت
للأولياء أحَقُ ذاك ام بَطلا
نعم هي الحق عند الجُل قد ثبتت
ولا اعتبار بمبدي نكرها جدلا
كادت ادلتها ان تبلغن الى
حد التواتر فيما قيل او عُملا
هل تبلغن إِلى إِحياء ميتنا
ام ذاك من معجزات الانبياء ولا
في ذاك خلف اتى والاكثرون على
وقوع ذلك منهم حسب ما نقلا
بحث هل في القرآن تفاضل
ما القول في سور القرآن أيَّتُها
قد كان أفضل فيما قاله الفضلا
الاكثرون على تفضيل فاتحة
عن شائر السُّور الَّلاتي بها نزلا
والآي ايضاً فهل من آية فضلت
عن سائر الآي ارشد سائلا سألا
الفضل في آية الكرسي مشتهر
بأنها افضل الآيات قد نقلا
مَن آلى يقرأ من القرآن أفضله
اذا قراها فهل حنث له حصلا
لا حنث يلزمه قد قيل حيث أتت
صحائح النقل بالتفضيل عن فُضلا
ان قيل افضل أو ان قيل اعظم هل
ما بين هذين فرق عند من عقلا
لا فرق يظهر في هذين لي ابدا
هما سواء اذ التفضيل قد حصلا
ما افضل الذكر عند العارفين اجب
كي اقتفي العلم فيما شئتُه عَمَلا
قراءة المرء للقرآن افضل من
سواه من سائر الاذكار فاحتفلا
وبعد ذلك فالتهليل حيث أتى
من ذلكم خبر للمصطفى نقلا
وقيل في الباقيات الصالحات لها
فضل على الكل الا من قرآ وتلا
وهي اربعة الالفاظِ قد جَمَعَت
صفات تنزيهه سبحانه وعلا
تسبيح تحميد تهليل وقد خُتِمَتْ
من بعدهن بتكبير لها كملا
بحث في علم الرمل
تعلمُ الرمل هل حل تراه وهل
صحت دلالته فيما به عملا
تعلم الرمل محجور وممتنع
والغيبِ لله لم يشركه فيه ملا
الا بوحي لمن قد يرتضيه له
بالوحي وهو ارتضى من خلقه رسلا
وذاك علمُ نبِي كان معجزة
له به يعلم التكليف والعملا
ولم يكن بعده في الخلق يعلمه
سواه إِلاَّ بتخمين له حصلا
ومدع علم ما يأتي بيوم غد
كذب مقالته في كل ما نقلا
لا يعلم الغيب في أرض ولا بسما
إِلا الإِله الذي ما شاءه فعلا
دلائل الوحي في القرآن قد نطقت
بنفي ذاك صريحا حينما نَزلا
فصل في احكام الجن
ومؤمنو الجن عل كالانس قد خلدوا
يوم القيامة في جناتهم نزلا
اما الاولى الزموا التكليف فامتثلوا
وآمنوا خلدوا مع من بها دخلا
هل أنبياء منهُم فيهم وهل رسل
وهل كتاب لهم من ربهم نزلا
لا انبياء ولا رسل لهم ابدا
بل رسلنا كتبنا كانت لهم رسلا
على الاصح وبعض قال بل لهم
مُؤَوِلاً اية الانعام اذ سئلا
ما حكم منكِر جنس الجن انهم
لم يوجدوا ابدا بين لنا السبلا
من انكر الجن بالكفر قد حكموا
عليه اذا خالف النص الذي نزلا
ومن ابوهم وما الاصل الذي نشئوا
منه وهل هو ابليس كما نقلا
ابوهم هو ابليس كما نقلوا
على الاصح ودع من قال عندك لا
وكان منشؤ ابليس كما ورد الذ
كر الجكيم به من مارج اشتعلا
وذاك خالص نار لا دخان بها
اجسامهم تقبل التشكيل منشكلا
لأنها لطُفَت نارية خفيت
عن العيون وتبدو تارة مَثَلا
كذاك قالوا وعند الله خالقنا
علم الخفيات ما يعلو وما سفلا
ماذا ترى في خطاب الله حين اتى
منه لابليس اذ يأتي وما امتثلا
هل كان تكليمه اياه يسمعه
من غير واسطة ابليسُ أم هو لا
الا بواسطة يأتي الكلام به
من الملائك كانت او بأي ملا
لقد سألت عظيما مشكلا هو لم
يدرك بوافر عقل يمنح العقلا
وانما هو سمعي ومفتقر
الى القواطع اما دون ذاك فلا
لان ذلك علميٌ دلالته
قطعية وهي لم توجد هنا مثلا
وكل ما عُلَمنَا التفسير قد ذكروا
من الادلة في هذا وما نقلا
فانما هي ظني الدلالة لا
يفيد علما ولا يشفي لهم عللا
لا يوجب العلم ظني فنعلمه
بل ان غايته ان يوجب العملا
وعلم ذلك مما لا سبيل الى
ادراكه دون وحي منه قد نزلا
اما ظواهر ايات الكتاب فقد
تقضي له بسماع القول منه بلا
لكن ذلك ظنيّ الدلالة لا
قطعيها حسبما قدمته مثلا
ابليس هل كان قبل الامتناع عن الس
جود في الكفر ام من بعده سَفُلا
هذا كذلك محتاج هناك الى
قواطع نحن لم نسْتطع لها سُبُلا
لكن ظواهر آيات الكتاب هنا
دلت على انه من بعده خذلا
وكان في سابق العلم القديم قَضَى
عليه بالكفر هذا ثابت ازلا
هل كان كفرانه جهلا بخالقه
ام عارفاً ربه ما كان قد جهلا
في ذاك خلف لديهم شاع عندهم
والاكثرون على الثاني وقد قبلا
ما كان يجهل ان الله خالقه
لكن تمرده ألقاه مختَذَلا
وهكذا سائر الكفار قد عرفوا
وعانَدوا سَفَهاً اذ خالفوا الرسلا
بحوث تتعلق باوصافه صلى الله عليه وسلم مع بحوث أخر
هل كان قبل رسول الله من احد
سمي محمد ممن قد مضى وخلا
ما كان يعرف هذا الاسم عندهم
من قبل موسى وعيسى هكذا نقلا
حتى اذا ذكر التوراة مبعثه
كذا به بشرَّ الانجيل اذ نزلا
سمى به نفر أبنائهم رغِبوا
في أن يكون هو اللَّذي يختم الرسلا
حتى تسمى بهذا عشرة عدد
وخمسة حسبما قد صح أذ قبلا
نَبِيُّنَا كم له قد كان من ولد
عليه غيث صلاة الله قد هطلا
اولاده ستة بالاتفاق ومن
يزيد عنهم فمع خلف لهم نقلا
اثنان منهم ذكور من تكنى به
والثاني من اسمه اسم الخليل تلا
واربع ام كلثوم وفاطمة
رقية زينب جاءت بغير وِلا
وكلهن لقد هاجرن مبتغيا
ت الفضل من مكة مع جملة الفضلا
قول العوامِ صباح الخير كيف ترى
هل جاز أم هو مكروه لدى العقلا
قد قيل يكره اذ قد كان ذلك من
قول اليهود تحيات لهم جعلا
فلا نشاركهم في ذاك نحن ولا
في كل هديهم قولا وما فعلا
ماذا ترى في تهاني الناس بعضهم
للبعض بالعيد هل أَصل له أصِلا
هل كان في السلف الماضين صحب رس
ول الله ام حادثُ من بعدهم فُعِلا
كذاك عند دخول الشهرِ أو سنة
جديدة يتهانوا حينما دخَلا
ونحو ذلك مما الناس تفعله
وقت السرور وأفراح لهم حَصلا
اما عن المصطفى في ذاك لم أَرَ مِنْ
قولَّيةٍ رويت إسنادها اتصلا
لكن عن النووي يرويه بعضهم
بأنه قال هذا جائز قبلا
وما به قط باس قال وهوَ له
أصل من السنة الغرّاء قد حَصَلا
المصطفى كم يصلي في تهجده
من ركعة داعياً للهِ مبتهلا
تقول عائشة كانت صلاة رسو
ل الله في عشر ركعات وقد فَصلا
ما بين كل اثنتين بالسلام الى
عشرٍ وواحدةً وتراً لها جَعَلا
لكن يطول قرآن الكتاب إلى
ما يعجز الأقوياءَ السادة النبلا
الاضطجاع الذي قد كان يفعله
هل فيه من خبر اسناده قبلا
من بعد سنة فجر كان فاعلَهُ
على اليمين اضطجاعا حسبما نقلا
نعم رواه كلا الشيخين متصلا
عن عائش امّنا قالت لقد فعلا
والترمذي وابوا داود قد رويا
ابو هريرة قالا قال ذاك الى
خير الورى من يصلي الركعتين قبي
ل الفرض فليضطجع نحو يمين على
هل قد روى ان هذا الاضطجاع اتى
بعد التهجد قبل الركعتين ولا
نعم روى ذاك لكن الصحيح بان
قد كان بعدهما لا قبل قد فعلا
اذا فما وجه انكار الذين له
قد انكروا حيث قالوا لم يكن قُبلا
كابن تيميَّة اذ قال لم يك بالمسنون
بل لاضطرار الكلِ قد فعلا
لعله لم يكن يبلغه ما وردت
به الاوامر فيه حسبما نقلا
هل صح من خبر في النهي عندكم
في الشجرة العنب المأكول اذ اكلا
عن ان تسم بكرم اذ رأيتهم
ينهون عن ذاك هل اصل له حصلا
نعم روى في الصحيحينن بنا خبر
ان لا تسموه كرما صح متصلا
وانما الكرم قلب المؤمن بل قو
لوا انه العنب الزاكي لمن اكلا
ما حكمة النهي عن هذا فقد خفيت
عليّ بين لي الاحكام والعللا
قد قيل حكمته خوف الرسول بأن
يدعوهم حسن هذا الاسم اذ فضلا
الى شراب عصير منه مختمِر
لذاك عنه ازال الحسن معتَزَلا
للاسم في كل ما سمي به اثَر
حسناً وقبحاً وفي افعال ما فعلا
هل صح تكريه قول المرء حيث أتى
إِني زرعت لهذا الزرع مرتسلا
نعم اراه صحيحاً قد تناقله
أئمة علماء قادة فضلا
ما وجه تكريهه ما كان حكمته
هل بين حرث وزرع فارق فَصَلا
الحرث القاك البذر الذي نبذت
به يداك بأرض تبتغي الغللا
وهو من فعل عبده والحقيقة لا
فعل بدون اله العرش قد حصلا
والزرع انباته اخراجه خضراً
ينمو وذلك صنع الله جل علا
وليس يشركه في ذلكم احد
به تفرد عن كل الورى عملا
هل كل مبتدَع بعد الرسول ترى
يأتي بذاك من التفصيل منفصلا
قد قال فيه اولو التحقيق قاعدة
وقرروها اصولا فادر ما أصِلا
كل الذي كان من بعد الرسول اتى
ولم يكن في زمان المصطفى فعلا
فأعرضوه على الاحكام خمستها
احكام فقه ففيها كله دخلا
من الوجوب وتحريم ومنتدب
ومن مباح ومكروه لمن عملا
فليس يخرج عنها وهو ملتحق
بها قياساً لدى من يعرف العللا
مثال تعليمنا للنحو لم يك في
عصر النبوة معروفاً لدى العقلا
واليوم يلزمنا فرضاً تعلمه
اذ دونه لعلوم الدين ما وُصلا
ولا سبيل الى ما في الكتاب وما
في سنة المصطفى الا به حصلا
كلا علوم لسان العرب اجمعها
لانه سبب للعلم قد جعلا
كذا الصلاة تراويح فمبتدع
فصار ذلك مندوباً لمن فعلا
والعلم تدوينه ما كان في كتب
ولا المدارس للتعليم فاحتفلا
فصار ذلك مندوباً اليه وقد
تراه آونة في واجب دخلا
اذ كل ما كان شيء له سببا
فكا المسبب حكما عند من عقلا
وما اتى في حديث كل مبتدع
ضلالة فعلى المحجور قد حملا
قد جاء ان رسول الله يفضل من
قبله انبياء كان او رسلا
على الخصوص فهل قد كان يفضلهم
على العموم كذا أم في العموم فلا
فضل الرسول خصوصا فاق فضلهم
وهكذا في عموم الفضل قد كملا
وصف الولاية للمختار أفضل من
وصف النبوة أم بالعكس قد جعلا
وصف النبوة بالاطلاق افضل من
وصف الولاية والمجموع قد كملا
للمصطفى فكمالات الورى كملت
ولم يزاحمه فيها قد أي ملا
هل جاز أو صح في فضل الولاية أن
يرقي لفضل نبوات ونيل على
ما جاز ما صح هذا قط من بشر
درك النبيين في الفضل الذي اكتملا
هذا السراويل هل كان يلبسه
صلى عليه اله الخلق ام هو لا
قد اشتراه روينا ذاك في خبر
ولم نجد خبرا في لبسه نقلا
نعم رووه بضعف قوله لأبي
هريرة البس السروال ممتثلا
لو كان بعدي كأنه عمر
هل صح ذاك حديثا حسبما نقلا
نعم عن الطبراني هكذا ورواه
الترمذي كذا قد قال من سألا
حور الجنان وولدان بها سكنوا
عل هم يموتون بالصعق الذي حصلا
هم لا يموتون إِذ لا موت قط لمن
في جنة الخلد والتنعيم قد نزلا
فهم يكونون ممن في الكتاب أتى
استثناؤهم يدر ذا من للكتاب تلا
مذلك القول في خُزان نار لظى
إذ موتهم يقتضي ابقاءها هملا
جبريل هل يحضر الموتى إذا احتضروا
أم يحضر البعض ام في كلهم هو لا
إِني رأيت حديثاً وهو افهمني
حضوره كل مقبوض وقد نزلا
إِلا إِذا كان ميتاً فهم جنبا
فليس يحضُره إِن لم يك اغتسلا
ميمونة بنت سعد قيل قد سألت
خير الورى وبذا افتي لمن سألا
سؤالها هل ينام المرء وهو على
حال الجنابة افتاها بلفظة لا
اي لا احب له اني أخاف بأن
يموت في نومه والحالَ ما غَسَلا
فان جبريل لا يحضره حينئذ
فدل هذا بان في غيره وصلا
نهيٌ عن النوم من بعد الطعام اتى
قبل الصلاة أو الذكر الذي حصلا
هل يقتضي عندك التكريه أو ادبا
ام ذاك نهي الى التحريم قد وصلا
هذا كنهي الى التكريه غايته
وليس يقضي بتحريم المنام على
لان خير الورى قد كان علله
بقسوة القلب ممن كان قد فعلا
هل صح ما قد روى قال الرسول انا
مدينة العلم حتى تم ما نقلا
وذلكم في علي دل فيه على
فضيلة العلم اذ بابا لها جعلا
نعم رواه جماعات وصححه
بعض وحسنه بعض من الفضلا
ضرب اليتيم لتأديب لمصلحة
في دينه أو لدنياه فهل حُلِلا
نعم اذا كان ضرباً لا يبرحه
ولا يجرحه قد جاز ما حظلا
جيب القميص لخير الخلق هل هو من
خلف ام الصدر كالمعتاد قد جعلا
دل الاحاديث أن الجيب فيه من الص
در الشريف كما في عرفنا حصلا
هل صح يبعث هذا الخلق كلهم
كل على عمل في موته عملا
فالزامرون وفي افواههم زمِر
والشاربون وكل منهم ثملا
وقيل يبعث شراب الخمور وفي
اعناقهم قدح سيما لهم جعلا
وهكذا كل من ماتوا على عمل
جاءوا به عَلَما كل لما فعلا
نعم لعدة اخبار تناقلها
من الوراة تقاة قاله فضلا
وذاك في الخير والشر الذي عملوا
دون المباحات ممن نام او اكلا
من مات وهو يلبي محرماً بعثوا
كذا ملبين في احرامهم نقلا
ومن يوذن في الدنيا فيبعث في
اذانه طائلَ الاعناق قد جعلا
ويبعث الشهدا والجرح يشخب من
دمائهم ريحه كالمسك ما اندملا
الحور قد وصفت بالعين ما هو ما
معناه اتحف بالعم سائلا جهلا
الحور جمع لحوراء وقد وصفت
بالعين جمع لعيناء سمت نَجَلا
اي ضخمة العين نجلاء لها سعة
انوارها تخرق الاستار والكللا
قد جاء في وصف حوراء بان لها
شفراً كمثل جناح النسر اي طُولا
ما الشفر ما هو معناه قل لي لا
تزال في كنف الرحمن مندخلا
اراد بالشفرَ هدب العين طال لِمَا
في العين من كبَر في قدرها جعلا
والذبح للموت بعد الحشر قد وردت
به الاحاديث ما معناه قد شَكَلا
اذ ليس جسما ولم يمكن تَصُّورنا
