أُهجُر أَوالا مَجمَعَ الأَشرارِ |
وَاِسلَم هُديتَ بِدينِكَ المُختارِ |
وَاِستَبدِلَن مِنها بِلاداً غَيرَها |
تَرضى المَقامَ بِها لَدى الأَبرارِ |
ما هَذِهِ عِندي بِدارَ دِيانَةٍ |
بَل دارُ ذُلٍّ شامِلٍ مِدرارِ |
أَبناؤُها كُلٌّ يعيبُ جَليسَهُ |
حَسَداً فَهُم مِن أَجلِ ذا في نارِ |
أَخلاقُهُم مَذمومَةٌ وَقُلوبُهُم |
طُبِعَت عَلى دَغلٍ وَحِقدٍ ساري |
يَلقى القَريبُ قَريبَهُ بِعَداوَةٍ |
وَالمَرءُ يَشقى بِالأَذى مِن جارِ |
فَكَأَنَّهُم عِندَ اللِقاءِ ضَرائِرٌ |
لَم يَخشَ بَعضَهُمُ مِنَ الجَبّارِ |
طُبِعوا عَلى غَدرٍ وَحُبِّ خِيانَةٍ |
مِن أَجلِ ذا بَعُدوا مِنَ الغَفّارِ |
يَتَفاخَرونَ لَدى الخِصامِ بِفُحشِهِم |
وَالفُحشُ أَقبَحُ ما يُرى مِن عارِ |
وَالظُلمُ فاشٍ عِندَهُم مِن أَجلِ ما |
تَرَكوهُ مِن أَمرِ المَليكِ الباري |
وَالأَمرُ بِالمَعروفِ لا يُرضى وَإِن |
نيلَ المُحَرَّم حُفَّ بِالإِكبارِ |
وَرَئيسُهُم نالَ الرِياسَةَ بِالرِيا |
فَجِوارُهُ مِن أَكبَرِ الأَخطارِ |
يُبدي الوِدادَ مُنافِقاً وَإِذا خَلا |
فَلِسانُهُ أَمضى مِنَ البَتّارِ |
فَاِقل البِلادَ وَأَهلَها وَاِهجُرهُمُ |
هَجرَ اللَبيبِ لِأَفجَرِ الفُجّارِ |
وَاِحذَرهُم حَذرَ السَليمِ أَفاعِياً |
وَاِحذَر وُقيتَ مَصائِدَ الكُفّارِ |
وَإِذا بُليتَ بِهِم فَداو قُلوبَهُم |
وَقُلِ السَلامُ عَلَيكُمُ أَنصاري |
يا مَن هُمُ قَومي وَأَهلُ مَودَّتي |
أَكرِم بِهِم وَبِدارِهِم مِن جارِ |