ايقاع ذبح على الاعراض مُمتثلا
او لهذا من التمثيل قد بلغت
فيه البلاغة اقصى مبلغ العقلا
وجائز خلق جسم اصله عرض
او كان من غير شيء كل احتملا
فَيُوقَعُ الذبح في جسم لينظره
كل الخلائق أن الموت قد قتلا
فيوقنوا بتمام الخلد حينئذ
فلا انزعاج بشيء منه قد ذُهِلا
كما روى انه يوتا به مثلا
في صورة الكبش حتى يذبحوه على
هذي احتمالات الفاظ النصوص لنا
والغيب لله ما قد شاءه فعلا
هل صح عندك من في الصحب آخرهم
موتا عليهم سحاب الفضل قد هطلا
عن الثقاة روينا ان آخرهم
ابو الطفيل الكناني وقد فضلا
واسمه عامر اي نجل واثلة
من اهل مكة فيها مات وارتحلا
ومات في عام عشر كان مع ماية
وقيل هام اثنتين للعلا رحلا
ثلاثة لهم روح وما خرجوا
من فرج انثى فمن هم واسدد الخللا
هم آدم ثم حواء وبعدهم
لصالح ناقة قد ارسلت لبلا
ومشرق مغرب في الأرض أين ترى
ما بين هذين ما الحد الذي فصلا
الحد بينهما مصر اذا دعيت
مصراً ومعناه حد هكذا نقلا
هذان ايهما قد كان افضل او
هما قد استويا في الفضل واكتملا
فيه الخلاف أتا والاكثرون على
تفضيل مشرقنا والفضل فيه على
لما به من مزايا الفضل اعظمها
ان الاله به قد يبعث الرسلا
وفيه مدفنهم قد ضم اعظمهم
وفيه بيتان للرحمن قد نزلا
والشمس منها حياة الخلق مطلعها
منه وكم غير هذا الفضل فيه على
هذا السواد الذي في البدر ما هو هل
من سُنةٍ اوضحت فيه لنا السبلا
نعم روى انه كالشمس كان له
ضوء وقوة احراق لمن سفلا
وقد محا ضوءه جبريل فهو س
واد المحو عن امره سبحانه وعلا
يقال لولا محى كان الضياء لنا
في الليل مثل ضياء الشمس مرتسلا
فتفسد الارض بالاحراق من حي
وان او نبات زروع او حشيش كلا
لكن حكمة مولانا ورحمته
ولطفه لجميع الخلق قد شملا
وقيل تلك حروف فيه قد كتبت
معناها اسم جميلٍ بعضهم نقلا
وممكن انه محو الجناح به
تولدت احرف تقرا لمن عقلا
والله اعلم بالمنقول صحته
لا علم لي انما اروي الذي نقلا
لاتغترر يا اخي حتى تقول لقد
اخذته عن فلان وهو قد قُبلا
فكل ما قلت في هذا النظام وفي
سواه احكيه عن اهل النهى الفضلا
بحوث تتعلق بالمهدي والمسيح
ان الاحاديث في المهدي قد كثرت
وانه خارج لا شك فيه ولا
من أين مخرجه بل أين مسكنه
بين وقاك آله العرش كل بلا
دل الأحاديث فيه ان مخرجه
من مشرق ثم لما مكة وصلا
يبايعون له بين المقام وبين الرك
ن بيعة اذعان لنيل على
وكان مسكنه من بعد بيعته
بيت المقدس قال القادة النبلا
عيسى بأي مكان عند مهبطه
من السما بهذي الأرض قد نزلا
فيه الخلاف اتى واختير ما وردت
في مسلم بصحيح النقل قد وصلا
بانه نازل عند المنارة من
شرقي دمشق اذا ما قيل قد نزلا
الشهد واللبن المحلوب ايهما
يكون افضل فيما قاله الفضلا
كلاهما فاضل والفضل في لبن
عن السيوطي قال الفضل فيه علا
ما القول فيما حكى اهل القصاص عن عنق
وابنها عوج هل صح أم بطلا
اني لقد كنت قبل اليوم معتقدا
صدق الذي قد رووه حسبما نقلا
ثم اطلعت على ما قاله فيه أولو التح
قيق والعلم ممن قد مضى وخلا
بانه كذب بل قال بعضهم
ضرب من الهذيان المحض قد جعلا
عيسى المسيح رسول الله كم عددُ
الاعوام يلبث في الدنيا إِذا نزلا
في اشهر القول فيه بل واكثره
يقيم سبع سنين حاكماً عدلا
كذاك في مسلم اما رواية من
في الاربعين فبعض ذاك قد حملا
على جميع الذي في الأرض يمكثه
بعد النزول وقبل الرفع فاحتفلا
فصل في فروق وقيود لغوية
ما الفرق بين شبيه والمثيل كذا
لفظ النظير ترى ام واحدا جعلا
هذي الثلاثة وضعاً كلها اتحدت
وفي اصطلاح المعاني بعضهم فصلا
فقال ما جمع الاوصاف اجمعها
من المقابل فهو المثل قد جعلا
يقال هذا كهذا مثله وكذا
مثيله حيث ساوى وصفه جملا
ومشبه الشيء ما قد كان شاركه
في اغلب الوصف لا في كله مثلا
اما النظير فما في البعض شاركه
ولو قليلا مع التفضيل منفصلا
ما كلمة من كلام العرب قد صلحت
اسماً وفعلاً وحرفاً كلها احتملا
هذي على حرف جر ثم انت اذا
امرت من مان من للمين قد فعلا
واسم كبعضٍ اذا جاءت مُبعّضَةّ
خذ من دراهمنا بعضا تصوغ حلا
كذاك في حرف جر وهي اسم فمٍ
ومن وفا فعل امر فافهم المثلا
المضمرات واسماء الاشارة هل
جزئية هي ام كلية كملا
اني رأيت بها خلف الائمة من
اهل اللسان وبعض فصل الجملا
فقال كلية وهي لما
فيه لما استعملت جزئية عملا
بحوث فقهية
من استعار كتاب العلم من اخه
هل جاز ينسخه ام ذاك قد حظلا
ما جاز ينسخه حتى يبيح له
في النسخ اذنا فان يأذن له فعلا
وان يجد غلطاً فيه ايصلحه
من غير اذن من الملاَّك قد حصلا
اصلاح ذلك نوع من تصرفه
يحتاج للاذن اما دون ذاك فلا
وجاز بل وجب الاصلاح في كتب
موقوفة ما عليها ملك أي ملا
وهكذا مصحف القرآن يصلحه
ان كان خطاً لا يشين ولا
لان ذاك كتاب الله ليس له
في الخلق من مالك في ملكه دخلا
هل جاز وضع كتاب العلم عندك في
ارض بلا حائل فرشا له جعلا
في ذاك شدة تكريه لان به
نوع امتهان بما ألقاه مبتذلا
ان لم يكن قصد استخفاف حرمته
وان يكن فحرام بئسما فعلا
فواجب ان يجل العلم طاقته
بكل ما كان في امكانه حصلا
وضع المصاحف بين الكتب اذ وضعت
يجوز ام فيه تكريه لنا نقلا
وضع المصاحف مع كتب العلوم ارى
كون المصاحف اعلاها لمن فعلا
وتحتها كتب التفسير ثم كذا
كتب الحديث تليها هكذا بِولا
ما كان افضلها ضعه بأرفعها
وهكذا ينبغي اجلالها عملا
الجن هل هم يصلون الجماعة والجمع
ات الاكنس ام قد خالفوا العملا
ان قيل قد كلفوا كالانس فهو كذا
اعمالهم مثلنا لم تختلف مثلا
وهو الاصح لاخبار به نطقت
صحيحة خلفها ما كان محتملا
وفي الكتاب كذاك الآي دل على
تكليفهم مثلنا فرضا وما انتفلا
ويقرأون كتاب الله هم وكذا
تعلموا العلم والأحكام والعملا
فيهم ملوك وفيهم مثلنا علما
يقضون بالشرع قاضيهم به فصلا
جاءت بذلك آثار واكثرهم
قالوا بصحتها اسنادها قبلا
تزويجنا لنساء الجن عندك هل
يجوز في حكم شرع الله ام هو لا
اني ارى العلما في ذلك اختلفوا
والاكثرون لديهم ذاك ما قبلا
اذ جنسنا لم يكن من جنسهم فهم
نار ونحن تراب في الثرى نزلا
وقيل عن بعض اهل العلم كان يرى
تحليل تزويجهم ممن مضى وخلا
حتى رأى المصطفى نوما فسائله
نكاح جنية هل جاز أم حظلا
اجابه هل ترى الانسان جاز له
ان ينكحن بقرة اجرى له مثلا
فرعون هل صح ما قد قال بعضهم
بأن ايمانه في موته قبلا
ما صح ذلك بل قد مات وهو على
كفرانه احاديث أتت جملا
وآكل مع قوم هم قد اشتركوا
في الزاد ان زاد عنهم جاز ام حظلا
ما جاز ذلك الا ان يكن اذنوا
له جميعاً واما دون ذاك فلا
عن القران بأكل التمر قد رفعوا
لنا حديثاً وفيه النهي قد حصلا
فاكشف لنا عن معاني النهي هل هو في
عمومه ام على التخصيص قد حملا
النهي اطلق فيه ما وجدت له
مخصصاً فاقتضى تعميم من اكلا
وبعضهم خص من في الاكل شاركه
سواه من دون اذن حسبما نقلا
لكنما القول بالتخصيص مَّطلبٌ
دليل تخصيصه والحال ما حصلا
لكن وجدت حديثاً قد نهيتكموا
عن القران الا فلتقرنوا عملا
فالله وسع ارزاق العباد لكم
فدل هذا بأن النهي قد شملا
هل ذلك النهي خص التمر تعلمه
ام في الفواكه ام في كل ما اكلا
في ظاهر الامر ان النهي فيه على العمو
م يؤخذ من تعليله مثلا
بل قال بعض اذا الضيفان قد اكلوا
كان التساوي عليهم واجبا جملا
لا يجعل البعض فوق البعض لقمته
فذاك حيف ومقت بالذي فعلا
تكبير تالي كتاب الله آخره
من الضحى هل من المسنون حين تلا
تلك القراءة للبرى نسبتها
واهل مكة فيها تابعوا عملا
جاءت احاديث فيها ترو من طرق
رفعا ووقفا لبحر العلم قد وصلا
والشافعي روينا عنه كان يرى التك
بير من جملة المسنون قد نقلا
هل جاز يتلو كتاب الله في طرق
حال المرور بها ام ذاك قد حظلا
ارى الكراهة فيه خوف غفلته
او شاغل عن حضور القلب قد شغلا
ومن تلى بمحل حل جانبه
نجاسة ما ترى فيمن هناك تلى
ارى الكراهة ان كانت بجانبه
ولم تمس له ثوباً عليه على
وهكذا عند دوران الرحى كرهت
وكل صوت على القرآن حين تلا
هل جاز يقرأ في الحمام داخله
ام ذاك يمنع ممن فيه قد دخلا
يجوز من طاهر الاثواب مع بدن
في موضع من نجاسات الجميع خلا
لكنه خالف الاولى وبعضهم
بكل حال يرى تكريه ما فعلا
وهكذا قولنا في كل مغتسل
من كل مغتسل في الماء اذ غسلا
هل ذاك حكم على من يجهرن به
والسر أرخص ام للكل قد شملا
هاذا كحكم على تالي الكتاب ولو
تلاه سرا اذا ما حل مغتسلا
لكن اذا خاف من جن ونحوهم
فكان يتلو احترازاً جاز ان فعلا
هل الصلاة لها حكم التلاوة في
هذا المحل ترى ام فارق حصلا
حكم الصلاة هنا قالوا اشد لماً
زادت به من مزايا الفضل مكتملا
ان الشياطين لا تهتم في عمل الانس
ان مثل مصل قام مبتهلا
خلاف قارئ قرآن كتابته
عن كل ممتهن قولا كذا عملا
دريهمات لنا هل جاز نحفظها
في ورقة فيها بسم الله قد جعلا
ما جاز ما صح هذا جل خالقنا تقدست آيُهُ اسماؤه وعلا
هل الملائكة الغر الكرام ترى
هم يقرأون كتاب الله مذ نزلا
جبريل قد صح ان قد كان يقرؤه
على النبي اذا بالوحي جاء تلا
اما سواه من الأملاك فاختلفوا
والوقف عن بعضهم في ذلكم نقلا
والمثبتون استدلوا بالكتاب له
بآية التاليات الذكر خيرِ ملا
فصل جامع لمسائل مختلفة
بين لنا العُربَ الاتراب نلت هدى
من قوله عزنا سبحانه وعلا
العُرب جمع عَروب وهي من عشقت
لزوجها قلبُها ما كان عنه سلا
وجمع تِرب بكسر التاء قيل له
في الجمع ذلك اتراب لمن سألا
يقال تربك من ساوك في عدد السن
ين الرجال تساوي هكذا جعلا
وفي حديث روى عن جعفر عربا
كلامها عربي جانب المَيَلا
وسنهن ثلاث كلهن اتى
مع الثلاثين اعواماً مضت كَمَلا
السابقون واصحاب اليمين فهل
في الحور قد اشركوا ام خصصوا مثلا
نعم قد اشتركوا في الحور ثمت في
هذي النساء جميعا حظهم كملا
يعطون من ذا وهذا كلهم وهم
تفاوتوا درجاتٍ فضلهن علا
السابقون بلا شك لقد قُربُوا
وفضلوا نزلا والكل قد فَضُلا
هذا كتاب اله العرش انزله
قد قال في رمضان جملة نزلا
لبيت عزته ادنا السماء متى
قد كان انزاله في الشهد قد جعلا
قد كان في ليلة القدر التي شرفت
وهيَّ رابعة العشرين قد نقلا
هذا المقال عزي للاكثرين وقد
جاءت سواه مقالات عن الفضلا
هل صح من يقرأ القرآن يلحن في
اعرابه فله عشر كما نقلا
هذا حديث ضعيف وهو منقطع
وفيه قد قيل كذاب له افتعلا
مثقال ذرة ما معناه هل وجدت
للذر وزن مثاقيل لها ثَقُلا
مثقال ذرة يعني ما توازنه
اي وزنها نفسها في ثقلها جعلا
وهي واحدة النمل التي عرفت
وهي اصغره شكلا ولاشكِلا
وحبة من شعير وازنت ماية
من جنسها هكذا عن بعضهم نقلا
قد بارك الله في ارض واخبرنا
فاي أرض تراها افت من سألا
هذي هي الشام ارض قدست وبها
حشر الورى وبها عيسى اذا نزلا
وكل ماء يرى عذباً فمخرجه
من صخرة عند بيت المقدس انهملا
ما الفرق بَّين لنا بين الشريعة او
بين الحقيقة نلت العلم والعملا
تخالفا بفروق عدة عرفت
للسالكين الى تحصيلها السبلا
علم الظواهر من احكام خالقنا
شريعة وبها قد ارسل الرسلا
وانزل الكتب اللاتي تخبرنا
بمالنا وعلينا واجباً عملا
بها تعلق تكليف العباد فلا
عذر لتاركها لو كان قد جهلا
هي الأساس وهي الاصل بل شجر
وذي الحقيقة فرع يثمر الغللا
هذي الحقيقة اثمار الشريعة منه
ا تجتنى وبها منها لها وُصِلا
هذي الشريعة بحر والحقيقة
فيه الدر يخرجه منه نهى العقلا
هذي الشريعة في التمثيل عندَهم
كمعدن ضم تبرا في الثرى نزلا
ام الحقيقة فهيَ التبر حين صفا
فصار كالذهب الصافي علا فعلا
ومثلوها بوجه آخر لبنا
وذي الحقيقة زبد خالص مثلا
علم باحوال تطهير الجوارح من
معنى ام افترقا اوضح لنا السبلا
لا بل قد افترقا معنى وبينهما
حكم العموم مع التخصيص قد فصلا
ما الفرق بينهما أين الأعم وما
هو الأخص أليسا للعلا وصلا
الزهد ترك الدنا مع قصد آخرة
باعوا الدنيَّ بأعلى منه حيث غلا
اما التصوف طرح النفس بين يدي
الله لا عوضاً يبغي ولا بدلا
من بعد ما كان زكاها وطهرها
من المآثم بل من كل ما رذلا
فالزهد يدخل فيه ثم زاد بما
عداه عدة اوصافٍ بها كَمَلا
اعدا عدوٍ الى الانسان ما هو قل
فالحق لاشك ممن قاله قبلا
لا شيءَ اعدا الى الانسان نعلمه
من نفسه لم تزل امارةً ببلا
ولا صديق له بل لا معين له
بعد الأله كمثل العقل ان عقلا
العقل هل جوهرا قد كان أم عرضا
وما الاصح هنا فيما يرى العقلا
أني لفي ما مضى قد كنت أحسبه
جسما لطيفاً سوى في الجسم اذ سهلا
واليوم أقرب عندي كونه عرضاً
اذ لا قيام له من نفسه حصلا
ما عُزلة دون عين العلم من احدٍ
إِلا وكانت عليه زلة زللا
وان تكن زاي هذا الزهد قد نزعت
فعلة هي في حق الذي اعتزلا
ماذا أضر على الأنسان عاقبةً
في دينه يختشي منه نزول بلا
لا شيء عندي على الانسان اخطر من
ثلاثة فاحذروها رأس كل هلا
بطن وفرج لسان ثم ثالثها
اضرها فاحذروا يا أيها الفضلا
ان اللسان صغير جرمه وله
جرم كبير كما قد جاءنا مثلا
ما أفضل الصدقات اللاتي ينفقها الانس
ان يبغي رضى الرحمن منتقلا
لاشيء انفع من شخص تراه على
ضلالة وعمى ارشدته السبلا
هل في الكتاب كتاب الله جاز بأن
يفضل البعض عن بعض لدى الفضلا
كقولهم هذه من تلك افضل من
آي وفي سور ام ذاك قد حظلا
انى ارى العلما في ذلك اختلفوا
اجاز اكثرهم والبعض قال فلا
عن بعضهم قال اني لم ازل عجباً
من مانع مع نصوص أوردت جملا
قال الحكيم لنا نصحاً وموعظةً
من يشته القول فليصمت ولا يقلا
ومن الى الصمت تاقت نفسه شرها
كان الكلام به احرى اذا اعتدلا
والعقل افضل مرجو يلاذ به
والجهل انكى عدو للذي جهلا
امثال
اتى معاذ رسول الله قال له
اخبرني عن عمل يدخلني دار علا
وينجني من عذاب الله قال له
سألتني عن عظيم قل من سألا
وانه ليسير للذي سبقت
له عناية مولاه وقد سهلا
أدِ الفرائض واترك ما نهيت وخذ
من اللسان حذار الرأس كل بلا
وهل يكب الفتى في النار نار لظى
كباً على الوجه الا منطق حظلا
اصل الفتى عقله قد قاله عمر
ودينه حَسَبٌ من دان ما رُذلا
لا تتهم يا اخي مولاك قط بما
يقضيه فيك من المكروه لو ثقلا
فاصبر وفوض وقل ما اختار ذلك لي
الا لتقريبه اياي دار علا
الا ترى الانبيا والرسل قد نزلت
من الرزايا بهم نيلوا بكل بلا
يجرب الذهب الصافي بنار لظى
وبالبلايا اختبار العبد ان فضلا
عجيبة جئت عنها سائلاً املي
كشفُ اللثام فبلغني بها الأملا
ارى الورى استكلبوا وقت الغلاء على
اكل الطعام فكل ما رأى اكلا
حتى إِذا اتسعوا والرزق در وضرّ
القحف فرَّ تراهم جانبوا الاكلا
ما السر في ذا اقول السر فيه كما
اجاب جعفر فيه عنه من سألا
من هذه الارض كل الناس قد خلقوا
فهم بنوها ومنها رزقهم جعلا
فان تكن قحطت جاعت وهم تبع
وان تكن رويت لم تحتمل بللا
والناس كالارض في الاوصاف اجمعها
لانهم بعضها كانوا فَعِ المثلا
هذي المروة والعقل الشريف فما
يكون بينهما الفرق الذي فصلا
العقل ما كان امارا لصاحبه
بكل انفع في داريه فاحتفلا
واجملُ اكملُ الاحوال افضلها
وحي المروة يوحيها لمن كملا
ما حكمة القصَص اللاتي بها ورد
القرآن للمصطفى عن من مضى وخلا
قد قيل عن بعضهم في ذلكم حكم
خمس سنذكرها في نظمنا بِولا
الاولى اظهار ان الله ارسله
إِذ كان يخبر عمن حاله جهلا
ولم يكن قارئاً أو كاتبا ابدا
ولا يجالس من يقرأ بل انعزلا
والثاني كي يقتفي اخلاق من سلفوا
من انبياء ومن رسل ومن فضلا
وثالث الحكم اللاتي هنا بعدت
تثبيت خاطره لا ينزعج مثلا
كذا ليخبره عما أعد له
من رِفعة القَدَرِ السامي لكل ملا
الرابع القصد تأديب لأمته
ليتركوا ما من الاعمال قد رذلا
الخامس القصد تخليد الثناء على
ذوي العلى انبياءً كان او رسلا
قد قال بعضهم ان العلوم الى
ثلاثة قسموها قد اتتك ولا
فرافع نافع ثم المزين خذ
تفسيرها بعد هذا جاء مكتملا
علم الشريعة ذو رفع لصاحبه
والنافع الطب والآداب فهي حلا
عن الشيخ ابن العربي في معرفة ليلة القدر
إِن كان صومك بالزهراء أوله
فليلة القدر عشرون وتسع خلا
وان تكن يوم سبت فهي واحدة
من بعد عشرين فاستصلح لها العملا
وان يكن صومنا قد هل في احد
كانت بسبعة والعشرين فاحتفلا
وان يكن هلّ بالاثنين كان لها
في تاسع العشر وصل نوره وصلا
وبالثلاثا اذا بدر الصيام بدا
فخامس بعد عشرين ادعُ مبتهلا
وان يك الصوم يوم الاربعاء أتى
كانت بسابع عشر نورها اتصلا
وان يك بخميس كان مقدمها
في ليل تاسعة الشهر الذي دخلا
انتهى
ان المصيبة ان تصبر فواحدة
وان جزعت تكن ثنتين فاحتفلا
النفس اقوى القوى ان توبعت لهوى
على الذي سامها المرعى وقد غفلا
الوعد منك سحاب غير ذي مطر
لكن انجازه الغيث الذي هطلا
ان الولايات لا شك مغيرة
اخلاق اربابها ممن يلي العملا
فاقنع بعشر وداد الخل حين يلي
ولاية قبلها واستحضر المثلا
مالي ارى ثقلاء الناس اثقل من
حِمل ثقيل ولو كان ذا جبلا
الحمل يحمله اثنان روحك مع
جسم وما غير روح يحمل الثقلا
قد قيل للاعمش المعروف لم عمشت
عيناك قال من الابصار للثقلا
عن بعضهم قال حمى الروح تنشأ من
مجالس الثقلا بعداً لمن ثقلا
لا تغد تلعن ابليساً علانية
وفي السريرة قد اتحفته بِوِلا
حكم
يا أيها الرجل اللاهي بغفلته
افق والق إِليَّ السمع مقتبلا
اتدر انت لما كلفت تعبده
وحمل الخلق تكليفاً بما ثقلا
لكي يذكر هذا الخلقَ أَن لهم
ربا قديرا عليهم ما يشا فعلا
فيذكروه ولا ينسون قدرته
ويضرعون اليه عندما نزلا
لولا ينبهه زجر التكلف بالاعم
ال مع مرض يغشى فقد غفلا
وكان ينسى بان الله خالقه
وهو رازقه من كل ما أكلا
ان الانام جميعا هم فرائس لل
أيام قد صَيرت كُلاً لدار بلى
ما نال من ظَفَرِ قط الذي ظفرت
به الليالي فسالم تبلغ الاملا
من كان يوقن ان الله يخلف ما
قد كان ينفق للانفاق قد بذلا
وخير مدخر من خير مدخر
هي التقى من تقيِ يخلصُ العملا
قد قيل أجمل ملبوس وأحسنه
لباسك الورع الكاسي لك الحللا
اذا طلبت من الدنيا تمولها
ان كان لابد فاطلب منه ما حللا
واجمل الطلب المقصود مجتنبا
شراهة النفس وانفق في الذي جملا
من أشجع الناس اخبرني فديتك هل
عرفت اشجع هذا الخلق قلت بلى
من كان أعطي حلما يطفئَّن به
لجمرة الغضب الذكي اذا اشتعلا
بعض السكوت لبعض القول ابلغ من
جوابه وهو اشفى عند من عقلا
كفا شفيعاً لذى ذنب ظفرت به
تحصيلك الظفر الكافي إِذا حصلا
وكل ما يحس الانسان من عمل
فذاك قيمته فاستجود العملا
اذا نطقت صوابا فافرحن به
وافرح كذاك بما لم تنطقن مثلا
واحزم الناس رأيا من تراه يقي
لنفسه بثراء المال مبتذلا
ومن يقي دينه بالنفس فهو كذا
يكون احزمهم بل اعقل العقلا
اياك والحسد المذموم فاعله
يغتاظ من برءآء ما جنوا زللا
وكل ذي بدن لا شتكي ألماً
كالمال ليس يزكا ارسلوا مثلا
والدَّين قد قيل هم الدين فاجتنبوا
اخواني الدَّين ما اسطعتم له السبلا
واشكر الناس اولى بالمزيد فكن
عبداً شكوراً لمن اعطاك ما وصلا
وقيل في الشهوات الذل اجمعه
وكل حُريةَّ في رفضها جعلا
تعزز الغضب البادي عليك فلا
يقاوم الذل وقت الاعتذار ولا
احفظ لسانك واتقه وكن حذراً
حر الجواب اذا اطلقته زللا
اقل اخي عثرات للكرام وكن
عن اللئام اخاً بعد ومعتزلا
واستغن جهدك عن ذا الخلق مقتنعا
برزق ربك لو نزرا ومكتفلا
ما أقبح المرأ في ذل الخضوع إِلى
من دونه يبتغي جدواه مبتذلا
ما أقبح الطبر من شخص ينال غنى
أما درى عله يعكي لاجل بلا
ان القناعة في تمثيلها شجر
ثمارها راحة العقبى لمن فعلا
امت مطامعك اللاتي نبتن على
ارض النفوس ليحيى عزها جذلا
ان اجتناء محبات الورى اقتطفت
من التواضع مضروب لكم مثلا
والكبر يُثمر مقت الغارسين له
كل الورى عن حماه فرَّ معتزلا
واحزم الناس رأياً من تراه يقي
بماله نفسه في حادث نزلا
ومن يقي الدين بالنفس الثمينة اذ
للدين كل ثمين قل ان بذلا
اذا اعتذرت إِلى خل لما صدرت
اليه منك خلال وصفها رذلا
فلا تعد مرة بالاعتذار تكن
كمن يذكره الذنب الذي حصلا
ان الجليس جليس السوء بعدك عن
فنائه هو أنس فاقتن البدلا
خير الكنوز واغلاها واذخرها
هي العوافي ولكن عنه قد غفلا
اقلل كلامك مهما استطعت قلته
فيها السلامة من اثم وكل بلا
وكل شيء له بذر يولده
وللعداوة بذر المزح قد جعلا
اخي إِن قلوب الناس اوعية
وخيرها ما يعي خير الذي عملا
وللعلوم خزانات مقفلة
اقفالها الجهل فافتح ما بها قفلا
ثلاثة عدد لا رابع لهم
هم اعقل الناس بل هم جملة العقلا
ترَّاك دنياه قبل الترك منها له
وعامر قبره والحال ما دخلا
ومن على كل حال أرضى خالقه
من قبل يلقاه بالموت الذي نزلا
عن بعضهم قال كن لله انت كما
يحب منك يكن كما تحب ولا
ذو العقل يعمل باللذ كان يعلمه
ويسأل العلما عن كل ما جهلا
من وكل الله في كل الامور يجد
لكل خير سبيلا يفضل السبلا
ودولة الجهلا قد قيل في مثل
بانها هي كانت عبرة العقلا
ذو الجهل يطلب هذا المال يجمعه
ويطلبن كما لا كل ما عقلا
قابيل هابيل أين القتل منه له
باي موضع هل تدريه قد قتلا
يقال قد كان اعلى مكة بحراً
حذاء عقبته يا حسنه جبلا
من الذي كان القى شبه سيدنا
عيسى المسيح عليه حينما قتلا
قيل اسمه قلطيانوس وبعضهم
قد قال ذاك اشوع هكذا نقلا
وهو الذي كان قد دل اليهود على
عيسى فعوقب قتلا بالذي فعلا
مواعظ
عن السفيه فاعرض إِن ذاك لمن
يأتيه راحته من نيل كل بلا
لا تهجرن أحدا شينا ولا حسناً
واوسع الخلق عفواً زان او رذلا
فالعمر اقصرُ ما أن كان محتملا
لهجر من عن قريب عنك قد رحلا
واستر اخاك ولا تكشف لعورته
فربما فيك ما فيه وقد جُهِلا
جواذب النفس للدنيا لتعلمها
لا سيما وتراه اخذه سهلا
ولا كذاك دواعي نيل آخرة
فالامر بالعكس مع من يفهم العللا
ها ذاك طبع وهذا بالتطبع لا
ينقاد الا بقهر قاسر حصلا
فالطبع في ميله كالماء حين جرى
تراه يجري هبوطاً لا تراه علا
فان اردت إلى فوق لترفعه
يحتاج ذاك إِلى تكليفك العملا
يا فاتحا مقلتيه ناظراً بهما
زخارفاً ولذاذات بها جذلا
اغضض لباصرة وافتح بصيرتها
ترا هنالك سماً خالط العسلا
ان البدايات في كل الأمور لها
حكم النهايات فانظر ما يجيء ولا
من أبصر الحب منثورا ولم ير ما
تحت التراب هو الفخ منجدلا
انظر اخي تمثل ساعةً حضرت
فيها ملائكة الموت الذي نزلا
انظر هناك مرارات تَجَرَّعُهَا
بحسرة منك في تفريطك العملا
وهل تقاومها تلك الحلاوةُ واللذاتُ
فيما مضى هيهات ذاك خلا
قد استحال حلاوات الذنوب اذا
حل البلى علقما ان كان قيل حلا
اذا عقلتَ فراقب للعواقِ لا
تَمِل مَعَ الحِس بل لا تُمهل المَهلا
ومن تفكر في عقبى الحياة رآى
عجائبا جمة تستنهض العقلا
ومن يتقن ان الطرق طائلة
والرصد من حولها قد ضيقوا السبلا
فينبغي أن يكون الزاد ذا سعة
مع السلاح والاوجاع او قتلا
ما أعجب المرأ في أمر يكون على
عين اليقين فيساه كمن ذهلا
وقد تحقق في حال له ضررا
بدون شك فيغشاه كمن جهلا
مالي ارى النفس لا تنفك غالبة
عليك في ظنها ان لا تنال بلى
فصل يحوي مواعظ جمة
من اعجب العجب المغرور معتقد
ذاك الغرور سرورا وهو قد عقلا
من العجائب من في اللهو مرتعه
والقلب عن لهوه في سهوه غفلا
من العجائب من عما يراد به
وما اليه دُعي قد فر واجتفلا
يا ساحبا ذيل تيه غره أمل
بصحة نسي الاسقام والعللا
مالي اراك غفولا لاهيا فرحاً
من نيل عافية تستقدم الاجلا
مصارع الصحب ولاحباب حولك قد
أرتك مصرعك الادنى ولا مهلا
في نيل ذاتك اللاتي شغلت بها
تخريب ذاتك فاترك كل ما شغلا
اما سمعت باخبار الذين مضوا
اما ترى الدهر بالباقين ما فعلا
لفظ التحسس حيث الحاءِ مهملة
مع التجسس هل فرق هنا حصلا
نعم يقال بجيم ان بحثت عن الش
ر القبيح باعجام فع المثلا
والبحث في الخير والاصلاح تكتبه
هناك بالحاء فيه اهملت هملا
لم سُمّي العجل عجلا هل له سبب
قد صح عندكم فيما مضى وخلا
نعم بان بني يعقوب قد عجلوا
ليبعبدوه لهذا سمي العُجلا
وكان قد غاب موسى عنهم زمن الم
يقات فاستعجلوه قبل أن يصلا
كم كان ميقات موسى منذُ فارقهم
حتى انقضى زمن الميقات واكتملا
قد كان شهرا تماماً ثم تممه
بعشرة ربه سبحانه وعلا
من أين كان هذا العجل اذ ظفروا
به وما صفة استخراجه مثلا
قد صاغه السامري من حليهم
مع قبضة الاثر الروحي الذي نزلا
السامري الذي قد صاغه لهم
ما اسمه هل بيان في اسمه نقلا
نعم يقال اسمه موسى فتى ظفر
كذاك قرره بعض من الفضلا
هل صار عجلا اخا لحم وفيه دم
ام جسمه ذهب اذ خار او صهلا
خلف بوجهين بل قولين قد وردا
وصححوا اول القولين فاحتفلا
وما الخوار أين معناه نلت هدى
وكيف تقييده اوضح لنا السبلا
ان الخوار بضم الخاء من بقر
صوت الصياح اذا ما الصوت كان على
ما اسم بلقيس اخبرني فقلت له
ان اسمها تعلة ياخير من سالا
هذا على لغة في حمير نسبت
معناه زاهرة فافهم وع المثلا
وبعضهم اسمها قد قال بلهمة
وامها بنت جن هكذا نقلا
ما حكمة الله في خلق الورى وكذا
في سائر الخلق ايضاً غير من عقلا
وهو الغني عن المخلوق اجمعه
لم يفتقر للسوي سبحانه وعلا
اسمع هديت الم تسمعه قال لنا
اتحسبوه عبثاً خلقي لكم هملا
وما خلقتكم إِلا لمعرفتي
فتعبدوني فاجزيكم بنا عُملا
اما المكلف فالتشريف يطلب من
تكليفه لينال النفع والغللا
وسائر الخلق فاعلم انما خلقوا
طرا لنفع بني الانسان حيث علا
فضلا عليه وتشريفا وتكرمة
من ربه ليزيد الشكر والعملا
دلت لذلك آيات الكتاب لمن
تدبر الآي واستقصى لها الاملا
فأنت حينئذ لم تخلقن سوى
لتعبد الله خلاق الورى وعلا
فأنت تعرف اخي ما قد خلقت له
لم تشتغل بسواه هكذا العقلا
من أجلك الله هذا الكون أوجده
لولاك ما كوّن الاكوان ما فعلا
فانت لله موجود ومخترع
ولم تكن لسواه فافهم المثلا
لذاك قد صور الاكوان اجمعها
في صورة البشر الأنسي ممتثلا
مالي اراك على الدنيا اخا اسف
تريد تجمع منها فوق ما أكلا
أليس تكفيك منها بلغة حصلت
ككسرة الخبز مع ثوبيك ان حصلا
أليس دار نفاد لا خلود بها
ومركب لعبور لا حبور ولا
اما سمعت كلام الله خالقنا
قد جاء في الذكر مضروباً لنا مثلا
دنياكم هذه كالماء انزله
فانبت الزرع مما حُشَّ او أكلا
فان عقلت أخي فاطلب لنفسك ما
تنجو يوم لا مال يقيك ولا
واترك هواك ودنياك الغرور فقد
نهاك ربك ان تغررك فامتثلا
واسلك سبيل رسول الله مقتفياً
آدائه في الذي قد قال او فعلا
عليك بالصدق والاخلاص انهما
يبلغان الفتى اعلى العلى النزلا
وطهر القلب من كل الرذائل لا
تضمر الى احج سوءً وان جهلا
فالله سبحانه لا ينظرن إِلى
جسم الفتى بل الى القلب الذي فضلا
وتب إلى الله من كل الذنوب وفي
كل الزمان ومما دق او جَلَلا
كذلك المصطفى قد كان يفعله
وكل خير ففي المصطفى فعلا
اني لاستغفر الرحمن لنا
في اليوم سبعين اوما فوقه جللا
بحوث
من الاولى ذكر الرحمن انهم
ثلاثة وعليهم تاب اي قبلا
نعم اولئك من صحب النبي هم
كعب بن مالك اوسي وقد فضلا
مرارة بن الربيع العامر هو الث
اني وثالثهم فالواقفي تلا
واسم هذا هلال واسم والده
امية ومن الانصار كل اولا
ما كان ذنبهم حتى يضيق بهم
رحب البلاد الذي يؤدي لكل ملا
تخلفوا عن رسول الله حين غزا
تبوك ما اعتذروا عذراً لهم قبلا
وغيرهم جاء بالاعذار كاذبةً
والمصطفى فعلى صدق لهم حملا
وقوله خُلفوا يعني تأخرهم
عن القبول الى ان فيهم نزلا
كم قد تزوج خير الخلق من عدد
خمس وعشر فتى الكلب قد نقلا
لكن بثنتين لم يدخل وغيرهما
فكلهن بهن المصطفى دخلا
وكنت احسب ان البعض زاد على
هذا الى سبع عشر ان يكن قبلا
هل الثلاث مع العشر اجتمعن له
معا بوقت أفد مسترشداً سألا
لا علم لي بل روينا جمع واحدة
منهن مع عشرة ان صح ما نقلا
وانه مات عن تسع جمعن له
بذاك جاء صحيح النقل متصلا
وهل تسرىّ رسول الله من أمة
نعم تسرى اثنتين هكذا وَصَلا
مارية ام ابراهيم ثم كذا
ريحانة من يهود قد روى الفضلا
الوصف لفظ على ذات بدل مع اع
تبار معنى هو المقصود فاحتفلا
مثال قولك زيد فاضل فترى
من فاضل ذاتَ زيد فضلها كملا
امثال
فرائض الله للانسان تذكره
بربه خوف أن ينساه اذ غفلا
من صدق الله في خلف العطية لم
يبخل بل الشك في قلب الذي بخلا
العز والمجد والاجلال اجمعه
في رفضكم شهوات النفس يا عقلا
وكل دار لها باب لقاصدها
فمن اتى الدار من باب لها دخلا
وباب اخراكم الموت التي نكصت
عنه النفوس وكل فر محتفلا
لكن مفاتيح ذاك الباب تجعله
سهلا ذلولا لآياته إِذا وصلا
وما مفاتيح باب الموت يا سندي
حتى يكون سلاماً هيناً سهُلا
تلك المفاتيح اعمال يقدمها
الى المليك هدايا قبل ان يصلا
لا تفرحن بقول قد نطقت به
حتى تكون علمت الحق فيه علا
وافرح بمكنون ما لم تبده ابدا
اشد من ذلك المنطوق لو قبلا
العدل من ملك خير لامته
من خصب ارضهم بالغيث اذ نزلا
ولا عِمارة ارض حيثما ضُرِبت
سُرَادِقُ الجور ممن يلي عملا
اولى واجدر هذا الخلق كلهم
برحمة الخلق والخلاق يا عقلا
من ذاك من هو هذا علامٌ حسنت
خلاله في حثالات من الجهلا
شكر الغني لباديه على نعم
هو الحلي به تزيينه جعلا
ثم العفاف مع الصبر الجميل لذي
فقر فزينته هذا به جملا
وشر ما صحب الانسان لقلقة
والصمت نعم قرين قارن فضلا
احسن مصاحبة الدنيا بصحبتها
قليلة عن قليل سرت مرتحلا
وحسن صحبتها طاعات خالقها
والبر بالكل ممن فوقها احتملا
قد قيل ان قلوب الناس اوعية
وخيرها ما وعى الخير الذي حصلا
اشد من قوت حاجات الورى طلب الع
لم الشريف فمفتاح لما قفلا
في دولة الجهلا قد قيل معتبر
لكل معتبر من سائر العقلا
ما اعدل الحسد العادي وانصفه
بدأ بصاحبه العادي له قتلا
اذا جهلت قليل العقل تعرفه
بكثرة النطق في هزل له هزلا
مطية الصبر لا تكبو وصيقله
لم ينب قط فمن يركب فقد وصلا
ما اسم ملتقط التابوت حين غدا
موسى الكليم به في اليم مرتسلا
عن السيوطي قد قال اسم ذلك صا
بوت كذاك عن النقاش قد نقلا
الصدق قد قيل والاخلاص ما اجتمعا
الا وكانا خلاصا للذي فعلا
امثال
اسواق العرب القديمة
العرب كانت لهم اسواق تجمعهم
في الجاهلية فيها كلهم وصلا
باي ارض ترى كانت مواضعها
ارشد بعلم اذا علم لها شملا
نعم ثلاثة اسواق لهم عددا
مجنة وهو بالظهران فاحتفلا
وذو مجاز يسار الواقفين اذا
كانوا لدى عرفات واقفين على
وغير ذين عكاظ بين نجدهم
وطائف وضعوها هكذا نقلا
امثال
مواعظ
يا ايها الرجل اللاهي بغفلته
ويك انتبه انه قد خاب من غفلا
هذا الذي انت فيه ما خلقت له
بل قد خلقت لشيء غيره عَمَلا
خلقت لله عبدا كي تعظمه
وقد اعد لك الاكرام والنزلا
ولاك مولاك من دنياك ما تصلن
به اليه وما ولاك ما فضلا
وانت تعبد دنياك التي نظرت
عيناك زخرفها واستغوت الجهلا
ليلا نهارا طوال الدهر تجمعها
حلا وحرما اهذا حال من عقلا
هل قد نسيت عهودا كان آخذها
عليك ربك في القرآن اذ نزلا
قد كان حذرك الدنيا وخدعهتا
ولا تغرنكم قد قال جل علا
قد قال ذلك زجرا منه هددنا
به فيا رب عفوا فاغفر الزللا
فكل من عمر الدنيا وزخرفها
حبالها خرب الدنيا وما عقلا
ومن يعمر يعمر اخراه بخدمته
لربه بلغ المطلوب والأملا
عاقر الناقة
لصالح ناقة من اسم عاقرها
هل جاء من خبر في اسمه نقلا
نعم يقال قدار اسم عاقرها
سليل سالف عن بعض من الفضلا
وكان ذلك اشقاها كما ذكرت
آي الكتاب وبئس الفعل ما فعلا
لماذا اتخذت النصارى يوم الاحد عيدا لها؟
عيد النصارى لماذا كان بالاحد الم
عروف هل سبب في ذلكم حصلا
نعم لأن به انزال مائدة
من السماء على عيسى كما نقلا
بدا النزول بهذا اليوم ثم بقى
لأربعين من الأيام متصلا
امثال
خير من الخير قالوا ذاك فاعله
وفاعل الشر شر منه اذ فعلا
ان الصديق اذا لم ترج منفعة
منه فذاك من الاعداء قد جعلا
من ادعت نفسا عقلا يفوق به
اقرانه فهو عندي اجهل الجهلا
صحائف الدهر ايام تعد به
فخلدوا ذكركم فيها بما جملا
فقد رأيتم لها حفظا لما حفظت
من المحامد مما قيل أو فعلا
وانها تنشر المطوي دائبة
من كل مستودع ممن مضى وخلا
وفي الزبور روي لا تظهرن ابداً
شماتة بأخ في كل ما فعلا
فان فعلت يعافى هو ثم تصب
بديله عوضا من بعده ببلا
وما المحبة ما هي ما حقيقتها
بين حقيقة معناها لدى العقلا
قيل المحبة ميل دائم بفؤا
د هائم قد عصى من لام او عذلا
يقال عاتب رَبُ العرشِ خالقُنَا
من خلقهِ سبعةً كانوا له رسلا
بأكله آدماً نوحا بدعوته
ويونساَ غضباً في الجوف منه غلا
كذا الخليل على تصويره سقما
بما تعلله حين اشتكى عللا
داؤد في نظرة موسى بوكزته
يحيى بنومته كل بما فعلا
يقال اربعة سم واربعة
درياقة ودواء للذي فَعَلا
الدنيا سم وفيها الزهد يبرئه
فلا تضر الذي ألقاها معتزلا
والمال سم وقتال لمالكه
ما لم يزك فان زكاه ما قتلا
كذا فضول كلام المرء قاتله
ترياقة ذكره لله مبتهلا
ملك الملوك لدنياهم فقاتلهم
ترياقه العدل ممن منهما عدلا
اولى الورى بكمال العفو أقدرهم
على العقوبة فاعفوا ان قدرت على
وربما يتمنى المرؤ ما جعلت
فيه منيته جهلا وما عقلا
ورب قول بدا من قائليه وما
الا السكوت جواب فيه فاحتفلا
ان الخديعة والمكر القبيح لمن
خلق اللئام فدع ما شان او رذلا
وامحض نصائحك الاخوان خالصة
لو هان عندهم ما قلت وابتذلا
اياك ترغب فيمن فيك يزهد لا
خير بصحبته فاتركه معتزلا
ورب شخص بعيد منك اقرب من
كل القرابة فيما قال او فعلا
ان القريب الذي تدنو مودته
لا من دنا نسباً او منزلا نزلا
وابن عمك من بالنفع عمك لا
من كان غمك فيما قال او فعلا
وكل شيء فشيئاً يحسبن ولا
شيء مودة كذاب مع المثلا
من استطال بلا سلطان دون مرا
على الورى هان ثم انذل اي ذللا
حمل المرؤة صعب ليس يحمله
الا الخصوص لما قد شق اي ثقلا
لا تحقرن فقيرا وهو ذو شرف
نفس الشريف ابت الا العلى نزلا
لا ترغبن في غني وهو ملتحف
ثوب الدناءة لو اثرى ولو اثلا
ما اجمل الصبر ما احلاه حيث ترى
ما لم يكن لك بد منه قد نزلا
وألأم اللؤم في الانسان ما هو قل
من جاءه جاره مستصرخا خذلا
فوائد
عشر من السور القرآن مانعة
عشرا خصالا لمن العشر كان تلا
الحمد فاتحة القرآن مانعة
فيما روى غضب الرحمن جل علا
يس تمنع في المروي من عطش
يوم القيامة تاليها كمن نهلا
ثم الدخان من الاهوال مانعة
يوم القيامة تنفي شر كل بلا
وتمنع الفقر والفاقات واقعة
والملك تعذيب من في قبره نزلا
وكوثر من قراها تفعن روي
عنه الخصومة خصم ضل او جهلا
والكافرون من الكفران مانعة
عند احضار ونزع الروح فاحتفلا
من النفاق فاخلاص ومن حسد
وشر وسوسة ما بعدها كملا
وواحد احد هل كان بينهما
فرق ام اتحد المعنى لدى العقلا
بالاتحاد وبالتفريق بينهما
قولان قد وردا عن سادة فضلا
فقولهم احد معناه ليس له
ثان فليس مع المعدود قد دخلا
وواحد اول الاعداد يتبعه
ثان وثالث حتى ينتهي كملا
هذا هو الفرق في الوصفين نعلمه
فاشدد يديك به كي تبلغ الأملا
وقيل في واحد للنفي موضعه
تقول ما احد في مسجدي دخلا
وواحد جاء للاثبات نحو ارى
في بيتنا واحدا قد نام او اكلا
عيسى المسيح لما سماه خالقه
عيسى وما معنى عيسى أوضح السبلا
رأيت بعضهم قد قال في لغة
معناه ابيض ان صح الذي نقلا
ولِمْ يُسمى بروح هل له سبب
أو علة عند من قد يفهم العللا
يقال سمي روحاً من تكونه
من ريح جبريل فهو الروح اذ نزلا
والله سماه ايضاً كلمة لم ذا
وذاك في حالة التبشير قد جعلا
لانه كان مخلوقا بكلمة كن
فكان منها كما قد شاءه رجلا
ولم يسمى مسيحاً قيل حيث غدا
يسيح في الأرض ما ان زال منتقلا
وقيل من مسحه الضراء يبرؤها
لانه يبرئ الاسقام والعللا
نبينا لم قد سماه خالقه
عبدا وسمي ليحيى سيداً فضلا
لان يحيى ابى السيادة لم
يقبل فجوزي بها اجراً لما فعلا
والمصطفى اختيار اسم العبد متضعاً
ذلا ومسكنه لله جل علا
لأجل ذاك اضاف الله خالقنا
إِلى اسمه رفعا لنحو علا
سماه في الذكر عبدالله ثم كذا
سماه ايضاً رسول الله مذ رسلا
وسمى يحيى حصوراً ما الحصور ترى
من ليس يأتي النسا اصلا وما قبلا
لم ابتلى الله أيوبا وسلط ابل
يس اللعين عليه في الذي فعلا
لان ابليس قالوا كاده حسدا
لما رأى في السما من صالح عملا
وكان يسمع املاك السماء على
ايوب ثني بخير حيثما وصلا
فقال يا رب سلطني عليه لكي
ترى ايصبر للمكروه ان نزلا
حتى ابتلاه فبان الامر منكشفاً
عن صبره لقضاء الله مبتهلا
وقيل عن بعضهم دود الحرير هو الد
ود الذي سابقاً من لحمه اكلا
قد اخرج الله فيه اللعاب وذا
قد كن من بركات المبتلى حصلا
ان الشياطين في شهر الصيام روي
قد صفدت فلما عصيان بعض ملا
ما كلهم صفدوا بل خص ماردهم
بذلكم قاله بعض من الفضلا
وقيل في الناس بقيا من وساوسهم
والنفس امارة بالسوء للجهلا
اني لانصح خلي عن ثمانية
لا ينبغي فعلها من كل من عقلا
لا يشهدن بتجريح وتزكية
ولا برشد وتسفيه لكل ملا
ولا بافلاس ذي دين يطالبه
غريمه الحق مهما قل او ثقلا
ولا بقيمة ارض او بخط يد
ولا بأرث لقروم من دون جهلا
في كل عام روينا ليلة جهلت
من السماء وباء فيها قد نزلا
ولا يمرون بماعون دون غطا
الا وحل به ان صح ما نقلا
هل قد روى ان شهراً قد يخص به
من سائر العام ام في كله جهلا
نعم رأيت السيوطي قال ذلك في
كانون اول عن بعض له نقلا
دمشق باسم ابن نمرود الذي ذكروا
قد كان في الأرض جباراً طغى وعلا
باسم ابنه سميت تلك البلاد وقد
كانت تسمى بجبرون كذا نقلا
نصائح
اياك والحرص ان الحرص صاحبه
ما أن يزال أخا هم من به نزلا
اياك والحسد المذموم صاحبه
ملازم غم لا ينفك عنه ولا
والبخل يوجب ذماً للبخيل فلا
ترى او تسمع من يثني على البخلا
اللطف في المرء من ازكى طبائعه
لانه من صفات الله قد جعلا
لكنه ثمر لا يجتنى ابداً
الا لمتصنع للنفس قد ذللا
حرص الحريص الى هم يقود به
هل يشتري الهم انسان وقد عقلا
كذا الحسود ينال الغم من حسد
والغم لاشك يرميه بكل بلا
حكم
ان شئت تسلم في دنيا وآخرة
كن مستقيما دوما واحذر الميلا
ذو العقل يختار في الاعمال احمدها
عند العواقب حيث العقل طالُ على
وذو الجهالة مختار لاقربها
نفعا واعجلها من حيث قد جهلا
الظالمون بيوم العدل كمن ركبوا
مظلومهم يوم نالوه بكل بلا
الناس في هذه الدنيا كمن ركبوا
سفينة البحر سارت والخضم علا
معونة الله للانسان نازلة
حسسب المؤنة لا تستبطئ النزلا
وذو الحماقة ان ينطق فليس له
غير السكوت جواب عند من عقلا
صديق كل امرئ عقل يرافقه
كل الورى اصدقاه ان يكن عقلا
عدوه جهله ان يكن معتقدا
من الخليقة ضرا فهو قد جهلا
اياك تسخر من شيء وتحقره
فليس في صنع ربي محدث هملا
قل اصطبارك في الوقت المصيبة ذا
عليك اعظم منها حادث جللا
وقيل لا شيء في الاشياء أجمعها
للمرء اصعب من شيئين قد جهلا
عرفانه نفسه صعب عليه كذا
كتمانه السر ان يفشى لاي ملا
الشح قد قيل بالانسان اقبح من
كفر لان فقير القوم ان اكلا
تراه في شبع اما الشحيح فلا
تراه يشبع لو اكدى ولو اكلا
ماذا ترى صفة الصبر الجميل كما
قد قال خالقنا بين لنمتثلا
يقال ذلك صبر ليس يصحبه
شكوى ولا معه بث لما نزلا
فوائد في معرفة اسماء اشخاص اشتهروا بالكنى والألقاب عن السيوطي
الاشعري او موسى بكنيته
قد كان يعرف ما الاسم الذي حصلا
ان اسمه كان عبدالله وهو فتى
قيس همام صحابي وقد فضلا
والاخطل الشاعر المعروف سمى غ
سان بن عوف وذا في تغلب نزلا
والاصمعي اسمه عبد يضاف الى
الهنا الملك الديان جل علا
وكان من اصمع ينمى لباهلة
من قيس عيلان معروفا وما جهلا
ابو نواس لقد قال اسمه الحسن ب
ن هاني الحكمي لكنه بولا
ابو هريرة عبدالله والده
صخر الى دوس ينمى هكذا نقلا
وجاء في خلاف غير منضبط
في اسمه وابيه قد روى الفضلا
قال السويدي عنه في سبائكه
ان الاصح اسمه عبد يضاف الى
وصف الأله هو الرحمن وهو فتى
صخر وفيه من الاثوال قد نَقَلا
الى ثلاثين قولا بعد خمستها
في اسمه وابيه قد اتت جُملا
صدّيقنا هو مشهور بكنيته
ما الاسم ما اسم ابيه اوضح السبلا
صدّيقنا هو عبدالله والده
عثمان تيم قريش اصله اصُلا
ابو سعيد هو الخدري نعلمه
ما الاسم بين لكي يدريه من جهلا
الاسم سعد ابو مالك بن سنا
ن وهو خدري انصاري ما جهلا
ينمى الى الخزرج المعروف نسبته
ازد بن غوث كذا قد صح متصلا
ان ابن خياط مذكور يضاف الى
ابيه ما اسمه يا مفتي من سألا
ان اسمه قد قيل عبدالله ثم أبو
ه سالم هكذا عن بعضهم نقلا
واحمد قيل ايضا واسم والده
محمد تغلبي الاصل ما فُصلا
اما ابو دلف العجلي ينسب في
بكر بن وائل فيما صح واتصلا
واسمه القاسم المعروف والده
عيسى بعجلِ لجَيم كان متصلا
اسم المبرد هل تدريه قلت نعم
محمد بن يزيد ينسبوه الى
ازد بن غوث هو البصري وهو أما
م النحو عندهم المعروف ما جهلا
حكم
ان المروة حِمل لا يطيق له
حَملا لما فيه من ثِقل سو الثقلا
ما اجمل الصبر حيث الامر منحتم
لابد منه فصبر الصبر قد عسلا
اتدري انت من المحروم يا سندي
هو الذي شب في دنياه واكتهلا
وكان في نصب بالجمع في نشب
فصار للغير ما يحويه اذ رحلا
اتدري من هو اقوى الناس كلهم
اقواهم من على النفس الجموح علا
يكفي الأديب اديب النفس ما كرهت
من غيره نفسه ناواه معتزلا
من كان بالغدر معروفاً حذارك عن
فِنائه حيثما قد حل او نزلا
فهو الكمين الذي لم ينج سالكه
من سارق سالب او قاتل قَتَلا
دع التكافؤ في كل الأمور فما
رأيت غيرك يبغيه فدعه ولا
ان التكافؤ يفضي للتباغض ما
بين الورى حسدا في كل فعلا
لكن ذلك في امر تعلقُه
بدنيوي وأما الاخروي فلا
لضيق دنياكم كان التنافس في
امورها ولجدَّ النفس ما عُجلا
أما المساعي الى الاخرى ففي سعة
لذاك لا حسد فيما لها عملا
ود الحسود تراه في الكلام وفي
افعاله بغضه فاحذر لما فعلا
فالاسم اسم صديق والعداوة في
معنى مسماه لا تنفك عنه ولا
وعد الكريم قريب وهو أقرب من
دين الغريم فهذا ربما مطلا
وكل وقت له شغل يخص به
فلا تكن بسواه فيه مشتغلا
فالله سائلنا عن حق انفسنا
وحقه حقوق الخلق أي ملا
فكن بكل زمان انت مشتغلا
بما تخاف سؤال الله عنه ولا
من اتقى الله في اسرار خلوته
اجاب دعوته سبحانه وعلا
العلم عز جديد ليس يخلقه
شيء ويزداد لا تفص به دخلا
لا خير في نسب قد شانه ادب
ان ساء شان وان يزكو زكا وعلا
ان الفضول فضول القول مع عمل
دليل صدق لنقص العقل ما جُهلا
إن القناعة لا فقر يقاربها
اما الطماعة فقر حاضر نزلا
ان الفقير امير في قناعت
والفقر عن امير طامع نزلا
كم حسرة غرست من لحظة نظرت
ونار حرب بلفظ حرها اشتعلا
شهادة الطرف اقوى في العدالة من
عدلين فيما بقلب المرء قد نزلا
وخير مالك ما قد صان عرضك لا
ما صنته في الجنايا تبتغي الغللا
ان اللسان عن الانسان يخبر من
بفضله او بنقص فيه قد جهلا
وتخبر العين عما في الضمير فسل
عينيه تخبرك ما في سره حصلا
العز والشرف الاسنى قد اجتمعا
في الدين تحت التقى في ظلها دخلا
ولا شفيع إلى المولى اعز ولا
اجل من توبة تصلح العملا
الامر في الناس اولى الناس قاطبة
به الذي صانه عن كل ما رزلا
الحرص داع الى الحرمان صاحبه
والخير من مبتغيه حاضرا سهلا
لا يبتغي الخير الا من يحصنه
بالصالحات اذا ما قال او فعلا
ان المسيء اذا كافأت فعلته
بشيء كنت دخالا بما دخلا
البغي يصرع باغيه وسائقه
للحين سوقاً حثيثاً جاءنا مثلا
صلاح راعي واصلاح الرعية من
تكثيره الجند اقوى عند من عقلا
ما بدعة احدثت الا وقد تركت
من اجلها سنة مع من بها عملا
اولى الامور اهتماماً منك اوجبها
عليك فانظر الى الاولى ولا مهلا
يا مفني العمر الغالي ومنفقه
في جمع مال تقاء الفقر ان نزلا
ان الذي انت فيه راس فقرك لو
عقلت فانظر متى تنضم في العقلا
ان الكريم ولو قد صال صولته
سليمة ليس يرضى الحيف والميلا
اذا اردت ترى آلاء ربك ما
اجلها فاغضض العينين واحتفلا
ترى الوجود جميعاً غاب عنك كذا
قد غبت عنه فماذا بعد ذاك علا
دنياك هذي ثلاث وهي عافية
وصحة وشباب ان تفتك فلا
ان السفاهة نقص الحلم ناقصة
هو السفيه وقد عدوه في الجهلا
فوائد جليلة في صفات البارئ
لم السؤال بكيفِ كان ممتنعاً
في حق خالقنا سبحانه وعلا
لان كيف يستخبرون عن ال
هيئات او حال ما قد غاب او جهلا
والله سبحانه ما غاب عن احد
وما له هيئة تستلزم المثلا
كذاك ليس له لون يميزه
اذ كل لون له ضد له جعلا
لم السؤال باين عنه ممتنع
ما علة المنع بين اوضح العللا
لان اين بها يستخبرون عن الم
كان اين فلان حل وارتحلا
ولا مكان اخي يحوي القديم ولا
يؤويه سبحانه عن ذاك جل علا
كذا السؤال بكم ان السؤال بها
يكون عن عددكم عندكم رجلا
والله سبحانه فرد بلا عدد
ولا تجزي ولا تبعيض قد فصلا
ولا يقال متى قد كان ان متى
عن الزمان بها يستخبر العقلا
اذا الزمان حديث وهو ذو قدم
فليس يجري عليه حادث حصلا
منزه عن سمات النقص ليس له
زوج ولا ولد سبحانه وعلا
لانما الزوج والأولاد جاز على
من كان للغير محتاجا وما اكتفلا
لم لا يقال لصنع الله ذو علل
وما الذي ينفع التعليل لو جعلا
قد قيل لو كان محتاجا الى علل
لكان للغير محتاجاً اذا فعلا
علم الاله قديم ما الدليل على
هذا وهل من قديم غيره جعلا
علم الاله هو الذات الكريمة لا
شيء سوى الذات عنها زاد وانتقلا
معناه ان كل معلوماته انكشفت
لذاته لم يغب شيء ولا جهلا
فيعلم السر والاخفى وما خفيت
من ذرة عنه فيما دق او جللا
لانه حاضر في كل حاضرة
أو كل غائبة في الكون ما غفلا
فما الدليل على اظهار قوته
على الوجود جميعاً ما دنا وعلا
دليل ذلك في اتقان صنعته
لو لم يكن قادراً ما اتقن العملا
اذ يستحيل وجود الفعل منفعلا
بنفسه دون فعال له فعلا
وكونه محكما لا عيب فيه فذا
دليل حكمته اذ زايل الخللا
فقدرة الخلق هل هي نفس قدرته
ام غيرها اوضح الاحكام والعللا
الله خالق هذا الخلق موجده
وخالق فعله من كل ما عملا
والله اقدرهم في كل ما عملوا
بقدرة سبقت من عنده ازلا
ارادة الله في الاشياء جارية
فما الدليل على اثباتها عَمَلا
دليل ذلك ان الفعل منه جرى
في الخلق في غاية الترتيب ما هملا
فالصنع منتظم ما فيه من خلل
لأن صانعه ما عنه قد ذهلا
غن قيل فالله حي ما الدليل على
حياته ما تجيبون الذي سألا
يجاب قدرته والعلم دل على
حياته اذ هما من ميت بطلا
هو السميع تعالى والبصير اتى
في الذكر نصَّا صريحاً حينما نزلا
هذا الدليل هو السمعي عندهم
فهل هنالك عقلي لدى العقلا
نعم هما صفتا مدح ونفيهما
نقص فلو نفيا فالنقص قد حصلا
والنقص عنه محال جل خالقنا
له الكمال جميعاً وصفه كملا
علم القديم قديم نحن نعرفه
هل وصفه بالضروري جاز أم هو لا
علم الاله قديم ليس يوصف بال
كسبي أو بالضروري كله حُظلا
لان ذا من سمات المحدثات تعا
لى الله عن محدث في وصفه ازلا
ان التكلم من وصف الاله فما
معناه بل ما دليل الحكم فيه جلا
اعلم هديت والق السمع منك لما
اقول هذا مقام يورث الزللا
ان الكلام على قسمين عندهم
له احتمالان في الباري له احتملا
فان عنوا نفي ضد النطق من خرس
فذاك من فعله في خلقه فعلا
وان عنوا خلقه التكليم في أحد
فذاك وصف لذات الحق جل علا
فانه آمر ناهٍ خليقته
وواعد موعد اذ أرسل الرسلا
كما روى خلق التكليم في جسد ال
كليم أجمعهِ من كله حَصَلا
فكان يسمع من كل الجهات ولم
تسمعه جبته حسب الذي نقلا
ان القراءة للقرآن من أحد
ولفظه وكذا الاصوات حين تلا
فكل ذلك مخلوق ومخترع
له تعالى جميعاً فاترك الجدلا
اما المعاني التي من لفظه فهمت
قديمة من صفات الذات جل علا
انالكلام من القرآ ن مشتمل
على امور دراها كل من عقلا
أمر ونهي وإِخبار كذاك على
استخباره خلقه ما شاءه فعلا
كذا النداء ووعد والوعيد مع ال
أمثال مع قصص كل به دخلا
فيه الوصايا وتهذيب النفوس كذا
فيه المواعظ والتنبيه قد حصلا
وناسخ ومنسوخ ومحكمه
مع التشابه به كلا لفظه شملا
ان الصفات صفات الذات هل هي قد
توافق الذات ام قد خالفت مثلا
ان الوفاق لشيء والخلاف له
فرع لغيرية الشيء الذي حصلا
ولا تغاير بين الذات مع صفة
لها بل الوصف نفس الذات قد جعلا
الله شاء كذا أو قد أراد كذا
هل بين ذلك فرق إِفت من سألا
لا فرق بينهما معناه متحد
أراد أو شاء كل جائز قُبلا
دليل انه ما جاز قولك قد
اردت لكنني ما شئت فاحتفلا
والله سبحانه ما كان قط جرى
في ملكه غير ما قد شاءه ازلا
العبد هل يستطيع الاختيار لما
قد كان فاعله من كل ما عملا
وما الدليل على هذا وخالقه
هو الذي خلق الفعل الذي فعلا
نعم لقد خلق الله استطاعته
لكسبه مثل ما قد يخلق العملا
دليل ذلك أن العبد ميز ما
بين الذي هو عنه عاجز مثلا
وبينما كان في وسع استطاعته
فيتركن لهذا ثم ذا فعلا
فصل في الفاظ تتعلق بأصول الدين
طاعاتنا فعلامات الثواب لنا
كذا المعاصي علامات العقاب ولا
ولا يقال لها كانت له عللا
اذ العلامات نافى حكمها العللا
ما الفرق بين المسمى بالعلامة او
بعلة الشيء ان الفرق قد شكلا
علامة الشيء في حين تفارقه
وعلة الشيء ايجاب له جعلا
لكنما علل الاشياء عندهم
تنوعت بعضها شرعية هيَ لا
لا توجب الحكم لكن قد تقارنه
فاثبتته ومهما فارقته فلا
كالخمر إِن وجد الاسكار يحرم او
ان عاد خلا فعن تحريمه انتقلا
وهذه هي تدعى بالعلامة مع
اهل الاصول كذا في عرفهم حصلا
امارة وعلامات وبعضهم
مؤثر أثرت في الحكم اذ نزلا
وليس توجبه قطعاً لان زنى ال
زاني يكون وحكم الحد ما كملا
اما التي نسبت للعقل موجبة
معلولها لم تفارق ما بها عللا
الا ترى حركات الشيء موجبة
فيه التحرك لا تنفك عنه ولا
الظلم ما هو ما معناه قل لي يا
من يجمع العلم يستهدي به الجهلا
الظلم وضعك للأشياء حقيقته
في غير موضعها قصداً وما جهلا
وما حقيقته توفيق الاله لمن
قد كان وفقه في صالح عَملا
توفيقه العبد فاعلم خلق قدرته
فيه على طاعة يأتي بها مثلا
من خلق داعية فيهِ لِتَدعُوَهُ
لفعل ما أمر الرحمن ممتثلا
لأنما العاصي فيه قدرة خلقت
لكنَّ داعية ما فيه قط إِلى
هذا عرفناه والخذلان عندكم
ماذا حقيقته في وصف من خذلا
هذا هو الضد للتوفيق ما خلقت
هناك داعية تستنتج العملا
وقيل ترك اعتناء الله خالقنا
بالعبد يتركه مع نفسه هملا
نعوذ من شره بالله نسأله
من فضله عصمة من نيل كل بلا
حقيقة الرزق ما يأتيك منتفعاً
به سواء حراما كان او حللا
اذ ليس كل الذي يمناك تملكه
يكون رزقك فافهم ربما انتقلا
وهذه الطير والأنعام يرزقها
ولم تكن ملكت بعض الذي اكلا
الشيء في ذمة الإِنسان تجعله
ما معنى ذمته ما معنى ما جعلا
ما ذمة المرء ذاناً كي نحددهِّا
وانما هي معنىً قائم حصلا
معنىً به هو تقديريّ يقبل إِل
زامَ الأمور التزاماً هكذا قبلا
كذا التصرف لكن ليس يقبل إِل
زاماً هنا والتزاماً للذي وصلا
هذي المروِّة ما هي لست افهمها
لعلنا نجتني من غرسكم غللا
ان المروة افعال بفاعلها
تنبئك ان قد رقى هام الكمال عُلا
وفاعل ضدها هاتيك الفعال خسي
س النفس ليس يبالي بالذي رذُلا
بحوث نفيسة في علم الاصول
هذا الخطاب خطاب الله خالقنا
للخلق من حمل التكليف فاحتملا
ما وصفه والى كم كان منقسما
بين حقيقته اوضح لنا السبلا
اعلم هديتَ خطابُ الله خالقنا
لخلقه كان معلوماً له أزلا
لانه كل شيء كان منكشفاً
للذات قبل وجود الشيء فاحتفلا
وحينما خلق الانسان اودَعَه
عقلا به لخطاب الله قد أهِلا
بذاك عن جنسه الأصلي ميّزه
اي جنسه الحيواني الذي سفلا
واختص من جنسه نوعاً وخصصه
بقوة العقل سماهم لنا رسلا
هناك خاطبه لكن بواسطة ال
وحي الذي كان جبريل به نزلا
وذلكم لكمال اللطف منه بنا
ولطفه لجميع الخلق قد شملا
اذ الكلام من الرحمن يعجز عن
سماعه بشر ما كان محتملا
لذاك صَيَّر جبريل الرسول به
الى الرسول لتبليغ الذي رسلا
والرسل قد جعلوا في الناس واسطةً
بين الآله وبين الكُمَّلِ العقلا
فان عرفت الذي قلناه قاعدةً
فافهم وانصت والق السمع منك الى
خطاب ربك هذا الخلقُ مشتمل
على معان وانواع اتت جُمَلا
مِن ذاك يخبرنا عن حال من سلفوا
وحال نشأتها اذ نحن ما عُقَلا
وعن دلائل اعجاز لقدرته
كخلقه كل ما يعلو وما سفُلا
ومنه وعظ وتذكير وتسلية
ومنه ارشادنا كي نرتقي لعلا
منها النصائح والأمثال يضربها
للناس تذكرة ممن يعي المثلا
وغير ذلك من أنواع حكمته
في مقتضى علمه سبحانه وعلا
اما الخطاب الذي بحث الاصول له
مقرر فهو نوع فيه قد دخلا
اي داخل في خطاب الله تمسيةً
وخصه انه الحكم الذي نزلا
بفعل من بلغ التكليف علّقه
امراً ونهياً اذا ما بالغاً عقلا
فالحكم هو الخطاب اللّذ تعلقه
بفعل من كُلفَ الاحكام والعملا
وقسموه الى قسمين فادرهما
خطاب وضع وتكليف على العقلا
هذا على أنما التكليف مطلق أم
ر الله مع نهيه سبحانه وعلا
ومن يقول هو الإِلزام زاد هنا
قسما وذاك هو التخيير فاحتفلا
لأنما الندب والتكريه ما لزما
بل فيهما جاء غير لمن فعلا
بين حقيقة ذي الأقسام ما هي ما
معنى المسمى خطاب الوضع منفصلا
حصول شيء بشيء اي تعلقُه
به امرت بذا إِن ذاك قد حصلا
هو المسمى خطاب الوضع عندهم
وهو خمسة اقسام اتت كملا
ركن وشرط يليه علة سبب
علامة هذه خمس اتتك وِلا
فضل لنا خمسها كلاً على حدة
عن الغموض وعن كل الخفاء خلا
الركن للشيء ما لا يستقيم ولا
يتم من دونه إِن ينعدم بطلا
كمثل تكبيرة الأحرام ان عدمت
من الصلاة فلا نفع بها حصلا
كذاك تلبية الإحرام إِن عدمت
تهدَّم الحجّ لم ينفعه ما فعلا
عقد النكاح اذا لم ترض من نكحت
فذاك عقدٌ هباءٌ حكمه هملا
اذ هذه وضعت مثل الاساس فلا
بناءَ دون أساس قامّ ثم علا
وعلة الحكم وصف فيه أثّرَ بل
علامة لوقوع الحكم قد جُعلا
مثال ذلك عقد البيع قد جعلو
هُ علة لزوال الملك ان حصلا
عن ذاك زال الى هذا اباح له
نفعاً بما غيره يحويه منتقلا
كذاك عقد نكاح قد أحلَّ به اس
تمتاعهُ وهو قبل العقد قد حُظِلا
ومثل هذا كثير غير منحصر
يدريه من عرف الأحكام والأصلا
ما الفرق بين الذي يدعونه سبباً
وما دُعي علةً للحكم قد شكلا
وصف يؤثر في حكم بلا وسط
فذاك علة ذاك الحكم قد جعلا
وما بواسطة في الحكم اثر قل
هذا هو السبب المعروف فاحتفلا
مثاله ثاقب للبيت ثم اتى
لص فحاز متاع البيت واحتملا
مثقبه سبب للاستراق هنا
لكن بواسطة اللص الذي دخلا
دخوله علة الاستراق كما
مسبباً كان للثقب الذي حصلا
وامرءٌ غيره بالقتل قل سبب
وفعل مأموره قل علة مثلا
الأمر ليس له في القتل من اثر
الا بواسطة الفعل الذي قتلا
هذا هو الفرق في الوصفين قد ذكروا
فافهمه كي تعرف الاسباب والعللا
والشرط ما هو بيَّنه لنعرفه
من أين خالف ما قد مر مقتبلا
الشرط ما وفقت للحكم صحته
عليه ان كان صح الحكم او هو لا
أن يوجد الشرط يوجد حكمه واذ
يفقد فلا صحة للحكم بل بطلا
مثل الصلاة اذا كان الوضوء لها
صحت وان لم يكن صح الوضوء فلا
ما الفرق ما بين شرط كان او سبب
الشرط شابه في احكامه العللا
اي في مناسبة الأحكام نحو رضى
من باع في صحة البيع الذي حصلا
وكونه في محل الحكم موقعه
ولا كذا سبب بل خارجاً جعلا
ككون من باع محتاجا الى ثمن
فذلكم سبب في العقد ما دخلا
علامة الحكم وصف كاشف ابداً
عن حكمه دون تأثير به حصلا
فلا يؤثر ايجادا ولا عدما
ولا وجوباً ولكن دل من جهلا
مثل الأذان يدل السامعين على
دخول وقت صلاة انه دخلا
وقد تكون بمعنى الشرط آونةً
كالرجم من شرطه الاحصان قد جعلا
وقد تكون بمعنى علة نسبت
للشرع تشبه في افعالها العللا
فهذه كلها للوضع نسبتها
وما عداها الى التكليف قد حملا
واعلم هديت وامعن ها هنا نظراً
فيما اقول وفكر تبلغ الأملا
بانه كل حكم كان نسبته
للوضع لا مانعاً من كونه بدلا
عن غيره باعتبارت قد اختلفت
كالشرط قد جعلوه علة مثلا
وعكسه وكذاك الركن مع سبب
حسب اعتبارات حيثياتها جعلا
لذا تراها على بعض قد اشتبهت
واشكل الفرق مع من يقصد العملا
لم خص هذاا بحكم الوضع حيث أتى
عن غيره وهو التكليف قد شكلا
لأنما الله في التشريع واضعه
ليوصل الحكم بالتكليف ما وصلا
وما الخطاب الى التكليف نسبته
او حكم تكليف يدعى حيثما نقلا
كل الذي خاطب الله العباد به
وخالف الوضع تكليف لنا جعلا
امراً ونهياً وهذا الغير منحصر
لكن بخمسة اقسام قد اكتملا
هي الوجوب وتحريم ومنتدب
ثم المباح وتكريه قد اكتملا
وبعضهم بثلاث يكتفون هنا
اذ الأواخر تخيير بها حصلا
عزيمة رخصة ما الفرق بينهما
عزيمة شرع حكم لم يك انتقلا
عن اصله واذا ما كان منتقلا
الى الاخف لعذر رخصة مثلا
كأربع الظهر من باب العزيمة ث
م القصر في سفر للعذر قد نقلا
فالحكم ان كان مشروعا لفاعله
بمرتين فأخرى رخصة حصلا
غير المذكى فمحكوم بحرمته
عزيمة ولمن يضطر قد حُللا
جزئيُّ كليُّ ما معناه عندكم
بين لنا صفة اللفظين نلت علا
اللفظ ان وضعوه واحداً وكذا
معناه ما زاد عنه بل به كملا
فانظر الى معنى ذاك اللفظ ام منع اش
تراك معنىً سواه فيه ما حصلا
فذلك اللفظ جزئي يسمى كما
في لفظ زيد سواه فيه ما دخلا
وان تصور معناه لشركته
لم يمنعن فكليٌ دعى مثلا
مثال ذلك كالانسان يدخل في
ه كل أفراده مما به اشتملا
فان زيداً وعمراً ثم غيرهما
جميعها لفظ انسان لها شملا
فان تساوت به الافراد سمي كل
لي التواكؤ أي كل الذي دخلا
فيه تواطأ أي قد كان متفقا
بلا تفاوت في معناه مكتملا
كما تقدم في الانسان حيث اتى
فيه التساوي من الافراد ما جهلا
وان تفاروت معناه وما اتفقت
افراده فيه بالتشكيك فيه جلا
اي بالمشكك سمي حيث ناظره
يشك هل قد تساوى فيه ام هو لا
كابيض او بياض قد تفاوت في
معنى البياض ولما يتفق كملا
كالثلج والعاج كل ابض وهما
تفاوتا شدة فالثلج فاق على
وان تعدد لفظ مع تخالف مع
ناه التباين فيه قد حصلا
مثاله ذاك انسان وذا فرس
تباين اللفظ والمعنى فعِ المثلا
وان تعدد لفظ وهو مختلف
والمعنى متحد أي واحدا جعلا
فهو الترادف كالانسان مع بشر
تخالف اللفظ لا المعنى الذي حصلا
وان يك اللفظ في الاوضاع متحداً
ثم التعدد في معناه قد قبلا
كالقرء حيض وطهر فيه مشترك
سموه مشتركا يدريه من عقلا
ولفظ عين كذا فيه قد اشتركت
ماء وتبر وعين دمعها انهملا
هذا اذا ما المعاني كلها اشتركت
حقيقة فيه فافهم تدرك الاملا
وما الحقيقة ما معنى المجاز بما
يكون بينهما التمييز مكتملا
ان الحقيقة لفظ قد اريد به
في اول الوضع معنىً فيه قد حملا
فان يك استعملوه في كان اذن
حقيقة لم يكن عن وضعه انتقلا
كقولهم اسد وهو الحقيقة في
ماهية السبع العادي اذا اكلا
وقولهم اسد يرمي يراد به
هنا الشجاع مجاز اذ عنوا رجلا
ما الفرق بين المسمى العذر عندهم
ما يسمى لديهم مانعاً جعلا
ما امكن الفعل فيه مع مشقته
فذاك عذر يسمى حيثما حصلا
كالفطر في سفر قصر الصلاة به
اذ صومه ممكن ان كان محتملا
وان يكن مستحيل الفعل تأدية
فذلكم مانع والفعل قد بطلا
ما النسخ بين لنا معناه نلت هدى
النسخ رفع لحكم الشرع مبتذلا
بغيره تارة او ماله بدل
لأن انواعه لم تتحد كملا
ما هيّ انواعه من كان منقسما
الى ثلاثة اقسام اتتك ولا
نسخ التلاوة مع حكم يكون لها
مثاله ما روى في الذكر قد نزلا
بانه عشر رضعات تحرم مر
ضوعا على راضع والنسخ بعد تلا
والثاني ما نسخت فيه التلاوة مع
بقاء احكامه كالرجم فاحتفلا
الشيخ والشيخة المنسوخ لفظهما
وقد بقي الحكم مثبوتا به عملا
هذا وثالثها ما الحكم قد نسخت
بالاعتداد او التوريث ما جهلا
هل تنسخ السنة القرآن عندهم
ام ذاك ممتنع ما صح ما قبلا
الاكثرون اجازوا النسخ بل عملوا
بما تواتر منها واستفاض على
وما اجازوه بالاحاد قط سوى
بعض الشوافع عنهم ذاك قد نقلا
لأن ذلك ظني الدلالة والق
رآن قطعيها من ثم ما اقتبلا
كذا التواتر منها ليس ينسخه
آحادها ذاك ظني وذلك لا
الضد ما هو ما معنى النقيض بما
يكون بينهما التفريق معتقلا
الضد وصف وجودي يعاقبه
كمثله في مكان واحد جعلا
والاجتماع محال بين ذين كما
في اسود ابيض في الشيء ما قبلا
لكن هذين قد جاز ارتفاعهما
معاقبين بوصف ثالث حصلا
جحمرة واصفرار من هنا افترقا
مع النقيضين فاعلم وافهم المثلا
ان النقيضين وصفان وما اجتمعا
كلا ولا ارتفعا بل واحد نزلا
وذاك مثل وجود الشيء مع عدم
لا يجمعان معا فيه ولا انتقلا
صف القياس لنا بين حقيقته
وحكمه في اصول الفقه هل قبلا
الحكم إِن كان مجهول الدليل وما
رأوا دليلا له بالنص قد نزلا
وكان من مثله حكم يشابهه
صح الدليل عليه لم يكن جهلا
فيحمل الحكم مجهول الدليل على
معلومه في دليل واحد حملا
هذا ان اشتركا في علة ظهرت
تساوي بينهما كلٌّ لها احتملا
هذي حقيقته والحكم مختلف
فيه لديهم وعند الجل قد قبلا
وبعضهم كابن حزم منه قد منعوا
قال النصوص وفت بالشرع مكتملا
قواعد الفقه كم بين قواعده
بالعد والوصف تفصيلا لما انحملا
قواعد الفقه خمس لا تزيد على
خمس وهاك بيان الخمس منفصلا
ان اليقين لديهم ليس مرتفعا
بالشك بل بيقين مثله حصلا
يبنى عليها كمن قد كان مغتسلا
فشك في النقض يبقى الحكم مغتسلا
او شك في زوجة هل كان طلقها
او هل اتى موجب التحريم ثم فلا
وهذه غيرها الضُرُ حيث اتى
مهو المزال لدنيا لم يكن قبلا
يبنى عليها وجوب الرد منحتم
في كل مغتصب باق وما اكلا
وان يكن تالفاً في الغاصبين له
فالغرم من بعده الزمهم بدلا
ان المشقة للتيسير جالبة
فتلك ثالثة تستنتج العملا
بعض الفروع لها التقصير في سفر
والفطر اذ كان تيسيراً وقد سهلا
وعادة الناس في الأشياء محكمة
كالحيض في قلة مع كثرة مثلا
ان الامور لتبني في مقاصدها
وكل ما قد خلا عن قصده هملا
من الفروع لها النيات واجبة
في كل فعل به لا تغفل العللا
وهذه الخمس جاءتكم مفصلة
فادعوا لناظمها ان يخلص العملا
الحدس ما هو عند العرفين به
هو سرعة الذهن مهما كان منتقلا
من المبادي الى ما كان يطلبه
والفكر قابله بطءٌ اذا انتقلا
باب الاخلاص
اعلم أخي انما الاعمال قد بنيت
على المقاصد ممن قال او فعلا
فان عملت فقدم نية صلحت
في القول والفعل او ترك الذي حظلا
في الواجبات وضد الواجبات وفي
مخيَّر دون قصد كله بطلا
واخلص القصد لله العظيم ولو
في المشي والنوم أو في أكل ما أكلا
فانما نية الانسان ان حسنت
واخلص العمل الزاكي فقد كملا
فمن نوى فعل خير غير مقتدر
لفعله فله اجر الذي عملا
اصبر وراقب وثق بالله واتقه
في كل حالٍ فيا طوبى لمن فعلا
تلك الخصال خصال الخير اجمعه
من يؤتها يؤت كل الخير مكتملا
في الصبر والتوكل
ان المصائب في الدنيا تكون على
قدر المنازل عند الله جل علا
اذا اراد آله العرش خالقنا
تقريب عبد يصيب منه بنيل بلا
الا ترى الانبيا والرسل ما وقعت
من الشدائد فيهم او بهم نزلا
اذا توكلت فاعمل ما امرت به
على يقين مكين واخلص العملا
وكلما ترتجي عنه السؤال غدا
فدعه لا تتكلف حمل ما ثقلا
واستصحب الصبر واحذر ان تُرى وجلا
واستشعر الحلم والاخبات والوجلا
ورافق الرفق في كل الامور ولا
تكن اخا جزع للخطب قد نزلا
واستسهل الصعب صبرا عند وطئته
وكن لوقع خطوب الدهر محتملا
واثبت ثبات الرواسي الشامخات ولا
تخضع لصرف زمان جار او عدلا
واصبر على مضض الايام محتملا
فما الجليل سوى من يحمل الجللا
وجانب الطيش والاحقاد متئداً
وحاذر السأم المرذول والمللا
واحمل على النفس عبأ الضيم تشف به
فما سوى ضيمها يشفي لها عللا
وصن اديمك واحفظ ماء رونقه
فليس يصلحه شيء اذا نفلا
فصل في اصلاح النفس عن الرذائل والتحلي بالفضائل
واصرف عنايتك العظمى لتزكية الن
فس النفيسة عما شان او رذلا
جرد لها صارماً عضباً محددةً
أطرافه من صميم العزم قد نصلا
تمده همة شماء شامخة
على السماكين تسمو سؤددا وعلا
واقطع حبال الأماني والمطامع وال
أهواء عنها به والحرص والاملا
والبغي والعسف والعدوان أجمعها
والجبن والغش ثم الغدر والفشلا
واخلع رد الكبريا عنها بلا خرق
ولا هوان وخل الذل معتزلا
والعجب والفخر والخيلاء مع حسد
فهذه امهات الشر فاحتفلا
واعدل الى سبل التقوى اعنتها
بسوط جدٍ وخل الهزل والكسلا
واحرص على طلب الخيرات مرتقياً
للمكرمات ففيها نيل كل علا
فالمرء بالعقل وبالنفس ان شرفت
لا بالنفائس او بالملبس اكتملا
كالسيف قيمته تغلو بجوهره
لا بالحمائل أو بالغمد قد فضلا
فاكرم النفس واعرف قدر قيمتها
تعش كريماً عزيزاً عند كل ملا
فانها ان تكن هانت عليك فلا
ترى لها في الورى من مكرم بدلا
اكرامها بالتقى لا بالحلي ولا
بفاخر الخز او تلوين ما أُكلا
فصل في العلم
والعلم اشرف ما تسعى له قدم
لكن اشرف منه من به عملا
من لم يكن حاملا علماً يعيش به
في الناس ذا ادب فليصحب الهملا
من زاد علما ولم يزدد هدىً وتقىً
يزداد بعداً من الرحمن منخذلا
بالعلم تعلو بيوت ما لها عمد
والجهل يهدم بيت العز بعد علا
الجهل واضع من قد كان ذا شرف
والعلم رافع من في الناس قد خملا
فخذ بحظك من مكنون جوهره
لا شك عارٍ ولو قد ضاعف الحللا
في العقل
والعقل افضل ما للمرء من قسمٍ
لولاه لا فرق بين البهم والعقلا
ولا حياة على التحقيق مجدية
في نفع صاحبها الا لمن عقلا
ومنطق المرء يهدي سامعيه الى
ماهية العقل مع من حاله جهلا
كمثل ما أن افعال الفتى علم
له على اصله فانظر لما فعلا
وحامل المال مهما العقل فارقه
فهو الحمار عليه التبر قد حملا
في الأدب
وحلية المرء آداب تطوقها
ففاقد الأدب الزاكي لقد عطلا
فيها المكارم اخلاق الكرام كما
ان للكرام لبس التبر صار حلا
ما ضر ذا أدب ما فات من نسب
ما ذل ما زل ما ان ظل ما خملا
بالعلم والعقل والاداب مع هممٍ
علية قد سما السامي لكل علا
لا تغتر بلباس المرء في ترف
حتى تجرب من اخلاقه جملا
فرب ابيض مغسول الثياب يرى
والقلب من درن الأسواء ما غسلا
دع الورى للذي سواهم وبرا
فهو الخبير بهم واخلص له العملا
في الصبر
والصبر للحبر من ازكى صنائعه
لا يعرف الحر لولا ما به نزلا
نوائب الدهر للاخيار تجربة
لا يعرف الذهب الصافي بدون صلا
ان الامور اذا انسدت مسالكها
فالصبر يفتح في ساحاتها السبلا
فاحمل على الصبر ما يعروك من نوب
لو حمل السبعة الافلاك لاحتملا
وجب مهامه اسحار الدجى جلدا
واقطع على متنه الابكار والاصلا
في طاعة الله تحظى من كرامته
بوافر الحظ حتى تدرك الأملا
فالخير أجمعه دنيا وأخرة
في الصبر فاحرص على تحصيله تصلا
كفاه فخرا بأن الله كرره
في الذكر في كم من الآيات قد نزلا
وكم عليه آله العرش حظ وكم
عليه رتب اجمالا وكم فصلا
فاشدد يديك بحبل الله معتصما
به وثق وعلى الرحمن فاتكلا
في الصدق
واصدق ففي الصدق منجاة لقائله
من المهالك مهما قال او فعلا
لا عز كالصدق للانسان يصحبه
ولا نصير له كالحق ان خذلا
والكذب مقت قلا يرضاه ذو أدب
وذاك من شيم الاوغاد فاعتزلا
في التواضع
والاتضاع علو في حقيقته
فمن تواضع للرحمن نال علا
تواضع الماء حتى صار مرتفعاً
مقداره وعلا في الناس ثم غلا
وطار يبغي العلا هذا الدخان فلم
ينجح له القصد حتى عاد مرتذلا
ان الكمال بناء شامخ وله
حسن التواضع أس في الثرى نزلا
والاعتلاء على اهل العلو بلا
شك خضوع له سبحانه وعلا
في الجود والحلم والسياسة
والجود حرفة اكياس الرجال فمن
يجد يسد وذليل القوم من بخلا
ان المكارم اغصان جراثمها
هو السخاء عليه ساقها احتملا
وحلة الحلم لا تبلى محاسنها
لكن عن الكفؤ ذل فاترك الجدلا
ومن ينام عن الاعداء ايقظه
حر الكايد اذ في نحره اشتعلا
وقاعد العجز عن تدبير حيلته
شدائد الامر قد علمته الحيلا
وصارم البغي مهما سله رجل
تكن غلافةُ ذاك الصارم الاجلا
ومن عن النفس يرضى بالإِساءة قل
رضاه يشهد أن الأصل قد رذلا
وهمة المرء تغليه وترخصه
فتلك آمرةٌ تستخدم العملا
وخير سعي الفتى ما كان يكسبه
حمداً ويعقبه الرضوان والاملا
ما اقبح العيش في دهر يساء به
اولو النهى ويريش النوك والسفلا
لا يرتضي الحر خفض العيش في زمن
خطوبه اوعت الآكام والقللا
لا سيما ما عرا الاسلام من نوب
القته مضنى مهيض الكسر منجدلا
يا للرجال الا هبوا فديتكم
الا هلموا اميطوا عنكم الفشلا
هذي معالم دين الله قد درست
ونور شمس نهار العدل قد افلا
وانتم في رياض اللهو قد رتعت
قلوبكم شربت كأس الهوى عسلا
آي الكتاب تناديكم وتزجركم
اتحسبوا هذيانا ذاك ام هزلا
كلا وربي هو الفصل المبين ولا
عذر لمعتذر من بعده قبلا
اين المسامع منكم والنهى ذهبت
اهكذا سير من منكم مضى وخلا
لا ينعش الذكر قلباً لا حياة به
كالماء لم ينش في صم الصخور كلا
ضاق الوسيع من الغبرا بما حملت
من الرجال ولكن لا نرى رجلا
الا فتى همه توفير عاجله
كدا وكدحاً لما اكدى وما اكلا
الا فتى غارقاً في بحر شهوته
ولم يبال بما قد حل او حظلا
الا فتى مهملا للدين يؤثر للد
نيا رضيها من الأخرى له بدلا
تراه يغضب من دنياه ان خرجت
ما ليس يغضب مهما دينه قتلا
أفٍ لأهل زمان داؤهم زمن
لا يرتجى برؤه او يفني الأجلا
يا منشيء السحب في الآفاق انش لنا
لديننا فيصلا بالعدل قد فصلا
ليخلف المصطفى في بث دعوته
قولاً وقصداً ويقفو اثره عملا
ويا قريب مجيب للدعاء أجب
لدعوتي انني ادعوك مبتهلا
حكم
ان الكريم الذي كفت مروته
اذاه عن كل مخلوق وان سفلا
ان القوي الذي تقوى قواه على
دفع الهوى ليس بالحمال ما ثقلا
تصحبن ملكا أو من يلوذ به
ولو أنالوك تمكيناً ونيل علا
يسخرونك في لذات انفسهم
تعيش ممتهناً فيهم ومبتذلا
والشر في الناس طبع والتطبع لا
سواه منه حصول الخير ان حصلا
لا يكرمونك للذات الكريمة بل
لأجل ما غرض يرجونه أملا
ان الخلاص من المخشي عاقبةً
لباليقين وبالاخلاص ان حصلا
العلم ما كان مصحوباً به عمل
وليس علماً اذا ما زايل العملا
واحسن الصمت ما ينهاك عن زلل
والصمت عن حسن ما زايل الزللا
الصمت حرز وصدق القول مجلبة
للعز فاصدق تنل عزاً ونيل علا
اجالة الفكر في عقبى الأمور بها
سلامة من بنات الدهر ان تنلا
اطع آلاهك تملك من هواك ولا
تطع هواك فطاعات الهواء هلا
لا تخل نفسك من فكر تزيد به
عين البصيرة احكاماً لما اقتبلا
وخلطة الناس ان تعدم فضائلها
لا خير فيها فكن في البعد معتزلا
يا جاهلا قدر الدنيا وقيمتها
ان شئت تعرف ما من قدرها جهلا
فانظر الى من حواها وهي في يده
من ذاك من هو خير الناس ام هو لا
ان النوازل اعلاها واسفلها
اشدها ان يسود الناس من رذلا
من العجائب أن الموت مقترب
والمرء يلهو تراه ضاحكا جذلا
دنياكم كبغي ليس تثبت مع
زوج فعاشقها من ثم ليم على
ان العداوة لو جلت فما بلغت
مقدار ما جاهل في نفسه فعلا
ادخل بنفسك بيت الفكر واخل به
سويعة وافتتح ما كان مقتفلا
تعلم اعندك كانت ام عليك اذا
دارت رحى الحرب بالخصمين واقتتلا
يا نفسي ما أمس من ايام عمرك اذ
خلت فلا تحسبي ما كان عنك خلا
يا نفسي ان غداً لا تعلمن به
لمن يكون لعل الحبل ما وصلا
يا نفسي ما هو الا اليوم فاجتهدي
قبل الغروب والافات وارتحلا
يا نفسي جوزي عن الدنيا ولذتها
وخلي عنها ولا تستمهلي المهلا
دنياكم هي بحر زاخر عظمت
امواجه وحوى ما خف او ثقلا
ما انحط في قعره تلكم جواهره
تواضعت فعلا مقداره وغلا
اولئك العلماء العاملون واه
ل الزهد عنبرة فاستشعر المثلا
تجاركم فهم حيتان بحركم
اعلاهم اصطياد ادناهم له اكلا
أولو الشرور تماسيح فما أحد
الا وحطم ما لاقاه او قتلا
يا من يطالب جيش الغانمين بأن
يقاسموه من الانفال ويحك لا
لا تغترر انما الانفال يحرزها
من يشهد الحرب لا من كان معتزلا
اذا رأيت سرابيل الدنا قلصت
وطلها باء حيث النور قد افلا
وانت تمشي على النهج القويم ولا
تحيد فاعلم بأن اللطف قد شملا
اهل البطالة فاحذر ان تعاشرهم
فالطبع لص مسروق ما به اتصلا
يا راقداً عن مسير القوم اذ رحلوا
هلا اعتبرت بوفد حل فارتحلا
بالأمس هم في سرور تحتهم سرر
واليوم سال صديد تحتهم هطلا
بالأمس في خفر واليوم في حفر
لو كشفت لحميم فر مجتفلا
ان لم تكن حذراً بالغير معتبراً
اصبحت معتبراً للغير حين تلا
يا لاعباً بحياة كلها امل
من خلفه اجل يستسمح الأملا
اعدد لزادك ان الركب مرتحل
فأحرص لتلحقهم والزاد قد ثقلا
فلو علمت بما تلقاه يوم غدٍ
ما زال طرفك بالتسكاب منهملا
أما سرور وأما حسرة أبداً
وكل هذين مبك كل من عقلا
ان التكاثر والفخر الجميل غداً
بفاخر الزاد مهما زاد او جملا
يا قاعداً وهو في لهو وفي لعبٍ
والجيش قد حمل الأزواد وارتحلا
يدعوك داعيهم نحو اللحاق بهم
مالي اراك كمن قد نام او غفلا
ان المسرات في هذي الحياة صفت
لجاهل غافل عن نفسه ذهلا
والهم والحزن حيث العقل قد قرنا
به فمن شك فليستخبر العقلا
ان شئت تحيى سليما في البرية لم
يمسسك قط اذى او لم يصبك بلا
فاحفظ لسانك عن هذا الورى ابداً
ولا تعب احداً منهم وان رذلا
واغضض لطرفك عن عوراتهم كرماً
فان فيك من العورات مشتعلا
وأدّ حقهم لو أنهم ظلموا
واصفح عن المعتدي واعرض عن الجهلا
هذي مكارم اخلاق الكرام بها
آلهنا أمر المختار فامتثلا
دنياك خذ ما صفا منها وعيشك خذ
ما قد كفاك وإياك الفضول فلا
ولا تصاحب من الاخوان قط سوى
من قد وفى ودع العدوان معتزلا
من يبتغي صاحباً فالله صاحبه
يكفيه عن كل مصحوب اذا عقلا
ومن أراد أنيسا فالقرآن له
نعم الأنيس اذ يتلوه حين خلا
ومن يرد كنز مال لا نفاد له
فهو القناعة لالدنى وما سهلا
ومن يرد واعظا فالموت صاح كفى
عن غيره فاعتبر بالموت ان نزلا
وهذه اربع قال الرسول فمن
لم تكفه تكفه نار الجحيم صلا
نعوذ بالله من نار الجحيم ومن
سخط الأله وما يفضي لكل بلا
غاض الوفاء وفاض الغدر منتشراً
في الناس قد صيروه للوفا بدلا
حبل المودة مدوه بقولهم
وقلبهم من صفاهم قد صفا وخلا
خالف هواك تجد مولاك مقترباً
فسله ما شئت اما مع هواك فلا
في كل شيء زكاة عنه تأدية
والحزن فهو زكاة العقل للعقلا
من لم يكن أحكم التقوى وصححها
مراقباً درجات الكشف ما وصلا
لا تطلب العون في كل الأمور سوى
من قادر عالم لا عاجز جهلا
لا تبغين دليلا في الوجود على الم
عبود غير رسول الله لا بدلا
اذا اراد آله العرش خالقنا
ان ينقل العبد من ذل وكل بلا
فضلا الى عزه الأسنى بطاعته
من أجل سابقةٍ حقت له ازلا
هناك آنسه بالانفراد به
في وحدة معه والانس قد كملا
وبالقناعة اغناه وبصره
عيوبه فغدا بالنفس مشتغلا
من يعط ذلك اعطى الخير اجمعه
وقد كفاه فلا يبتغي به بدلا
اياك والناس اقلل من معارفهم
مهما استطعت ودع من لام او عذلا
ان التخلص صعب منهم وهم
لا خير فيهم لباغ الخير قد حصلا
الشر طبع لهم والخير حيث أتى
لم يأت عفواً ولكن معقب ببلا
ان السلامة ترجى في ابتعادك عن
هذا الورى ان تكن ما فيه قط فلا
اياك تركب ما فيه تلام ولا
تنال منه الثنا والاجر قد جزلا
اياك تغرس ما لا تجتنيه ولا
تلقاه في صحف الأعمال قد ثقلا
اياك تجمع ما استغنيت عن وفي
غد الى الغير صار الجمع منتقلا
اياك دنياك لا يغررك زخرفها
بالمال والجاه تمسي لاهيا جذلا
كن كالغريب بها وابن السبيل ولا
تأمل بقاء غدٍ اياك والاملا
هذي وصية خير الخلق خص بها
سليل فاروقنا نعم الفتى الرجلا
ان السرور غرور في حقيقته
من كل ذي أمل غالط الأجلا
خادعت نفسك بل قد خادعتك اذا
ارسلتها هملا لا ترقب المهلا
قدر اقترابك من دنياك تبعد عن
أخراك فاختر لما يبقي وما فضلا
دنياك كالخمر لا يزداد شاربها
من شربها غير سكر كل ما نهلا
الحرص والأمل الغرار ما دخلا
قلب امرءٍ قط الا خرباه على
هلا نهاك النهى فيما نهاه نها
ه عن هواه فولى خائفاً وجلا
ان الحلاوة في الدنيا تصير غداً
مرارة مر ما كان قبل حلا
وكل مر هنا يحلو بيوم غدٍ
لأن حكمهما بالعكس قد جعلا
لا تخل قلبك عن قوت تعيش به
وقوته حكمة عاشت بها العقلا
فلا حياة لقلب قط في بشر
الا بحكمة علم تورث العملا
كلا بقاء لجسم في الحياة اذا
عن الغذاء بمأكول الطعام خلا
لا يسلم المرء من قول يعاب به
ولو رقى في مراقي الفضل كل علا
لا تبتغي عثرات الناس ماأحد
من ذاك يسلم واصفح واغفر الزللا
لا تحقرن لمعروف بدأت به
لو قل ما قل مغروف اذا قبلا
لا تطلبن اثراً قد جاء في مثل
من بعد عين تنبه واحفظ المثلا
لا تترك الصدق واختره على كذب
ولو ظننت هلاكا ليس فيه هلا
لا تفرحن بدنيا اقبلت هي أن
تقبل تعرك حلي الغير فيك حلا
لا خير في عادم فضل الحياء ولا
عند المشيب ارعوى واستصلح العملا
لا خير فيمن خلا من خوف خالقه
لم يخشه في الخلا كالحال عند ملا
لا تنظرن الى الاكثار من عمل
بر ولكن الى اخلاصك العملا
لا عيب يظهر في المحبوب بل سترت
تلك المحبة كل العيب لو جللا
ولا محاسن مع بغض ومع حسد
في المرء لو نال ما قد اعطي الرسلا
لا تفرحن بمدح لست متصفاً
بمقتضاه تكن من أجهل الجهلا
لا تأسفن على ما لم تنله فما
اخطاك لو لم يكن للغير بل وصلا
لا راحة لحسود في الوجود ولا
اخاء يرجى لمن قد حالف المللا
لا تذكر الناس إِلا بالتي حسنت
فذكرهم هو داء ربما قتلا
لا تجهد النفس في رزق تطالبه
واقنع بنزر أتى منه متى حصلا
لا يأتينك الا ما قضي أزلا
في وقته ان قضى لا شك قد وصلا
لا ترفعن حاجة تبدو إِلى أحد
الا إِلى الله معطي كل من سألا
لا تعملن عملا تحمدن به
وانفع المال ما في طاعة بذلا
لا تأمنن الهوى وأحذر مغبته
واحذر مخالفة المولى وما حظلا
لا تشتغل بسوى ما قد عنيت وما
كفيت دعه وكن بالشأن مشتغلا
لا تذهب العمر في لهو وفي لعب
وفي المعاصي فهذا بئس ما فعلا
لا تكثر القول عند القوم ينفر من
هذا كرامهم أو يضحك الجهلا
لا تنطقن بما يحتاج معذرة
وزنه قبلُ فان يحتج فدعه ولا
لا يسلم المرء من هذا الورى ابداً
لا سيما ان تخالطهم وما اعتزلا
لا تترك السعي في الخيرات اجمعها
وما عليك اذا لم تبلغ الاملا
لا ترفع الفضل والاحسان عن احد
في الناس ذلك شأن السادة الفضلا
لا تجزين مسيئا عن اساءته
الا بحسناك ضداً للذي فعلا
لا تتركن جميلا غير فاعله
ما اسطعت ترك جميل الفعل ما جملا
لا تصحبن جهولا ان صحبته
تعدي واقبح شيء صحبة الجهلا
لا شر للمرء من جهل يصاب به
يعمى به قلبه لا يهتدي السبلا
لا تنصحن لمن قد شك فيك ولم
يثق بقولك ان تنصحه ما قبلا
لا تبدين جوابا للجهول اذا
طاشت بوادره واعرض عن الجهلا
لا تحسبن شرفا اعلى وارفع من
دين وعلم قد استدعى لك العملا
من ضيع الوقت فيما ليس يصلحه
يبوء بالمقت والخذلان منخذلا
من ظن أن قد حوى في العلم منزلة
فالميم والنون زالا قد حوى زللا
اياك والكبر ان الكبر يورثك ال
بغضاء والمقت عند القادة الفضلا
خير الورى الذي قد كف ثم كفى
وعف ثم عفى واستصلح العملا
فصل في التوبة
وجوبها بكتاب الله ثم كذا
بسنة المصطفى قولاً وقد فعلا
توبوا الى الله قال الله خالقنا
وعلق الفوز والافلاح ثم على
اني لاستغفر الله العظيم أتى
في اليوم اكثر من سبعين قد نقلا
يا آيها الناس توبوا للآله معاً
واستغفروا ربكم سبحانه وعلا
يمددكم نعما دنيا وآخرة ً
وسيب رحمته يرسله منهملا
لله افرح بالعبد المنيب اذا
ما تاب من واجد ما ضل ارض فلا
اراد بالفرح المذكور فيه هنا
قبول توبته ان تاب قد قبلا
يا ايها الناس توبوا ان ربكم
ليغفر الذنب مهما جل أو ثقلا
اني اتوب الى الرحمن أسأله
عفواً ومغفرة عن كل ما حظلا
استغفر الله من كل الذنوب ومن
كل العيوب وادعوا الله مبتهلا
ان يقبل التوب مني يصلحن عملي
يمحو الخطايا جميعاً يغفر الزللا
انت القريب مجيب من دعاك أجب
وارحم عبيداً ضعيفاً خائفاً وجلا
خاتمة في التوسل بأسماء الله الحسنى
يا من هو الله ربي لا شريك له
حسبي هو الله لا ابغي به بدلا
صحح يقيني وايماني بفضلك من
شك وشرك وزك القول والعملا
ويا رحيم ويا رحمن من وسعت
للكل رحمته اذ لطفه شملا
افرغ علي سجال اللطف مرحمة
لشيبتي مع ضعفي واستر الزللا
يا مالك الملك يا قدوس ليس له
ضد له ملك ما يعلو وما سفلا
ملكني نفسي كي تنقاد طائعة
لامر خالقها ان دق او جللا
قدَّس سرائرنا نوّر بصائرنا
طهر بواطننا عن كل ما رذلا
ويا سلام تفضل بالسلامة من
نار الجحيم وما نخشى وكل بلا
يا مؤمن آمن الروعات مني في
يوم اللقا حقق الوعد الذي حصلا
ويا مهيمن يا من لا يغيب على
ادراكه ذرة في الكون حيث علا
ويا عزيز الذي ما في الوجود له
من خلقه غالب في كل ما فعلا
بدل بعزك ذلي واكسني حللا
من فاخر العز ما أن بدلت ببلا
تعززي بك لا أرجوه من أحد
سواك يا من له كل الورى ذللا
يا من هو الملك الجبار ليس له
من خلقه كفؤ ما شاءه فعلا
يا من تردى رداء الكبرياء على
كل الخلايق فوق الكل كان علا
فلا ينازعه من خلقه أحد
في ذاك الا وفي نار الجحيم صلا
دمر جبابرة الأرض الذين عتوا
عن امر ربهم واستبعدوا المهلا
يا خالق الخلق باريهم مصورهم
اوجدت من عدم اعدمت كل ملا
حسنت خلقي فحسن بالتقى خلقي
واجعلني في رفقاء المصطفى نزلا
يا من تسمى بغفار مبالغة
منه لكثرة ما قد يغفر الزللا
اغفر ذنوبي جميعاً انها عظمت
والعفو اعظم مهما غيثه هطلا
يا رب انك قهار علوت على
جميع خلقك بالقهر الذي شملا
فاقهر عدوي ان يغتالني حسداً
بأي سوء اذا ما قال او فعلا
هبني المعارف يا وهاب انك من
تؤتيه علماً وحكماً ادراك الأملا
وارزقني معرفة للقرب مزلفة
فانت رزاق من يعلو ومن سفلا
وافتح لي فتحاً قريباً كل مقفلة
من المواهب يا فتاح ما قفلا
ويا عليم افض علما ومعرفة
علي من لدني الفيض منهملا
يا قابض باسط اقبض كل داعية
تدعونني للمعاصي او لما رذلا
وابسط قواي جميعاً في القيام بما
كلفتني وبما ترضاه لي عملا
يا خافض اخفض اولي العصيان من كفروا
نعماك ما عرفوا قدر الذي وصلا
وارفعني يا رافعاً في العلم منزلة
انال منك بها الرضوان والأملا
ويا معز محبيه مبّوئهم
منازل العز والتقريب دار علا
اسبغ سرابيل عز منك ضافية
على كي اغتدي بالعز مشتملا
ويا مذل العدى من نال ذُلك لا
يرى فلاحا ولا عزاً ولا جذلا
ويا سميع الدعا اسمع شكايتنا
وامنن ببغيتنا يا خير من سئلا
ويا بصير باحوال العباد يرى
خفيها كجلي دق او جللا
ترى الذي نحن فيه اكشف مساءتنا
وبالغموم سروراً اعطنا بدلا
يا من هو الحكم العدل القضية جد
بحاكم مقسط في الناس قد عدلا
ويا لطيف بكل الخلق لطفك قد
عم البرية بالاحسان قد شملا
ويا خبير بما تخفي الصدور فلا
تفوته ذرة فيما دنى وعلا
انت الخبير بما في صدر عبدك لا
تخيب الظن منه ابلغ الاملا
ويا حليم ذنب العباد اذا
عصوه ما كان بالتعذيب قد عجلا
ويا عظيم علي يا كبير ويا
جليل من قد تردى بالجلال علا
يا ذا الجلال تفضل للحقير بما
أهل له انت لا ما العبد قد اهلا
ويا غفور أتح لي منك مغفرة
ذنبي كبير عظيم فاستر الزللا
وعفوا عف عنا منو كرماً
وعن عبادك ممن قد مضى وخلا
ويا حفيظ احفظ الاسلام عن خلل
والمسلمين ومن للشرع قد حملا
ويا مقيت يقيت الخلق أجمعه
ما كان عن ذرة من خلقه غفلا
ويا حسيب كريم قد تقدس عن
كل النقائص في اوصافه كملا
ويا رقيب على الاشياء ما خفيت
عليه خافية من خف او ثقلا
ويا مجيب دعا الداعين سامعه
فيعطي من شاء منهم كل ما سألا
أجب سؤالي فيما انت تعلمه
ولا أسمي اذ المسؤل ما جهلا
يا واسع الفضل تعطي من تشاء كما
تشاء للعلم لا مناً ولا بخلا
ويا حكيم صنعت الكون أجمعه
بأحكم الصنع في اتقانه عملا
ويا ودود الذي يغشى تودده
من اتقاه وبالمأمور قد عملا
ويا مجيد عظيم المجد انت له
أهل حقيق به عن وصفك انفعلا
يا باعث ابعث لنصر الدين طائفة
اعزة ان دين الحق قد خذلا
ويا شهيداً على الأشياء أجمعها
انت الشهيد على كل بما فعلا
يا حق يا حق انت الحق تثبت ما
تشاء بالحق تمحو كل ما بطلا
ويا وكيل بافعال الخلائق لا
ابغي سواك وكيلا ولا بدلا
ويا قوي متين قو قادمتي
متن حظوظي وزكي مني العملا
ويا ولي أفض فضلا ومرحمة
تول كل أموري واهدني السبلا
ويا حميد لك الحمد العميم على
مواهب عظمت عمت لكل ملا
يا محصي الخلق علام حقيقته
كلاً وجزءً وما يدري وما جهلا
مبدي الوجود معيد بعدما عدم
اعد علي سحاب العفو منهملا
يا محيي هبني حياة منك طيبة
واحي قلبي بنور للستور جلا
ويا مميت امتني حين شئت على ال
إِسلام مهتديا للامر ممتثلا
يا حي لا زلت حيا تحي ميتنا
تميت احياءنا تقضي بذا ازلا
وانت قيوم بالذات الكريمة مس
تغن عن الغير علام بما عملا
يا واجد ماجد أنت المجيد غن
ي واحد أحد ما شئته انفعلا
وحد حياتي بجد من صفاتي واس
لك بي سبيلا قويماً تفضل السبلا
يا سيد صمد ما خاب قاصده
انجح لنا قصدنا يا خير من سئلا
يا قادر يا قدير انت مقتدر
ما شئت كان يكن في الخلق منفعلا
ويا مقدم قدم حسن سابقة
في الخير لي تحسن الاقوال والعملا
مؤخر آخر المكروه أجمعه
عنا بدنيا واخرى واغفر الزللا
يا اول لا ابتداء في الوجود له
وآخر ماله من آخر حصلا
في الخير صير مقامي اولاً حسناً
وأخر الشر وارزقنا الرضى بدلا
يا ظاهر باطن ما غاب عن أحد
بعلمه وبما في الكون قد فعلا
اظهر فلمَّس انوار المعارف لي
من باطن الغيب تجلو الجهل عني جلا
ويا ولي ووالي ول حكمك من
يقوم بالقسط فينا حاكماً عدلا
يا بر لا زلت براً بالعباد وتوا
باً من عصى ان تاب وانتصلا
ويا رؤوف رحيم جد برأفتك الع
ظمى على ضعفنا فالذنب قد ثقلا
يا مالك الملك ملكني هواي واج
زل في عطاي فان الفضل قد جزلا
ويا آلهي انتقم ممن طغى وبغى
وظلمه قد جرى بين الورى عجلا
ممن يعاديك لا يخشى عهودك لا
يرجو وعودك عن ذكراك قد غفلا
يا جامع الناس للحسبان حاشرهم
يا مقسط عادل في ملكه عدلا
ويا غني اغنني عمن سواك فلا
اكون للغير محتاجاً ومبتهلا
يا مغن معطي الغنى من شئت ترفعه
الى حمانا باضرار ونيل بلا
يا ضار يا نافع لا نفع لا ضرر
لا ونك اتى ما زال او نزلا
قنا الضرار وقدر نفعنا ابداً
دنيا واخرى اجعل السر لنا بدلا
يا نور هادي الذي حقت هدايته
بحسن سابقة حقت له ازلا
من تهده فاز بالحسنى ومن سبقت
له الشقاوة والاضلال قد ضللا
ويا بديع السما والأرض مبدعها
كما يشاء اختراعا متقنا عملا
اتقنت صنعتا صورت خلقتنا
كما تشاء آلهي فاهدنا السبلا
يا باقي يا وارث انت الرشيد لمن
اردت ارشاده للقصد ما عدلا
ويا صبور حليم في العقوبة لم
يعجل على من عصى بل يبسط المهلا
اني دعوتك وقافاً ببابك في
حمى جنابك ادعو خائفا وجلا
اني باسمائك الحسنى دعوتك لا
ابغي سواك معينا كافلا كفلا
هبني تقاك اهدني أهدي هداك قني
عذاب نارك مع من نالها وصلى
هبني الرضا وقني سوء القضاء وما
اخشاه من حادثات الدهر ان نزلا
وارزقني علماً وحلماً نافعاً وهدى
وأصلح القول والأخلاق والعملا
اني دعوتك محتاجاً ومختضعاً
وراغباً راهباً ادعوك مبتهلا
وصل رب على خير الخليقة من
ارسلته بالهدى والحق فامتثلا
محمد سيد الكونين سيدنا
والآل والصحب ما تالي الكتاب تلا
والتابعين باحسان ومن حسنت
فيهم سريرته واستصلح العملا
يا رب اجعل سلوكي في طريقتهم
واجعلني من رفقاهم في العلا نزلا
اني احبهم اني احبهم
حباً كثيراً عظيماً عالياً جزلا
تم النظام هنا مستوفياً عدداً
غيناً وضاداً بحمد الله مكتملا
بالأربعاء وفي حاء الأخيرة من
جمادتين اتى مستعذباً سهلا
غين وشين وفاء قد نؤرخه
والباء بعد ثلاث فافهمنه ولا
خلفان بن جميل السيابي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2012/12/12 12:02:27 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com